بحث هذه المدونة الإلكترونية

2008-07-20

اللاجئون الفلسطينيون في الفكر الصهيوني

اللاجئون الفلسطينيون في الفكر الصهيوني
المقدمة:

تتجذر فكرة طرد الشعب العربي الفلسطيني من وطنه في صلب الفكر الصهيوني. وقد رافقت هذه الفكرة مختلف مراحل المشروع الصهيوني في فلسطين. بدءا من الثلث الأخير الأخير للقرن التاسع عشر. وحتى يومنا هذا.. بحيث لم تكن الأهداف الصهيونية الأساسية لتتحقق دون طرد الفلسطينيين جميعهم. أو معظمهم من فلسطين. من منطلق أن وجود الشعب الفلسطيني على أرضه يتناقض تناقضا حادا, مع الصهيونية وأهدافها ومشروعها الاستيطاني في فلسطين...

تعنى هذه الدراسة بتحري الارتباط الوثيق بين الصهيونية, فكرا وممارسة, بين تهجير العرب من فلسطين. الذي أدى إلى نشوء مشكلة اللاجئين. وتركز الدراسة عبر محاورها الثمانية على ترسيخ حقيقة مسؤولية المشروع الصهيوني عن هذه المشكلة التي يحاول زعماؤه التنصل منها.

أولا: التصورات الصهيونية الأولى إزاء فلسطين وسكانها العرب:

يزعم الصهيونيين (بمختلف تياراتهم الدينية والعلمانية والإصلاحية) بأن الظهور الأول للصهيونية تزامن مع البدايات الأولى لما يسمى <<الشتات اليهودي ـ الدياسبورا>> وذلك عبر حنين <<العودة إلى صهيون>> بينما تشير دراسة التفاعلات الاجتماعية التي جرت في الغرب إبان العصور الوسطى والعصر الحديث, أن الصهيونية ـ بمضامينها السياسية والكيانية الجغرافية ـ تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وفي الميادين الفكرية والاجتماعية, راحت تتشكل الإيديولوجية الصهيونية بين اليهود, بفعل المؤثرات التالية:

ـ اتساع ما يسمى <<حركة الإحياء العبري>> والربط بين اليهود وفلسطين وانسياب تيار الصهيونية غير اليهودية.

ـ انتشار النزعات والفلسفات العنصرية في الغرب (النيتشوية والدارونية والاشتراكية الخالية وعبء الرجل الأبيض... الخ), وشيوع التقديرات الخاصة بتمايز اليهود كجماعة عرقية الجماعات المسيحية وارتباك الغرب في حل المشكلة الناجمة عن هذا التمايز. سواء بالتخلص من اليهود أم بدمجهم في المجتمعات الغربية.

ـ اعتبار فكرة الدولة الخاصة باليهود بمثابة إطار مناسب للتعبير عن تمايزهم, وتوظيف هذه الدولة لدى إقامتها في الحفاظ على الشخصية اليهودية وتنمية قدراتها المادية والثقافية والاجتماعية.

في إطار الإنشاءات الإيديولوجية التي صيغت بتأثير المفاعيل السابقة, ركزت الفلسفة الصهيونية على أن اليهود يشكلون أمة عالمية واحدة, ذات شخصية خاصة(جماعية ـ نقية ـ مستقلة ـ استثنائية... الخ) تمنحها تفوقا على سائر الأمم استنادا إلى مقولة <<شعب الله المختار>> ... وكان واضحا أن هناك مساع لإضفاء القداسة على <<الأمة اليهودية>> وعلى ما يسمى <<الحق التاريخي والعودة إلى صهيون والربط بين اليهود وأرض إسرائيل>> وظل الصهيونيون يرددون على الدوام بأن<<الرباط بين أمة إسرائيل وأرضها ليس كالرباط الذي يشد سائر الأمم إلى بلادها وأوطانها, فهو لدى الأمم رباط سياسي وعلماني وخارجي عرضي مؤقت, بينما الرباط القائم بين الشعب اليهودي وبلاده (؟!) هو كناية عن سر خفي من القداسة, فالشعب والأرض قد أنعم عليهما بتاج القداسة حتى في زمن خرابهما... أنه رباط متعال وسماوي وأبدي, ورباط أزلي>> وبرع الصهيونيون في اجتزاء النصوص التناخية والتلمودية عن <<أرض الميعاد>> وعلاقة اليهود بها, وتوظيفها أيديولوجيا وسياسيا لتبرير مشروع تهويد فلسطين.

لم يكن اليهود يفكرون بالاستيطان ضمن كيان سياسي خاص بهم في فلسطين, قبل ظهور الفكرة الصهيونية في الأوساط الاستعمارية الغربية, وإنما كانوا يزورون فلسطين أو يقيمون فيها لأغراض دينية, ولم تكن زيارتهم أو إقامتهم فيها آنذاك تثير مشكلات تذكر في البلاد. وبعد تفاقم <<المسألة اليهودية>> في الغرب طرأ تغير جذري على هذا الواقع, ولجأت الصهيونية إلى إيجاد نسق من الدعاوى الخاصة بتوصيف التاريخ اليهودي وحل<<المسألة اليهودية>> . وفي مقدمة هذه الدعاوى مايلي:

- هناك شعب يهودي كان في الماضي البعيد يعيش في وطنه (أرض إسرائيل) موحدا, ثم تشتت بفعل الاحتلال الأجنبي لهذا الوطن (...).

- وخلال سنوات الشتات (الدياسبورا). ظل الشعب اليهودي يحلم بالعودة إلى وطنه. وعكست تعبيراته الدينية وموروثاته الثقافية والاجتماعية هذا الحلم(..).

- ونظرا لأن الوطن القديم\ الجديد مأهول بالأغيار فثمة ضرورة للقيام بعدة اقتحامات في وقت واحد. أبرزها: اقتحام الأرضـ اقتحام العمل والإنتاج – اقتحام الحراسة..الخ (...).

- إن الروابط الدينية والتاريخية بين اليهود <<وأرض إسرائيل>> هي روابط أزلية\ أبدية. الأمر الذي يجعل العرب في البلاد وكأنهم غير موجودين. او يظهرون كمحتلين في حال ثبات وجودهم (...).

- بعد الإدراك الغربي لإحجام اليهود عن الانخراط الجماعي الطوعي ضمن المشروعات الاستعمارية في الشرق. ولدت فكرة توطين يهود أوروبا في فلسطين, وعملت الدوائر الغربية على تغذية <<اللاسامية>> ووجدت فيها عاملا مساعدا لاقتلاع اليهود من أوطانهم وتوجيههم نحو فلسطين. تحت ستار المقولات الغيبية المتداولة في موضوع ارتباط يهود العالم بالأرض المقدسة. ولم يكن الاختيار الاستعماري لليهود كمادة استعمارية معزولا عن واقع الدول الأوروبية وعن طبيعة القوى القائمة على تنفيذ عمليات الاستعمار, ولم يكن كذلك معزولا عن المسائل الخاصة بموقع اليهود بالنسبة لعملية الإنتاج وخصوصية وضعهم الاجتماعي. وتم تخصيص عائدية معينة لليهود.تلبي تطلعات زعمائهم وتستخدم في الوقت ذاته كمحرض على التزام الجماعات اليهودية, تلبي تطلعات زعمائهم, وتستخدم في الوقت ذاته كمحرض على التزام الجماعات اليهودية بالمشروع. وهي عائدية تستخدم بدورها في المحصلة النهائية لمصلحة التوجه الاستعماري الشامل إزاء المنطقة العربية, وتمثل الغطاء الذي يخفي تحته اتساقا يكاد يكون كاملا بين العام والخاص.

أيقن القائمون على المشروع الصهيوني منذ بداياته الأولى, أنه يتعين توفير الشروط المناسبة له. فإلى جانب الاستناد إلى القوى التحالفية الغربية وإلى دعم اليهود في أوطانهم لعملية تهويد فلسطين, ألحت على أذهان الصهيونيين فكرة ـ ستغدو بعد ذلك الفكرة الأخطر في تاريخ المشروع الصهيوني.

- قوامها وحدانية هوية الدولة أو حصريتها باقتصارها على اليهود.

ثانيا: فكرة طرد العرب أو ترحيلهم في الطروحات الصهيونية

دأب الصهيونيون على نفي الطبيعة العدوانية لعملية تحويل <<فلسطين إلى دولة يهودية>>, فقدموا لهذه الغاية العديد مما يسمى <<الاعتذاريات>> التي انطوت بطبيعة الحال على الأكاذيب والدعاوى والتشويهات المتعمدة للحقائق. وحفل الخطاب الصهيوني بكم هائل من الأضاليل والصور النمطية السلبية عن عرب فلسطين ولعل من أبرز المزاعم الصهيونية في هذا المنحى. سواء في فترة ما قبل تأسيس الكيان الصهيوني أم بعد ذلك ما يلي:

الغائبون:

رسم الصهيونيون الأوائل مشهدا مغرضا لفلسطين, يظهرها (أرضا خاوية, مهملة صحراء) تنتظر المعمرين اليهود. وكان واضحا في أذهان زعماء الصهيونية أن ترويج الدعوة إلى تعمير الصحراء. يتطلب تجاهل المواطنين العرب في فلسطين, بحيث يبدو الآخرين أن المسألة لا تنطوي على إلحاق ظلم بأحد. طالما أنه غير موجود. وفي ثنايا ذلك أوجدت الصهيونية الأوائل في فلسطين يتمركزون حول ذاتهم. ويتملكهم الجهل (التجاهل) الزائد بالإنسان العربي, لدرجة أنهم لم يكونوا يرون ما حولهم, وأخذوا ينسون الوجود العربي. وحين تمكنوا من نسيانه فعليا لم يعد أمامهم إلا أن يطردوا العرب أو يقتلوهم.

كان تجاهل العرب في البلاد وحذفهم ذهنيا بمثابة خطوة تمهيدية في سياق السعي لحذفهم عمليا. ففي خطابات هرتزل مثلا أمام المؤتمرات الصهيونية الستة التي حضرها, وفي كتابه<<دولة اليهود ـ يودنشنات>> لم يرد أي ذكر للعرب, ولم ترد عبارة السكان الأصليين إلا مرة واحدة وبشكل عابر, وذلك في معرض حديثه عن <<الخطة>> التي ستواجه قلقا ومعارضة من قبل هؤلاء السكان. ومن المؤكد أن ذلك لم يأت مصادفة, لماذا؟! لأنه دون تجاهل العربي, تتعرض المقولات الصهيونية للاهتزاز بعنف ثم للسقوط مبكرا. وهكذا تبنت الصهيونية مقولة أحد زعماؤها الأوائل(إسرائيل زنجويل) التي تقوم على أن <<فلسطين أرض بلا شعب ينبغي أن تعطى لشعب بلا أرض>> والمثير للاهتمام بوجه خاص, أن عملية حذف الوجود العربي فلسطين, من الذهن أولا ومن المكان ثانيا, لم تكن تولد تبكيتا للضمير لدى الصهيونيين ولم يكن إدراكهم لهذا الحذف يخلق لديهم أية مشاعر إنسانية رادعة. فقد شاع مثلا أن ماكس نورداو حين سمع للمرة الأولى كلاما حول جود سكان عرب في فلسطين, جرى باحثا عن هرتزل وصاح<<لم أكن أعلم هذا.. إننا إذن لمقدمون على ارتكاب ظلم.. ومع ذلك لم يرتد نوردا و عن الفكرة الصهيونية>>.

لقد فسر بعض المفكرين الصهاينة ظاهرة العرب الغائب على أنها محاولة للتهرب من حقيقة صلبة تتحطم عندها كل الآمال الصهيونية. وكان اعتذاريات الاستعمار الصهيوني المؤسسة على فكرة اليهودي الخالص, تتضمن أيضا فكرة العربي الغائب أو الذي يجب أن يغيب. وهنا يصبح حتى التجريد العنصري أمر غير ذي موضوع. فأرض فلسطين هي الغنيمة المطلوبة. إن هذه التصورات الصهيونية محكومة إلى حد كبيرة بالنسق الإيديولوجي الصهيوني والرؤى التي تضرب بحذورها في التلمود و<<الجيتو>> غير أن الأنساق الأيديولوجية والأنماط الادراكية لا توجد في فراغ. فهي في نهاية الأمر نماذج فكرية للتعامل مع الواقع. وخلال هذا التعامل, توجهت الدفعة الأولى من الصهيونيين إلى فلسطين بالروح نفسها التي كان الأوروبيون يتوجهون بها إلى الأقطار والمناطق التي اعتبروها خالية. وهكذا كان مفهوم أرض فلسطين الخالية من السكان ـ في نظر الصهاينة ـ مطابقا بالضبط لنظرية << ديستلك>> في المناطق الخالية من السكان.

المتخلفون:

أمام سقوط المقولة الصهيونية حول الفراغ الديمغرافي لفلسطين كذريعة لتهويدها. نشأت فورا آلية (ميكانيزم) أخرى تنطوي على الاعتراف بأن الفراغ الديمغرافي لا يعني عدم وجود سكان إطلاقا, ولن يعني أن هؤلاء السكان ليسوا بشرا, وإنما هم يشكلون جماعات غير متحضرة أو متوحشة في البلاد المقدسة التي تنتظر أبناءها!!.. ويشار إلى أن نظرية <<الفراغ الحضاري>> كانت وليدة الفلسفة السائدة في أوروبا إبان ظهور الحركة الصهيونية, أي النظرة التي كانت تعتبر كل رقعة من الأرض خارج نطاق أوروبا خالية, ليس من أهلها طبعا, بل من حيث كونها تجسد نوعا من الفراغ الحضاري, وبذلك تصبح مؤهلة للنشاط التمديني والاستعماري. ويمكن التقدير بأن الصهاينة الأوائل تبنوا نظرية <<الفراغ الحضاري>> هذه بجميع مضامينها العنصرية, فاعتبروا شعب فلسطين جماعات في مستوى متدن من سلم الحضارة والرقي. لا علاقة له بالبلاد. فقد اعتبر هرتزل في كتابه <<دولة اليهود>> أن <<أرض إسرائيل هي وطننا التاريخي>> وتحدث عن إنشاء جدار في آسيا لحماية أوروبة يكون بمثابة حصن منيع للحضارة أمام الهمجية.

الغوييم:

من مكامن الموقف الصهيوني تجاه عرب فلسطين القائم على تغييبهم واتهامهم بالتخلف, نسج الصهيونيون ـ وخاصة التيار الديني ـ علاقة ذهنية بين اليهود وغير اليهود (= الغوييم) من الخيوط التناخية والتلمودية.وكان الفلسطينيون هم الطرف الرئيس للأغيار. فقيل عن هؤلاء مثلا أنهم: أنواع مختلفة من الحيوانات ـ يندم الواحد القدوس على خلقهم ـ مماثلون للحميرـ لايختلفون بشيء عن الخنزيز البري – بلاء مذكورة في التوارة(9).

الأعداء الأزليون:

تأثر الصهيونيون. بمقادر متباينة. بالأوصاف والمواقف التي تضمنها العهد القديم بشأن العرب والفلسطينيين (الكنعانيين ـ اليبوسيين ـ الفريسيين...الخ) واستمر هذا التأثير إلى ما بعد إنشاء الدولة, حيث ينظر الإسرائيليون إلى الواقع من زاوية الحقوق المطلقة والمقدسة الواردة في التناخ والتلمود. يرون العرب على أنهم تهويد فلسطين في المشروع الصهيوني يكافئ الحالة التي تحدث عنها تلك الرواية.

الغزاة:

ضمن محاولات نزع الشرعية عن الوجود العربي في فلسطين درج الصهيونيون على اعتبار العرب في البلاد غزاة ومحتلين لأرض الميعاد. ففي شهادة قدمها يشعياهو بن فورات, قال<<لقد علمونا احتقار العرب. وأن أرض إسرائيل هي لنا... لم يعلمونا احترام الجار العربي.. وكانت الفكرة الكامنة والصريحة تقول إنهم سيرحلون بينما سنبقى نحن>>.

الهامشيون:

انطوى الحشد الصهيوني للصياغات الخاصة بفلسطين وشعبها على صورة قزمت الوجود العربي في البلاد. وقريبا من مساعي التغييب والتضليل متعددة الأشكال, لم يكن الصهيونيون يقيمون وزنا للعرب. بل اعتبروهم <<جماعات هامشية لا كيان لها>>(11). وقد كان تصريح بلفور نموذجا صهيونيا في نصه على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وعدم إيراد المواطنين العرب باسمهم بل نص على أنهم <<طوائف عير يهودية>> أي كأنهم أقلية هامشية لا هوية لها وكيان إلا من خلال تعريفها بغير اليهود.

ثمة محاولة واضحة إذن لحرمان عرب فلسطين من الوجود والهوية, باعتبار أن هدف الصهيونية بإقامة دولة لليهود في فلسطين, كان يتعلق بإحلال عنصر بشري في الرقعة المعينة وتهجير السكان الأصليين, أو غالبيتهم العظمى, ومن ثم فإن تحويل البلاد إلى وطن يهودي بمكوناته وهويته, يعد العمود الفقري للمشروع الصهيوني. ومن اليسير جمع عدد هائل من الأقوال والمواقف الصهيونية التي أفصحت عن هذا الهدف بوضوح تام. ولكن يكفي هنا إيرادات عبارة لحاييم وايزمن شدد عليها في مؤتمر الصلح بباريس (1919) بقوله <<إن هدف الصهيونية يتخلص بتحويل فلسطين إلى دولة يهودية تماما بقدر ما هي إنجلترا إنجليزية. وأن اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين ذهبوا إليها لتكوين أمة يهودية لا أن يصبحوا كالآخرين >> ولم يتردد وايزمن في الإعلان عن أن اليهود سوف يستولون على فلسطين(12).

و اتضح للجنة كينغـ كراين أن الهدف الصهيوني الأول هو تحقيق هذا الاستيلاء. وذكرت اللجنة في تقريرها عن شهادات الممثلين اليهود أن الصهيونيين يتطلعون إلى تجريد السكان غير اليهود تجريدا تاما من ممتلكاتهم(13). ولعل ما يفسر الرفض الصهيوني الدائم للتوصل إلى تسويات سلمية مع العرب هو الخشية من عدم إنجاز ذلك الهدف. وشدد الصهيونيون منذ البداية على أنه لا يمكن تحقيق الدولة اليهودية إلا بالحرب. وبعد ذلك لن يسمح لأي عربي بالبقاء فيها إذا لم يسلم بوجودها. وفي التطبيق العملي. جاءت نتائج الممارسات الصهيونية لتؤكد أن تهويد فلسطين يعني,دون أي غموض. طرد العرب منها وتشريدهم وتغيير المحتوى السكاني/الاجتماعي للبلاد. بإحضار المهاجرين من شتى بقاع الأرض, تبطيقا للمخطط الصهيوني الذي كرست له الصهيونية قواها الذاتية والتحالفية.

وتعج الوثائق التي تؤرخ الصهيونية بالخطط والتصورات المبكرة الخاصة بتهجير العرب من فلسطين. ومن النماذج التي ظهرت الخاصة بتهجير العرب من فلسطين. ومن النماذج التي ظهرت قبل قيام إسرائيل(1948) مايلي: (14)

- الحاخام الكالعي والحاخام كاليشر, وهرتزل(مؤسس الصهيونية السياسية): دعوات إقامة الدولة اليهودية الخالصة.

- روتشليد (الممول الكبير): ترحيل السكان الفلسطينيين إلى العراق.

- نورداو (كاتب وطبيب): عدم الاكتراث بوجود العرب والإصرار على ارتكاب الظلم.

- زنجويل (زعيم تيار الصهيونية العملية): طرد العرب بحد السيف.

- بوكميل (خبير قانوني): نقل العرب من فلسطين إلى سورية والعراق.

- موتسكين (عضو الإدارة الصهيونية): طرد العرب وتوطينهم في الدول المجاورة.

- سيركين (من زعماء التيار الاشتراكي الصهيوني): إخلاء العرب وترك البلاد لليهود.

- روبين (رئيس شركة تطوير فلسطين): ترحيل الفلاحين إلى شمالي سورية.

- أهرونسون (مهندس زراعي ورئيس شبكة تجسس لاحقا): المزج بين الإكراه والإقناع في ترحيل العرب من البلاد.

- أوسيشكين (زعيم أحباء صهيون في روسيا): الهدف الصهيوني (أنبل) من وجود العرب في البلاد, وطرد العرب قسرا وتهجير اليهود إلى فلسطين.

- وايزمن (الزعيم الصهيوني المشهور): الترحيل إلى شرقي الأردن والعراق.

- جابوتنسكي ( زعيم الجناح الصهيوني التعديلي): جدار حديدي لفرض الأكثرية اليهودية في البلاد.

- بن غويرون ( الذي صار أول رئيس حكومة لإسرائيل): طرد العرب وأخذ مكانهم.

- سوسكين (خبير زراعي هاجر من روسيا): الترحيل القسري للعرب ضرورة لقيام الدولة اليهودية.

- أتينجر (مهندس زراعي هاجر من روسيا): شراء الأراضي في شمالي سورية والعراق ونقل العرب إليها.

- يوسف فايتس (رئيس دائرة في الصندوق القومي اليهودي): تهجير العرب جميعهم إلى العراق وشمالي سورية.

- إدوار نورمان (مليونير يهودي أمريكي): العراق هي المكان الأفضل للمهجرين من فلسطين.

- مؤتمر عمال صهيون: (زوريخ 1937): طرح فكرة الترحيل كموضوع رئيسي للمؤتمر مع التوصية العشرون ( زوريخ 1937): الإصرار على تحويل فلسطين بكاملها إلى دولة يهودية خالصة.

- اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية(1937): بحث سبل تنفيذ الترحيل, وتشكيل <<لجنة ترحيل السكان>> برئاسة مؤشي شرتوك(رئيس الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية) لغايات تخطيط تنفيذ عملية الترحيل.

- مؤتمر الصهيونيين الأمريكيين (بلتيمور 1942): رفض فكرة الدولة ثنائية القومية والعمل على تحويل البلاد إلى دولة يهودية.

- تكفي هذه العينات المختصرة لدلالة على الارتباط الوثيق بين التوجه العام للحركة الصهيونية والتطبيق العملي لمخطط تهجير العرب من البلاد. الذي نفذت المرحلة الأولى منه بقيام دولة إسرائيل(عام1948) وطرد نحو 800 ألف عربي من وطنهم, ورفض عودتهم, خلافا لكل القوانين والقرارات الدولية. ويبين استعراض الموقف الإسرائيلي الرافض لحق عودة اللاجئين إلى ديارهمـ منذ تهجيرهم حتى يومنا هذاـ أن أي تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين سينسحب عليها هذا الرفض, خاصة في ظل اختلال ميزان القوى بالمضامين المادية والعملية لصالح الطرف الإسرائيلي.

ثالثا: الأساليب المتبعة تمهيدا لطرد العرب من فلسطين قبل قيام إسرائيل:

تضمنت العمليات التمهيدية لتهويد فلسطين وطرد العرب منها القيام بأربعة اقتحامات(= غزوات) صهيونية هي:

- اقتحام الأرض: حيث فتح الباب أمام تسرب الأراضي إلى الصهيونيين, سواء بصورة مباشرة أم عن طريق القناصل والمواطنين الأوروبيين في البلاد, وذلك بعد القانون الصادر عن الآستانة عام 1869 المسمى (نظام استملاك التبعة الأجنبية للأملاك) وقد تفاقمت حالة تسرب الأراضي منذ البدايات الأولى للانتداب البريطاني, خاصة بعد صدور قانون نزع ملكية الأراضي (1926). وكانت سلطات الانتداب تسهل عملية انتقال الأراضي إلى الصهيونيين. وثمة ما يستدعي التركيز على أن الفلاحين الفلسطينيين لم يفرطوا بأراضيهم, وكانوا ضحية تسرب الأراضي التي يعتاشون من العمل فيها إلى المؤسسات والجهات الصهيونية. وكان تسرب الأراضي إلى الصهيونيين متيسرا لأسباب متعددة. منها: (15)

- رشوة الولاة العثمانيين و المسؤولين البريطانيين بعدهم, لتسهيل انتقال الأراضي لليهود.

- دفع مبالغ باهظة مغرية لقاء الأراضي المشتراة.

- طرح أراضي الفلاحين العاجزين عن دفع الضرائب بالمزاد العلني.

- التفاهم والعلاقات السرية بين اليهود ورموز العائلات التي تورطت في بيع الأراضي.

- إتباع أساليب التحايل والخداع والطرق الملتوية في الحصول على الأراضي.

اقتحام العمل: بتطبيق شعار <<العمل العبري>> الذي برع في ترويجه أهرون دافيد غوردن وجوزيف برينر وتسفي بن شوشان وجوزيف فيتكين وغيرهم. وقد رأى هؤلاء أن هذا الشعار من شأنه أن يوثق صلة اليهود بالأرض والطبيعة ويخلصهم من التشوه الذي لحق بهم في المنفى. وذهبوا إلى أن الشيء الآمن الوحيد لليهود هو العمل في البلاد, وأن اقتحام العمل يرتبط كليا باقتحام الأرض وبناء المرتكزات المادية للكيان الصهيوني(16).

ـ اقتحام الإنتاج: بتحويل المستوطنين اليهود إلى متجهين, وفرض ما يشبه الحصار على المستعمرات كي تستهلك ما تنتجه وتصدير الفائض إلى السوق العربية. وترافق ذلك مع العودة إلى مقاطعة الأيدي العاملة والمنتجات العربية. والسعي لتحويل العرب إلى مستهلكين, تمهيدا لإمكانية التخلص منهم بذريعة عدم قدرتهم على الإنتاج. وقد ساهمت هذه العملية في زيادة الإنتاج اليهودي. خاصة في ظل توظيف الأموال التي كانت تتدفق على المستعمرات والتوسع في استخدام الأراضي العربية التي حصل عليها الصهيونيون.

اقتحام الحراسة: عبر توفير قوى الحماية اليهودية للمستعمرات والأراضي باسم هاشومير(=الحراس) التي سرعان ما تحولت إلى جماعات إرهابية ذات طابع مزدوج زراعيـ عسكري. حتى تترجم الرواية الصهيونية نفسها إلى واقع, فكانت هذه الجماعات هي النوى الأولى لوحدات الهاغاناه التي شكلت الأداة العسكرية الرئيسية لإنشاء الدولة الصهيونية وتهويد فلسطين(17).

جرت هذه الاقتحامات الأربعة في ظروف عامة كانت تمر البلاد أسهمت بدورها في إنجاز خطوات مديدة على طريق التهويد. فبعد الحكم التركي جاءت حكومة انتدابية مهمتها تنفيذ وعد بلفور, فرعت الوليد الصهيوني وفتحت أبواب الهجرة أمام اليهود, وفصلت فلسطين عن عمقها الجغرافي السوري ورفضت إعطاء الحكم الذاتي لعرب فلسطين. ومع انتهاء الانتداب كشف الواقع عن نفسه بوجه كارثي, حيث وصل عدد المستوطنين اليهود في البلاد إلى نحو 700 ألف يهودي, مقابل نحو 1,4 مليون عربي. وبإقامة إسرائيل, بلغت عملية تهويد فلسطين إحدى ذراها. باستخدام القوة العسكرية وبممارسة لا محدودة لمختلف أساليب العنف والإرهاب في مواجهة غير متكافئة مع عرب فلسطين.

رابعا: استراتيجية الإرهاب والترانسفير الصهيونية وعملية تهجير العرب من فلسطين:

قبل نحو ستة أشهر من إعلان قيام إسرائيل, دعا بن غوريون إلى تطبيق استراتيجية عدوانية في المعركة الدائرة والمتصاعدة في فلسطين, قائلا: << كل هجوم يجب أن يكون ضربة قاضية تؤدي إلى تدمير البيوت وطرد سكانها>> (18).

- الخطة <<دالت>> (د):

انتهت الهاغاناه في صيف 1947 من بلورة <<الخطة دالت>> التي تعود خطوطها الأولى إلى العام 1942, ووضعت الخطة موضع التطبيق في آذار 1948. كان هذه الخطة تقضي بالاستيلاء على النقاط الرئيسية في البلاد وعلى الطرق قبل رحيل البريطانيين. أما الأسس السياسية\ الاستراتيجية لها فكانت تقضي بتوسيع الدولة اليهودية إلى أبعد من حدود التقسيم 1947 وبنسف وحرق وتدمير القرى العربية وطرد السكان العرب المحليين إلى خارج الحدود (19). وفي شهر نيسان 1948. بدأت الهاغاناه تنتهج بموجب <<الخطة دالت>> استراتيجية هجومية اشتملت على احتلال قرى عربية والتمركز فيها, وتدمير قرى أخرى وزرع ألغام بين أنقاضها بهدف منع عودة العرب إليها. وصدرت توجيهات لوحدات الهاغاناه بأن يطال التدمير جميع القرى أو المناطق العربية. سواء كانت تقوم بأعمال عدائية ضد اليهود أم من المحتمل (!!) أن تشارك في أعمال كهذه مستقبلا وبهذا الأسلوب تم خلال الفترة الواقعة بين آذار وأيار 1948 تدمير تجمعات عربية عديدة في مناطق مختلفة بين البلاد, كل حسب ظروفها ووضعها على الصعيد العسكري ومستوى المقاومة العربية فيها وطبوغرافيتها.

الإرهاب الصهيوني كوسيلة لطرد العرب

لجأت العصابات الصهيونية إلى ارتكاب المجازر ومختلف الأعمال الإرهابية لتفريغ فلسطين من مواطنيها العرب, وكانت مذابح نظمتها هذه العصابات, بلغ عدد ضحاياها 254 فلسطينيا من شيوخ ونساء وأطفال.وهناك مجزرتان أخريان لا تقلان وحشية عنها. هما: مجزرتا الدوايمة قضاء الخليل, ومذبحة اللد. ووصل عدد المجازر الأخرى التي نفذتها العصابات الصهيونية نحو 25 مجزرة. منها: مذبحة سلمة (في 1/3) مذبحة بيار عدس(في 6/3), مذبحة القسطل(في 4/4). مذبحة سعسع (في 16/4). مذبحة طبرية ومذبحة سريس(في 17/4), مذبحة حيفا( في 20/4). والقدس (في 25/4). ويافا (في 26/4), ومجزرة عكا(في 27/4) ومذبحة صفد (في 7/5) وبيسان ( في 9/5) (20).

خامسا: قيام إسرائيل ومنع اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى أرضهم:

استغل الصهيونيون ظروف الحرب. وقاموا بأعمال همجية قل نظيرها, استهدفت تصفية التجمعات والمباني السكنية العربية. وقد جاء تدمير القرى أو غالبيتها العظمى نتيجة لعملية منظمة من قبل الهاغاناه. باستخدام المواد المتفجرة و الجرافات. سواء على أيدي الوحدات العسكرية اليهودية الخاصة أم من قبل سكان المستعمرات اليهودية. ومنذ كانون الأول/ ديسمبر 1947 صارت سياسة نسف البيوت العربية أو تدمير أجزاء كاملة من قرى عربية تشكل عنصرا رئيسيا في العمليات التي تنفذها الهاغاناه. وفي شهر أيار 1948. بدأت تتبلور لدى الزعامة الصهيونية سياسة تهدف إلى عدم تمكين العرب المهجرين من العودة إلى ديارهم. وسرعان ما أدركت هذه الزعامة بأن تدمير القرى العربية هو أنجح وسيلة لتحقيق هذا الهدف. وجرى إحراق المزروعات العائدة للمهجرين لعزلهم عن أرضيهم حسيا ونفسيا, ومنع هؤلاء من جني الحقول القريبة من خطوط الجبهة كوسيلة لمنع عودتهم وكانت القوات الصهيونية تطلق النار على العرب الذين يحاولون جني محاصيلهم, واستمرت بحرق الحقول العربية التي لم يكن بالإمكان جنيها من قبل اليهود. وفي النصف الثاني من العام 1948, واصلت هذه القوات سياسة تدمير القرى العربية تحت رعاية بن غوريون.إما لدوافع عسكرية فورية أو لدوافع سياسة بعيدة المدى. كانت أقلية في الكيبوتسات والإدارة تحتج على هذه السياسة. بينما أيدت الغالبية العظمى سياسة التدمير قرى عربية قريبة منهم اسحق جفيرتس(عضو كبيوتس سفايم وضابط استخبارات في الهاغاناه ومسؤول عن إدارة أملاك الغائبين في وازرة المالية لاحقا) الذي أعد مذكرة جاء فيها:<<لماذا نقوم بهذا التدمير الشامل وبدون تمييز, ألم يكن من الأفضل لو أنهم قبل التدمير يفككون الأبواب والأقفال وغير ذلك من الأشياء المفيدة>> وبعد أن طرح موضوع تدمير القرى في جلسات الحكومة خمس مرات في النصف الثاني من حزيران 1948. أدى الضغط المتزايد ضد هذه السياسة إلى إصدار أمر من قبل الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في 6/7/1948 يقضي بمنع تدمير أو حرق أو تخريب قرى عربية بدون سلطة خاصة أو أمر صريح من قبل وزير الدفاع. وذلك بعد أن تمكن الصهيونيون من تدمير عشرات القرى العربية في مختلف أنحاء البلاد. وأثمرت جهود المعارضين لسياسة هدم القرى العربية عن تعيين وصي على هذه الإجراءات لم تستطع إيقاف عملية التدمير والسلب والنهب التي يقوم بها المدنيون اليهود أو وحدات الجيش على حد سواء(1 2).

مع قدوم المزيد من المهاجرين اليهود, برز تناقض بين سياسة تدمير القرى العربية وبين الحاجة إلى إسكان هؤلاء المهاجرين, لذا تم استخدام ما تبقى من البيوت العربية بدلا من تدميرها. وذلك في إطار سياسة رسمها بن غوريون تتضمن توطين القرى العربية المهجورة باليهود, والاستيطان في المناطق التي يقل فيها عدد اليهود (مثل الجليل الأعلى وممر القدس). تجول ليفي أشكول (رئيس قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية) في القرى العربية المهجرة أو المحتلة. واتصل بالحركات الاستيطانية وبسلاح الهندسة في الجيش وبدأت إجراءات تحويل ما يزيد عن 45 قرية متروكة إلى مستعمرات لليهود. واستغلت أراضيها من قبل هذه المستعمرات (22).

كانت مساحة الأراضي الزراعية التي اغتصبها الصهيونيون نحو 3,25 مليون دونم, منها 80 ألف دونم بيارات حمضيات و200 ألف دونم بساتين فواكه وبلغ عدد المباني التي استولوا عليها في المدن العربية 25416 بناية, شملت 55497 شقة و 10727 مشغلا ومؤسسة (23). أضف إلى ذلك القيام بالنهب الجماعي للممتلكات العربية حيث دخل الجنود والمستوطنون القرى والمدن التي احتلوها, وسرقوا كل ما تطاله أيديهم من أدوات الجيش الإسرائيلي من اللد وحدها قرابة 1800 شاحنة محملة بالممتلكات (24). وكانت عمليات النهب هذه تدل على المستوى اللأخلاقي الوضيع الذي نشأ عليه الصهيونيون.

باختصار وكما تقول فريدا أتلي في كتابها <<العالم العربي>> فقد نهبت إسرائيل كل شيء لعرب فلسطين وانتزعت ملكيته. صادرت أملاك الذين نزحوا واغتصبت أملاك الذين بقوا في البلاد (25). ومنذ ذلك الحين. راحت إسرائيل تؤكد ـ كما ورد في مذكرة رفعتها إلى اللجنة الفنية المنبثقة عن مؤتمر لوزان ـ أن عقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء, بمعنى آخر أن عودة اللاجئين إلى أماكنهم السكنية أمر مستحيل. وأوضحت إسرائيل أن المنازل والمزارع وأماكن العمل العربية قد اختفت عمليا (26). وبذلك جعلت الإحلال اليهودي القسري محل العرب أمرا واقعا مفروضا بالقوة الغاشمة تطبيقا للتوجهات والمخططات التي كان يضعها الصهيونيون بشأن تهجير العرب من البلاد. وتحويلها إلى دولة لليهود.

سادسا: محصلة عملية تهجير العرب من فلسطين:

أسفرت نكبة فلسطين عن احتلال نحو 80% من البلاد وعن تدمير مئات التجمعات السكنية العربية وطرد مئات الآلاف من المواطنين العرب. وتتباين المعلومات عن عدد القرى العربية التي دمرت في حرب 1948 وبعدها, ومن بين عشرات المصادر المعتبرة أورد سجل <<التدمير الجماعي للقرى الفلسطينية>> قائمة تضمنت 472 قرية, بلغ عدد سكانها (حسب إحصاء 1945) نحو 338424 نسمة, وبلغ عدد سكانها ( حسب إحصاء 1945) نحو 338424 نسمة وبلغ عدد بيوتها نحو 70288 بيتا(27).

وتضمن (سجل النكبة 1948) قائمتين وردتا في كتاب <<طرد الفلسطينيين>> لبني موريس و <<كي لا ننسى>> لوليد الخالدي, وأضاف إليهما القبائل البدوية في قضاء بئر السبع ( التي توازي في عدد سكانها 125 قرية) بالإضافة إلى قرى أخرى. وبلغ مجموع ما ورد في <<السجل>> 531 محلة مكونة من 13 مدينة و 419 قرية و99 قبيلة, وهذا أكبر عدد للتجمعات المدمرة تم تسجيله للنكبة. وبلغ مجموع عدد المهجرين الفلسطينيين حسب <<السجل>> 804766 فلسطينيا. ويتوزع مجموع عدد التجمعات المهجرة( وعدد سكان كل منهما)حسب الأقضية, كما يلي:عكا30 (47038) ـ الرملة 64 (97405) – بيسان (19602) ـ بئر السبع 88 (90507) ـ غزة 46 (79947) ـ حيفا 95 (121196) ـ الخليل 16 (22991) ـ يافا 25 (123227) ـ القدس39 (97950) ـ جنين 6 (4005) ـ الناصرة 5 (8746) ـ صفد 87 (52248) ـ طبرية 26 (28872) ـ طولكرم 18 (11032). وهذا يعني أن 85% من أهالي الأراضي التي أقيمت عليها إسرائيل أصبحوا لاجئين(28).

في حزيران 1948. أصدرت الحكومة الصهيونية لائحة خاصة بالمناطق المهجورة. وعرفتها بأنها <<المناطق التي تم فتحها على يد القوات المسلحة اليهودية أو التي سلمت إليها. والتي هجرها سكانها جزئيا أو كليا>>. واعتبرت اللائحة أن الممتلكات العائدة لهؤلاء هي ممتلكات متروكة. وأعطت الحكومة نفسها الحق بإعلان أي منطقة بأنها مهجورة. وعهدت لوزير المالية تنفيذ أحكام الاستيلاء عليها (29). واستكمالا للاستيلاء على الأراضي العربية. صدرت في أوقات متفرقة عشرات القوانين والقرارات واللوائح والتعليمات التي كان هدفها تشديد القبضة الصهيونية على الأراضي والأملاك العربية في البلاد.

سابعا: الرواية الإسرائيلية لأسباب مشكلة اللاجئين الفلسطينيين:

ادعت إسرائيل بأن العرب قد خلقوا مشكلة اللاجئين عندما بدؤوا الحرب. وأن إسرائيل غير مسؤولة عن ذلك بأي شكل. ومن الملاحظ أن الرواية الرسمية الإسرائيلية لحرب 1948, تحدثت عن تدمير القرى حسب <<الخطة دالت>> من زاوية اعتبارها قواعد للقوى العربية المسلحة التي كان تبدي مقاومة. فيتم إبادتها وطرد السكان إلى خارج حدود الدولة(30).

أما إيغال يادين (رئيس العمليات في الأركان عام 1948 ورئيس الأركان عام 1948 ورئيس الأركان الإسرائيلي الثاني) فقد أبرز أساليب <<خطة دالت>> التي رسمت لتنفيذ أوامر بن غوريون بتدمير القرى العربية المجاورة للمستعمرات اليهودية وطرد سكانها منها. وكذلك السيطرة على الشرايين الرئيسية للمواصلات التي تعتبر حيوية لليهود وتدمير القرى الفلسطينية الواقعة قربها (31). انجلى غبار حرب اغتصاب فلسطين عن معطيات نكبة لا نظير لها في التاريخ العربي الحديث. وتعددت الأرقام التي نشرت عن حجم التهجير الذي تعرض له عرب فلسطين. فكانت تتراوح بين 700 إلى 800 ألف نسمة. ووصل العدد في بعض المصادر إلى مليون نسمة. وكثرت الأوصاف والتبريرات التي أعطيت لهذا الأمر. من قبل الجانب الإسرائيلي. وقد جرى تداول كلمات مثل: خروج ـ هروب ـ مغادرة ـ رحيلـ نزوح ـ .. الخ بينما سعى الصهيونيون إلى خنق أي تعبير آخر مثل: طرد ـ تهجير ـ اقتلاع ـ تشريد ـ إجلاء ـ ... الخ. وكان التفسير الصهيوني لعملية التهجير يكرر القول إن ملوك الدول العربية ورؤساءها وحكامها وقادة الشعب الفلسطيني هم الذين أوعزوا للسكان العرب أو طلبوا منهم أو حتى أمروهم بترك قراهم ومدنهم, ووصل الادعاء إلى درجة الزعم بأن هذه الأوامر أذيعت على الهواء من محطات الإذاعة في الدول العربية تناشد السكان العرب بترك قراهم والنزوح إلى أماكن آمنة في فلسطين أو الدول العربية(32).

وعلى امتداد السنوات اللاحقة ظلت إسرائيل تنكر تسببها بذلك التهجير, وتفرض سرية تامة على مداولات الحكومة حول طرد الفلسطينيين خلال حرب 1948. وعلى الفظاعات التي ارتكبها الصهيونيون لتهجير العرب من قراهم. ففي العام 1995 مثلا نشرت محاضر اجتماعات الحكومة الصهيونية المؤقتة(10/5/ 1948 ـ نيسان 1949) وكان 95% من النصوص التي حظر نشرها تتعلق بجرائم ارتكبها الجنود الصهاينة ضد السكان العرب وإجراءات طرد فعلية(33). وغني عن البيان أن الحكومة الصيونية كانت توظف أعمال الإرهاب والطرد لإنجاز هدف استراتيجي عام هو تفريغ البلاد من سكانها العرب كضرورة لتهويدها.

