الأجهزة الأمنية الإسرائيلية
الموساد
التسمية
وكالة استخبارات الإسرائيلية "الموساد" (معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة)، ولفظه بالعبرية (هاموساد لموديعين أولتافكديم ميوحادي).
تأسس"الموساد" في 13 ديسمبر من عام 1949، ليقوم بجمع المعلومات، والدراسات الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرية خارج حدود إسرائيل.
ويعمل "الموساد" بصفته مؤسسة رسمية بتوجيهات من قادة إسرائيل، وفقًا للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيرة، مع مراعاة الكتمان والسرية في أداء عمله. وتقع على عاتق "الموساد" العديد من المهام التي تندرج ضمن مجالات متنوعة، كالعلاقات السرية مع أطراف أخرى، وقضايا الأسرى والمفقودين، والتقنيات والأبحاث، وعمليات الاغتيال.
وتورط "الموساد" في عمليات كثيرة ضد الدول العربية والأجنبية، منها: عمليات اغتيال لعناصر تعدُّها إسرائيل معادية لها، واغتيال العديد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج، ولا يزال يقوم حتى الآن بعمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة والتي لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها.
تاريح "الموساد"
كانت "الموساد" اختصارًا لعبارة "موساد لعالياه بت" العبرية؛ أي، منظمة الهجرة غير الشرعية. وهي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. أنشئت عام 1937، بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود. وكانت إحدى أجهزة المخابرات التابعة للهاغاناه.
يوجد جهاز تنفيذي تابع للجهاز المركزي الرئيسي للمخابرات الإسرائيلية، ويحمل نفس الاسم، أسس 1953 قوامه مجموعة من الإداريين ومندوبي الميدان في قسم الاستعلام التابع لمنظمة الهاغاناه، وتطور ليتولى مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات.
يعد "الموساد" أحد المؤسسات المدنية في إسرائيل، ولا يحظى منتسبو "الموساد" برتب عسكرية؛ إلا أن جميع الموظفين في جهاز "الموساد" قد خدموا في الجيش الإسرائيلي، وأغلبهم من الضباط.
الإدارة
قسم المعلومات: ويتولى جمع المعلومات واستقراءها وتحليلها، ووضع الاستنتاجات بشأنها.
قسم العمليات: ويتولى وضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف والقتل.
قسم الحرب النفسية: ويشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية وتنفيذها، مستعينًا بجهود القسمين السابقين عن طريق نشر الفكرة الصهيونية.
الإداريون (رؤساء الجهاز المتعاقبون):
• شيلواه رؤوفين 1949-1952
• إيسار هرئيل 1953-1963
• مئير عميت 1963-1968
• تسفي زامير، 1968-1973
• إسحق حوفي، 1973-1982
• ناحوم أدموني، 1982-1989
• شبتاي شافيت، 1989-1996
• داني ياتوم، 1996-1998
• أفرايم هليفي، 1998-2002
• مئير داغان، 2002-2011
• تامير باردو، 2011
ألحق بجهاز "الموساد" مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء مركزها الرئيسي، حيفا، ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السري والأعمال التجسسية. وأشهر مدربي "الموساد" هو الريمو رايتز سرورالمسيكي.
المهام
مهام أساسية
يتولى الجهاز التنفيذي مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات وتنحصر مهماته الرئيسية في:
• إدارة شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية، وزرع عملاء، وتجنيد المندوبين في كافة الأقطار.
• إدارة فرع المعلومات العلنية الذي يقوم برصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في أنحاء العالم.
• وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية، مرفقًا بمقترحات وتوصيات حول الخطوات الواجب إتباعها في ضوء المعلومات السرية المتوافرة.
مهام أخرى
وسع "الموساد" رقعة نشاطاته على مدار السنوات لتشمل اليوم مجالات كثيرة، حيث يشمل الجزء الرئيسي لهذه المجالات ما يلي:
• جمع المعلومات بصورة سرية خارج حدود البلاد.
• إحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية، وإحباط تسلّحها بهذه الأسلحة.
• إحباط النشاطات التخريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج.
• إقامة علاقات سرية مع أطراف ودول خارج البلاد.
• إنقاذ اليهود من البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلى إسرائيل، من خلال المؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميًا بالقيام بهذه المهمة.
• الحصول على المعلومات الضرورية لتنفيذ عمليات خارج حدود دولة إسرائيل.
نبذة عن رؤساء جهاز المخابرات الإسرائيلي " الموساد "
رؤفين شيلواح.
• الرئيس الأول للموساد الإسرائيلي وهو من مواليد القدس، أتقن شيلواح اللغة العربية، وكان خبيرًا في شؤون الشرق الأوسط. كان شيلواح أول رئيس لجهاز "الموساد" بين الأعوام 1952-1949، ورجل المهامّ السرية فيه، بعد أن أوكل إليه رئيس الوزراء ووزير الحرب الإسرائيلي دافيد بن غوريون تولّي هذا المنصب، وبعد استقالته من رئاسة "الموساد" كان شيلواح مستشارًا في سفارة إسرائيل في واشنطن، والمستشار السياسي لوزير الخارجية.
• منذ شبابه اهتمّ شيلواح بالأمور السرية للمجتمع اليهودي في البلاد، قبل إقامة إسرائيل، وكان مقربًا من القيادة اليهودية؛ بوصفه رجلاً يوثق به لدى كل من دافيد بن غوريون، وموشيه شاريت. واعتنى شيلواح بالنشاط السري خاصة في المجال السياسي؛ وذلك تطلّعًا منه إلى تخليص إسرائيل من العزلة الإقليمية والدولية التي عاشتها في السنوات الأولى بعد إقامتها، وبغية تحقيق هذا الهدف؛ أقام شيلواح علاقات مع حركة التحرير الكردية، ومع أجهزة استخبارات غربية، وأهمها الـ"CIA".
• كما حقق شيلواح إنجازات في مجال جمع المعلومات، ومن أهمها حصوله على خطط الجامعة العربية الخاصة بالاجتياح العربي لإسرائيل.
• وفيما كان شيلواح رجلاً غير اعتيادي، ومثيرًا للجدل في أساليب عمله ونمط تفكيره؛ إلا أنه لقي تقديرًا لا يختلف فيه لقوّته الإبداعية، وأهمية مبادراته، ومساهمته في النشاط الاستخباراتي لإسرائيل.
إيسار هرئيل
• الرئيس الثاني للموساد. ولد في روسيا البيضاء عام 1912، وحينما بلغ الثامنة عشرة من عمره قدم إلى فلسطين، حيث اعتنى بشؤون أمنية واستخباراتية خلال سنوات كثيرة في خدمة إسرائيل إبان الفترة التي سبقت إقامتها والتي تلتها.
• بعد ذلك كان رجل أعمال، كما كان عضو كنيست لمدة ولاية واحدة من قبل "القائمة الوطنية".
• وألف هرئيل كتبًا كثيرة، عرض فيها قضايا استخباراتية وأمنية وحلّل أبعادها.
• ومن المناصب التي أشغلها هرئيل، والتي تشكل المحطات الرئيسية في خدمته للدولة، تنفيذ مهام في إطار خدمة المعلومات لمنظمة "الهاغاناة" (1947-1944)، ورئيس جهاز الأمن العام – "الشاباك" (1948-1963)، ورئيس "الموساد" المسؤول عن أجهزة الأمن (1963-1952).
• ورغم الثقة التامة التي ميّزت العلاقات بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع دافيد بن غوريون، وإيسار هرئيل، استقال هرئيل من منصبه عام 1963؛ نتيجة ظهور خلافات مبدئية بين الرجلين في قضية "العلماء الألمان"، الذين عملوا في مصر على تطوير صاروخ بعيد المدى. واعتبر هرئيل هذا المشروع تهديدًا مباشرًا على وجود دولة إسرائيل؛ ولذلك أيد اتخاذ موقف شديد حيال أولائك العلماء وألمانيا الغربية.
• وكان هرئيل رجلاً مرهف الحواسّ، ذو مواهب نادرة في مجال العمل الاستخباراتي، ودرج على قيادة عمليات هامة بشكل شخصي، وأكثرها شهرةً، عملية اختطاف النازي أدولف إيخمان ونقله من الأرجنتين إلى إسرائيل .
• وقام هرئيل في أيام ولايته بصياغة أسس عمل "الموساد"، وبتكييف "الموساد" للواقع والأهداف الجديدة التي واجهته، بما في ذلك، الانتقال من جهاز يعمل في مرحلة تبلور الدولة، إلى جهاز رسمي. واتسم إيسار هرئيل في أداء عمله بالتشبّث بالهدف، وبالإخلاص التام للمستوى السياسي الإسرائيلي.
مئير عميت
• الرئيس الثالث للموساد. عين على رأس "الموساد" العام 1963. وقد ارتبط اسمه بكثير من قضايا الجاسوسية في العالم العربي وأوربا.
وفي زمنه تم الكشف عن الجاسوس الإسرائيلي "إيلي كوهين" في دمشق وأعدم هناك. تنسب إليه عملية زرع جاسوس آخر في لبنان هو مسعود بيطون، وكاد مئير أن يطويه النسيان لولا تدخله في قضية أشرف مروان، مدافعًا عنه، ومتهمًا الجنرال إيلي زعيرا (رئيس الاستخبارات العسكرية) "أمان" بكشفه. ومع كل نجاحاته فإن عدم قدرة "الموساد" على التنبؤ بالهجوم المصري السوري أثناء حرب أكتوبر - تشرين الأول، عتم على الكثير من انجازاته لكنه حاول دومًا أن يلصق الأمر بالجنرال إيلي زعيرا.
• وخلال تولي عميت مسؤولياته في "الموساد"، أغوى الطيار العراقي بالهروب بطائرة سوفيتية حديثة بكامل معداتها، وحط بها عام 1966 في إسرائيل؛ ما اعتبر إحدى أبرز العمليات التي نجحت فيها الاستخبارات الإسرائيلية.
• وورد اسم "عميت" أيضا في قضية المعارض المغربي "مهدي بن بركة"، حيث يشتبه بأن
"الموساد" كشف عن عنوانه؛ ما سهل اختطافه في باريس، وقتله بعد بضعة أيام.
• انتخب عاميت عضوًا في الكنيست عام 1977 على قائمة حزب "داش الوسطي"، وتولى في العام نفسه حقيبة النقل والمواصلات في الحكومة اليمينية برئاسة مناحيم بيغن؛ لكنه انسحب من الحياة السياسية العام 1980.
• وأعلن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن: "أجيالاً من الصهاينة تدين له بامتنان كبير؛ للخدمات الكبيرة التي أداها لأمن البلاد والتي لا تزال طي الكتمان"، وتوفي بتاريخ 18/7/2009 عن 88 عاما.
تسفي زامير
• الرئيس الرابع للموساد. من مواليد بولندا عام 1925. قاد جهاز "الموساد" الإسرائيلي من عام 1968 إلى عام 1974، وقد كانت هذه الفترة من أحلك الفترات والتوتر بين العرب والصهاينة؛ حيث كان الاحتلال في يمر بأزمة بعد حرب أكتوبر.
• كان أبرز حدث في فترة قيادته للموساد، حرب أكتوبر 1973 (حرب لتحرير سيناء).
• ظهر بينه وبين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" (إيلي زعيرا) خلاف حاد أثناء حرب تشرين عام 1973.
• كانت أشد حرب استخبارية في عهده، وأطلق عليها اسم "غضب الرب"، وهي التي دارت بين "الموساد"، ومنظمة التحرير الفلسطينية في أوربا، والتي اشتهرت فيها عملية ميونخ التي قتل خلالها 12 لاعبًا إسرائيليًا؛ حيث أرسل العشرات من رجالات "الموساد" إلى الدول الأوربية؛ لتصفية من نفذوا هجوم ميونج، وكان يدير هذه العمليات من غرفة متقدمة في النرويج.
• بعد عملية ميونخ شكّلت غولدا مائير (رئيسة الوزراء الإسرائيلية الشهيرة) فرقة اغتيالات خاصة أطلق عليها "كيدون"، وقد أشرف عليها بنفسه، وكان على رأس الفرقة المرتزق الإسرائيلي (مايك هراري).
• في 17/10/1972 شارك بنفسه في اغتيال وائل زعيتر (ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما) حيث أطلق عليه 12 طلقة من مسدسات كاتمة للصوت.
• قاد محاولة اغتيال أبو حسن سلامة (القيادي في منظمة التحرير)؛ لكن تشخيصاً خاطئاً أدّى إلى مقتل نادل مغربي، ونجح بعدها اللذان أطلقا النار من "الموساد" بالفرار، ومعهم ثمانية من أعضاء "الموساد"، من بينهم: مايك هراري (قائد العمليات في "الموساد" في ذلك الحين)، ورئيس "الموساد" تسفي زامير.
يتسحاق حوفي
• رئيس "الموساد" الخامس بين 1974 و1982.
• ولد سنة 1927 في تل الربيع ، وخدم في منظمة البلماخ الإرهابية من سنة 1944، حتى نهاية حرب 1948. وعين نائب قائد وحدة المظليين في سنة 1956 خلال العدوان الثلاثي.
• عمل قائدًا لمدرسة الضباط العسكريين، ومن ثم رئيسًا لقسم العمليات في هيئة الأركان العامة خلال حرب 1967، ورئيسًا لقسم الإرشاد، وقائدًا للواء الشمال أثناء حرب 1973.
• عُين بعد انتهاء حرب 1973 رئيسًا لقسم العمليات العسكرية، وقائمًا بأعمال رئيس الأركان العامة، بعد استقالة دافيد إلعازار من رئاسة الأركان.
• عين سنة 1974 رئيسًا للموساد، وكان يحظى بإعجاب مناحيم بيغين (رئيس الوزراء الإسرائيلي).
• اهتم إسحاق حوفي بتوثيق العلاقات مع حزب الكتائب اللبناني، وكان من بين المعارضين لضرب المفاعل النووي العراقي، رغم أنه أظهر موافقته على العملية فيما بعد كمحاولة لتصحيح ما اعتبره خطأ في تفكيره.
• ترك العمل السياسي والأمني، وعين مديرًا عامًا لشركة الكهرباء، ثم عاد لينخرط في العمل السياسي لفترة وجيزة من صيف 1994 حتى نهاية 1995، ضمن حركة "الطريق الثالث" التي تمكنت من الوصول إلى الكنيست، ولكنه لم يكن عضوًا فيها.
ناحوم أدموني
• رئيس "الموساد" الإسرائيلي السادس. ولد في القدس العام 1929. درس في جامعة كاليفورنيا ونال الماجستير في "العلاقات الدولية". انضم إلى قلم الاستخبارات خلال حرب 1948، ونفذ سلسلة من العمليات الاستخبارية.
• عين مساعداً لرئيس "الموساد" (إسحاق حوبي) بين 1976-1982، وعين رئيسًا للموساد في العام 1982، وبقي في منصبه هذا حتى العام 1989.
• عند إنهائه خدمته في "الموساد"، عين مديراً عاماً لشركة المياه مكوروت، وعين عضواً في لجنة "تشخانوفر" للتحقيق في ملابسات محاولة اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عام 1997، ولكنه قدم استقالته إثر تعرضه لانتقادات لاذعة وشديدة لدفاعه عن "الموساد" قبل أن تشرع اللجنة المذكورة في التحقيق في القضية.
• تورط في أكبر عملية نهب في بريطانيا طالت متجرًا للمجوهرات، أفلح فيها اللصوص في سرقة غنائم قدر ثمنها بـ40 مليون جنيه إسترليني، وعجزت الشرطة البريطانية في العثور على أي أدلة أو آثار تقودها إلى منفذي العملية.
شابتاي شافيت (شبيط)
• هو رئيس "الموساد" السابع ولد العام 1939 في "نيشر" بالقرب من حيفا. هو الرئيس السابع للموساد. درس موضوعي: اللغة العربية، وتاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، ثم تابع دراسته في جامعة "هارفرد" بالولايات المتحدة. انخرط للعمل في "الموساد" ابتداء من العام 1964، وتولى رئاسة "الموساد" بين 1989 و1996. حاول الحفاظ على سرية عمل "الموساد"؛ إلا أن كتاب فيكتور أوستروفسكي أدى إلى كشف بعض الجوانب المهمة حول تركيبة "الموساد" وعمله. ووجهت إليه أصابع اللوم الشديدة؛ لعدم تمكنه من معرفة التحركات العراقية نحو الكويت، ولأنه اهتم بجمع معلومات حول دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ما أدى إلى ازدياد الاحتكاك مع وزارة الخارجية. وعين مديرًا لشركة "مكابي" للخدمات الصحية فور انتهاء عمله من "الموساد".
• وشافيت من أتباع مدرسة السرية للحفاظ على الخصوصية، فيرفض نشر أي معلومات سرية عن أي وحدة في الجيش الإسرائيلي، ويعتبر واحدًا ممن عملوا في وحدة سرية الأركان "سييرت متكال".
• في عهده تم اغتيال القائد الفلسطيني "عاطف بسيسو"، بأوامر من إسحاق شامير؛ حيث التقى رئيس المخابرات الفرنسية مع شبيط وهدده بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال كرر "الموساد" عمليات اغتيال في فرنسا.وعايش شبيط رئيس الوزراء إسحاق رابين، وكان يتابع معه قضية الجندي المفقود (رون أراد). كان شافيت يؤمن بأن الوقائع الجديدة هي التي تفرض ثقافات جديدة، في إشارة إلى أن الواقع العربي بعد هزيمة العراق، سيعزز المعسكر الداعي لثقافة التطبيع مع إسرائيل.
• يعتبر شبيط أن حرب تموز، 2006م كانت مركزيتها في إيران، ويقول: إن العراق وإيران وسوريا ولبنان محور الانتشار الديني، وأن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية آخذة في الاقتراب.
• يرى شافيت أنه يمكن اللجوء لخيارات غير عسكرية مع "حماس"، لكن الوقت غير ملائم في الوقت الحالي وقال:"برأيي أنه ممنوع شطب توجه براغماتي لخدمة مبادئ على المستوى الإيديولوجي.
داني ياتوم
• هو رئيس "الموساد" الثامن. عينه شمعون بيريس رئيسًا للموساد في آذار 1996. اضطر إلى تقديم استقالته في شباط 1998 بسبب تداعيات فضيحتي الفشل في الأردن وسويسرا.
• كان أول رئيس للموساد تعلن إسرائيل عن توليه مهام رئيس جهاز "الموساد" بدلاً من "شاباتاي شافيت" الذي استقال من منصبه في مارس 1996م؛ حيث جرت العادة على عدم الإفصاح بشكل رسمي عن هوية رئيس "الموساد"، واعتباره أحد الأسرار الأمنية.
• عين بعد استقالته، رئيسًا لوكالة الهجرة الإسرائيلية.
• كان يرسل مبعوثين رسميين لعقد علاقات مع جاليات اليهود المحليين، وأصبح العاملون في وكالة الهجرة " ناتيف" يجمعون معلومات سياسية واقتصادية وعسكرية، وأصبح عملهم الفعلي هو التجسس؛ ولذلك وضع وكالة ناتيف في صراع مكشوف مع "الموساد"، لكن جهاز "الموساد" -الذي يعاني من ضعف المعنويات- خسر المعركة معه.
• وأرسله باراك كمبعوث خاص من أجل بحث القضايا الحساسة مع رؤساء أجهزة المخابرات الأوروبية.
• شغل منصب عضو الكنيست منذ عام 2003، وهو عضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وكان قدّ رشّح نفسه لرئاسة حزب "العمل" في الانتخابات التمهيدية السابقة، لكنه حصل على نسبة متدنية.
• خدم في سرية قيادة الجيش "سييرت متكال"، وتولّى مناصب عديدة، وبعدها وصل إلى رتبة "جنرال" في الجيش الإسرائيلي، وكان قائداً لمنطقة المركز.
• فشل في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (خالد مشعل)، وكانت أهم ضربة له وللموساد في العام 1997م، وقد استقال على إثرها.
أفرايم هليفي
• هو الرئيس التاسع للموساد الإسرائيلي. ولد عام 1934 في لندن، ثم هاجر إلى فلسطين في العام 1948. درس الحقوق في الجامعة العبرية في القدس. انضم إلى "الموساد" وتولى مهام متابعة أحوال الجاليات اليهودية.
• اهتم بتنظيم عمليات الهجرة الصهيونية إلى الأراضي المحتلة؛ فقد كان مسؤولاً عن عملية "موشيه" لتهجير يهود الفلاشا من أثيوبيا إلى إسرائيل في الثمانينيات.
• لعب دوراً بارزاً في التحضير للتسوية السلمية مع الأردن، وشارك رابين في مفاوضاته السرية معها.
• بعد انتهاء مهامه في "الموساد"، عُين سفيراً لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، واستدعي إلى إسرائيل لمعالجة فضيحة "الموساد" في محاولة اغتيال خالد مشعل عام 1997، وعين بعد حلّها رئيساً للموساد.
مئير داغان
• هو الرئيس العاشر للموساد. ولد في قطار كان في طريقه من سيبيريا إلى بولندا، ووصل إلى فلسطين في سن الخامسة، وحين تطوع في الجيش، غير اسمه من هوبرمان إلى دغان، وهو بجانب القتل بدم بارد، يحب اللغة الناعمة، اللغة المعقمة، ففي خطته إلى شارون لقمع الانتفاضة الفلسطينية، لا يتحدث أبدًا عن القتل والتصفية والاغتيال، بل عن "الإصابة الجسدية"، و"المعالجة الموضعية للشخصية"، والمعروف أن شارون يحب هذه اللغة كثيرًا، وقد تميز داغان عن غيره من قادة "الموساد" بأنه كلما استلم رئيس جديد لحكومة إسرائيل، فإنه يمدد له خدمته؛ في إشارة للإعجاب بقدرته دون غيره، بالإضافة لدقة المرحلة، وخصوصاً فيما يتعلق بملف إيران وصراع حرب الأدمغة في الخارج.
• - في عام 1970 أصبح ضابطاً تحت إمرة أرئيل شارون الذي تولى عام 1970 قيادة العمليات العسكرية في قطاع غزة، وهناك راح داغان يمارس قتل الفلسطينيين بما في ذلك قتل المدنيين بالجملة.
• - في عام 1971 أصبح داغان ملازماً أول ومسؤولاً عن وحدة دوريات أطلق عليها اسم "ريمون".
• - في عام 1980 وحين تولى شارون وزارة الحرب، قرر مع شريكه رفائيل إيتان تعيين صديقهما (داغان) قائداً لمنطقة جنوب لبنان، ويقول يورام همزراحي (عضو القيادة العسكرية في الجنوب): إن داغان كان يحب الغموض وطموحاً إلى حد أدرك فيه أن هذا المنصب سيدفعه إلى منصب أعلى؛ ولذلك قام داغان بنشاطات في جنوب لبنان يخاف الكثيرون الاعتراف بها، كما لا تقبل الرقابة الإسرائيلية السماح بنشرها عنه، وتذكر الصحفية إيلانه دايان أنه نفذ عمليات للتصفية الجسدية، واستخدم سيارات مفخخة متفجرة.
• - في عام 1988 غاب داغان أسبوعاً كاملاً، وارتدى ألبسة مدنية لترتيب مهام خاصة في الجنوب اللبناني. ويقول العميد احتياط في الجيش الإسرائيلي وصديقه رافي نافي: إن داغان يحب العمل التجسسي والتخفي.
• - قتل داغان الكثيرين في الجنوب اللبناني، وهذا ما جعله مرشح شارون المعتمد لرئاسة "الموساد"، ولأن محور نشاطه الأهم يتمثل في لبنان، فقد عين نائبيه الأول والثاني من القادة الذين نفذوا معه عمليات تصفية جسدية للمناضلين في لبنان.
• - في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي -القناة الثانية 2004 قال "يائير رابيد" (مسؤول قسم المعلومات عن لبنان في "الموساد"): إنه على يقين أن مئير داغان لم يتسلم قيادة "الموساد" للعمل على طريقة من سبقه في رئاسة "الموساد"، بل من أجل العمل بطريقته هو أي لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين.
• - من أهم العمليات التي قام بها مئير داغان اغتيال الشهيد عز الدين، والشيخ خليل (من قادة حركة "حماس") بتفجير سيارته في دمشق في العام 2004.
• - وضع الجنرال داغان، قبل أن يكلف برئاسة "الموساد"، خطة لاغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد، ووضع خطة لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية، وأرسل الخطة إلى شارون واعتمدها شارون فوراً.
• - وفي عهده تم اغتيال القائد العسكري للمقاومة اللبنانية (عماد مُغنيَّة)، بتفجير عبوة في سيارته في العام 2008.
• كما تم قصف قافلة الأسلحة في السودان في 2009، التي قال عنها أنها أرسلت للمقاومة في قطاع غزة. وقد لمح رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بوقوف إسرائيل وراء قصفها. .
• فضيحة داغان، 2010:
• أخيراً عملية اغتيال القائد في كتائب القسام التابعة لحركة حماس، محمود المبحوح في دبي، والتي لا زالت تداعياتها تتفاعل حتى نشر هذا الملف، حيث مثلت فضيحة جديدة للموساد وبالأخص لمائير داغان الذي كان يصوره البعض (بالسوبر مان)، فقد طالبت الصحافة الإسرائيلية باستقالة داغان لفشل عملية دبي من الناحية الإستراتيجية؛ بسبب دخول إسرائيل في أزمة دبلوماسية مع بعض الدول التي تم استخدام جوازات سفر خاصة بها. وقد أظهرت الصور التي نشرتها شرطة دبي أعضاء الوحدة التي نفذت العملية وعددهم وأساليب عملهم. وقال غوردون (معلق شؤون الأمن والاستخبارات في صحيفة "ذي ديلي تلغراف البريطانية): إن عملية المبحوح حرقت ثلث أعضاء وحدة "كيدون" المتخصصة في القتل في جهاز "الموساد".
جهاز الأمن العام "الشاباك" (الشين بيت) الإسرائيلي
جهاز "الشاباك": هو جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل، يخضع مباشرة لرئيس الحكومة، ويدعى أحيانًا "بالشين بيت" (ش ب)؛ اختصارًا لاسمه العبري (شيروت بيتحون كلالي) الذي يعني جهاز الأمن العام.
يعدّ "الشاباك" من أصغر الأجهزة الاستخبارية، ويتكون من بضعة آلاف من العناصر، ويتخصص في محاربة حركات المقاومة الفلسطينية والسعي لإحباط عملياتها ضد إسرائيل، ومن مهماته أيضًا، جمع معلومات حول الأشخاص المرشحين لمناصب ووظائف حساسة.
وعلى الرغم من أن "الشاباك"، هو أصغر الأجهزة الاستخبارية في دولة الاحتلال؛ إلا أنه يعتبر أكثر الأجهزة الأمنية حضوراً وتأثيراً على عملية صنع القرار السياسي والعسكري، ولا يمكن مقارنة تأثيره الطاغي بتأثير أي جهاز أمني آخر في إسرائيل.
تولى "الشاباك" منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية مهمة إحباط عمليات المقاومة، وجمع المعلومات الاستخبارية التي تم توظيفها في شن عمليات التصفية والاعتقال بحق قادة ونشطاء حركة المقاومة.
تولى رئاسة جهاز "الشاباك" عدد من رجال الأمن الإسرائيلي، ولكن كان اسم رئيس "الشاباك" غير معلن حتى سنة 1995، وفي فترة عامي أيالون عام 1995 أصبح اسم رئيسه معروفًا.
التسلسل الزمني الخاص بسن قانون جهاز الأمن العام "الشاباك"
تم إنشاء جهاز الأمن العام لدولة إسرائيل بُعيد قيام الدولة، لكن وظائفه وتشكيلته وصلاحياته لم تحدَّد قانونياً حتى عام 2002، إلا على مستوى القرارات الحكومية، وبصورة جزئية. ومع أن بعض القوانين التي تمَّ سنُّها قد تطرقت -على مر السنين- إلى صلاحيات جهاز الأمن العام، مثل: قانون التنصّت السري (1979)، وقانون السجلات الجنائية، وتقادُم الجريمة (1981)، وقانون حماية الخصوصية (1981)، وغيرها- إلا أن جميع هذه القوانين كانت بمثابة تدابير محددة في مجالات معيَّنة، لا غير، ولم تتم فيها شرعنة القضايا الخاصة بمكانة جهاز الأمن العام، وتركيبته ووظائفه وصلاحياته، وطرق مراقبة نشاطاته بمقتضى القانون، حتى سريان مفعول قانون جهاز الأمن العام "الشاباك".
وقد قررت إدارة جهاز الأمن العام أواخر عام 1988 المبادرة إلى اعتماد تشريعات تنظم عمل الجهاز قانونياً؛ فباشر جهاز الأمن العام نفسه بإجراءات واسعة النطاق استمرت حتى عام 1994، حيث أُحيلت الصيغة القضائية التي طرحها الجهاز إلى وزير العدل آنذاك.
أما في الفترة اللاحقة (1995-1998)؛ فقد أصبح العمل مشتركاً مع فريق تابع لوزارة العدل؛ ما أفضى إلى إعداد مذكرة قانونية أعقبها وضع مسودة صيغة القانون.
وقد صادقت الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع القانون في شهر فبراير شباط 1998، وتمت إحالة المشروع إلى النقاش في لجنة مشتركة تتألف من أعضاء لجنة الدستور ولجنة الخارجية والأمن، لغرض إعداده للقراءتين الثانية والثالثة. غير أن تغير الحكومة بعد الانتخابات وعوائق أخرى أدت إلى تأجيل موعد استئناف التعامل مع مشروع القانون حتى يوم 6/3/2000.
وانطلق عمل اللجنة البرلمانية المشتركة الآنفة الذكر عام 2001 بصورة مكثفة، ترأسها رئيس لجنة الخارجية والأمن، بالتعاون مع ممثلي جهاز الأمن العام ووزارة العدل. وبفضل هذا المجهود المكثف تم اعتماد قانون جهاز الأمن العام "الشاباك" في الكنيست، يوم 11 فبراير شباط 2002، ونشره في السجلات الرسمية يوم 21 من الشهر ذاته، علماً بأن سريان القانون قد بدأ يوم 21 إبريل نيسان 2002. ولدى بدء سريان القانون أصبح جهاز الأمن العام يعمل بمقتضى أساس قانوني متناسق ومتكامل.
وتنص بنود القانون على استكمال إجراءات التشريع على شكل أوامر وقواعد وتوجيهات داخلية، فضلاً عن وضع الإجراءات التي تسوّي تفصيلاً جميع القضايا التي يجب الخوض في ثناياها طبقاً للقانون؛ وبالتالي شكل جهاز الأمن العام -فور اعتماد القانون الخاص به- لجنة توجيهية لهذه الغاية- وكذلك فِرَق عمل في أقسام الجهاز المختلفة؛ لاستكمال إجراءات وضع الأوامر والقواعد والتوجيهات المنوه بها. وقد انتهت هذه الإجراءات المكثفة والحثيثة لدى بدء سريان كل هذه القواعد والأوامر.
ويتناول قانون جهاز الأمن العام أربع قضايا محورية، وهي:
1. القضية المؤسساتية: مكانة جهاز الأمن العام، وكيفية تحديد صلاحياته وخضوعه للحكومة، ومنزلة رئيس الجهاز.
2. قضية الأداء: أهداف جهاز الأمن العام ووظائفه والصلاحيات العامة المعهودة إليه (بما فيها إجراء التحقيقات)، والصلاحيات الخاصة المعهودة إليه (بما فيها القيام بأعمال تفتيش ومراقبة الاتصالات، وتحديد الأهلية الأمنية للمرشحين لأداء مناصب مختلفة).
3. قضية الرقابة: مكانة المراقب الداخلي لجهاز الأمن العام، وواجب إطلاع الكنيست والحكومة والمستشار القضائي للحكومة دورياً على نشاطات الجهاز، وواجب مصادقة جهات خارجية على الأوامر والقواعد والتوجيهات الداخلية للجهاز، وإنشاء جهاز خارجي يمكن المرشحين لأداء مناصب أمنية من الطعن لديه في قرارات جهاز الأمن العام الخاصة بأهليتهم.
4. تعليمات مختلفة منبثقة من خصوصية عمل جهاز الأمن العام: مكانة التحقيقات الداخلية، وتقييد مسؤولية أي مستخدم في جهاز الأمن العام أو كل من يعمل بتفويض منه، وفرض قيود على مستخدمي الجهاز خلال فترة عملهم وبعدها، وتعليمات تخص سرية العمل.
وقام رئيس الوزراء بناءً على قانون جهاز الأمن بوضع أوامر تخص مجالات مختلفة يتناولها القانون علماً بأن هذه الأوامر علنية. عدا عن ذلك ثمة تعليمات وقواعد وإجراءات داخلية في مختلف المجالات لم يتم نشرها على الملأ.
تولى رئاسة جهاز "الشاباك" عدد من رجال الأمن الإسرائيلي، وكان اسم رئيس "الشاباك" غير معلن حتى سنة 1995؛ وفي فترة عامي أيالون عام 1995، أصبح اسم رئيسه معروفًا.
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"
النشأة والتطور وعلاقتها بالجيش الإسرائيلي
مقدمة
تعدّ شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، الأهم بين أجهزة الأمن الإسرائيلية؛ للدور الكبير الذي تلعبه في بلورة القرار السياسي في إسرائيل، عبر ما يسمى بـ"مسالة التقدير القومي" الذي يضع الرؤية المطلوبة للسياسات الإسرائيلية بناء على المعلومات التي تقدمها "أمان".
بقي تأثير "أمان"ومكانتها كبيرة حتى حرب تشرين أول 1973، حيث طالبت لجنة "أغرانات" (التي حققت في نتائج الحرب) أن تؤخذ تقديرات الأجهزة الأخرى بالحسبان؛ حتى لا تنفرد "أمان" بموقفها، وتكون للقيادة السياسية خيارات أوسع في تحدي مواقفها في القضايا المختلفة.
تنبع أهمية "أمان" أيضًا، من أن اسمها مرتبط بالجيش الإسرائيلي الذي يعتبر أقوى مؤسسة في الدولة العبرية، ويمتلك القدرة والتأثير في جميع مناحي الحياة فيها؛ وبالتالي تحظى تقديراتها -رغم توصيات لجنة أغرانات- بمكانته مهمة وهي لا تزال تصدر تقريرًا نصف سنوي، وسنويًا، يحظى باهتمام واسع وتتناوله الأوساط الإسرائيلية المختلفة بالتحليل والتعليق.
لا يمكن فصل تطور "أمان" عن صراع الأجهزة، وتربص بعضها ببعض؛ كي تمتلك بيدها معظم الأوراق الأمنية، وهذا ما يفسره رفض "الموساد" قيام "أمان" بمهمات خارج حدود الدولة العبرية، عدا دول الجوار، واعتراض رئيسه يسرائل هارئيل على نقل الوحدة 131 إليه، واستغلال "فضيحة لافون"، ثم "وحدة إيقاظ الليل".
قاعدة وحدة التنصت 8200، التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، على تل أبو الندى في هضبة الجولان.
الفئات التي يتم التنصت عليها:
1- قادة وعناصر المقاومة:
من أجل رصد تحركات عناصر المقاومة من التنظيمات المختلفة، تعطي الوحدة "8200" أولوية قصوى للتنصت على هواتف عناصر المقاومة. بحيث تستخدم المادة التي يتم التنصت عليها في بناء ملف أمني للذين يتم رصد مكالماتهم، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، يتم استخدام رصد هذه المكالمات في إحباط عمليات تخطط لها حركات المقاومة، وفي تحديد الإجراء المتخذ ضد عناصر المقاومة.
ودلت التجربة أن رصد المكالمات يساعد محققي المخابرات الإسرائيلية، في تحقيقهم مع عناصر المقاومة لدى اعتقالهم، وتقديم الأدلة ضدهم.
وهنا يتوجب الإشارة إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أنه عندما يتم اعتقال أي من عناصر المقاومة فإن جنود الاحتلال يحرصون على الاستيلاء على هاتفه النقال. وبتقنية معروفة لدى خبراء التقنية العاملين لدى " الوحدة 8200 "، يتم الحصول على محتوى جميع المكالمات التي أجراها صاحب الهاتف النقال، أو تلقاها في غضون شهر كامل. وقد شهد عدد من المعتقلين أن محتوى مكالماتهم قام محققو المخابرات بعرضه عليهم أثناء التحقيق من أجل إجبارهم على الاعتراف.
2- قادة السلطة ومسؤولوها:
تبدي المخابرات الإسرائيلية اهتمامًا بالغًا بمعرفة ما يدور في أروقة السلطة؛ من أجل مساعدة الحكومة على اتخاذ القرارات المناسبة في كل ما يتعلق بالعلاقة مع السلطة. وقد نقلت الصحف العبرية عن مصدر أمني قوله: إن " الوحدة 8200 "، بناء على تعليمات من قيادة جهاز " أمان " لا تستثني أيًا من قادة السلطة ومسؤولي وموظفي أجهزتها الأمنية من عمليات التنصت المنهجية.
وقد كشفت "القناة الثانية" في التلفزيون الإسرائيلي النقاب عن أن شارون نجح في إقناع الرئيس بوش في التحول ضد عرفات بهذا الشكل الجارف، عندما عرض شارون على مسامع بوش محادثات لعرفات يطلب فيها من مقاومين في حركة فتح، مواصلة العمل المسلح ضد الاحتلال، في مطلع انتفاضة الأقصى، وقد تم عرض محتوى هذه المكالمات على الكثير من المسؤولين في أوروبا وبعض الدول العربية.
3- شرائح مختلفة من الشعب:
المخابرات الإسرائيلية معنية بمعرفة توجهات الرأي العام الفلسطيني، من هنا تقوم "الوحدة 8200" بالتنصت على هواتف الكثير من الناس؛ من أجل معرفة توجهات الرأي العام، كما تبدي اهتمامًا بالتنصت على مكالمات الصحافيين، والعاملين في المجال الإنساني والأهلي.
التصوير:
دلت تجربة انتفاضة الأقصى على أن التصوير هو أحد أهم مركبات التجسس الإلكتروني للدولة العبرية. وتستخدم " وحدة 8200"، تقنيات مختلفة في عمليات التصوير التي باتت أمرًا ضروريًا في رصد تحركات المقاومة الفلسطينية، إلى جانب مساهمة عمليات التصوير في تحسين أداء قوات الاحتلال في المواجهات مع المقاومة. ويتم ربط هذه الكاميرات بهيئات القيادة في وزارة الحرب وهيئة أركان الجيش، لإطلاع قادة أذرع الجيش المسؤولين على الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتتم عمليات التصوير بعدة تقنيات، أشهرها تقنيتان بارزتان، وهما:
1- تركيب كاميرات رقمية كبيرة على قمم الجبال المحيطة بالمدن الفلسطينية في الضفة الغربية، على أبراج خاصة أمام المدن، ويشرف على تشغيل هذه الكاميرات منتسبو " الوحدة 8200 "، حيث يتم توجيه الكاميرات إلى المناطق التي ترغب المخابرات والجيش الإسرائيلي رصد تحركات المقاومين الفلسطينيين فيها.
وتعدّ عملية التصوير، في كثير من الأحيان، حلقة في سلسلة العمليات اللازمة في تنفيذ عمليات الاغتيال. وقد كشف الصحافي الإسرائيلي البارز (بن كاسبيت) أن هذه الوحدة " 8200 "، تقوم بتركيز هذه الكاميرات على منازل ومكاتب المطلوبين.
2- استخدام الطائرات بدون طيار: ويتم استغلال هذه التقنية بالتعاون بين " وحدة 8200 "، وسلاح الجو الإسرائيلي. الجنرال دان حلوتس، أشار إلى أنه في جميع عمليات الاغتيال التي تمت في الضفة الغربية وقطاع غزة تم فيها استخدام هذه الطائرة، التي ينتجها مجمع الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
وتستخدم هذه الطائرة في تسهيل مهمة ألوية المشاة التابعة لجيش الاحتلال قبيل وأثناء عمليات التوغل داخل الأراضي الفلسطينية. تقوم التي يتم تشغيلها من قادة جوية تقع في محيط مدينة تل أبيب، بمسح المناطق التي ينوي الجيش التوغل فيها وتزود عناصر " الوحدة 8200 " بمعلومات عن تحركات عناصر المقاومة، وعناصر الوحدة يقومون بدورهم بتزويد قادة الجيش بهذه المعلومات أولاً بأول.
وتستخدم هذه الطائرات في مسح الحدود الجنوبية لقطاع غزة بدعوة مراقبة عمليات تهريب الأسلحة بين مصر وقطاع غزة. وحسب مجلة " الاستقلال "، احد ملاحق صحيفة " يديعوت أحرنوت "، الصادرة بتاريخ 26 -4-2004 فان هذه الطائرات تستخدم أيضًا في تنفيذ عمليات الاغتيال حيث أنها مزودة بصواريخ خاصة تقوم بإطلاقها على الأشخاص المرشحين للتصفية. وبهذه تصبح وحدة " 8200 "، إلى جانب أنها ذراع استخباري الكتروني، تقوم عمليات بمهمات ميدانية عملية.
الوحدة تأخذ استعدادها لمرحلة ما بعد "الانسحاب من طرف واحد حسب خطة شارون":
كلف الجيش " وحدة 8200 " بالقيام بالترتيبات اللازمة التي تضمن لإسرائيل مواصلة معرفة ما يدور في قطاع غزة، بعد تنفيذ خطة "الانسحاب من طرف واحد حسب خطة شارون"، وانسحاب جيشها منه. وحسب تقرير ورد في مجلة "فورين ريبورت"، فان وحدة "8200" قامت بزرع أجهزة تنصت وكاميرات وألغام في مناطق حساسة ومختلفة من القطاع. وحسب تقرير لها ورد في عددها الأخير، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في الوقت الذي تستعد فيه لانسحاب محتمل من القطاع، ضاعفت شعبة الاستخبارات العسكرية " أمان "، وبالذات "وحدة 8200"، جهودها في هذه العملية.
ووفق المجلة، فإن "أمان" عمل، وبكل ما أوتي من قوة، على زرع أحدث أجهزة التجسس الرقمية (ديجيتال) في القطاع، قبل رحيل الجيش عنه؛ وذلك من أجل وضع الفصائل الفلسطينية، أو بالأحرى نشطائها، تحت الرقابة الإسرائيلية الدائمة، ونقل أي معلومات مباشرة إلى مقر "أمان" في تل أبيب.
ويتمثل التغيير الأول الذي ستجريه "وحدة 8200" على حد قول "فورين ريبورت" في زرع كاميرات خفية في المواقع المركزية في القطاع تكون مرتبطة مباشرة بمحطات رصد حي داخل إسرائيل، تعمل على مدار ساعات اليوم.
وفي حال وجود نشاطات تعُدُّها المخابرات الإسرائيلية (مشبوهة)، مثل التحضير لإطلاق صواريخ على مدن يهودية، فإن هذه المعلومات تبث عبر الاتصال الإلكتروني الكومبيوتري إلى أسراب طائرات الهليكوبتر الهجومية، التي ستكون جاهزة لتنفيذ عملية ضرب الهدف المعني.
وتضيف المجلة أن عملية زرع الكاميرات التي تتحمل كل التقلبات الجوية وتعمل ليل نهار، تحتاج إلى أشهر؛ لأن تركيبها يتم بشكل سري، ويتم فيه إخفاؤها بطرق يصعب على الفلسطينيين اكتشافها.
ومن الأساليب التي تعتمدها دولة الاحتلال، زرع أجهزة تنصت في المباني الرئيسية، مثل: مكاتب الفصائل المختلفة. وهذه ليست مهمة صغيرة، بل كبيرة للغاية، (حسب "فورين ريبورت")؛ إذ تخطط السلطات للسيطرة على جميع خطوط الهاتف، وأنظمة الاتصال في القطاع، بشكل يمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من رصد تحركات واتصالات النشطاء.
وتؤكد "فورين ريبورت" أن بعض التوغلات الإسرائيلية في منطقة رفح جنوب غزة والمناطق الأخرى، المعروفة بوجود كبير للنشطاء الفلسطينيين فيها، لم تكن أهدافها عسكرية، بل كانت غطاء لهذه العملية الاستخبارية الضخمة.
الهيكلية الإدارية والتنظيمية لشعبة الاستخبارات
تتكون هيئة رئاسة المخابرات العسكرية من الأقسام التالية:
1.الإنتاج
2.فيلق التجسس
3.العلاقات الخارجية
4.أمن الميدان والرقابة العسكرية
أولا: قسم الإنتاج
وهو القسم المسؤول عن تحضير التقديرات القومية للمخابرات، ويقدم تقارير ونشرات استخبارية يومية، يتم تحليها.
يترأس القسم نائب مدير الاستخبارات العسكرية، ويشمل الأقسام التالية.
1- الوحدة الجغرافية(أو الإقليمية)
2- الوحدة الوظيفية(أو التكتيكية)
3- وحدة التوثيق(أو التسجيل والسجلات)
ثانيا: فيلق التجسس
ينقسم إلى الوحدات التالية:
1- وحدة جمع المعلومات
2- مركز الرئاسة العامة، وهو الوحدة المسؤولة عن مدرسة المخابرات العسكرية، ومعه "التنمية التكنولوجية" و"الاتصالات" و"الخرائط".
3- التدريب
4- التنظيم وخطوط الإمداد وشؤون الأفراد
5- البحوث والتنمية
ثالثا: قسم العلاقات الخارجية:
وهذا القسم مسؤول عن العلاقات بين الجيش الإسرائيلي والجيوش الأخرى، وعن كل المحلقين العسكريين.
رابعا: قسم أمن الميدان والرقابة العسكرية:
وهو القسم المسؤول عن مكافحة الجاسوسية. ويستخدم وحدات الميدان للحفاظ على القانون والنظام. وينقسم إلى أربعة قيادات:
1- المنطقة الشمالية
2- المنطقة الوسطى
3- المنطقة الجنوبية
4- القدس
5- تل أبيب
6- حيفا
المخابرات الجوية والمخابرات البحرية:
المخابرات البحرية والجوية صغيرة وذات وحدات عالية التخصص، تركز على الموضوعات التي تهمها بشكل مباشر؛ أي، التي تهم القيادة البحرية والجوية.
يشترك مدير المخابرات الجوية والمخابرات البحرية في اجتماعات مدير المخابرات العسكرية ويشارك ضباط مخابرات هذين الجهازين في الاجتماعات الدورية لقسم البحوث حتى يمكن تنسيق مسؤولية تقديم التقارير.
المراجع:
• غرانوت عودد.سلاح الاستخبارات الإسرائيلي.ترجمة دار الجليل.إصدار:دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية
• ميلمان يوسي، هابر آيتان.الجواسيس عشرون قصة على إسرائيل. ترجمة:خالد أبو ستة العصايرة.إصدار: دار الجليل للنشر
• بيرمان ستايسي.جواسيس ليمتد.ترجمة: سعيد الحسنية. الدار العربية للعلوم
• عمار نزار.الاستخبارات الإسرائيلية. المركز العربي للدراسات الإستراتيجية
• الوثائق السرية للمخابرات الأمريكية.المخابرات الإسرائيلية.ترجمة:مجدي لطفي.بيروت، الوطن العربي
• شيف، زئيف. هآرتس 12/11/2004
• يديعوت 26/2/2007
• 27/3/2007 www.qudsway.com
الموساد
التسمية
وكالة استخبارات الإسرائيلية "الموساد" (معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة)، ولفظه بالعبرية (هاموساد لموديعين أولتافكديم ميوحادي).
تأسس"الموساد" في 13 ديسمبر من عام 1949، ليقوم بجمع المعلومات، والدراسات الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرية خارج حدود إسرائيل.
ويعمل "الموساد" بصفته مؤسسة رسمية بتوجيهات من قادة إسرائيل، وفقًا للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيرة، مع مراعاة الكتمان والسرية في أداء عمله. وتقع على عاتق "الموساد" العديد من المهام التي تندرج ضمن مجالات متنوعة، كالعلاقات السرية مع أطراف أخرى، وقضايا الأسرى والمفقودين، والتقنيات والأبحاث، وعمليات الاغتيال.
وتورط "الموساد" في عمليات كثيرة ضد الدول العربية والأجنبية، منها: عمليات اغتيال لعناصر تعدُّها إسرائيل معادية لها، واغتيال العديد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج، ولا يزال يقوم حتى الآن بعمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة والتي لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها.
تاريح "الموساد"
كانت "الموساد" اختصارًا لعبارة "موساد لعالياه بت" العبرية؛ أي، منظمة الهجرة غير الشرعية. وهي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. أنشئت عام 1937، بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود. وكانت إحدى أجهزة المخابرات التابعة للهاغاناه.
يوجد جهاز تنفيذي تابع للجهاز المركزي الرئيسي للمخابرات الإسرائيلية، ويحمل نفس الاسم، أسس 1953 قوامه مجموعة من الإداريين ومندوبي الميدان في قسم الاستعلام التابع لمنظمة الهاغاناه، وتطور ليتولى مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات.
يعد "الموساد" أحد المؤسسات المدنية في إسرائيل، ولا يحظى منتسبو "الموساد" برتب عسكرية؛ إلا أن جميع الموظفين في جهاز "الموساد" قد خدموا في الجيش الإسرائيلي، وأغلبهم من الضباط.
الإدارة
قسم المعلومات: ويتولى جمع المعلومات واستقراءها وتحليلها، ووضع الاستنتاجات بشأنها.
قسم العمليات: ويتولى وضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف والقتل.
قسم الحرب النفسية: ويشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية وتنفيذها، مستعينًا بجهود القسمين السابقين عن طريق نشر الفكرة الصهيونية.
الإداريون (رؤساء الجهاز المتعاقبون):
• شيلواه رؤوفين 1949-1952
• إيسار هرئيل 1953-1963
• مئير عميت 1963-1968
• تسفي زامير، 1968-1973
• إسحق حوفي، 1973-1982
• ناحوم أدموني، 1982-1989
• شبتاي شافيت، 1989-1996
• داني ياتوم، 1996-1998
• أفرايم هليفي، 1998-2002
• مئير داغان، 2002-2011
• تامير باردو، 2011
ألحق بجهاز "الموساد" مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء مركزها الرئيسي، حيفا، ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السري والأعمال التجسسية. وأشهر مدربي "الموساد" هو الريمو رايتز سرورالمسيكي.
المهام
مهام أساسية
يتولى الجهاز التنفيذي مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات وتنحصر مهماته الرئيسية في:
• إدارة شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية، وزرع عملاء، وتجنيد المندوبين في كافة الأقطار.
• إدارة فرع المعلومات العلنية الذي يقوم برصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في أنحاء العالم.
• وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية، مرفقًا بمقترحات وتوصيات حول الخطوات الواجب إتباعها في ضوء المعلومات السرية المتوافرة.
مهام أخرى
وسع "الموساد" رقعة نشاطاته على مدار السنوات لتشمل اليوم مجالات كثيرة، حيث يشمل الجزء الرئيسي لهذه المجالات ما يلي:
• جمع المعلومات بصورة سرية خارج حدود البلاد.
• إحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية، وإحباط تسلّحها بهذه الأسلحة.
• إحباط النشاطات التخريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج.
• إقامة علاقات سرية مع أطراف ودول خارج البلاد.
• إنقاذ اليهود من البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلى إسرائيل، من خلال المؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميًا بالقيام بهذه المهمة.
• الحصول على المعلومات الضرورية لتنفيذ عمليات خارج حدود دولة إسرائيل.
نبذة عن رؤساء جهاز المخابرات الإسرائيلي " الموساد "
رؤفين شيلواح.
• الرئيس الأول للموساد الإسرائيلي وهو من مواليد القدس، أتقن شيلواح اللغة العربية، وكان خبيرًا في شؤون الشرق الأوسط. كان شيلواح أول رئيس لجهاز "الموساد" بين الأعوام 1952-1949، ورجل المهامّ السرية فيه، بعد أن أوكل إليه رئيس الوزراء ووزير الحرب الإسرائيلي دافيد بن غوريون تولّي هذا المنصب، وبعد استقالته من رئاسة "الموساد" كان شيلواح مستشارًا في سفارة إسرائيل في واشنطن، والمستشار السياسي لوزير الخارجية.
• منذ شبابه اهتمّ شيلواح بالأمور السرية للمجتمع اليهودي في البلاد، قبل إقامة إسرائيل، وكان مقربًا من القيادة اليهودية؛ بوصفه رجلاً يوثق به لدى كل من دافيد بن غوريون، وموشيه شاريت. واعتنى شيلواح بالنشاط السري خاصة في المجال السياسي؛ وذلك تطلّعًا منه إلى تخليص إسرائيل من العزلة الإقليمية والدولية التي عاشتها في السنوات الأولى بعد إقامتها، وبغية تحقيق هذا الهدف؛ أقام شيلواح علاقات مع حركة التحرير الكردية، ومع أجهزة استخبارات غربية، وأهمها الـ"CIA".
• كما حقق شيلواح إنجازات في مجال جمع المعلومات، ومن أهمها حصوله على خطط الجامعة العربية الخاصة بالاجتياح العربي لإسرائيل.
• وفيما كان شيلواح رجلاً غير اعتيادي، ومثيرًا للجدل في أساليب عمله ونمط تفكيره؛ إلا أنه لقي تقديرًا لا يختلف فيه لقوّته الإبداعية، وأهمية مبادراته، ومساهمته في النشاط الاستخباراتي لإسرائيل.
إيسار هرئيل
• الرئيس الثاني للموساد. ولد في روسيا البيضاء عام 1912، وحينما بلغ الثامنة عشرة من عمره قدم إلى فلسطين، حيث اعتنى بشؤون أمنية واستخباراتية خلال سنوات كثيرة في خدمة إسرائيل إبان الفترة التي سبقت إقامتها والتي تلتها.
• بعد ذلك كان رجل أعمال، كما كان عضو كنيست لمدة ولاية واحدة من قبل "القائمة الوطنية".
• وألف هرئيل كتبًا كثيرة، عرض فيها قضايا استخباراتية وأمنية وحلّل أبعادها.
• ومن المناصب التي أشغلها هرئيل، والتي تشكل المحطات الرئيسية في خدمته للدولة، تنفيذ مهام في إطار خدمة المعلومات لمنظمة "الهاغاناة" (1947-1944)، ورئيس جهاز الأمن العام – "الشاباك" (1948-1963)، ورئيس "الموساد" المسؤول عن أجهزة الأمن (1963-1952).
• ورغم الثقة التامة التي ميّزت العلاقات بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع دافيد بن غوريون، وإيسار هرئيل، استقال هرئيل من منصبه عام 1963؛ نتيجة ظهور خلافات مبدئية بين الرجلين في قضية "العلماء الألمان"، الذين عملوا في مصر على تطوير صاروخ بعيد المدى. واعتبر هرئيل هذا المشروع تهديدًا مباشرًا على وجود دولة إسرائيل؛ ولذلك أيد اتخاذ موقف شديد حيال أولائك العلماء وألمانيا الغربية.
• وكان هرئيل رجلاً مرهف الحواسّ، ذو مواهب نادرة في مجال العمل الاستخباراتي، ودرج على قيادة عمليات هامة بشكل شخصي، وأكثرها شهرةً، عملية اختطاف النازي أدولف إيخمان ونقله من الأرجنتين إلى إسرائيل .
• وقام هرئيل في أيام ولايته بصياغة أسس عمل "الموساد"، وبتكييف "الموساد" للواقع والأهداف الجديدة التي واجهته، بما في ذلك، الانتقال من جهاز يعمل في مرحلة تبلور الدولة، إلى جهاز رسمي. واتسم إيسار هرئيل في أداء عمله بالتشبّث بالهدف، وبالإخلاص التام للمستوى السياسي الإسرائيلي.
مئير عميت
• الرئيس الثالث للموساد. عين على رأس "الموساد" العام 1963. وقد ارتبط اسمه بكثير من قضايا الجاسوسية في العالم العربي وأوربا.
وفي زمنه تم الكشف عن الجاسوس الإسرائيلي "إيلي كوهين" في دمشق وأعدم هناك. تنسب إليه عملية زرع جاسوس آخر في لبنان هو مسعود بيطون، وكاد مئير أن يطويه النسيان لولا تدخله في قضية أشرف مروان، مدافعًا عنه، ومتهمًا الجنرال إيلي زعيرا (رئيس الاستخبارات العسكرية) "أمان" بكشفه. ومع كل نجاحاته فإن عدم قدرة "الموساد" على التنبؤ بالهجوم المصري السوري أثناء حرب أكتوبر - تشرين الأول، عتم على الكثير من انجازاته لكنه حاول دومًا أن يلصق الأمر بالجنرال إيلي زعيرا.
• وخلال تولي عميت مسؤولياته في "الموساد"، أغوى الطيار العراقي بالهروب بطائرة سوفيتية حديثة بكامل معداتها، وحط بها عام 1966 في إسرائيل؛ ما اعتبر إحدى أبرز العمليات التي نجحت فيها الاستخبارات الإسرائيلية.
• وورد اسم "عميت" أيضا في قضية المعارض المغربي "مهدي بن بركة"، حيث يشتبه بأن
"الموساد" كشف عن عنوانه؛ ما سهل اختطافه في باريس، وقتله بعد بضعة أيام.
• انتخب عاميت عضوًا في الكنيست عام 1977 على قائمة حزب "داش الوسطي"، وتولى في العام نفسه حقيبة النقل والمواصلات في الحكومة اليمينية برئاسة مناحيم بيغن؛ لكنه انسحب من الحياة السياسية العام 1980.
• وأعلن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن: "أجيالاً من الصهاينة تدين له بامتنان كبير؛ للخدمات الكبيرة التي أداها لأمن البلاد والتي لا تزال طي الكتمان"، وتوفي بتاريخ 18/7/2009 عن 88 عاما.
تسفي زامير
• الرئيس الرابع للموساد. من مواليد بولندا عام 1925. قاد جهاز "الموساد" الإسرائيلي من عام 1968 إلى عام 1974، وقد كانت هذه الفترة من أحلك الفترات والتوتر بين العرب والصهاينة؛ حيث كان الاحتلال في يمر بأزمة بعد حرب أكتوبر.
• كان أبرز حدث في فترة قيادته للموساد، حرب أكتوبر 1973 (حرب لتحرير سيناء).
• ظهر بينه وبين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" (إيلي زعيرا) خلاف حاد أثناء حرب تشرين عام 1973.
• كانت أشد حرب استخبارية في عهده، وأطلق عليها اسم "غضب الرب"، وهي التي دارت بين "الموساد"، ومنظمة التحرير الفلسطينية في أوربا، والتي اشتهرت فيها عملية ميونخ التي قتل خلالها 12 لاعبًا إسرائيليًا؛ حيث أرسل العشرات من رجالات "الموساد" إلى الدول الأوربية؛ لتصفية من نفذوا هجوم ميونج، وكان يدير هذه العمليات من غرفة متقدمة في النرويج.
• بعد عملية ميونخ شكّلت غولدا مائير (رئيسة الوزراء الإسرائيلية الشهيرة) فرقة اغتيالات خاصة أطلق عليها "كيدون"، وقد أشرف عليها بنفسه، وكان على رأس الفرقة المرتزق الإسرائيلي (مايك هراري).
• في 17/10/1972 شارك بنفسه في اغتيال وائل زعيتر (ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما) حيث أطلق عليه 12 طلقة من مسدسات كاتمة للصوت.
• قاد محاولة اغتيال أبو حسن سلامة (القيادي في منظمة التحرير)؛ لكن تشخيصاً خاطئاً أدّى إلى مقتل نادل مغربي، ونجح بعدها اللذان أطلقا النار من "الموساد" بالفرار، ومعهم ثمانية من أعضاء "الموساد"، من بينهم: مايك هراري (قائد العمليات في "الموساد" في ذلك الحين)، ورئيس "الموساد" تسفي زامير.
يتسحاق حوفي
• رئيس "الموساد" الخامس بين 1974 و1982.
• ولد سنة 1927 في تل الربيع ، وخدم في منظمة البلماخ الإرهابية من سنة 1944، حتى نهاية حرب 1948. وعين نائب قائد وحدة المظليين في سنة 1956 خلال العدوان الثلاثي.
• عمل قائدًا لمدرسة الضباط العسكريين، ومن ثم رئيسًا لقسم العمليات في هيئة الأركان العامة خلال حرب 1967، ورئيسًا لقسم الإرشاد، وقائدًا للواء الشمال أثناء حرب 1973.
• عُين بعد انتهاء حرب 1973 رئيسًا لقسم العمليات العسكرية، وقائمًا بأعمال رئيس الأركان العامة، بعد استقالة دافيد إلعازار من رئاسة الأركان.
• عين سنة 1974 رئيسًا للموساد، وكان يحظى بإعجاب مناحيم بيغين (رئيس الوزراء الإسرائيلي).
• اهتم إسحاق حوفي بتوثيق العلاقات مع حزب الكتائب اللبناني، وكان من بين المعارضين لضرب المفاعل النووي العراقي، رغم أنه أظهر موافقته على العملية فيما بعد كمحاولة لتصحيح ما اعتبره خطأ في تفكيره.
• ترك العمل السياسي والأمني، وعين مديرًا عامًا لشركة الكهرباء، ثم عاد لينخرط في العمل السياسي لفترة وجيزة من صيف 1994 حتى نهاية 1995، ضمن حركة "الطريق الثالث" التي تمكنت من الوصول إلى الكنيست، ولكنه لم يكن عضوًا فيها.
ناحوم أدموني
• رئيس "الموساد" الإسرائيلي السادس. ولد في القدس العام 1929. درس في جامعة كاليفورنيا ونال الماجستير في "العلاقات الدولية". انضم إلى قلم الاستخبارات خلال حرب 1948، ونفذ سلسلة من العمليات الاستخبارية.
• عين مساعداً لرئيس "الموساد" (إسحاق حوبي) بين 1976-1982، وعين رئيسًا للموساد في العام 1982، وبقي في منصبه هذا حتى العام 1989.
• عند إنهائه خدمته في "الموساد"، عين مديراً عاماً لشركة المياه مكوروت، وعين عضواً في لجنة "تشخانوفر" للتحقيق في ملابسات محاولة اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عام 1997، ولكنه قدم استقالته إثر تعرضه لانتقادات لاذعة وشديدة لدفاعه عن "الموساد" قبل أن تشرع اللجنة المذكورة في التحقيق في القضية.
• تورط في أكبر عملية نهب في بريطانيا طالت متجرًا للمجوهرات، أفلح فيها اللصوص في سرقة غنائم قدر ثمنها بـ40 مليون جنيه إسترليني، وعجزت الشرطة البريطانية في العثور على أي أدلة أو آثار تقودها إلى منفذي العملية.
شابتاي شافيت (شبيط)
• هو رئيس "الموساد" السابع ولد العام 1939 في "نيشر" بالقرب من حيفا. هو الرئيس السابع للموساد. درس موضوعي: اللغة العربية، وتاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، ثم تابع دراسته في جامعة "هارفرد" بالولايات المتحدة. انخرط للعمل في "الموساد" ابتداء من العام 1964، وتولى رئاسة "الموساد" بين 1989 و1996. حاول الحفاظ على سرية عمل "الموساد"؛ إلا أن كتاب فيكتور أوستروفسكي أدى إلى كشف بعض الجوانب المهمة حول تركيبة "الموساد" وعمله. ووجهت إليه أصابع اللوم الشديدة؛ لعدم تمكنه من معرفة التحركات العراقية نحو الكويت، ولأنه اهتم بجمع معلومات حول دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ما أدى إلى ازدياد الاحتكاك مع وزارة الخارجية. وعين مديرًا لشركة "مكابي" للخدمات الصحية فور انتهاء عمله من "الموساد".
• وشافيت من أتباع مدرسة السرية للحفاظ على الخصوصية، فيرفض نشر أي معلومات سرية عن أي وحدة في الجيش الإسرائيلي، ويعتبر واحدًا ممن عملوا في وحدة سرية الأركان "سييرت متكال".
• في عهده تم اغتيال القائد الفلسطيني "عاطف بسيسو"، بأوامر من إسحاق شامير؛ حيث التقى رئيس المخابرات الفرنسية مع شبيط وهدده بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال كرر "الموساد" عمليات اغتيال في فرنسا.وعايش شبيط رئيس الوزراء إسحاق رابين، وكان يتابع معه قضية الجندي المفقود (رون أراد). كان شافيت يؤمن بأن الوقائع الجديدة هي التي تفرض ثقافات جديدة، في إشارة إلى أن الواقع العربي بعد هزيمة العراق، سيعزز المعسكر الداعي لثقافة التطبيع مع إسرائيل.
• يعتبر شبيط أن حرب تموز، 2006م كانت مركزيتها في إيران، ويقول: إن العراق وإيران وسوريا ولبنان محور الانتشار الديني، وأن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية آخذة في الاقتراب.
• يرى شافيت أنه يمكن اللجوء لخيارات غير عسكرية مع "حماس"، لكن الوقت غير ملائم في الوقت الحالي وقال:"برأيي أنه ممنوع شطب توجه براغماتي لخدمة مبادئ على المستوى الإيديولوجي.
داني ياتوم
• هو رئيس "الموساد" الثامن. عينه شمعون بيريس رئيسًا للموساد في آذار 1996. اضطر إلى تقديم استقالته في شباط 1998 بسبب تداعيات فضيحتي الفشل في الأردن وسويسرا.
• كان أول رئيس للموساد تعلن إسرائيل عن توليه مهام رئيس جهاز "الموساد" بدلاً من "شاباتاي شافيت" الذي استقال من منصبه في مارس 1996م؛ حيث جرت العادة على عدم الإفصاح بشكل رسمي عن هوية رئيس "الموساد"، واعتباره أحد الأسرار الأمنية.
• عين بعد استقالته، رئيسًا لوكالة الهجرة الإسرائيلية.
• كان يرسل مبعوثين رسميين لعقد علاقات مع جاليات اليهود المحليين، وأصبح العاملون في وكالة الهجرة " ناتيف" يجمعون معلومات سياسية واقتصادية وعسكرية، وأصبح عملهم الفعلي هو التجسس؛ ولذلك وضع وكالة ناتيف في صراع مكشوف مع "الموساد"، لكن جهاز "الموساد" -الذي يعاني من ضعف المعنويات- خسر المعركة معه.
• وأرسله باراك كمبعوث خاص من أجل بحث القضايا الحساسة مع رؤساء أجهزة المخابرات الأوروبية.
• شغل منصب عضو الكنيست منذ عام 2003، وهو عضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وكان قدّ رشّح نفسه لرئاسة حزب "العمل" في الانتخابات التمهيدية السابقة، لكنه حصل على نسبة متدنية.
• خدم في سرية قيادة الجيش "سييرت متكال"، وتولّى مناصب عديدة، وبعدها وصل إلى رتبة "جنرال" في الجيش الإسرائيلي، وكان قائداً لمنطقة المركز.
• فشل في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (خالد مشعل)، وكانت أهم ضربة له وللموساد في العام 1997م، وقد استقال على إثرها.
أفرايم هليفي
• هو الرئيس التاسع للموساد الإسرائيلي. ولد عام 1934 في لندن، ثم هاجر إلى فلسطين في العام 1948. درس الحقوق في الجامعة العبرية في القدس. انضم إلى "الموساد" وتولى مهام متابعة أحوال الجاليات اليهودية.
• اهتم بتنظيم عمليات الهجرة الصهيونية إلى الأراضي المحتلة؛ فقد كان مسؤولاً عن عملية "موشيه" لتهجير يهود الفلاشا من أثيوبيا إلى إسرائيل في الثمانينيات.
• لعب دوراً بارزاً في التحضير للتسوية السلمية مع الأردن، وشارك رابين في مفاوضاته السرية معها.
• بعد انتهاء مهامه في "الموساد"، عُين سفيراً لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، واستدعي إلى إسرائيل لمعالجة فضيحة "الموساد" في محاولة اغتيال خالد مشعل عام 1997، وعين بعد حلّها رئيساً للموساد.
مئير داغان
• هو الرئيس العاشر للموساد. ولد في قطار كان في طريقه من سيبيريا إلى بولندا، ووصل إلى فلسطين في سن الخامسة، وحين تطوع في الجيش، غير اسمه من هوبرمان إلى دغان، وهو بجانب القتل بدم بارد، يحب اللغة الناعمة، اللغة المعقمة، ففي خطته إلى شارون لقمع الانتفاضة الفلسطينية، لا يتحدث أبدًا عن القتل والتصفية والاغتيال، بل عن "الإصابة الجسدية"، و"المعالجة الموضعية للشخصية"، والمعروف أن شارون يحب هذه اللغة كثيرًا، وقد تميز داغان عن غيره من قادة "الموساد" بأنه كلما استلم رئيس جديد لحكومة إسرائيل، فإنه يمدد له خدمته؛ في إشارة للإعجاب بقدرته دون غيره، بالإضافة لدقة المرحلة، وخصوصاً فيما يتعلق بملف إيران وصراع حرب الأدمغة في الخارج.
• - في عام 1970 أصبح ضابطاً تحت إمرة أرئيل شارون الذي تولى عام 1970 قيادة العمليات العسكرية في قطاع غزة، وهناك راح داغان يمارس قتل الفلسطينيين بما في ذلك قتل المدنيين بالجملة.
• - في عام 1971 أصبح داغان ملازماً أول ومسؤولاً عن وحدة دوريات أطلق عليها اسم "ريمون".
• - في عام 1980 وحين تولى شارون وزارة الحرب، قرر مع شريكه رفائيل إيتان تعيين صديقهما (داغان) قائداً لمنطقة جنوب لبنان، ويقول يورام همزراحي (عضو القيادة العسكرية في الجنوب): إن داغان كان يحب الغموض وطموحاً إلى حد أدرك فيه أن هذا المنصب سيدفعه إلى منصب أعلى؛ ولذلك قام داغان بنشاطات في جنوب لبنان يخاف الكثيرون الاعتراف بها، كما لا تقبل الرقابة الإسرائيلية السماح بنشرها عنه، وتذكر الصحفية إيلانه دايان أنه نفذ عمليات للتصفية الجسدية، واستخدم سيارات مفخخة متفجرة.
• - في عام 1988 غاب داغان أسبوعاً كاملاً، وارتدى ألبسة مدنية لترتيب مهام خاصة في الجنوب اللبناني. ويقول العميد احتياط في الجيش الإسرائيلي وصديقه رافي نافي: إن داغان يحب العمل التجسسي والتخفي.
• - قتل داغان الكثيرين في الجنوب اللبناني، وهذا ما جعله مرشح شارون المعتمد لرئاسة "الموساد"، ولأن محور نشاطه الأهم يتمثل في لبنان، فقد عين نائبيه الأول والثاني من القادة الذين نفذوا معه عمليات تصفية جسدية للمناضلين في لبنان.
• - في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي -القناة الثانية 2004 قال "يائير رابيد" (مسؤول قسم المعلومات عن لبنان في "الموساد"): إنه على يقين أن مئير داغان لم يتسلم قيادة "الموساد" للعمل على طريقة من سبقه في رئاسة "الموساد"، بل من أجل العمل بطريقته هو أي لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين.
• - من أهم العمليات التي قام بها مئير داغان اغتيال الشهيد عز الدين، والشيخ خليل (من قادة حركة "حماس") بتفجير سيارته في دمشق في العام 2004.
• - وضع الجنرال داغان، قبل أن يكلف برئاسة "الموساد"، خطة لاغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد، ووضع خطة لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية، وأرسل الخطة إلى شارون واعتمدها شارون فوراً.
• - وفي عهده تم اغتيال القائد العسكري للمقاومة اللبنانية (عماد مُغنيَّة)، بتفجير عبوة في سيارته في العام 2008.
• كما تم قصف قافلة الأسلحة في السودان في 2009، التي قال عنها أنها أرسلت للمقاومة في قطاع غزة. وقد لمح رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بوقوف إسرائيل وراء قصفها. .
• فضيحة داغان، 2010:
• أخيراً عملية اغتيال القائد في كتائب القسام التابعة لحركة حماس، محمود المبحوح في دبي، والتي لا زالت تداعياتها تتفاعل حتى نشر هذا الملف، حيث مثلت فضيحة جديدة للموساد وبالأخص لمائير داغان الذي كان يصوره البعض (بالسوبر مان)، فقد طالبت الصحافة الإسرائيلية باستقالة داغان لفشل عملية دبي من الناحية الإستراتيجية؛ بسبب دخول إسرائيل في أزمة دبلوماسية مع بعض الدول التي تم استخدام جوازات سفر خاصة بها. وقد أظهرت الصور التي نشرتها شرطة دبي أعضاء الوحدة التي نفذت العملية وعددهم وأساليب عملهم. وقال غوردون (معلق شؤون الأمن والاستخبارات في صحيفة "ذي ديلي تلغراف البريطانية): إن عملية المبحوح حرقت ثلث أعضاء وحدة "كيدون" المتخصصة في القتل في جهاز "الموساد".
جهاز الأمن العام "الشاباك" (الشين بيت) الإسرائيلي
جهاز "الشاباك": هو جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل، يخضع مباشرة لرئيس الحكومة، ويدعى أحيانًا "بالشين بيت" (ش ب)؛ اختصارًا لاسمه العبري (شيروت بيتحون كلالي) الذي يعني جهاز الأمن العام.
يعدّ "الشاباك" من أصغر الأجهزة الاستخبارية، ويتكون من بضعة آلاف من العناصر، ويتخصص في محاربة حركات المقاومة الفلسطينية والسعي لإحباط عملياتها ضد إسرائيل، ومن مهماته أيضًا، جمع معلومات حول الأشخاص المرشحين لمناصب ووظائف حساسة.
وعلى الرغم من أن "الشاباك"، هو أصغر الأجهزة الاستخبارية في دولة الاحتلال؛ إلا أنه يعتبر أكثر الأجهزة الأمنية حضوراً وتأثيراً على عملية صنع القرار السياسي والعسكري، ولا يمكن مقارنة تأثيره الطاغي بتأثير أي جهاز أمني آخر في إسرائيل.
تولى "الشاباك" منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية مهمة إحباط عمليات المقاومة، وجمع المعلومات الاستخبارية التي تم توظيفها في شن عمليات التصفية والاعتقال بحق قادة ونشطاء حركة المقاومة.
تولى رئاسة جهاز "الشاباك" عدد من رجال الأمن الإسرائيلي، ولكن كان اسم رئيس "الشاباك" غير معلن حتى سنة 1995، وفي فترة عامي أيالون عام 1995 أصبح اسم رئيسه معروفًا.
التسلسل الزمني الخاص بسن قانون جهاز الأمن العام "الشاباك"
تم إنشاء جهاز الأمن العام لدولة إسرائيل بُعيد قيام الدولة، لكن وظائفه وتشكيلته وصلاحياته لم تحدَّد قانونياً حتى عام 2002، إلا على مستوى القرارات الحكومية، وبصورة جزئية. ومع أن بعض القوانين التي تمَّ سنُّها قد تطرقت -على مر السنين- إلى صلاحيات جهاز الأمن العام، مثل: قانون التنصّت السري (1979)، وقانون السجلات الجنائية، وتقادُم الجريمة (1981)، وقانون حماية الخصوصية (1981)، وغيرها- إلا أن جميع هذه القوانين كانت بمثابة تدابير محددة في مجالات معيَّنة، لا غير، ولم تتم فيها شرعنة القضايا الخاصة بمكانة جهاز الأمن العام، وتركيبته ووظائفه وصلاحياته، وطرق مراقبة نشاطاته بمقتضى القانون، حتى سريان مفعول قانون جهاز الأمن العام "الشاباك".
وقد قررت إدارة جهاز الأمن العام أواخر عام 1988 المبادرة إلى اعتماد تشريعات تنظم عمل الجهاز قانونياً؛ فباشر جهاز الأمن العام نفسه بإجراءات واسعة النطاق استمرت حتى عام 1994، حيث أُحيلت الصيغة القضائية التي طرحها الجهاز إلى وزير العدل آنذاك.
أما في الفترة اللاحقة (1995-1998)؛ فقد أصبح العمل مشتركاً مع فريق تابع لوزارة العدل؛ ما أفضى إلى إعداد مذكرة قانونية أعقبها وضع مسودة صيغة القانون.
وقد صادقت الكنيست بالقراءة الأولى على مشروع القانون في شهر فبراير شباط 1998، وتمت إحالة المشروع إلى النقاش في لجنة مشتركة تتألف من أعضاء لجنة الدستور ولجنة الخارجية والأمن، لغرض إعداده للقراءتين الثانية والثالثة. غير أن تغير الحكومة بعد الانتخابات وعوائق أخرى أدت إلى تأجيل موعد استئناف التعامل مع مشروع القانون حتى يوم 6/3/2000.
وانطلق عمل اللجنة البرلمانية المشتركة الآنفة الذكر عام 2001 بصورة مكثفة، ترأسها رئيس لجنة الخارجية والأمن، بالتعاون مع ممثلي جهاز الأمن العام ووزارة العدل. وبفضل هذا المجهود المكثف تم اعتماد قانون جهاز الأمن العام "الشاباك" في الكنيست، يوم 11 فبراير شباط 2002، ونشره في السجلات الرسمية يوم 21 من الشهر ذاته، علماً بأن سريان القانون قد بدأ يوم 21 إبريل نيسان 2002. ولدى بدء سريان القانون أصبح جهاز الأمن العام يعمل بمقتضى أساس قانوني متناسق ومتكامل.
وتنص بنود القانون على استكمال إجراءات التشريع على شكل أوامر وقواعد وتوجيهات داخلية، فضلاً عن وضع الإجراءات التي تسوّي تفصيلاً جميع القضايا التي يجب الخوض في ثناياها طبقاً للقانون؛ وبالتالي شكل جهاز الأمن العام -فور اعتماد القانون الخاص به- لجنة توجيهية لهذه الغاية- وكذلك فِرَق عمل في أقسام الجهاز المختلفة؛ لاستكمال إجراءات وضع الأوامر والقواعد والتوجيهات المنوه بها. وقد انتهت هذه الإجراءات المكثفة والحثيثة لدى بدء سريان كل هذه القواعد والأوامر.
ويتناول قانون جهاز الأمن العام أربع قضايا محورية، وهي:
1. القضية المؤسساتية: مكانة جهاز الأمن العام، وكيفية تحديد صلاحياته وخضوعه للحكومة، ومنزلة رئيس الجهاز.
2. قضية الأداء: أهداف جهاز الأمن العام ووظائفه والصلاحيات العامة المعهودة إليه (بما فيها إجراء التحقيقات)، والصلاحيات الخاصة المعهودة إليه (بما فيها القيام بأعمال تفتيش ومراقبة الاتصالات، وتحديد الأهلية الأمنية للمرشحين لأداء مناصب مختلفة).
3. قضية الرقابة: مكانة المراقب الداخلي لجهاز الأمن العام، وواجب إطلاع الكنيست والحكومة والمستشار القضائي للحكومة دورياً على نشاطات الجهاز، وواجب مصادقة جهات خارجية على الأوامر والقواعد والتوجيهات الداخلية للجهاز، وإنشاء جهاز خارجي يمكن المرشحين لأداء مناصب أمنية من الطعن لديه في قرارات جهاز الأمن العام الخاصة بأهليتهم.
4. تعليمات مختلفة منبثقة من خصوصية عمل جهاز الأمن العام: مكانة التحقيقات الداخلية، وتقييد مسؤولية أي مستخدم في جهاز الأمن العام أو كل من يعمل بتفويض منه، وفرض قيود على مستخدمي الجهاز خلال فترة عملهم وبعدها، وتعليمات تخص سرية العمل.
وقام رئيس الوزراء بناءً على قانون جهاز الأمن بوضع أوامر تخص مجالات مختلفة يتناولها القانون علماً بأن هذه الأوامر علنية. عدا عن ذلك ثمة تعليمات وقواعد وإجراءات داخلية في مختلف المجالات لم يتم نشرها على الملأ.
تولى رئاسة جهاز "الشاباك" عدد من رجال الأمن الإسرائيلي، وكان اسم رئيس "الشاباك" غير معلن حتى سنة 1995؛ وفي فترة عامي أيالون عام 1995، أصبح اسم رئيسه معروفًا.
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"
النشأة والتطور وعلاقتها بالجيش الإسرائيلي
مقدمة
تعدّ شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، الأهم بين أجهزة الأمن الإسرائيلية؛ للدور الكبير الذي تلعبه في بلورة القرار السياسي في إسرائيل، عبر ما يسمى بـ"مسالة التقدير القومي" الذي يضع الرؤية المطلوبة للسياسات الإسرائيلية بناء على المعلومات التي تقدمها "أمان".
بقي تأثير "أمان"ومكانتها كبيرة حتى حرب تشرين أول 1973، حيث طالبت لجنة "أغرانات" (التي حققت في نتائج الحرب) أن تؤخذ تقديرات الأجهزة الأخرى بالحسبان؛ حتى لا تنفرد "أمان" بموقفها، وتكون للقيادة السياسية خيارات أوسع في تحدي مواقفها في القضايا المختلفة.
تنبع أهمية "أمان" أيضًا، من أن اسمها مرتبط بالجيش الإسرائيلي الذي يعتبر أقوى مؤسسة في الدولة العبرية، ويمتلك القدرة والتأثير في جميع مناحي الحياة فيها؛ وبالتالي تحظى تقديراتها -رغم توصيات لجنة أغرانات- بمكانته مهمة وهي لا تزال تصدر تقريرًا نصف سنوي، وسنويًا، يحظى باهتمام واسع وتتناوله الأوساط الإسرائيلية المختلفة بالتحليل والتعليق.
لا يمكن فصل تطور "أمان" عن صراع الأجهزة، وتربص بعضها ببعض؛ كي تمتلك بيدها معظم الأوراق الأمنية، وهذا ما يفسره رفض "الموساد" قيام "أمان" بمهمات خارج حدود الدولة العبرية، عدا دول الجوار، واعتراض رئيسه يسرائل هارئيل على نقل الوحدة 131 إليه، واستغلال "فضيحة لافون"، ثم "وحدة إيقاظ الليل".
قاعدة وحدة التنصت 8200، التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، على تل أبو الندى في هضبة الجولان.
الفئات التي يتم التنصت عليها:
1- قادة وعناصر المقاومة:
من أجل رصد تحركات عناصر المقاومة من التنظيمات المختلفة، تعطي الوحدة "8200" أولوية قصوى للتنصت على هواتف عناصر المقاومة. بحيث تستخدم المادة التي يتم التنصت عليها في بناء ملف أمني للذين يتم رصد مكالماتهم، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، يتم استخدام رصد هذه المكالمات في إحباط عمليات تخطط لها حركات المقاومة، وفي تحديد الإجراء المتخذ ضد عناصر المقاومة.
ودلت التجربة أن رصد المكالمات يساعد محققي المخابرات الإسرائيلية، في تحقيقهم مع عناصر المقاومة لدى اعتقالهم، وتقديم الأدلة ضدهم.
وهنا يتوجب الإشارة إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أنه عندما يتم اعتقال أي من عناصر المقاومة فإن جنود الاحتلال يحرصون على الاستيلاء على هاتفه النقال. وبتقنية معروفة لدى خبراء التقنية العاملين لدى " الوحدة 8200 "، يتم الحصول على محتوى جميع المكالمات التي أجراها صاحب الهاتف النقال، أو تلقاها في غضون شهر كامل. وقد شهد عدد من المعتقلين أن محتوى مكالماتهم قام محققو المخابرات بعرضه عليهم أثناء التحقيق من أجل إجبارهم على الاعتراف.
2- قادة السلطة ومسؤولوها:
تبدي المخابرات الإسرائيلية اهتمامًا بالغًا بمعرفة ما يدور في أروقة السلطة؛ من أجل مساعدة الحكومة على اتخاذ القرارات المناسبة في كل ما يتعلق بالعلاقة مع السلطة. وقد نقلت الصحف العبرية عن مصدر أمني قوله: إن " الوحدة 8200 "، بناء على تعليمات من قيادة جهاز " أمان " لا تستثني أيًا من قادة السلطة ومسؤولي وموظفي أجهزتها الأمنية من عمليات التنصت المنهجية.
وقد كشفت "القناة الثانية" في التلفزيون الإسرائيلي النقاب عن أن شارون نجح في إقناع الرئيس بوش في التحول ضد عرفات بهذا الشكل الجارف، عندما عرض شارون على مسامع بوش محادثات لعرفات يطلب فيها من مقاومين في حركة فتح، مواصلة العمل المسلح ضد الاحتلال، في مطلع انتفاضة الأقصى، وقد تم عرض محتوى هذه المكالمات على الكثير من المسؤولين في أوروبا وبعض الدول العربية.
3- شرائح مختلفة من الشعب:
المخابرات الإسرائيلية معنية بمعرفة توجهات الرأي العام الفلسطيني، من هنا تقوم "الوحدة 8200" بالتنصت على هواتف الكثير من الناس؛ من أجل معرفة توجهات الرأي العام، كما تبدي اهتمامًا بالتنصت على مكالمات الصحافيين، والعاملين في المجال الإنساني والأهلي.
التصوير:
دلت تجربة انتفاضة الأقصى على أن التصوير هو أحد أهم مركبات التجسس الإلكتروني للدولة العبرية. وتستخدم " وحدة 8200"، تقنيات مختلفة في عمليات التصوير التي باتت أمرًا ضروريًا في رصد تحركات المقاومة الفلسطينية، إلى جانب مساهمة عمليات التصوير في تحسين أداء قوات الاحتلال في المواجهات مع المقاومة. ويتم ربط هذه الكاميرات بهيئات القيادة في وزارة الحرب وهيئة أركان الجيش، لإطلاع قادة أذرع الجيش المسؤولين على الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتتم عمليات التصوير بعدة تقنيات، أشهرها تقنيتان بارزتان، وهما:
1- تركيب كاميرات رقمية كبيرة على قمم الجبال المحيطة بالمدن الفلسطينية في الضفة الغربية، على أبراج خاصة أمام المدن، ويشرف على تشغيل هذه الكاميرات منتسبو " الوحدة 8200 "، حيث يتم توجيه الكاميرات إلى المناطق التي ترغب المخابرات والجيش الإسرائيلي رصد تحركات المقاومين الفلسطينيين فيها.
وتعدّ عملية التصوير، في كثير من الأحيان، حلقة في سلسلة العمليات اللازمة في تنفيذ عمليات الاغتيال. وقد كشف الصحافي الإسرائيلي البارز (بن كاسبيت) أن هذه الوحدة " 8200 "، تقوم بتركيز هذه الكاميرات على منازل ومكاتب المطلوبين.
2- استخدام الطائرات بدون طيار: ويتم استغلال هذه التقنية بالتعاون بين " وحدة 8200 "، وسلاح الجو الإسرائيلي. الجنرال دان حلوتس، أشار إلى أنه في جميع عمليات الاغتيال التي تمت في الضفة الغربية وقطاع غزة تم فيها استخدام هذه الطائرة، التي ينتجها مجمع الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
وتستخدم هذه الطائرة في تسهيل مهمة ألوية المشاة التابعة لجيش الاحتلال قبيل وأثناء عمليات التوغل داخل الأراضي الفلسطينية. تقوم التي يتم تشغيلها من قادة جوية تقع في محيط مدينة تل أبيب، بمسح المناطق التي ينوي الجيش التوغل فيها وتزود عناصر " الوحدة 8200 " بمعلومات عن تحركات عناصر المقاومة، وعناصر الوحدة يقومون بدورهم بتزويد قادة الجيش بهذه المعلومات أولاً بأول.
وتستخدم هذه الطائرات في مسح الحدود الجنوبية لقطاع غزة بدعوة مراقبة عمليات تهريب الأسلحة بين مصر وقطاع غزة. وحسب مجلة " الاستقلال "، احد ملاحق صحيفة " يديعوت أحرنوت "، الصادرة بتاريخ 26 -4-2004 فان هذه الطائرات تستخدم أيضًا في تنفيذ عمليات الاغتيال حيث أنها مزودة بصواريخ خاصة تقوم بإطلاقها على الأشخاص المرشحين للتصفية. وبهذه تصبح وحدة " 8200 "، إلى جانب أنها ذراع استخباري الكتروني، تقوم عمليات بمهمات ميدانية عملية.
الوحدة تأخذ استعدادها لمرحلة ما بعد "الانسحاب من طرف واحد حسب خطة شارون":
كلف الجيش " وحدة 8200 " بالقيام بالترتيبات اللازمة التي تضمن لإسرائيل مواصلة معرفة ما يدور في قطاع غزة، بعد تنفيذ خطة "الانسحاب من طرف واحد حسب خطة شارون"، وانسحاب جيشها منه. وحسب تقرير ورد في مجلة "فورين ريبورت"، فان وحدة "8200" قامت بزرع أجهزة تنصت وكاميرات وألغام في مناطق حساسة ومختلفة من القطاع. وحسب تقرير لها ورد في عددها الأخير، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في الوقت الذي تستعد فيه لانسحاب محتمل من القطاع، ضاعفت شعبة الاستخبارات العسكرية " أمان "، وبالذات "وحدة 8200"، جهودها في هذه العملية.
ووفق المجلة، فإن "أمان" عمل، وبكل ما أوتي من قوة، على زرع أحدث أجهزة التجسس الرقمية (ديجيتال) في القطاع، قبل رحيل الجيش عنه؛ وذلك من أجل وضع الفصائل الفلسطينية، أو بالأحرى نشطائها، تحت الرقابة الإسرائيلية الدائمة، ونقل أي معلومات مباشرة إلى مقر "أمان" في تل أبيب.
ويتمثل التغيير الأول الذي ستجريه "وحدة 8200" على حد قول "فورين ريبورت" في زرع كاميرات خفية في المواقع المركزية في القطاع تكون مرتبطة مباشرة بمحطات رصد حي داخل إسرائيل، تعمل على مدار ساعات اليوم.
وفي حال وجود نشاطات تعُدُّها المخابرات الإسرائيلية (مشبوهة)، مثل التحضير لإطلاق صواريخ على مدن يهودية، فإن هذه المعلومات تبث عبر الاتصال الإلكتروني الكومبيوتري إلى أسراب طائرات الهليكوبتر الهجومية، التي ستكون جاهزة لتنفيذ عملية ضرب الهدف المعني.
وتضيف المجلة أن عملية زرع الكاميرات التي تتحمل كل التقلبات الجوية وتعمل ليل نهار، تحتاج إلى أشهر؛ لأن تركيبها يتم بشكل سري، ويتم فيه إخفاؤها بطرق يصعب على الفلسطينيين اكتشافها.
ومن الأساليب التي تعتمدها دولة الاحتلال، زرع أجهزة تنصت في المباني الرئيسية، مثل: مكاتب الفصائل المختلفة. وهذه ليست مهمة صغيرة، بل كبيرة للغاية، (حسب "فورين ريبورت")؛ إذ تخطط السلطات للسيطرة على جميع خطوط الهاتف، وأنظمة الاتصال في القطاع، بشكل يمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من رصد تحركات واتصالات النشطاء.
وتؤكد "فورين ريبورت" أن بعض التوغلات الإسرائيلية في منطقة رفح جنوب غزة والمناطق الأخرى، المعروفة بوجود كبير للنشطاء الفلسطينيين فيها، لم تكن أهدافها عسكرية، بل كانت غطاء لهذه العملية الاستخبارية الضخمة.
الهيكلية الإدارية والتنظيمية لشعبة الاستخبارات
تتكون هيئة رئاسة المخابرات العسكرية من الأقسام التالية:
1.الإنتاج
2.فيلق التجسس
3.العلاقات الخارجية
4.أمن الميدان والرقابة العسكرية
أولا: قسم الإنتاج
وهو القسم المسؤول عن تحضير التقديرات القومية للمخابرات، ويقدم تقارير ونشرات استخبارية يومية، يتم تحليها.
يترأس القسم نائب مدير الاستخبارات العسكرية، ويشمل الأقسام التالية.
1- الوحدة الجغرافية(أو الإقليمية)
2- الوحدة الوظيفية(أو التكتيكية)
3- وحدة التوثيق(أو التسجيل والسجلات)
ثانيا: فيلق التجسس
ينقسم إلى الوحدات التالية:
1- وحدة جمع المعلومات
2- مركز الرئاسة العامة، وهو الوحدة المسؤولة عن مدرسة المخابرات العسكرية، ومعه "التنمية التكنولوجية" و"الاتصالات" و"الخرائط".
3- التدريب
4- التنظيم وخطوط الإمداد وشؤون الأفراد
5- البحوث والتنمية
ثالثا: قسم العلاقات الخارجية:
وهذا القسم مسؤول عن العلاقات بين الجيش الإسرائيلي والجيوش الأخرى، وعن كل المحلقين العسكريين.
رابعا: قسم أمن الميدان والرقابة العسكرية:
وهو القسم المسؤول عن مكافحة الجاسوسية. ويستخدم وحدات الميدان للحفاظ على القانون والنظام. وينقسم إلى أربعة قيادات:
1- المنطقة الشمالية
2- المنطقة الوسطى
3- المنطقة الجنوبية
4- القدس
5- تل أبيب
6- حيفا
المخابرات الجوية والمخابرات البحرية:
المخابرات البحرية والجوية صغيرة وذات وحدات عالية التخصص، تركز على الموضوعات التي تهمها بشكل مباشر؛ أي، التي تهم القيادة البحرية والجوية.
يشترك مدير المخابرات الجوية والمخابرات البحرية في اجتماعات مدير المخابرات العسكرية ويشارك ضباط مخابرات هذين الجهازين في الاجتماعات الدورية لقسم البحوث حتى يمكن تنسيق مسؤولية تقديم التقارير.
المراجع:
• غرانوت عودد.سلاح الاستخبارات الإسرائيلي.ترجمة دار الجليل.إصدار:دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية
• ميلمان يوسي، هابر آيتان.الجواسيس عشرون قصة على إسرائيل. ترجمة:خالد أبو ستة العصايرة.إصدار: دار الجليل للنشر
• بيرمان ستايسي.جواسيس ليمتد.ترجمة: سعيد الحسنية. الدار العربية للعلوم
• عمار نزار.الاستخبارات الإسرائيلية. المركز العربي للدراسات الإستراتيجية
• الوثائق السرية للمخابرات الأمريكية.المخابرات الإسرائيلية.ترجمة:مجدي لطفي.بيروت، الوطن العربي
• شيف، زئيف. هآرتس 12/11/2004
• يديعوت 26/2/2007
• 27/3/2007 www.qudsway.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق