بحث هذه المدونة الإلكترونية

2008-08-28

لماذا أغلقت السلطات الإسرائيلية مؤسسة الأقصى؟

لماذا أغلقت السلطات الإسرائيلية مؤسسة الأقصى؟
تقرير: عبير صراص – إذاعة هولندا العالمية
اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية يوم أمس مبنى مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في مدينة أم الفحم الإسرائيلية بأمر من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. وقامت الشرطة بإغلاق المؤسسة بعد أن صادرت ممتلكاتها من الحواسيب والملفات والأموال ومجموعة من الوثائق والمخططات المتعلقة بالمسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية في الأراضي المقدسة.
وعقب الاقتحام عقد رئيس الحركة الإسلامية داخل إسرائيل الشيخ رائد صلاح مؤتمرا صحفيا أكد فيه على مواصلة الحركة الدفاع عن المقدسات الإسلامية رغم العقبات التي يفرضه الاحتلال في طريقها. وذكر الشيخ صلاح في المؤتمر أن سبب المداهمة له علاقة بما كشفته المؤسسة في مؤتمر عقدته قبل أسبوعين في مدينة أم الفحم من معلومات وأدلة عن المخططات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية هناك ومن بينها خطة إسرائيلية لبناء كنيس يهودي في حي المغاربة المحاذي لحائط المبكى (حائط البراق)، وبناء جسر عسكري يصل إلى داخل الحرم القدسي.
لكن الشرطة الإسرائيلية عزت، في تصريح رسمي، سبب الإغلاق إلى صلة المؤسسة بحركة المقاومة الإسلامية حماس، وقالت أن المؤسسة تقوم بنشاطات مشتركة مع حماس. إلا أن الشيخ صلاح نفى أي علاقة لمؤسسة الأقصى بحركة حماس.
الكشف عن الخطة
من بين الذين شاركوا في المؤتمر قبل أسبوعين المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس الذي أكد لإذاعة هولندا العالمية أن الوثائق المصادرة تحتوي أيضا على وثائق تتعلق بالمقدسات المسيحية لأن مؤسسة الأقصى كانت تجمع التقارير الميدانية الهندسية لجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية. وردا على إغلاق المؤسسة قال المطران: نحن نستنكر إغلاق المؤسسة غير القانوني وغير الإنساني لا سيما أن مؤسسة الأقصى معنية بمساعدة الأسر الفقيرة إلى جانب اهتمامها بترميم المقدسات والمقابر الإسلامية والمسيحية.
وقال المطران إن المؤسسة أبرزت الكثير من الوثائق والإثباتات خلال المؤتمر الذي شارك به. وتؤكد هذه الوثائق بأن قوات الإحتلال في مدينة القدس تسعى لإبتلاع الأوقاف الإسلامية والمسجد الأقصى. وحسب ما قاله المطران فإن هذه الوثائق التي وصفها بالخطيرة قد صُورت ووزعت على المشاركين في المؤتمر وعلى وسائل الإعلام.
المطران عطاالله حنا
مؤامرة ضد القدس
وأضاف المطران أن هنالك مؤامرة خطيرة جدا لطالما حذرت الشخصيات الفلسطينية منها وهي مؤامرة تستهدف المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. وأضاف اليوم تستهدف إسرائيل المسجد الأقصى وغدا تستهدف كنيسة القيامة مشيرا إلى أن قوات الاحتلال لا تفرق بين الأوقاف المسيحية والإسلامية وإلى ضرورة الوقوف معا ضد الانتهاكات التي تتعرض لها المدينة وسكانها العرب بأكملهم.
رسالة تهديد
الهدف من هذه المداهمة كما يرى المطران عطا الله حنا واضح وهو بعث رسالة لكل من يدافع عن الحق العربي الفلسطيني في هذه الديار، وهو يهدف لضرب المؤسسات الوطنية وابتزازها وإرغامها على الصمت والوقوف مكتوفة الأيدي أمام ما تقوم به سلطات الإحتلال بحق المدينة ومقدساتها، وخاصة لأن الشيخ رائد صلاح كان في الآونة الأخيرة مهتما بأوضاع المسجد الأقصى والانتهاكات التي يتعرض لها.
واعتبر المطران إغلاق المؤسسة الإسلامية تهديدا لجميع المؤسسات المسيحية كذلك لأن قوات الإحتلال الإسرائيلي في اعتقاده لا تميز بين المؤسسات المسيحية والإسلامية ويريدون أن نسير جميعنا على ما ترسمه لنا إسرائيل.
تعمل مؤسسة الأقصى منذ أعوام على جمع تلك الوثائق والتقارير والتي تقوم بعملية مسح كامل لجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في جميع أرجاء فلسطين. وكانت المؤسسة قد تأسست في العام 1998 بتصريح من السلطات الإسرائيلية. عقدت المؤسسة مؤخرا مهرجانا كبيرا في مدينة أم الفحم بعنوان الأقصى في خطر. حضر المؤتمر الآلاف من فلسطينيي الداخل وعدد من الوفود الأجنبية.
يذكر أن دائرة الآثار الإسرائيلية تقوم بحفريات متواصلة بالقرب من الحرم القدسي والمسجد الأقصى لكن هذه الحفريات تهدف للتنقيب عن الآثار اليهودية حسب ما صرحت به مسبقا أوسنات جويز المتحدثة باسم هيئة الآثار الإسرائيلية.
ودانت جهات عربية وإسلامية من بينها منظمة المؤتمر الإسلامي عملية إغلاق المؤسسة. وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان اوغلي في بيان أصدرته المنظمة: ما قام به الاحتلال (الإسرائيلي) اعتداء سافر على مؤسسة فلسطينية تعنى بالحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية والتاريخ والتراث في فلسطين وإمعاناً في المخطط الرامي إلى تهويد مدينة القدس والاستيلاء على مقدساتها.

ليست هناك تعليقات: