بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-04-08

اعرف عدوك: الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.


الأجهزة الأمنية الإسرائيلية

الموساد

التسمية

وكالة استخبارات الإسرائيلية "الموساد" (معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة)، ولفظه بالعبرية (هاموساد لموديعين أولتافكديم ميوحادي).
تأسس"الموساد" في 13 ديسمبر من عام 1949، ليقوم بجمع المعلومات، والدراسات الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرية خارج حدود إسرائيل.

ويعمل "الموساد" بصفته مؤسسة رسمية بتوجيهات من قادة إسرائيل، وفقًا للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيرة، مع مراعاة الكتمان والسرية في أداء عمله. وتقع على عاتق "الموساد" العديد من المهام التي تندرج ضمن مجالات متنوعة، كالعلاقات السرية مع أطراف أخرى، وقضايا الأسرى والمفقودين، والتقنيات والأبحاث، وعمليات الاغتيال.

وتورط "الموساد" في عمليات كثيرة ضد الدول العربية والأجنبية، منها: عمليات اغتيال لعناصر تعدُّها إسرائيل معادية لها، واغتيال العديد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج، ولا يزال يقوم حتى الآن بعمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة والتي لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها.

تاريح "الموساد"

كانت "الموساد" اختصارًا لعبارة "موساد لعالياه بت" العبرية؛ أي، منظمة الهجرة غير الشرعية. وهي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. أنشئت عام 1937، بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود. وكانت إحدى أجهزة المخابرات التابعة للهاغاناه.

يوجد جهاز تنفيذي تابع للجهاز المركزي الرئيسي للمخابرات الإسرائيلية، ويحمل نفس الاسم، أسس 1953 قوامه مجموعة من الإداريين ومندوبي الميدان في قسم الاستعلام التابع لمنظمة الهاغاناه، وتطور ليتولى مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات.

يعد "الموساد" أحد المؤسسات المدنية في إسرائيل، ولا يحظى منتسبو "الموساد" برتب عسكرية؛ إلا أن جميع الموظفين في جهاز "الموساد" قد خدموا في الجيش الإسرائيلي، وأغلبهم من الضباط.

الإدارة

قسم المعلومات: ويتولى جمع المعلومات واستقراءها وتحليلها، ووضع الاستنتاجات بشأنها.

قسم العمليات: ويتولى وضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف والقتل.

قسم الحرب النفسية: ويشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية وتنفيذها، مستعينًا بجهود القسمين السابقين عن طريق نشر الفكرة الصهيونية.

الإداريون (رؤساء الجهاز المتعاقبون):

• شيلواه رؤوفين 1949-1952
• إيسار هرئيل 1953-1963
• مئير عميت 1963-1968
• تسفي زامير، 1968-1973
• إسحق حوفي، 1973-1982
• ناحوم أدموني، 1982-1989
• شبتاي شافيت، 1989-1996
• داني ياتوم، 1996-1998
• أفرايم هليفي، 1998-2002
• مئير داغان، 2002-2011
• تامير باردو، 2011

ألحق بجهاز "الموساد" مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء مركزها الرئيسي، حيفا، ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السري والأعمال التجسسية. وأشهر مدربي "الموساد" هو الريمو رايتز سرورالمسيكي.

المهام

مهام أساسية

يتولى الجهاز التنفيذي مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات وتنحصر مهماته الرئيسية في:

• إدارة شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية، وزرع عملاء، وتجنيد المندوبين في كافة الأقطار.
• إدارة فرع المعلومات العلنية الذي يقوم برصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في أنحاء العالم.
• وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية، مرفقًا بمقترحات وتوصيات حول الخطوات الواجب إتباعها في ضوء المعلومات السرية المتوافرة.

مهام أخرى

وسع "الموساد" رقعة نشاطاته على مدار السنوات لتشمل اليوم مجالات كثيرة، حيث يشمل الجزء الرئيسي لهذه المجالات ما يلي:
• جمع المعلومات بصورة سرية خارج حدود البلاد.
• إحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية، وإحباط تسلّحها بهذه الأسلحة.
• إحباط النشاطات التخريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج.
• إقامة علاقات سرية مع أطراف ودول خارج البلاد.
• إنقاذ اليهود من البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلى إسرائيل، من خلال المؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميًا بالقيام بهذه المهمة.
• الحصول على المعلومات الضرورية لتنفيذ عمليات خارج حدود دولة إسرائيل.


نبذة عن رؤساء جهاز المخابرات الإسرائيلي " الموساد "

رؤفين شيلواح.

• الرئيس الأول للموساد الإسرائيلي وهو من مواليد القدس، أتقن شيلواح اللغة العربية، وكان خبيرًا في شؤون الشرق الأوسط. كان شيلواح أول رئيس لجهاز "الموساد" بين الأعوام 1952-1949، ورجل المهامّ السرية فيه، بعد أن أوكل إليه رئيس الوزراء ووزير الحرب الإسرائيلي دافيد بن غوريون تولّي هذا المنصب، وبعد استقالته من رئاسة "الموساد" كان شيلواح مستشارًا في سفارة إسرائيل في واشنطن، والمستشار السياسي لوزير الخارجية.

• منذ شبابه اهتمّ شيلواح بالأمور السرية للمجتمع اليهودي في البلاد، قبل إقامة إسرائيل، وكان مقربًا من القيادة اليهودية؛ بوصفه رجلاً يوثق به لدى كل من دافيد بن غوريون، وموشيه شاريت. واعتنى شيلواح بالنشاط السري خاصة في المجال السياسي؛ وذلك تطلّعًا منه إلى تخليص إسرائيل من العزلة الإقليمية والدولية التي عاشتها في السنوات الأولى بعد إقامتها، وبغية تحقيق هذا الهدف؛ أقام شيلواح علاقات مع حركة التحرير الكردية، ومع أجهزة استخبارات غربية، وأهمها الـ"CIA".

• كما حقق شيلواح إنجازات في مجال جمع المعلومات، ومن أهمها حصوله على خطط الجامعة العربية الخاصة بالاجتياح العربي لإسرائيل.

• وفيما كان شيلواح رجلاً غير اعتيادي، ومثيرًا للجدل في أساليب عمله ونمط تفكيره؛ إلا أنه لقي تقديرًا لا يختلف فيه لقوّته الإبداعية، وأهمية مبادراته، ومساهمته في النشاط الاستخباراتي لإسرائيل.

إيسار هرئيل

• الرئيس الثاني للموساد. ولد في روسيا البيضاء عام 1912، وحينما بلغ الثامنة عشرة من عمره قدم إلى فلسطين، حيث اعتنى بشؤون أمنية واستخباراتية خلال سنوات كثيرة في خدمة إسرائيل إبان الفترة التي سبقت إقامتها والتي تلتها.

• بعد ذلك كان رجل أعمال، كما كان عضو كنيست لمدة ولاية واحدة من قبل "القائمة الوطنية".

• وألف هرئيل كتبًا كثيرة، عرض فيها قضايا استخباراتية وأمنية وحلّل أبعادها.

• ومن المناصب التي أشغلها هرئيل، والتي تشكل المحطات الرئيسية في خدمته للدولة، تنفيذ مهام في إطار خدمة المعلومات لمنظمة "الهاغاناة" (1947-1944)، ورئيس جهاز الأمن العام – "الشاباك" (1948-1963)، ورئيس "الموساد" المسؤول عن أجهزة الأمن (1963-1952).

• ورغم الثقة التامة التي ميّزت العلاقات بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع دافيد بن غوريون، وإيسار هرئيل، استقال هرئيل من منصبه عام 1963؛ نتيجة ظهور خلافات مبدئية بين الرجلين في قضية "العلماء الألمان"، الذين عملوا في مصر على تطوير صاروخ بعيد المدى. واعتبر هرئيل هذا المشروع تهديدًا مباشرًا على وجود دولة إسرائيل؛ ولذلك أيد اتخاذ موقف شديد حيال أولائك العلماء وألمانيا الغربية.

• وكان هرئيل رجلاً مرهف الحواسّ، ذو مواهب نادرة في مجال العمل الاستخباراتي، ودرج على قيادة عمليات هامة بشكل شخصي، وأكثرها شهرةً، عملية اختطاف النازي أدولف إيخمان ونقله من الأرجنتين إلى إسرائيل .

• وقام هرئيل في أيام ولايته بصياغة أسس عمل "الموساد"، وبتكييف "الموساد" للواقع والأهداف الجديدة التي واجهته، بما في ذلك، الانتقال من جهاز يعمل في مرحلة تبلور الدولة، إلى جهاز رسمي. واتسم إيسار هرئيل في أداء عمله بالتشبّث بالهدف، وبالإخلاص التام للمستوى السياسي الإسرائيلي.

مئير عميت

• الرئيس الثالث للموساد. عين على رأس "الموساد" العام 1963. وقد ارتبط اسمه بكثير من قضايا الجاسوسية في العالم العربي وأوربا.

وفي زمنه تم الكشف عن الجاسوس الإسرائيلي "إيلي كوهين" في دمشق وأعدم هناك. تنسب إليه عملية زرع جاسوس آخر في لبنان هو مسعود بيطون، وكاد مئير أن يطويه النسيان لولا تدخله في قضية أشرف مروان، مدافعًا عنه، ومتهمًا الجنرال إيلي زعيرا (رئيس الاستخبارات العسكرية) "أمان" بكشفه. ومع كل نجاحاته فإن عدم قدرة "الموساد" على التنبؤ بالهجوم المصري السوري أثناء حرب أكتوبر - تشرين الأول، عتم على الكثير من انجازاته لكنه حاول دومًا أن يلصق الأمر بالجنرال إيلي زعيرا.

• وخلال تولي عميت مسؤولياته في "الموساد"، أغوى الطيار العراقي بالهروب بطائرة سوفيتية حديثة بكامل معداتها، وحط بها عام 1966 في إسرائيل؛ ما اعتبر إحدى أبرز العمليات التي نجحت فيها الاستخبارات الإسرائيلية.

• وورد اسم "عميت" أيضا في قضية المعارض المغربي "مهدي بن بركة"، حيث يشتبه بأن

"الموساد" كشف عن عنوانه؛ ما سهل اختطافه في باريس، وقتله بعد بضعة أيام.

• انتخب عاميت عضوًا في الكنيست عام 1977 على قائمة حزب "داش الوسطي"، وتولى في العام نفسه حقيبة النقل والمواصلات في الحكومة اليمينية برئاسة مناحيم بيغن؛ لكنه انسحب من الحياة السياسية العام 1980.

• وأعلن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن: "أجيالاً من الصهاينة تدين له بامتنان كبير؛ للخدمات الكبيرة التي أداها لأمن البلاد والتي لا تزال طي الكتمان"، وتوفي بتاريخ 18/7/2009 عن 88 عاما.

تسفي زامير

• الرئيس الرابع للموساد. من مواليد بولندا عام 1925. قاد جهاز "الموساد" الإسرائيلي من عام 1968 إلى عام 1974، وقد كانت هذه الفترة من أحلك الفترات والتوتر بين العرب والصهاينة؛ حيث كان الاحتلال في يمر بأزمة بعد حرب أكتوبر.

• كان أبرز حدث في فترة قيادته للموساد، حرب أكتوبر 1973 (حرب لتحرير سيناء).

• ظهر بينه وبين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" (إيلي زعيرا) خلاف حاد أثناء حرب تشرين عام 1973.

• كانت أشد حرب استخبارية في عهده، وأطلق عليها اسم "غضب الرب"، وهي التي دارت بين "الموساد"، ومنظمة التحرير الفلسطينية في أوربا، والتي اشتهرت فيها عملية ميونخ التي قتل خلالها 12 لاعبًا إسرائيليًا؛ حيث أرسل العشرات من رجالات "الموساد" إلى الدول الأوربية؛ لتصفية من نفذوا هجوم ميونج، وكان يدير هذه العمليات من غرفة متقدمة في النرويج.

• بعد عملية ميونخ شكّلت غولدا مائير (رئيسة الوزراء الإسرائيلية الشهيرة) فرقة اغتيالات خاصة أطلق عليها "كيدون"، وقد أشرف عليها بنفسه، وكان على رأس الفرقة المرتزق الإسرائيلي (مايك هراري).

• في 17/10/1972 شارك بنفسه في اغتيال وائل زعيتر (ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما) حيث أطلق عليه 12 طلقة من مسدسات كاتمة للصوت.

• قاد محاولة اغتيال أبو حسن سلامة (القيادي في منظمة التحرير)؛ لكن تشخيصاً خاطئاً أدّى إلى مقتل نادل مغربي، ونجح بعدها اللذان أطلقا النار من "الموساد" بالفرار، ومعهم ثمانية من أعضاء "الموساد"، من بينهم: مايك هراري (قائد العمليات في "الموساد" في ذلك الحين)، ورئيس "الموساد" تسفي زامير.

يتسحاق حوفي

• رئيس "الموساد" الخامس بين 1974 و1982.

• ولد سنة 1927 في تل الربيع ، وخدم في منظمة البلماخ الإرهابية من سنة 1944، حتى نهاية حرب 1948. وعين نائب قائد وحدة المظليين في سنة 1956 خلال العدوان الثلاثي.

• عمل قائدًا لمدرسة الضباط العسكريين، ومن ثم رئيسًا لقسم العمليات في هيئة الأركان العامة خلال حرب 1967، ورئيسًا لقسم الإرشاد، وقائدًا للواء الشمال أثناء حرب 1973.

• عُين بعد انتهاء حرب 1973 رئيسًا لقسم العمليات العسكرية، وقائمًا بأعمال رئيس الأركان العامة، بعد استقالة دافيد إلعازار من رئاسة الأركان.

• عين سنة 1974 رئيسًا للموساد، وكان يحظى بإعجاب مناحيم بيغين (رئيس الوزراء الإسرائيلي).

• اهتم إسحاق حوفي بتوثيق العلاقات مع حزب الكتائب اللبناني، وكان من بين المعارضين لضرب المفاعل النووي العراقي، رغم أنه أظهر موافقته على العملية فيما بعد كمحاولة لتصحيح ما اعتبره خطأ في تفكيره.

• ترك العمل السياسي والأمني، وعين مديرًا عامًا لشركة الكهرباء، ثم عاد لينخرط في العمل السياسي لفترة وجيزة من صيف 1994 حتى نهاية 1995، ضمن حركة "الطريق الثالث" التي تمكنت من الوصول إلى الكنيست، ولكنه لم يكن عضوًا فيها.

ناحوم أدموني

• رئيس "الموساد" الإسرائيلي السادس. ولد في القدس العام 1929. درس في جامعة كاليفورنيا ونال الماجستير في "العلاقات الدولية". انضم إلى قلم الاستخبارات خلال حرب 1948، ونفذ سلسلة من العمليات الاستخبارية.

• عين مساعداً لرئيس "الموساد" (إسحاق حوبي) بين 1976-1982، وعين رئيسًا للموساد في العام 1982، وبقي في منصبه هذا حتى العام 1989.

• عند إنهائه خدمته في "الموساد"، عين مديراً عاماً لشركة المياه مكوروت، وعين عضواً في لجنة "تشخانوفر" للتحقيق في ملابسات محاولة اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عام 1997، ولكنه قدم استقالته إثر تعرضه لانتقادات لاذعة وشديدة لدفاعه عن "الموساد" قبل أن تشرع اللجنة المذكورة في التحقيق في القضية.

• تورط في أكبر عملية نهب في بريطانيا طالت متجرًا للمجوهرات، أفلح فيها اللصوص في سرقة غنائم قدر ثمنها بـ40 مليون جنيه إسترليني، وعجزت الشرطة البريطانية في العثور على أي أدلة أو آثار تقودها إلى منفذي العملية.

شابتاي شافيت (شبيط)

• هو رئيس "الموساد" السابع ولد العام 1939 في "نيشر" بالقرب من حيفا. هو الرئيس السابع للموساد. درس موضوعي: اللغة العربية، وتاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، ثم تابع دراسته في جامعة "هارفرد" بالولايات المتحدة. انخرط للعمل في "الموساد" ابتداء من العام 1964، وتولى رئاسة "الموساد" بين 1989 و1996. حاول الحفاظ على سرية عمل "الموساد"؛ إلا أن كتاب فيكتور أوستروفسكي أدى إلى كشف بعض الجوانب المهمة حول تركيبة "الموساد" وعمله. ووجهت إليه أصابع اللوم الشديدة؛ لعدم تمكنه من معرفة التحركات العراقية نحو الكويت، ولأنه اهتم بجمع معلومات حول دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ما أدى إلى ازدياد الاحتكاك مع وزارة الخارجية. وعين مديرًا لشركة "مكابي" للخدمات الصحية فور انتهاء عمله من "الموساد".

• وشافيت من أتباع مدرسة السرية للحفاظ على الخصوصية، فيرفض نشر أي معلومات سرية عن أي وحدة في الجيش الإسرائيلي، ويعتبر واحدًا ممن عملوا في وحدة سرية الأركان "سييرت متكال".

• في عهده تم اغتيال القائد الفلسطيني "عاطف بسيسو"، بأوامر من إسحاق شامير؛ حيث التقى رئيس المخابرات الفرنسية مع شبيط وهدده بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال كرر "الموساد" عمليات اغتيال في فرنسا.وعايش شبيط رئيس الوزراء إسحاق رابين، وكان يتابع معه قضية الجندي المفقود (رون أراد). كان شافيت يؤمن بأن الوقائع الجديدة هي التي تفرض ثقافات جديدة، في إشارة إلى أن الواقع العربي بعد هزيمة العراق، سيعزز المعسكر الداعي لثقافة التطبيع مع إسرائيل.

• يعتبر شبيط أن حرب تموز، 2006م كانت مركزيتها في إيران، ويقول: إن العراق وإيران وسوريا ولبنان محور الانتشار الديني، وأن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية آخذة في الاقتراب.

• يرى شافيت أنه يمكن اللجوء لخيارات غير عسكرية مع "حماس"، لكن الوقت غير ملائم في الوقت الحالي وقال:"برأيي أنه ممنوع شطب توجه براغماتي لخدمة مبادئ على المستوى الإيديولوجي.

داني ياتوم

• هو رئيس "الموساد" الثامن. عينه شمعون بيريس رئيسًا للموساد في آذار 1996. اضطر إلى تقديم استقالته في شباط 1998 بسبب تداعيات فضيحتي الفشل في الأردن وسويسرا.

• كان أول رئيس للموساد تعلن إسرائيل عن توليه مهام رئيس جهاز "الموساد" بدلاً من "شاباتاي شافيت" الذي استقال من منصبه في مارس 1996م؛ حيث جرت العادة على عدم الإفصاح بشكل رسمي عن هوية رئيس "الموساد"، واعتباره أحد الأسرار الأمنية.
• عين بعد استقالته، رئيسًا لوكالة الهجرة الإسرائيلية.

• كان يرسل مبعوثين رسميين لعقد علاقات مع جاليات اليهود المحليين، وأصبح العاملون في وكالة الهجرة " ناتيف" يجمعون معلومات سياسية واقتصادية وعسكرية، وأصبح عملهم الفعلي هو التجسس؛ ولذلك وضع وكالة ناتيف في صراع مكشوف مع "الموساد"، لكن جهاز "الموساد" -الذي يعاني من ضعف المعنويات- خسر المعركة معه.

• وأرسله باراك كمبعوث خاص من أجل بحث القضايا الحساسة مع رؤساء أجهزة المخابرات الأوروبية.

• شغل منصب عضو الكنيست منذ عام 2003، وهو عضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وكان قدّ رشّح نفسه لرئاسة حزب "العمل" في الانتخابات التمهيدية السابقة، لكنه حصل على نسبة متدنية.

• خدم في سرية قيادة الجيش "سييرت متكال"، وتولّى مناصب عديدة، وبعدها وصل إلى رتبة "جنرال" في الجيش الإسرائيلي، وكان قائداً لمنطقة المركز.

• فشل في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (خالد مشعل)، وكانت أهم ضربة له وللموساد في العام 1997م، وقد استقال على إثرها.

أفرايم هليفي

• هو الرئيس التاسع للموساد الإسرائيلي. ولد عام 1934 في لندن، ثم هاجر إلى فلسطين في العام 1948. درس الحقوق في الجامعة العبرية في القدس. انضم إلى "الموساد" وتولى مهام متابعة أحوال الجاليات اليهودية.

• اهتم بتنظيم عمليات الهجرة الصهيونية إلى الأراضي المحتلة؛ فقد كان مسؤولاً عن عملية "موشيه" لتهجير يهود الفلاشا من أثيوبيا إلى إسرائيل في الثمانينيات.

• لعب دوراً بارزاً في التحضير للتسوية السلمية مع الأردن، وشارك رابين في مفاوضاته السرية معها.

• بعد انتهاء مهامه في "الموساد"، عُين سفيراً لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، واستدعي إلى إسرائيل لمعالجة فضيحة "الموساد" في محاولة اغتيال خالد مشعل عام 1997، وعين بعد حلّها رئيساً للموساد.

مئير داغان

• هو الرئيس العاشر للموساد. ولد في قطار كان في طريقه من سيبيريا إلى بولندا، ووصل إلى فلسطين في سن الخامسة، وحين تطوع في الجيش، غير اسمه من هوبرمان إلى دغان، وهو بجانب القتل بدم بارد، يحب اللغة الناعمة، اللغة المعقمة، ففي خطته إلى شارون لقمع الانتفاضة الفلسطينية، لا يتحدث أبدًا عن القتل والتصفية والاغتيال، بل عن "الإصابة الجسدية"، و"المعالجة الموضعية للشخصية"، والمعروف أن شارون يحب هذه اللغة كثيرًا، وقد تميز داغان عن غيره من قادة "الموساد" بأنه كلما استلم رئيس جديد لحكومة إسرائيل، فإنه يمدد له خدمته؛ في إشارة للإعجاب بقدرته دون غيره، بالإضافة لدقة المرحلة، وخصوصاً فيما يتعلق بملف إيران وصراع حرب الأدمغة في الخارج.

• - في عام 1970 أصبح ضابطاً تحت إمرة أرئيل شارون الذي تولى عام 1970 قيادة العمليات العسكرية في قطاع غزة، وهناك راح داغان يمارس قتل الفلسطينيين بما في ذلك قتل المدنيين بالجملة.‏‏

• - في عام 1971 أصبح داغان ملازماً أول ومسؤولاً عن وحدة دوريات أطلق عليها اسم "ريمون".

• - في عام 1980 وحين تولى شارون وزارة الحرب، قرر مع شريكه رفائيل إيتان تعيين صديقهما (داغان) قائداً لمنطقة جنوب لبنان، ويقول يورام همزراحي (عضو القيادة العسكرية في الجنوب): إن داغان كان يحب الغموض وطموحاً إلى حد أدرك فيه أن هذا المنصب سيدفعه إلى منصب أعلى؛ ولذلك قام داغان بنشاطات في جنوب لبنان يخاف الكثيرون الاعتراف بها، كما لا تقبل الرقابة الإسرائيلية السماح بنشرها عنه، وتذكر الصحفية إيلانه دايان أنه نفذ عمليات للتصفية الجسدية، واستخدم سيارات مفخخة متفجرة.‏‏

• - في عام 1988 غاب داغان أسبوعاً كاملاً، وارتدى ألبسة مدنية لترتيب مهام خاصة في الجنوب اللبناني. ويقول العميد احتياط في الجيش الإسرائيلي وصديقه رافي نافي: إن داغان يحب العمل التجسسي والتخفي.

• - قتل داغان الكثيرين في الجنوب اللبناني، وهذا ما جعله مرشح شارون المعتمد لرئاسة "الموساد"، ولأن محور نشاطه الأهم يتمثل في لبنان، فقد عين نائبيه الأول والثاني من القادة الذين نفذوا معه عمليات تصفية جسدية للمناضلين في لبنان.‏‏

• - في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي -القناة الثانية 2004 قال "يائير رابيد" (مسؤول قسم المعلومات عن لبنان في "الموساد"): إنه على يقين أن مئير داغان لم يتسلم قيادة "الموساد" للعمل على طريقة من سبقه في رئاسة "الموساد"، بل من أجل العمل بطريقته هو أي لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين.‏‏

• - من أهم العمليات التي قام بها مئير داغان اغتيال الشهيد عز الدين، والشيخ خليل (من قادة حركة "حماس") بتفجير سيارته في دمشق في العام 2004.

• - وضع الجنرال داغان، قبل أن يكلف برئاسة "الموساد"، خطة لاغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد، ووضع خطة لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية، وأرسل الخطة إلى شارون واعتمدها شارون فوراً.

• - وفي عهده تم اغتيال القائد العسكري للمقاومة اللبنانية (عماد مُغنيَّة)، بتفجير عبوة في سيارته في العام 2008.

• كما تم قصف قافلة الأسلحة في السودان في 2009، التي قال عنها أنها أرسلت للمقاومة في قطاع غزة. وقد لمح رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بوقوف إسرائيل وراء قصفها. .

• فضيحة داغان، 2010:

• أخيراً عملية اغتيال القائد في كتائب القسام التابعة لحركة حماس، محمود المبحوح في دبي، والتي لا زالت تداعياتها تتفاعل حتى نشر هذا الملف، حيث مثلت فضيحة جديدة للموساد وبالأخص لمائير داغان الذي كان يصوره البعض (بالسوبر مان)، فقد طالبت الصحافة الإسرائيلية باستقالة داغان لفشل عملية دبي من الناحية الإستراتيجية؛ بسبب دخول إسرائيل في أزمة دبلوماسية مع بعض الدول التي تم استخدام جوازات سفر خاصة بها. وقد أظهرت الصور التي نشرتها شرطة دبي أعضاء الوحدة التي نفذت العملية وعددهم وأساليب عملهم. وقال غوردون (معلق شؤون الأمن والاستخبارات في صحيفة "ذي ديلي تلغراف البريطانية): إن عملية المبحوح حرقت ثلث أعضاء وحدة "كيدون" المتخصصة في القتل في جهاز "الموساد".

جهاز الأمن العام "الشاباك" (الشين بيت) الإسرائيلي

جهاز "الشاباك": هو جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل، يخضع مباشرة لرئيس الحكومة، ويدعى أحيانًا "بالشين بيت" (ش ب)؛ اختصارًا لاسمه العبري (شيروت بيتحون كلالي) الذي يعني جهاز الأمن العام.

يعدّ "الشاباك" من أصغر الأجهزة الاستخبارية، ويتكون من بضعة آلاف من العناصر، ويتخصص في محاربة حركات المقاومة الفلسطينية والسعي لإحباط عملياتها ضد إسرائيل، ومن مهماته أيضًا، جمع معلومات حول الأشخاص المرشحين لمناصب ووظائف حساسة.

وعلى الرغم من أن "الشاباك"، هو أصغر الأجهزة الاستخبارية في دولة الاحتلال؛ إلا أنه يعتبر أكثر الأجهزة الأمنية حضوراً وتأثيراً على عملية صنع القرار السياسي والعسكري، ولا يمكن مقارنة تأثيره الطاغي بتأثير أي جهاز أمني آخر في إسرائيل.

تولى "الشاباك" منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية مهمة إحباط عمليات المقاومة، وجمع المعلومات الاستخبارية التي تم توظيفها في شن عمليات التصفية والاعتقال بحق قادة ونشطاء حركة المقاومة.

تولى رئاسة جهاز "الشاباك" عدد من رجال الأمن الإسرائيلي، ولكن كان اسم رئيس "الشاباك" غير معلن حتى سنة 1995، وفي فترة عامي أيالون عام 1995 أصبح اسم رئيسه معروفًا.

التسلسل الزمني الخاص بسن قانون جهاز الأمن العام "الشاباك"

تم إنشاء جهاز الأمن العام لدولة إسرائيل بُعيد قيام الدولة، لكن وظائفه وتشكيلته وصلاحياته لم تحدَّد قانونياً حتى عام 2002، إلا على مستوى القرارات الحكومية، وبصورة جزئية. ومع أن بعض القوانين التي تمَّ سنُّها قد تطرقت -على مر السنين- إلى صلاحيات جهاز الأمن العام، مثل: قانون التنصّت السري (1979)، وقانون السجلات الجنائية، وتقادُم الجريمة (1981)، وقانون حماية الخصوصية (1981)، وغيرها- إلا أن جميع هذه القوانين كانت بمثابة تدابير محددة في مجالات معيَّنة، لا غير، ولم تتم فيها شرعنة القضايا الخاصة بمكانة جهاز الأمن العام، وتركيبته ووظائفه وصلاحياته، وطرق مراقبة نشاطاته بمقتضى القانون، حتى سريان مفعول قانون جهاز الأمن العام "الشاباك".

وقد قررت إدارة جهاز الأمن العام أواخر عام 1988 المبادرة إلى اعتماد تشريعات تنظم عمل الجهاز قانونياً؛ فباشر جهاز الأمن العام نفسه بإجراءات واسعة النطاق استمرت حتى عام 1994، حيث أُحيلت الصيغة القضائية التي طرحها الجهاز إلى وزير العدل آنذاك.
أما في الفترة اللاحقة (1995-1998)؛ فقد أصبح العمل مشتركاً مع فريق تابع لوزارة العدل؛ ما أفضى إلى إعداد مذكرة قانونية أعقبها وضع مسودة صيغة القانون.

وقد صادقت الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع القانون في شهر فبراير شباط 1998، وتمت إحالة المشروع إلى النقاش في لجنة مشتركة تتألف من أعضاء لجنة الدستور ولجنة الخارجية والأمن، لغرض إعداده للقراءتين الثانية والثالثة. غير أن تغير الحكومة بعد الانتخابات وعوائق أخرى أدت إلى تأجيل موعد استئناف التعامل مع مشروع القانون حتى يوم 6/3/2000.

وانطلق عمل اللجنة البرلمانية المشتركة الآنفة الذكر عام 2001 بصورة مكثفة، ترأسها رئيس لجنة الخارجية والأمن، بالتعاون مع ممثلي جهاز الأمن العام ووزارة العدل. وبفضل هذا المجهود المكثف تم اعتماد قانون جهاز الأمن العام "الشاباك" في الكنيست، يوم 11 فبراير شباط 2002، ونشره في السجلات الرسمية يوم 21 من الشهر ذاته، علماً بأن سريان القانون قد بدأ يوم 21 إبريل نيسان 2002. ولدى بدء سريان القانون أصبح جهاز الأمن العام يعمل بمقتضى أساس قانوني متناسق ومتكامل.

وتنص بنود القانون على استكمال إجراءات التشريع على شكل أوامر وقواعد وتوجيهات داخلية، فضلاً عن وضع الإجراءات التي تسوّي تفصيلاً جميع القضايا التي يجب الخوض في ثناياها طبقاً للقانون؛ وبالتالي شكل جهاز الأمن العام -فور اعتماد القانون الخاص به- لجنة توجيهية لهذه الغاية- وكذلك فِرَق عمل في أقسام الجهاز المختلفة؛ لاستكمال إجراءات وضع الأوامر والقواعد والتوجيهات المنوه بها. وقد انتهت هذه الإجراءات المكثفة والحثيثة لدى بدء سريان كل هذه القواعد والأوامر.

ويتناول قانون جهاز الأمن العام أربع قضايا محورية، وهي:

1. القضية المؤسساتية: مكانة جهاز الأمن العام، وكيفية تحديد صلاحياته وخضوعه للحكومة، ومنزلة رئيس الجهاز.

2. قضية الأداء: أهداف جهاز الأمن العام ووظائفه والصلاحيات العامة المعهودة إليه (بما فيها إجراء التحقيقات)، والصلاحيات الخاصة المعهودة إليه (بما فيها القيام بأعمال تفتيش ومراقبة الاتصالات، وتحديد الأهلية الأمنية للمرشحين لأداء مناصب مختلفة).

3. قضية الرقابة: مكانة المراقب الداخلي لجهاز الأمن العام، وواجب إطلاع الكنيست والحكومة والمستشار القضائي للحكومة دورياً على نشاطات الجهاز، وواجب مصادقة جهات خارجية على الأوامر والقواعد والتوجيهات الداخلية للجهاز، وإنشاء جهاز خارجي يمكن المرشحين لأداء مناصب أمنية من الطعن لديه في قرارات جهاز الأمن العام الخاصة بأهليتهم.

4. تعليمات مختلفة منبثقة من خصوصية عمل جهاز الأمن العام: مكانة التحقيقات الداخلية، وتقييد مسؤولية أي مستخدم في جهاز الأمن العام أو كل من يعمل بتفويض منه، وفرض قيود على مستخدمي الجهاز خلال فترة عملهم وبعدها، وتعليمات تخص سرية العمل.
وقام رئيس الوزراء بناءً على قانون جهاز الأمن بوضع أوامر تخص مجالات مختلفة يتناولها القانون علماً بأن هذه الأوامر علنية. عدا عن ذلك ثمة تعليمات وقواعد وإجراءات داخلية في مختلف المجالات لم يتم نشرها على الملأ.
تولى رئاسة جهاز "الشاباك" عدد من رجال الأمن الإسرائيلي، وكان اسم رئيس "الشاباك" غير معلن حتى سنة 1995؛ وفي فترة عامي أيالون عام 1995، أصبح اسم رئيسه معروفًا.

الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"

النشأة والتطور وعلاقتها بالجيش الإسرائيلي

مقدمة

تعدّ شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، الأهم بين أجهزة الأمن الإسرائيلية؛ للدور الكبير الذي تلعبه في بلورة القرار السياسي في إسرائيل، عبر ما يسمى بـ"مسالة التقدير القومي" الذي يضع الرؤية المطلوبة للسياسات الإسرائيلية بناء على المعلومات التي تقدمها "أمان".
بقي تأثير "أمان"ومكانتها كبيرة حتى حرب تشرين أول 1973، حيث طالبت لجنة "أغرانات" (التي حققت في نتائج الحرب) أن تؤخذ تقديرات الأجهزة الأخرى بالحسبان؛ حتى لا تنفرد "أمان" بموقفها، وتكون للقيادة السياسية خيارات أوسع في تحدي مواقفها في القضايا المختلفة.

تنبع أهمية "أمان" أيضًا، من أن اسمها مرتبط بالجيش الإسرائيلي الذي يعتبر أقوى مؤسسة في الدولة العبرية، ويمتلك القدرة والتأثير في جميع مناحي الحياة فيها؛ وبالتالي تحظى تقديراتها -رغم توصيات لجنة أغرانات- بمكانته مهمة وهي لا تزال تصدر تقريرًا نصف سنوي، وسنويًا، يحظى باهتمام واسع وتتناوله الأوساط الإسرائيلية المختلفة بالتحليل والتعليق.

لا يمكن فصل تطور "أمان" عن صراع الأجهزة، وتربص بعضها ببعض؛ كي تمتلك بيدها معظم الأوراق الأمنية، وهذا ما يفسره رفض "الموساد" قيام "أمان" بمهمات خارج حدود الدولة العبرية، عدا دول الجوار، واعتراض رئيسه يسرائل هارئيل على نقل الوحدة 131 إليه، واستغلال "فضيحة لافون"، ثم "وحدة إيقاظ الليل".

قاعدة وحدة التنصت 8200، التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، على تل أبو الندى في هضبة الجولان.

الفئات التي يتم التنصت عليها:

1- قادة وعناصر المقاومة:

من أجل رصد تحركات عناصر المقاومة من التنظيمات المختلفة، تعطي الوحدة "8200" أولوية قصوى للتنصت على هواتف عناصر المقاومة. بحيث تستخدم المادة التي يتم التنصت عليها في بناء ملف أمني للذين يتم رصد مكالماتهم، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، يتم استخدام رصد هذه المكالمات في إحباط عمليات تخطط لها حركات المقاومة، وفي تحديد الإجراء المتخذ ضد عناصر المقاومة.

ودلت التجربة أن رصد المكالمات يساعد محققي المخابرات الإسرائيلية، في تحقيقهم مع عناصر المقاومة لدى اعتقالهم، وتقديم الأدلة ضدهم.

وهنا يتوجب الإشارة إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أنه عندما يتم اعتقال أي من عناصر المقاومة فإن جنود الاحتلال يحرصون على الاستيلاء على هاتفه النقال. وبتقنية معروفة لدى خبراء التقنية العاملين لدى " الوحدة 8200 "، يتم الحصول على محتوى جميع المكالمات التي أجراها صاحب الهاتف النقال، أو تلقاها في غضون شهر كامل. وقد شهد عدد من المعتقلين أن محتوى مكالماتهم قام محققو المخابرات بعرضه عليهم أثناء التحقيق من أجل إجبارهم على الاعتراف.

2- قادة السلطة ومسؤولوها:

تبدي المخابرات الإسرائيلية اهتمامًا بالغًا بمعرفة ما يدور في أروقة السلطة؛ من أجل مساعدة الحكومة على اتخاذ القرارات المناسبة في كل ما يتعلق بالعلاقة مع السلطة. وقد نقلت الصحف العبرية عن مصدر أمني قوله: إن " الوحدة 8200 "، بناء على تعليمات من قيادة جهاز " أمان " لا تستثني أيًا من قادة السلطة ومسؤولي وموظفي أجهزتها الأمنية من عمليات التنصت المنهجية.

وقد كشفت "القناة الثانية" في التلفزيون الإسرائيلي النقاب عن أن شارون نجح في إقناع الرئيس بوش في التحول ضد عرفات بهذا الشكل الجارف، عندما عرض شارون على مسامع بوش محادثات لعرفات يطلب فيها من مقاومين في حركة فتح، مواصلة العمل المسلح ضد الاحتلال، في مطلع انتفاضة الأقصى، وقد تم عرض محتوى هذه المكالمات على الكثير من المسؤولين في أوروبا وبعض الدول العربية.

3- شرائح مختلفة من الشعب:

المخابرات الإسرائيلية معنية بمعرفة توجهات الرأي العام الفلسطيني، من هنا تقوم "الوحدة 8200" بالتنصت على هواتف الكثير من الناس؛ من أجل معرفة توجهات الرأي العام، كما تبدي اهتمامًا بالتنصت على مكالمات الصحافيين، والعاملين في المجال الإنساني والأهلي.

التصوير:

دلت تجربة انتفاضة الأقصى على أن التصوير هو أحد أهم مركبات التجسس الإلكتروني للدولة العبرية. وتستخدم " وحدة 8200"، تقنيات مختلفة في عمليات التصوير التي باتت أمرًا ضروريًا في رصد تحركات المقاومة الفلسطينية، إلى جانب مساهمة عمليات التصوير في تحسين أداء قوات الاحتلال في المواجهات مع المقاومة. ويتم ربط هذه الكاميرات بهيئات القيادة في وزارة الحرب وهيئة أركان الجيش، لإطلاع قادة أذرع الجيش المسؤولين على الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتتم عمليات التصوير بعدة تقنيات، أشهرها تقنيتان بارزتان، وهما:

1- تركيب كاميرات رقمية كبيرة على قمم الجبال المحيطة بالمدن الفلسطينية في الضفة الغربية، على أبراج خاصة أمام المدن، ويشرف على تشغيل هذه الكاميرات منتسبو " الوحدة 8200 "، حيث يتم توجيه الكاميرات إلى المناطق التي ترغب المخابرات والجيش الإسرائيلي رصد تحركات المقاومين الفلسطينيين فيها.

وتعدّ عملية التصوير، في كثير من الأحيان، حلقة في سلسلة العمليات اللازمة في تنفيذ عمليات الاغتيال. وقد كشف الصحافي الإسرائيلي البارز (بن كاسبيت) أن هذه الوحدة " 8200 "، تقوم بتركيز هذه الكاميرات على منازل ومكاتب المطلوبين.

2- استخدام الطائرات بدون طيار: ويتم استغلال هذه التقنية بالتعاون بين " وحدة 8200 "، وسلاح الجو الإسرائيلي. الجنرال دان حلوتس، أشار إلى أنه في جميع عمليات الاغتيال التي تمت في الضفة الغربية وقطاع غزة تم فيها استخدام هذه الطائرة، التي ينتجها مجمع الصناعات العسكرية الإسرائيلية.

وتستخدم هذه الطائرة في تسهيل مهمة ألوية المشاة التابعة لجيش الاحتلال قبيل وأثناء عمليات التوغل داخل الأراضي الفلسطينية. تقوم التي يتم تشغيلها من قادة جوية تقع في محيط مدينة تل أبيب، بمسح المناطق التي ينوي الجيش التوغل فيها وتزود عناصر " الوحدة 8200 " بمعلومات عن تحركات عناصر المقاومة، وعناصر الوحدة يقومون بدورهم بتزويد قادة الجيش بهذه المعلومات أولاً بأول.

وتستخدم هذه الطائرات في مسح الحدود الجنوبية لقطاع غزة بدعوة مراقبة عمليات تهريب الأسلحة بين مصر وقطاع غزة. وحسب مجلة " الاستقلال "، احد ملاحق صحيفة " يديعوت أحرنوت "، الصادرة بتاريخ 26 -4-2004 فان هذه الطائرات تستخدم أيضًا في تنفيذ عمليات الاغتيال حيث أنها مزودة بصواريخ خاصة تقوم بإطلاقها على الأشخاص المرشحين للتصفية. وبهذه تصبح وحدة " 8200 "، إلى جانب أنها ذراع استخباري الكتروني، تقوم عمليات بمهمات ميدانية عملية.

الوحدة تأخذ استعدادها لمرحلة ما بعد "الانسحاب من طرف واحد حسب خطة شارون":

كلف الجيش " وحدة 8200 " بالقيام بالترتيبات اللازمة التي تضمن لإسرائيل مواصلة معرفة ما يدور في قطاع غزة، بعد تنفيذ خطة "الانسحاب من طرف واحد حسب خطة شارون"، وانسحاب جيشها منه. وحسب تقرير ورد في مجلة "فورين ريبورت"، فان وحدة "8200" قامت بزرع أجهزة تنصت وكاميرات وألغام في مناطق حساسة ومختلفة من القطاع. وحسب تقرير لها ورد في عددها الأخير، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في الوقت الذي تستعد فيه لانسحاب محتمل من القطاع، ضاعفت شعبة الاستخبارات العسكرية " أمان "، وبالذات "وحدة 8200"، جهودها في هذه العملية.

ووفق المجلة، فإن "أمان" عمل، وبكل ما أوتي من قوة، على زرع أحدث أجهزة التجسس الرقمية (ديجيتال) في القطاع، قبل رحيل الجيش عنه؛ وذلك من أجل وضع الفصائل الفلسطينية، أو بالأحرى نشطائها، تحت الرقابة الإسرائيلية الدائمة، ونقل أي معلومات مباشرة إلى مقر "أمان" في تل أبيب.

ويتمثل التغيير الأول الذي ستجريه "وحدة 8200" على حد قول "فورين ريبورت" في زرع كاميرات خفية في المواقع المركزية في القطاع تكون مرتبطة مباشرة بمحطات رصد حي داخل إسرائيل، تعمل على مدار ساعات اليوم.
وفي حال وجود نشاطات تعُدُّها المخابرات الإسرائيلية (مشبوهة)، مثل التحضير لإطلاق صواريخ على مدن يهودية، فإن هذه المعلومات تبث عبر الاتصال الإلكتروني الكومبيوتري إلى أسراب طائرات الهليكوبتر الهجومية، التي ستكون جاهزة لتنفيذ عملية ضرب الهدف المعني.
وتضيف المجلة أن عملية زرع الكاميرات التي تتحمل كل التقلبات الجوية وتعمل ليل نهار، تحتاج إلى أشهر؛ لأن تركيبها يتم بشكل سري، ويتم فيه إخفاؤها بطرق يصعب على الفلسطينيين اكتشافها.

ومن الأساليب التي تعتمدها دولة الاحتلال، زرع أجهزة تنصت في المباني الرئيسية، مثل: مكاتب الفصائل المختلفة. وهذه ليست مهمة صغيرة، بل كبيرة للغاية، (حسب "فورين ريبورت")؛ إذ تخطط السلطات للسيطرة على جميع خطوط الهاتف، وأنظمة الاتصال في القطاع، بشكل يمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من رصد تحركات واتصالات النشطاء.
وتؤكد "فورين ريبورت" أن بعض التوغلات الإسرائيلية في منطقة رفح جنوب غزة والمناطق الأخرى، المعروفة بوجود كبير للنشطاء الفلسطينيين فيها، لم تكن أهدافها عسكرية، بل كانت غطاء لهذه العملية الاستخبارية الضخمة.


الهيكلية الإدارية والتنظيمية لشعبة الاستخبارات

تتكون هيئة رئاسة المخابرات العسكرية من الأقسام التالية:
1.الإنتاج
2.فيلق التجسس
3.العلاقات الخارجية
4.أمن الميدان والرقابة العسكرية

أولا: قسم الإنتاج

وهو القسم المسؤول عن تحضير التقديرات القومية للمخابرات، ويقدم تقارير ونشرات استخبارية يومية، يتم تحليها.
يترأس القسم نائب مدير الاستخبارات العسكرية، ويشمل الأقسام التالية.
1- الوحدة الجغرافية(أو الإقليمية)
2- الوحدة الوظيفية(أو التكتيكية)
3- وحدة التوثيق(أو التسجيل والسجلات)

ثانيا: فيلق التجسس
ينقسم إلى الوحدات التالية:
1- وحدة جمع المعلومات
2- مركز الرئاسة العامة، وهو الوحدة المسؤولة عن مدرسة المخابرات العسكرية، ومعه "التنمية التكنولوجية" و"الاتصالات" و"الخرائط".
3- التدريب
4- التنظيم وخطوط الإمداد وشؤون الأفراد
5- البحوث والتنمية

ثالثا: قسم العلاقات الخارجية:
وهذا القسم مسؤول عن العلاقات بين الجيش الإسرائيلي والجيوش الأخرى، وعن كل المحلقين العسكريين.
رابعا: قسم أمن الميدان والرقابة العسكرية:
وهو القسم المسؤول عن مكافحة الجاسوسية. ويستخدم وحدات الميدان للحفاظ على القانون والنظام. وينقسم إلى أربعة قيادات:
1- المنطقة الشمالية
2- المنطقة الوسطى
3- المنطقة الجنوبية
4- القدس
5- تل أبيب
6- حيفا

المخابرات الجوية والمخابرات البحرية:

المخابرات البحرية والجوية صغيرة وذات وحدات عالية التخصص، تركز على الموضوعات التي تهمها بشكل مباشر؛ أي، التي تهم القيادة البحرية والجوية.
يشترك مدير المخابرات الجوية والمخابرات البحرية في اجتماعات مدير المخابرات العسكرية ويشارك ضباط مخابرات هذين الجهازين في الاجتماعات الدورية لقسم البحوث حتى يمكن تنسيق مسؤولية تقديم التقارير.

المراجع:
• غرانوت عودد.سلاح الاستخبارات الإسرائيلي.ترجمة دار الجليل.إصدار:دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية
• ميلمان يوسي، هابر آيتان.الجواسيس عشرون قصة على إسرائيل. ترجمة:خالد أبو ستة العصايرة.إصدار: دار الجليل للنشر
• بيرمان ستايسي.جواسيس ليمتد.ترجمة: سعيد الحسنية. الدار العربية للعلوم
• عمار نزار.الاستخبارات الإسرائيلية. المركز العربي للدراسات الإستراتيجية
• الوثائق السرية للمخابرات الأمريكية.المخابرات الإسرائيلية.ترجمة:مجدي لطفي.بيروت، الوطن العربي
• شيف، زئيف. هآرتس 12/11/2004
• يديعوت 26/2/2007
• 27/3/2007 www.qudsway.com

جرافة الحرب المقبلة في الجيش الصهيوني דחפור די-9.


جرافة الحرب المقبلة في الجيش الصهيوني דחפור די-9.

المجد – خاص

لا يكاد يخلو اجتياح من قبل قوات الاحتلال لأطراف قطاع غزة أو شن حرب عليه من استخدام الجرافات العسكرية المصفحة D-9 أو "الدب", وقد أعلن بالأمس عن انتهاء مناورة قام بها سلاح الهندسة في جيش الاحتلال عبر هذه الجرافات, تركزت على استخدامها لتقطيع قطاع غزة وإيجاد ممرات أرضية آمنة للآليات التي يعتزم الاحتلال من خلالها اقتحام القطاع.

جرافة الحرب المقبلة الجيش الصهيوني

وقد أعلن الشهر الماضي عن طراز جديد من هذه الجرافات يدعى D-9T مطور للخدمة في وحدة الهندسة الصهيونية, وهنا نتعرف واياكم في "موقع المجد الأمني" على هذه المركبة العسكرية وكيفية استخدامها ولماذا يستخدمها العدو الصهيوني.

الجرافة المدرعة :
هي جرافة تخدم في الجيش الصهيوني ويوجد منها عدة طرازات كان آخرها طرازD9T التي تم عرضها في معرض الأسلحة العسكرية الثقيلة, وهي مخصصة للعمل في ساحات المعركة بما في ذلك تحت نيران العدو.

ويطلق عليها في الجيش الصهيوني "الدب" بينما عالميا كاتربيلر IDF- D9 أي جرافة الجيش الصهيوني وهي واحدة من المركبات المدرعة التي تخدم في سلاح الهندسة في الجيش الصهيوني.

بدأ استخدام الجرافات في الجيش الصهيوني منذ حرب 1948, وقد دخلت هذه الجرافة في جميع الحروب التي خاضتها دولة الكيان ويوجد منها عدة نماذج وهي (T,N, L) .

التكوين :

تتكون من جسم مدرس ويدين هيدروليكيتين أمامية وخلفية, بالاضافة لنظام اطفاء الحريق, ونظام اتصالات.

ويوجد فيها عدد من الأنظمة العسكرية حيث يركب عليها رشاش (MAG 7.62 ملم), وجهاز لبعث الدخان من صنع شركة IMI المختصة في تطوير الأنظمة العسكرية ويستخدم هذه الجهاز عند الحاجة كالانسحاب والتغطية.

تزن 56 طناً وقوتها تبلغ 405 حصاناً.

التشغيل :

يتم تشغيل الجرافات من قبل وحدات (معدات البناء) في سلاح الهندسة حيث يتكون فريق قيادتها من جنديان:. الأول يشغل الجرافة ويقودها ويتحكم في اليدان الأمامية والخلفية, بينما الجندي الآخر فهو مسئول عن الاتصالات والمراقبة, يعمل على اطلاق النار الدخان عند الحاجة .

استخدامات الجرافة خلال الحرب :

· فتح الطرق

· تدير بطاريات الصواريخ

· انشاء قنوات وغطاء، وطرق للقوات البرية.

· تنظيف وإزالة الألغام في ساحة القتال.

· ضمان حرية تنقل القوات ومساعدة المدرعات العالقة أو المتضررة أو سحب الدبابات المتفجرة.

· تدمير البنية التحتية العدو، بما في ذلك الهياكل والمواقف، وطرق الوصول الأخرى.

· تدمير المنازل المفخخة المنازل والمباني التي يوجد بها المسلحين خلال فترة لا تتعدى 10 دقائق.

· وتستخدم الجرافات الثقيلة لتنظيف حقول الألغام القديمة بشكل آمن, وتستخدم الجرافات D9 ضمن وحدات SP (المفرقعات) في سلاح الهندسة، بما في ذلك فرق SP من وحدة الهندسة الكبرى Yahalom, بالاضافة لجرافات صغيرة يتم استخدمها عن بعد.

ماذا يحدث عندما تصاب دبابة صهيونية ؟

1- تتقدم آليات مدرعة أمام هذه الدبابة وعلى الأغلب تكون من الجرافات.

2- يقوم الجندي المتواجد في الجرافة باطلاق الدخان الكثيف في المنطقة.

3- يبدأ باطلاق نار عشوائي مكثف بشكل كبير لحين سحب الجنود وربط المدرعة المستهدفة بالجرافة.

4- سحب الدبابة عبر الجرافة لمكان آمن.

الحماية في الجرافات:

منذ ثمانينيات القرن الماضي بدأ الجيش الصهيوني في حماية الجرافات ليحمي الجنود المتواجدين داخلها والذين يكونون في الصف الأول في الجبهة.

وتتكون الحماية في الدبابة من الغلاف "الدرع الصلب المحاط بشباك معدنية قوية, لتقليل قدرة القذائف الصاروخية ضدها, بالاضافة لنوافذ مصفحة، تحمي من النار ومن المتفجرات

وهناك خمسة أجيال من التدريع في الجرافة أبرزها آخرها كان في عام 2012 حيث بدأت تدخل الخدمة الهندسة الجرافات فيلق D9T المتطورة التي لديها قدرات كبيرة على تعزيز الحماية الداخلية.

عيوبها :

توفر حماية جزئية ضد الصواريخ المضادة للدبابات لكنها ضعيفة أمام القذائف المتكررة.

لا تستطيع مقاومة القذائف المزدوجة والمتطورة من طراز تاندوم وكورنت وغيرها.

عمليات ضدها :

· تم تفجيرها عدة مرات في قطاع غزة قبل الانسحاب في العام 2004 وتدميرها بشكل جزئي.

· في العام 2004 تم استهداف مقصورة القيادة فيها من قبل حزب الله بصاروخ ساغر وتم تدميرها وقتل الجنديان المتواجدان فيها.

· تم تدمير عدد منها خلال حرب لبنان عبر استهدافها بصواريخ مضادة للدبابات وفي جميع الحالات قتل من فيها.

· في كثير من الاجتياحات لقطاع غزة تم استهداف الدبابة بصواريخ مضادة للدبابات من طراز RBJ وتم تضررها بشكل أساسي في بعض الأحيان وبشكل جزئي في أحيان أخرى.

· استهدف العديد منها خلال الحرب على غزة في العام 2008/2009 وتم تدمير عدد منها, ولم تفصح القوات الصهيونية عن عدد القتلي لمنع ذلك من قبل الرقيب العسكري.


علماء الآثار في ’’اسرائيل’’ بين تقويض الصهيونية ونفي وجود الأنبياء

علماء الآثار في ’’اسرائيل’’ بين تقويض الصهيونية ونفي وجود الأنبياء
مرة اخرى يكذّب علم الآثار في اسرائيل اسطورة "أرض الميعاد" وخطأ إسقاط جغرافية التوراة على فلسطين. فبعد تحقيق مجلة "التايم" (تاريخ 5/12/95) بعنوان "هل التوراة حقيقة ام خيال"، جاءت مجلة "لو نوفيل اوبسرفاتور" الفرنسية (عدد 18- 24/7/2002) تنشر تحقيقاً على امتداد عشر صفحات بعنوان: "الطوفان، ابراهيم، موسى، الخروج: التوراة، الحقيقة والاسطورة الاكتشافات الجديدة لعلم الآثار "، كتبه: "فيكتور سيجيلمان، جان لوك بوتيه، صوفيا لوران". اضافة الى نحو سبعة كتب نشرت في فرنسا منذ 1998 حول المضمون نفسه وملخصه: إن علم الآثار في فلسطين لم يؤكد ما جاء في اسفار التوراة، وبالتالي فان "ارض الميعاد" الكنعانية التي تفيض "لبناً وعسلاً" (والحقيقة لباناً وعسلاً)، ليست في فلسطين، وعليه فالاسطورة الصهيونية عن ارض الاجداد باطلة.

من ناحية اخرى فقد سبق للدكتور كمال الصليبي، ان كان رائداً في هذا المجال عبر كتابه "التوراة جاءت من جزيرة العرب" (عام 1985) ولكاتب هذا المقال، كتاب "التوراة العربية واورشليم اليمنية" (عام 1994). واذا كان يحق لنا بتأييد من "علم الآثار الاسرائىلي" ان نسخر من الذين تهجموا علينا، من الجهلة وبعض مدرسي التاريخ (او باعة التاريخ المستورد على العربات)، خصوصاً في الجامعة اللبنانية، فاننا ندعوهم وقد كانوا تلامذة لاساتذتهم في الغرب، ان يشمّروا عن سواعدهم، وان يعيدوا النظر بكل التاريخ القديم الذي نقلوه ونشروه استناداً الى جغرافية التوراة في فلسطين ومحيطها، وان يعيد "علماء الآثار" اذا وجدوا، النظر في ما يدرسون خصوصاً ان سادتهم جعلوا التوراة مفتاحاً لاثريات بلاد الشام ومصر. "فالكنيسة القريبة تشفي"، اذا كان الناذر مؤمناً.

اسرائيل فلنكشتاين: الاثريات لم تؤيد التوراة"
في مقابلة مع "اسرائيل فلنكشتاين (مدير كلية الآثار في تل ابيب)، جاء "ان الحفريات الاثرية سيطر عليها نص التوراة، الذي كان يعتبر مقدساً، وكان ينتظر ان تصدق الحفريات وتؤكد الروايات التوراتية. وحتى عام ،1960 لم يكن اي عالم آثار يشك في التاريخية المقدسة لرحلات الآباء (اي انبياء التكوين والخروج) . وكان المهم العثور على موجودات اثرية تؤكد النص. لكن منذ ذلك الحين والاثريات وسط معمعة. بعد ذلك جرّب علم الآثار معرفة وفق اية مقاييس يتطابق الشاهدان: النص والاثر.

"معظم الباحثين درسوا تاريخ العبرانيين والاسرائيليين استناداً الى التواتر السردي للنص: مرحلة الآباء. الوصول الى مصر، ثم الخروج وغزو بلاد الكنعان لا الارض الموعودة) ثم الاستقرار وانشاء مملكتي اسرائيل واليهودية. اننا اليوم نسير الطريق بالعكس. من الاكثر حداثة حتى الاقدم. لقد جاهرنا لرؤية تاريخ قدماء العبريين يعيشون في اسرائيل منطلقين من وجهة نظر هؤلاء الذين كتبوا هذا التاريخ القديم في مرحلة متأخرة. لقد مكنتنا الحفريات من معرفة شروط حياة الناس في تلك العصور. انطلاقاً من ذلك يمكننا ان نجرب فهم لماذا وكيف كتبوا هذا القسم او ذاك من النص التوراتي". لقد كتب النص اولاً وتقريباً قرابة نهاية مملكة يهوذا، وتحت حكم يوشيا اي في القرن السابع ق.م. واكمل اثناء النفي في بابل والعودة الى اسرائيل تحت حكم الثور، اي في القرن السادس. وبعدها فان قسماً كبيراً من التوراة كان اسطورياً دعائياً. وما كتب ايام يوشيا كان لدعم توسع مملكته. وليس معنى عدم مطابقة الاثريات المحيطة في مصر وآشور مع نص التوراة، ان النص مبتدع كلياً. ذلك ان التاريخ دائماً ما ينفع في الايديولوجيا. وكان على كاتب النص ان يستند الى اساطير مبنية حول ابطال سابقين انتقلت اخبارهم شفاهاً من جيل الى جيل.

"لقد اراد يوشيا ان يمدّ مجال سيطرة "اليهودية"، حيث مملكة اسرائيل لم تكن موجودة، وتأثير امبراطورية الآشوريين الى تراجع ومصر في انشغال داخلي. لذلك اسند طموحه وامنيته عبر تعظيم امجاد داوود وسليمان اللذين لم يكونا كما تصورهما النصوص. فالاكتشافات الاثرية الاخيرة تعلمنا ان داوود وسليمان كانا غالباً ملوكاً صغاراً على مدينة اورشيلم، التي كانت في حينه (القرن 9-10) قبل الميلاد) مدينة بائسة مشيدة على منحدر، محاطة بالقرى، والشعب كان قليلاً، وبالمجموع امياً منعزلاً وغير مستقر.

"اننا نعلم الآن، ان الاستيلاء على بلاد الكنعان لم يكن بالوصف البطولي لنص التوراة، ولكن عبر هجرة طويلة متعبة لعشائر سامية، تمت خلال قرن لانشاء ما يعرف بارض الميعاد. ان عظام الجمال التي عثر عليها الاثريون لا تتطابق مع وصف الجمال التي كانت مع قافلة ابراهيم كما جاء في النص، بل هي تعود لجمال استخدمت بعد عدة قرون، ايام الآشوريين.

"ان الاوساط المتدنية تجهل علم الآثار، ولا يهمها البحث، بقدر تصديق ما هو امامها في النص. وابحاثنا صفعت بشدة مشايخ الصهيونية الذين انشأوا اسرائيل والذين يريدوننا كما "ايغال يادين" ان نحمل لهم ما يؤكد النص لا العكس".

فيكتور سيجلمان: علم الآثار ضد اسرائيل، ولكن!
اما فيكتور سيجلمان، وان كان اكثر جرأة من فلنكشتاين، الا انه صهيوني بامتياز شديد. اذ كما حمل الشعب الفلسطيني وزر التفسير الصهيوني الغربي للتوراة يريد تحميله ايضاً وزر سقوط الوهم التوراتي وتجلياته في النفي والاقتلاع. يقول: "بالنسبة للفلسطيني، فان شرعية وجود دولة اسرائيل هو المطروح، وليس فقط الاراضي التي احتلت عام .1967 فبعد المؤرخين الجدد، جاء دور الاثريين الجدد في اسرائيل، الذين وضعوا النص التوراتي محل الشك خصوصاً حول تاريخية الآباء والانبياء وحول معبد سليمان. وعليه ان الايديولوجيا الصهيونية التي اسس اليهود دولتهم على ارض الاجداد بناء عليها لم تعد بالحسبان. ان علماء الآثار لم يعثروا على اي اثر لخراب معبد، ولا مملكة متألقة لسليمان ولا اي شيء آخر. والنص التوراتي الذي ليست له قاعدة مادية حقيقية، ليس سوى اختراع ادبي. لكن ذلك لا يبدل ابداً ارتباط الشعب اليهودي بهذه البقعة المسماة ارض اسرائىل، وبالعربية فلسطين.

"سواء كان الاجداد حقيقة ام خيالاً، فان قوة الاسطورة الوطنية ليست في حاجة الى اثبات كي تنمّي ديناميكية الانبعاث الوطني للشعب. ان شرعية اسرائيل دولية من الامم المتحدة، مثل شرعية دولة فلسطين المقبلة. فاستخدام علم الآثار لاثبات غياب الرابط التاريخي بين اليهود وبلاد اجدادهم، بهدف تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، مسألة لا طائل منها وخطيرة...".

لا اثر لابراهيم
اما محرر التحقيق جان لوك بوتييه، فيرى "ان لا اثر قدم لابراهيم. فاثبات وجود ابراهيم مسألة ميئوس منها حسب ابحاث اسرائيل فلنكشتاين. لانه مع ابراهيم يترك النص التوراتي الاسطورة عن الطوفان والجنة، ليلقي بنفسه في الجغرافيا التاريخية. من الممكن متابعة رحلة ابراهيم من اور الكلدان في العراق (والحقيقة انه في النص العبري للتوراة رحل من اور قاصديم، وهي منطقة يافع السفلى او بلاد بني قاصد في جنوب اليمن) نحو مصر، ثم عاد من مصر الى حبرون في ارض كنعان. وهكذا فان ابراهيم هو البداية في تاريخ اسرائيل، وعبر التضحية باسحق، فانه لعب دوراً في الوعد بارض الميعاد، وفي تكملة سلسلة النسب والارتباط بالاله. لقد درست كل اثريات منطقة اور (في العراق) وماري واوغاريت (في سوريا) في المرحلة نفسها لهجرة ابراهيم. ولكن لا اثر له!.

وفي الوقت نفسه، فان ضريح الآباء في حبرون (مدينة الخليل) حيث يتقاتل اليوم المسلمون واليهود، هو مكان احتفالي تقليدي منذ زمن متأخر. ان ابراهيم شخصية تقريرية، فهو الذي قطع بين تعدّد الآلهة وارتبط بإله واحد في التوراة، واستناداً الى هذه المسألة ترتبط اليوم الاديان الثلاثة".

وتحت عنوان "الحوار بين المؤرخ والمؤمن، اسطورة فعلية"، يرى الكاتب نفسه، ان التوراة ليست كتاب تاريخ. فالطوفان اسطورة، وابراهيم خرافة، وموسى والفرعون كانا اقل واقعية ومملكة اسرائيل لم تبدأ مع دامود وسليمان، فما هي التوراة اذن؟ انها مكتبة يتبدل هيكلها". ثم يعرض الكاتب لما نشر من نقد للتوراة في القرون الثلاثة حتى بداية القرن العشرين في اوروبا، حيث بدأت اعمال الاثريات عام 1890 على يد قسيس فرنسي. لكنه، وان انكر التارخ في التوراة، الا ان لم يهمل المشروع الصهيوني المبني على طرد الشعب الفلسطيني، استناداً الى "حق تاريخي"، لذلك يلجأ الى الفرنسي ارنست رينان ليقول: "ان التوراة يمكن ان تتضمن تاريخاً".

لا اثر لأريما التي دمرها يشوع
يرد في النص التوراتي، ان خليفة موسى يشوع بن نون، هاجم ملوك الكنعان (بالعشرات كانوا، ولم يتطرق احد لمعنى كلمة ملك في النص) وقلاعهم، ومن ضمنها أريماالتي تلفظ سريانياً وعبرياً (يريخو)، فيقول جان لوك بوتييه: "اهتزت وتهدمت اسوار وحصون أريما تحت وقع اصوات ابواق يشوع. انها الصورة الاكثر انتشاراً من مرويات التوراة. لقد ذهب علماء الآثار بحثاً عن اثر الحصون تلك. ولكن للاسف لا شيء. وبكل بساطة، فان هذه المدينة (مدينة أريما في الضفة الفلسطينية) لم تكن موجودة في القرن الثامن قبل المسيح!".

في حين ان صوفيا لوران تؤكد ان النصوص المصرية (نصوص بلاد القبط) الاثرية لم تؤكد وللاسف نصوص التوراة وان معظم الباحثين يؤكدون انه من العبث البحث عن قصة موسى والفرعون التي لسنا على يقين من حدوثها، والتي اذا حدثت فانها كانت تخص قلة من الناس". كما ان الكاتبة نفسها تلخص الجهود المضنية للتحقق من حدوث مسألة "الطوفان الضائع"، فما سُمّي بسفينة نوح في ارمينيا لم يكن صحيحاً، كما ان ورود اخبار الطوفان في الاثريات العراقية، دفع علماء اميركيين للبحث عن طوفان في البحر الاسود وهكذا.


نعم انبياء التوراة حقيقة تاريخية
وهكذا، اذا لم يجد العلماء اثاراً في فلسطين تدلّ على الاحداث التاريخية في التوراة، لجأوا الى اعتبارها اساطير وخرافات دونما طرح السؤال البسيط: هل نبحث في المكان الخطأ؟ ان مشكلة الفكر الغربي، الوالد الشرعي للفكر الصهيوني، انه امضى القرون الثلاثة الماضية ليؤكد قصة ارض الميعاد، وليخضع كل ابحاثه الاثرية والتاريخية لمصلحة التفسير التوراتي، وينفي وجود الشعب الفلسطيني، نراه اليوم وقد فشل في دعم ركائز التفسير الصهيوني، يلجأ الى نفي وجود الانبياء والى جعل التوراة اسطورة دونما خجل أيضاً!

لكن الحقيقة ان مسرح التوراة كان هناك في اليمن. فمن ابناء نوح حسب التوراة أزال وحضرموت. وآزال اسم صنعاء عاصمة اليمن حتى القرن السادس ميلادي او مدينة سام. كما ان ابرهيم رحل من حاران في يافع السفلى (اور قاصديم في التوراة) جنوب اليمن التي كانت تسمى بلاد بني قاصد، الى مصر، ولم يسأل الفكر الغربي (الذي يتجاهل العلاقة بين العربية والسريانية والعبرية)، ان التوراة تتحدث عن (مصرايم) المسقطة اليوم على دولة مصر التي كان اسمها التاريخي قبل الاسلام، بلاد القبط - الغبط، وان هذا الاسم (إيجبت) هو السائد في اليونانية واللغات الاوروبية المشتقة من اللاتينية. ويجهل ان مصرايم - مصر في القاموس العربي هي الحاجز والقلعة.وان مخلاف السمول اليمني يسمى تاريخياً مصر اليمن، وهو يقع جنوب صنعاء. ثم ارتحل ابرهيم الى حبرون ودفن في مغارة المكيفلة. وما زالت مدينة حبرون باسمها السرياني في منطقة الواحدي شمال عدن وقربها قرية المقيبلة وهي المكيفلة سريانياً. وان ابرهيم تغرب في جرار وهي تقع جنوب غرب صنعاء. كما ان حصن اريما ما زال باسمه السرياني (يراخ) جنوب غرب صنعاء. وهكذا مئات الاسماء الكنعانية الواردة في التوراة، والتي ثبتناها في كتابنا "التوراة العربية واورشليم اليمنية".
______________
الكاتب فرج الله صالح ديب

2014-04-07

الهولوكست كذبة العصر الكبرى واكبر عملية تزوير للتاريخ.


الهولوكست كذبة العصر الكبرى واكبر عملية تزوير للتاريخ.

يقول اليهودي روبرت ويلتش رئيس تحرير جودش راندشو (المجلة اليهودية) في افتتاحية عدد 4 نيسان 1933، : "لقد قدمت النازية فرصة تاريخية لتأكيد الهوية اليهودية واستعادة الاحترام الذي فقده اليهود بالاندماج. إنهم مدينون لهتلر وللنازية."

في 30 يناير1933 وصل هتلر إلى السلطة، وفي نيسان في نفس العام حصلت حادثة مهمة وهي رحلة قام بها ضابط نازي و زوجته مع شخص يهودي و زوجته إلى فلسطين والمشهورة برحلة (تاتش لار- منجلستان) جاؤوا إلى فلسطين لدراسة كيفية تهجير اليهود إلى فلسطين، وكانت هذه الرحلة في 21 حزيران، وفي 7 آب 1933 وقعت اتفاقية "الهافارا" أو معاهدة الترانسفير Transfer Agreement و الهافارا هي الاتفاق الاقتصادي الذي عُقد عام 1933م واستمر تنفيذه حتى عام 1942م لتهجير يهود ألمانيا إلى فلسطين، وفعلاً في البداية كان اقتراح من مدير شركة الاستيطان بأن يفك الحصار عن ألمانيا –المفروضة من قبل الدول الأوروبية - بالطريقة التالية: أن يودع اليهودي الذي يريد الهجرة إلى فلسطين أمواله في بنك في ألمانيا، هذا البنك يشتري بها آلات زراعية وآلات عسكرية ومعدات ويرسلها إلى فلسطين، وهنا يأتي المزارع فيستعيد ثمنها من بنك في فلسطين، والهافارا معناها "الترانسفير" .. فعندما وصلوا إلى هذا الاتفاق احتجت المنظمة الصهيونية لأن هذا الاتفاق حصل مع شركة خاصة، فعاد (هيدرج) الألماني ودعا مسؤول المنظمة الصهيونية العالمية مع رئيس الشركة الخاصة التي كانت عرضت مع (حاييم أورلوزوروف) الذي أرسله (بن جوريون) خصيصاً لهذه الغاية، وعُقد الاتفاق بين أربعة مسؤولين صهاينة مع اثنين ألمان ، وقع الاتفاق في برلين، وبمقتضى هذا الاتفاق حصلت عملية تهجير اليهود من ألمانيا إلى فلسطين.

معاهدة الترانسفير :
في سنة 1935 صرحت جريدة تابعة للجيستابو (الجيستابو هو البوليس السري الألماني) بتمويل يهودي سري تقول: (لم يعد بعيداً الوقت الذي تصبح فيه فلسطين قادرة على استقبال أبنائها الذين فُصلوا عنها منذ أكثر من ألف عام).
و قضية الهافارا قضية خطيرة جداً يعتم عليها الإعلام والباحثون، والتي يخاف منها اليهود أكثر من موضوع الهولوكوست.

قد يكون القولُ بوجود تعاون صهيوني ألماني مُستغرباً للكثيرين, وهذه سانحة مُناسبة لتقديم التعازي الحارة في إعلامنا العربي أو بالأصح مُضللنا العربي مُغيّب الحقائق. اُشتهرت فضيحة في السودان عُرفت بـــ(الفلاشا) وهي تهجير يهود أثيوبيا عبر أراضي السودان إلي اسرائيل. أما المانيا التي أحرقت اليهود فما عُرف بـــ(الهافارا) أو الترانسفير يُمثل الاتفاق الاقتصادي الذي عُقد عام 1933م واستمر حتى عام 1942م وتم تنفيذه لتهجير يهود ألمانيا إلى فلسطين ! وتحت إشراف بن جوريون شخصياً. وقد كتب كثيرٌ من الصهاينة عن تأثر دولة إسرائيل بأفكار النازية.

المحرقة اليهودية أو الهولوكوست كلمة يونانية معناها : القربان الذي يُضحَّى به للرب ويُحرق حرقاً كاملاً غير منقوص على المذبح قيل أن النازيين بزعامة هيتلر قاموا بحرق 6 مليون يهودي في غرف الغاز و لكن ألمانيا نفسها لم تحتوي 6 مليون يهودي في ذلك الوقت.

في يوم 27 كانون الثاني من كل عام، تخرج علينا المؤسسات «اليهودية» الحكومية والخاصة، اليمينية واليسارية، المتطرفة والـ«معتدلة»، لتغنّي وتروي قصصًا وأساطير عما يسمونه بالـ«محرقة اليهودية» أو «الهولوكست»، كذبة هذا العصر الكبرى التي أدت الى أكبر عملية تزوير في التاريخ البشري وأشنع عملية سرقة واغتصاب للأرض الفلسطينية وذاكرتها التاريخية، شرعنتها القرارات الدولية ومصالحها الاستعمارية، أكذوبة محرقة كانت أمر العمليات لأكبر محرقة يومية حقيقية للشعب الفلسطيني.
إحياء للـ«كذبة»

يقول الباحث الفيزيائي الفرنسي روبرت فوريسون : (لم يتمكن أحد، في معسكر اعتقال أوشفتز أو في أي مكان آخر، أن يرينا عينة واحدة من هذه المسالخ الكيميائية. ولم يستطع أحد أن يصف لنا شكلها الدقيق وطرق تشغيلها، ولم يكشف أثر أو ملمح واحد لوجودها. لا توجد وثيقة واحدة ولا دراسة واحدة ولا تصميم واحد لها. لاشيء).

كيف تواجدت في ألمانيا غرف من الغاز كافية لحرق 6 مليون يهودي في حين أن ألمانيا عانت في الحرب بسبب أزمة الطاقة و البترول !! فكيف كان يتم تشغيل تلك الغرف ؟؟

لقد ظهرت الصور اليهودية المنتشرة عما يعرف بالهولوكوست بعد الحرب العالمية الثانية و هي صور لضحايا الحرب بصورة عامة بدون ذلك الاضطهاد النوعي لليهود الذي يُلحق دوماً بهتلر و النازية و قام عدد من الباحثين بإثبات ذلك مما جعل الدول الكبرى تضع قانون يجرم إنكار الهولوكوست فيما يُعرف بمعاداة السامية.

ويوجدُ الآن في أمريكا متحف لتخليد ذكري الهولوكوست رغم أن قتلي الإتحاد السوفيتي بلغ 20 مليوناً من الأنفس من الــــ50 مليوناً الذين قُتلوا إبان الحرب العالمية الثانية، وهذا غير بقية المتاحف في اوروبا والعديد من المنظمات التي تُطارد من ينكر هذه الاُكذوبة, بل والقوانين المُشرعّة التي تُجرم (أعداء الساميّة) ودمغ العرب من الخليج إلي المحيط في وسائل الإعلام بوصف (النازيين الجُدُد).

أصدرت فرنسا قانون جيسو عام 1990، من أجل جريمة واحدة وحيدة ومحددة، ألا وهي إنكار الهولوكوست أو الإبادة النازية لليهود، أو التشكيك في عدد ضحاياها، مقدمات إصدار هذا القانون: أطروحة الباحث هنري روكيه، تحت إشراف البروفيسور روجيو، في جامعة باريس، للحصول على الدكتوراة، موضوعها ضحايا معسكرات الاعتقال النازية، أجيزت رسالته بتقدير جيد جداً، وخلص من الأدلة والبراهين ومراجعة تعداد اليهود قبل الحرب وبعدها ومن فحص التقارير التي تبنتها محكمة نورمبرج إلى أن عدد ضحايا اليهود في الحرب العالمية الثانية كلها لا في معسكرات الاعتقال النازية فحسب لا يتجاوز 200 ألف على أقصى تقدير.ثم نشر في صحيفة لوماتان دي باري 13-9-1986 مقال يشيد برسالة روكيه، وقلب هذا المقال فرنسا رأساً على عقب. أحيلت رسالة الدكتوراة إلى لجنة علمية في جامعة نانت لتقييمها، وانتهت الإحالة بسحب الرسالة وإلغاء حصول الباحث هنري روكيه على درجة الدكتوراة لأنه لم يسدد الرسوم الدراسية في كلية الآداب بجامعة نانت التي أحيلت إليها الرسالة، مع أنه في الأصل باحث في جامعة باريس.

نشأت أكذوبة الهولوكوست للضغط علي العالم وتنفيذ الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطانية الماسوني بلفور عام 1917 إلى أخيه الماسوني اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور (وعد من لا يملكـ لمن لا يستحق)، ويُعتبر الوعــــــــد الغاشم أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيه الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين.

نص وعد بلفور :
وزارة الخارجية في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917 عزيزي اللورد روتشيلد يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

«إن حكومة صاحب الجلالة ترى بعين العطف تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهَم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين، أو الحقوق و الوضع السياسي التي يتمتع بها اليهود في أي بلد آخر.»

في حين أن قضية الهولوكوست مفبركة و لا وجود لها إلا أنه قد حدث بالفعل بعض الاضطهاد الضئيل لمجموعات من اليهود بتخطيط نخبتهم و بالتعاون مع هتلر و ذلك لإجبار بقيتهم على الهجرة لفلسطين، كما أن جيش هتلر النازي كان يشمل 150 ألف يهودي و كان منهم قادة في الجيش النازي.

حيث اعترف كاستنر أمام محكمة نيورينبرغ التي حاكمت النازيين بأن قسم كبير من أجهزة الأمن والمباحث المشتركة النازية - الصهيونية دفعت اليهود إلى المذابح و ذلك بتآمر صريح بين الجستابو والصهيونية كي يضطر بقيتهم للهجرة إلى فلسطين. وقررت الأجهزة السرية الإسرائيلية في مارس عام 1957م إسكات رودولف كاستنر للأبد، وحاولوا اغتياله بالرصاص.

يقول الحاخام رابينوفتش: "لن تكون هناك أديان بعد الحرب العالمية الثالثة، كما لن يكون هناك رجال دين.. فإن وجود الأديان ورجال الدين خطر دائم علينا، وهو كفيل بالقضاء علي سيادتنا المقبلة للعالم، لأن القوة الروحية التي تبعثها الأديان في نفوس المؤمنين بها ـ وخاصة الإيمان بحياة أخري بعد الموت ـ يجعلهم يقفون في وجهنا.. بيد أننا سنحتفظ من الأديان بالشعائر الخارجية فقط.. وسنحافظ على الدين اليهوديّ، وذلك لغاية واحدة، هي الحفاظ علي الرباط الذي يجمع أفراد شعبنا، دون أن يتزوجوا من غير سلالتهم أو أن يزوجوا بناتنا لأجنبي.. وقد نحتاج في سبيل هدفنا النهائي إلي تكرار نفس العملية المؤلمة التي قمنا بها أيام هتلر.. أي أننا قد ندبر وقوع بعض حوادث الاضطهاد ضد مجموعات أو أفراد من شعبنا.. أو بتعبير آخر سوف نضحي ببعض أبناء شعبنا، حتى نحصل بذلك على الحجج الكافية التي تبرر محاكمة وقتل القادة في أميركا وروسيا كمجرمي حرب، وذلك بعد أن نكون قد فرضنا شروط السلام.. ونحن اليوم بحاجة إلى الإعداد لهذه المهمة وهذه التضحيات.. لقد تعود شعبنا على التضحية دائما.. ولن تكون خسارة بضعة آلاف من اليهود خسارة جسيمة، إذا قارناها بما سيحصل عليه شعبنا من السيطرة علي العالم وقيادته".

2014-04-06

أبرز ملامح التربية لدى الصهاينة.. غرس الولاء العقدي للصهيونية والشعور بالاضطهاد..

أبرز ملامح التربية لدى الصهاينة.. غرس الولاء العقدي للصهيونية والشعور بالاضطهاد..

قام اليهود بالكثير من الوسائل والأساليب التي تحافظ عليهم من الانقراض والذوبان في المجتمعات الأخرى, وكان أهمها التربية الخاصة بالجيل الناشئ منهم, حيث تمثل التربية خاصة الرسمية في كافة المجتمعات الإنسانية مجالاً رحباً لتشكيل افراد المجتمع وفق اهداف المجتمع العامة وحسب مكوناته الثقافية والعقدية.

وقد انتبه رواد الحركة الصهيونية لهذا الدور الذي تلعبه التربية, وعنوا به عناية كبيرة, وذلك بغرض إيجاد التجانس بين اليهود المهاجرين الذين جاءوا من كل حدب وصوب ويتكلمون لغات مختلفه, وتربوا ونشأوا في بيئات متباينه, ورضعوا ثقافات متنوعة, وكان من أبرز ما أقدم عليه الكيان الصهيوني في بداية نشأته على أرض فلسطين هو إقامة مؤسسات الكييوتز, والتي كانت بمثابة المحضن الأول والأساس الذي يتم من خلاله إعادة تشكيل الأفراد القادمين من بقاع الأرض المختلفة وتنشئتهم وفق مبادئ وأهداف الحركة الصهيونية. وقد اثبتت الكييوتز دورها التربوي الناجح في صهر الأفراد وتثبيت المفاهيم, والمبادئ, والأهداف التي تضمن بقاء دولة الكيان الصهيوني واستمرارها. وقد عمل اليهود في الجامعات الصهيونية, وفي الغرب خاصة الجامعات الأمريكية على تقديم مؤسسات الكييوتز كنموذج ناجح تفتخر فيه "إسرائيل", وتقدمه للعالم حتى اصبح هذا النموذج يدرس في برامج علم النفس, وعلم الاجتماع, ويكتب عنه في الكتب, ويتم تناوله في المحاضرات, وقد اهتمت المؤسسات التربوية سواء الحكومية منها أو غير الحكومية والدينية وغير الدينية في كيان العدو بالعمل على تحقيق مجموعة من الأهداف على مستوى الفرد اليهودي في شخصيته, وفي وجدانه وفي عقله سواء في نوع المعرفة التي يزود بها, أو طريقة التفكير التي يدرب عليها. ويلاحظ عند التأمل في المناهج الدراسية اليهودية اهتمامها الكبير وسعيها الدؤوب لغرس الولاء العقدي للصهيونية ولاء يرتبط بوطن وثقافة جمعية وليس ولاء لفرد أو حزب أو ما شابه ذلك, فالزعماء يأتون ويذهبون, ولذا لا يربط ولاء الفرد الإسرائيلي لبنغوريون أو ييجن أو شارون مع أن الرموز تستخدم كنماذج بغرض محاكاتها في حرصها وتفانيها في خدمة الوطن, والأمة لأن الهدف بقاء الوطن والأمة اليهودية, وقد عمدت المناهج الدراسية في الكيان الصهيوني إلى تأصيل الأصولية الدينية, وخلق العقلية المتصلبة الجامدة بشأن الدولة اليهودية والحق التاريخي المزعوم وربط هذا الأمر بالنصوص الدينية كجزء من التنشئة والتربية الدينية, ولذا لا غرابة أن نرى على شاشات التلفزيون المتدينين اليهود بملابسهم وشعورهم وهم يعيثون في الأرض الفلسطينية فساداً ويقتلون, ويرهبون الصغار, والكبار بتصرفاتهم وأعمالهم التي يؤدونها, وهم يعتقدون بأنهم يؤدون واجباً دينياً لا يمكن التنازل عنه.

الركيزة الأساسية الثانية في اهداف التربية في الكيان الصهيوني هو تعليم الناشئة باللغة العبرية, والكل يعرف أن اللغة العبرية كانت منقرضة إلى وقت قريب حتى تم تحويلها إلى لغة علم ومعرفة يدرس فيها في المدارس والجامعات وتنشر فيها البحوث والدراسات, ذلك أن وجود لغة حيه لأي أمة يمثل مصدراً ومقوماً من مقومات قوة الأمة وحيويتها.

أما خصائص الشخصية التي تسعى التربية الصهيونية إلى تحقيقها في الناشئة اليهود فتتمثل في مجموعة من السمات أولها غرس مفهوم إيجابي يشعر من خلاله الفرد بجوانب القوة في ذاته كأن يعتبر نفسه ذكياً, وشجاعاً, وقوياً, ومنظماً, وينتمي لشعب الله المختار بما يعنيه ذلك من نقاء عرقي, وعبقرية, وتفوق, حتى أن الفرد اليهودي يشعر بتميزه على الآخرين, ويرى نفسه أفضل منهم, ومثل هذا الشعور من شأنه تشكيل اتجاهات ايجابية نحو الذات, وسلبية نحو الآخرين مما يولد الكراهية والرفض للآخر, ولذا نجد أن مصطلح الاغيار, والذي يوصف به كل من هو غير يهودي يسود في المناهج الدراسية اليهودية خاصة في المدارس الدينية, والتي يشرف عليها اليهود الأرثوذكس التلموديين والذين يتصفون بالشراسة, والنظرة العدائية للآخرين, وأذكر أن مناحيم بيجن كرر أكثر من مرة في مقابلة تلفزيونية على احدى القنوات الأمريكية قوله أننا دولة تلموديه, مما يعني ضرورة الالتزام بما ورد من مبادئ وتوجيهات وردت في كتاب التلمود. كما أن من خصائص الشخصية المستهدف تحقيقها هي الإرادة, والعزم, والتصميم, وذلك بغرض تحدي الصعوبات والمشاكل التي يواجهها اليهود سواء كانت مشكلات سياسية أو عسكرية أو مادية واقتصادية, وهذه الخاصية أعتقد أن لها دور بارز في كثير من الانجازات والانتصارات التي حققها العدو منذ أن بدأت الهجرة اليهودية وحتى الآن.

التأكيد على النقاء العرقي

أحد الأمور التي تهتم بها المناهج الدراسية في الكيان الصهيوني وذلك بهدف خلق شعور التميز والاختلاف, كما أن مفهوم الحق التاريخي الذي يحاول اليهود من خلاله تأكيد ملكيتهم لفلسطين هو احد الأمور التي تعنى بها المناهج الدراسية والبحوث والدراسات, وما الحفريات التي تجري منذ فترة تحت المسجد الأقصى, وعند باب المغاربه إلا سعي آخر بهدف تقديم الأدلة التي تثبت الحق التاريخي المزعوم. أبا أبيان وزير خارجية العدو الصهيوني السابق, والمتخصص في التاريخ أعطى عناية بهذا الأمر, وأذكر أن برنامجاً أمريكياً كان قد أجرى مقابلة معه وعرض لقطة تلفزيونية تظهره وهو يتجول في احدى المناطق ثم فجأة يرفع قطعة معدنية من الأرض ليشير بها إلى وجود كتابة بالعبرية مما يشعر المشاهد بصدقية ادعاء الحق التاريخي في فلسطين الذي يرفعه اليهود. إن ربط الناشئة بالأرض والذي يعتبر محور العملية التربوية في المدارس, وفي الكييوتز, ومن خلال الأناشيد الوطنية ما هو إلا استثمار ناجح يخدم المشروع الصهيوني من خلال الناشئة. إثارة الخوف لدى الناشئة اليهود المقيمين على ارض فلسطين هو أحد الأهداف التربوية التي تعمد إليها المؤسسات التربوية, وذلك بهدف جعله في حالة توجس, واستنفار طول الوقت حتى لا يأخذ على غرة, ويرتبط بهذا الهدف إحداث إحساس لدى اليهود من أنهم معرضون للإبادة وأنهم مستهدفون, وبغرض مواجهة هذا التحدي فلابد من التمرد, ورفض الخضوع للآخر, والدعوة إلى عدم الاستسلام للأعداء, وهذا لا يتم إلا من خلال أشعار الناشئة بأنهم شجعان, وأنهم قادرون على مواجهة التحديات, والصعاب مهما كان حجمها وخطرها. إن المناخ داخل المدرسة, وفي المجتمع العام له دور مهم في طريقة الإدراك, ونوع الشعور, والإحساس الذي يوجد لدى الفرد, ومن ثم نوع السلوك الذي يصدر منه فأجواء الرعب والخوف والقمع لا يمكن أن يحدث فيها تفكير سوي ومنظم, ولن ينتج عنها إلا شخصية مسلوبة الإرادة تشعر بالعجز والضعف, ولنا في المقولة التي تنسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أبلغ دليل على هذا الأمر حيث يقول إنك لا تأمن على المرء إن أنت أخفته أو أجعته.

إن إظهار اليهود بأنهم مظلومون ومضطهدون وأنهم ضحايا التمييز يوجد لديهم شعور جماعي بضرورة التوحد ومواجهة الخطر بروح جماعية لأنهم معتدى عليهم ومعذبون عبر مسيرتهم التاريخية.

المشهد الديمغرافيّ لمدينة القدس.


المشهد الديمغرافيّ لمدينة القدس.

في مدينة القدس، هناك محاولة بحث لا تعتمد المدونات، بل: الأرض، الطوبوغرافية والعلم والإحصاءات...


موقع القدس
قامت مدينة القدس في مكانها الحالي منذ الألف الثالث قبل الميلاد على أربعة جبال:
جبل موريا (المختار): ويقوم عليه الحرم الشريف.
جبل صهيون (النبي داود): بنيت عليه القدس اليبوسية.
جبل بيزيتا (بيت الزيتون): قرب باب الساهرة اليوم.
جبل أكرا: وتقوم على سفوحه كنيسة القيامة.

وتحيط بها مجموعة أخرى من الجبال امتدت إليها المدينة منذ مطلع هذا القرن، وأهمها جبل الزيتون في الشرق وسكوبس في الشمال والمكبر وأبو غنيم في الجنوب.

التشكيل الطوبوغرافي اليبوسي العربي للمدينة.
تفرّدت منذ القديم بمزية أعطتها المهابة والقداسة، فإلى جانب انحدارٍ سحيق ينخفض حتى منسوب 450م تحت سطح البحر، باتجاه البحر الميت، ترتفع خطوط تسوياتها حتى منسوب 800م فوق سطح البحر.

أنشأها اليبوسيون العرب منذ خمسة آلاف عام، فمنحوها اسمهم ونسبة إلى إلههم سالم، سميت بأور سالم أي مدينة سالم. وطوع اليبوسيون طوبوغرافية مدينتهم العصية، باستخدام مصاطب متدرجة بنيت من أحجار ضخمة، استخدمت كمساحات مستقرة لبناء بيوتهم، ودعامات لأسوار المدينة. وعلى الرغم من انهيار هذه الدعامات فقد عثر الأركيولوحيون على أجزاء هامة منها.

ومما يدهش حقاً حفرهم لنفقٍ يمتد من نبع (جيحون) في منحدرات السطح الشرقي إلى بركة (سلوان) في السفح الغربي، وتحت مدينتهم بطول 510 أمتار. وبسبب الموقع المتوسط للمدينة والمنطقة باعتبارها معبراً تجارياً، تعرضت لأكثر من اجتياحٍ خلال تاريخها الطويل الأمر الذي يبدل من طوبوغرافيتها وتشكيلها الديمغرافي، ولكنها ما أسرع ما تعود إلى وجهها العربي الأصيل.

دحض التشكيل الطوبوغرافي اليهودي للقدس بحسب الادّعاءات التوراتية
تتحدث التوراة عن استيلاء داود على القدس اليبوسية، وامتدادها باتجاه الخطوط الطوبوغرافية العلوية للمدينة؛ لتعطيها اسم مدينة داود. وتزعم التوراة امتداد المدينة في عصر ابنه سليمان حتى قمة الجبل حيث تدّعي إقامة هيكله المزعوم. لكن التنقيبات الأثرية، التي قام بها علماء آثار، يهود ومستشرقون غربيون منذ أكثر من مائة عام، لم تشِرْ إلى وجود حقبة دولة، ولا إلى آثار لهيكل مزعوم، وما عثر عليه لا يزيد عن حجارة خشنة مغطاة بالطين، وبعض أساسات المصاطب المنهارة وهي تعود إلى العصر اليبوسي العربي.

تروي مصادر التاريخ الغربية ومعظمها يعتمد التوراة كمراجعة، تسلسلاً تاريخياً يبتدئ بالسبي البابلي وينتهي بتدمير مدينتهم ومعابدهم وتشتيتهم خلال فترة الحكم الروماني.

ما يعنينا في هذا البحث، ما يقدّمه علم الآثار ودراساته، حول التبدلات الطبوغرافية المكانية، للأحداث الجارية خلال هذه الحقبة. هناك إشارات وأدلة من خلال نصوص نينوى وبابل وكذلك النصوص المصرية، إلى تبديل ديمغرافي أساسي طرأ على مدينة القدس، حيث تدفقت على المدينة أعداد كبيرة من اليهود، إضافة إلى أقليات مصرية وفارسية ويونانية ورومانية، استوطنت التلال الغربية للمدينة، وعلى الرغم من ذلك فإنّ براهين عديدة تدل على بقاء اللغة الآرامية العربية سيدة الموقف في كامل المنطقة.

ومن هنا تعاملت الأبحاث الأركيولوجية مع الوضع الاستيطاني اليهودي في تلك الحقبة على أرضية أحداث شغب وفتن، لتصل إلى العصيات وتجاوزت ذلك، لتعطيه حدود الحكم الذاتي الذي منح للمدينة أحياناً ولم يعطِ هذا الاستيطان الوضع الحقوقي للدولة، كما نفت تلك الأبحاث وجود آية أدلة على تشكل طوبوغرافية يهودية للمدينة. وتبرز هنا إشكالية (هيرود) الكبير.

التشكيل الطوبوغرافي الهيرودي للقدس
عين الرومان هيرود حاكماً على اليهودية، فاتخذ من القدس عاصمة له، سنة 37 ق.م. وتتحدث المصادر التاريخية عن هويته: رومانيّ في انتمائه هيلينياً في أفكاره، يهوديّ في ظاهر ديانته، باعتبار أنّه يمتّ إلى الأدوميين سكان عسقلان الذين أُكرِهوا على الدخول في الدين اليهودي بحد السيف خلال الحقبة المكانية.

اعتمد هيرود إنشاء طوبوغرافية رومانية للمدينة شأنه في ذلك شأن الحكام والأباطرة في سائر أرجاء الإمبراطورية الرومانية. فالمعبد الضخم الذي أشاده على الموقع الذي تشغله حالياً ساحة الحرم الشريف، أقامه على دعامات ومصاطب حجرية هائلة حيث زادت ارتفاعات بعض الأساسات على ارتفاع 40 متراً وذلك من أجل تحمل الكميات الهائلة من الردميات من جهة، ولترويض عناصر الطوبوغرافية الطبيعية لمنحدرات الموقع من جهة أخرى. والمنصة المشادة من قبله، تقارب المنصة الحالية للحرم الشريف. لم يبق للمعبد أثر، فالأبحاث الأركيولوجية تشير إلى بقايا التأسيسات والتدعيمات للمنصة، في جانبيها الجنوبي والغربي..

بنى هيرود قلعة ضخمة شمالي معبده، وأجزاؤها السفلية ما تزال موجودة، مما يسمى اليوم ببرج داود، ويمكن أنْ يكون أحد الأبراج الثلاثة التي وصفها المؤرخ يوسفيوس. كما بنى قصراً في الجانب الغربي من المدينة إضافة إلى حمامات ومسرح. ويمكن تلمّس بعض آثار هذه المنشآت، وهي تشير إلى الطرازين اليوناني والروماني المألوفين، ولم يعثرْ على أية آثار تدل على خلفية يهودية.

لقد توسعت في هذا البحث لأهميته، حيث إنّ كلّ الادّعاءات اليهودية هي محاولة مصادرة الطوبوغرافية الهيرودية الرومانية، وإيهام العالم بأنها تعود إلى عهود سحيقة، عبر الصياغة التوراتية للتاريخ والطوبوغرافيا.

لم تعمر قدس هيرود طويلاً، فقد تسلل اليهود إلى معبدها بعد موت (هيرود) فصبغوا المعبد بصبغتهم، وانقضّوا على الحامية الرومانية فيها، وهذا ما استدعى قيام (تيطس) عام 70 ميلادية، إلى إخماد انقلاب اليهود. ولدى تكرر ذلك، هاجمهم (هادريان) عام 132 ميلادية فدمر المدينة بما في ذلك المعب، وشتّت يهودها، وأصدر مرسوماً بتحريمها عليهم. ثم أنشأ على أنقاضها مدينة جديدة أسماها (إيليا) نسبة إلى اسمه (إيليا هادريان)، تقارب حدودها حدود (المدينة القديمة) الحالية، مبقياً على المنصة الحالية للحرم الشريف، مشكّلاً تبديلاً طوبوغرافيا للمدينة إضافة للتبديل الديموغرافي الناشئ عن إقصاء اليهود عن المدينة.

إعادة التشكيل الطوبوغرافي العربي للقدس
في إشارات ودلالات قوية، انطلق السيد المسيح من الناصرة ماراً بجبل الزيتون، متّجهاً إلى قلب القدس وروحها، لتحقيق خلاصها من اليهودية، وخلال القرون الثلاثة التالية من عهد قسطنطين وحتى الفتح العربي الإسلامي كانت الطوبوغرافية المبينة للمدينة عبر أربع من أعلى نقاطها تحت إطلالة أربعة معالم مسيحية عربية بارزة..
وفي إشارات ودلالات قوية مماثلة، يتحقق الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لإعطاء المشهد تضمينات سياسة واضحة. وخلال خمسين عاماً، فقط، يتعاقب الخلفاء العظام لترسيم طبوغرافيا عربية للمدينة. ففي عام 637ميلادية، يدخل عمر القدس، موطّداً شراكه كاملة، محدّداً المنصة الهيرودية -حرماً شريفاً- تضم الصخرة والمسجد الأقصى.

وفي عام 661 ميلادية، يأخذ معاوية البيعة من زعماء المسلمين والمسيحيين على السواء على أرض الحرم الشريف. في سابقة هي الأولى من نوعها: اقتران القدس بمنح الشرعية للسلطة.

وما بين 692 ميلادية و702 ميلادية، يقوم عبد الملك بن مروان وابنه الوليد، بتوطيد التشكيل الطوبوغرافي العربي للمدينة على الأرض وبالحجر، بإعادة بناء المنصة المنشأة أساساتها من قبل هيرود الكبير، وقبة الصخرة والمسجد الأقصى، وبذلك يكتمل المشهد الساحر للمدينة الذي ينطق بحس تناسق التصميم والتوظيف المدهش للألوان..
وقد استمر هذا التشكيل الطوبوغرافي والديمغرافي للمدينة حتى عام 1099 ميلادية عندما اجتاحتها الحملة الصليبية؛ التي خاض فيها الصليبيون الفرنجة الدماء حتى الركب، في المسجد الأقصى، وتحت أقدامهم سبعون ألف جثة.. لقد أزالوا الشارات العربية: المسيحية والإسلامية عن المدينة وأعلنوا القدس عاصمة للملكة اللاتينية.

وخلال أيام معدودة، تبدلت ديمغرافية المدينة وامتلأت طرقاتها وأحياؤها بالمحاربين وقد قدِموا تحت أقنعة دينية كاذبة. فإذا هم خليط من تجار جنوة والبندقية ورهبان عسكريون وحشود من ميلشيات الداوية والإسبارتية ورعايا ملوك إنكلترا وفرنسا..

لم تطل الأمور، 88 عاماً فقط، يعود صلاح الدين محرّراً المدينة معيداً ما تهدّم من أسوارها وأبراجها وبواباتها، مدشّناً المدارس والزوايا والمستشفى الكبير، ثم يولي اهتمامه لإعادة ترميم وتزيين المسجد الأقصى وقبة الصخرة، لتستعيد القدس مشهدها الطوبوغرافي العربي الأصيل، إضافة إلى عودة سيادة العرب الديمغرافية على المدينة.

ويتابع سلاطين المماليك ما بدأه صلاح الدين، فيتألّق الطراز المعماري العربي الإسلامي على المنشآت المختلفة في المدينة، ولضيق المدينة على سكانها، فقد قاموا بردم الوادي الملاصق للجدار الغربي للحرم الشريف -حائط البراق- بإنشاء عقود ضخمة جرى ردمها من الأعلى، من أجل توسيع الأحياء المبنية بجوار الحرم الشريف... والنفق الذي أحدث انتفاضة 1996 هو الفراغ الذي تشغله من الأسفل هذه العقود..!

ثم يكمل السلطان سليمان القانوني، آخر مشهد للطبوغرافية العربية لمدينة القدس، بإعادة تشييد أسوار المدينة وعماراتها.. وقد بقيت أعمال هذا السلطان العظيم شاهدة على عروبة القدس حتى مطلع هذا القرن..

الطبوغرافية اليهودية للقدس "التهويد"
لم يسلم الغرب بخسارة معركة القدس أمام صلاح الدين، فمع صعود ظاهرة الاستعمار وتراجع الدولة العثمانية، بدأ يستعد للرجوع إلى الشرق، باستخدام جسور جديدة أهمها الاستيطان اليهودي لفلسطين.

تلقفت اليهودية العالمية هذه الإشارة، فتلاقت الأهداف فمصالحهما لا تتناقض، وكانت ولادة الصهيونية -الحركة السياسية ليهود العالم- من رحم الغرب ومصالحه.
ولأن السيطرة على القدس تضفي الشرعية على السلطة، كانت القدس مدخلاً للسيطرة على كامل المنطقة.. وعلى هذا الاعتبار، فقد تمكن الممول البريطاني اليهودي المشهور موسى مونتفيوري من الحصول على فرمان من السلطان العثماني عبد المجيد الأول عام 1855، لشراء أول قطعة أرض خارج سور المدينة القديمة لغرض إقامة مستشفى، تحوّلت إلى حي مونتفيوري -حجر الأساس للقدس الغربية. ولم تمضِ سنة 1892 حتى أصبحت الأحياء اليهودية غرب المدينة القديمة ثمانية أحياء، وأضحى اليهود يشكّلون ثلثيْ سكان مدينة القدس، وفي 11 كانون الأول 1917، أيْ بعد مرور أربعين يوماً على إصدار بريطانيا لوعد بلفور، دخل الجنرال اللبني مدينة القدس، وفي مقدّمة جيشه الفيلق اليهوديّ الذي تشكّل في مدينة الإسكندرية، إنها محاولة، بل مشروع لرسم طوبوغرافية جديدة للقدس كوطن قومي يهودي بحراسة الحراب البريطانية.

وعندما تشكّلت الإدارة المدنية البريطانية في القدس في الأول من تموز 1920 تسلم يهود بريطانيون الوظائف العامة، كما عهد لفنيين يهود مهندسين ومساحين بإدارة الأجهزة الفنية لتسهيل انتقال الأراضي للمؤسسات والشركات اليهودية. وتحت حماية السلطة المنتدبة ودعمها قامت هياكل سياسية لتكوين البنية المدينة للدولة اليهودية.
ومما يُحزِن أنّ العرب لم يكونوا يدركون أبعاد ما يجري، وأن المؤسسات العلمية اليهودية كالأليانس والتحتيون والجامعة العبرية كانت تسعى للتحضير لمجتمع يهودي يتسلّح بالعلم والتكنولوجيا، وإنتاج نوعيّ لا يعتمد عدد السكان وتوفر المواد الخام.

ففي افتتاح الجامعة العبرية في الأول من نيسان عام 1925 على جبل سكوبس، اشتركت الفعاليات الفلسطينية والعربية بامتياز في هذا الافتتاح. واستمر صعود المؤسسات اليهودية التي تتلقى الدعم من كل أنحاء العالم من الغرب والشرق، وأخذت الأراضي العربية بالتآكل ثانية بعد ثانية، والعرب يعيشون (عقلية بكرة) التي لا تتحدد بعملٍ ولا بزمن حتى عشية الخامس عشر من أيار 1948، وإذ بالدولة اليهودية تُعلَن، وتنتهي مسرحية الحرب الصورية، وتسقط القدس الغربية بكاملها في أيدي اليهود: ومساحتها 21310 دونمات، ويبقى للعرب في القدس الشرقية 2220 دونماً، أي 9% وضمنها القدس القديمة، وتبقى مساحة 850 دونماً منطقة للأمم المتحدة، مع إبقاء جبل سكوبس تحت السيادة "الإسرائيلية"، وتتوضع عليه الجامعة العبرية ومستشفى هداسا.

وهكذا تتحقق سيطرة الدولة اليهودية على 91% من طوبغرافية القدس وتعاني القدس نتائج النكبة الكبرى في 5 حزيران 1967.. إنه يوم أسود لا يُنْسى في تاريخ القدس.. في يوم الأربعاء الواقع في 7 حزيران 1967 انطلق قائد الفرقة المظلية مردخاي غور بسيارته نصف المجنزرة من أمام فندق كونتيننال في أعلى جبل الزيتون باتجاه الحرم الشريف؛ حيث وصله بعد سبع دقائق فقط، وبوصوله أرسل رسالته المشهورة: "the temple mount is ours" أي "جبل الهيكل لنا"، وتسقط مدينة القدس.. وتبدأ الدولة اليهودية باستكمال السيطرة على طوبوغرافية المدينة وإخلائها من سكانها العرب...

لجأت الدولة اليهودية إلى قصف المدينة خارج السور وداخله لثلاثة أيام متتالية على الرغم من انسحاب القوات الأردنية منها، وانعدام المقاومة فيها.. وقد تم تدمير آلاف الأبنية وتهجير سكانها بعشرات الآلاف.

لقد باشر اليهود أعمال الهدم والنسف، وسوّت الجرافات بالأرض حي المغاربة؛ ذلك الحي الذي بناه صلاح الدين للمرابطين المغاربة الذين قاتلوا لاستعادة القدس من الصليبين، وطالت أعمال التهديم حي (الشرف والسلسة) ومنازل كثيرة..

وبتاريخ 28/6/1967م أصدر الكنيست "الإسرائيلي" قانوناً وحّد المدينة تحت السيادة اليهودية بعد أنْ وسّع حدود المدينة من 38000 دونم إلى 106000 دونم، وذلك لتهويد ما تبقّى من المدينة إضافةً إلى ابتلاع القرى والضواحي العربية في محيط المدينة.

وفي إطار سياسة التهويد الداخلية نقلت الحكومة "الإسرائيلية" مقرها إلى الممتلكات العربية المصادرة في القدس الشرقية، وربطت شبكات المياه والكهرباء والهاتف بالشبكات المركزية اليهودية.

وفي إطار التبديل الطوبوغرافي للمدينة، بدأت الحكومة "الإسرائيلية" بنزع عروبة المعمار، أو الطراز المعماري العربي بهدم كلّ دلالة تشير إلى الثقافة والتاريخ العربي الإسلامي، فأزالت كافة الأحياء الملاصقة للحرم الشريف، وتشمل أبنية مساجد ومدارس، وبيوت أثرية.. وذلك من أجل التنقيب عن آثار لادعاءات مزعومة، وحولت مساحات واسعة إلى حدائق وممرات مشاة لتخديم المدينة اليهودية الموحدة.

وقد أوجدت الحكومة "الإسرائيلية"، وفق نظامها الخاص بها، الأسس التي تستند إليها في مصادرات واسعة النطاق تحت عنوان "التطوير في البناء المدني":
1. صادرت في الفترة الواقعة ما بين 1968 و1970؛ 15000 دونم أرض في القدس الشرقية لكي تقام فوقها أحياء سكن جديدة.
2. صادرت في الفترة الواقعة ما بين 1973 و1976؛ 90000 دونم أراضي في القرى المحيطة بالقدس من الشمال والشرق والجنوب. إضافةً إلى عشرة آلاف دونم في مناطق متفرقة.
3. صادرت عام 1980م حوالي 4000 دونم في القسم الشمالي على الطريق الرئيسية إلى رام الله، وقد مكّنتها المصادرات ومجموعها 119000 دونم لإقامة أربعة أحزمة استيطانية فوق المنطقة الموسعة لمدينة القدس..

الحزام الأول: ويتلخص اعتباره السياسي في تطويق قلب المدينة المكتظ بالسكان العرب، ببناء أحياء يهودية تؤدّي إلى فك ارتباط الأحياء فيما بينها، والسيطرة الاستراتيجية على المناطق المرتفعة فوق التلال إضافة إلى خلق أكثرية سكانية يهودية في المدينة. وقد جرى إشادة أربعة أحياء: رامات أشكول؛ جيفات هاميفتار؛ التلة الفرنسية؛ امتداد سانهدريا، ثم توسيعها إلى الشرق لتتصل بمباني الجامعة العبرية وإلى الغرب بإقامة حي نهلات دفنا، وراموت. وبذلك يقدّم هذا الحزام مجموعة مساكن لـ65000 مستوطن يهودي، مع مساكن لحوالي 14000 طالب في الجامعة العبرية. وقد قطع هذا الحزام كلّ اتصالٍ بمدينتيْ رام الله والبيرة، وحاصر قرى شعفاط وبيت حنينا..

الحزام الثاني:
بطول ثلاثة كيلومترات من الواحدات السكنية المتصلة، وذلك إلى الجنوب من المدينة تل بيوت، وجوار بيت صفافا "جبلو" وباتصاله بالمستوطنات التي تجري إشادتها في محيط وعلى جبل أبي غنيم... يقدم هذا الحزام مساكن لـ120000 مستوطن يهودي. مع مجمعات سياحية وفنادق يصعب حصر مساحاتها.. مهمة هذا الحزام قطع الاتصال مع مدينتي بيت لحم والخليل ودمج قرية بيت صفافا بالقدس اليهودية.

الحزام الثالث: في أقصى شمال القدس الموسعة، ويضم منشآت ومباني ووحدات سكنية -مطار القدس الدولي- إضافة إلى المنطقة الصناعية "عتاروت".. والضاحية نيفي يعقوب وعناتوت وهي تخدم مركزياً كامل المدينة الموسعة للقدس.

الحزام الرابع:
على بعد 14كم شرقي المدينة، ويشمل مستوطنات معاليه أدوميم (الخان الأحمر) لعزل المدينة عن المحيط الشرقي وقطع الاتصال عن مدينة أريحا.. وتتضمن مناطق الصناعة الثقيلة في "إسرائيل" كالصلب والحديد، والمباني الجاهزة والصناعات العسكرية..

القدس الكبرى:
وقد بدأت الدولة "الإسرائيلية" بالمصادرات في نطاق "القدس الكبرى" حيث ستتم عملية ابتلاع المدن العربية الممتدة في محيط مدينة القدس: رام الله والبيرة، وبيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور مع ما مجموعه 60 قرية عربية في منطقة يعيش فيها اليوم حوالي 120000 عربي.

وفي الإطار الديمغرافي للمدينة تدلّ الإحصاءات الأخيرة على أنّ ما بقِيَ من عرب في مدينة القدس لا يتجاوز 200000 نسمة، منهم أربعون ألفاً في المدينة القديمة والباقي في القدس الشرقية 160000 نسمة و120000 نسمة في محيط وفناء مدينة القدس يقابلهم ما مجموعه ستمائة ألف نسمة من اليهود في نطاق القدس الموسعة الكبرى، وهذا ما تهدف إليه المخططات اليهودية.

وبعد، هل هو درس في التاريخ هذا الحديث أو من التاريخ!!.. منذ وضع (موسى مونتفيوري) حجر الأساس منذ 145 عاماً، لمشروع: الطوبوغرافية اليهودية لمدينة القدس، وكل يوم أرضٌ تضيع وكل يوم تتبدل الطوبوغرافية على الأرض..

وما 28 أيلول سنة 2000 ببعيد، يوم صعد شارون منصة الحرم الشريف يعلن رسم المشهد الأخير للطوبوغرافية اليهودية لمدينة القدس بتضمينات سياسية وعسكرية، فالقدس مقترنة دائماً بإضفاء الشرعية على السلطة...

مصادر البحث

1. قضية القدس: د. خيرية قاسمية.
2. تهويد القدس: نجيب الأحمد.
3. القدس: سمير جريس.
4. قصة مدينة القدس: يحيى الفرحان.
5. الكتاب المقدس والمكتشفات الآثارية الحديثة –كاتلين-كينون، ترجمة: شوقي شعث- سليم زيد.
6. استراتيجية الاستيطان الصهيوني: حبيب قهوجي.
7. الصليبيون في الشرق ميخائيل زابوروف.
8. لقد اغتصبتمونا أرضنا: فكتوريا والتز- يواخيم شيشا ترجمة م. نصار.
9. رشيد الخالدي- مجلة الكرمل.
10. شؤون فلسطينية.
11. دراسات فلسطينية.
12. التوراة وقاموس الكتاب المقدس.
13. الصليبيات: الدكتور شاكر مصطفى– محاضرة.

المصدر: من ندوة المهندس رياض زيد- دمشق