لم تستطع هذه الأضاليل طمس الحقائق. وقد بنت دراسات مبكرة لباحثين كبار الكذب المتعمد في الرواية الصهيونية. ومن النماذج التي يمكن التوقف عندها في تحديد هذه الأسباب دراسة للكاتب والصحفي البريطاني تيرانس برتي, الذي عمل في صحيفة الغاريان, يبين فيها أسبابا متعددة لما أسماه <<فرار العرب>> من فلسطين هي: (34)

- إجبار عدد قليل من اللاجئين خلال فترة الصراع على مغادرة منازلهم.

- غادر عدد قليل أيضا لسماعهم بما يقوم به اليهود من أعمال عنف( ومنها بشك رئيس مذبحة دير ياسين).

- غادر كثيرون لإيمانهم بالحملة الدعائية العربية الواعدة بحمام من الدم وتصورهم أن اليهود إذا ما انتصروا فسوف يعاملونهم بالطريقة ذاتها.

- غادر كثيرون لأن القادة خرجوا أولا ولم يفعلوا شيئا لوقف الهجرة الضخمة.

- غادر بعضهم في المراحل المبكرة لاعتقادهم أن عليهم الحفاظ على الصراع. وأن ذلك سيمكنهم من العودة بعد فترة طويلة لدى انتهاء الحرب بالانتصار العربي المظفر.

ثامنا: تقديرات المؤرخين الجدد في إسرائيل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين:

ينشط في إسرائيل تيار يقوم بدراسة ما جرى عام 1948 وسياقه. هو تيار <<المؤرخين الجدد>> الذين يعيون النظر في الرواية الرسمية الإسرائيلية, التي وردت في كتب الهاغاناه والبالماخ وقسم التاريخ في الأركان العامة للجيش الإسرائيلي. ومن أشهر المنتمين إلى ذلك التيار شبتاي طيفت ( مؤلف بن غوريون وعرب أرض إسرائيل) وآفي شلايم (مؤلف مؤامرة على الأردن, الجدار الحديدي) وإيلان بابه(مؤلف بريطانيا والنزاع الإسرائيلي – العربي) ويوسي أميتان (مؤلف إخاء الشعوب تحت الاختبار حزب مبام ومواقفه) وبني موريس (مؤلف نشوء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين) وأوري ميلشتاين (مؤلف: تاريخ حرب الاستقلال) وأمنون راز وإيال نافيه... وغيرهم. لقد قام هؤلاء بنقد الرواية الرسمية الصهيونية, وتنفيذ ادعاءاتها وبيان لأسباب التي أدت هجرة الفلسطينيين. إلا أنها قدمت مؤشرات على التخرصات الصهيونية بشأن أسباب الخروج الفلسطيني.

من أبرز العينات التي نشرها المؤرخون الجدد حول مشكلة اللاجئين, دراسة للمؤرخ الإسرائيلي بني موريس مطلع العام 1986. اعتمد فيها على وثيقة أعدها فرع الاستخبارات في وزارة الدفاع بتكليف من بن غوريون (رئيس الحكومة وزير الدفاع) أو إيجال يادين(رئيس الأركان). عن الفترة من 1\2\1947 إلى 1/6/1948 كانت العوامل التي أوردتها الوثيقة لرحيل العرب, هي: (35)

- العمليات العسكرية للهاغاناه على القرى والمدن العربية (مباشرة أو على مواقع مجاورة) أسهمت بنحو 55% من النزوح.

- العمليات العسكرية للقوات اليهودية المنشقة (أرغون وليحي) والتي يقدر تأثيرها بنحو 15%.

- اعتبار محلية وخوف من المستقبل :(20%)

- الأوامر من المؤسسات العربية وغير الرسمية : 2%

- حملات الهمس اليهودية (الحرب النفسية):2%

- أوامر مباشرة بالرحيل من قبل القوات الإسرائيلية: 2%

- الخوف من انتقام اليهود بعد هجوم العرب على مواقع يهودية: 1%

- ظهور قوات عربية غير نظامية من خارج القرى العربية: 1%

- الخوف من هجوم الجيوش العربية النظامية: 1%

- القرى العربية المعزولة وسط منطقة يهودية: 1%

يوحي التطويل الصهيوني لقائمة أسباب الخروج الفلسطيني بوجود رغبة مضمرة للتقليل من أثر الأعمال الإرهابية الصهيونية التي كانت تتم بموجب خطط وتصورات مسبقة وبأوامر رسمية من المسؤولين للصهاينة في النطاقين الحكومي والعسكري. وهي رغبة مرتبطة بالتنصل من المسؤولية الصهيونية عن تهجير العرب من فلسطين, واعتبار الأمر مجرد نتيجة لحرب بين طرفين لا علاقة مباشرة لإسرائيل لها. ونشير هنا إلى أن إسرائيل تحاول توظيف تيار <<المؤرخين الجدد>> في خدمة تسويق صورة جديدة لها في المنطقة, خاصة في هذه الظروف التي يجري فيها البحث عن السلام والتطبيع مع الدول العربية, عبر إظهارها بصورة الدولة التي تعترف بأخطاء الماضي لكن الواقع الجديد لا يسمح لها بتصحيح هذه الأخطاء بشكل مترافق مع دعوة إلى نسيان الماضي, وفتح صفحة جديدة. إنهم يحلمون باستجابات عربية, ويسعون إلى اجتثاث الحقائق الراسخة في الذاكرة العربية.

الخاتمة:

اتسمت عملية تهويد فلسطين من ظهورها كفكرة, بالانسجام الذاتي, وبالقدرة على تغيير الظروف. ويتجلى هذان الأمران في الترابط القائم بين التوجهات الاستعمارية إزاء المنطقة العربية والإنشاءات الصهيونية( اليهودية وغير اليهودية) واعتبارات وقوع الاختيار على اليهود ليكونوا مادة للمشروع الصهيوني, وفي الترابط بين كل ما تقدم والمقتضيات التمهيدية لهذا المشروع. مرورا بحشر العرب في زاوية الاعتذاريات الصهيونية. وصولا إلى الحصرية اليهودية للدولة وفرض هذه الحصرية بالقوة. وفي ترابط كهذا, تمت المزاوجة بين النوايا والأفعال الإرادية. على النحو الذي كرس في فلسطين وصار أمرا واقعا.

يجدر التأكيد هنا على أن تخصيص فلسطين كوطن <<قومي>> لليهود هو جزء من خطة سايكس ـ بيكو البريطانية الفرنسية المصممة ضد الوطن العربي, وذلك ضمن قيام الرأسماليات الغريبة في حقبة الإمبريالية العالم من جديد طبقا لقوة كل واحدة منها. ولذلك, لم يكن الهدف هو احتلال فلسطين بمعزل عن الوطن العربي. بل كان احتلال فلسطين يقود إلى خلق قاعدة للهجوم على حركة التحرر الوطني العربية.

تتمثل الأسباب الرئيسية لحدوث مشكلة اللاجئين بممارسة الصهيونية عملية الاقتلاع الجماعي بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان. ففي أثناء حرب 1948. اقتلع الفلسطينيين بالآلاف على أيدي الميليشيات الصهيونية. وبعد تأسيس الدولة اليهودية اقتلع الآلاف على أيدي القوات الإسرائيلية وذلك من خلال مجموعة من السياسات التي تنتهك أبسط مبادئ القانون الدولي. وهذه السياسات تشمل هجمات عسكرية مباشرة على المدنيين ( الأماكن المأهولة بالمدنيين), ارتكاب المجازر, النهب والسلب, تدمير الممتلكات (تدمير قرى بأكملها) والتهجير القسري للسكان. وواصلت سياستها في التهجير والاقتلاع حتى بعد توقيع اتفاقية الهدنة في عام 1949.

وفي إطار المحاولات الصهيونية المستميتة لطمس الحقائق ولتسويق الأضاليل حول مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وأسبابها, ادعى الصهيونيون دائما أن ما حدث سنة 1948 هو أن الزعماء العرب طلبوا من الفلسطينيين مغادرة قراهم ومدنهم مؤقتا. ريثما تقوم الجيوش العربية بالقضاء على الدولة اليهودية الوليدة. فاستجاب عدد كبير من الفلسطينيين لهذا الطلب. وخرجوا بمحض إرادتهم, ظانين أنهم سيعودون إلى بيوتهم بعد فترة وجيزة, وبعد أن أخفقت الجيوش العربية في مهمتها, طالت فترة الانتظار حتى أصبح الفلسطينيين لاجئين.. لكن المزاعم الصهيونية سقطت بفعل الحقائق الدامغة. وضمنا الوثائق وبعض معلومات المؤرخين الإسرائيليين الجدد التي تستند إلى المحفوظات الصهيونية. التي نشرت لاحقا وأكدت بطلان هذه المزاعم.



المصادر والمراجع:



ـــــــــــــــ


1) إبراهيم عبد الكريم تهويد الأرض وأسماء المعالم الفلسطينية... دراسة ودليل إتحاد الكتاب العربي. دمشق 2001 ص14.

2) المصدر ذاته ص 15

3)المصدر ذاته ص 17

4) ـ Paris: jam Jacques pervert editor, liberties) Pierre Demeron ,contre Israel

Nouvelles)1968, ,pp 85 86.

5) فيريلوفسكي. من الفكر الصهيوني المعاصر. مركز الأبحاث الفلسطيني. بيروت 1986, ص28.

6) عبد الوهاب المسيري <<الإيديولوجية الصهيونية>> القسم الأول, عالم المعرفة, العدد 60 الكويت, المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب, كانون الأول 1982. ص 3.2.

7) إداورد سعيد. الصهيونية حركة عنصرية, المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت, 1979,ص 134.

8) تيودور هرتسل, مديناه هيهوديم دولة اليهود (باللغة العبرية). قسم الشباب في الهستدروت الصهيوني, تل أبيب,1956,ص20.

9) بولس حنا مسعد. همجية التعاليم الصهيونية. دار الكتاب العربي, بيروت,1967, ص 139.

10) إسرائيل شاحاك, من الأرشيف الصهيوني. مركز الأبحاث الفلسطيني بيروت.1975 ص 54.

11) نور الدين مصالحة. أرض أكثر وعرب أقل. مؤسسة الدراسات الفلسطينية.بيروت 1997.ص 79.

12) (London: Hamish Hamilton Chaim Weizmann,Trial and Error, )1949,p.224 .

13) J.C . Hurewiz,Dipiomann,tria and Error, ( New york : D van noster (and comp

1956,vol.2,p.v.

14) إبراهيم عبد الكريم <<تهجير العرب من فلسطين في التفكير الصهيوني في 1948>> مجلة الأرض.

السنة 10. العدد 6. دمشق القسم الأول. حزيران 1992.ص 33ـ3. العدد 7ـ القسم الثاني.تموز 1992.ص 3ـ25.

15) محمد سلامة النحال. سياسة الانتداب البريطاني حول أراضي فلسطين العربية الطبعة الثانية. منشورات فلسطين المحتلة. بيروت. 1981.ص53 وما بعدها.

16) صبري جريس. تاريخ الصهيونية. الجزء الأول. مركز الأبحاث الفلسطيني بيروت,1977. ص 433.

17) حسين طنطاوي الصهيونية والعنف... الفلسفة والاستراتيجية.دار المسيرة. بيروت1977.ص 433.

18)ميخائيل بالومبو. كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948. دار الحمراء بيروت 1990.ص 48.

19) نور الدين مصالحة. طرد الفلسطينيين... مفهوم الترانسفير في الفكر والتخطيط الصهيونيين.

1882ـ1948 مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت . 1992.ص166.

20) ملف النكبة: أسباب اللجوء. السلطة الوطنية الفلسطينية. الهيئة العامة للاستعلامات. مركز المعلومات الوطني الفلسطيني 2005. http://www.pnic.gov.ps

21) بني موريس.طرد الفلسطينيين وولادة مشكلة اللاجئين.دار الجليل للدراسات والأبحاث الفلسطينية.عمان,1993,ص 152ـ163.

22) المصدر ذاته ص 175ـ170.

23) بني موريس, يوم الأرض في فلسطين المحتلة, مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية دمشق,1976, ص17.

24) توسم سيغف. الإسرائيليون الأوائل. ترجمة خالد عايد وآخرون. مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت, 1986,ص 84-92.

25) فلاح خالد علي. الحرب العربية الإسرائيلية 1949, 1948 وتأسيس إسرائيل المؤسس العربية للدراسات والنشر, بيروت,1982,ص362.

26) ميخائيل بالومبو. كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948. مرجع سابق ص 171.

27) عبد الجواد صالح ووليد مصطفى. التدمير الجماعي للقرى الفلسطينية والاستعمار الاستيطاني الصهيوني خلال مائة عام (1882ـ1982). مركز القدس للدراسات الإنمائية. لندن 1987. ص 31.

28) سلمان أبو ستة. سجل النكبة 1948, مركز العودة الفلسطيني,لندن 1999, ص9. وما بعدها.

29) Laws of the state of Israel, published by the government printe vol.1(1948,.. 5708),p 25 ـ

30) حرب فلسطين 1947ـ1948: الرواية الرسمية الإسرائيلية, ترجمة أحمد خليفة مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت, 1948,ص 347.

31) ميخائيل بالومبو. كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948. مرجع سابق. ص 48

32) عباس نمر, عرض كتاب شريف كناعنة <<الشتات الفلسطيني>> هجرة أم تهجير. صحيفة القدس المقدسية 27\2\1997 .ص 15 .

33) السفير اللبناني (بيروت). 9\2\1995, ص3 .

34) بحث تيرانس في:

Michel Curtis and Oth.(Ed.), the Palestinians,people ,History,Politics(new Jersey, New Brunswick : Transaction books) 1975, p.54

35) عباس نمر, عرض كتاب شريف كناغنة <<الشتات الفلسطيني... هجرة أم تهجير>> صحيفة القدس المقدسية 4/3/1997,ص 15 عن:

Biny mowis,middle Eastern Studies, January,1986

المصدر: أرشيف المجموعة 194 (30/4/2007)

ليست هناك تعليقات: