بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-07-04

السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين - رسالة هرتزل -


السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين - رسالة هرتزل -
صحيح ان مرحلة الاستعمار العثماني واعمالهم القذرة ضد العرب والانسانية جمعاء لاتخفى على أحد، ولكن لابد من ذكر بعض المواقف والاشخاص الذين كان لهم موقف وطني واسلامي، واستشهد هنا على سبيل المثال بالسلطان عبد الحميد:
صحيح انه تركي وسلطان عثماني ولكن سيرة حياته ونهايته وحسب ماورد في التاريخ أنه لما عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني الأول في (بازل) بسويسرا عام 1315 هـ، 1897 م، برئاسة ثيودور هرتزل (1860 م-1904 م) رئيس الجمعية الصهيونية، اتفقوا على تأسيس وطن قومي لهم يكون مقرًا لأبناء عقيدتهم، وأصر هرتزل على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي لهم، فنشأت فكرة الصهيونية، وقد اتصل هرتزل بالسلطان عبد الحميد مرارًا ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين، ولكن السلطان كان يرفض، ثم قام هرتزل بتوسيط كثير من أصدقائه الأجانب الذين كانت لهم صلة بالسلطان أو ببعض أصحاب النفوذ في الدولة، كما قام بتوسيط بعض الزعماء العثمانيين، لكنه لم يفلح، وأخيرًا زار السلطان عبد الحميد بصحبة الحاخام (موسى ليفي)و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سلانيك، وبعد مقدمات مفعمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكا. لكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه وقال: ((إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع وربما إذا تفتت إمبراطوريتي يوما، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل))، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين.

عندئذ أدرك خصومه أنهم أمام رجل قوي وعنيد، وأنه ليس من السهولة بمكان استمالته إلى صفها، ولا إغراؤه بالمال، وأنه مادام على عرش الخلافة فإنه لا يمكن للصهيونية العالمية أن تحقق أطماعها في فلسطين، ولن يمكن للدولة الأوروبية أن تحقق أطماعها أيضًا في تقسيم الدولة العثمانية والسيطرة على أملاكها، وإقامة دويلات لليهود والأرمن واليونان ومن أهم الذين وقفوا مع السلطان عبد الحميد في هذا الموضوع نقيب بغداد عبد الرحمن الكيلاني ،والذي تؤكد الوثائق انه سافر إلى إسطنبول ،مؤازرا، وهذا مما يحتسب لنقيب بغداد وهو من المقربين لعبد الحميد.

لذا قرروا الإطاحة به وإبعاده عن الحكم، فاستعانوا بالقوى المختلفة التي نذرت نفسها لتمزيق ديار الإسلام، أهمها الماسونية، والدونمة، والجمعيات السرية (الاتحاد والترقي)، والدعوة للقومية التركية (الطورانية)، ولعب يهود الدونمة دورًا رئيسًا في إشعال نار الفتن ضد السلطان.
تم عزله وخلعه من منصبه في 27 إبريل 1909 وأمضى بقية حياته في سلانيك منفيا، ثم في قصر بكلربكي في الآستانة، وتم تنصيب شقيقه محمد رشاد خلفاً له.
واخيرا توفي السلطان في المنفى في 10 فبراير من عام 1918. 
 
رسالة هرتزل إلى السلطان عبد الحميد

أرسل ثيودور هرتزل رسالة إلى السلطان عبد الحميد الثاني يعرض عليه قرضاً من اليهود يبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومنح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكماً ذاتياً. وفيما يلي نص الرسالة:

"ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترليني يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنية إسترليني في السنة الأولى وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنوياً.

ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين. أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية.

مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية:
الهجرة اليهودية إلى فلسطين، التي لا نريدها غير محدودة فقط، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة. وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي، المضمون في القانون الدولي، في الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم. (دولة شبه مستقلة في فلسطين).

ويجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصل الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم.

قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي:
يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم. سيكون لهذه الدعوة قوة القانون وتبلغ الدول بها مسبقاً."

وقد رفض السلطان عبد الحميد مطالب هرتزل. ومما ورد عنه في ذلك قوله :"إذ أن الإمبراطورية التركية ليست ملكا لي وإنما هى ملك للشعب التركي فليس والحال كذلك أن أهب أى جزء فيها ...فليحتفظ اليهود ببلاينهم في جيوبهم ... فإذا قسمت الإمبراطورية يوما ما فقد يحصلون على فلسطين دون مقابل. ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا."

2014-07-03

وضع الفلسطينيين تحت الاحتلال يشبه وضع العبيد السود بأمريكا بالقرن الـ 19.


وضع الفلسطينيين تحت الاحتلال يشبه وضع العبيد السود بأمريكا بالقرن الـ 19.

الناصرة -زهير أندراوس
كشفت دراسة إسرائيلية جديدة وفريدة من نوعها، النقاب عن أن نظرية حديثة لتحليل الاحتلال الإسرائيلي تؤكد بأن وضع السكان الفلسطينيين الذين يرزحون تحت نير الاحتلال يشبه كثيرا وضع العبيد السود في أمريكا في القرن الـ 19، وأن الإسرائيليين المأسورين في نظرية التوسع الاستيطاني ليسوا على استعداد للاعتراف بذلك، كما قالت عالمة الاجتماع الإسرائيلية إيفا إيلوز، التي أعدت الدراسة ونشرتها في ملحق صحيفة (هآرتس) العبرية.
وساقت قائلة إن الإسرائيليين يتعاملون مع الفلسطينيين من منطلقات عسكرية فقط: إنهم جنود، هم أعداء ويجب هزيمتهم، ليسوا مواطنين عاديين، إنهم يشكلون خطرا على الإسرائيليين ويملكون الوسائل لذلك، يجب استعبادهم بالقوة، ويجب الانتصار عليهم بالضربة القاضية، لأن غير ذلك، سيكون بمثابة هزيمة للإسرائيليين. وجاء أيضا أن النزاع الذي بدأ بصبغة عسكرية، يخفي حقيقة مهمة جدا أن النزاع تحول بسبب الاحتلال إلى شكل من أشكال السيطرة على الفلسطينيين، السيطرة التي تقترب اليوم كثيرا إلى ظروف العبودية. وأودت الدراسة معطيات مفزعة عن الاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال، مشددة على أن الفلسطيني الذي لم يعتقل منذ الاحتلال في العام 1967 يعيش في حالة خوف دائم وتحت تهديد الاعتقال، مشيرة إلى أن أساليب التحقيق التي تمارسها المخابرات الإسرائيلية مع المعتقلين تتناقض جوهريا مع جميع القوانين والمواثيق الدولية.
علاوة على عنف الجيش، قالت الدراسة، فإن الفلسطينيين يتعرضون بشكل دائم لعنف من قبل المستوطنين، الذين لا يُقدمون للمحاكمة، إلا في حالات نادرة جدا. وقالت أيضا إن الحواجز التي يضعها الاحتلال هدفها ليس فقط إعاقة تحرك الفلسطينيين، إنما لإفهامهم من هو السيد ومن هو العبد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سلطات الاحتلال، قالت الدراسة، تقوم بفرض أوامر وتعليمات لمنع الفلسطينيين من تطوير الاقتصاد. كما أن الاحتلال، يستخدم قانون لم الشمل للإمعان في احتقار الفلسطينيين ومنع الزوج من لقاء زوجته، بسبب القانون الذي يحظر على الفلسطينيين الزواج من فلسطينيين يعيشون في إسرائيل أو بالعكس. وأكدت الدراسة على أن المستوطنين، الذين كانوا حتى قبل عشرين عاما على هامش المجتمع الإسرائيلي، باتوا اليوم يقررون السياسة ويسيطرون على صنع القرار، وأن أفكارهم تتماشى مع أفكار مؤيدي العبودية في أمريكا في القرن الـ 19.
ونوهت الدراسة إلى أن الاعتقاد السائد لدى اليهود بأنهم يتفقون على العرب الدونيين ينتشر في جميع روافد المجتمع في إسرائيل، ولكن هذا الاعتقاد يصبح أكثر فجورا في التعامل مع الفلسطينيين بالضفة الغربية. الإسرائيليون، تقول الدراسة، يرون أنفسهم الأكثر أخلاقية، مثقفون، ومتطورون أكثر من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية مقارنة بالعرب الدونيين، وهي نفس النظرة التي كان يتبناها البيض في أمريكا في زمن عبودية السود، تماما كما كان يعتقد الرجل الأبيض في أمريكا أن الرجل الأسود هو دوني ويشبهون الحيوانات.
أما بالنسبة للمستوطنين، فقالت الدراسة، إنهم يقدسون الأرض، تماما مثل البيض بأمريكا في القرن الـ 19، ويقومون بإضفاء مقولات من التوراة على ذلك، ويرون في أنفسهم أسياد الأرض، الذي يسيطرون على الفلسطينيين العبيد طاعة لأمر الله، وبالتالي فإن مواقف النواب المتشددين من اليمين مثل ميري ريغيف، داني دانون، نفتالي بينيت وياريف لفين، هي مواقف لينة مقارنة بمواقف المستوطنين.

نماذج من العنصرية الصهيونية في النظرية والممارسة


نماذج من العنصرية الصهيونية في النظرية والممارسة

- فتوى تؤكد أن الغرباء لا يتساوون مع اليهود ، واستخدام الاطفال كدروع بشرية
وفقاً لصحيفة " هأرتس " الصهيونية ( 22-4-2013) فقد قضت فتوى توراتية أصدرتها الحاخامية الرئيسية في الجيش الإسرائيلي بان الغرباء من غير اليهود لا يمكن ان يكونوا مساوين لليهود في الوزن والقيمة والحقوق. حسب ما ورد في صحيفة "هآرتس" العبرية التي أوردت نص الفتوى ". ووردت الفتوى الجديدة ضمن كتاب "الشريعة" الذي أصدرته الحاخامية الرئيسية في الجيش الإسرائيلي ووزعته على القواعد العسكرية المختلفة والواقع في 142 صفحة ويعالج قضايا شرعية يهودية.
من جهة أخرى أظهر مقطع فيديو جديد، استخدام قوات الاحتلال لفتى يبلغ من العمر 17 عاما، كدرع بشرية والاعتداء عليه، اثناء مواجهات اندلعت في بلدة أبو ديس شرق القدس.

- رفض إنضمام لاعبيْن مسلمين لفريق كرة القدم
رفضت إدارة فريق كرة القدم الـ "إسرائيلي" «بيتار أورشليم» وجمهوره قرار مالكه اليهودي الروسي أركادي غايدماك استقدام لاعبيْ تعزيز للفريق من فريق غروزني من الشيشان على خلفية ديانتهما الإسلامية. وفريق «بيتار» معروف منذ تأسيسه بعنصريته ضد المسلمين والعرب، وبأنه معقل لغلاة المتطرفين في اليمين الإسرائيلي، وترأست إدارته في السابق شخصيات يمينية غدت لاحقاً شخصيات سياسية، مثل رئيس الكنيست رؤوبين ريبلين، والوزير السابق روني بارؤون، ويعتبر رئيس الحكومة السابق أيهود اولمرت واحداً من اشد أنصاره، وهو الفريق الوحيد في دوري الأضواء الإسرائيلي الذي لم يضم إلى صفوفه لاعباً عربياً بعد أن أعلن مسؤولوه مراراً أنهم لا يتحملون رؤية عربي يلبس قميص الفريق. وتشهد مدرجات استاد الفريق أسبوعياً شتائم عنصرية ضد العرب والنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولم تردع العقوبات التي أنزلها اتحاد الكرة بالفريق، الجمهور العنصري من مواصلة شتائمه.
وضجت أول من أمس مدرجات الفريق بالصراخ والشتائم ضد «العرب والمسلمين» ونبيهم مع شيوع نبأ قرار مالك الفريق تعزيزه بلاعبيْن مسلمين من فريق غروزني الشيشاني. وطاولت الشتائم غايدماك، وهدد الجمهور الذي يعتاش فريقه من أموال غايدماك، بأنه لن يسمح بأن تدوس أقدام اللاعبيْن ملعب الفريق. ورفع مشجعون لافتات كتب عليها: «بيتار نظيف (من العرب) إلى الأبد».

- حقن الأثيوبيات بمادة لمنع الحمل
في خبر له نفس الدلالات فقد أقرت السلطات الـ"إسرائيلية" بأنها درجت وبشكل مكثف على إعطاء العديد من النساء الأثيوبيات حقن "ديبو بروفيرا" وهي وسيلة منع حمل بالغة التأثير وتبعاتها قد تشكل خطراً على حياة النساء. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية, 27-1-2013, أن مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية روني غَمزو, بعث رسالة إلى 4 صناديق مرضى قبل أيام, تضمنت تعليمات تقضي بالتوقف عن حقن النساء الأثيوبيات بماداة "ديبو بروفيرا" بشكل أوتوماتيكي.
وكتب غمزو في رسالته أنه "من دون اتخاذ موقف أو تأكيد ادعاءات ظهرت أخيرا, أطلب بهذا توجيه تعليمات إلى جميع أطباء النساء الذين يعملون في صندوق المرضى أو معه, ألا يجددوا وصفات طبية لديبو بروفيرا للنساء من أصل أثيوبي أو نساء أخريات اللواتي لا يدركن عواقب العلاج".
وتأتي هذه الرسالة بعد أن كانت السلطات الإسرائيلية تنفي باستمرار هذه الظاهرة ورفضت تحمل مسؤوليتها.

صك الانتداب على فلسطين.. تمهيد للنكبة

صك الانتداب على فلسطين.. تمهيد للنكبة

أعلن مشروع الانتداب البريطاني على فلسطين من قبل عصبة الأمم المتحدة بتاريخ 6 يوليو/ تموز 1921 وصودق عليه في 24 يوليو/ تموز 1922 ووضع موضع التنفيذ في 29 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، وتضمن مقدمة جاء فيها:

مجلس عصبة الأمم
لما كانت دول الحلفاء الكبرى قد وافقت على أن يعهد بإدارة فلسطين التي كانت تابعة فيما مضى للدولة العثمانية بالحدود التي تعينها تلك الدول إلى دولة منتدبة تختارها الدول المشار إليها تنفيذا لنصوص المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم..

ولما كانت دول الحلفاء قد وافقت أيضا على أن تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن تنفيذ التصريح الذي أصدرته في الأصل حكومة صاحب الجلالة البريطانية في اليوم الثاني من شهر نوفمبر/ (تشرين الثاني) 1917 وأقرته الدول المذكورة لصالح إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يضير بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية الموجودة الآن في فلسطين، أو بالحقوق والوضع السياسي مما يتمتع به اليهود في أي بلاد أخرى..

ولما كان قد اعترف بذلك بالصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بفلسطين وبالأسباب التي تبعث على إعادة إنشاء وطنهم القومي في تلك البلاد..

ولما كانت دول الحلفاء قد اختارت صاحب الجلالة البريطانية ليكون منتدبا على فلسطين..

ولما كان الانتداب على فلسطين قد صيغ في النصوص التالية وعرض على مجلس عصبة الأمم لإقراره..

ولما كان صاحب الجلالة البريطانية قد قبل الانتداب على فلسطين وتعهد بتنفيذه بالنيابة عن عصبة الأمم طبقا للنصوص والشروط التالية..

ولما كانت الفقرة الثامنة من المادة 22 المتقدمة الذكر تنص على أن درجة السلطة أو السيطرة أو الإدارة التي تمارسها الدولة المنتدبة سيحددها بصراحة مجلس عصبة الأمم إذا لم يكن هناك اتفاق سابق بشأنها بين أعضاء عصبة الأمم..

لذلك فإن مجلس عصبة الأمم بعد تأييده الانتداب المذكور يحدد شروطه ونصوصه بما يلي:
المادة الأولى:
يكون للدولة المنتدبة السلطة التامة في التشريع والإدارة باستثناء ما يكون قد قيد في نصوص هذا الصك.
المادة الثانية:
تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن وضع البلاد في أحوال سياسية وإدارية واقتصادية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي وفقا لما جاء بيانه في ديباجة هذا الصك وترقية مؤسسات الحكم الذاتي، وتكون مسؤولة أيضا عن صيانة الحقوق المدنية والدينية لجميع سكان فلسطين بقطع النظر عن الجنس والدين.
المادة الثالثة:
يترتب على الدولة المنتدبة أن تعمل على تشجيع الاستقلال المحلي على قدر ما تسمح به الظروف.
المادة الرابعة:
يعترف بوكالة يهودية ملائمة كهيئة عمومية لإسداء المشورة إلى إدارة فلسطين والتعاون معها في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من الأمور التي قد تؤثر في إنشاء الوطن القومي اليهودي ومصالح السكان اليهود في فلسطين ولتساعد وتشترك في ترقية البلاد، على أن يكون ذلك خاضعا دوما لمراقبة الإدارة.
يعترف بالجمعية الصهيونية كوكالة ملائمة مادامت الدولة المنتدبة ترى أن تأليفها ودستورها يجعلانها صالحة ولائقة لهذا الغرض، ويترتب على الجمعية الصهيونية أن تتخذ ما يلزم من التدابير بعد استشارة حكومة صاحب الجلالة البريطانية للحصول على معونة جميع اليهود الذين يبغون المساعدة في إنشاء الوطن اليهودي.
المادة الخامسة:
تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن ضمان عدم التنازل عن أي جزء من أراضي فلسطين إلى حكومة دولة أجنبية، وعدم تأجيره إلى تلك الحكومة أو وضعه تحت تصرفها بأي صورة أخرى.
المادة السادسة:
على إدارة فلسطين مع ضمان عدم إلحاق الضرر بحقوق ووضع فئات الأهالي الأخرى أن تسهل هجرة اليهود في أحوال ملائمة، وأن تشجع بالتعاون مع الوكالة اليهودية المشار إليها في المادة الرابعة حشد اليهود في الأراضي الأميرية والأراضي الموات غير المطلوبة للمقاصد العمومية.
المادة السابعة:
تتولى إدارة فلسطين مسؤولية سن قانون للجنسية، ويجب أن يشتمل ذلك القانون على نصوص تسهل اكتساب الجنسية الفلسطينية لليهود الذين يتخذون فلسطين مقامًا دائمًا لهم.
المادة الثامنة:
إن امتيازات وحصانات الأجانب بما فيها مزايا المحاكم القنصلية والحماية التي يتمتع بها الرعايا الأجانب في السابق بحكم الامتيازات أو العرف في المملكة العثمانية لا تكون نافذة في فلسطين.
غير أنه متى انتهى أجل الانتداب تعاد هذه الامتيازات في الحال برمتها أو مع التعديل الذي يكون قد تم الاتفاق عليه بين الدول صاحبة الشأن، إلا إذا سبق للدول التي كان رعاياها يتمتعون بالامتيازات المذكورة في أول أغسطس (آب) سنة 1914 أن تنازلت عن حق استرجاع تلك الامتيازات أو وافقت على عدم تطبيقها لأجل مسمى.
المادة التاسعة:
تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن جعل النظام القضائي القائم في فلسطين ضامنا تمام الضمان لحقوق الأجانب والوطنيين على السواء. ويكون احترام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية لمختلف الشعوب والطوائف مضمونا تمام الضمان أيضا، وبصورة خاصة تكون إدارة الأوقاف خاضعة للشرائع الدينية وشروط الواقفين.
المادة العاشرة:
تكون المعاهدات المبرمة بين الدولة المنتدبة وسائر الدول الأجنبية بشأن تسليم المجرمين مرعية الإجراء في فلسطين إلى أن تعقد اتفاقات خاصة بذلك فيما يتعلق بفلسطين.
المادة الحادية عشرة:
تتخذ إدارة فلسطين جميع ما يلزم من التدابير لصون مصالح الجمهور فيما يتعلق بترقية البلاد وعمرانها، ويكون لها السلطة التامة في وضع ما يلزم من الأحكام لاستهلاك أي مورد من موارد البلاد الطبيعية أو الأعمال والمصالح والمنافع العمومية الموجودة في البلاد أو التي ستؤسس فيما بعد أو السيطرة عليها بشرط مراعاة الالتزامات التي قبلتها الدولة المنتدبة على نفسها. ويترتب عليها أن توجد نظاما للأراضي يلائم احتياجات البلاد مراعية في ذلك من بين الأمور الأخرى الراغبة في تشجيع حشد السكان في الأراضي وتكثيف الزراعة.
ويمكن لإدارة البلاد أن تتفق مع الوكالة اليهودية المذكورة في المادة الرابعة على أن تقوم هذه الوكالة بإنشاء أو تسيير الأشغال والمصالح والمنافع العمومية وترقية مرافق البلاد الطبيعية بشروط عادلة ومنصفة مادامت الإدارة لا تتولى هذه الأمور مباشرة بنفسها. غير أن كل اتفاق كهذا يجب أن يشترط فيه ألا تتجاوز الأرباح التي توزعها الوكالة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مقدار الفائدة المعقولة التي يعود بها رأس المال المستثمر، وأن كل ما يزيد على هذه الفائدة من الأرباح يجب أن يستخدم لما فيه نفع البلاد على الوجه الذي توافق عليه الإدارة.
المادة الثانية عشرة:
يعهد إلى الدولة المنتدبة بالإشراف على علاقات فلسطين الخارجية وحق إصدار البراءات إلى القناصل الذين تعينهم الدول الأجنبية، ويكون لها الحق أيضا في أن تشمل رعايا فلسطين وهم خارج حدود منطقتها بحماية سفرائها وقناصلها.
المادة الثالثة عشرة:
تضطلع الدولة المنتدبة بجميع المسؤوليات المتعلقة بالأماكن المقدسة والمباني أو المواقع الدينية في فلسطين، بما في ذلك مسؤولية المحافظة على الحقوق الموجودة وضمان الوصول إلى الأماكن المقدسة والمباني والمواقع الدينية وحرية العبادة مع المحافظة على مقتضيات النظام العام والآداب العامة. وتكون الدولة المنتدبة مسؤولة أمام عصبة الأمم دون سواها عن كل ما يتعلق بذلك بشرط ألا تحول نصوص هذه المادة دون اتفاق الدولة المنتدبة مع إدارة البلاد على ما تراه الدولة المنتدبة ملائما لتنفيذ نصوص هذه المادة، وبشرط ألا يفسر شيء من هذا الصك تفسيرا يخول الدولة المنتدبة سلطة التعرض أو التدخل في نظام أو إدارة المقامات الإسلامية المقدسة الصرفة المصونة حصانتها.
المادة الرابعة عشرة:
تؤلف الدولة المنتدبة لجنة خاصة لدرس وتحديد وتقرير الحقوق والادعاءات المتعلقة بالأماكن المقدسة والحقوق والادعاءات المتعلقة بالطوائف الدينية المختلفة في فلسطين، وتعرض طريقة اختيار هذه اللجنة وقوامها ووظائفها على مجلس عصبة الأمم لإقرارها، ولا تعين اللجنة ولا تقوم بوظائفها دون موافقة المجلس المذكور.
المادة الخامسة عشرة:
يترتب على الدولة المنتدبة أن تضمن جعل الحرية الدينية التامة وحرية القيام بجميع شعائر العبادة مكفولتين للجميع بشرط المحافظة على النظام العام والآداب العامة فقط، ويجب ألا يكون ثمة تمييز مهما كان نوعه بين سكان فلسطين على أساس الجنس أو الدين أو اللغة، وألا يحرم شخص من دخول فلسطين بسبب معتقده الديني فقط.
ويجب ألا تحرم أي طائفة كانت من حق صيانة مدارسها الخاصة لتعليم أبنائها بلغتها الخاصة، وألا تنتقص من هذا الحق مادام ذلك مطابقا لشروط التعليم العمومية التي قد تفرضها الإدارة.
المادة السادسة عشرة:
تكون الدولة المنتدبة مسؤولة عن ممارسة ما يقتضيه أمر المحافظة على النظام العام والحكم المنظم من الإشراف على الهيئات الدينية والجزئية التابعة لجميع الطوائف المذهبية في فلسطين. ومع مراعاة هذا الشرط لا يجوز أن تتخذ في فلسطين تدابير من شأنها إعاقة هذه الهيئات أو التعرض لها أو إظهار التحيز ضد أي ممثل من ممثليها أو عضو من أعضائها بسبب دينه أو جنسيته.
المادة السابعة عشرة:
يجوز لإدارة فلسطين أن تنظم على أساس التطوع القوات اللازمة للمحافظة على السلام والنظام والقوات اللازمة للدفاع عن البلاد أيضا بشرط أن يكون ذلك خاضعا لإشراف الدولة المنتدبة، ولكن لا يجوز لإدارة فلسطين أن تستخدم هذه القوات في غير الأغراض الآنفة الذكر إلا بموافقة الدولة المنتدبة، وفيما عدا ذلك لا يجوز لإدارة فلسطين أن تؤلف أو أن تستبقي أي قوة من القوات العسكرية أو البحرية أو الجوية.
ليس في هذه المادة ما يمنع إدارة فلسطين من الاشتراك في نفقات القوات التي تكون للدولة المنتدبة في فلسطين.
ويحق للدولة المنتدبة في كل وقت أن تستخدم طرق فلسطين وسككها الحديدية ومرافئها لحركات القوات المسلحة ونقل الوقود والمهمات.
المادة الثامنة عشرة:
يجب على الدولة المنتدبة أن تضمن عدم التمييز في فلسطين بين رعايا أي دولة من الدول الداخلة في عصبة الأمم (ومن جملة ذلك الشركات المؤلفة بحسب قوانين تلك الدولة) ورعايا الدولة المنتدبة أو رعايا أي دولة أجنبية أخرى في الأمور المتعلقة بالضرائب أو التجارة أو الملاحة أو تعاطي البضائع أو المهن أو في معاملة السفن التجارية أو الطائرات المدنية. وكذلك يجب ألا يكون هناك تمييز في فلسطين ضد البضائع التي يكون أصلها من بلاد من بلدان الدول المذكورة أو تكون مرسلة إليها، وتطلق حرية مرور البضائع بطريق التوسط (الترانزيت) عبر البلاد المشمولة بالانتداب بشروط عادلة.
ومع مراعاة ما تقدم وسائر أحكام صك الانتداب هذا يجوز لإدارة فلسطين أن تفرض بالتشاور مع الدولة المنتدبة ما تراه ضروريا من الضرائب والرسوم الجمركية، وأن تتخذ ما تراه صالحا من التدابير لتنشيط ترقية المرافق الطبيعية في البلاد وصيانة مصالح السكان فيها. ويجوز لها أن تعقد بالتشاور مع الدولة المنتدبة اتفاقا جمركيا خاصا مع أي دولة من الدول التي كانت جميع أملاكها في سنة 1914 داخلة في تركيا الآسيوية أو شبه جزيرة العرب.
المادة التاسعة عشرة:
تنضم الدولة المنتدبة بالنيابة عن إدارة فلسطين إلى كل ميثاق من المواثيق الدولية العامة التي سبق عقدها أو التي تعقد فيما بعد بموافقة عصبة الأمم بشأن الاتجار بالرقيق والاتجار بالسلاح والذخيرة أو بالمخدرات أو فيما يتعلق بالمساواة التجارية وحرية مرور البضائع بطريق التوسط (الترانزيت) والملاحة والطيران والمواصلات البريدية والبرقية واللاسلكية أو بالممتلكات الأدبية والفنية والصناعية.
المادة العشرون:
تتعاون الدولة المنتدبة بالنيابة عن إدارة فلسطين في تنفيذ كل سياسة مشتركة تقررها عصبة الأمم لمنع انتشار الأمراض ومكافحتها، بما في ذلك أمراض النباتات والحيوانات بقدر ما تسمح به الأحوال الدينية والاجتماعية وغيرها من الأحوال.
المادة الحادية والعشرون:
يترتب على الدولة أن تؤمن وضع وتنفيذ قانون خاص بالآثار القديمة على أساس القواعد المذكورة فيما يأتي خلال الاثني عشر شهرا الأولى من هذا التاريخ، ويكون هذا القانون ضامنا لرعايا جميع الدول الداخلة في عصبة الأمم المساواة في المعاملة فيما يتعلق بالحفريات والتنقيبات الأثرية:
1- تعني عبارة "الآثار القديمة" كل ما أنشأته أو أنتجته أيدي البشر قبل سنة 1700 ميلادية.
2- يسن التشريع المتعلق بحماية الآثار القديمة على أساس التشجيع لا التهديد، وكل من اكتشف أثرًا دون أن يكون مزودا بالتصريح المذكور في الفقرة الخامسة وأبلغ الأمر إلى أحد موظفي الدائرة المختصة يكافأ بمكافأة تتناسب مع قيمة ما اكتشفه.
3- لا يجوز بيع شيء من الآثار القديمة إلا للدائرة المختصة ما لم تتنازل تلك الدائرة عن شرائه، ولا يجوز إخراج شيء من الآثار القديمة من البلاد إلا بموجب رخصة تصدير صادرة من تلك الدائرة.
4- كل من أتلف أو ألحق ضررا بقطعة من الآثار القديمة عن سوء نية أو إهمال يعاقب بالعقوبة المعينة.
5- يحظر إجراء الحفر أو التنقيب للبحث عن الآثار القديمة إلا بتصريح من الدائرة المختصة ويغرم المخالف بغرامة مالية.
6- توضع شروط عادلة لنزع ملكية الأراضي ذات القيمة التاريخية أو الأثرية سواء أكان نزع الملكية مؤقتا أم دائما.
7- يقتصر في إعطاء التصريح لإجراء الحفريات على الأشخاص الذين يقدمون أدلة كافية على خبرتهم في الآثار، ويترتب على إدارة فلسطين ألا تسير عند إعطاء هذه التصاريح على طريقة تؤدي إلى استثناء علماء أي أمة من الأمم من التراخيص بدون سبب مبرر.
8- يقسم ناتج الحفريات بين المكتشف والدائرة المختصة على أساس النسبة التي تعينها تلك الدائرة، فإذا تعذرت القسمة لأسباب علمية يعطى للمكتشف تعويض عادل بدلا من إعطائه قسما من الآثار المكتشفة.
المادة الثانية والعشرون:
تكون الإنجليزية والعربية والعبرية اللغات الرسمية لفلسطين، وكل عبارة أو كتابة بالعربية وردت على طوابع أو عملة تستعمل في فلسطين يجب أن تكرر بالعبرية، وكل عبارة أو كتابة بالعبرية يجب أن تكرر بالعربية.
المادة الثالثة والعشرون:
تعترف إدارة فلسطين بالأيام المقدسة (الأعياد) عند كل طائفة من الطوائف في فلسطين كأيام عطلة قانونية لأفراد تلك الطائفة.
المادة الرابعة والعشرون:
تقدم الدولة المنتدبة إلى عصبة الأمم تقريرا سنويا بصورة تقنع المجلس يتناول التدابير التي اتخذت أثناء تلك السنة لتنفيذ نصوص الانتداب، وترسَل نسخ من جميع الأنظمة والقوانين التي تسن أو تصدر أثناء تلك السنة مع التقرير.
المادة الخامسة والعشرون:
يحق للدولة المنتدبة بموافقة مجلس عصبة الأمم أن ترجئ أو توقف تطبيق ما تراه من هذه النصوص غير قابل للتطبيق على المنطقة الواقعة ما بين نهر الأردن والحد الشرقي لفلسطين كما سيعين فيما بعد بالنسبة للأحوال المحلية السائدة في تلك المنطقة، وأن تتخذ ما تراه ملائما من التدابير لإدارة تلك المنطقة وفقا لأحوالها المحلية بشرط ألا يؤتى بعمل لا يتفق مع أحكام المواد 15، 16، 18.
المادة السادسة والعشرون:
توافق الدولة المنتدبة على أنه إذا وقع خلاف بينها وبين عضو آخر من أعضاء عصبة الأمم حول تفسير نصوص صك الانتداب أو تطبيقها وتعذر حله بالمفاوضات، يعرض على محكمة العدل الدولية الدائمة المنصوص عليها في المادة الرابعة عشرة من ميثاق عصبة الأمم.
المادة السابعة والعشرون:
إن كل تعديل يجرى من شروط هذا الانتداب يجب أن يكون مقترنا بموافقة مجلس عصبة الأمم.
المادة الثامنة والعشرون:
في حالة انتهاء الانتداب الممنوح للدولة المنتدبة بموجب هذا الصك يتخذ مجلس عصبة الأمم ما يراه ضروريا من التدابير لصون استمرار الحقوق المؤمنة بموجب المادتين 13 و14 على الدوام لضمان العصبة، ويستعمل نفوذه لأن يكفل بضمان الجمعية احترام حكومة فلسطين للالتزامات المالية التي تحملتها إدارة فلسطين بصورة مشروعة في عهد الانتداب احتراما تاما وفي جملة ذلك حقوق الموظفين في رواتب التقاعد أو المكافآت.

من هولندا...إلى فلسطين: باقون.. نكبة حارة المغاربة، بحث موثق بالصور باللغت...

من هولندا...إلى فلسطين: باقون.. نكبة حارة المغاربة، بحث موثق بالصور باللغت...: باقون.. نكبة حارة المغاربة، بحث موثق بالصور باللغتين العربية والإنكليزية.. أربعون عاماً تحت الإحتلال الإسر...

العهدة العمرية - عام 15 هجرية

العهدة العمرية - عام 15 هجرية
هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين ( عمر بن الخطاب ) أهل إيليا من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم|، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من خيرها ولا من صلبهم ولا من شيء أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء (القدس) أحد من اليهود وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص فمن حرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية, ومن احب من أهل إيليا أن يسير بأهله وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم.

رسالة هرتزل إلى السلطان عبد الحميد حول فلسطين


رسالة هرتزل إلى السلطان عبد الحميد حول فلسطين
أرسل ثيودور هرتزل رسالة إلى السلطان عبد الحميد الثاني يعرض عليه قرضاً من اليهود يبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومنح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكماً ذاتياً. وفيما يلي نص الرسالة:

"ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترليني يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنية إسترليني في السنة الأولى وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنوياً.

ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين. أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية.

مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية:
الهجرة اليهودية إلى فلسطين، التي لا نريدها غير محدودة فقط، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة. وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي، المضمون في القانون الدولي، في الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم. (دولة شبه مستقلة في فلسطين).

ويجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصل الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم.

قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي:
يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم. سيكون لهذه الدعوة قوة القانون وتبلغ الدول بها مسبقاً."

وقد رفض السلطان عبد الحميد مطالب هرتزل. ومما ورد عنه في ذلك قوله :"إذ أن الإمبراطورية التركية ليست ملكا لي وإنما هى ملك للشعب التركي فليس والحال كذلك أن أهب أى جزء فيها ...فليحتفظ اليهود ببلاينهم في جيوبهم ... فإذا قسمت الإمبراطورية يوما ما فقد يحصلون على فلسطين دون مقابل. ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا."

الوثيقة الصهيونية لتفتيت الأمة العربية

الوثيقة الصهيونية لتفتيت الأمة العربية
قراءة وتقديم: محمد سيف الدولة
التقديم:
1 ـ في عام 1982 نشرت مجلة "كيفونيم" التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية، وثيقة بعنوان "استراتيجية إسرائيلية للثمانينات". وقد نُشرت هذه الوثيقة باللغة العبرية، وتم ترجمتها إلى اللغة العربية، وقدمها الدكتور / عصمت سيف الدولة كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين في قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988.
2 ـ ولقد رأيت أهمية إعادة نشر هذه الوثيقة الآن للأسباب الآتية:
إن تقسيم العراق كأحد أهداف الحرب الحالية على العراق ( آذار/مارس 2003 ) هو أحد الأفكار الرئيسية الواردة في الوثيقة المذكورة.
إن الخطط الحالية الساعية لفصل جنوب السودان وتقسيمه، هي أيضاً ضمن الأفكار الواردة في الوثيقة.
إن الاعتراف الرسمي (بالأمازيغية) كلغة ثانية، بجوار اللغة العربية في الجزائر هي خطوة لا تبتعد عن التصور الصهيوني عن المغرب العربي.
إن مخطط تقسيم لبنان إلى عدد من الدويلات الطائفية، الذي حاول الكيان الصهيوني تنفيذه في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وفشل في تحقيقه، لهو تطبيق عملي لما جاء بهذه الوثيقة بخصوص لبنان.
إن الحديث الدائر الآن في الأوساط الصهيونية حول تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، والتخوفات العربية من استغلال أجواء العدوان على العراق لتنفيذ ذلك، هو من أساسيات الأفكار المطروحة في الوثيقة.
وأخيراً وليس آخراً، إن الأخطار التي تتعرض لها مصر، واردة بالتفصيل في الوثيقة الصهيونية.
3 ـ والحديث عن وثيقة من هذا النوع، ليس حديثاً ثانوياً يمكن تجاهله، فهم ينصون فيها صراحة على رغبتهم في مزيد من التفتيت لأمتنا العربية. كما أن تاريخنا الحديث هو نتاج لمشروعات استعمارية مماثلة. بدأت أفكاراً، وتحولت إلى اتفاقات ووثائق، تلزمنا وتحكمنا حتى الآن:
ـ فمعاهدة لندن 1840 سلخت مصر منذئذٍ وحتى تاريخه عن الأمة العربية. فسمحت لمحمد علي وأسرته بحكم مصر فقط، وحرَّمت عليه أي نشاط خارجها. ولذلك نسمي هذه الاتفاقية "اتفاقية (كامب ديفيد) الأولى."
ـ واتفاقية (سايكس بيكو) 1916 قسَّمت الوطن العربي، هذا التقسيم البائس الذي نعيش فيه حتى الآن، والذي جعلنا مجموعة من العاجزين، المحبوسين داخل حدوداً مصطنعة، محرومين من الدفاع عن باقي شعبنا وباقي أرضنا في فلسطين أو في العراق أو في السودان.
ـ ووعد بلفور 1917 كان المقدمة التي أدت إلى اغتصاب فلسطين فيما بعد. تم تلاه وقام على أساسه، صك الانتداب البريطاني على فلسطين، في 29 أيلول/سبتمبر 1922 ، الذي اعترف في مادته الرابعة "بالوكالة اليهودية" من أجل "إنشاء وطن قومي لليهود". فأعطوا بذلك الضوء الأخضر للهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين.
فلما قوي شأن العصابات الصهيونية في فلسطين، أصدرت لهم الأمم المتحدة ، قراراً بتقسيم فلسطين في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947، وهو القرار الذي أعطى "مشروعية" للاغتصاب الصهيوني. وأُنشأ بموجبه الكيان الصهيوني. وهو القرار الذي رفضته الدول العربية في البداية. وظلت ترفضه عشرون عاماً لتعود وتعترف به بموجب القرار رقم 242 الصادر من الأمم المتحدة في 1967 ، الذي ينص على "حق" الكيان الصهيوني في الوجود، و "حقه" أن يعيش بأمان على أرض فلسطين المغتصبة.
وعلى أساس هذا القرار أُبرمت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في 26/03/1979 والتي خرجت بموجبها مصر من الصراع العربي ضد المشروع الصهيوني، لينفرد الكيان الصهيوني بالأقطار العربية الأخرى.
كل ذلك وغيره الكثير، بدأ أفكاراً، وأهدافاً استعمارية، وتحول فيما بعد إلى حقائق.
وبالتالي ليس من المستبعد أبداً أن تتحول الأفكار، التي وردت في الوثيقة الصهيونية المذكورة، إلى أمر واقع ولو بعد حين. خاصة الآن بعد العدوان الأمريكي على العراق، ومخاطر التقسيم التي تخدم ذات التصور الصهيوني عن المنطقة.
4 ـ والوثيقة الصهيونية منشورة في الصفحات التالية بنص كلماتها وفقراتها، مع فرق واحد، هو أنني أخذت ما جاء متفرقاً بالوثيقة بخصوص كل قطر، وقمت بتجميعه في فقرة واحدة، وحاولت ترقيمه وتبنيده، لتسهل متابعته.
5 ـ وأخيراً فإن الهدف الذي رجوته من نشر هذه الوثيقة، هو أن ننظر إلى العدوان علينا في مساره التاريخي. وأن نراه على حقيقته كمخطط، موحد، منتظم، متسلسل، ممتد. وأن نحرر أنفسنا من منطق التناول المجزأ لتاريخنا، الذي يُقسمه إلى حوادث منفصلة عن بعضها البعض.

آملاً في النهاية ألا تقتصر حياتنا على مجموعة من الانفعالات وردود الفعل اللحظية المؤقتة، التي تعلو وقت الشدة، وتخبو في الأوقات الأخرى. فتاريخنا كله ومنذ زمن بعيد، ولزمن طويل آتٍ، هو وقت شدة.

نص الوثيقة الصهيونية

أولاً: نظرة عامة على العالم العربي والإسلامي
1 ـ إن العالم العربي والإسلامي هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب ( فرنسا وبريطانيا في العشرينيات) ، دون أن توضع في الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم.
2 ـ لقد قُسِّم هذا العالم إلى 19 دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة، والتي تُعادي كل منهما الأخرى، وعليه فان كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقي والاجتماعي في الداخل إلى حد الحرب الداخلية كما هو الحال في بعض هذه الدول.
3 ـ وإذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاقتصادي يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها، في الواقع، بناء مصطنع كبرج الورق، لا يمكنه التصدي للمشكلات الخطيرة التي تواجهه.
4 ـ في هذا العالم الضخم والمشتت، توجد جماعات قليلة من واسعي الثراء وجماهير غفيرة من الفقراء. إن معظم العرب متوسط دخلهم السنوي حوالي 300 دولار في العام.
5 ـ إن هذه الصورة قائمة وعاصفة جداً للوضع من حول دولة (إسرائيل)، وتشكل بالنسبة لها تحديات ومشكلات وأخطار، ولكنها تشكل أيضاً فرصاً عظيمة.

ثانياً ـ مصر
1 ـ في مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية في مصر العليا، حوالي 8 مليون نسمة. وكان الرئيس محمد أنور السادات قد أعرب في خطابه في أيار/مايو من عام 1980 عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة، أي دولة "لبنانية" مسيحية جديدة في مصر...
2 ـ والملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن في ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكاني في العالم.
3 ـ وبخلاف الجيش فليس هناك أي قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية.
4 ـ والدولة في حالة دائمة من الإفلاس بدون المساعدات الخارجية الأمريكية التي خُصصت لها بعد اتفاقية السلام.
5 ـ إن استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطي يجب إذن أن يكون هدفاً أساسيا من الدرجة الأولى اليوم…. إن المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد إعادة سيناء، وسوف يفعلون كل ما في وسعهم لكي يعودوا إلى أحضان العالم العربي، وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع في سيناء إلى ما كانت عليه....
6 ـ إن مصر لا تشكل خطراً عسكرياً استراتيجياً على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلي، ومن الممكن إعادتها إلى الوضع الذي كانت عليه بعد حرب حزيران/يونيو 1967 بطرق عديدة.
7 ـ إن أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت في عام 1956 وتأكد زوالها في عام 1967.
8 ـ إن مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هي بمثابة جثة هامدة فعلاً بعد سقوطها، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتي سوف تزداد حدتها في المستقبل. إن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف (إسرائيل) السياسي في الثمانينات على جبهتها الغربية.
9 ـ إن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة، على عكس ما هي عليه الآن، لن تشكل أي تهديد لدولة (إسرائيل) بل ستكون ضماناً للزمن و"السلام" لفترة طويلة، وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا.
10 ـ إن دول مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها لن يكون لها وجود بصورتها الحالية، بل ستنضم إلى حالة التفكك والسقوط التي ستتعرض لها مصر. فإذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الأخرى، وإن فكرة إنشاء دولة قبطية مسيحية في مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التي تتمتع بالسيادة الإقليمية في مصر ـ بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هي وسيلتنا لإحداث هذا التطور التاريخي.
كما إن تفتيت لبنان إلى خمس مقاطعات إقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربي بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية.

ثالثاً ـ ليبيا
إن الرئيس معمر القذافي يشن حروبه المدمرة ضد العرب أنفسهم انطلاقاً من دولة تكاد تخلو من وجود سكان يمكن أن يشكلوا قومية قوية وذات نفوذ. ومن هنا جاءت محاولاته لعقد اتفاقيات باتحاد مع دولة حقيقية كما حدث في الماضي مع مصر ويحدث اليوم مع سوريا.

رابعاً ـ السودان:
وأما السودان ـ أكثر دول العالم العربي الإسلامي تفككاً ـ فإنها تتكون من أربع مجموعات سكانية كل منها غريبة عن الأخرى، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر على أغلبية غير عربية أفريقية إلى وثنيين إلى مسيحيين.

خامساً ـ سوريا
1 ـ إن سوريا لا تختلف اختلافاً جوهرياً عن لبنان الطائفية باستثناء النظام العسكري القوي الذي يحكمها. ولكن الحرب الداخلية الحقيقية اليوم بين الأغلبية السنية والأقلية الحاكمة من الشيعة العلويين الذين يشكلون 12% فقط من عدد السكان، تدل على مدى خطورة المشكلة الداخلية.
2 ـ إن تفكك سوريا والعراق في وقت لاحق إلى أقاليم ذات طابع قومي وديني مستقل، كما هو الحال في لبنان، هو هدف دولة (إسرائيل) الأسمى في الجبهة الشرقية على المدى القصير، وسوف تتفتت سوريا تبعاً لتركيبها العرقي والطائفي إلى دويلات عدة كما هو الحال الآن في لبنان.
3 ـ وعليه فسوف تظهر على الشاطئ دولة علوية.
4 ـ وفي منطقة حلب دويلة سنية.
5 ـ وفي منطقة دمشق دويلة سنية أخرى معادية لتلك التي في الشمال.
6 ـ وأما الدروز فسوف يشكلون دويلة في الجولان التي نسيطر عليها.
7 ـ وكذلك في حوران وشمال الأردن وسوف يكون ذلك ضماناً للأمن والسلام في المنطقة بكاملها على المدى القريب. وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا.

سادساً ـ العراق
1 ـ إن العراق لا تختلف كثيراً عن جارتها ولكن الأغلبية فيها من الشيعة والأقلية من السنة، إن 65% من السكان ليس لهم أي تأثير على الدولة التي تشكل الفئة الحاكمة فيها 20% إلى جانب الأقلية الكردية الكبيرة في الشمال.
2 ـ ولولا القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول، لما كان بالإمكان أن يختلف مستقبل العراق عن ماضي لبنان وحاضر سوريا.
3 ـ إن "بشائر" الفرقة والحرب الأهلية تلوح فيها اليوم، خاصة بعد تولي الإمام الخمينى الحكم، والذي يُعتبر في نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقي وليس الرئيس صدام حسين.
4 ـ إن العراق الغنية بالبترول والتي تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلي هي المرشح التالي لتحقيق أهداف (إسرائيل).
5 ـ إن تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا.
6 ـ إن في قوة العراق خطورة على دولة (إسرائيل) في المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى.
7 ـ وسوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق إلى مقاطعات إقليمية طائفية كما حدث في سوريا في العهد العثماني.
8 ـ وبذلك يمكن إقامة ثلاث دويلات (أو أكثر) حول المدن العراقية.
9 ـ دولة في البصرة، ودولة في بغداد، ودولة في الموصل، بينما تنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن الشمال السني الكردي في معظمه.

سابعاً ـ لبنان:
أما لبنان فإنها مقسمة ومنهارة اقتصاديا لكونها ليس بها سلطة موحدة، بل خمس سلطات سيادية (مسيحية في الشمال تؤيدها سوريا وتتزعمها أسرة فرنجية، وفي الشرق منطقة احتلال سوري مباشر، وفي الوسط دولة مسيحية تسيطر عليها الكتائب، وإلى الجنوب منها وحتى نهر الليطاني دولة لمنظمة التحرير الفلسطينية هي في معظمها من الفلسطينيين، ثم دولة الرائد سعد حداد من المسيحيين وحوالي نصف مليون من الشيعة.

(ملحوظة من المحرر: كان هذا هو الوضع اللبناني زمن كتابة الوثيقة، ولكن القوى الوطنية اللبنانية نجحت في إعادة الوحدة الوطنية.)

ثامناً ـ السعودية والخليج
1 ـ إن جميع إمارات الخليج وكذلك السعودية قائمة على بناء هش ليس فيه سوى البترول.
2 ـ وفى البحرين يشكل الشيعة أقلية السكان ولكن لا نفوذ لهم.
3 ـ وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يُشكل الشيعة أغلبية السكان.
4 ـ وكذلك الحال في عُمان.
5 ـ وفي اليمن الشمالية وكذلك في جنوب اليمن... توجد أقلية شيعية كبيرة.
6 ـ وفي السعودية نصف السكان من الأجانب المصريين واليمنيين وغيرهم، بينما القوى الحاكمة هي أقلية من السعوديين.
7 ـ وأما في الكويت فإن الكويتيين الأصليين يُشكلون ربع السكان فقط.
8 ـ إن دول الخليج والسعودية وليبيا تُعد أكبر مستودع للبترول والمال في العالم، ولكن المستفيد من كل هذه الثروة هي أقليات محدودة لا تستند إلى قاعدة عريضة وأمن داخلي، وحتى الجيش ليس باستطاعته أن يضمن لها البقاء.
9 ـ وإن الجيش السعودي، بكل ما لديه من عتادٍ، لا يستطيع تأمين الحكم ضد الأخطار الفعلية من الداخل والخارج. وما حدث في مكة عام 1980 ليس سوى مثال لما قد يحدث.
10 ـ إن شبه الجزيرة العربية بكاملها يمكن أن تكون خير مثال للانهيار والتفكك كنتيجة لضغوط من الداخل ومن الخارج، وهذا الأمر في مجمله ليس بمستحيل على الأخص بالنسبة للسعودية سواء دام الرخاء الاقتصادي المترتب على البترول أو قل في المدى القريب. إن الفوضى والانهيار الداخلي هي أمور حتمية وطبيعية على ضوء تكوين الدول القائمة على غير أساس.

تاسعاً ـ المغرب العربي:
1 ـ ففي الجزائر هناك حرب أهلية في المناطق الجبلية بين الشعبين الذين يُكونان سكان هذا البلد.
2 ـ كما أن المغرب والجزائر بينهما حرب بسبب المستعمرة الصحراوية الإسبانية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي تعانى منها كل منهما.
3 ـ كما أن التطرف الإسلامي يهدد وحدة تونس.

عاشراً ـ إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان:
1 ـ فإيران تتكون من النصف المتحدث بالفارسية والنصف الآخر تركي من الناحية العرقية واللغوية، وفي طباعه أيضاً.
2 ـ وأما تركيا فمنقسمة إلى النصف من المسلمين السنية أتراك الأصل واللغة، والنصف الثاني أقليات كبيرة من 12 مليون شيعي علوي و 6 مليون كردي سني.
3 ـ وفي أفغانستان خمسة ملايين من الشيعة يُشكلون حوالي ثلث عدد السكان.
4 ـ وفي باكستان السنية حوالي 15 مليون شيعي يُهددون كيان هذه الدولة.

الأردن وفلسطين:
1 ـ والأردن هي في الواقع فلسطينية، حيث الأقلية البدوية من الأردنيين هي المسيطرة، ولكن غالبية الجيش من الفلسطينيين وكذلك الجهاز الإداري. وفي الواقع تُعد عمان فلسطينية مثلها مثل نابلس.
2 ـ وهي هدف استراتيجي وعاجل للمدى القريب وليس للمدى البعيد وذلك لأنها لن تشكل أي تهديد حقيقي على المدى البعيد بعد تفتيتها.
3 ـ ومن غير الممكن أن يبقى الأردن على حالته وتركيبته الحالية لفترة طويلة. إن سياسة دولة (إسرائيل) ـ إما بالحرب أو بالسلم ـ يجب أن تؤدي إلى تصفية الحكم الأردني الحالي ونقل السلطة إلى الأغلبية الفلسطينية.
4 ـ إن تغيير السلطة شرقي نهر الأردن سوف يؤدي أيضاً إلى حل مشكلة المناطق المكتظة بالسكان العرب غربي النهر سواء بالحرب أو في ظروف السلم.
5 ـ إن زيادة معدلات الهجرة من المناطق وتجميد النمو الاقتصادي والسكاني فيها هو الضمان لإحداث التغير المنتظر على ضفتي نهر الأردن.
6 ـ ويجب أيضاً عدم الموافقة على مشروع الحكم الذاتي أو أي تسوية أو تقسيم للمناطق...
7 ـ وأنه لم يعد بالإمكان العيش في هذه البلاد في الظروف الراهنة دون الفصل بين الشعبين بحيث يكون العرب في الأردن واليهود في المناطق الواقعة غربي النهر.
8 ـ إن التعايش والسلام الحقيقي سوف يسودان البلاد فقط إذا فهم العرب بأنه لن يكون لهم وجود ولا أمن دون التسليم بوجود سيطرة يهودية على المناطق الممتدة من النهر إلى البحر، وأن أمنهم وكيانهم سوف يكونان في الأردن فقط.
9 ـ إن التميز في دولة (إسرائيل) بين حدود عام 1967 وحدود عام 1948 لم يكن له أي مغزى.
10 ـ وفي أي وضع سياسي أو عسكري مستقبلي يجب أن يكون واضحاً بأن حل مشكلة عرب فلسطين 48 سوف يأتي فقط عن طريق قبولهم لوجود (إسرائيل) ضمن حدود آمنة حتى نهر الأردن وما بعده.
11 ـ تبعاً لمتطلبات وجودنا في هذا العصر الصعب ( العصر الذري الذي ينتظرنا قريباً).
12 ـ فليس بالإمكان الاستمرار بوجود ثلاثة أرباع السكان اليهود على الشريط الساحلي الضيق والمكتظ بالسكان في هذا العصر الذري.
13 ـ إن إعادة توزيع السكان هو إذن هدف استراتيجي داخلي من الدرجة الأولى، وبدون ذلك لن نستطيع البقاء في المستقبل في إطار أي نوع من الحدود. إن مناطق (يهودا والسامرة) والجليل هي الضمان الوحيد لبقاء الدولة.
14 ـ وإذا لم نشكل أغلبية في المنطقة الجبلية فإننا لن نستطيع السيطرة على البلاد. وسوف نصبح مثل الصليبيين الذين فقدوا هذه البلاد التي لم تكن ملكاً لهم بالأصل وعاشوا غرباء فيها منذ البداية.
15 ـ إن إعادة التوازن السكاني الاستراتيجي والاقتصادي لسكان البلاد هو الهدف الرئيسي والأسمى لدولة (إسرائيل) اليوم.
16 ـ إن السيطرة على المصادر المائية من بئر السبع وحتى الجليل الأعلى، هي بمثابة الهدف القومي المنبثق من الهدف الاستراتيجي الأساسي، والذي يقضى باستيطان المناطق الجبلية التي تخلو من اليهود اليوم.

انتهت الوثيقة

كلمة لابد منها:
الوثيقة نُشرت عام 1982 في مجلة "كيفونيم" التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية، تحت عنوان "استراتيجية إسرائيلية للثمانينات"
وبالتأكيد هناك وثائق تفصيلية اخرى ولازال المخطط ينفّذ - وللأسف - بأيدي وأدوات وتمويل عربي فهؤلاء الحكام العرب الذين يحملون الجنسية العربية (عرب الجنسية) هم اليوم ينفذون المخطط الصهيوني الامبريالي الأمريكي في أشرس مؤامرة عرفها التاريخ العربي في القرن الواحد والعشرين، فبعد غزو العراق وتدمير مؤسساته الاقتصادية والعلمية والعسكرية، بمشاركة (إسرائيل) اللقيطة وحلفائها من الحكام العرب الذين يقفون الآن في الجوقة الأمريكية الصهيونية الأطلسية لمحاربة سورية والمقاومة، التي تقاوم ببسالة شعبها العربي لتحطيم المخطط الذي يراد منه تقسيم الوطن العربي إلى كالخوزات ومشايخ وإمارات تابعة للمحتل الإسرائيلي، وسلب الهوية العربية والوجود القومي للمواطن العربي، وهم يستهدفون سورية العربية لأن المخطط الذي يريده هؤلاء الحكام العرب حلفاء (إسرائيل) يقوم على ثلاثة أهداف رئيسة:
فالأول يستهدف المقاومة العربية الفلسطينية ضد (إسرائيل) وإنهاء وجودها وسيطرة الصهاينة على مقدرات الشعب العربي الفلسطيني.
والثاني يقوم على إخضاع الأقطار العربية لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في أوروبا، وهيمنة الشركات الأمنية والاقتصادية بما فيها شركات النفط الاستعمارية لنهب خيرات العرب.
أما الهدف الثالث فهو تقسيم الوطن العربي وتغيير الخارطة الجغرافية ديموغرافياً، وإثارة النعرات الطائفية والعرقية وسلب شخصية المواطن العربي لكي تُنفذ مخططات الغزاة والمحتلين، وبذلك استطاعت (إسرائيل) أن تجد لها جوقة من العملاء والجواسيس والمرتزقة يسرحون ويمرحون في الوطن العربي، يتآمرون على عروبة العرب وأكبر دليل على ذلك ما يسمى بالربيع العربي (الأمريكي) الذي هيأ لـ (إسرائيل) فرصة العيش بأمان متنكرة لتلك الاتفاقات الدولية والأعراف الإنسانية، فهل يعي الشعب العربي مسؤوليته تجاه هؤلاء الحكام العرب المتحالفين مع (إسرائيل) لتشويه الهوية الإسلامية والعربية؟

2014-07-02

الوثيقة التاريخية للمعاهدة الشعبية الدولية ضد الصهيونية والإمبريالية والهيمنة الأميركية


الوثيقة التاريخية للمعاهدة الشعبية الدولية ضد الصهيونية والإمبريالية والهيمنة الأميركية

الوثيقة العامة الأساسية لمؤتمر المعاهدة الدولية لمحاكمة دولة الكيان الغاصب عن جرائمها، واللقاء الشعبي العالمي لدعم المقاومة العربية وحركات التحرير الوطنية.

المدخل:
درج ساستنا والمشتغلون في الشؤون العامة والداخلية وفي كيانات امتنا والدول الإسلامية والخارجية بما يختص بالعلاقات بين الدول والأمم على التوجه لعواصم القرار العالمية يطلبون منها هذا ألأمر او ذاك، وكان اكثرهم لمعانا هو الذي يبدي الخارجيون اهتماما كلاميا بأشخاصهم او مقترحاتهم. ولم يبتعد عن هذا الخطر الدارج رؤساء التكتلات والمنظمات والأحزاب يستقوون بالذي يهمه اضعاف مجموعهم بالمخطط الإستعماري المنتظم.

اردنا من هذه المقدمة حفز الذين تصل او توصل اليهم صلاحيات السلطة في نطاق كيان الدولة، التحرر من الخوف والعبودية للإرادات الخارجية. والتحرر من الخوف يتطلب معرفة اولية لحقيقة الوجود الإنساني في النشوء والإرتقاء. ومعرفة اكثر عمقا لدقة التركيب المجتمعي في وضعه القائم وفي مسيرة حياته وتاريخه ومنجزاته الإنسانية في مجمل شؤون الحياة.

وأن تصل هذه الرسالة لكل من يجعل المصلحة والمصير القوميين في اهتماماته، الذي يضيف الى شعوره بكيانه فردا، الشعور الواعي بمصلحة المجتمع الذي هو منه وله وفيه إمكانيات تفاعلية تستهدف تجويد الحياة وتحقيق القيم العليا، وتكشف للعقل الخلاق عن حقيقة الوجود الإنساني القيمي، ولانها مطلب وطني قومي ترافق الرساليين لتبقى فعاليتها مستمرة في غدنا ألأت.

ما يعنينا في المقام الأول هو حرية شعبنا في وطننا, وحفزه وقادته الحقيقيون للتصدي معنا للألاعيب السياسية الحديثة والتضحية بكل الخصوصيات من اجل نصرة القضية, والتوحد حول مشروع مواجهة ما اعده عدونا ألأزلي والطامعون بنا, وان لا تتعرض امتنا ومصيرها كلها الى ما يتنافى مع سيادتها على نفسها , وتطهير الوطن من رجس المغتصبين. وإيقاظ هذا العالم لمخطط عدونا الأوحد وهو الصهيونية المقاتلة بكل الوسائل اللامشروعة لإغتصاب ارضنا.

وقد لاقينا من العنت ومن إنجرار الحكومات في تيار الإرادات الخارجية ما لا يمكن تسجيله او حصره, لذا وجب ان تتناول هذه الوثيقة جميع التجمعات في شمول وعينا وحدة وطننا ووحدة شعبنا وان ينصب الجهد الإيقاظي على سمو فعل الفداء والمقاومة في افتداء الأمة والوطن, لان الفداء في مدلوله الصحيح, هو ميزة المجتمع الراقي المدرك حقه في الوجود , فالجندي والعامل والفلاح واصحاب المهن الحرة والقادة والمفكرون , الجميع يجب ان يعملوا لإفتداء امتهم من المكروه مهما كان ضئيلا او عاتيا. واذ انه لا امة بلا وطن, وبما ان الوطن هو الضرورة الأساسية لتكوين الأمة واستمرارها ورقيها, فإن إفتداء الأمة يعني إفتداء ارض الوطن في كل شبر منه.

وحق الولاء الكامل للأمة والوطن قبل وفوق اي ولاء او انتماء, وفي هذا يبطل شر الولاء لتجمعات او شعارات او قوات خارج حقيقتنا ويصبح الإنتماء الى المنظمات او التشكيلات او المؤسسات المتعددة انتماء تنظيم ويبقى شعور الإنتماء للشعب والأمة هو الدافع لكل عمل نقوم به.

إن عقدة الخوف التي تعقد الأفكار وتقعد الهمم هي المسؤولة عن مجاراة الشعارات التي يطرحها العدو, كمثل التفريق بين اليهودية والصهيونية, او امكان التعايش مع اليهود, وهم يضجون لحكم محكمة منهم بقبول من ليست امه يهودية مواطنا في نظامهم. ان هذا الخوف يجب ان يزول من المسيطرين على الحكم ووسائل الإعلام لكي يمكن ايضاح الصورة الحقيقية لشعبنا.

المواد الأساسية:
أ_ خطر اليهودية العالمية المتحجرة في اوهامها على مجمل كيانات امتنا.
ب:_ خطط اليهود المرحلية في تحقيق اهدافهم في تطهير الأرض التي تشتمل عليها خريطتهم وخطتهم لا سيما انهم جاهروا علنا منذ بدء اغتصابهم لارضنا ان الضفة الغربية وغزة ليستا اراض محتلة.
ج:_ المواجهة اليهودية بجميع امكانات بناء القوة الرادعة التي تمنع عن اليهود تحقيق هدفهم الإجرامي.
د:_الأسباب الداخلية في ما سموه دول المواجهة ودول المساندة في امتنا للوهن الذي لا تزال هذه الدول تتردى فيه.
هـ:_ خطر خروج الموضوع جملة وتفصيلا من ارادة امتنا بعد ان اصبح امر تقرير مصيرها في ايدي الساسة الدوليين ولا سيما دولة البطش والإرهاب العالمي اميركا وكلهم واقعون تحت تأثير اليهودية الصهيونية العالمية.
و:_الوسائل الفعالة لإنهاء الإحتلالات الأجنبية لارض العراق والإحتلال اليهودي لارض فلسطين ومزارع شبعا والجولان واسكندرونة وكل شبر عربي محتل.
ز:_الوسائل الفعالة لجعل النظام العالمي يرى خطر اتجاهه في ركاب اليهود , علينا وعليهم الأن وفي المستقبل وعلى الإنسانية جمعاء.
ق:_خطأ وخطر التساهل تجاه التيار الإستسلامي المندفع ضد شعبنا في وهم ان السلام والتعايش مع الصهاينة يمكن ان ينقذ ما تبقى لنا من حقوق .
ر:_العمل المقاوم والفدائي في حقوقيته وفي كونه عملا مشروعا وطبيعيا وعقلانيا.
ش:_خطة عملية تجعل العمل المقاوم الفدائي الأولوية الرئيسية بكل اطره وابعاده الحقوقية الشرعية, وانه نقيض الإرهاب الدولي الذي تقوده اميركا واليهودية العالمية.
ت:_فعل الفداء والمقاومة لا يجوز ان يتوقف باي حجة او وسيلة لانه يوهن القوى ويفيد العدو,اذ ان الهدنة لا يمكن ان تكون نتائجها صحيحة وذات قيمة في تقرير المصير.
ث:_خارطة الطريق، النسخة الصلية لسايكس بيكو وهي اخطر من وعد بلفور المشؤوم.
خ:_الحالة الراهنة في كل الأمة ومدى جدواها تخطيطا وفعلا, ووضع خطة عملية لزيادة فعالية القوى المبعثرة فعلا, والمتعاونة قولا.
ف:_سبب خذلان انظمة الحكم في امتنا, ومدى علاقتها بالإرادات الخارجية الموجهة يهوديا, وعلاقتها البوليسية اللصة الصيرفية المستغلة لشعوبها.
ذ:_هل يجوز لاي فرد في شعبنا وهو مؤهل ان يجنب ذاته حمل مثل هذه المسؤؤلية المصيرية, وهل اعز من فعل الفداء والمقاومة بان يقدم من يرى فيه المخلصون المصارعون لعز المصير على تحمل هذه المسؤولية في هذا الظرف الخطير ومعركة المصير المحتومة.

اهم حقائق الوجود والتاريخ والقانون الدولي والإنسانية والأمة, توضح حقوقية ان الوطن هو ملك عام للأمة في الإستمرار وتظهر عدم حقوقية اي قرار او عمل يحصل بشأن الوطن ويخالف حق الأمة الطبيعي فيه لانه قرار تعسفي اجرامي ولو اقرته جميع شعوب الأرض. هذه الحقيقة هي التي تسببت في دفع التيار الفكري المقاوم المنتصر في وطننا وألبت علينا الإستعمار والأفكار التي غرسها ألأجنبي لايهان شعبنا وابقاءه في حالة من الضعف تمكن منه العدو الأوحد اليهودية العالمية
فانطلاقا من قاعدة حقيقة وجودنا وانطباقا على مقاييسها ندرس كل ما له مساس بحياة شعبنا ونضع الحلول التي نراها متوافقة معها.

وفي ما يلي الخطوط الرئيسية للنقاط الأساسية التي توجه شعبنا في كيانه السياسي وفي مدى وجوده الحقيقي.

اولا:_في الحقل السياسي والإجتماعي:
1:إلإستغلال اليهودي للأوضاع القائمة المفتعلة قسرا في شعبنا في عهد الإستعمار التركي
2:تمزيق وطننا وفقا لضغط يهودي مخطط, اذ اصبحت وحدته الطبيعية كيانات سياسية واقطاعات استعمارية بعد الحرب العالمية الأولى.
3:مساهمة الشتات الفكري المدفوع في العلوم التجهيلية لايهان الأواصر اجتماعيا والإسراع في تفشي الأفكار الغريبة في اجيال شعبنا.
4:مساهمة التمزيق السياسي في الشتات والوهن الفكري وغرس الجهل في الأذهان.
وهكذا اصبح التمزيق السياسي سبيلا الى التمزق الإجتماعي والتشتت الفكري الذي يعاني منه شعبنا في كل كياناته,وقبالة هذا كان اليهود وهم شتات اجتماعي يوحدهم الوهم الذي تحجروا فيه , بانهم شعب واحد مختار من اله اختارهم واختص نفسه بهم ليملكهم العالم من ارض وطننا, كان اليهود يتجمعون في خطة دقيقة.

ثانيا:في الحقل الإقتصادي:
1:التمزيق السياسي الإجتماعي للوطن الواحد جعل منه كتلا متنافسة بديلا عن كونه وحدة طبيعية متفاعلة.
2:القوانين تزيد التفتت والإصطراع الإقتصادي في الوطن الواحد في حين تعمل امم كانت متعادية على توحيد طاقاتها لموجهة التيارات المتنافسة في العالم.
3:السيطرة الفعلية للرساميل الأجنبية الموجهة من اليهود,على مرافقنا جملة في الصناعة والتجارة والإعلام والخدمات.
4:الإستغلال والإستنزاف الداخلي الذي يساعد الإستغلال والإستنزاف لمصلحة الأجنبي. وهذا ما يفسر الوهن والفوضى في الحقل الإقتصادي في وطننا كله.
5:وليس من عالم بعد يمكنه ان يفرق بين الشأن الإقتصادي وشؤون المجتمع الأخرى السياسية_الإجتماعية_الثقافية_العسكرية وشؤون الحياة كافة.

ثالثا:في الحقل الثقافي:
أ_ان معرفة الهوية الوطنية والقومية والدينية هي الإطار الصحيح الوحيد لكل ثقافة انسانية . وجهل الهوية كان دائما السبب في اضمحلال الشعوب.
وقد عمد اعداء امتنا المخططون لافنائها الى وسائل طمس الهوية والتاريخ الثقافي الفكري فكان أن: شوهوا تاريخنا وانجر وراءهم الذين سيسوا العلم الإجتماعي بكل فروعه ومدوا اقلام التجهيل الى التاريخ فمسخوه وبتروه.
ب: ربوا اجيالا على الجهل المطبق في العلوم الإجتماعية في كل فروع وعلم الإجتماع.
ج:مسخوا الدين الى تأويلات طائفية مثيرة للعصبيات المتناحرة.
د:اوهنوا الفكر فاصبح نهبا للأفكار الغريبة تدفع على شعبنا وعلى الأخص شبابنا فتزداد البلبلة والشتات والإصطراع الموهن.
هـ:عمدوا الى مسخ نفسيتنا الحضارية مما امات شعور المسؤولية الوطنية والقومية في معظم شبابنا وجعله شتاتا في افكار تقلص او انفلاش.
و:عمدوا الى دفع ركام الثقافات الغريبة الوهمية لكي يصعب ابراز الحقيقة الثقافية في شعبنا. ويحصل هذا بسهولة في غرس الضلال والعلم التجهيلي في اذهان ناشئتنا في فترة طراوة الذهن.

رابعا: في الحقل العسكري:
الحق الوطني والقومي تدعمه قوة الشعب الفاعلة. والجيش الوطني القومي القوي هو ظاهرة القوة الفاعلة في الشعب. والقوة هي القول الفصل في تقرير مصير الأمة والوطن.
_ منعوا في عهد الإستعمار, تنمية روح الجندية في شعبنا بقوانين عاتية. وتابع عهد الإستقلال هذا المنع.
_ ربوا التواكل في شبابنا وقتلوا روح المسؤولية القومية والوطنية, فالشباب غير مستعد لفهم واجبه في حماية الوطن ومصلحة الشعب.
_ وجهوا الى ما يرفه العيش في اصطراع مادي بدلا من تقوية الجيوش لتصبح قادرة على الدفاع عن المصير, فقررته الإرادات الخارجية مصيرا مظلما يكتنفه خطر الإفناء.
_سيسوا الشأن العسكري, في اطاره الفني التقني واهملوا تنمية التقنية والسلاح القادر على حماية الوطن والشعب.

الحلول الجذرية:
انطلاقا من القاعدة الأساسية التي هي حقيقة وجودنا امة حضارية عظيمة وعلى وطن ممتاز كان حقا مهد الحضارات للعالم, وعلاجا للأوضاع القائمة المفتعلة بقصد افنائنا واعطاء وطننا لشراذم من شعوب مختلفة يلفها وهم فكري طوطمي الإطار والمحتوى, وتتطلع الى حكم العالم من ارضنا بعد تطهيرنا منا:
نقدم هذه النقاط في خطوط رئيسية و نرى انها كفيلة برد تيار الكوارث المندفع ضد شعبنا

اولا_ في الحقل العسكري :
العمل على جعل جيوش امتنا مظهرا حيا لفعالية القوة النفسية الأصيلة في شعبنا وهذا يعني:

1_ بذل اقصى امكانياتنا المادية والفكرية لغرس روح الجندية في شبابنا وتنميتها وتصعيدها بعيدا عن المهاترات الكيانية.
2_الإهتمام بازالة اسباب التخريب الذي عمل له العدو في مخطط تخريبي لدق اسافين فكرية وعملية بين شعبنا وجيوشه.
3_عدم المطالبة بالحماية الخارجية لان من يدافع عن مصيرنا يصبح بيده حق تقرير مصيرنا. والمصير المضيئ يقرره ويحققه الشعب القوي نفسيا وبالتالي ماديا.
4_ استئصال فكرة التحجر الكياني والعجز عن الدفاع ضد العدو في العسكريين, فضلا عن مجمل الشعب.
5_اعداد الجيوش نفسيا لفهم واجب الدفاع عن الوطن وغرس مفاهيم الفداء والمقاومة
6_تزويد الجيوش بما تحتاجه من الثقافة الصحيحة ومن السلاح اللازم ومن العدد الضروري لتصعيد القوة والقدرة على تقرير المصير.
7_عدم استخدام الجيوش لاغراض الساسة المحليين لان هذا هو الخطر الشد الذي اوهن الواصر بين الجيش وابناء الشعب الأخرين. والخطورة هي في قتل الثقة الضرورية بالجيش_ درع الشعب الواقي الرادع.
8_ افهام كل جيوشنا انها مسؤولة عن مجمل امتنا ووطننا كما هي مقاومة شعبنا البطلة العزيزة في لبنان وفلسطين.

ثانيا: في الحقل الثقافي:
1_الإقلاع كليا عن تسييس الحقائق التاريخية والحضارية وعن البتر والتشويه لمماشاة الضغط السياسي المفتعل لنا.
2_التوجيه القومي والوطني الصحيح لجعل كيانات الأمة نطاق ضمان للفكر الحر ومنطلقا للثقافة الصحيحة المرتكزة الى تراثنا الثقافي الديني والوطني والذي كان ولا يزال اساسا لكل تقدم حضاري في العالم.
3_اطلاق الفكر من اكبال العلم التجهيلي ومن اطواق القوانين الرجعية التي تقيد الفكر في سلاسل السياسة المفتعلة.
4_اطلاق حرية الصراع الفكري والعمل الواعي على مواجهة الأفكار المخربة لوحدتنا ولحيويتنا, بوسائل فكرية لا تعسف فيها.
5_اعادة النظر فيما يلقى لأطفالنا من مسببات التحجر التعصبي المذهبي في الدين والكياني في السياسة المفروضة من الخارج.
6_تعويد الشباب على العمل المسؤول والتفكير السليم بتهيئة الأحداث وإبعادهم عن الضلال المتفشي في مدارسهم وكتبهم.

ثالثا:في الحقل السياسي: وهو سبب ونتيجة لنجاحنا الثقافي والعسكري.
1_جعل حقيقتنا القومية والوطنية قاعدة لخططنا السياسية. وهذا يعني جعل حقنا القومي في الأرض المغتصبة منطلق كل خطة سياسية نقوم بها.
2_جعل المقاومة رائدا في توحيد الإتجاه السياسي في جعل السياسة علم وفن التخطيط لخدمة القضية الشاملة.
3_الإستقلال الصحيح هو الإستقلال الفكري ولهذا يجب ان تكون ساستنا مستهدفة استقلالنا من ربقة الأفكار الغريبة الرامية الى تشويه فكرنا لقبول ما يفرض علينا من الخارج.

رابعا: في الحقل الإجتماعي:
1_محو عوامل التفسخ الإجتماعي الظاهر في الطائفية ونفسية الإقطاع وفي وهم الطبقية وروح الإستغلال والإستنزاف التي هي حاصل مرض الأنانية الفردية.
2_القضاء على عوامل التفسخ بافهام احداثنا انهم شعب واحد وان الشعب الواحد في الحقيقة الوجودية ليس فيه طبقات وفئات تتصارع وتقتتل وليس في الدين الحق مكان للطائفية وعنعناتها التكفرية.
3_ ازالة الحواجز بين الطوائف في جعل القانون موحدا لجميع ابناء الشعب لتسهيل عوامل التمازج الحقيقي الموحد للإتجاه والفكر.

خامسا: في الحقل الإقتصادي:
1_حماية مواردنا ومرافقنا الحيوية من السيطرة الجنبية والغريبة.
2_ضبط التبادل التجاري في حدود المتطلبات الأساسية لإنماء الإقتصاد الوطني.
3_ منع سيطرة الرساميل الأجنبية ومعظمها يهودي المصدر والإدارة والضبط ليكون للدولة حصيلة ما تساعد الرساميل على انتاجه. إن سقوط بنوكنا الواحد تلو الأخر في ايدي الرساميل الغربية هو ما سيجرنا الى اوخم العواقب.
4_السعي الحثيث لجمع قدرة الرأسمال النقدي في بنوكنا لتصبح منيعة.
5_تفهم كون اقتصادنا لا ينتظم وينمو في حالة التمزيق لمدانا الحيوي (كل العالم العربي والإسلامي).
6_السعي لوضع اسس اقتصادية سليمة بالتعاون المنتج بين كل كيانات الأمة.
7_وضع قوانين تضمن للخزانة العامة الحصة الحقوقية من الإنتاج العام في مجمل حقول الإنتاج.
8_جعل الإنتاج اساسا للإقتصاد ليكون لنا اقتصاد سليم يدعم مجمل شؤوننا الحياتية .
9_مراقبة وضبط اعمال الشركات الأجنبية لتبقى مصلحة شعبنا فوق كل مصلحة.

سادسا: في الإعلام:
الإعلام من العلم والعلم يبنى على حقائق برهانية وليس مجرد دعاية غوغائية او نشر تجهيلي او تضليلي.

1_ في الداخل:
ا_ جهاز اعلام يوصل الحقائق للشعب ويضمن التوجيه الفكري الصحيح.
ب_ توسيع المدى الإعلامي الى جميع الشعوب في الخارج للرد على التشنيع والتجهيل والتضليل التي تقوم بها ضدنا وسائل الإعلام اليهودية في كل العالم.

2_ في المغتربات:
ا_ السيطرة الإعلامية اليهودية تحتاج الى تكتل اعلامي يشمل كل حكومات امتنا.
ب_ اليهود يرسخون في اذهان شعوب العالم ان لهم حقا في ارضنا وهكذا يصدق الناس اننا نحن المعتدين عليهم وعلى( اسرائيلهم).
ج_ وسائل الإعلام العربية ومكاتبها فاشلة تماما . بل انها معادية لقضية امتنا وبجهلها تساند اليهود في كل ما يقال ضد العرب.
د_ الجهل القائل بالتفريق بين اليهودية والصهيونية يفسح مجالا لليهود في دعاية اجرامية تغطي حقنا وتظهرنا متأخرين معتدين.
هـ_ غياب وفشل تمثيلنا الدبلوماسي وتفتت القوى في مضاربات كيانية يجعل اليهود يطردون مغتربينا حالما يستنفدون غايتهم من استخدام مغتربينا لتدعيم مصالحهم المادية والدعائية.
و_ طلابنا في البلاد الأجنبية فرديون في غالبيتهم. يكثر بينهم الخالون من الشعور الوطني والديني والقومي بسبب الأوضاع الإجتماعية السيئة في الوطن وبسبب فقدان الأساس العقلاني الذي يولد فيهم المناعة ضد التدهور الخلقي والوصول الى حالة اللامبالاة الكلية.
ز_ عدم الإهتمام بالكفاءات العلمية التي تحصل لمواطنينا في الخارج يهدر جهدهم بل يسخره في اعمال لخدمة اليهود ضد شعبهم ووطنهم.

3:في الأوساط الخارجية:
الى جانب اهمال مغتربينا تهمل حكوماتنا اوساط الشباب والأحداث في الدول الأخرى وتتركهم فريسة للأفكار اليهودية المشوهة لحقيقتنا ولحقنا في وطننا وفي تراثنا. فينموا ذاك الشباب وفي ذهنه اشياء باطلة عنا يسهل معها مساندته لعدونا.

ان العمليات والأحداث الدامية في جسم وطننا وامتنا هي منابع البلوى التي تحيق بنا ومنطلقات الباطل الذي يزيد في تعميق جراحنا وتشتيت الفكر وفي تشويه حقيقتنا وحقنا, فيرسخ المستعمر بالدعم والتعليم التجهيلي في اذهان اجيالنا ما يجعل التمزيق الإستعماري الدامي حالة مقبولة ثم مستساغة ثم يبدأ الفكر في التحجر فيها. وحينئذ يترك المستعمر لابناء الأمة الواحدة الذين شوه افكارهم مهمة الإقتتال والإستنزاف لكي تبقى القوة مبعثرة واهنة تسهل لليهودي المتحجر في اوهامه مهمته التي هي إغتصاب ارضنا وجرفنا منها.

ويزيد في هذا الباطل الوهم بان في وطننا الواحد وشعبنا الواحد اوطانا بعدد الكيانات السياسية وشعوبا بعدد المزق التي بدات خطوطا حمراء وزرقاء على خريطة سايكس بيكو واخرها خارطة الطريق اليهودية الأميركية, اصبحت اليوم بركا حمراء من النجيع المسفوح المهدور من شراين امتنا العظيمة الحضارية.

كل الذي ورد في هذه الوثيقة رايناه في اعين ابناء امتنا المقتلعين من ديارهم, وفي توراة اليهود وفي تلمودهم وفي خططهم الإجرامية وفي التشويه الفكري المدسوس على شعبنا وفي احرف اتفاقية سيكس بيكو وتصريح بلفور وصك الإنتداب وكامب دايفيد وغزة اريحا ووادي عربة واوسلو وواي ريفر وتينيت وميتشل والهدنة المفروضة قسرا على مقاومة شعبنا وفي التعليم التجهيلي وفي الأنانية الرعناء وفي جهل هويتنا وفي ركضنا خوفا وفزعا ركض المضبوع في السبيل المؤدي الى المهاوي الذي خططه لنا المستعمر المتهود وعمل الغباء في شقه لنسير فيه تحت ركامات النكبات.

اي عاقل يرضى بان يصبح لليهودي حق في وطننا الواحد، و لنكرر خطأ الإعتراف لهذا العدو الأزرق بمشاركتنا في حقنا في وطننا، وهو يخطط لجرفنا جملة من وطننا كله،
كيف نرضى( بدولة ديمقراطية) فنعترف بهذا الرضى بحق لليهودي في وطننا؟, كيف نقبل مشاريع السلام والذي يكالبوننا بمسالمته له مشاريع اجرامية لا يخجل من ابرازها للعالم؟ وكيف نرفض؟ رفضنا يكون في اعلان ثوري لحقيقة وجودنا ولحقنا ولتصميمنا العقلاني على السقوط معا او الغلبة التي هي نصيب المصممين الواعين المؤمنين بحقيقتهم وبحقهم في وطنهم كله.

ان ايقاظ شباب المقاومة الفلسطينية على حقيقة انهم من امة حية ليس لهم وحدهم حق تقرير مصير ألأرض المغتصبة وليس عليهم وحدهم واجب تحريرها لان الأرض المغتصبة هي من وطن كامل وهم من امة حية.
لنبقى في الصراع لاجل الحرية والإستقلال.

الحركة العالمية لمناهضة العولمة والهيمنة الأميركية والصهيونية
هيئة الطوارئ العالمية The Anti – US & Israeli Globalization & Hegemony

حول مقولة بيع الفلسطينيين أرضهم لليهود


حول مقولة بيع الفلسطينيين أرضهم لليهود
يُعد هذا الموضوع من الموضوعات المهمة التي يجب علي الفلسطينيين وخصوصاً المتعلمين والمثقفين منهم أن يفهموه جيداً، وأن يحفظوا حقائقه وأرقامه، وذلك للأسباب الآتية:

1ـ أَنَّ كثيراً من أبناء الشعوب العربية قد صدَّقوا الإشاعات التي نشرها الصهاينة، وروج لها أعوانهم، وأَهمها:

أن الشعب الفلسطيني باع أَرضه لليهود، فلماذا يطالبنا بتحرير أرض قبض ثمنها ؟!. وقد تعرضت أنا شخصياً لهذا السؤال مرات عدة، وفي بلدان عربية مختلفة، ووجدته أكثر انتشاراً في البلدان التي يرجي منها أن تفعل شيئاً من أجل تحرير فلسطين.

2ـ أنَّ مصدر هذه الإشاعة كتاب كتبوا في أَكثر الصحف العربية انتشاراً، ونشروا أكاذيب كثيرة، شوهوا فيها صورة الفلسطيني بهدف أن يُفقِدوا شعوبهم الحماس لفلسطين، وبلغ بهم الكذب حداً امتهنوا فيه جيوشهم، فقالوا :

إن الفلسطينيين يبيعون الضابط العربي للصهاينة بخمسة جنيهات، والجندي بجنيه واحد .

3ـ أنَّ العديد من الصحف العربية الرسمية ما زالت إلي اليوم منبراً لكتاب وضعوا أنفسهم في صف أعداء الأمة، وهم لا يملون من مهاجمة الفلسطينيين وتشويههم. وقد قرأت مقالاً لكاتب معروف في صحيفة عربية مشهورة يُهاجم فيه الفلسطينيين الذين تعاطفوا مع العراق أثناء تعرضه للهجوم الأمريكي، يقول فيه بالحرف الواحد: هذا الشعب الوضيع الذي باع أرضه لليهود .

4ـ أنَّ هذه التهمة تتردد حتي في أوساط المثقفين، وكنَّا نسمع ذلك أثناء مناقشات مع مثقفين عرب يعملون في السعودية ودول الخليج، ومن ذلك قول أحدهم:

نعمل لكم إيه كل ما نحررها تبيعوها... كل ما نحررها تبيعوها .

5ـ أنَّ مروجي هذه الإشاعة ينشطون عندما تشتد مقاومة الشعب الفلسطيني للصهاينة، بهدف قتل أي تعاطف شعبي عربي مع الفلسطينيين.

6ـ أنَّ الشعب الفلسطيني الذي يحمل لواء الجهاد والمقاومة منذ أكثر من ثمانين عاماً، وقدم مئات الألوف من الشهداء، وما زال يقدم، ويقف وحده في الميدان، صامداً صابراً مجاهداً بالرغم من اجتماع الأعداء عليه، وتخلي ذوي القربي عنه، بل تآمرهم عليه، هذا الشعب يستحق أن ينصف ويدافع عنه، وقد شهد له كل منصف عرفه أو سمع عنه ونذكر فقط من هذه الشهادات قول هتلر في رسالة إلي ألمان السوديت:

اتخذوا يا ألمان السوديت من عرب فلسطين قدوة لكم، إنهم يكافحون انجلترا أكبر امبراطورية في العالم، والصهيونية العالمية معاً، ببسالة خارقة، وليس لهم في الدنيا نصير أو مساعد، أما أنتم فإنَّ ألمانيا كلها من ورائكم .7ـ أنه لا يليق بمتعلم أو مثقف فلسطيني، أن يتهم شعبه، ويقف عاجراً غير قادر علي تقديم المعلومات والحقائق التي تدحض هذا الاتهام.

وسوف أتناول هذا الموضوع بحياد ونزاهة وعلمية، مدافعاً عن الفلسطينيين بما يستحقون، ومحملاً إياهم ما وقعوا فيه من أخطاء. وقد استقيت معلوماتي من كتب ووثائق موثوقة.

بلغت مساحة الأراضي التي وقعت تحت أيدي اليهود الصهاينة حتي عام 1948م من غير قتال أو حرب، حوالي (2) مليون دونم. أي ما يعادل 8.8% من مساحة فلسطين التي تبلغ 27 مليون دونم.

حصل الصهاينة علي تلك الأرض (2 مليون دونم) بأربع طرق هي:
الطريق الأول:

>650.000 دونماً (ستمائة وخمسين ألف دونم) حصلوا علي جزء منها كأي أقلية تعيش في فلسطين منذ مئات السنين، وتملك أرضاً تعيش عليها، وحصلوا علي الجزء الآخر بمساعدة الولاة الأتراك الماسونيين، الذين عيَّنتهم علي فلسطين حكومة الاتحاد والترقي. وقد تآمرت جمعية الاتحاد والترقي علي السلطان عبد الحميد وأسقطته، لأنه رفض كلَّ عروض الصهاينة عليه مقابل تمكينهم من أرض فلسطين. ومن هذه العروض إعطاؤه مبلغ خمسة ملايين ليرة انجليزية ذهباً لجيبه الخاص، وتسديد جميع ديون الدولة العثمانية البالغة 33 مليون ليرة ذهباً، وبناء أسطول لحماية الامبراطورية بتكاليف قدرها مائة وعشرون مليون فرنك ذهبي، وتقديم قروض بخمسة وثلاثين مليون ليرة ذهبية دون فوائد لإنعاش مالية الدولة العثمانية، وبناء جامعة عثمانية في القدس.

الطريق الثاني :
665.000 دونماً (ستمائة وخمسة وستين ألف دونم) حصل عليها الصهاينة، بمساعدة حكومةِ الانتداب البريطاني المباشرة، وقد قُدمت إلي الصهاينة علي النحو الآتي:ـ

1ـ أعطي المندوب السامي البريطاني منحة للوكالة اليهودية ثلاثمائة الف دونم.

2ـ باع المندوب السامي البريطاني الوكالة اليهودية وبأسعار رمزية مائتي ألف دونم.

3ـ أهدت حكومة الانتداب للوكالة اليهودية أرض السلطان عبد الحميد في منطقتي الحولة وبيسان ـ امتياز الحولة وبيسان ـ ومساحتها 165.000 دونماً (مائة وخمسة وستين ألف دونم(.

الطريق الثالث :
>606.000 دونماً (ستمائة وستة آلاف دونم)، اشتراها الصهاينة من إقطاعيين لبنانيين وسوريين، وكان هؤلاء الاقطاعيون يملكون هذه الأراضي الفلسطينية عندما كانت سوريا ولبنان والأردن وفلسطين بلداً واحداً تحت الحكم العثماني يُسمي بلاد الشام أو سوريا الكبري، وعندما هزمت تركيا واحتل الحلفاء بلاد الشام، قسمت هذه البلاد إلي أربعة دول أو مستعمرات، حيث خضعت سوريا ولبنان للاحتلال الفرنسي، وشرق الأردن للاحتلال البريطاني، وفلسطين للانتداب البريطاني توطئة لجعلها وطناً قومياً لليهود. وهكذا أصبح كثير من الملاك السوريين واللبنانيين يعيشون في بلد وأملاكهم في بلد آخر، فانتهز كثير منهم الفرصة وباعوا أرضهم في فلسطين للصهاينة الذين دفعوا لهم فيها أسعاراً خيالية، وبنوا بثمنها العمارات الشاهقة في بيروت ودمشق وغيرها. وكانت كمية الأراضي التي بيعت، والعــائلات التي باعت كما يلي:
1ـ باعت عائلة سرسق البيروتية ـ ميشل سرسق وإخوانه مساحة 400.000 دونماً (أربعمائة ألف دونم) ، في سهل مرج ابن عامر، وهي من أخصب الأراضي الفلسطينية، وكانت تسكنها 2546 أسرة فلسطينية، طُردت من قراها لتحل محلها أسر يهودية أحضرت من أوروبا وغيرها.

2ـ باعت عائلة سلام البيروتية 165.000 دونماً (مائة وخمسة وستين ألف دونم) للصهاينة وكانت الحكومة العثمانية قد أعطتهم امتياز استصلاح هذه الأراضي حول بحيرة الحولة لاستصلاحها ثم تمليكها للفلاحين الفلسطينيين بأثمان رمزية، إلا أنهم باعوها للصهاينة.

3ـ باعت عائلتا بيهم وسرسق (محمد بيهم وميشيل سرسق) امتيازا آخر في أراضي منطقة الحولة، وكان قــــد أُعطي لهم لاستصــلاحه وتمليكه للفلاحين الفلســــطينيين، ولكنهم باعوه للصهاينة.

4ـ باع أنطون تيان وأخوه ميشيل تيان للصهاينة أرضاً لهم في وادي الحوارث مساحتها خمسة آلاف وثلاثمائة وخمسين دونماً، واستولي الصهاينة علي جميع أراضي وادي الحوارث البالغة مساحتها 32.000 دونماً (اثنان وثلاثون ألف دونم) ، وطردوا أهله منه بمساعدة الإنجليز، بدعوي أنهم لم يستطيعوا تقديم وئاثق تُثبت
ملكيتهم للأراضي التي كانوا يزرعونها منذ مئات السنين.

5ـ باع آل قباني البيروتيون للصهاينة مساحة 4000 دونماً (أربعة آلاف دونم) بوادي القباني، واستولي الصهاينة علي أراضي الوادي كله.

6ـ باع آل صباغ وآل تويني البيروتيون للصهاينة قري (الهريج والدار البيضاء والانشراح ـنهارياـ(

7ـ باعت عائلات القوتلي والجزائري وآل مرديني السورية للصهاينة قسماً كبيراً من أراضي صفد.

8ـ باع آل يوسف السوريون للصهاينة قطعة أرض كبيرة لشركة The Palestinian Land Development Company

9ـ باع كل من خير الدين الأحدب، وصفي قدورة، وجوزيف خديج، وميشال سرجي، ومراد دانا وإلياس الحاج اللبنانيون للصهاينة مساحة كبيرة من الأراضي الفلسطينية المجاورة للبنان.

الطريق الرابع :
بالرغم من جميع الظروف التي وضع فيها الشعب الفلسطيني والقوانين المجحفة التي سنها المندوب السامي الذي كان يهودياً في الغالب، إلا أنَّ مجموع الأراضي التي بيعت من قبل فلسطينيين خلال ثلاثين عاماً بلغت ثلاثمائة ألف دونم، وقد اعتبر كل من باع أرضه للصهاينة خائناً، وتمت تصفية الكثير منهم علي أيدي الفلسطينيين.

ومن العوامل التي أدت إلي ضعف بعض الفلسطينيين وسقوطهم في هذه الخطيئة.

1ـ لم يكن الفلسطينيون في السنوات الأولي للاحتلال البريطاني علي معرفة بنوايا الصهاينة، وكانوا يتعاملون معهم كأقلية انطلاقاً من حرص الإسلام علي معاملة الأقليات غير المسلمة معاملة طيبة.

2ـ القوانين الإنجليزية التي سنتها حكومةُ الانتداب، والتي وُضعت بهدف تهيئة كل الظروف الممكنة لتصل الأراضي إلي أيدي الصهاينة. ومن هذه القوانين، قانون صك الانتداب الذي تضمنت المادة الثانية منه النص الآتي: تكون الدولة المنتدبة مسئولة عن جعل فلسطين في أحوال سياسية وإدارية واقتصادية تكفل إنشاء الوطن القومي لليهود .

وجاء في إحدي مواد الدستور الذي تحكم بمقتضاه فلسطين النص الآتي: يشترط أن لا يطبق التشريع العام ومبادئ العدل والإنصاف في فلسطين إلاَّ بقدر ما تسمح به الظروف، وأن تراعي عند تطبيقها التعديلات التي تستدعيها الأحوال العامة . إضافة إلي مادة أخري تقول: بما أنَّ الشرع الإسلامي خوَّل للسلطـــــان صلاحية تحويل الأراضي الميري (الحكومية) إلي أراضي الملك فإنه من المناسب تخويل المندوب السامي هذه الصلاحية .

3ـ الإغراءات الشديدة التي قدمها الصهاينة للذين يبيعون الأرض، فقد بلغ ما يدفعه الصهيوني ثمناً للدونم الواحد عشرة أضعاف ما يدفعه العربي ثمناً له. وقد تسبب ذلك في سقوط بعض أصحاب النفوس المريضة، ومثل هذه النوعية لا تخلو منها أمة من الأمم.

4ـ الفساد الذي نشره الصهاينة، وحمته القوانين البريطانية التي تبيح الخمر والزنا.

ويُسجَّل للشعب الفلسطيني أنه أَجمع علي تجريم القلائل الذين ارتكبوا هذه الخطيئة، ونبذهم واحتقرهم وخوَّنهم ونفذ حكم الإعدام في كثير منهم.

وقد نشرت الصحف أخباراً عن تصفيات تمت في فلسطين لأشخاص باعوا أرضهم للصهاينة أو سمسروا لبيع أراض للصهاينة نذكر منها فقط ما نشرته جريده الأهرام في العدد 28 و 29 يوليو 1937م اغتيل بالرصاص فلان بينما كان في طريقه إلي منزله ليلاً، وهو مشهور بالسمسرة علي الأراضي للصهاينة، وترأس بعض المحافل الماسونية العاملة لمصلحة الصهيونية، وقيل إنَّ سبب اغتياله هو تسببه في نقل ملكية مساحات واسعة من أخصب أراضي فلسطين للصهاينة، وقد أغلق المسلمون جامع حسن بيك في المنشية لمنع الصلاة عليه فيه، ولم يحضر لتشييعه سوي بعض أقاربه، وليس كلهم، وبعض الماسونيين، وقد توقع أهله أن يمنع الناس دفنه في مقابر المسلمين، فنقلوا جثته إلي قرية قلقيلية بلدته الأصلية، وحصلت ممانعة لدفنه في مقابر المسلمين. وقيل إنه دُفن في مستعمرة يهودية اسمها بنيامينا لأنه متزوج من يهودية، وأن قبره قد نبش في الليل وأُلقيت جثته علي بعد 20 متراً.

يتبين مما سبق أن الـ 8.8% من مساحة فلسطين أو الـ 2 مليون دونم التي وقعت في أيدي الصهاينة حتي سنة 1948م، لم يحصل عليها الصهاينة عن طريق شرائها من فلسطينيين كما يتصور حتي الكثير من مثقفينا، بل وصل معظمها إلي الصهاينة عن طريق الولاة الأتراك الماسونيين والمنح والهدايا من الحكومة البريطانية، الشراء من عائلات سورية ولبنانية، وأنَّ 300.000 دونماً فقط اشتريت من فلسطينيين خلال ثلاثين عاماً من السياسات الاقتصادية الظالمة والضغوط والمحاولات والإغراءات، أي أنَّ 1/8 (ثُمن) الأراضي التي حازها الصهاينة حتي سنة 1948م، كان مصدرها فلسطينيون، وقد رأينا كيف باعت عائلة لبنانية واحدة 400.000 دونماً في لحظة واحدة، وهو أكبر مما باعه فلسطينيون خلال ثلاثين عاماً. وأنَّ هؤلاء قلة شاذة عوقبوا بالنبذ والقتل.

ولا يخلو مجتمع حتي في عهد النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ من ضعاف ومنافقين، وليس من الإنصاف، أن يتحمل الشعب الفلسطيني كله جريمةً ارتكبها بعض شواذه. لا سيما أن هذا الشعب حاسب هؤلاء الشواذ وعاقبهم.
وإنَّ ما يقدمه الشعب الفلسطيني اليوم من تضحيات وبطولات بعد مضي أكثر من نصف قرن علي احتلال أرضه، وإصراره علي المقاومة والجهاد والاستشهاد بالرغم من ضخامة المؤامرة ضده لخير دليل علي تمسكه وعدم تفريطه بأرضه المقدسة المباركة.
بقلم : د. خالد الخالدي رئيس قسم التاريخ والآثار بالجامعة الاسلامية في غزة