بحث هذه المدونة الإلكترونية

2016-10-01

أسم من الذاكرة الفلسطينية: المصور الفلسطيني "الأرمني الفوتوغرافي" ايليا كهفيدجيان

أسم من الذاكرة الفلسطينية: المصور الفلسطيني "الأرمني الفوتوغرافي" ايليا كهفيدجيان

ايليا كهفيدجيان، عين الفلسطيني على وطن ضاع، وبلاد تسربت ذاكرتها في اتون الحرب، وهي عين ماهرة، مبدعة، رصدت بدقة الفنان علاقة الصورة  بالمكان وعلاقة التفاصيل بالكل وسطوة الضوء والظل حين تصنعان المشهد،  بكامل الأمانة المكانية ومهارة الفنان واختياراته، على أن المدهش في هذه الصور هو جودة التصوير والطباعة في زمن مضى،  كنا نعتقد خطأ انه ناقص التقنية وضعيف النتائج، لنكتشف في هذه الصور،  أن تقنية الأسود والأبيض وبراعة المصور في الطباعة اليدوية قد فاق ما توصلت إليه الصورة الآن في عصر الديجيتال، فهي صورة كاملة، محروسة بقلب محب للمكان والزمان، وهي ذاكرتنا التي توشك أن تغتال في عالم قرر أن يحرم شعب من أرضة وبيوت ومفاتيح من أهلها ، غير أن للتاريخ كلمة قالها قديما “وسيقولها حتما”، أن عروبة هذه الأرض،  التي رصدها الفنان الراحل ايليا ستبقى ما بقي الحجر وما بقيت الذاكرة.




المصور ايليا كهفيدجيان الفلسطيني ذو الأصل الأرمني ولد في تركيا … ولكنه عندما فقد أسرته وهو صغير في السن شاءت الظروف أن يأتي الى لبنان ومن ثم الى الناصرة ثم أخيرا الى القدس … وكان ايليا منذ طفولته يرغب أن يصبح مصورا فوتوغرافيا، وعندما أصبح شابا وعاش في القدس معظم حياته عشقها وانبهر بأماكنها الدينية وعراقتها وجمالها وحياة سكانها العرب كذلك تجول في معظم مدن ومناطق فلسطين حاملا كاميرته ليسجل لنا وللتاريخ… وللكذابين والمنافقين ولمن سرقوا وطنا جميلا وشردوا شعبا مسالما» أن فلسطين عربية … من خلال إلتقاطه آلاف الصور باللونين الأبيض والأسود وذلك منذ العام 1924 وحتى العام 1947 أي قبل النكبة الفلسطينية بسنة.

كذلك فقد جمع ايليا صورا قديمة جدا لفلسطين لمصورين آخرين أقدم منه، ومنها ما التقطت منذ العام 1860 ومابعد ذلك التاريخ.
وايليا فنان الكاميرا و الموثق التاريخي لحياة فلسطين اليومية المادية والانسانية والحضارية ولد عام 1910 وتوفي في العام 1999. لكن بعض أفراد عائلته أشاروا الى ان ايليا كان يحتفظ بحوالي 2500 صورة قديمة لفلسطين مما شجع بعض الفنانين التشكيليين الاردنيين والمثقفين بالتعاون مع أحفاد ايليا لتحميض وتكبير حوالي (100) صورة فقط لعرضها أمام الجمهور الاردني والعربي والاجنبي هنا في عمان بدار الأندى بجبل اللويبده، وذلك في فتره منتصف شهر تموز عام 2012م.

شهود الزور
ومما ساهم في ضياع الوطن الفلسطيني هم شهود الزور الذين جاءوا بعد الحرب العالمية الاولى في عام 1918 وادعوا انهم سوف يقومون بتحسين وتطوير حياة هذا الشعب وذلك باحتلال أراضيهم ,لكنهم لبسوا ثياب الانتداب البريطاني عام1921 وبعد نهاية مهمتهم اللانسانية واللصوصية فقد خرجوا وسلموا البلاد العربية لناس غرباء كليا عن هذا البلد العربي , وساعدوا اليهود في انشاء دولة الاغتصاب والقهر (اسرائيل) الذين ادعوا انها ارض بور خاوية من الحياة والناس وكأن الشعب الفلسطيني الذي عاش فيها قد تبخر فجأة !!. ثم من سمح للسيد بلفور بأن يعطي أرضا ليست لبريطانيا لناس اخرين خارجين على قوانين العالم؟! ومن اعطى للسيدين المبجلين سايكس وبيكو الاجانب حق التلاعب بالتراب العربي والاسلامي المقدس في آسيا وأفريقيا؟؟!!

صور الحق
مائة صورة تم عرضها في دار الأندى للفنون والثقافة عن فلسطين حيث نشاهد بعض تلك الصور التي صورها ايليا في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي لكن:
الصور الأقدم هي من مجموعاته التي كان يحتفظ بها لغيره ومن صور معرض “ماذا لو بقينا” 
نلاحظ:
صور المهن الفلسطينية مثل: عمال يقومون بوضع حب البرتقال اليافاوي والحيفاوي في صناديق خاصة لتصديرها الى الدول العربية و الاوربية، الصور التقطت في الثلاثينات. وهناك صور أخرى لصيادين عرب على شاطئ بحر غزة يرمون الشباك لصيد السمك, والصوره تم التقاطها عام 1935. ونشاهد صورا لمهنة النجار العربي عام 1920، وسوق لبيع البطيخ عام 1930، وصور لبائعة الحليب تسير في أحد أزقة القدس، ثم صورة لمنجدين يمشطون القطن عام 1920، وصورة شعبية لحلاق يحلق لشخص اخر في الطريق، مع العلم انه كانت هناك صالونات حلاقة ولكنها وبما تكون مرتفعة الأجرة بالنسبة لهذا الذي يحلق في الطريق الترابي.
وشاهدنا كذلك اسكافي أرمني الأصل يصلح حذاء لأمرأة ونشاهد أيضا» بعض النساء البدويات الفلسطينيات وهن يقمن بنسج البسط، وهناك حمال شعبي يقوم بحمل عشرات علب الصفيح المربوطة معا والفارغة وذلك في مدينة الخليل عام 1910 , وتلك التنكات معروف أنها تباع لأجل وضع زيت الزيتون فيها للبيع والتصدير.

حياة نابضة
في صور تم التقاطها عام 1918 وتلك من الصور التي جمعها «ايليا» لمصورين آخرين يمكن ان يكونوا من المعلمين الذين تتلمذ على أياديهم فن التصوير، وربما يكون منهم «كريكوريان وتومايان و نشاهد من صورهم الأقدم مثلاً:
– عازف ربابة فلسطيني عام 1920.
- سوق في بيت لحم حيث الناس والبيع والشراء رجالا ونساء عام 1914.
- وسوق عند باب الخليل في القدس عام 1915 , وصورة اخرى لنفس المكان عام 1900.
- نساء يقمن بفن تطريز الثياب المشهورة بالاثواب الفلسطينية عام 1920.
- احتفال بيوم أحد الشعانين في ساحة كنيسة القيامة عام 1912.
- ميناء يافا الشهيرعام 1920.
- جلسة دراسة الانجيل في بيت بحم حيث فتيات يتعلمن قراءة الانجيل عام 1920.
- طباعة أول طابع فلسطيني في 29- 8-1920.
- فتاة أرمنية تقوم تلوين عشرات قطع الأواني الخزفية عام 1914.
- مقهى في العام 1908 في القدس.

المقاهي والمطاعم 
في تلك الصور السابقة كالمقهى عام 1908 نلاحظ بعض الرجال الذين يلبسون اللباس العربي وهم يجلسون على فرشات أرضا وهم ينفثون دخان الأرجيلة الشامية الشهيرة وكأننا في منظر من أحد مشاهد مسلسل باب الحارة الشعبي الأصيل .
لكن هناك صورة متقدمة في العام 1915 لمقهى في مدينة القدس العريبة حيث نلاحظ رجال يجلسون على الكراسي وبجانبهم جرامانون لاذاعة الأغاني عبر الاسطوانات وكان هذا مظهرا حضاريا ط ثقافيا متقدما جدا في ذلك الوقت حيث جاء الاحتلال
الاسرائيلي بعده ب(33) سنة وقالوا مافيش عرب ولا فلسطينين في هذه الأرض !!! ونحن (هم) الذين سيحولونها الى جنة … بينما حولوها الى جهنم الشعب الفلسطينيين الذي تآمر عليه الانجليز والامريكان ودول أجنبية أخرى … يا للمصيبة !!.
وفي العام 1935 كانت هناك مطاعم فول وحمص في فلسطين حيث يجلس الرجال ويأكلون هذا الطعام بأرغفة الخبز المنتج من الأرض الطبية .. انه شعب راق وحضاري .

ايليا وصور أخرى
ومن الصور الأخرى والتي قام ايليا كهفيدجيان بالتقاطها بنفسه لأماكن وحياة شعب فلسطين نذكر مثلا:
- نساء تلحميات من بيت لحم بأثوابهن المميزة بالتطريز.
- امرأة بدوية فلسطينية تدخن الغليون الطويل جدا».
- رجل يحمل طير الصقر في العام 1930.
- نهر قرب مدينة أريحا
- ميناء حيفا عام 1926.
- الشرطة الفلسطينية حيث خيالة يركبون الخيول بلباس خاص.
- اوكسترا الاذاعة الفلسطينية حيث فرقة موسيقية ومعهم كل انواع الآلات الموسيقية عام 1940.
- رجال يجلسون تحت الشجر على التراب ويلعبون لعبة النرد أو الدومة.
- وشم الحجاج المسيحيين على الايدي عام 1930 قرب كنيسة القيامة.
- رقص الغجر مع عزف الالات الموسيقية 1935.
- القدس-حيث الأقصى عام 1925.
- حصاد الحقول حيث القمح وسنابله في الأرض الطيبة والمباركة عام 1929.
 
وهناك مزيد من الاثبات لكل العالم الذي لايرى جيدا ان هذه الارض وتلك البلاد عربية اسلامية يعيش عليها الفلسطينيون من كل الأديان والملل والاعراق لأنها أرض عربية كنعانية مقدسة لكل العرب منذ القديم جدا.
انها تلك الأكذوبة الصهيونية الساطعة في تزييف الحقيقة التاريخية … شعب له أرضه العريقه وحياته الثرية,  فقد كذب من قال قديما عن أرض فلسطين انها أرض فارغة من الناس … أو أن بها بعض البدائيين والجهلة …لان الشعب العربي الفلسطيني من الشعوب العريقة التي لها حضارة وعلم وثقافة وتجارة ومهن وفنون وعماره وقطارات وموانئ ومطارات وبحار … ومدن قديمه قدم التاريخ مثل حيفا ويافا والقدس وعكا والخليل ونابلس … والتاريخ يشهد.

ليست هناك تعليقات: