بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-04-12

قرى قضاء القدس. - 2 -

                               قرى قضاء القدس. - 2 -
ساطاف
تُكتَب أحياناً (صطاف)، وتقع إلى الغرب من مدينة القدس وتبعد عنها 12كم، ومتوسط ارتفاعها 600م عن سطح البحر. بلغت مساحة أراضيها 3775 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى عمرو، صوبا، خربة اللوز، الجورة، عين كارم، وقالونيا. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 329 نسمة، 381 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 450 عام 1945م. قامت المنظمات الصهيونية المسلّحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (626) نسمة، وأقيمت على أراضيها مستوطنة (موشاف بيكورا) عام 1949م. بلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (3847) نسمة.

سفلة
تقع باتجاه الجنوب الغربي من القدس وتبعد عنها 24كم، ومتوسط ارتفاعها 565م عن سطح البحر. بلغت مساحة أراضيها 2061 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى بيت عطاب، دير الهوا، دير آبان، وجرش. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 46 نسمة، 49 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 60 عام 1945م. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية ومحوها عن الوجود، وشرّدت أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (70) نسمة. بلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (427) نسمة.

صوبا
تقع إلى الغرب من القدس وتبعد عنها 10كم، وترتفع 86 متراً عن سطح البحر. يرجع اسمها إلى كلمة الآرامية (صوبا) بمعنى الحافة، وكانت تُعرَف عند الرومان باسم (صبوئيم) وفي عهد الفرنجة كان في موقعها حصنٌ باسم (بلمونت)، هدمه صلاح الدين الأيوبي. بلغت مساحة أراضيها المسلوبة 4100 دونم، وتحيط بها أراضي قرى القسطل، بيت نقوبا، أبو غوش، وساطاف. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 307 نسمة، 434 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 620 عام 1945م. وتُعَدّ القرية ذات موقع أثري يحتوي على بقايا قلعة صليبية. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (719) نسمة، على أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة (توصوفا) عام 1949. وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998م حوالي (4417) نسمة. في عام 1948 أنشئت على أراضي القرية مستوطنة "أميليم" ثم سُمِّيَت لاحقاً "كيبوتس تسوفاه". وفي عام 1964 أنشئت مدرسة تُدْعى "يديدا". ما زالت بقايا القلعة الصليبية ظاهرة إلى اليوم مع بقايا بيوت من القرية المهدّمة.

عرتوف
تقع على بعد 36كم غرب مدينة القدس، وترتفع 250م عن سطح البحر، مساحة أراضيها المسلوبة 403 دونمات فقط. وتحيط بها أراضي صرعة، وأشوع. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 305 نسمة، 253 نسمة عام 1931م، انخفض إلى 250 عام 1945م. وتُعَدّ القرية ذات موقعٍ أثري يحتوي على أساسات، ومدافن، ومغر، ومعاصر، وصخور منحوتة. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم في عام 1948م حوالي (406) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة (موشاف ناحام)، وإلى الجنوب من القرية أقاموا مستعمرة (بيت شمش) عام 1950م، وفي الشمال الشرقي أقاموا مستعمرة (هرتوف). ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (2493) نسمة. ما زال هناك منزلٌ قائم من القرية القديمة تسكنه عائلة يهودية، كما أنّ هناك قسماً من مبنى الشرطة البريطانية ما زال قائماً.

بدّو
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها 9 كم، وتُعَد كلمة "بدو" تحريفاً لكلمة (البد) بمعني معصرة الزيتون، وترتفع عن سطح البحر 850م، وتبلغ مساحة أراضيها حوالي 5392 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى النبي صموئيل، الجيب، بيت إجزا، القبيبة، قطنا، وبيت سوريك، وقُدِّر عدد سكانها عام 1922 بحوالي (252) نسمة، وفي عام 1945 بحوالي (520) نسمة، وفي عام 1967 بحوالي (1259) نسمة، وفي عام 1987 حوالي (2846) نسمة، وفي عام 1996 حوالي (3358) نسمة، ويوجد في الجنوب الغربي من القرية (خربة نجم) وتحتوي على أنقاض وآثار قديمة.

عسلين
تقع إلى الغرب من القدس على بعد 28كم، بمتوسط ارتفاع 280م عن سطح البحر. بلغت مساحة أراضيها 2159 دونماً، ويحيط بها أراضي قرى إشوع، بيت محسير، وصرعة. بلغ عدد سكانها عام 1931م حوالي 186 نسمة، ارتفع إلى 260 عام 1945م. قامت المنظمات الصهيونية المسلّحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948م حوالي (302) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنة (عشتاعول) عام 1949؛ وتقع على جزءٍ من أراضي "عسلين" وجزء من أراضي "إشوع". ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (1852) نسمة. يضمّ موقع القرية مرآباً لتصليح الباصات الخاصة بشركة النقل العام الصهيونيّ "إيغد".

عقور
تقع إلى الجنوب الغربي من القدس وعلى بعد 20كم منها، وترتفع عن سطح البحر 475م، ويرجع اسم القرية (عقور) من العقر وهو العقم، والعاقر من الرمل ما لا ينبت، وشجر عاقر لا تحمل، و(عقر) جذر سامي مشترك بمعنى الجرد. مساحة أراضيها المسلوبة 5500 دونم، بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 25 نسمة، ارتفع إلى 40 عام 1945م. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948م حوالي (46) نسمة. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (258) نسمة. غرس الصهاينة غابة في موقع القرية تخليداً لذكرى إرهابيّين صهاينة هم: "تسفائي دوبروسكي" و"روز ماركوس" و"فامي ميليمان" و"روز شنايدر".

عين كارم
تقع إلى الجنوب من القدس وتبعد عنها 8كم، ويُقال إنّ النبي يحيى عليه السلام (يوحنا المعمدان) وُلِد في هذه القرية، وذكر الباحثون أنّ القرية تقوم على موقع (بيت كار) بمعنى الخرفان، المذكور في العهد القديم. بلغت مساحة أراضيها حوالي 15029 دونماً، وتُعتَبر كبرى قرى القضاء، وتحيط بها أراضي قرى دير ياسين، المالحة، الجورة، ساطاف، وقالونيا. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 1735 نسمة، 2637 نسمة عام 1931م بما فيهم سكان عين رواس وعين الخندق المجاورتين، ارتفع إلى 3180 عام 1945م. وتُعَدّ القرية ذات موقعٍ أثريّ يحتوي على قبور منقورة في الصخر، وفيسفساء، وأساسات. وتحيط بها مجموعة من الخِرَب الأثرية ويوجد في القرية كنائس وأديرة أشهرها: دير الفرنسيسكان، وكنيسة القديس يوحنا، وعين مريم، وكنيسة الزيارة، ودير مار زكريا، وسيدة صهيون وقبرها. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (3689) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة جامعة ومستشفى هداسا، ومستوطنة (عين كيريم) عام 1953. بلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (22653) نسمة. في سنة 1949 أنشأ الصهاينة مستوطنتيْ "بيت زايت" و"إيفن سابير" على أراضي القرية، وفي عام 1950 أقيمت مدرسة عين طارم الزراعية. وقرية عين كارم من القرى القليلة التي سَلِمَت أبنيتها من الهدم.

القبو
تقع إلى الجنوب الغربي من القدس وتبعد عنها 18كم، ويبلغ متوسط ارتفاعها 775م عن سطح البحر. مساحة أراضيها المسلوبة 3806 دونمات، وتحيط بها أراضي قرى بتير، حوسان، وادي فوكين، رأس أبو عمارة، والولجة. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 129 نسمة، 192 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 260 عام 1945م. تعتبر القرية ذات موقعٍ أثري يحتوي على بقايا كنيسة معقودة، وحوض معقود، وقناة، كما يحيط بها من الشرق (خربة أبي عدس)، و(خربة طزا) وهما أثريتان تحتويان على آثار انقاض. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم في عام 48 حوالي (302) نسمة، أقيمت على أراشيها مستوطنة "ميفو بيتار". ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (1852) نسمة. وما زال مسجد القرية قائماً رغم كونه مهجوراً ومهملاً، كما توجد خلف المسجد ثلاثة آبار.

القسطل
تقع إلى الغرب من مدينة القدس وتبعد عنها 10 كم، وترتفع 808 أمتار عن سطح البحر. وكلمة (القسطل) إفرنجية الأصل بمعنى الحصن، وتقوم القرية على بقعة كانت في العهد الروماني قلعة. بلغت مساحة أراضيها حوالي 1446 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى عين كارم، وبيت نقوبا. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 43 نسمة، 59 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 90 عام 1945م. وقرية القسطل تُعتبر أول قرية عربية احتلّها الصهاينة عام 1948م، بعد معركة عنيفة بقيادة عبد القادر الحسيني الذي استشهد في هذه المعركة في 8/4/1948م. وقد تمّ هدم القرية وتشريد أهلها، البالغ عددهم عام 1948 حوالي (104) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنة (قاستل)، ومستوطنة (ماعوز تسيون) التي أصبحت تسمى (مفسرت تسيون) عام 1951. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (641) نسمة. وموقع القرية اليوم بما في ذلك القلعة أصبح موقعاً سياحياً.

كسلا
تقع إلى الغرب من القدس، وتبعد عنها 16كم، وبمتوسط ارتفاع 625م عن سطح البحر. وتقوم القرية على بقعة مدينة (كسالون) الكنعانية، بمعنى الثقة والأمل. تبلغ مساحة أراضيها المسلوبة حوالي 8000 دونم، ، وتحيط بها أراضي قرى عقور، أم الميس، وبيت محسير. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 233 نسمة، 299 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 280 عام 1945م. يحيط بالقرية العديد من الخِرَب الأثرية التي تضمّ جدراناً مهدّمة وصهاريج، ونحتاً في الصخور. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948م حوالي (325) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنة "رامات رزئيل" عام 1948، وكذلك مستوطنة (موشاف كسالون) عام 1952م. وبلغ مجموع اللاجئين من القرية في عام 1998 حوالي (1995) نسمة.

لفتا
تقع إلى الشمال الغربي من القدس وتبعد عنها 1كم، ويبلغ معدل ارتفاعها 675م عن سطح البحر. وتقوم القرية على موقع قرية (نفتوح) بمعنى فتح الكنعانية. مساحة أراضيها المسلوبة 8000 دونم، وتحيط بها أراضي قرى شعفاط، بيت حنيا، إكسا، ودير ياسين. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 1451 نسمة، 1893 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 2550 عام 1945م. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم في عام 1948م حوالي (2958) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنة (مي نفتواح) والحيّ اليهودي (روميما). ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998م حوالي (18165) نسمة. كما أقيمت مستوطنة جفعات شاؤول، وأصبحت هذه المستوطنات حالياً ضمن القدس الغربيّة المحتلة. هناك بعض المنازل الباقية والتي رُمّمت ليقطنها يهود، كما أنّ هناك مسجد ونادٍ ومقبرة ما تزال قائمة إلى اليوم. وكان هناك مشروع صهيونيّ لتحويل ما تبقّى من منازل القرية إلى مركزٍ لدراسة التاريخ الطبيعي. أمّا مبنى الكنيست الصهيونيّ فقد أقيم على مساحة من حي الشيخ بدر بالقرية.

المالحة
تقع إلى الجنوب الغربي من القدس وتبعد عنها 5كم، ومتوسط ارتفاعها 750م عن سطح البحر. مساحة أراضيها المسلوبة 5700 دونم، وتحيط بها أراضي قرى عين كارم، الولجة وبيت صفافا. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 1038 نسمة، 1410 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 1940 عام 1945م. وتعتبر القرية ذات موقع أثري يحتوي على برج مهدم، ومغر، ومدافن. قامت المنظمات الصهيونية المسلّحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (6828) نسمة، وعلى أنقاضها أقيمت مستوطنة (موشاف مناحات) عام 1949م، كما تقام بالقرب منها مستوطنة "رامات دانيّا". ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (13820) نسمة. ولا يزال الكثير من المنازل قائماً وتحتلّه عائلات يهودية، وأما مدرسة القرية فمهجورة ومملوءة بالنفايات، وما زال المسجد ذو المئذنة العالية قائماً. كما يوجد فيها بقايا مقبرة.

نِطاف
تقع إلى الشمال الغربي من القدس وتبعد عنها 13كم، ومتوسط ارتفاعها 400م عن سطح البحر. وكلمة (نطاف) جمع النطفة، وهي الماء الصافي، والنطافة هي القليل من الماء المتبقّي في الوعاء. بلغت مساحة أراضيها المسلوبة 1500 ألف دونم، وتحيط بها أراضي قرى قطنة، بيت ثول، يالو، وبيت نوبا. وبلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي (16) نسمة، وفي عام 1945م حوالي 40 نسمة. قامت المنظمات الصهيونية المسلّحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (46) نسمة، وأقيمت مستوطنة "نتاف" بالقرب من القرية المهدّمة. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (285) نسمة. ما زال في موقع القرية منزل حجريّ كبير تحيط به مصاطب قديمة، وهناك عند أسفل المنحدرات منزلُ ثانٍ مهجور.

الولجة
تقع إلى الجنوب الغربي من القدس وتبعد عنها 10كم، ومتوسط ارتفاعها 750م عن سطح البحر. مساحة أراضيها المسلوبة 17600 دونم،، وتحيط بها أراضي قرى الجورة، بتير، بيت جالا، شرفات، القبو، رأس أبو عمار، عقور، وخربة اللوز. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 910 نسمة، 1206 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 1650 عام 1945م. ويقع في أراضي القرية خربة (خلة السمك) على بعد 2كم من بيت جالا وبلغ عدد سكان الخربة عام 1961 (110) نسمة. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم في عام 1948 (1914) نسمة، وأقاموا مستوطنة (موشاف عامي نداف) عام 1950. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998حوالي (11754) نسمة. لا تزال بعض المنازل الحجرية قائمة في موقع القرية، ولا يزال الماء يتدفّق من بنية حجرية إسمنتية مبنيّة فوق نبع يقع غرب القرية. ويستعمل موقع القرية متنزّهاً للصهاينة.

عمواس
تقع في الاتجاه الغربي من القدس وتبعد عنها 28كم. مساحة أراضيها المسلوبة 5200 دونم، والجزء الآخر من أراضيها المتبقيّة أصبح من ضمن الضفة الغربية وفي عام 1967م، بعد الاحتلال دمّرت سلطات الاحتلال القرية تدميراً كاملاً وشرّدت أهلها. بلغ عدد سكانها عام 1945م حوالي 1450 نسمة.

بيت سوريك
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 12كم، يصل إليها طريق يربطها بالطريق الرئيس طوله 0,7كم، وترتفع حوالي 830م عن سطح البحر في آذار من عام 1948 دمّر الصهاينة معظم أبنية القرية بما فيها الجامع. تبلغ مساحة أراضيها 6949 دونماً، ويحيط بها أراضي قرى بيت إكسا، قالونيا، بدو، وقطنة، قدر عدد سكانها عام 1922 (352) نسمة، وفي عام 1945(480) نسمة، وفي عام 1967 حوالي (658) نسمة، وفي عام 1987 حوالي (1791) نسمة، وفي عام 1996 ارتفع إلى 1998 نسمة، يوجد في القرية ثلاث خرب هي خربة الحوش، خربة البوابة، وخربة الجبل.

بيت عنان
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 16 كم، يصل إليها طريق داخلي طوله 1,7كم، يربطها بالطريق الرئيسي، وترتفع عن سطح البحر 700م، تبلغ مساحة أراضيها حوالي 10105 دونمات، وتحيط بأراضيها قرى القبيبة، قطنة بيت لقيا، وبيت دقو. قُدِّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (509) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (820) نسمة، وفي عام 1967 حوالي (1261) نسمة، ارتفع هذا العدد ليصل عام 1987 إلى حوالي (2258) نسمة، وفي عام 1996 ازداد العدد إلى حوالي (2380) نسمة. يحيط بالقرية مجموعة من الخرب ذات المواقع الأثرية، وهي: خربة المسقة، وخربة الجبيعة، وخربة رمانة وخربة الخميس.

أبــو ديـــس
تقع إلى الشمال من مدينة القدس، وتبعد عنها 4 كم، وترتفع عن سطح البحر 630م. تقوم القرية على قطعة أثرية من العهد الروماني سُمّيت باسمها. تبلغ مساحة أراضيها 28232 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى الخان الأحمر، النبي موسى، عرب السواحرة، صور باهر، سلوان ، الطور، العيزرية. وقُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (1029) نسمة، وفي عام 1940م حوالي 1945 نسمة، وفي عام 1967 حوالي (2640) نسمة، وارتفع العدد في عام 1987 إلى 5368 نسمة، وفي عام 1996 ازداد عدد السكان إلى حوالي (8916) نسمة. يحيط بالقرية العديد من الخرب التي تحتوي على مواقع أثرية منها: خربة أبو صوانة، خربة الخرايب، وخربة أم الجمال، وقد صادرت سلطات الاحتلال جزءاً من أراضيها وأقامت عليها مستعمرة (معالية أدوميم) عام 1978.

بيرنبالا
تقع إلى الشمال من مدينة القدس، وتبعد عنها 8كم، وتقع على هضبة مرتفع عن سطح البحر حوالي 780م. تبلغ مساحة أراضيها 2692 دونماً، وتحيط بأراضيها قرى بيت حنينا، النبي صموئيل، الجبيب، الرام، وجبع. قُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (367) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (590) نسمة، وفي عام 1967 حوالي (935) نسمة، وفي عام 1987 (1385) نسمة، وفي عام 1996 ارتفع العدد إلى (3661) نسمة.

بيــت دقــو
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 17كم، يصل إليها طريق محليّ معبّد طوله 3كم، يربطها بالطريق الرئيسي، وترتفع 650م عن سطح البحر، ذكَرها الفرنج باسم (بتدقو). تبلغ مساحة أراضيها 5393 دونماً، وتحيط بها أراضي بيتونيا، بيت عنان، والطيرة، وقدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (245) نسمة، وفي عام 1945 (420) نسمة، وفي عام 1967 بلغ عدد سكانها (438) نسمة، وفي عام 1987 ارتفع ليصل إلى (865) نسمة، يزداد ليصل في عام 1996 (1206) نسمة.

بيت إجزا
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 12 كم، وترتفع 810م عن سطح البحر، يصل إليها طريق محلي طوله 4 كم، يربطها بالطريق الرئيسي. تبلغ مساحة أراضيها 2550 دونماً، ويحيط بها أراضي قرى بدو، الجيب، بيت دقو. وقُدّر عدد سكانها سنة 1922 حوالي (59) نسمة، وفي سنة 1945 حوالي (70) نسمة، وفي عام 1967 حوالي (114) نسمة وارتفع العدد عام 1987 ليصل إلى (321) نسمة، وفي عام 1996 زاد العدد إلى حوالي (409) نسمة.

سلوان
تقع بالقرب من سور القدس من الجهة الجنوبية، ولا تبعد عنه سوى بضعة أمتار، وكلمة (سلوان) جاءت من لفظة (سيلوان) الآرامية التي تعني الشوك والعليق، وقد يكون الاسم مشتقاً من جذر "شلا" أو "سلا" وهو ساميّ مشترك يعني الهدوء والسكون والعزلة، أي قرية الهدوء والسكون. وتبلغ مساحة أراضيها حوالي 4521 دونماً، وتحيط بها أراضي القدس، الطور، العيزرية، وعرب السواحرة. قُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (1901) نسمة، وفي عام 1945 (3820) نسمة، وفي عام 1961 ضمّت سكان سلوان إلى مدينة القدس واعتبرت حياً من أحيائها، وفي عام 1996 بلغ عدد سكانها حوالي (8860) نسمة.

جديرة
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها 8 كم، ترتفع عن سطح البحر حوالي 775م، ويصلها طريق معبد يربطها بالطريق الرئيسي طوله 0,1كم، وكلمة الجديرة تعني (حظيرة الغنم)، تبلغ مساحة أراضيها حوالي 2044 دونماً، وتحيط بأراضيها قرى كفر عقب، قلنديا، وبير نبالا. قُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (122) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (190) نسمة، وفي عام 1967 كان (688) نسمة، وفي عام 1996 حوالي (1164).

الرام
تقع إلى الشمال من مدينة القدس، وتبعد عنها 7كم، يصل إليها طريقٌ داخلي معبد يربطها بالطريق الرئيسي طوله 0.8كم، وترتفع عن سطح البحر 750م، والرام هي قرية قديمة، عُرِفت في العهد الروماني باسم (الرامة) بمعنى المرتفعة وتبلغ مساحة أراضيها 5,6 ألف دونم، وتحيط بها أراضي قرى جبع، كفر عقب، قلنديا، بيرنبالا، والجديرة.
قُدّر عدد سكانها عام 1922 بحوالي (208) نسمة، وعام 1945 حوالي (350) نسمة، وفي عام 1967 حوالي (860) نسمة، وفي عام 1987 حوالي (1624) نسمة، وفي عام 1996 بلغ عدد سكانها مع سكان ضاحية البريد المجاورة، حوالي (23740) نسمة. يوجد في القرية موقع أثريّ يحتوي على بقايا قديمة من جدران ومحاجز، وفيها العديد من الخرب الأثرية.

رافات
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس 10كم، ترتفع عن سطح البحر 800م، يصل إليها طريق داخلي يربطها بالطريق الرئيسي طوله 1,5كم. يأخذ المخطّط الهيكلي للقرية شكلاً طولياً، وتبلغ مساحة أراضيها 3777 دونماً، وتحيط بها أراضي رام الله، البيرة، قلنديا، بتونيا، كفر عقب، وقدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (219) نسمة، وفي عام 1945 (280) نسمة، وفي عام 1967 حوالي (545) نسمة، وفي عام 1987 ارتفع إلى (882) نسمة، وفي عام 1996 زاد العدد إلى (914) نسمة.

شعفاط
تقع إلى الشمال من مدينة القدس، وتبعد عنها 5كم، تبلغ مساحة أراضيها حوالي 5215 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى بيت حنينا، عناتا، حزما، لفتا، العيسوية. قُدّر عدد سكانها عام 1922 بحوالي (422) نسمة، وفي عام 1945 بحوالي (760) نسمة، وبلغ العدد قبل عدوان 1967 حوالي (2285) نسمة. ويُقدّر عدد النازحين منها (421) نسمة، وفي عام 1982 حوالي (2323)، وفي عام 1996 ارتفع العدد ليصل إلى حوالي (14923) نسمة. يقام على أراضي القرية مخيم للاجئين باسم (مخيم شعفاط)، ويحيط بالقرية خمس خرب، هي: خربة الصومعة، خربة الرأس، خربة المصانع، خربة تل الفول، خربة العدسة، وتحتوي هذه الخرب على العديد من المواقع الأثرية.

صور باهر
تقع إلى الجنوب من مدينة القدس، وتبعد عنها 4كم، وقد سمّاها الصليبيون باسم (صربل). تبلغ مساحة أراضيها مع أراضي أم طوبا حوالي 9471 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى عرب السواحرة، وسلوان، وبيت صفافا، وبيت لحم، وبيت ساحور. قُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (933) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (2450) نسمة، وكان العدد قبل عدوان 1967 حوالي (2615) نسمة، نزح منهم إثر العدوان حوالي (623) نسمة، وفي عام 1982 حوالي (2589) نسمة، وفي عام 1996 أصبح مع سكان أم طوبا حوالي (9562) نسمة.
وتقع أم طوبا في الجنوب الشرقي من صور باهر، وتقوم على بقعة (متوبا) الرومانية، وتُعَدّ ذات موقعٍ أثريّ يحتوي على صهاريج منقورة في الصخر، ومُغَر، وتيجان أعمدة. ويجاور قريتي صور باهر وأم طوبا مجموعة كبيرة من الخرب والبقاع الأثرية، وقد صادرت سلطات الاحتلال جزءاً من أراضيها وأقامت عليها عام 1973 مستعمرة (تالبيوت الشرقية).

القبيبة
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها 12كم، والقبيبة تصغيرٌ لكلمة (قبة). وترتفع عن سطح البحر 800م وتبلغ مساحة أراضيها 3184 دونماً، وتحيط بها قرى بدّو، بيت عنان، قطنة. قُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (236) نسمة، وفي عام 1945 (420) نسمة، وفي عام 1967 كان العدد (688) نسمة، وفي عام 1987 بلغ حوالي (1298) نسمة، وفي عام 1996 انخفض إلى (866) نسمة. وتحتوى على آثار كنيسة مهدّمة، ويحيط بها خِرَب تضمّ مواقع أثرية.

السواحرة الشرقية
تقع إلى الجنوب الشرقيّ من مدينة القدس، وتبعد عنها 4 كم، ويصلها بالطريق الرئيسيّ طريق داخلي. قُدّر عدد سكانها قبل عدوان 1967 حوالي (4208) نسمة، ويتألّف سكانها من 12 عشيرة، نزح منهم على أثر الاحتلال الصهيونيّ عام 1967 حوالي (490) نسمة، وبلغ عدد السكان في عام 1996 حوالي (4325) نسمة. يمتلك أهالي القرية مساحات كبيرة من الأراضي جعلهم يعتمدون على الزراعة ورعي الأغنام، وبعد عدوان 1967 تم إغلاق ما نسبته 75% من أراضيها، مما قلّص الأراضي الزراعية والمراعي، ومنعت سلطات الاحتلال أهلها من البناء، علما بأنهم بعانون من الاكتظاظ السكاني.

بيـــت حنينـــا
تقع إلى الشمال من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 8كم، وترتفع عن سطح البحر 700م، تبلغ مساحة أراضيها 15839 دونماً، ويحيط بأراضيها قرى حزما، النبي يعقوب، بير نبالا، شعفاط، لفتا، وقدر عدد سكانها عام 1922 بحوالي (996) نسمة، وفي عام 1945 بحوالي (1590) نسمة، وفي عام 1967 انخفض إلى حوالي (1177) نسمة، وفي عام 1987 حوالي (1621) نسمة، وفي عام 1997 بلغ عدد سكانها 1014 نسمة. صادرت سلطات الاحتلال معظم أراضيها، وأقامت عليها مستعمرة (عطروت) عام 1970م، ومستعمرة (نفي يعقوب) عام 1973م، وأيضاً مستعمرة (راموت) عام 1973م.

قرية بيت إكسا
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 9 كم، ويصلها طريق داخلي طوله 1,3كم، يربطها بالطريق الرئيسي، وترتفع حوالي 670م عن سطح البحر، تبلغ مساحة أراضيها حوالي 9273 دونماً، ويحيط بها أراضي قرى بيت حينيا، البني صموئيل، بيت سوريك. قُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (791) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (1410) نسمة، وفي عام 1967 كان حوالي (633) نسمة، وفي عام 1987 حوالي (949) نسمة، وفي عام 1996 زاد العدد إلى (1259) نسمة. يوجد في القرية آثار وخربة البرج وتقع شمال القرية وخربة اللوزة في غربها، صادرت سلطات الاحتلال جزءاً من أراضيها وأقامت عليها مستعمرة (عطروت) أنشأت عام 1970، ومستعمرة (راموت) أنشأت عام 1973م.

الجيب
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها 10كم، وترتفع عن سطح البحر حوالي 710م، وتقوم القرية على موقع مدينة (جبعون) وتعني تل، وهي مدينة الرئيسية لقبيلة الحويين الكنعانية، تبلغ مساحة أراضيها 8205 دونمات، ويحيط بها قرى النبي صموئيل، بيت إجزا، بير نبالا، بدو، والجديرة. قُدِّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (465) نسمة، وفي سنة 1945 (830) نسمة، وفي عام 1967 بحوالي (1173) نسمة، وفي عام 1987 (2111) نسمة، وفي عام 1996 زاد العدد ليصل (2550) نسمة. يوجد في القرية مواقع أثرية منها الغرف المحفورة في الصخر، وكنيسة، ومدافن. صادرت سلطات الاحتلال جزءا من أراضيها، وأقامت عليها عام 1977م مستوطنة (جفعوت).

الطور
تقع إلى الشرق من مدينة القدس وتقوم القرية على موقع بلدة (بيت فاجي) التي كانت مقامة في العهديْن الروماني والإفرنجي، وهذا الاسم آرامي الأصل ومعناه (بيت التين). وقد أخذت اسمها من الجبل الذي تقع عليه، ويقال إنّ السيد المسيح عليه السلام استراح عندها يوم قدومه من أريحا إلى القدس، وقد أقيمت كنيسةٌ على هذا المكان، يحتفل فيها المسيحيون كلّ سنة ويدعونها (أحد الشعانين). تبلغ مساحة أراضيها 8808 دونمات، وتحيط بها أراضي قرى العيسوية، العيزرية، سلوان، الخان الأحمر.
ومعظم أراضي هذه القرية أقيمت عليها الأديرة والمساجد، وأراضي القرية تعتبر وقفاً إسلامياً. قُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (1038) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (2770) نسمة، وبلغ عدد السكان قبل عدوان 1967 حوالي (4803) نسمة، وقُدِّر عدد النازحين منها إثر العدوان حوالي (1795) نسمة، وفي عام 1996 ارتفع العدد ليصل إلى (9847) نسمة، تحتوي القرية على بعض الآثار الإسلامية، ففيها جامع يقال إنّ عمر بن الخطاب صلّى فيه يوم حضوره إلى القدس، كما يوجد في شرقها وبجوار المقبرة مقام ينسب إلى الصحابي سليمان الفارسي، وفي مقبرتها قبة بداخلها قبر عليه بقية من كتابة بالنسخ. صادرت سلطات الاحتلال جزءا من أراضيها وأقامت عليها مستعمرة (معاليه أدوميم) عام 1978.

العيزرية
تقع إلى الشرق من مدينة القدس، على بعد 2كم، على الطريق الرئيسي القدس-أريحا. سميت بهذا الاسم نسبة إلى أليعازر الذي أقامه السيد المسيح من الموت. وقد ذكرها العهد الجديد باسم (بيت عنيا)، وأصله آرامي، ويعني (بيت البؤس). وتقوم على عدة جبال وسهول ووديان، وتبلغ مساحتها حوالي 11179 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى أبو ديس، الطور، الخان الأحمر، وسلوان، وفيها العديد من الأماكن السياحية، وتربطها بالقرى المجاورة شبكة طرق تمتد من حدود القرية إلى الخان الأحمر.
قُدِّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (515) نسمة، وفي عام 1945 (1060) نسمة، وفي عام 1967 كان العدد حوالي (3560) نسمة، وفي عام 1987 حوالي (6781) نسمة، وفي عام 1996 ارتفع العدد ليصل إلى (13671) نسمة. تضمّ القرية العديد من الأماكن الدينية سواءً الإسلامية أو المسيحية، كما تُعتَبر ذات موقع أثريّ يحتوي على بقايا برج ودير، ومدافن، وأساسات. وأيضا يوجد إلى الشرق منها (خربة المرصص) وهي خربة أثرية تضم مجموعة كبيرة من الآثار والأنقاض القديمة.
وتواجه القرية العديد من المشاكل أهمّها ضيق المساحة المخصّصة للتوسع العمراني، حيث منعت سلطات الاحتلال التوسع العمراني ضمن (مشروع شمشوني) والقاضي بإعطاء القرية مساحة 650 دونماً فقط للبناء من أصل مجموع مساحة أراضيها.

قرى قضاء القدس. - 1 -


                              قرى قضاء القدس. - 1 -
  أشوع
تقع إلى الغرب من مدينة القدس وتبعد عنها 27كم، وترتفع حوالي 30 مترا عن سطح البحر. وتقوم القرية على موقع مدينة (اشتأول) الكنعانية، وتعني السؤال. بلغت مساحة أراضيها المسلوبة حوالي 5500 دونم، وتحيط بها أراضي قرى عسلين، بيت محسير، كسلا، وصرعة. ، وتعد القرية ذات موقع أثري يحتوي على أساسات، كما تحيط بها خرب أثرية، وبقايا بناء قديم، ومعصرة. بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 279 نسمة، ارتفع إلى 468 نسمة عام 1931م وإلى 620 نسمة عام 1945م. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (719) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنتيْ (هارتون)، و(اشتاؤول) عام 1949. ويبلغ عدد اللاجئين من القرية في عام 1998 حوالي (5522) نسمة. ويوجد في طرف القرية الجنوبي كهفٌ فيه طاحونة قمح لا تزال باقية إلى اليوم.

البريج
تقع إلى غرب الجنوب من القدس على بعد 25كلم منها، ومتوسط ارتفاعها 250م عن سطح البحر. واسم القرية تصغير لكلمة (البرج)، وتعني المكان العالي. وتم الاستيلاء على أراضيها البالغة مساحتها 19100 دونم، وتحيط بها أراضي قرى زكريا، عجور، بيت جمال، ودير آبان. أمّا عدد سكانها فكان عام 1922 حوالي 382 نسمة ارتفع إلى 621 نسمة عام 1931م، وإلى 720 نسمة عام 1945م. يحيط بالقرية العديد من الخِرَب التي تحتوي على أنقاض وصهاريج ومغر، ومدافن منقورة في الصخر، وأساسات. قامت المنظمات الصهيونيّة المسلّحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (835) نسمة. ويبلغ عدد اللاجئين من القرية في عام 1998 حوالي (5129) نسمة. أنشئت في جنوب القرية مستوطنة "سدوت ميخا" عام 1955. وأصبح موقع القرية اليوم جزءاً من موقع عسكريّ مسيّج يُعرَف باسم "كناف شتايم".

بيت أم الميس
تقع إلى الغرب من مدينة القدس وتبعد عنها 10 كم، وترتفع 650م عن سطح البحر. ولفظة (أم) في السريانية تعني (ذو) أو (ذات)، و(الميس) شجر من الأشجار الحرجية، وهو أيضا نوع من الزبيب ومفردة (ميسة). وبلغت مساحة أراضيها حوالي 1100 دونم، وتحيط بها أراضي قرى خربة العمور، دير عمرو، عقور، وكسلا. بلغ عدد سكانها عام 1945م حوالي 70 نسمة. وتحيط بالقرية مجموعةٌ من الخِرَب الأثرية وتحتوى على أنقاض، وأساسات وجدران متهدمة. قامت العصابات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948م حوالي (81) نسمة، وأقيمت على الأراضي المسلوبة مستوطنة (موشاف رامات) عام 1948م. ويبلغ عدد اللاجئين منها عام 1998 (499) نسمة.

بيت عطاب
تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس وتبعد عنها 17,5كم، ومتوسط ارتفاعها 675م عن سطح البحر. كانت تتبع لقضاء الرملة عام 1931م. بلغت مساحة أراضيها حوالي 8757 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى دير الشيخ، دير الهوا، سفلة، بيت نتيف، علار، ورأس أبو عمار. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 504 نسمة، و606 نسمة عام 1931م، وبلغ عدد سكانها عام 1945م حوالي 540 نسمة. وتُعَدّ القرية ذات موقعٍ أثري يحتوي على بقايا حصن. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (626) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنتيْ (نيس حاريم) عام 1950م ومستوطنة (بارجيوريا). ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998م حوالي (3847) نسمة.

بيت محسير
تقع على بعد 26كم إلى الغرب من مدينة القدس، وترتفع 588 متراً عن سطح البحر. بلغت مساحة أراضيها 16300 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى ساريس، كسلا، إشوع، دير أيوب، واللطرون. بلغ عدد سكان القرية عام 1922م حوالي 1367 نسمة، وفي عام 1931م حوالي 1920 نسمة، و2400 نسمة عام 1945م. يحيط بالقرية العديد من الخرب الأثرية التي تحتوي على جدرانٍ متساقطة، وصهاريج منقورة في الصخر، ومعصرة خمور منقورة في الصخر، ومغر، وأبنية مربعة. قامت المنظمات الصهيونية المسلّحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (2784) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنة (موشاف بيت ميئير) عام 1948م ومستوطنة "مسلات تزيّون" عام 1950م. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (17097) نسمة. لا تزال منازل عديدة قائمة في القرية إلى اليوم، مبعثرة بين منازل المستوطنة، كما أنّ هناك طاحونة قمح ما زالت قائمة.

بيت نقوبا
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس وتبعد عنها 13كم. هُدِمت القرية عام 1948م، وشتّت سكانها وصودرت أراضيها البالغة مساحتها 2010 دونمات، تحيط بها أراضي قرى بيت سوريك، القسطل، أبو غوش، وقالونيا. وأقيمت على أراضيها مستوطنة (موشاف بيت نقوبا) عام 1949م، بلغ عد سكانها عام 1922م حوالي 120 نسمة، و177 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 240 عام 1945م. يجاور القرية العديد من الخرب الأثرية تحتوى على جدران مهدّمة، ومدفن منقور في الصخر، ومبانٍ متساقطة. قامت المنظمات الصهيونية المسلّحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم في عام 48 حوالي (278) نسمة. وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة (بيت نكوقا) عام 1949، ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998م حوالي (1710) نسمة. في عام 1962 أنشئ إلى الجنوب من موقع القرية الأصلي قرية تحمل نفس الاسم وسمح لبعض المهجّرين من القرية الأصلية بالإقامة في القرية الجديدة، وهذه حالة فريدة من نوعها بين القرى التي دمرت عام 1948.

جرش
تقع إلى الغرب من القدس وتبعد 28كم عنها، كانت تتبع لقضاء الرملة حتى عام 1931م، وتبلغ مساحة أراضيها 3500 دونم، وتحيط بها أراضي قرى سفلة، بيت عطاب، دير آبان، وبيت نتيف. بلغ عد سكانها عام 1931م حوالي 164 نسمة، ارتفع إلى 190 عام 1945م. ويقع إلى الشرق من القرية (خربة الأسد) التي تحتوى على جدرانٍ متهدّمة ومغر منقورة في الصخر، وأساسات، وصهريج له درج، ومعصرة منقورة في الصخر. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948م حوالي (220) نسمة. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (1353) نسمة.

الجورة
تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس وتبعد عنها 19كم، وترتفع 800م عن سطح البحر. واسم (الجورة) يعني المكان المنخفض المحاط بتلال، بلغت مساحة أراضيها 4158 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى عين كارم، المالحة وخربة اللوز. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 224 نسمة، 329 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 420 عام 1945م. يجاور القرية مجموعة من الخرب الأثرية، تحتوى على أبنية متهدمة، عقود أساسات، عتبة باب عليا عليها كتابة يونانية. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية عام 1948م، وشُتّت سكانها البالغ عددهم في ذلك العام حوالي (487) نسمة، وصودرت أراضيها وأقيمت على أراضيها مستوطنة (موشاف أدرة). ومستوطنة (أميندف) عام 1950م. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (2992) نسمة. وهناك منزلان حجريان قائمان على منحدر الوادي في الطرف الجنوبي للقرية ما يزالان قائمين إلى الآن.

خربة العمور
تقع إلى الغرب من القدس وتبعد عنها 16 كم، ومتوسط ارتفاعها 625م عن سطح البحر. بلغت مساحة أراضيها المسلوبة 4163 دونماً، وتحيط بها أراضي قري أبو غوش، دير عمرو، صوبا، وساريس. قُدِّر عدد سكانها عام 1922م حوالي 137 نسمة، 187 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 270 عام 1945م. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم الخربة وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (313) نسمة، وأقيمت على أراضيها مستوطنة "جفعات يعاريم" عام 1950م. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه الخربة في عام 1998 حوالي (1923) نسمة.

خربة اللوز
تقع إلى الغرب من القدس وتبعد عنها 14 كم، وترتفع عن سطح البحر 750م. بلغت مساحة أراضيها المسلوبة 4500 دونم، وتحيط بها أراضي قرى دير عمرو، الجورة، الولجة، وعقور. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 224 نسمة، 315 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 450 عام 1945م. تحتوى القرية على آثار منها قبور، وأنقاض جدران. وقامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (522) نسمة. وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (3206) نسمة. وأقيمت على أراضي القرية غابة من أشجار السرو والتنوب، وفيها بئر محاطة بأشجار اللوز والتين، وقد أقام الصهاينة هذه الغابة تخليداً لذكرى الجنرال الإرهابيّ موشيه ديان.

دير الشيخ
تقع بالاتجاه الجنوبي الغربيّ من القدس وتبعد عنها 18كم، ومتوسط ارتفاع القرية 475م عن سطح البحر. تبلغ مساحة أراضيها 6800 دونم، وتحيط بها قرى بيت عطاب، دير الهوا، ورأس أبو عمار. قُدِّر عدد سكانها عام 1922م حوالي 99 نسمة، 147 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 220 عام 1945م. تجاور القرية خربٌ أثرية تحتوي على أساسات بناء مرتفع، وصهاريج، ومدافن، وجدران مهدمة، وعتبة باب عليا، ومعاصر، ومغر، وقطع أعمدة. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم في عام 48 حوالي (255) نسمة، وتمتدّ بعض مستوطنة "نيس هاريم" إلى بعض أراضي القرية كما تحوّل قسمٌ من القرية إلى موقعٍ سياحيّ. بلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998م حوالي (1567) نسمة. تبقّى في القرية أبنية قليلة من ضمنها مقام الشيخ سلطان بدر، وهو بناء أبيض ذو قبتين؛ ومداخل مقنطرة وفناء.

دير آبان
تقع إلى الجنوب الغربيّ من مدينة القدس وتبعد عنها 20كم، ويبلغ متوسط ارتفاعها 300م عن سطح البحر. بلغت مساحة أراضيها حوالي 22748 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى جرش، دير الهوا، بيت نتيف، وبيت جمال. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 1214 نسمة، 1534 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 2100 نسمة عام 1945م. يجاور القرية مجموعةٌ من الخرب الأثرية، تحتوي على أساسات أبنية، وحجر معصرة، وجدران متهدمة، وصهاريج منقورة في الصخر، ومدافن. قامت المنظمات الصهيونية المسلّحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (2436) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنات "محسياه" و"بيت شيمس" و"يشعي" عام 1950. كما أقيمَت عام 1948 مستعمرة "تسرعا". وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (14960) نسمة. وتبقّى من القرية بعض الآبار والأبنية المهدّمة.

دير ياسين
تقع إلى الغرب من مدينة القدس وتبعد عنها 4كم، ومتوسط ارتفاعها 780م عن سطح البحر. ويرجع أصل التسمية بـ(دير) نسبة إلى ديرٍ بناه راهبٌ كان قد سكن القرية في القرن الثاني عشر للميلاد، وقد دُعِيَت قديماً (دير النصر)، أمّا كلمة (ياسين) فهي نسبة إلى الشيخ ياسين إمام مسجد القرية الذي حمل اسمه، وقد قامت القرية بين الدير والجامع، لذلك أطلق عليها "دير ياسين". تبلغ مساحة أراضيها 2900 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى لفتا، وقالونيا، وعين كارم. بلغ عد سكانها عام 1922م حوالي 245 نسمة، 429 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 610 عام 1945م. وتعتبر القرية ذات موقعٍ أثريّ يحتوي على جدرانٍ وعقود من العصور الوسطى، ومدافن، ويقع إلى الغرب منها (قرية عين التوت) وهي أيضاً بقعة أثرية تحتوي على أنقاض معقودة، وصهريج ومدفن. قامت المنظّمات الصهيونية المسلّحة؛ (الأرجون) و(شتيرن) الإرهابيّتين بقيادة مناحيم بيغن، بتنفيذ مجزرةٍ في القرية في 9/4/1948م، حيث قُتِل الأطفال والنساء والشيوخ، وراح ضحيّة المجزرة 250 فلسطينيّاً. وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنة (جفعات شاؤول بت) عام 1950م كتحديثٍ لمستوطنة (جفعات شاؤول) الأولى التي كانت أقيمت سنة 1906م بالقرب من القرية. وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (4345) نسمة. وما تزال منازل القرية قائمة في معظمها، وقد ضُمِنَت إلى مستشفى صهيونيّ للأمراض العقلية أنشئ في موقع القرية.

دير الهوى
تقع بالاتجاه الجنوبي الغربي من القدس وتبعد عنها 12كم، ومتوسط ارتفاعها 650م عن سطح البحر. بلغت مساحة أراضيها 5900 دونم، وتحيط بها أراضي قرى دير الشيخ، سلفة، بيت عطاب، ودير آبان. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 18 نسمة، 47 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 60 عام 1945م. وتعتبر القرية ذات موقعٍ أثري يحتوي على حجارة منقوشة، أعمدة وجدران مهدمة، وبركة مقورة في الصخر ومبنية، وصهاريج، ومدافن منقورة في الصخر، وأرضٍ مرصوفة بالفسيفساء مطمورة في التراب. قامت المنظمات الصهونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 48 حوالي (70) نسمة، وأقيمت عليها مستوطنة (موشاف نيس هاريم). بلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (427) نسمة. أنشأ الصندوق القومي اليهودي على أراضي القرية وبضْع قرى مجاورة منتزّه المائتيْ عام والذي أقيم تخليداً لمرور 200 سنة على قيام الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن الطريق المحفوفة بالأشجار والمعروف "طريق هيوبرت همفري" يمرّ من أراضي القرية.

رأس أبو عمار
تقع إلى الجنوب الغربي من القدس وتبعد عنها 19كم، ويبلغ متوسّط ارتفاعها 625م عن سطح البحر. وبلغت مساحة أراضيها 83242 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى وادي فوكين، القبو، علار، دير الشيخ، الولجة، وعقور. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 339 نسمة، 488 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 620 عام 1945م. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (719) نسمة، وأقيمت على أراضيها مستوطنة "تزور هداسا" عام 1960م. بلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (4417) نسمة. في الجنوب الشرقي من القرية ما زال هناك مبنى المدرسة الحجريّ قائماً إلى اليوم.

ساريس
تقع إلى الغرب من مدينة القدس وتبعد عنها 15كم، وترتفع 718 متراً عن سطح البحر. واسمها تحريفٌ للآلهة (سيريس) ربة الغلال والغلات عند الرومان. وتوجد قرية بالاسم نفسه في قضاء جنين. بلغت مساحة أراضيها 10699 دونماً، وتحيط بها أراضي قرى بيت محسير، كسلا، خربة، العمور، أبو غوش، بيت ثول، دير أيوب، ويالو. بلغ عد سكانها عام 1922م حوالي 372 نسمة، 470 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 560 عام 1945م. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (650) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنة (شورش) عام 1948، وإلى جانبها أقاموا مستوطنة (شوي أيفا) عام 1950. ما زال في القرية عدة آبار وبقايا حوض اصطناعي ومقبرة، وقد قام شبيبة اليهود في جنوب أفريقيا بغرس غابة في موقع القرية، وتمّ غرس غابة أخرى برعاية مركز اليهودية الأوربية.

صرعة
تقع إلى الغرب من مدينة القدس وتبعد عنها 31كم، وترتفع 380م عن سطح البحر. وتقوم القرية على موقع (صرعة) الكنعانية، وتعني ضربة، وقد عرفت في العهد الروماني باسم (صارا). بلغت مساحة أراضيها 5000 دونم، وتحيط بها أراضي قرى عسلين، دير رافات، دير آبان، وإشوع. بلغ عدد سكانها عام 1922م حوالي 205 نسمة، 271 نسمة عام 1931م، ارتفع إلى 340 عام 1945م. وتُعَدّ القرية ذات موقعٍ أثريّ يحتوي على مغائر ومدافن وصهاريج منقورة في الصخر، ومعصرة ومذبح. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي (394) نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستوطنة (تاروم) ومستوطنة (كيبوتس تسورعة) عام 1948. بلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (2422) نسمة. هناك صخرة مسطّحة تحيط بالأنقاض في القرية عليها آيات قرآنية وتاريخ 1355 هجرية.

الحدود الجغرافية لمدينة القدس عبر التاريخ.

الحدود الجغرافية لمدينة القدس عبر التاريخ.

الموقع الفلكي:
تقع مدينة القدس على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و 52 دقيقة شمالاً.

الموقع الجغرافي:
تميزت مدينة القدس بموقع جغرافي هام، بسبب موقعها على هضبة القدس وفوق القمم الجبلية التي تمثل السلسلة الوسطى للأراضي الفلسطينية، والتي بدورها تمثل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقاً والبحر المتوسط غرباً، جعلت من اليسير عليها أنْ تتصل بجميع الجهات وهي حلقة في سلسلةٍ تمتدّ من الشمال إلى الجنوب فوق القمم الجبلية للمرتفعات الفلسطينية وترتبط بطرق رئيسية تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، كما أنّ هناك طرقاً عرضية تقطع هذه الطرق الرئيسية لتربط وادي الأردن بالساحل الفلسطيني.

ويحيط بالمدينة من الجهة الشرقية وادي جهنم (قدرون)، ومن الجهة الجنوبية وادي الربانة (هنوم) ومن الجهة الغربية وادي (الزبل), وتبتعد القدس مسافة 22 كم عن البحر الميت وعن البحر المتوسط 52 كم، كما ترتبط بعواصم الدول المحيطة بطرق معبدة عن طريق البر، أما جواً, فتتصل بدول العالم عن طريق مطار قلنديا.

أهمية الموقع
ترجع أهمية الموقع الجغرافي إلى كونه نقطة مرور لكثير من الطرق التجارية، و مركزيته بالنسبة لفلسطين والعالم الخارجي معاً، حيث يجمع بين الانغلاق وما يعطيه من حماية طبيعية للمدينة، والانفتاح وما يعطيه من إمكان الاتصال بالمناطق والأقطار المجاورة الأمر الذي كان يقود إلى احتلال سائر فلسطين والمناطق المجاورة في حال سقوط القدس، إضافةً إلى تشكيله مركزاً إشعاعياً روحانياً باجتماع الديانات الثلاث، وهذا كلّه يؤكد الأهمية الدينية والعسكرية والتجارية والسياسية أيضاً،لأنها بموقعها المركزي الذي يسيطر على كثير من الطرق التجارية، ولأنها كذلك محكومة بالاتصال بالمناطق المجاورة.

النشأة الأولى
نشأة النواة الأولى لمدينة القدس كانت على (تل أوفيل) المطلّ على قرية سلوان التي كانت تمتلك عين ماء ساعدتها في توفير المياه للسكان، إلا أنها هُجِرت وانتقلت إلى مكانٍ آخر هو (جبل بزيتا) ومرتفع موريا الذي تقع عليه قبة الصخرة. وأحيطت هذه المنطقة بالأسوار التي ظلّتْ على حالها حتى بنى السلطان العثماني (سليمان القانوني) سنة1542م, السور الذي لا يزال قائماً، محدّداً لحدود القدس القديمة جغرافياً، بعد أنْ كان سورها يمتد شمالاً حتى وصل في مرحلة من المراحل إلى منطقة المسجد المعروف (مسجد سعد وسعيد).

وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لم تعُدْ مساحتها تستوعب الزيادة السكانية، فبدأ الامتداد العمراني خارج السور، وفي جميع الجهات ظهرت الأحياء الجديدة التي عُرِفت فيما بعد بالقدس الجديدة، إضافة إلى الضواحي المرتبطة بالمدينة التي كانت، وما زالت قرى تابعة لها، وقد اتخذ الامتداد العمراني اتجاهين أحدهما شمالي غربي, والآخر جنوبي.

ونتيجة لنشوء الضواحي الاستيطانية في المنطقة العربية، فقد جرى العمل على رسم الحدود البلدية بطريقة ترتبط بالوجود اليهودي، إذ امتدّ الخط من الجهة الغربية عدة كيلومترات، بينما اقتصر الامتداد من الجهتين الجنوبية والشرقية على بضع مئات من الأمتار، فتوقّف خط الحدود أمام مداخل القرى العربية المجاورة للمدينة، ومنها قرى عربية كبيرة خارج حدود البلدية (الطور، شعفاط، دير ياسين، لفتا، سلوان، العيسوية، عين كارم المالحة، بيت صفافا) مع أن هذه القرى تتاخم المدينة حتى تكاد تكون ضواحي من ضواحيها ثم جرى ترسيم الحدود البلدية في عام 1921.

ترسيم الحدود عام 1921:
حيث ضمت حدود البلدية القديمة قطاعاً عرضياً بعرض 400م على طول الجانب الشرقي لسور المدينة، بالإضافة إلى أحياء (باب الساهرة، ووادي الجوز والشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط، أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي، فقد شملتها الحدود لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة، بالإضافة إلى بعض التجمـعات العربيـــة (القطمون، البقعة الفوقا والتحتا، الطالبية، الوعرية، الشيخ بدر، مأمن الله).

حدود عام 1946-1948:
أما المخطط الثاني لحدود البلدية فقد وضع عام 1946، وجرى بموجبه توسيع القسم الغربي عام 1931، وفي الجزء الشرقي أضيفت قرية سلوان من الناحية الجنوبية ووادي الجوز، وبلغت مساحة المخطط 20,199 دونماً، كان توزيعها على النحو التالي:

- أملاك عربية 40%.
- أملاك يهودية 26,12%.
- أملاك مسيحية 13,86%.
- أملاك حكومية وبلدية 2,9%.
- طرق سكك حديدية 17,12%، المجموع 100%.

وتوسعت المساحة المبنية من 4130 دونماً عام 1918 إلى 7230 دونماً عام 1948، وبين عامي (1947، 1949) جاءت فكرة التقسيم والتدويل، لأنّ فكرة تقسيم فلسطين وتدويل القدس لم تكنْ جديدة فقد طرحتها اللجنة الملكية بخصوص فلسطين (لجنة بيل)، حيث اقترحت اللجنة إبقاء القدس وبيت لحم إضافةً إلى اللد والرملة ويافا خارج حدود الدولتين (العربية واليهودية) مع وجود معابر حرة وآمنة، وجاء قرار التقسيم ليوصي مرة أخرى بتدويل القدس. وقد نصّ القرار على أنْ تكون القدس (منطقة منفصلة) تقع بين الدولتين (العربية واليهودية) وتخضع لنظام دولي خاص، وتُدار من قِبَل الأمم المتحدة بواسطة مجلس وصاية يقام لهذا الخصوص وحدّد القرار حدود القدس الخاضعة للتدويل بحيث شملت (عين كارم وموتا في الغرب وشعفاط في الشمال، وأبو ديس في الشرق، وبيت لحم في الجنوب)، لكن حرب عام 1948 وتصاعد المعارك الحربية التي أعقبت التقسيم أدّت إلى تقسيم المدينة إلى قسمين.

وبتاريخ 30/11/1948 وقّعت السلطات "الإسرائيلية" والأردنية على اتفاق وقف إطلاق النار بعد أنْ تم تعيين خط تقسيم القدس بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة في 22/7/1948 وهكذا ومع نهاية عام 1948 كانت القدس قد تقسمت إلى قسمين وتوزعت حدودها نتيجة لخط وقف إطلاق النار إلى:

- مناطق فلسطينية تحت السيطرة الأردنية 2,220 دونماً 11,48%.
- مناطق فلسطينية محتلة (الغربية) 16,261 دونماً 84,13%.
- مناطق حرام ومناطق للأمم المتحدة 850 دونماً 4,40%.
المجموع: 19,331 دونماً 100%.

وهكذا، وبعد اتفاق الهدنة تأكّدت حقيقة اقتسام القدس بينهما انسجاماً مع موقفها السياسي المعارض لتدويل المدينة.

وبتاريخ 13/7/1951 جرت أول انتخابات لبلدية القدس العربية، وقد أولت البلدية اهتماماً خاصاً بتعيين وتوسيع حدودها البلدية، وذلك لاسيتعاب الزيادة السكانية واستفحال الضائقة السكانية وصودق على أول مخطط يبين حدود بلدية القدس (الشرقية) بتاريخ 1/4/1952، وقد ضمّتْ المناطق التالية إلى مناطق نفوذ البلدية (قرية سلوان، ورأس العامود، والصوانة وأرض السمار والجزء الجنوبي من قرية شعفاط), وأصبحت المساحة الواقعة تحت نفوذ البلدية 4,5كم2 في حين لم تزِدْ مساحة الجزء المبنيّ منها عن 3كم. وفي 12/2/1957 قرر مجلس البلدية توسيع حدود البلدية، نتيجة للقيود التي وضعها (كاندل) في منع البناء في سفوح جبل الزيتون، والسفوح الغربية والجنوبية لجبل المشارف (ماونت سكويس) بالإضافة إلى وجود مساحات كبيرة تعود للأديرة والكنائس، ووجود مشاكل أخرى مثل كون أغلبية الأرض مشاعاً ولم تجرِ عليها التسوية (الشيخ جراح وشعفاط)، وهكذا وفي جلسة لبلدية القدس بتاريخ 22/6/1958 ناقش المجلس مشروع توسيع حدود البلدية شمالاً حيث تشمل منطقة بعرض 500 م من كلا جانبي الشارع الرئيسي المؤدّي إلى رام الله ويمتدّ شمالاً حتى مطار قلنديا.

واستمرّت مناقشة موضوع توسيع حدود البلدية بما في ذلك وضع مخطط هيكل رئيسي للبلدية حتى عام 1959 دون نتيجة.

حدود عام 1967:
وفي عام 1964، وبعد انتخابات عام 1963 كانت هناك توصية بتوسيع حدود بلدية القدس لتصبح مساحتها 75كم, ولكن نشوب حرب عام 1967 أوقف المشروع، وبقيت حدودها كما كانت عليه في الخمسينات. أما القدس الغربية فقد توسعت باتجاه الغرب والجنوب الغربي وضمت إليها أحياء جديدة منها (كريات يوفيل وكريات مناحيم وعير نحانيم وقرى عين كارم وبيت صفافا ودير ياسين ولفتا والمالحة) لتبلغ مساحتها 38كم2.

أثر حرب حزيران على الحدود:
بعد اندلاع حرب 1967 قامت "إسرائيل" باحتلال شرقي القدس، وبتاريخ 28/6/1967 تمّ الإعلان عن توسيع حدود بلدية القدس وتوحيدها، وطبقاً للسياسة "الإسرائيلية" الهادفة إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقلّ عددٍ ممكن من السكان العرب.

لقد تمّ رسم حدود البلدية لتضمّ أراضى 28 قرية ومدينة عربية، و إخراج جميع التجمعات السكانية العربية، لتأخذ هذه الحدود وضعاً غريـباً، فمرّةً مــع خطوط التسوية (الطبوغرافية) ومرة أخرى مع الشوارع، وهكذا بدأت حقبة أخرى من رسم حدود البلدية، لتتسع مساحة بلدية القدس من 6,5كم2 إلى 70,5 كم2 وتصبح مساحتها مجتمعة (الشرقية والغربية 108,5 كم2) وفي عام 1995 توسعت مساحة القدس مرة أخرى باتجاه الغرب لتصبح مساحتها الآن 123كم2.

المصدر: مركز المعلومات الوطنيّ الفلسطينيّ.

القدس...... رؤية غربية.

القدس...... رؤية غربية.

كانت زيارة الشرق أمنية لكثير من الشخصيات الغربية و خاصة في بدايات القرن الماضي بعد أن قطعت أوربا شوطاً في الحضارة و التكنولوجيا المادية و كان هناك نزوع نحو الشرق و رغبة جامحة في ولوج عالمه الروحي فاتجه الجل منهم نحوه و سبروا أغواره ووقفوا على أسراره سواء بقصد استكشاف تاريخه و حضارته أو بهدف الاطلاع على علومه و أديانه أو على أمل خدمة الدوائر الاستعمارية .

و لعل من أشهر تلك الشخصيات الرحال و المفكر النمساوي ليو بولد فايس الذي أمضى في الشرق زهرة شبابه و بقية سني عمره فقضى في البلاد العربية و الإسلامية ستة و أربعين عاماً قضى أكثرها في الجزيرة العربية فعاصر الملك عبد العزيز و التقى بالبطل المجاهد عمر المختار و زار القدس ووقف على وضع فلسطين من بدايات ترحيل الصهاينة إليها ووقف بنفسه على الطريقة البشعة التي شاركت فيها كثير من الدول لوضع أسس حرب إبادة و تهجير لشعب بكامله ووضع غيره بدلاً منه .

و إن ما تركه من مذكرات و شهادات ليمثل وثيقة تاريخية مهمة و شهادة غربية لمرحلة محددة في قضية تعتبر منعطفاً تاريخياً خطيراً في حياة العرب و المسلمين بل تصنف من قضايا العالم أجمع فقد مضت على هذه المسألة سنوات طويلة دون حل كما لا يلوح في الأفق أي أمل حقيقي.

بداية الرحلة إلى القدس:

اتخذ ليو قراره بالرحيل فجأة حينما أرسل له خاله الطبيب المقيم في القدس رسالة يدعوه لزيارة القدس ،لم يكن الفتى الأوربي ذو الملامح الواضحة قد تخطا العقد الثالث من عمره فقد ألفى الشرق حلما له يشدّه الشوق العارم إليه فترك دراسته في الجامعة و لم يستطع إيقاف طموحه الجارف فأزمع على الانطلاق .

و بالسرعة الفائقة كعادته - كما يقول - يستعد ليستقل الباخرة نحو الجنوب باتجاه ميناء (الإسكندرية ) التاريخي الذي كانت تتجه نحوه الرحلات الأوربية منذ أن ركب الإنسان البحر.

و من الإسكندرية يعتلي القطار إلى حيث ( يافا ) مارّاً ( بغزة ) و هو يعزم زيارة ( القدس) مدينة الأديان المقدسة درّة الشرق و مجمع المقدسات السماوية ، القدس... تلك المدينة التي طالما حلُم بزيارتها بالإضافة إلى حبه الشديد لرؤية بلاد الشمس اللافحة و الصحارى المتباعدة و كثبان الرمال الرخوة و سفن الصحراء العربية ... الجِمال التي تسبح في بحار الرمال بصبر و ثبات .

ضيافة لكن في القطار:(1)

يرصد ليو حركة الناس بدقة متناهية فها هو يصف الصور الحية و يسجلها في ملاحظاته اليومية ..... فحينما يقف القطار في محطة صغيرة كان الأولاد السمر يظهرون للعيان و على أجسادهم خرق بالية ، يحملون السلال و فيها التين و البيض المسلوق و أرغفة الخبز العربي الطازج يعرضونها على المسافرين .
وينهض البدوي الذي يجلس قبالته ببطء و يحل كوفيته ثم يفتح الشباك فإذا به دقيق الوجه أسمر اللون واحد من تلك الوجوه الصحراوية التي تذكرك بالصقور حيث تتطلع دائماً إلى الأمام بتصميم وعزم .
لقد ابتاع البدوي قطعة من الكعك ( رغيف الخبز ) ثم استدار و كان على وشك الجلوس حينما وقعت عيناه على هذا الأوربي الغريب الذي يشاركه السفر فما كان منه إلا أن قسّم الكعكة ( الرغيف ) قسمين ثم قدّم إحداهما إليه قائلا : تفضل فأخذ من يده و شكره بإيماءة من رأسه ثم قال له البدوي : كلانا مسافران و طريقنا واحد .

كانت هذه الصور في أول يوم من وصوله إلى بلاد العرب فحينما كان يرى البدو كان يغمره شعور داخلي بعالم لا حدود له و كان هذا الموقف البسيط مع هذا البدوي كفيلاً بأن يثير فيه حب الخلق العربي و أن يتأثر به غاية التأثر و ذلك في تصرف هذا البدوي الذي شعر على الرغم من جميع حواجز الغربة بصداقة رفيق عابر له في السفر فقاسمه الخبز حيث بدت في ذلك نفحة من الإنسانية أحس بها .

و بعد هنيهة يصل القطار غزة فتبدو غزة كقلعة قديمة تعيش حياتها آمنة مطمئنة على رابية رملية ينتشر من حولها نبات الصبار ......
و في هذه الأثناء يقوم رفيقه البدوي ليودعه بابتسامة لطيفة ثم يغادر العربة ساحباً ذيل عباءته الطويل و كان أول لقاءه بشخصين من البدو رحّبا به و طبعا قبلة على خديه ... و من ورائهما وقفت مجموعة من البدو احتراماً له مما يدل على أن له مكانة خاصة بينهم .

عراقة القدس:

ويصل إلى القدس فيقيم في بيت في طرف المدينة القديمة قرب " بوابة يافا " كانت غرفة رحبة ذات سقوف عالية تستقبل الهواء بشكل كامل أما شوارع المدينة فكانت ملتوية و أزقتها منحوتة من صخر وكان جدار الأقصى يبدو جلياً في ضخامته و اتساعه و كان الأقصى على حافته و قبة الصخرة في الوسط.
أما القلعة القديمة فكانت مرتفعة جداً حيث كانت جزءاً من الاستحكامات المدينة القديمة بنيت هكذا على الطراز العربي ربما على أسس هيرودية ذات برج عريض منخفض يمتد خلاله المدخل وجسد حجري يصل الخندق القديم بالبوابة و كان الجسر المقنطر ميداناً للبدو يجلسون عليه كلما قدموا للمدينة القديمة .

المفاجأة غير المتوقعة:

كان ذلك في خريف 1922م حين وصل إلى القدس و كان ليو يحمل فكرة يقرّبها لنا واضحة وهي أن فلسطين لا يسكنها إلا اليهود أما العرب فهم رُحّل يأتون على الجمال و يسكنون بيوتاً من شعر و خياماً فيمكثون في الصحراء فترات من الزمن ثم يرجعون إلى بلادهم في الجزيرة العربية موطنهم حيث أن أكثرهم سكان واحات ورعاة يعيشون في البادية ......

كانت تلك النظرة الملفقة البعيدة عن الواقع بسبب ما يقرؤه عن فلسطين هناك في بلاده مما يكتب بأقلام الصهاينة و تكون الدهشة كبيرة حينما تطأ قدماه أرض فلسطين حيث يفاجأ بالمدن مليئة بالعرب و أن فلسطين في الحقيقة بلد عربي و أن هؤلاء اليهود إنما هم أوربيون بدليل شقارتهم و عيونهم الزرقاء حسب قوله (2)

يذكّر هذا الموقف بما يقرره المفكر الفلسطيني الكبير إدوارد سعيد حين يقول بالحرف : (ذهبنا إلى صفد حيث اعتاد عمي أن يعيش في بلدة اعتدنا زيارتها و كان ذلك للمرة الأخيرة في عام (1946) و قد زرتها في عام (1992) أي بعد ستة و أربعين عاماً و لم أر فيها عربياً واحداً لقد طردوا منها جميعاً)
و حينما يرجع ادوارد إلى أمريكا يكتب مقالة عن الأمر فتنهال عليه الصحف في اليوم التالي مدّعية بعضها جنونه و بعضها كذبه و تزويره للحقيقة (3)

فكرة الوطن القومي المصطنعة:

و يؤكد ليو أن فكرة الوطن القومي اليهودي في فلسطين فكرة مصطنعة من أساسها و أنها وهذا ما كان أدهى و أمر – كانت تهدد بنقل جميع مشاكل الحياة الأوربية و تعقيداتها غير القابلة للحل إلى بلد كان يمكن أن ينعم بقدر أكبر من السعادة دونها .
إن اليهود لم يكونوا يعودون إلى فلسطين كما يعود المرء إلى وطنه و لكنهم كانوا مصممين على قلبها وطناً يهودياً على النمط الأوربي و بأهداف أوربية لذلك أدرك ليو من ذلك اليوم أن العرب كانوا على حق بدفاعهم عن أنفسهم ضد الخديعة (4)

بل إن المخالف للأخلاق و المروءة أن يأتي الأغراب تسندهم دولة أجنبية كبرى من الخارج وهم يصرّحون علناً بعزمهم على أن يصبحوا أكثرية في البلاد و ينتزعوا بالتالي ملكيتها من الشعب الذي كانت ملكاً له منذ عهد مغرق في القدم .

و يتطرق الرحالة إلى ما دار بينه و بين حاييم وايزمن زعيم الحركة الصهيونية في ذلك الوقت فيشير مستغرباً إلى أنه كان ميالاً إلى إلقاء كل الذنب عما يجري في فلسطين على سكانها الفلسطينيين.

و حينما يطرح عليه ليو السؤال : (و ماذا بالنسبة للعرب أليسوا أكثرية و هم يقاومون الآن ؟ يجيب : إننا نتوقع أن لا يعودوا أكثرية بعد بضع سنوات و يتهرب عن بقية الأسئلة المحرجة كالعادة ) (5)

الحياة العربية في القدس:

و يتحدث لنا ليو عن طبيعة الحياة في القدس و عن نمط عيش أهلها اليومي في فترة مهمة من تاريخ هذه المدينة العريقة فيسجل لنا تقريراً وافياً عن الدار التي نزل فيها حيث كان النزول في دار واسع الفناء لرجل عربي هرم يدعى ( حاجي ) كان قد جعل بيته نزلاً لمبيت القوافل ، فكان يؤتى بأحمال الخضار و الثمار إلى ذلك المكان ليتم توزيعها على الأسواق الضيقة في المدينة .

و حينما يأتي ليو على ذكر الناس الذين كانوا يرتادون ذلك الفناء يصفهم بقوله : كانوا فقراء لا تستر أجسادهم سوى ثياب رثة بالية و لكنهم كانوا يتصرفون كالسادة العظام ، فقد كانوا يجلسون معاً لتناول الطعام على الأرض و يأكلون أرغفة الخبز المنبسطة مع قليل من الجبن أو بعض حبات من الزيتون .. لم أكن أستطيع إلا أن أعجب بنبلهم و احتمالهم و هدوئهم الداخلي .. كانوا يحترمون بعضهم كثيراً و كان الحاجي يتجول بينهم على عصاه و كأنه زعيمهم فقد كانوا يطيعونه دون تردد......) (6)

لقد كان البيت العربي الحجري الذي نزل فيه ليو في القدس جميلاً يبعث على الانشراح كان يقع في طرف المدينة عند (بوابة يافا) و من السطح كانت تبدو المدينة القديمة هادئة وادعة ، فقد كانت القدس عالماً جديداً بالنسبة له حيث تنبعث الذكريات التاريخية من كل زاوية فالشرق كله تجسد ها هنا، الشوارع التي أصغت إلى موعظة النبي أشعيا ، و الأحجار التي مشى من فوقها المسيح عليه السلام والجدران التي رجعت أصوات خطو الجيوش الرومانية ، والأقواس التي تحمل نقوش صلاح الدين بل إن الصخرة التي طار من فوقها محمد (ص) إلى السماء قابعة هناك عند المسجد الأقصى ......

أما زرقة السماء فكانت تبدو كبحر ساكن هادئ كان هذا الجو البديع بالنسبة لهذا الشاب الأوربي لوحة ثمينة لا مثيل لها و لا تقدر بثمن.(7)
------------------

المراجـع:

(1) الطريق إلى الإسلام تأليف ليو بولد فايس دار العلم للملايين الطبعة الثامنة
يناير /1994م / تعريب : عفيف البعلبكي صفحة / 94/
(2) المرجع نفسه صفحة / 104/
(3) حوارات القلم والسيف مع دافيد بارسيمان – ادوارد سعيد ترجمة توفيق الأسدي
الطبعة : الثانية /1999م / الناشر : دار كنعان للدراسات و النشر- دمشق – صفحة /84/
(4) الطريق إلى الإسلام تأليف ليو بولد فايس صفحة /105/
(5) المرجع نفسه صفحة / 106-107 /
(6) المرجع نفسه صفحة / 100/
(7) المرجع نفسه صفحة / 101/

المصدر: عبد الباقي أحمد خلف

الرحالة الشريف الإدريسي السبتي يصف القدس إبّان الاحتلال الصليبيّ.

الرحالة الشريف الإدريسي السبتي يصف القدس إبّان الاحتلال الصليبيّ.

لقد تناول الشريف الإدريسي في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) أموراً على غاية من الأهمية نستطيع أنْ نضعها في المعيار السياسيّ والديني على خلفيّة ما يتعرّض له الإسلام والمسلمون من هجوماتٍ ظالمة تمسّ قيَم العقيدة، وبخاصة ذلك التشويه الذي حصل منذ القدم من خلال نقل صورٍ مشوّهة وكاذبة وملفّقة عن تعامل المسلمين مع المزارات والآثار للديانات الأخرى التي كانت تعيش في بلاد المسلمين، وتحمل قِيَم المواطنة بالشكل الكامل.

وبما أنّ مدينة القدس وما فيها وعلى أرضها من آثارٍ ومعالم دينية على غاية من الأهمية بالنسبة للديانات السماوية الثلاث، فقد جرى التشويه الذي عمل عليه المستشرقون الغربيّون، وما نقلوه من تشويهٍ وافتراءٍ للإساءة إلى الإسلام والمسلمين، ونقلهم صوراً مشوّهة حول العلاقة بين المسلمين والديانات الأخرى في مدينة القدس على وجه التحديد.

والشريف الإدريسي المولود في مدينة سبته 1100 م رحّالة جاب كثيراً من البلاد والأمصار، وكان له السبْق في وضع خرائط لم يكنْ العالم يعرف عنها أو يسمع بها أو يفهمها، وكان جغرافياً بامتياز ورجل دولة، وعارفاً بعلوم الحساب والهندسة والفلك والطب وعلم الأعشاب، إضافةً إلى عمله في السياسة. أقام عند "روجار الثاني" ملك صقلية عشرين عاماً رسم خلالها خريطةً للعالم على "لوح الترسيم" وهو بشكل دائرة من الفضّة الخالصة، ووصف الأقاليم التي زارها، وجمع مشاهداته في كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" وقد أتمّه في العام 1154م.

وقد كان شاهد عيانٍ وليس راوياً أو ناقلاً لحقيقة تعامل المسلمين مع المعالم الدينية والديانات الأخرى في مدينة القدس، وقد زارها الإدريسي في مجريات أواسط القرن الثاني عشر ميلادي وكانت تحت الاحتلال الصليبي.

وقد كتب الإدريسي عن المزارات الإسلامية والمسيحية في القدس، ويشير الباحثون إلى أنّه كان الأكثر اهتماماً بشأن المزارات المسيحية المقدّسة في فلسطين، ولعلّ السبب في ذلك كان على خلفية طلب ملك صقلية "روجار الثاني" المسيحي من الإدريسي التحقيق في ذلك.

فتحدّث عن كنيسة القيامة "القمامة كما كان يطلق عليها في حينه" وقال: (إنها الكنيسة المحجوج إليها في جميع بلاد الروم التي هي في مشارق الأرض ومغاربها، وهي من عجائب الدنيا، ولها باب من جهة الشمال ينزل منه إلى أسفل الكنيسة على ثلاثين درجة، ويسمّى هذا الباب باب "شنت مَرِيه"، وعند نزول الداخل إلى الكنيسة تلقاه المقبرة المقدسة المعظّمة، وعليها قبة معقودة قد أتقن بنيانها وحصن تشييدها وأبدع تنميقها...... الخ).

لقد كانت هذه الشهادة كافية ليس فقط للتدليل على مدى احترام المسلمين لمقدّسات الآخرين، بل للتدليل على أنّ المسلمين كان في استطاعتهم، في وقت تمكّنهم، أنْ لا يتركوا أثراً لمعالم الديانات الأخرى ولكنّهم، وبدافع من إيمانهم بالتعليمات التي زوّدهم بها دينهم الحنيف حرصوا على أنْ يحتفظوا بتلك الأمانات احتفاظهم بأمانتهم، وبغيرةٍ لا تقلّ عن غيرتهم على صيانة بناء سيدنا سليمان ومهد المسيح -عليهما السلام-، بل إنّهم احتفظوا بالأسماء الجغرافية كما هي من غير أنْ يزيدوا أو ينقصوا.

ثم يتحدّث عن المسجد الأقصى فيقول: (ليس في الأرض كلّها مسجدٌ على قدره إلا المسجد الجامع الذي في قرطبة من ديار الأندلس).

وقال في وصفه أيضاً: (إنّ المسجد الأقصى بناه سليمان بن داود عليه السلام وكان مسجداً محجوجاً إليه في أيام دولة اليهود.... الخ).

ويضيف الإدريسي قائلاً: (ثم انُتزِع من اليهود وأُخرِجوا منه إلى أنْ ظهر الإسلام فكان معظّماً في ملك المسلمين وهو المسجد المسمى بالمسجد الأقصى عندهم).

كما قام الإدريسي بوصفٍ دقيق لقبّة الصخرة، وأماكن دينية إسلامية أخرى في المدينة المقدسة.

وتناول أيضاً في كتابه الوضع الاقتصادي للمدينة إبان الاحتلال الصليبي، والنشاط الزراعي فيها فقال: (إنّ مدينة بيت المقدس في وهدة بين جبال كثيفة الأشجار "أشجار الزيتون والتين والجميز والفواكه المختلفة").

لقد قدّم الإدريسي في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) شهاداتٍ يُعتَمد عليها، وبخاصة في فترة احتلال الغزاة الفرنجة لبلاد الشام وبيت المقدس، فكان كتاباً مهماً ومرجعاً تاريخياً يعتمد عليه كثيرٌ من الباحثين.
المصدر: بقلم الأستاذ/ عدنان كنفاني- خاص بموقع مدينة القدس.

خبير فلسطيني : بدء مشروع ’’الضربة القاضية’’ للقدس وتقسيم الضفة.

خبير فلسطيني : بدء مشروع ’’الضربة القاضية’’ للقدس وتقسيم الضفة.

المصدر: خاص مدينة القدس

اعتبر الباحث والمختص في شؤون القدس، جمال عمرو، أن الوحدات الاستيطانية التي أعلن عن إنشائها في مدينة القدس المحتلة هي بمثابة بداية لمشروع "الضربة القاضية" بحق مدينة القدس، مؤكداً أن العدد الذي أعلن عنه (3600) وحدة استيطانية هو بمثابة مقدمة لمشروع كبير يتسع لما يقارب الــ 20 ألف وحدة استيطانية سكنية.
وقال عمرو في تصريحات صحفية له يوم أمس الثلاثاء: "إن هذا المشروع والذي سيكون بمثابة الجسر العمراني الاستيطاني الذي سيربط بين "معالي أدوميم" وتجمع "e1" ومستوطنات غور الأردن وتجمعات استيطانية أخرى مع مدينة القدس المحتلة في إطار ما يسمى القدس الكبرى لدى دولة الاحتلال".
وأفاد الخبير الفلسطيني، وهو أستاذ الهندسة في جامعة بيرزيت، أن هذا المشروع سيقطع الضفة الغربية إلى نصفين، بالإضافة إلى تغيير المعالم الجغرافية وإلغاء طرق كان الفلسطينيون يستخدمونها لا سيما طريق وادي النار والطريق الواصل بين الضفة والأردن، حيث سيضطر الفلسطينيون لإيجاد طريق بديل لأن ذلك الطريق سيمر من وسط المستوطنات اليهودية.
وأكد عمرو أن تلك المشاريع تمثل انقلاباً ديمغرافياً في منتهى الخطورة على الوجود الفلسطيني في القدس، مشدداً على أن الفلسطينيين ستصبح نسبتهم نحو 12 في المائة فقط من مجموع سكان القدس بشقيها الشرقي والغربي بعد تنفيذ ذلك المشروع".
وأضاف جمال عمرو: "بعد تنفيذ ذلك المشروع لن يحلم الفلسطينيون بحل الدولتين ولا بالقدس الشرقية عاصمة لأنه سيقضي بالكامل على حلمهم المنشود".
وفي السياق ذاته؛ وحول هدم البيوت السكنية الفلسطينية في بلدة سلوان، أكد جمال وجود أوامر وقرار بهدم 36 بيتًا سكنيًا تعود ملكيتها للفلسطينيين في حي البستان موضحًا أن الاحتلال وبلديته كان من المقرر أن يهدموا 88 بيتًا سكنيًا ولكن الضجة الأجنبية والعربية حول ذلك حالت دون ذلك.
وتابع: "سيلجأ الاحتلال الإسرائيلي بعدها إلى تقسيم المشروع على 3 مراحل، الأولى وهي إنشاء حديقة الملوك بدأها بقرار هدم 36 بيتًا وإيجاد بدائل للسكان"، معتبرًا أن "ذلك الأسلوب خبيث ويسعى لتجزئة المشروع وتسويقه وتنفيذه على مراحل، لأن الحلول مع العرب ناجحة إذا ما جزأت"، على حد تعبيره .

2014-04-11

الرحالة المغربي محمد المكانسي في رحلته إلى بيت المقدس.

الرحالة المغربي محمد المكانسي في رحلته إلى بيت المقدس.

السلطان "سيدي محمد بن عبد اللّه"، وهو السلطان الذي حكم المغرب ما بين 1757/1790م. وقد أولى اهتماماً كبيراً للحال الاقتصاديّ في المغرب في تلك الفترة، وقام بإصلاحات في هذا المجال، واستطاع أنْ يقيم علاقات طيبة مع الدول الأوروبية بعد قطيعةٍ طويلة، وقد أوفد في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، وتحديداً في أول شهر محرم من عام 1200هـ، وفداً إلى السلطان العثماني في إسطنبول، برئاسة وزيره الثقة وسفيره "محمد بن عبد الوهاب المكناسي" الذي قام برحلاتٍ متعددة إلى بلاد كثيرة، ولكن المشهور رحلته إلى البلاط العثماني المدوّنة تفاصيلها وزيارته إلى فلسطين وبيت المقدس في كتاب عنوانه: (إحراز المعلى والرقيب في حج بيت اللّه الحرام، وزيارة القدس الشريف، والخليل، وقبر الحبيب).

وقد قرّر الباحث "محمد بوكبوط" تلك الرحلة وقال: "إنّ رحلة المكناسي وسفارته إلى السلطان العثماني ساهمت في تصحيح كثيرٍ من المقولات التي علقت بتاريخ العثمانيين، من جراء اعتماد شبه مطلق في تناول تاريخهم على كتابات وتقارير الأوروبيين".

وقد زار المكانسي مدينة دمشق، وتوجّه منها لزيارة عكا يوم 9 ربيع الأول عام 1202هـ وكتب في ذلك يقول: (ولما قربنا منها أرسلنا من يكتري لنا داراً ننزل بها، فطاف البلاد كلّها فلم يجد منزلاً، فسمع بذلك الوزير صاحب البلد "أحمد باشا الجزار" فعيّن لنا منزلاً مشرِفاً على البحر في أحسن حال، ولهذا الوزير أثر كبير بهذه المدينة، وهو الذي شهرها وبه اشتهرت، وأهل البلد يثنون عليه كثيراً، وله جرايات على الضعفاء والفقراء ورواتب للذين لا يسألون الناس إلحافاً).

وقد قضى الرحالة المكانسي تسعة أيام في عكا، زار معالمها، وتعرّف على عادات أهلها، ومن الطريف أنّه سعى لترتيب رحلة عودته إلى المغرب عن طريق البحر على متن سفينة، وكانت السفينة ترتّب أمور السفر الذي يستغرق وقتاً وتحضيرات طويلة، فلم يشأ الرحالة المكانسي أنْ يضيع الوقت بالانتظار من غير فائدة فقرّر القيام برحلة سريعة لزيارة بعض مدن فلسطين، وأهمّها زيارة بيت المقدس، وقد كان له ذلك، فزار مدينة نابلس، وقال عنها: (هي متوسطة بين جبال مرآها حسن، وبناؤها كله بالحجارة المنحوتة وماؤها كثير وذات بساتين، إلا أنّ أزقتها كثيرة العفونات والطريق إليها من قلعتها في صعود وهبوط وحجارة).

أمّا خلال زيارته للقدس فقد كان مبهوراً بمعالمها وآثارها والمقدسات الكثيرة فيها، وقد قال في كتابه عن بيت المقدس: (لها سور حصين، مبنيّ بالحجارة في غاية الإتقان، وأبوابه حصينة الإغلاق ستة هي (باب العمود، باب الزاهرة، باب الأسباط، باب المغاربة، باب النبي داود والخليل) وكان أول ما فعلناه أنْ توجّهنا للمسجد الأقصى، فدخلنا أولاً إلى قبة الصخرة).

وهنا يقدّم الرحالة المكانسي انطباعه عن المدينة وعن المسجد الأقصى المبارك في وصف بنائه والقبة والأعمدة وصفاً غاية في الجمال فيقول في وصفه للمكان تحت الصخرة: (والمكان تحت الصخرة كثير الأنس، يجد الإنسان فيه نشاطاً وخفة، وانشراحاً لعبادة اللّه).

لم يسلكْ الرحالة المكانسي في وصفه لمدينة القدس والمسجد سلوكاً سياسياً فلم يتحدث عن ذلك، ولم يتحدّث أيضاً عن الظروف التي كانت في ذلك الوقت ومدى تأثيرها وتأثّرها بالمقدسات الدينية في المدينة، لكنّه اعتنى بخاصة في الوصف وقد يكون هذا بسبب انبهاره بما شاهد فيقول مشيداً في وصف المسجد: (محرابه، بناؤه، وهو مكسو من داخله بألواح من الرخام عددها سبعة عشر، ثمانية بيض وحمر ترمز إلى صلاتيّ الظهر والعصر، وثلاثة سود ترمز إلى صلاة المغرب، واثنتان خضراوان ترمزان لصلاة الصبح، وأبوابه أحد عشر باباً، والمسجد مسوّر). وفي إشارة خاطفة للسكان في رحاب وأكناف بيت المقدس يقول: (ولأهل بيت المقدس بشاشة وطلاقة وأخلاق حسنة، وميل إلى مؤانسة الغريب، ومسامرته والمحادثة معه).

وامتدّت زيارته إلى الطور ، يقول: (ومن جبل الطور يظهر بيت المقدس في غاية البهاء والابتهاج وحسن المنظر، وكذا من جهة القبلة).

وقد عاد لزيارة مدينة الخليل، وقال: (هي في قبلة القدس، أشبه شيء بمكة عند أول نظرة، مبنية على جبال، فزرنا خليل الرحمن عليه السلام وزوجته أم الأنبياء سارة).

إنّ زيارة الرحالة المكانسي إلى مدينة القدس وبلاد الشام وإلى الدولة العثمانية وبتكليفٍ من سلطان المغرب في ذلك الوقت سيدي محمد بن عبد اللّه دليلٌ جديد على تعلّق العرب والمسلمين عبر مراحل التاريخ بمدينة القدس والمسجد الأقصى كمعلم مقدس، وقد كتب الرحالة المكانسي انطباعاته ومشاهداته في البلاد التي زارها فكانت صورة مشرقة وأمينة ما زال الرحالة العرب يتمسكون بقيمها ومعانيها الشريفة لإعطاء صورة صادقة غير مشبوهة عن بلادنا ومقدساتنا.
المصدر: بقلم/ عدنان كنفاني- خاص بموقع مدينة القدس.

الرحالة أبو الحسن الهروي... زار بيت المقدس إبان احتلالها.

الرحالة أبو الحسن الهروي... زار بيت المقدس إبان احتلالها.

رحّالة عربي لم ينلْ حقّه من الشهرة على الرغم من أنّه كان من الرحّالة الثقة، وكان كتابه الشهير "الإشارات إلى معرفة الزيارات" مرجعاً لكثيرٍ من الرحالة والمؤرخين، منهم "الرحالة ابن النديم"، "والمؤرخ ابن شداد". ومن المهم أنْ نذكر بأنّ إمام الجغرافيين "ياقوت الحموي" صاحب كتاب "معجم البلدان" وبعد أنْ زار فلسطين مرتيْن نهل من كتاب الهروي أيضاً حسب روايات الثقة، وكان للهروي الفضل في لفت اهتمام الحموي إلى فلسطين وبيت المقدس، ولم يقتصرْ عمل الحموي على وصف بلدان جزيرة العرب، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، وقد كتب "ياقوت الحموي" في كتابه بما يخصّ بيت المقدس: (إنّها آخر كور الشام من ناحية مصر، قصبتها بيت المقدس، ومن مشهور مدنها، عسقلان والرملة وغزة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمان ويافا وبيت جبرين).

وقد حرص الرحّالة الهروي في تدوين رحلاته على توثيق وصف الأمكنة التي شاهدها، فقد قام برحلته إلى فلسطين وزار طبريا ونابلس والخليل وعسقلان وبيت المقدس وما حولها إبّان محنتها العصيبة واحتلالها على أيدي الفرنجة في غزوتهم المشهورة إلى بلاد الشام وإلى القدس بشكلٍ خاص في القرن الثاني عشر الميلادي، وقد حرص الرحّالة الهروي قدْر جهده على تدوين مشاهداته في القدس منطلقاً من حرصه الشديد وخوفه أنْ تتلاشى أو تندثر تلك المعالم المقدّسة أو تتعرّض للتشويه والعبث على أيدي الغزاة.

وقد جمع كلّ ذلك في كتابٍ على قدرٍ من الأهمية لأنّه كُتِب وجُمِع وجرت الأحداث والمشاهدات المدوّنة فيه خلال فترة الاحتلال الصليبي لمدينة القدس، وأعتقد أنّ الهروي إنّما حرص على تدوين وتوثيق ذلك كلّه في كتابٍ كي يصلنا ويصل إلى الأجيال اللاحقة للتعريف بالقيمة الدينية العظيمة للمدينة المقدسة وما فيها من معالم إسلامية ومسيحية مقدسة.

هو الرحّالة "أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي" زار مدينة القدس في العام 569هـ الموافق 1170 ميلادي، وجمع تفاصيل رحلته في كتاب بعنوان "الإشارات إلى معرفة الزيارات" وقد قام بتأليف كتابه "الإشارات" ليعطي صورة دقيقة عن مختلف الأماكن التي تحتضنها المدينة، كان رحالة عظيم الشأن ومثابر وصبور، قال عنه ابن خلكان: (طاف أكثر المعمورة).

ونستطيع أنْ نقول إنّ الهروي في كتابه "الإشارات" جمع بين هدفين كانت تتطلبهما المرحلة الصعبة تلك:

أولها الهدف الدينيّ وهو الصفة التي تختصّ بها مدينة القدس وقيمتها الرفيعة بين المسلمين والمسيحيين على حدٍّ سواء لما تجمع من معالم مقدسة لدى الديانتين، ومن آثارٍ ستبقى شامخة على مرّ الدهر، وإلى تنبيه العالم والمهتمين والباحثين إلى المواقع المقدسة التي توجد في القدس المحتلة للمحافظة عليها والإبقاء على معالمها خشية أنْ يقوم المحتلّ بتدمير المعالم العمرانية الأثرية والتاريخية والدينية ما دامت المدينة المقدسة وما فيها وما على أرضها تحت سطوة غزوته واحتلاله، أو استباقاً توضيحياً وتوثيقياً حرص الهروي على تدوينه في كتابه خوفاً من بعض "المستشرقين" الذين دوّنوا فيما بعد وقدّموا صوراً مشوهة على إيقاع غايات سياسية.

أمّا الهدف الآخر فهو هدف سياسي فرضته المرحلة، فقد كانت المدينة تخضع للاحتلال الصليبي الذي لا يقيم وزناً للمقدسات وقد كان الهدف الأول من الغزوة الصليبية هو تدمير الثقافة الإسلامية إضافة إلى الأهداف الكثيرة المعروفة.

وهذا السلوك في حرص بعض المؤلفين العرب على الجمع بين الهدف السياسي والديني في كثيرٍ من مؤلفاتهم كان بدافع حرصهم على نقل وتدوين صورة صادقة وموثقة على طبيعة الأحداث عبر مراحل التاريخ المختلفة.

والغريب، بل والمثير للدهشة أنّ الهروي في كتابه "الإشارات" وفي بعض مقاطع وفقرات الكتاب المذكور يؤكّد أنّ الفرنجة لم يقوموا أثناء احتلالهم للقدس الشريف بأيّ تغييرٍ في المعالم ولا في النقوش، ولا في التصاميم وهذه شهادة "قال بعض المؤرخين والباحثين" إنّها شهادة جيّدة من شخصٍ ثقة عاش وشاهد المرحلة لها دلالتها إزاء ما نسمعه ونشاهده اليوم من محاولات مارقة للمس بالمعالم.

يقول الهروي في جملة ما يقول:

(وقد قرأت كتابةً في سقف القبة (قبة الصخرة) هذه صورتها: بسم الله الرحمن الرحيم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض... إلى آخر الآية الكريمة، والكتابة بالفُصّ المذهّب، ودخلتها في زمان الفرنج سنة تسع وستين وخمسمائة، وكان قبالة الباب الذي إلى مغارة الأرواح صورة لسليمان بن داود عليه السلام، وغربيّه باب من الرصاص عليه صورة المسيح ذهباً، وهو مرصع بالجوهر، أما الباب الشرقي إلى جانب قبة السلسلة فإنّ عليه عقداً مكتوباً فيه اسم القائم بأمر الله أمير المؤمنين وسورة الإخلاص وتحميد وتمجيد، وعلى سائر الأبواب كذلك، لم تغيّرْه الفرنج، وبالمسجد الأقصى محراب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم تغيّرْه الفرنج وقرأت في سقف قبة الأقصى ما هذه صورته: بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله.. إلى آخر الآية الكريمة. وكمل جميع ذلك إلى سلخ ذي القعدة سنة ست وعشرين وأربع مائة).

ويقول الهروي في مقطع آخر من الكتاب: (وجميع الكتابة بالفصّ المذهّب، وجميع ما على الأبواب من آيات القرآن العزيز وأسامي الخلفاء لم تغيّرْه الفرنج).

وقد استرسل الهروي في الوصف الدقيق لكلّ مشاهداته في المسجد الأقصى وفي كلّ الأماكن والمدن والبلاد التي زارها.

إنّ كتاب "الإشارات إلى معرفة الزيارات" الذي ألّفه الرحالة الهروي كتاب له قيمته التاريخية والتوثيقية لتلك المرحلة الدقيقة التي مرت بها مدينة القدس.
المصدر: بقلم/ عدنان كنفاني- خاص بموقع مدينة القدس.

الرحّالة ابن بطوطة في وصف المسجد الأقصى وقبّة الصخرة.

الرحّالة ابن بطوطة في وصف المسجد الأقصى وقبّة الصخرة.

لقد كان ابن بطوطة من أهمّ وأشهر الرحّالة على الإطلاق في عصره، لم يكنْ جغرافياً لكنّه استطاع أنْ يصوّر الأماكن والمناطق التي زارها وصفاً دقيقاً، وقد يكفي أنْ نقول إنّ المسافة التي قطعها في رحلاته، ولنا أنْ نتصوّر صعوبة التنقّل في ذلك الوقت لمسافةٍ تقدّر بـ120 ألف كم، وكان حريصاً على أنْ لا يتردّد على طريقٍ أكثر من مرة، وقد شملت رحلاته الكثيرة مناطق شتى، شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، ومن البلاد التي زارها على سبيل التقدير لا الحصر مصر وشمال وشرق أفريقيا، فبلاد الشام، وزار حوض الفولجا الأدنى وبلاد القرم، والقسطنطينية، وخوارزم وتركستان والهند والصين وأفغانستان وبخارى وبلاد الأندلس، ومن القاهرة سافر شمالاً عبر صحراء سيناء ونزل في غزّة هاشم، ومنها سافر إلى الخليل فالقدس. وغيرها من البلاد التي دوّن عنها ما يعتبر توثيقاً لمشاهداته في تلك الفترة.

وقد تُوفِّيَ ابن بطوطة في العام 770هـ/1369م، وكان قد فرغ من كتابة مذكرات رحلاته في العام 1356م، وقد كلّف السلطان أبو عنان كاتبه ابن جزي لتدوين يوميات رحلات ابن بطوطة وما تحمِل من صورٍ فريدة ومشرقة للمجتمع الإسلامي في الربع الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي.

ويعتبر كتاب (تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) من أهمّ كتب الرحلات قاطبة لما تحتويه من توثيق ووصف بليغ.

وُلِد ابن بطوطة في مدينة طنجة 24 شباط 1304م الموافق 14 رجب 703هـ، وكان فقيهاً عالماً من أُسْرةٍ كان جلّ اهتمامها دراسة العلوم الشرعية والتفقّه فيها، وعمل قاضياً على الحُجّاج في مواسم الحج، كما وليَ قضاء جزر المالديف، وخدَم ملك دلهي ثمان سنوات. بدأ رحلته إلى المشرق في شهر رجب 735هـ/1325م وقد زار مدينة القدس مرتيْن لمكانتها الرفيعة عند المسلمين، ولمعالمها الجميلة والآثار الإسلامية الغالية فيها، وقد أسهب في وصف مشاهداته في القدس، وبخاصةٍ المسجد الأقصى وما يحويه من المسجد القبليّ وقبة الصخرة، وكذلك أكناف بيت المقدس.

أقتطف هنا بعضاً من مشاهداته ووصفه للمسجد القبليّ وقبة الصخرة المشرفة.

يقول في وصف المسجد القبليّ:
(هو من المساجد العجيبة الرائقة الفائقة الحسن، يُقال: إنّه ليس على وجه الأرض مسجدٌ أكبر منه، وأنّ طوله من شرقٍ إلى غربٍ سبعمائة واثنتان وخمسون ذراعاً "بالذراع المالكية"، وعرضه من القبلة إلى الجوف أربعمائة ذراع وخمس وثلاثون ذراعاً، وله أبواب كثيرة في جهاته الثلاث، وأمّا الجهة القبلية منه فلا أعلم بها إلا باباً واحداً، وهو الذي يدخل منه الإمام، والمسجد كلّه فضاءٌ وغير مسقّف إلا المسجد الأقصى فهو مسقّف في النهاية من إحكام الفعل وإتقان الصنعة، مموّهٌ بالذهب والأصبغة الرائقة، وفي المسجد مواضع سواه مسقفة).

وقال في وصف قبة الصخرة:

(هي من أعجب المباني وأتقنها وأغربها شكلاً، قد توفّر حظّها من المحاسن، وأخذت من كلّ بديعةٍ بطرف وهي قائمة على نشر في وسط المسجد، يصعد إليها في درج رخام، ولها أربعة أبواب، والجائر فيها مفروض بالرخام أيضاً، محكم الصنعة وكذلك داخلها، وفي ظاهرها وباطنها من أنواع الذواقة ورائق الصنعة ما يعجز الواصف، وأكثر ذلك مغشّى بالذهب فهي تتلألأ أنواراً أو تلمع لمعان البرق يحار بصر متأمّلها في محاسنها، ويقصر لسان رائيها عن تمثيلها، وفي وسط القبة الصخرية الكريمة التي جاء ذكرها في الآثار، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم عرج منها إلى السماء، وهي صخرة صماء ارتفاعها قدر قامة، وتحتها مغارة مقدار بيت صغير، ارتفاعها نحو قامة أيضاً، ينزل إليها على درج وهنالك شكل محراب، وعلى الصخرة شبّاكان اثنان محكما العمل يغلقان عليها، أحدهما وهو الذي يلي الصخرة من حديد بديع الصنعة، والثاني من خشب، وفي القبة درقة كبيرة من حديد معلقة هنالك، والناس يزعمون أنّها درقة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه).

رحم الله ابن بطوطة الرحّالة العربي المسلم الذي كان صادقاً وموثّقاً وأميناً في التصوير والنقل، وعبّر بذلك عن رفعة الإسلام على مرّ العصور.
المصدر: عدنان كنفاني- خاص بموقع مدينة القدس.

ما ذكره الرحالة عن بيت المقدس في القرنين السادس والسابع الهجريين.



جاء دانيال الروسي إلى فلسطين عام 1106 أو 1107م (501ﻫ) وهو راهب من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية.ومما جاء عن ملاحظاته عن مدينة القدس وأطرافها: قحولة جبالها واعتمادها على المطر،وأنه تعرض للأخطار بين القدس وبيت لحم .

ووصف الرحالة العربي الإدريسي المتوفى عام 560ﻫ:1165م بيت المقدس بقوله: {مدينة جليلة،قديمة البناء،وكانت تسمى إيلياء. وهي على جبل يصعد إليها من كل جانب، وهي بذاتها طويلة. وطولها من المغرب إلى المشرق. وفي طرفها الغربي باب المحراب. وهذا الباب على قبة داوود. وفي طرفها الشرقي باب يسمى (باب الرحمة). وهو مغلق لا يفتح إلا من عيد الزيتون لمثله.ولها من جهة الجنوب باب صهيون.ومن جهة الشمال باب (عامود الغراب)}.

وفي سنة 1172م:567ﻫ، أي قبل معركة حطين بمدة قصيرة زار فلسطين الحاج تيودور يتش الألماني. وهو كما يقول صاحب رواد الشرق العربي في العصور الوسطى. أول كاتب أوروبي في القرون الوسطى يعنى بوصف فلسطين وصفاً عاماً. قال الحاج {إن بلاد القدس جبلية،وتبلغ أقصى ارتفاعها حول المدينة المقدسة. وهذه الجبال صخرية، لكن صخورها جميلة، فيها الأبيض والأحمر والرخام المتعدد الألوان وكلها صالحة لأخذ حجارة البناء. أما حيث يتجمع بعض التراب بين الصخور فتنمو جميع أنواع الفواكه،وتكون الجبال مكسوة بالكروم والزيتون والتين. وأما الأودية فتملأها الحبوب والبساتين. وفي أحد فصول كتابه:ذكر جبال القدس وأوديتها ويوضح، علاقتها بعضها ببعض.ويذكر عين سلوان ويعرض لأسطورة تقول إن ماء هذا العين يأتي من شيلوه ثم ينقدها ذاكراً استحالة هذا الأمر من ناحية طبوغرافية}.

وفي موقع آخر قال تيودور يتش عن القدس ما يأتي:{يغلب على شوارعها أنها مبلطة بألواح كبيرة من الحجارة وأنها مسقوفة بعقود حجرية. فيها نوافذ يدخل منها النور وبيوتها مبنية من الحجر الجميل النقش، وأسطحتها مستوية، ليست كأسطحة بيوتنا المنتهية بمخروط ويجمع السكان ماء المطر في آبار لأنه لا يوجد أي ماء آخر في بلدهم.والخشب غالي الثمن في بلاده لبعد مورده}.

وهاك حديثاً آخر عن القدس في القرن الثاني عشر الميلادي:

(بالقرب من كنيسة يوحنا المعمدان يقوم مستشفى يقيم فيه عدد كبير من الرجال والنساء المرضى،وينالون العناية التي تكلفت نفقات باهظة.وقد بلغني لما كنت هناك،أن عدد المرضى أؤلئك بلغ الألفين،وقد بلغ عدد الموتى منهم الخمسين في اليوم الواحد.وقد يعالج في العيادة الخارجية مثل عدد المرضى المقيمين في المستشفى هذا فضلاً عن أعمال الإحسان التي لا تقدر إذ يتصدق يومياً على السائلين وأبناء السبيل بالخبز...).

وزار فلسطين سائحان يهوديان هما بنيامين التودلي الأسباني سنة 1160م-1173م (555-658ﻫ)، وبتاحيا بين 1170م-1187م (565-583ﻫ). ذكر الأول زلزالاً هز سوريا وقُتل من أهل فلسطين عشرون ألفاً. وروى قصة مؤداها أن عاملين كانا في جبل صهيون عثرا على قبر الملك داوود ورأيا قاعة كبيرة مزينة بالذهب والفضة. ولكنهما لم يكادا يدخلان حتى عصفت ريح شديدة قذفت بهما خارج القاعدة،فاقدي الوعي،ولم يجرؤا بعد ذلك على العودة إلى المكان نفسه وقد سد المكان المنفتح بجدار).
وأما بتاحيا بين فهو يهودي ألماني. وقد ذكر أنه كان في القدس أيام زارها،يهودي واحد فقط هو الحاخام إبراهيم الصباغ وسمي كذلك لأنه كان يعمل في هذه الصناعة.
ونقلنا ما كتبه الهروي المتوفى عام 611ﻫ:1215م، في كتابه (الإشارات إلى معرفة الزيارات) عن الحرم المقدسي الشريف في الملحق.
وهاك ما كتبه عن المقدسات المسيحية. (وبالقدس كنيسة اليعاقبة، بها بئر يقال أن المسيح اغتسل منها وآمنت السامرية على يده عندها. ويزورونها ويعتقدون بها.وبالقدس برج داوود عليه السلام ومحرابه المذكور في القرآن العزيز.. وبظاهر القدس كنيسة السليق يقال إن المسيح عليه السلام منها رفع إلى السماء.وكنيسة صهيون يقال إن المائدة نزلت على عيسى بن مريم والحواريين بها.

وأما زيارات الملة المسيحية فأعظمها كنيسة قمامة (القيامة) وعماراتها من العجائب المذكورة...ولهم فيها المقبرة التي يسمونها القيامة وذلك أنهم يعتقدون أن المسيح قامت قيامته في ذلك الموضع.والصحيح أن الموضع كان اسمه قمامة لأنه كان مزبلة البلد.
وكان ظاهر البلد تُقطَع به أيدي المفسدين وتصلَب به اللصوص. هذا ذُكر في الإنجيل والله أعلم. ولهم فيها الصخرة التي يزعمون أنها انشقَّت وقام آدم من تحتها لأنها كانت تحت الصلبوت بزعمهم. ولهم فيها بستان الصديق عليه السلام يزورونه. وأما نزول النور فأنني أقمت بالقدس زماناً على عهد الفرنج إلى أن عرفت كيفية عمله.
ومما ذكره صاحب معجم البلدان المتوفى 626ﻫ:1229م قوله: المَقْدس في اللغة المنزه.قال المفسّرون في قوله تعالى: ونحن نسبح بحمد ونقدس لك، قال الزّجاج: معنى نقدس لك أي نطهر أنفسنا لك وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدسه أي نطهره،قال: ومن هذا قيل للسطل القَدَس لأنه يُتَقَدَّس منه أي يتطهر،قال: ومن هذا بيت المقدس كذا ضبطه بفتح أوله،وسكون ثانيه وتخفيف الدال وكسرها، أي البيت المقدَّس المطهرّ الذي يتطهر به من الذنوب قال مروان:

قل للفرزْدَقِ، والسفاهة كاسمْها:
إن كنت تاركَ ما أمرتك فأجلس
ودع المدينة إنها محذورة
والحق بمكة أو ببيت المقدس

وقال قتادة: المراد بأرض المقدس أي المبارك.

وبعد أن ذكر المؤلف شيئاً عن فضائل بيت المقدس قال: (والذي شاهدته أنا منها أن أرضها وضياعها وقراها كأنها جبال شامخة وليس حولها ولا بالقرب منها أرض وطيئة البتة. وزروعها على الجبال وأطرافها بالفؤوس لأن الدواب لا صنع لها هناك،وأما نفس المدينة فهي على فضاء في وسط تلك الجبال وأرضها كلها حجر من الجبال التي عليها وفيها أسواق كثيرة وعمارات حسنة.
ثم تحدث المؤلف عن الحرم الشريف مما نقلناه في الملحق.وعاد بعد ذلك إلى وصف المدينة {وفيها مغاور كثيرة ومواضع يطول عددها مما يزار ويتبرك به، ويشرب أهل المدينة من ماء المطر، وليس فيها دار إلا وفيها صهريج لكنها مياه رديئة أكثرها يجتمع من الدروب،وإن كانت دروبهم حجارة ليس فيها ذلك الدنس الكثير،وفيها ثلاث برك عظام:بركة بني إسرائيل وبركة سليمان عليه السلام وبركة عياض عليها حماماتهم}.
وبعد أن نقل وصف البشاري للقدس نقلاً عن كتابه (أحسن التقاسيم) تحدث عن تاريخ القدس منذ دخول عمر بن الخطاب إليها حتى أيامه.ومما ذكره: (ولم تزل -أي بيت المقدس- على ذلك بيد المسلمين، والنصارى من الروم والإفرنج والأرمن وغيرهم من سائر أصنافهم يقصدونها للزيارة إلى بيعتهم المعروفة بالقمامة (القيامة) وليس لهم في الأرض أجلُّ منها حتى انتهت إلى أن ملكها سُكمان بن أرْتُق وأخوه ايلغازي جد هؤلاء الذين بديار بكر صاحب ماردين وآمد، والخطبة فيها تقام لبني العباس،فاستضعفهم المصريون وأرسلوا إليهم جيشاً لا طاقة لهم به، وبلغ سُكمان وأخاه خبر ذلك فتركوها من غير قتال.وانصرفوا نحو العراق.وقيل: بل حاصروها ونصبوا عليها المجانيق ثم سلموها بالأمان ورجع هؤلاء إلى نحو المشرق وذلك في سنة 491ﻫ.
ثم ذكر ياقوت خروج الفرنج من بالدهم واستيلائهم على القدس إلى أن يقول: (ولم يزل في أيديهم حتى استنفذه منهم الناصر صلاح الدين بن أيوب في سنة 583ﻫ بعد إحدى وتسعين سنة أقامها في يد الإفرنج. وهي الآن في يد بني أيوب، والمستولي عليهم الآن منهم الملك عيسى بن العادل أبي بكر بن أيوب. وأنهى حديثه بقوله: (من أعظم محاسنه -أي الحرم الشريف- أنه إذا جلس إنسان فيه في أي موضع منه يرى أن ذلك الموضع هو أحسن المواضع وأشرحها. ولذا قيل أن الله نظر إليه بعين الجمال ونظروا إلى المسجد الحرام بعين الجلال:

أهيمُ بقاع القدس ما هَبَّت الصَّبا
فتلك رباعُ الأنس في زمن الصبَّا
وما زلت في شوقي إليها مواصلاً
سلامي على تلك المعاهد والرُّبَى

والحمد لله الذي وفقني لزيارته).
وذكر ياقوت الساهرة بقوله: (موضع ببيت المقدس.وقال أبو عباس: الساهرة أرض القيامة أرض بيضاء لم يسفك فيها دم).
وتحدث القزويني المتوفى عام 1283م في كتابه (آثار البلاد وأخبار العباد) عن القدس ومما جاء قوله: (بيت المقدس هي المدينة المشهورة التي كانت محل الأنبياء وقبلة الشرائط ومهبط الوحي. بناه داوود وفرغ منها سليمان... والتي عليها الآن أرضها وضياعها جبال شاهقة، وليس بقربها أرض وطيئة وزروعها على أطراف الجبال بالفؤوس لأن الدواب لا عمل لها هناك. وأما نفس المدينة ففي فضاء في وسط ذلك وأرضها كلها حجر، وفيها عمارات حسنة، وشرب أهلها من ماء المطر. وليس فيها دار إلا وفيها صهريج مياهه تجتمع من الدروب، ودروبها حجرية ليست كثيرة الدنس لكن مياهها رديئة.وفيها ثلاث برك:بركة بني إسرائيل وبركة سليمان وبركة عياض).
المصدر: بلادنا فلسطين، مصطفى مراد الدباغ