بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-11-22

الأزمة المالية العالمية... والهيمنة اليهودية

الأزمة المالية العالمية... والهيمنة اليهودية

بقلم : عبدالله غانم
عمل اليهود منذ الأزل على تدمير الاقتصاد إلى يومنا الحاضر، فلقد لعبت عائلة آل روتشيلد اليهودية بفرض النظم التي تقوم على الربا في الاقتصاد العالمي، وفي العصر الحديث أكثر اليهود يقرضون الحكومات ويوجهون سياستها إلى مخططهم الجهنمي، وقد أفرد "أدولف هتلر" في كتابه المرجعي "كفاحي" فصولاً كاملة عن النهب المنظم لموارد الاقتصاد الوطني الألماني الذي كانت تمارسه الجماعات اليهودية عن طريق سيطرتها على النظام المصرفي وتحكمها في عمليات بورصات الأسهم، ويصف الزعيم الألماني "أدولف هتلر" اليهود وتغلغلهم في الإقتصاد الألماني في كتابه المرجعي " كفاحي" في جمل مقتضبة فيقول "وبدأ اليهود بقرض الناس مالاً بفائدة فاحشة ولم يكن الألمانيون قد اعتادوا هذا النوع من القروض فما تنبهوا إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن احتكر اليهود التجارة والأعمال الفنية شغلوا في المدن أحياء خاصة بهم مؤلفين دولة ولكن الربا الفاحش الذي كانوا يتقاضونه أفقدهم عطف السكان... واشتدت النقمة عليهم عندما راحوا يسترهبون الأرض الواسعة ويتحكمون برقاب مالكيها وفلاحيها تحكماً جعل ضحاياهم تتألب ضدهم في نهاية الأمر وقد اكتشف في هؤلاء الغرباء طفيليات مزعجة وخطرة...".

وقد حرم الله عز وجل الربا على بني إسرائيل ولكنهم عاندوا أنبياءهم فأكلوا الربا واستعملوا المضاربات المحرمة وطففوا في الكيل والميزان قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون" ومن أقوال التلمود: "إن الرابي صموئيل أحد الحاخامات المهمين كان رأيه أن سرقة الأجانب مباحة وقد اشترى هو نفسه من أجنبي آنية من الذهب كان يظنها الأجنبي نحاساً ودفع ثمنها أربعة دراهم وهو ثمن بخس وسرق درهماً أيضاً من البائع".

فهل يعيد التاريخ نفسه الآن من خلال تفاعلات الأزمة المالية العظمى التي تعصف بالإقتصاد الأميركي من خلال أداء البنوك والبورصات؟ وبصيغة أخرى : هل هي مؤامرة يهودية؟

بنك ليمان براذرز

هو أحد البنوك الأميركية العملاقة التي أشهرت إفلاسها كناية عن بدء هبوب العاصفة المالية في الولايات المتحدة، ويتبوأ المرتبة الرابعة من بين البنوك العملاقة في أمريكا، والذي تسبب إنهياره إلى فقدان غالبية موظفيه لوظائفهم البالغ عددهم 26 ألفاً، وتفيد الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" أن بنك ليمان براذرز أنشأته مجموعة من المهاجرين اليهود الأوروبيون سيما اليهود الألمان كانوا من تجار القطن، وذلك في القرن التاسع عشر وتحديداً في عام 1850م وفي هذا السياق تعيد الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" إلى الأذهان اتهامات هتلر إلى اليهود الألمان بأنهم يتحملون المسؤولية عن هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى مما أثار المشاعر القومية الألمانية ضد اليهود. وتضيف الصحيفة أن الإتهامات الموجهة إلى مديري البنك لا تنحصر في تلاعبهم بحسابات العملاء بل تمتد لتشمل سرقة أموال المودعين ونقلها سراً إلى "إسرائيل" ولاحقاً يهاجر هؤلاء المديرين إلى الدولة اليهودية دون ضجة، وتتحدث الصحيفة الإسرائيلية عن مئات من التقارير التي تتهم الجماعات اليهودية الأميركية بتدبير الأزمة المالية الأميركية وتداعياتها العالمية.

ومن بين هذه الإتهامات أن هناك ثلاثة بنوك كبرى في إسرائيل كانت تتلقى الأموال المهربة في الولايات المتحدة بواسطة شخصيات مصرفية أميركية ذات نفوذ تواطأت معها بعض الأجهزة الأمنية الأميركية...أو بالأحرى تسترت عليها من أجل تحقيق مصالح خفية لحفنة من أباطرة المال اليهود، وتقول الصحيفة أن الإتهامات التي وردت في بعض هذه التقارير صادرة عن مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض في الوقت الذي يثير فيه الكونغرس تساؤلات حول انهيار بنك ليمان براذرز الذي شكل أكبر حالة إفلاس في تاريخ الولايات المتحدة إيذاناً بنهاية عهد الرأسمالية وفشله، انطلاقاً مما قاله قادة الاقتصاد وحملة الرأي وجهابذة الفكر الاقتصادي الرأسمالي في الغرب بضرورة وضع قيود ورقابة من قبل الدولة على الممارسات الرأسمالية، وأن عهد الرأسمالية المطلقة من القيود أثبت روغانه وفشله واحتضاره وقد أزف على الرحيل.

العمل الخيري في الكيان الصهيوني... أرقام ودلالات

العمل الخيري في الكيان الصهيوني... أرقام ودلالات

على الرغم من أن الكيان الصهيوني من الدول التي تولي اهتماماً كبيراً في القطاع الخيري والتطوعي ، حيث يبلغ عدد المؤسسات التطوعية والخيرية 40 ألف مؤسسة في داخل الكيان وتوفر 235 ألف فرصة عمل بدوام كامل للقوى العاملة اليهودية وهو ما يمثل نسبة 10% من إجمالي العاملين لديهم ؛ إلا أن رئيس الوزراء اليهودي في كلمته التي ألقاها في مؤتمر الشراكات في الشهر الماضي والذي تدور محاوره حول الروابط بين القطاع الحكومي والقطاع الخيري ، اعتذر في كلمته بأن الهدف المرجو من التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع التجاري والقطاع الخيري في الكيان اليهودي مازال في مهده ولم يصل إلى الطموح المرجو مع ما حققه من إنجازات!!

كان عدد الجمعيات التطوعية في الكيان الصهيوني عام ( 1999م ) 27.000 جمعية ومؤسسة ، وازداد عدد تلك المؤسسات بِمعدل ( 1000) جمعية سنويًا !! بسبب ما تتمتع به تلك المؤسسات الخيرية والتطوعية من حرية كاملة ، ولوائح ونظم تجعلها فاعلة ومستديمة العطاء ، حيث بلغت في عام 2006م مساهمة القطاع التطوعي في دعم اقتصاد الكيان الصهيوني نحواً من 14 مليار دولار أي ما نسبته 13.3% من الناتج المحلي الإجمالي.

وبهذا الدعم للقطاع الخيري والتطوعي أصبح عدد المنظمات التطوعية فيها في الوقت الراهن أكثر من 40.000 منظمة تطوعية وَفْقاً لآخر الإحصاءات في 2007 م ، وشهد هذا القطاع قفزة عددية في العقد الأخير ، وما زال الدعم الحكومي من أهم مصادر الدخل للمؤسسات الخيرية والتطوعية إذ تبلغ نسبته من حجم التمويل 51%، كدعم مباشر ، إضافة إلى شراء الحكومة للخدمات التي تقدِّمها المنظمات التطوعية.

وعودة إلى ما قاله ايهود أولمرت رئيس الوزراء اليهودي في مؤتمر الشراكة من ضرورة دعم العمل المؤسسي الخيري والتطوعي ؛ ودور هذا القطاع المهم في التنمية وتخفيف الأعباء على الحكومة والوصول إلى حاجة المعوزين ، والالتزام الأخلاقي والديني والإنساني الذي يحتم أن تقدم يد العون لكل من يحتاج إلى المساعدة في المجتمع اليهودي ، وأن القطاع الخيري هم شركاء في العمل إلى جانب الحكومة ، فقد ولَّى عهد استفراد الحكومة بالخدمات ، ولا بد من تقاسم المسؤوليات ، وأن على الحكومة أن تهيئ لذلك وتشارك كل من يقدر على تقديم الدعم والمساهمة.

وأضاف بأن القطاع الخيري – وبفضل ثقل تبرعاته وتطوعه – يؤدي في جميع الدول الأكثر استنارةً وتقدماً وانفتاحاً وحساسيةً للاحتياجات تقدماً ملموساً في تقديم الخدمات والعمل كشريك حقيقي يتحمل الكثير من الأعباء ويخفف على الحكومة الكثير من الالتزامات .

ما سبق كان جزءاً يسيراً مما قاله "أولمرت" في مؤتمر الشراكة ودعم القطاع الخيري ، وهذا ما توصل إليه الكيان اليهودي والعالم الغربي بمؤسساته وقياداته وشعوبه ، بأنها أمة لن تقوم إلا إذا أولت القطاع الخيري والوقفي الاهتمام والرعاية والتنمية والحماية !!

أما في عالمنا العربي والإسلامي فالمطلوب منا أن نحارب مؤسساتنا الخيرية ونشارك في دمارها واتهامها ، وأن نمنع مساعدة الآخرين وأن نوطن عملنا الخيري ، لنقطع أواصل النصرة بين أبناء الأمة !! أليس هذا المطلوب منا ... وإلا بماذا يبرر منع إيصال مساعداتنا لإخواننا في قطاع غزة ؟! ولماذا يحارب العمل الخيري والمؤسسي في كل مناطق الضفة الغربية والتي تتبع حكومة تشارك قادة الصهاينة الاجتماعات والقبلات والابتسامات !!

لماذا يأسر العاملين في المؤسسات الخيرية في فلسطين وكأنهم مجرمي حرب ويطول سجنهم لسنوات ، حتى طالت الاعتقالات أعضاء لجان زكاة تتبع مجالس قروية !! والعاملين في المراكز الصحية التي تتبع جمعيات خيرية !! ووصل الأمر ليطول المؤسسات المدنية التطوعية والخيرية والثقافية والعلمية والمؤسسات الفردية وغيرها !!

لماذا تجفف موارد الجمعيات والمؤسسات المدنية والخيرية الفلسطينية ويلاحق العاملين فيها ويتم اعتقالهم ومداهمة مقراتهم ومنازلهم ، ويدمر كل عمل مؤسسي قائم ، وتمنع التحويلات أياً كانت ومن أية جهة جاءت !! لماذا أضحت مؤسساتنا الخيرية ضحية جديدة من ضحايا الاعتداء ، بعد أن شتم دين أمتنا ، واستهزئ برسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وطعن بأحكام شريعتنا !!

هل نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الهجمة الشرسة على مؤسساتنا الخيرية واتهامها زوراً وظلماً بأنها ترعي القتل والترويع ، بينما هم يتحدثون في مؤتمراتهم عن دور العمل الخيري في التنمية والشراكة مع قطاعات الدولة الرئيسة ، ويدعمون القطاع الخيري لأنه أكثر القطاعات نمواً وفاعلية في تقديم الخدمات والبرامج التي لا غنى عنها لأي دولة أرادت أن تكون متقدمة .

فيا أمة الخير والصدقة ، إن عمل الخير هو جزء من عقيدتنا وإننا مطالبون بنصرة إخواننا المنكوبين بكل ما أوتينا من قوة ودعم وبذل وعطاء ، فلا نتوانى عن العطاء ... يا أمة العطاء.

عيسى القدومي

هل يفي اليهود بمعاهداتهم والتزاماتهم الدولية ؟!


هل يفي اليهود بمعاهداتهم والتزاماتهم الدولية ؟!

أحاط الكيان الصهيوني نفسه بسياسة فريدة من نوعها، وتعامل مع ما أسموه النظام العالمي والقوانين الدولية كحالة وحيدة في العالم أجمع، تعدى وتجاوز القوانين والأعراف والمواثيق في تأسيسه وقيامه، وفي ممارساته وتشريعاته، وفي حقوقه وواجباته. ومع ذلك فهو في نظر المنظومة العالمية - مع تمرده - كيانٌ يحظى بالأولوية والمودة!! يبرر له كل شيء ويتعامل معه على أنه كيان فوق القانون.

فهو الكيان الوحيد في العالم الذي اعترف به كعضو في الأمم المتحدة بشروط لم تتحق إلى الآن، ولم ينفذ أياً منها، والوحيد الذي ليس له حدود جغرافية مرسومة دولياً إلى الآن مع من حوله من الدول وبالتالي ليس له دستور، فهو لا يملك إلى الآن دستوراً متكاملاً ومكتوباً يحدد أهدافه وسياساته، وهو كيان فتح أبوابه لجميع اللاجئين من الجنس اليهودي، على حساب طرد أهل فلسطين وسكانها، وتوطين الغرباء من غير أهلها باعتبارها دولة لشتات اليهود في العالم أجمع!!

وكيان شرّع فيه المحتلون قوانين تنظم عمليات القمع والإرهاب والتعذيب حتى الاعتراف أو الموت ضد الأسرى من الفلسطينيين وغيرهم ... كيان يبارك له قتل الأطفال والشيوخ والنساء العزل من المدنيين، ويبرر له كل الممارسات الإجرامية، وله حرية وحق تملك الأسلحة النووية من غير قيود ولا مراقبة، بل واستعمال الأسلحة المحرمة دولياً!!

والمعادلة الأصعب في ذلك كله أن قادته في معزل ومأمن من العقاب على كل ممارساتهم ومذابحهم الجماعية - وما حدث في محاكم بلجيكا شاهد على ذلك – لأنهم يعتبرون أنفسهم متميزون عن غيرهم وشعب مختار أرقى من بقية البشر، فلهذا يحق لهم مالا يحق لغيرهم!! وخلاصة القول نحن أمام كيان لا مثيل له في العالم أجمع؟!!

الكيان الصهيوني والقرارات الدولية:

برغم قرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية واللبنانية والتي يزيد عددها على المائة - منها قرارات ملزمة لمجلس الأمن- ودعمها الشعب الفلسطيني ليقيم دولته ويستعيد حقوقه المشروعة، كان وما زال عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة أحد الأسباب الهامة لاستمرار مشكلة فلسطين. وقبل عدة سنوات طرح كوفي أنان فكرة إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى المناطق الفلسطينية، وطرحت فرنسا نفس الفكرة في يونيو هذا العام. وبرغم ترحيب الجانب الفلسطيني بالفكرة - باعتبار أن مزيداً من التدخل الدولي يحفز الحل العادل لمشكلة فلسطين - عارض الكيان الصهيوني والولايات المتحدة هذه الفكرة تماماً لإبعاد المجتمع الدولي عن أرض فلسطين وما يحدث بها؛ ليكون دوماً بمنأى عن المحاسبة أو العقاب.

والواقع أن الكيان الصهيوني تحدَّى القرارات الدولية باستمرار، وتجاهل قرار مجلس الأمن رقم 425 لأكثر من اثنتين وعشرين سنة والخاص بلبنان، ورفض قرار مجلس الأمن القاضي بإنشاء لجنة تقصي حقائق في شأن مجزرة جنين، ولجأ إلى العنف والإرهاب لتنفيذ سياساته التوسعية والاستيطانية، وكدّس أسلحة الدمار الشامل في ترسانته الحربية ولا سيما منها الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية، واستمر في رفض المساعي الهادفة إلى إيجاد حل سلمي عادل وشامل لقضية فلسطين والأراضي المغتصبة في لبنان. وخلاصة الأمر ضرب الكيان اليهودي بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة, ومعاهدة جنيف لعام 1949م بخصوص التعامل مع السكان المدنيين في الأراضي المحتلة.

ولن يكون لأي قرار دولي صادر بحق فلسطين أو لبنان أي احترام أو تقييد لممارسات اليهود، وليست الخروقات التي مارسها أبان قرار الهدنة بعد حرب لبنان الأخيرة مستهجنة لمن عرف من هم هؤلاء؟ وكيف يتعاملون مع تلك القرارات؟

جرائم برعاية دولية:

أين القانون الدولي والنظام العالمي بكل مؤسساته من حكومة منتخبة يسجن وزراءها، ويعتقل رئيس مجلسها التشريعي ونائب رئيس الوزراء، ويهدد رئيس وزراءها بالقتل؟! أهكذا تكون رعاية الديمقراطية في المنطقة؟! أهذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي بشرتمونا به؟!! ولا نعلم لماذا شكّلوا لجان مراقبة الانتخابات وأتعبوهم في رعايتها؟! إن كانوا يعلمون أن من انتخب منهم سيزج بالسجن وتسلب حريته وكلمته؟! ولماذا لم نسمع منهم كلمة استنكار أو وقفة قانونية أو إنسانية على الأقل؟!! ولعل الجواب الوحيد "كلهم مشاركون في الجريمة"!!

جريمة الجدار:

ومن جانب مظلم آخر يواصل الكيان الصهيوني انتهاك الأعراف والمواثيق الدولية في استمراره بناء جدار العازل الذي أنشأه في الضفة الغربية وهو مخطط هدف إلى تقسيم السكان وفصل المواطنين الفلسطينيين عن بعضهم وإعاقة حركتهم من خلال فرض حظر التجول والإغلاق ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي والممتلكات الفلسطينية التي تعد مصدر الرزق الوحيد لمئات العائلات، وأصبح كذلك مصير القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في شهر يوليو من عام 2004م بإزالة الجدار، ورغم تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا القرار, فما زال كغيره حبراً على ورق وكأنه صدر ضد مجهول!!

وهذا ما أرادته القيادة الصهيونية من بناء الجدار الفاصل، ليعيش الفلسطينيون على أرضهم مناخ السجن وثقافة القهر، والمطلوب منهم توزيع المصالح والأدوار داخل هذا السجن من خلال الهدنة وإجراء بعض الانتخابات!! وباختصار: أقاموا جدار لا يلغي إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة فحسب بل يلغي كذلك قابلية الوجود الفلسطيني على هذه الأرض.

القرارات الدولية حول القدس:

أما القرارات الدولية حول القدس والمقدسات فقد صدر عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عشرات القرارات الدولية برفض ضم الكيان اليهودي لشرقي القدس، ورفض أية إجراءات مادية أو إدارية أو قانونية تغير من واقع القدس واعتبار ذلك لاغياً.

واعتبرت هذه القرارات الكيان الصهيوني قوة احتلال يجب أن تخرج من القدس ومن الضفة الغربية وقطاع غزة ككل. وقد صدر أول هذه القرارات في 4 من يوليو 1967م عن الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت رقم 2253.

وظلت القرارات تتوالى إلى أن ضم الكيان الصهيوني القدس رسمياً إليه، فاتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار 712 esفي 29 من يوليو 1980م بغالبية 112 صوتاً مقابل 7 أصوات وامتناع 24، يدعو الصهاينة إلى الانسحاب الكامل ودون شروط من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس.

واتخذ مجلس الأمن في 30 من يوليو 1980م بغالبية 14 صوتاً ضد لا شيء وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت قرار بإعلان بطلان الإجراءات التي اتخذها الكيان الصهيوني لتغيير وضع القدس، مؤكداً ضرورة إنهاء الاحتلال.

واستمرت القرارات في الصدور إلى الآن، غير أنها وإن كانت تعترف بحقوق الفلسطينيين، إلا أنها تفتقر الجدية والآلية اللازمة لإرغام الكيان الصهيوني على احترام القرارات الدولية، والتي تجاوزها جميعها وما زال يعمل على تهويد القدس، وتغير معالمها ومسمياتها، حتى طالت جرافاته القبور الإسلامية التاريخية وغيرها من المعالم الإسلامية.

قادة الصهاينة لا يريدون السلام:

في جميع مبادرات السلام التي عرضها ويعرضها القادة والزعماء، نجد أن قادة الاحتلال الصهيوني كانوا دوماً يعارضون وينتقدون بل ويرفضون تلك المبادرات، كالتي عرضها كارتر – رئيس الولايات المتحدة حينذاك – في عام 1977م، وأعلن بيغن - والذي كان يرأس الحكومة الصهيونية حينها - خلال اجتماعه مع كارتر "إن إسرائيل لن تقبل أبداً سيادة أجنبية على يهودا والسامرة " يعني الضفة والقطاع.

والمبادرة التي طرحها الملك فهد بن عبد العزيز – عندما كان ولي للعهد في السعودية - خطة سلام شاملة، والتي تعد أول خطة تقدمها المملكة العربية السعودية، والذي أكدت فيها حق دول المنطقة في العيش بسلام ودعت إلى انسحاب الكيان الصهيوني من كل الأراضي العربية التي احتلتها في عام 1967م بما فيها شرقي القدس وإزالة المستوطنات التي أقيمت في المناطق المحتلة منذ عام 1967م، وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس، فما كان من الكيان الصهيوني إلا أنه رفض المقترحات على الفور وجاء وصف اسحق شامير لتلك المبادرة بأنها: "خنجر مسموم يطعن وجود إسرائيل في الصميم، كما أعلن أنهم سيردون على الخطة بإنشاء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية".

وفي عام 1982م تقدم ريغان - رئيس الولايات المتحدة السابق - بخطة سلام تدعو إلى انسحاب على كل الجبهات في ضوء قرار الأمم المتحدة 242، وإلى تجميد الاستيطان، وإعطاء حكم ذاتي كامل للفلسطينيين، فجاء رد بيغن -رئيس الوزراء للكيان اليهودي - سريعاً عندما صرح أنه "لا يوجد لدينا أي سبب للركوع، أن أحداً لن يعين لنا حدود أرض إسرائيل"!!.

وفي مؤتمر فاس عام 1982م تبنى قادة الدول العربية خطة للسلام في مؤتمر القمة الذي انعقد في فاس في المغرب في 9 سبتمبر 1982م، أطلق عليها خطة فاس للسلام، وكانت ترتكز على مقترحات الأمير فهد التي عرضها عام 1981م، وتأييد منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى وجه السرعة رفض وزير الخارجية للكيان اليهودي خطة فاس وقال إسحاق شامير "إنها بمثابة إعلان الحرب مجدداً على إسرائيل … ولا وزن لها … ولا قيمة".

وفي أواسط عام 1991م اقترح جيمس بيكر وزير خارجية بوش الأب عقد مؤتمر دولي للسلام، فرفض شامير اقتراحه عبر التلفزيون اليهودي قائلاً بأنه "لا أرى إعادة الأراضي، وسأل أين تجدون بين أمم العالم شعباً مستعداً للتخلي عن أرضه ووطنه"!!.

وفي عام 1992م اعترف شامير بعد هزيمته في انتخابات يونيو 1992م عن خطته قائلاً: "كنت سأجري مفاوضات حول الحكم الذاتي لمدة عشر سنوات يتم خلالها استيطان نصف مليون يهودي".

وفي عام 1996م وصف بنيامين نتنياهو اتفاقات أوسلو في كتابه محاربة الإرهاب والتطرف "أنه أكبر دعم وأهم تعزيز تلقّاه الإرهاب الإسلامي هو قيام الحكم الذاتي في أعقاب اتفاقات أوسلو".

وفي عام 2001م لخص الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في اجتماع وزراء الخارجية العرب في 14/11/2001م الأوضاع الحالية قائلاً: "ما نسمعه في الأجواء عن مبادرة في الطريق من أجل استئناف عملية السلام، عملية نصب سياسي من الدرجة الأولى، لا يستهدف الحقوق وإنما أدخلنا مرة أخرى في حلقة مفرغة من الاجتماعات والزيارات والابتسامات والأفلام والتلفزيونات، دونما تحقيق أي شيء". ولم تحقق اللجنة الخاصة بمبادرة السلام العربية والتي شكلت في قمة بيروت أي تقدم رغم الطرح الجريء والدعم العربي لها!!

لا عهود لليهود:

لا عهود لليهود وهذا ديدنهم فهم لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة، ولا يحفظون عهداً ولا ميثاقاً، فلقد نقض اليهود كل العهود مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى: "أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون" وقال تعالى: "فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم" فالقوم متخصصون في نقض العهود ومتخصصون في المكر والدس والخديعة، وتلك سيماهم وعلاماتهم فهم مجبولون ومفطورون على نقض العهود والمواثيق.

خلاصة القول:

اليهود لا يعرفون عهداً ولا ميثاقاً، فاستحق اليهود بهذا الخلق الحقير وبهذه الخصلة الذميمة الدنيئة - ألا وهي نقض العهود والمواثيق - اللعن من الله وقسوة القلب.
نقض اليهود العهود من الرسل والأنبياء ومع رب الأرض والسماء فهل سيفي اليهود بعد ذلك للحكام والزعماء والشعوب بأي عهد؟!!

عيسى القدومي

للهولوكوست ...منهاج دراسي عالمي !!

للهولوكوست ...منهاج دراسي عالمي !!

نشط الاحتلال الصهيوني خلال اجتماع لأعضاء الأمم المتحدة لاسيما الدول الفاعلة في منظمة العلوم والتعليم والثقافة (اليونيسكو)، من أجل تمرير منهاج دراسي أعده الأكاديميين اليهود يؤرخ للهولوكوست.

وحسب مسؤول في الأمم المتحدة فإن الدولة العبرية نجحت إلى الآن في حشد الحصول على موافقة عدد كبير من الدول "يتعدى السبعين" لتمرير المنهاج لتدريسه لطلاب العالم، بما في ذلك دولة عربية وحيدة وافقت على التصويت لمصلحة هذا المنهاج خلال الأسبوع المقبل في الدورة الـ34 لليونيسكو والتي بدأت جلساتها مؤخرا، وستستمر حتى الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وبذلك يكون الكيان الصهيوني نجح مجدداً بعد تمريره قراراً أممياً باعتبار 27 من يناير/ كانون الثاني من كل عام عيداً وذكرى للهولوكوست، قد نجح في حال موافقة مؤتمر اليونيسكو الأسبوع المقبل على فرض ما تقول إنه "للحفاظ على ذاكرة العالم تجاه المحرقة اليهودية"وهزيمة من ينكرون حدوث المحرقة، وكانت لجنة "عبرية" أعدت مسودة القرار مصحوبة بالمنهاج التعليمي الجديد .

وهناك سبع عشرة دولة تفرضُ وتشجع تدريس " الهولوكوست " في مدارسها، وكثير من المعاهد والجامعات قد أنشؤوا مقاعد دراسية للهولوكوست .

و" الهولوكوست" مصطلح يستخدمه اليهود للإشارة إلى المحرقة والإبادة النازية ليهود أوروبا ، حيث يزعم اليهود أن هتلر والنازية قد قاما بإعدام ستة ملايين يهودي بغرف الغاز حرقاً ، "والهولوكوست" مصطلح يهودي ديني يشير إلى القربان الذي يضحي به للرب ، ويعد هذا القربان عند اليهود من أكثر الطقوس قداسة ، وفي هذا تشبيه الشعب اليهودي بالقربان المحروق أو المشوي ، وأنه حرق لأنه أكثر الشعوب قداسة !!

ويضم اتحاد منظمات الهولوكوست في الولايات المتحدة وحدها أكثر من مئة مؤسسة للهولوكوست ، وتدير سبع متاحف كبار للهولوكوست ، وتبلغ الميزانية السنوية لمتحف الهولوكوست في واشنطن والذي أُنشىءَ بقرار فيدرالي هي خمسون مليون دولاراً ، ثلاثون منها تأتي من الميزانية الفيدرالية الأمريكية.

وكشفت الإحصاءات أن غالب الأمريكيين يعرفون الهولوكوست ، وفي المقابل لا يعرفون القنبلة الذرية في "هيروشيما" مع أنه حتى فترة قريبة لم يكن الهولوكوست النازي يحتل إلا مكانة ضئيلة في الحياة الأمريكية بين الحرب العالمية الثانية ونهاية سنين الستينات .

ولا شك أن إثارة الهولوكوست كانت خدعة لرفض أي شرعية للانتقادات الموجهة ضد اليهود . وليستمر معها وصف حالة اليهود " بالضحية " لجني الأرباح والفوائد الهائلة والتي أبرزها تبرير السياسة الإجرامية " للكيان الصهيوني " ودعم الولايات المتحدة لهذه السياسات ، ولابتزاز المال من أوروبا بأكملها لصالح استمرار دولة العدوان .

والهولوكوست خَدَمَ في تبريره الضرورة لدولة يهودية ، لأن دولة يهودية هي الضمان الوحيد ضد تصاعد اللاسامية المُقبل والذي لا مفر منه !! وأصبح الهولوكوست صناعة " يطلق عليها " صناعة الهولوكوست " واستغلت بعض الآلام " لصناعة الهولوكوست " واستخدمت الأموال " لتعليم الهولوكوست " .

وهو من القضايا التي أجاد الإعلام الصهيوني والمنظمات اليهودية استغلالها لابتزاز الشعوب والدول الأوربية ، وجعلها خاصة في اليهود وحدهم دون الإشارة إلى ما حدث للغجر وبعض المثقفين والمعوقين والشواذ في تلك الإبادة ، حيث يزعمون أن (هتلر) والنازية قد قاما بإعدام ستة ملايين يهودي بغرف الغاز حرقاً ولا يذكرون غيرهم ممن عانى من هذا الاضطهاد ، ونحن هنا لسنا بصدد إنكار كلي للفعل ، نعم كان هناك اضطهاد لليهود في أوروبا، ولكن ليس بهذا الحجم الذي يصوره الإعلام اليهودي الذي رسخ فكرة "اضطهاد اليهود" بين اليهود أنفسهم وأجيالهم القادمة ، وغرس عقدة الإحساس بالذنب لدى شعوب العالم وقادتهم ، بزعمهم أن كل الأغيار يضطهدون اليهود ، واليهود وحدهم ، ولذا لابد أن يوجد لهم وطن قومي يؤويهم !!

وبعد هذا ... هل نجرؤ على إقامة متحفا أو معرضا يجسد آلام ومعاناة المسلمين في فلسطين في ظل احتلال ما زال يمارس أبشع أنواع القهر والاضطهاد والطرد والتشريد ؟!!

وما هي الاتهامات التي يمكن أن توجه لدولنا العربية والإسلامية إن أرادت توثيق ممارسات اليهود في فلسطين المحتلة ، وتلقي الضوء على مراحل المعاناة منذ أن وطئت أرجل أول يهودي مستعمر أرض فلسطين ، إلى الآن من خلال منهج دراسي عالمي ... ومع ذلك فلنعمل للمنهج العالمي الذي يؤرخ لمأساة فلسطين وحكايتها في ظل الاحتلال اليهودي ، فقضيتنا عادلة طال الزمان أو قصر ، مهما أدلهم الزمان ، وتكالبت الأعداء ، لا يوهن من عزيمتنا أكاذيب اليهود الباطلة ...
عيسى القدومي

المسيحية المتصهينة" في العالم العربي !!

المسيحية المتصهينة" في العالم العربي !!

يبدو أن "المسيحية المتصهينة" لم تكتف بنشر دعوتها في أمريكا وأوروبا ، بل تجاوزت الحدود لتصل إلى العالم العربي ، وهذا ما حذر منه مجلس رؤساء الكنائس في الأردن مؤخراً من وجود نحو أربعين فرقة تبشيرية تعمل في البلاد تحت غطاء "الجمعيات الخيرية" وستار الخدمة الاجتماعية والتعليمية والثقافية.

وأكد مجلس الكنائس أن هذه الفرق تمكنت من استمالة بعض المواطنين الأردنيين نتيجة للخدمات والإغراءات التي قدمتها وما تزال تقدمها، فبلغ عدد المنتمين إليهم بضع مئات، مشيرا إلى أن هذه الفرق التبشيرية الدخيلة على المسيحية أخذت تحاول أن تفرض ذاتها بكل الوسائل لأنها مدعومة سياسيا وماليا من بعض الدول!! والخطير في الأمر – كما صُرّحَ - وجود أجندات خفية لهذه المجموعات الأقرب إلى "المسيحية المتصهينة".

وللتعريف بالمسيحية المتصهينة واعتقاداتها : باختصار هي تعتمد على نظرية أن للمسيح عودة ثانية، وإن لهذه العودة شروطاً لا بد من توافرها منها: أنه لن يظهر ثانية إلا وسط مجتمع يهودي !! وإنه لن يعود إلا في صهيون !! وأنه لتحقيق الإرادة الإلهية بتسهيل وتسريع العودة الثانية للمسيح لا بد من تجميع اليهود في أرض الميعاد ولو بقوة السلاح !!

ومن معتقداتهم الأساسية كذلك إشعال الحروب والتعجيل بها حتى تعجل بعودة المسيح، واعتبرت هذه الحركة إن قيام دولة اليهود في عام 1948م كان المؤشر الأول من ثلاثة مؤشرات على تحقيق الإرادة الإلهية بالعودة الثانية للمسيح ، والمؤشر الثاني : احتلال القدس في عام 1967م . أما المؤشر الثالث المنتظر هو تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل في مكانه ، لذا فالذي أضرم على النار في المسجد عام 1969م لم يكن يهودياً ، بل كان صهيونياً من هذه الحركة . ولهذا كنائسهم تتفانى في العمل من أجل مصلحة الدولة العبرية ، لا حباً باليهود ضرورة، لكن للمساعدة على تحقيق النبوءات التوراتية التي تمهد لعودة المسيح .

وباتت بهذا المعتقد كنائسهم سفارات ومراكز للدفاع عن الكيان اليهودي ، وتجاوزا بحبهم الجم للكيان الغاصب اليهود أنفسهم ، حيث يعلنون تأييدهم له بلا قيد أو شرط !! لدرجة أَنْ وصف أحد كتاب اليهود في زيارته لتلك الكنائس أنهم مجانين بحب " إسرائيل" ، ففي صلاتهم يلوحون "بأعلام إسرائيل" ويدعون "لدولة اليهود" ولم أجد أي تعاليم نصرانية في الكنائس !! بل جل عملهم من أجل دولة اليهود !!

وقد أنكر مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي يمثل كل الكنائس في المنطقة العربية هذه التسمية التي أطلقوها على أنفسهم، وأصدر المجلس في عام 1985م، يباناً جاء فيه : "إننا ندين استغلال التوراة واستثمار المشاعر الدينية في محاولة لإضفاء صبغة قدسية على إنشاء "إسرائيل" ولدمغ سياستها بدمغة شرعية . إن هؤلاء لا يعترفون لكنائس الشرق الأوسط بتاريخها وبشهادتها وبرسالتها الخاصة ويحاولون زرع رؤية لاهوتية غريبة عن ثقافتنا ".

خلاصة الأمر :

بالأمس القريب نشرت بلدية القدس وثيقة تكشف المشاريع المزمع تشيدها في القدس لكسب عدد أكبر من الزوار من اليهود والنصارى للبلدة القديمة ، وتدعو الوثيقة لمشاركة المسلمين وذلك بتأسيس مجلس مشترك لإدارة هذا المشروع الظالم على أنقاض مقدسات وتاريخ المسلمين "فلسطيني يهودي نصراني " !! لمشروع سلب القدس والعبث بمقابرنا وبرفات أسلافنا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن نسلم لهم الأمر ونبارك خططهم وممارساتهم من أجل تطوير القدس والبلدة القديمة !!

من السخرية أن تصل هذه الحركة للعالم العربي وتعمل على نشر معتقداتها بين أوساط أبناء الشعوب العربية والإسلامية ، وتروج للمشروع اليهودي من جانب عَقَديّ ، كونها أكبر حركه دينية سياسية في العالم وأشدها خطرا ، لدورها المؤثر في صناعة القرار السياسي الأمريكي عموما ، وتأثير تلك القرارات على المشرق الإسلامي خصوصا .

ولعلنا نجد بعض المغفلين الذين يصدقون هذا وذاك !! وسبق دعوة قادة اليهود والحركة المسيحية المتصهينة في الجهد والعمل التضليلي الفرق الباطنية الفاعلة بين شعوبنا كالقاديانية والأحمدية والبهائية والماسونية وغيرها ، والتي أصبح لها من أبناء العرب دعاة ومعتنقين ، وما عليك إلا التصفح في الشبكة العالمية الإنترنت لتجد حجم المواقع وبلغتنا العربية التي تروج لتلك الدعوات الكافرة الباطلة من أبناء العرب !! ولا يستبعد أن نسمع دعوات بعض العرب بضرورة تعجيل نزول المسيح !!الذي يلزمه دعم عودة اليهود إلى فلسطين !! واستمرار دولة اليهود !! ووقوع محرقة هرمجيدون النووية ، وبعدها سيعم السلام المنشود !!

عيسى القدومي

اعترافات عبرية: الكيان الصهيوني في قمة ترهله!!

اعترافات عبرية: الكيان الصهيوني في قمة ترهله!!

ظهر على الساحة السياسية العبرية أخيراً في الكثير من المؤتمرات والاجتماعات لسياسيين وعسكريين وأكاديميين ومحللين يهود، انتقادا واسعا للأوضاع في الكيان الصهيوني، الأمر الذي دفع بالعديد من مفكريهم وكتابهم وباحثيهم الاستراتيجيين إلى الحديث حتى عن "تهديدات وجودية "إسرائيل""!! بعد أن كان قادة اليهود يحرصون على ظهور كيانهم بمظهر دولة مثالية في كل الأمور، مقارنة بمحيطهم العربي الضعيف والمشتت بامتياز!! بل يرى بعضهم أن كيانهم أصبح عاجزاً عن إنتاج قيادة جديدة.

الانهيار الشامل

فعلى صعيد الانهيار الشامل في الكيان الصهيوني معنويا وسيكولوجيا، نبدأ باعتراف رئيسة المحكمة العليا "دوريت بينش" حيث قالت: " إسرائيل توجد في حالة انهيار منظومات القيم، وتشهد ذروة الأيام القاسية للمجتمع في إسرائيل، وذروة هزة اجتماعية وسياسية، وتشهد الإخفاقات، والفوارق الاجتماعية والفقر المستشري في أوساط طبقات من الجمهور، وانعدام الثقة بكل المؤسسات التي يحتاجها الجمهور".

الثقة بالجيش الصهيوني

وفي مسألة الثقة بالجيش الإسرائيلي على وجه التحديد تراكمت التحليلات والتحقيقات والآراء التي تعكس فقدان الثقة المتزايد بالجيش وفقدان ثقة الجيش حتى بنفسه، اعترف رئيس الوزراء اليهودي الأسبق إيهود باراك " إن إسرائيل تواجه صدعاً وأزمة خطيرة بسبب العيوب التي تجلت خلال حرب لبنان الثانية"، وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن معطيات بالغة الأهمية جاء فيها: " إن الجمهور في إسرائيل لم يعد يؤمن من جهته بأن الجيش الإسرائيلي أقوى جيش في العالم، والإسرائيليون اليوم أقل تفاؤلا، وأكثر خوفا ولم يعودوا يؤمنون بالقوة العسكرية كثيرا ".

أمراض خطيرة في صفوف الجيش

وفي ضوء تلك الروحية المنهارة التي باتت تتسيد الجيش الإسرائيلي أخذت نسبة المتهربين من الخدمة العسكرية تتزايد على نحو مثير للقلق بالنسبة لهم، فكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" النقاب عن " أن نسبة المتهربين من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي آخذة في الارتفاع، علاوة على ارتفاع نسبة من يتسربون خلال الخدمة العسكرية "، وأظهرت معطيات الجيش الصهيوني مع بدء التجنيد لشهر أغسطس 2007: "أن نسبة التهرب من الخدمة العسكرية في هذا العام ستكون الأعلى، حيث تصل إلى 25% ". أي واحد من كل أربعة جنود.

"دولة متعفنة وقمة في الفساد"

وعن ظاهرة الفساد المتفشي على نطاق واسع، كتب "يوئيل ماركوس" في "هآرتس " العبرية في يناير 2007م مشيراً إلى الفساد المستشري في الكيان العبري، ولفت بوجه خاص إلى العناوين التي احتلت الصحافة ومن بينها "دولة متعفنة" و"فساد في القمة" و"ضريبة الدخل في المعتقل" و "السقوط" و "سلطة الضرائب كمنظمة إجرامية" و "الفساد يتفاقم في إسرائيل". حيث سجلت ثقتهم بقياداتهم وبالمؤسسات المختلفة تدهوراً مستمرا على مدى العام الحالي مقارنة بالذي سبقه، إذ أكدت الأرقام أن السواد الأعظم من اليهود في فلسطين -79 في المائة- قلق من الأوضاع العامة هناك، كما أن أغلبية واسعة من 75 في المائة مقتنعة بأن الفساد مستشر.

"موشيه كتساف" والفضائح الأخلاقية

فبحسب الاستطلاع - التحقيق السنوي الأوسع في الكيان اليهودي الذي يجريه "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" اعتماداً على استطلاعات تجرى على مدى العام، فإن الأحداث في الساحة السياسية المتعلقة بالحرب وبالفضيحة الأخلاقية للرئيس "موشيه كتساف" و"شبهات الفساد" التي تطال عدداً كبيراً من أركان الدولة تركت بصماتها العميقة على الجمهور اليهودي، وأثرت بالتالي في استمرار تراجع ثقة اليهود هناك بمؤسسات الدولة في السنوات الأخيرة.

هجرة الطلبة الصهاينة

وبينت نتائج دراسة جديدة قامت بها منظمة مهاجرين اليهودية "أن 45% من طلبة الثانوية ممن هاجروا إلى البلاد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي، سابقاً، لا يعتقدون أنه يوجد لهم مستقبل في إسرائيل"، وبحسب الاستطلاع فإن 35% لا يعرفون أنفسهم كإسرائيليين.

ورغم أن أغلبية المشاركين في الدراسة قد أشاروا إلى ضرورة تعلم اللغة والثقافة الإسرائيليتين، فإن 30% منهم قالوا إنهم لا يعتقدون أنه بالإمكان تعلم شيء من "الإسرائيليين القدامى"، وقال 40% منهم إنه لا يوجد ضرورة لتعلم "التراث اليهودي والتوراة"، كما قال 82% منهم إنه لا يوجد ما يمكن تعلمه من "الثقافة الإسرائيلية"، كما بينت الدراسة أن 85% منهم يفضلون تعريف أنفسهم كـ"إسرائيليين روس" في حين قال 28% منهم إنهم لا يعرفون أنفسهم كـ "يهود"!!

كيانٌ في مرحلة فراغ

يرى "ألوف بن" المراسل السياسي الواسع الاطلاع لصحيفة "هآرتس" أن "إسرائيل بدأت تدخل مرحلة فراغ".

فالجيل الجديد غير مستعد للعطاء كما كان الصهاينة المؤسسين للكيان الغاصب على أرض فلسطين، فالأبناء يفضلون الراحة، بل يرى الكثيرون أن لاشيء يستحق التضحية، وهذا ما تؤكده طرفة يهودية تقول: إن عجوزاً يهوديا في فلسطين جلس مع حفيده وحكى له عن ذكرياته في الماضي، ويتصفح الاثنان ألبوم الصور، وأشار الجد إلى صورته في الثلاثينيات حين كان يبني بيته بنفسه، فيجيبه حفيده " هل كنت عربياً في الماضي"؟!!

لا العرب اختفوا ولا اليهود تدفَّقوا السؤال الذي يطرح نفسه بعد العرض السابق هو: هل تحقق لليهود الهدف الأكبر في عودة اليهود إلى أرض الميعاد، وإفراغ الأرض من سكانها، وتأسيس الدولة اليهودية الخالصة بتدفُق ملايين اليهود عليها؟

والجواب: "لا العرب اختفوا ولا اليهود تدفَّقوا "، فالأصل في الموقف الصهيوني هو ابتلاع كل الأرض وتغييب كل العرب، فالدولة التي تم تأسيسها بزعم إنقاذ يهود العالم من ذئاب الأغيار، وجدت أن عليها أن تطارد اليهود بلا هوادة " لإنقاذهم ".

والدولة المزعومة التي جاءت لتؤكد السيادة اليهودية وجدت أن عليها الاستجداء والاعتماد المذل على الدول الغربية لتضمن لنفسها البقاء. وأجاد الكاتب "هول ليندسي" وصف العلاقة بقوله: "إذا أدارت أمريكا ظهرها لإسرائيل لن تبقى إسرائيل كاملة".

الدولة المزعومة التي أعلنت أنها ستُخرج اليهود من الجيتو وجدت نفسها محاصرة في الداخل والخارج من العرب الذين لم يستسلموا لها، فتحوَّلت هي نفسها إلى الجيتو، ورسخت هذا الواقع بجدار عازل وضعت نفسها في داخله!!

وهذا ما يقود إلى جملة من الأسئلة والتساؤلات الحساسة والتي تتعلق بالوجود والمصير، وهناك عدد لا بأس به من كبار مثقفيهم وباحثيهم الاستراتيجيين الذين أخذوا يتحدثون أيضا هل "إسرائيل إلى زوال "؟!

ما يؤرقهم أيضاً أن تصل معدلات الإنجاب بين الفلسطينيين إلى أعلى معدلات في العالم، كما أن عدد الطلبة الفلسطينيين من خريجي الجامعات يتزايد بشكل لا يدخل الطمأنينة أبداً على قلب الصهاينة - تُعَدُّ نسبة خريجي الجامعات من الفلسطينيين من أعلى النسب في المشرق العربي - إن لم تكن أعلاها على الإطلاق، وهو ما حدا بالأستاذ "أرنون سافير" أستاذ الجغرافيا اليهودي للقول إن: "السيادة على أرض إسرائيل لن تحسم بالبندقية أو القنبلة اليدوية، فالسيادة ستُحسم من خلال ساحتين: غرفة النوم والجامعات. وسوف يتفوق الفلسطينيون علينا في هاتين الساحتين خلال فترة غير طويلة".

ونقول ونحن على يقين إن زوال الكيان الصهيوني من أرض فلسطين حقيقة شرعية، بدأ يدركها مفكرو وقادة اليهود أنفسهم، فهم يتحدثون عن وطن بلا مستقبل، وهذا ما أكده تقرير أعدته لجنة مشتركة من الكنيست ومجلس الوزراء الصهيوني عام 2007 وجاء بعنوان "الواقع في إسرائيل" يصل إلى نفس النتيجة وهي أن الأمور لو سارت بنفس الطريقة فسوف ينهار المجتمع العبري من الداخل خلال 20 عاما وأنه لابد من علاج الموضوع..

عيسى القدومي

درع داود ... المكافأة السخية


درع داود ... المكافأة السخية

مصطلح " درع داود" تُستخدَم في المصادر اليهودية للإشارة إلى النجمة السداسية ، والتي يشار بها كدرعاً ضد الشرور ، ظهرت تلك العبارة من جديد في وسائل الإعلام ، وأطلقت كمصطلح : لمنظومة التعاون الصاروخي بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني !!

حيث مررت لجنة الاعتمادات في الكونجرس، من دون جدل وبشكل سريع قراراً بمضاعفة التمويل الأمريكي لبرنامج الدفاع الصاروخي للكيان الصهيوني قصير المدى ، حيث ستُمنح المؤسسة العبرية العسكرية 150 مليون دولار بدلا من 70 مليون دولار، لضمان "التفوق النوعي" على الدول العربية في المنطقة.

ورافق ذلك المكافأة السخية بزيادة كبيرة في المساعدات العسكرية المقدمة للكيان اليهودي على مدى السنوات العشر المقبلة، ليبلغ بذلك مجمل المساعدات العسكرية ما يقارب الثلاثين مليار دولار، وذلك بزيادة تبلغ نسبتها 25 في المائة، للمحافظة على تفوقهم العسكري.

درع داود الصاروخي ... بين السياسة والعقيدة :

وللإجابة على الكثير من الإستفسارات لماهية هذا الدعم ، أنقل للقارىء الكريم ماكتبته "غريس هالسل" أفضل كاتبة أميركية فتحت ملف "المسيحية الصهيونية" بكل جرأة ، من خلال كتابيها "البنوءة والسياسة" و "يد الله"، وكان صوتها هو أول صوت يصدر من داخل أميركا ويكشف عن مدى تغلغل هذه الحركة الدينية في المجتمع الأميركي ، حيث عملت كمحررة لخطابات الرئيس الأمريكي الأسبق "ليندون جونسون" ، كانت أحد إتباع هذه العقيدة .

كتابها الأخير "يد الله " بحث بدقة في مدى تأثير الحركة الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة على المجتمع الأمريكي وعلى أصحاب القرار في البيت الأبيض وفي الكونغرس على حد سواء ، وأجاب على علامة الاستفهام الكبيرة التي تلازم السياسة الأمريكية في المشرق الإسلامي ، وهي لماذا تضحي الولايات المتحدة بمصالحها من أجل الكيان الصهيوني ؟!

لذا تعرضت الكاتبة لضغوط صهيونية لازمتها طيلة حياتها ، ودفعت ثمناً باهظاً حيث اختفى الكتاب بعد صدوره ، وكانت نسخه تسحب من السوق أولاً بأول ، وعلى الرغم من وقوفها لنصرة الحق العربي والإسلامي في القدس وفلسطين وتعرضها للعزلة والاضطهاد في بلدها وبين شعبها، وتحملت الكثير من أجل الوقوف مع الحق، إلا أن الإعلام العربي لم يذكرها في حياتها وبعد مماتها في 24 يناير 2002م.

ولا أُخفي أن كتابها " يد الله " أجاب على الكثير من الاستفسارات والمعضلات التي تدور في ذهني ، وأهمها : لماذا يدفع وبشدة لأن تكون الحال والدماء في عالمنا الإسلامي وفي الخصوص المشرق العربي بهذا الهدر ؟!

ولماذا تزداد سعادة فئة ليست بالقليلة وذات قوى وقرار ممن يؤمنون بعقيدة لا تتحقق نبوءاتها إلا إذا اشتعلت منطقتنا حروباً ودماراً وقتلاً وهرجاً ؟! ولماذا الدماء التي تسفك ، لا بد لها أن تسفك ؟!!

وتنتشر المسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة، وتدور عقيدتهم حول العودة الثانية للمسيح ، وأن لهذه العودة شروطاً لا بد من توافرها منها: أن المسيح لن يظهر ثانية إلا وسط مجتمع يهودي، وأنه لن يعود إلا في صهيون، ولذلك تحقيقاً للإرادة الإلهية بتسهيل وتسريع العودة الثانية للمسيح لا بد من تجميع اليهود، ولا بد من إقامة صهيون حتى يظهر بينهم.

حروب الشرق الأوسط:

من معتقدات المسيحية الصهيونية الأساسية إشعال الحروب والتعجيل بها حتى تعجل بعودة المسيح، وهنا كان السؤال: هل المسيحية الصهيونية وراء عملية تأجيج الحروب الموجودة في منطقتنا العربية والإسلامية" الشرق الأوسط" أي المشرق الإسلامي؟!

الجواب تقرأه في كتاب "النبوءة والسياسية" بتفصيل دقيق.. وملخصه أن الولايات المتحدة تتعامل "بسياستين خارجيتين "، الأولى : للعالم والتي تراعى فيها المصالح السياسية. والثانية : المتعلقة بما أسموه "الشرق الأوسط" أي المشرق الإسلامي والتي تتجاوز فيه الولايات المتحدة مصالحها ، وتعتبر أن مساعدة الكيان الصهيوني والالتزام بديمومته ليس أمراً سياسياً ولا يقع في إطار حسابات المصالح السياسية أو الاقتصادية، بل هو تنفيذ لإرادة إلهية، وممارسته عبادة، ولذلك فإن هذا الإيمان يجعل القرار الأميركي مضطراً إلى عدم الوقوف بالضرورة أمام المصالح الأميركية عندما يجد نفسه مدعوا لاتخاذ قرار يتعلق بأمن الكيان الصهيوني أو بمستقبله ، أو بالصراع اليهودي القائم مع الدول العربية والإسلامية ، والحقيقة لا توجد للولايات المتحدة إلى مشكلة مع العالم العربي لا بمصالحها الأمنية أو الإستراتيجية ولا النفطية أو التجارية والسياسية كذلك .

واعتبرت هذه الحركة إن قيام إسرائيل في عام 1948م كان المؤشر الأول من ثلاثة مؤشرات على تحقيق الإرادة الإلهية بالعودة الثانية للمسيح والمؤشر الثاني: احتلال القدس في عام 1967م.أما المؤشر الثالث المنتظر هو تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل في مكانه. فالذي أضرم على النار في المسجد عام 1969م لم يكن يهودياً ، بل كان صهيونياً من هذه الحركة.

لا شك إن معتقدان "المسيحية الصهيونية" تقف وراء قرار إضعاف العرب، وضرورة تعزيز الترسانة العسكرية للكيان الصهيوني ، وتقسم المنطقة العربية تقسيمات وأجزاء جديدة ، وإشعال الحروب والخراب في عالمنا العربي...

الذين يعتقدون بأن الله رتب الأمور بهذا التسلسل :

· عودة اليهود إلى فلسطين.

· قيام إسرائيل.

· هجوم أعداد الله على إسرائيل .

· وقوع محرقة هرمجيدون النووية .

· انتشار الخراب والدمار ومقتل الملايين .

· ظهور المسيح الملخص .

· مبادرة من بقى من اليهود إلى الإيمان بالمسيح .

· انتشار السلام في مملكة المسيح مدة ألف عام .

ولهذا هناك كنائس تتفانى في العمل من أجل مصلحة إسرائيل، لا حباً باليهود ضرورة، لكن للمساعدة على تحقيق النبوءات التوراتية التي تمهد لعودة المسيح. تقول "غريس هالسل" في مقدمة كتابها" النبوءة والسياسية" إن الدكتور" جايمس ديلوخ" راعى الكنيسة المعمدانية في هيوستن زارها في شقتها في مدينة واشنطن، وتباهى أمامها بأنه مع آخرين أنشؤوا مؤسسة "معبد القدس" خصيصاً من أجل مساعدة أولئك الذين يعملون على تدمير المسجد وبناء المعبد". وهؤلاء يعبرون عن حبهم لليهود ليس لأنهم يهود ، ولكن يرون فيهم الممثلين الذين لا بد منهم على مسرح النظام الديني الذي يقوم على أساس تحقيق المسيحية الكاملة !!.

"وقد أنكر مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي يمثل كل الكنائس في المنطقة العربية هذه التسمية التي أطلقوها على أنفسهم، وأصدر المجلس في عام 1985، يباناً جاء فيه: "إننا ندين استغلال التوراة واستثمار المشاعر الدينية في محاولة لإضفاء صبغة قدسية على إنشاء إسرائيل ولدمغ سياستها بدمغة شرعية. إن هؤلاء لا يعترفون لكنائس الشرق الأوسط بتاريخها وبشهادتها وبرسالتها الخاصة ويحاولون زرع رؤية لاهوتية غريبة عن ثقافتنا".

وسردت الكاتبة قصصاً كثيرة لإيضاح كيف أن الكثير من المال الذي يجمع لهذه العقيدة يستخدم لمشاريع ذات طبيعة سياسية ، وخاصة لدى التحالف المسيحي الذي يملك ألف وستمائة مركز في خمسين ولاية ، وكيف أن هذا التحالف يشكل منفردا المنظمة السياسية الأوسع نفوذا في الولايات المتحدة ؟!

وعن مدى انتشار الكتب التي تتحدث عن هرمجيدون – الحرب القادمة - تقول "هالسل" : لقد بيع من كتاب هول ليندسي "الكرة الأرضية العظيمة المأسوف عليها" أكثر من 25 مليون نسخة ، وتضيف أن صحيفة "الناشرون الأسبوعية"تقول : إن شهرة هذه الكتب تشير إلى أنها انتقلت من الجمهور المسيحي إلى الجمهور العلماني ، وهذا يعني أنها تفشت في ثقافتنا". وختمت الفصل الأول بمقاطع خطيرة جاء فيها : " إن شهرة عقيدة هرمجيدون تجاوزت ما يسمى "المعتوهين" ووصلت إلى أرفع مستوى في السلطة الحكومية "!!

اليمين المسيحي وسياسة الشرق الأوسط:

تقول الكاتبة أن خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية اجتمع الرئيس روزفلت في أعالي البحار مع الملك عبد العزيز آل سعود ملك العربية السعودية. قال روزفلت للعاهل السعودي: إن هتلر والنازيين اضطهدوا اليهود. فاليهود يحتاجون إلى وطن. ولكن ماذا عن فلسطين؟

رد الملك عبد العزيز قائلاً: " ليس الفلسطينيون هم الذين اضطهدوا اليهود . النازيون هم الذين فعلوا ذلك . إن من الخطأ معاقبة الفلسطينيين بسبب ما فعله النازيون . لا يمكن إن أوافق على سلخ وطن عن شعب لإعطائه لشعب آخر".

وتعلق الكاتبة : " كان للأصوليين المسيحيين شعور آخر، اعتبروا إن نقل اليهود إلى فلسطين- حيث عاشت قلة منهم طوال الألفي سنة الأخيرة- تعني "تحقيق" النبوءة التوراتية.

وختمت الفصل الثالث عشر من كتابها بعدة أقوال خطيرة لشخصيات بارزة منها :

"إذا أدارت أمريكا ظهرها لإسرائيل لن تبقى إسرائيل كاملة" . الكاتب هول ليندسي .
"دينياً ، على كل مسيحي إن يدعم إسرائيل، إذا فشلنا في حماية إسرائيل لن نبقى مهمين في نظر الله ". جيري فولويل.
" نحن – دافعي الضرائب- قد قدمنا لإسرائيل أكثر من 83 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 14 ألف دولار سنويا لكل إسرائيلي ".ريتشارد كورتيس. متقاعد من وزارة الخارجية ، ورئيس تحرير "تقرير واشنطن عن شئون الشرق الأوسط" .

ودعوتنا بعد كل ما سبق أن لا تقتصر معرفتنا وقراءاتنا على ما يعتقد الغرب وما يحاك لنا ؟ لا بد أن ننتقل من مرحله القراءة والإحباط إلى الردود العلمية الوافية على أكاذيبهم وأباطيلهم ، ونذكر أخبارنا الثابتة في أحداث المستقبل ...

عيسى القدومي

أعياد اليهود ... دلالات وتوجهات.

أعياد اليهود ... دلالات وتوجهات.

بقلم الأستاذ: عمر غانم حفظه الله

من عجائب اليهود أن أعيادهم الحزينة أو البهيجة لا تخلو من النقمة على العالم، وتنضح بالعنصرية وتعميق الأحقاد ضد الأمم الأخرى، وتستفز كل نفس بشرية، وهو ما بدا من الإغلاق التام للضفة ومنع التنقل بين المدن والقرى علاوة على الحصار السابق المفروض أصلاً.

ففي التاسع من شهر آب (أغسطس) من كل عام مثلاً يصب اليهود لعناتهم المتتالية، ويعلنون يوم حزن وأشجان عظيمة بسبب نفيهم من "بخت نصر" ويقيمون الحداد والصوم ويتباكون عند حائط البراق "المبكى" بسبب عدم ثأرهم ممن شردوهم!! وهكذا تصبح صلواتهم مزيجاً من الكراهية والبغضاء لسائر المعمورة!!

ولم تسلم أعيادهم البهيجة كذلك من التهديد والوعيد والكراهية والحقد على الشعوب!! وهي مناسبة لإظهار البهجة والنشوة والسُكْر والعربدة والشماتة, وفخراً عما ارتكبوه من مجازر مع تلك الأمم.

ويعتبر عيد "فوريم أو البوريم" أو "عيد النصيب" أكبر مثال على ذلك, وهو ما يطلق عليه الأوربيون اسم الكرنفال اليهودي, ويسميه المسلمون: "عيد المسخرة" أو "عيد المساخر" والسبب في ذلك ما جرت به العادة عندهم من شرب الخمر حتى الثمالة, ولبس الأقنعة والملابس الشبيهة بالمهرجان.

ويبدأ هذا العيد من ليلة الثالث عشر من شهر آذار (مارس) من السنة اليهودية ويستمر ثلاثة أيام حتى الخامس عشر من آذار (مارس) ويطلقون على هذا اليوم الأخير من احتفالهم "بوريم شوشان" أو" سوزة " الإيرانية!! أما اليوم الثالث عشر والرابع عشر فيلبس فيه اليهود الأقنعة والملابس التنكرية على طريقة الكرنفال, ويتوسعون فيه بالزنا والسُكْر والفجور كأسلوب شكر على نعمة النصر..!!

يقول زكي شنودة في كتابه "المجتمع اليهودي" عن الاحتفال بهذا العيد فيذكر "أنهم يصومون يوم الثالث عشر من آذار كما صامت (استير) في الهيكل أو المعبد، فإذا وصلوا إلى اسم (هامان) صرخوا جميعاً "الهلاك له" ويتلون أسماء أبناء هامان العشرة بسرعة شديدة للدلالة على أنهم صلبوا في وقت واحد ثم يقضون يومي العيد غارقين في الشراب والغناء والرقص". ويصدق فيهم وصف الله تعالى عنهم بقوله: }كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ] {المائدة:64.[

ويورد اليهود في تلمودهم نصوصاً عديدة حول عيدهم المزعوم والذي يبدأ بصوم اليوم الثالث عشر من آذار, اقتداءً بالفاتنة (استير) التي نذرت صوم ذلك اليوم قبل أن تقابل الملك (الفارسي) أحشوويروش ومن يومها أصبح مفتوناً بجمالها!! وكان للملك وزيراً يدعى "هامان" وكان عدواً لليهود، مما جعله يضيق من أفعالهم وتآمرهم ويصدر أوامره بإعدام العديد منهم. لكن (استير) بمكرها استطاعت إغواء واستمالة قلب الملك، فتمكنت من قلب الحقائق بما يخدم اليهود، وأن تتهم هامان بأنه هو الذي يتآمر على الملك، ليصدقها الملك بعد ذلك ويعدم "هامان" ... وجعل عمها "مردخاي" وزيراً بدلاً عن "هامان" .... كما أوعزت بإصدار قرار بإعادة اليهود إلى فلسطين, وأصبح اليهود بعد ذلك لهم اليد الطولى في جميع أرجاء الإمبراطورية الفارسية.

من هنا يظهر بوضوح تأثر اليهود بالمصطلحات الفارسية فكلمة "فوريم أو بوريم" ترجع إلى كلمة "بور أو فور" الفارسية وهي القرعة. وتشير إلى القرعة التي أجراها الوزير "هامان" لتحديد اليوم الذي سيتم فيه تنفيذ حكم الإعدام في العديد من اليهود المتآمرين على الدولة، ورست القرعة على يوم الثالث عشر من آذار. ولكن (استير) قلبت الطاولة على "هامان" لتستبدل إعدامهم بإعدامه مع أنصاره في نفس اليوم المقرر لإعدامهم بعدما أقنعت بمكرها الملك المفتون بها.

ولقد تفنن أحبار اليهود في تأليف قصة هذه الغانية اللعوب!! التي تحكمت في الملك المتصابي بعد أن أسكرت الملك حتى الثمالة ولعبت بعقله، ونفذ الملك الثمل ما أرادته (استير) اليهودية - والتي لم يكن الملك يعرف بيهوديتها - فأصدر حكم الإعدام بحق وزيره وعشرة من أبنائه وخمسمائة من رجاله!! وهو السبب الذي يجعل اليهود يسكرون حتى الثمالة ويمارسون الزنا والفواحش تقليداً للغانية (استير)!! وهو ما جاء ذكره في سفر (استير) الفصل التاسع والعاشر تحديداً.

وقد وصل سفر (استير) إلى عشرة فصول تسابق فيه الأحبار في سرد وتطويل الحكايات عن هذه البغي وجعلوا له مكاناً بجانب التوراة في معابدهم وهو ما انفرد به من الأسفار عما سواه. ومع أن النص تحيط بأصالته التاريخية وثبوته شكوك، فليس هناك ذكر للفظ (الله) ولو مرة واحدة. فاليهود في هذا السفر جنساً يتميز بالنذالة والتعلق بالوسائل الخسيسة وعلى قاعدة الغاية تبرر الوسيلة وخاصة النساء والرشوة والخمور!!

ولذا نجد أن قادة الكيان الصهيوني يعتمدون على ما ورد في التوراة المحرفة من اعتقادهم بأن "الرب" أمرهم بإقامة المذابح لأبناء الكنعانيين وما حولها!! وهو ما ورد في "سفر التثنية الإصحاح 20" (وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة) وهو واضح في أسفار العهد القديم وأعيادهم!! وهو مبرر يسهل عليهم السيطرة على العالم باعتبارهم شعب الله المختار، وجعل أعيادهم مناسبة للتذكير بضرورة استمرار المجازر والمذابح ضد الشعب الفلسطيني شكراً وسكراً على نصرهم ، ودس المؤامرات ضد المسلمين، ونحن نعلم أن اليهود تجرءوا على كتاب ربهم فحرّفوه وبدلوه عن علم، قال تعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظَّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ } [المائدة:13].

وقوله تعالى: { مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } [النساء:46].

فقوم هذه حالهم حرفوا كتاب ربهم ألا يحرفون عهودهم ومواثيقهم مع عباده؟!

فاليهود أهل إفساد في الأرض، يشعلون الحروب والمؤامرات ليشغلوا البشرية بها عن كشف حقيقتهم وما يسعون إليه!

النجمة السداسية، نجمة الحرب والدمار والشر

النجمة السداسية، نجمة الحرب والدمار والشر

النجمة السداسية ذات الرؤوس الستة لمثلثان متداخلان ، والتي يطلق عليها اليهود (نجمة داود) والتي هي ترجمة حرفية للعبارة العبرية (ماجن ديفيد ) ، ليست لها جذور يهودية أو عبرية ، ولكنها وجدت على جدران المعابد القديمة مع عدد من النجوم الخماسية والصلبان المعقوفة وكذلك في النقوش المصرية القديمة والصينية وفي الفلكلور الألماني وعلى بعض الكنائس الألمانية وغيرها .

ومازالت العديد من الكتابات والأصوات اليهودية تقلل من أهمية هذا الرمز ، بل تدعو للتخلي عنه واستبداله برمز آخر ، لعدم وجود جذور ودلالات يهودية لهذا الرمز في الأدب الحاخامي العبري – على حد قولهم – وكذلك في التقليد اليهودي ، وكان جدلا وخلافا واسعا بين الجماعات اليهودية عندما أنشأ كيانهم المغتصب لأرض فلسطين حول اتخاذ النجمة السداسية كرمزا في العَلَم اليهودي .

وقيل أن أول استعمال رسمي لها حدث في براغ في عام 1354 م ، عندما منح تشارلز الرابع اليهود الحق في عَلَم خاص بهم يحمل " النجمة السداسية " ، والثابت أنها لم تنتشر في شرقي أوروبا إلا مع بدايات القرن الثامن عشر حيث في ذلك التأريخ بدأت النجمة السداسية تتحول إلى شارة لليهود ، ثم استخدمها ثيودور هيرتزل شعاراً للعدد الأول من مجلة " دي فيلت " والتي صدرت في 4/ يونيه / 1897 م ، ومن ثم شعاراً للحركة الصهيونية ، حيث أكسبتها الحركة شهرة شعبية بين اليهود ، وانطبعت في أذهان الكثير من شعوب وحكام العالم كرمزاً لليهود ، وأخيراً استخدمها الكيان اليهودي في فلسطين شعاراً لهم ،حيث تظهر على عَلَم الكيان اليهودي وقبعات الجنود ومع ذلك يبقى الشمعدان أكثر دلالة وعمقاً لمعتقد اليهود ، ورمزاً لا خلاف عليه بين الجماعات اليهودية المختلفة

وحاول بعض اليهود إضفاء الصبغة التوراتية على النجمة السداسية حيث زعموا : " أن خاتم سليمان كان محفوراً بنجمة سداسية رمزا للسيادة على الشياطين " . ويقول بعضهم : أنها كانت محفورة على درع الملك داود، ولذلك أطلقوا عليها نجمة داود ، وتغيير التسمية من " خاتم سليمان " إلى "نجمة داود" حدث بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر، ويعتقد بعض اليهود أنه النجمة السداسية كانت سببا في جلب الحظ الحسن لليهود لتجمعهم بعد الفرقة وقوتهم بعد الضعف والشتات ، لهذا يدعون للتمسك بها كتعويذة تجلب الحظ الحسن .

وتبنت الصهيونية النجمة السداسية رمزاً لها ، واختيرت رمزاً للمؤتمر الصهيوني الأول ولعلم المنظمة الصهيونية ، وهي إحدى شارات الماسونيين الأحرار !! .

والنجمة السداسية من الشعارات التي ترسم على صدور وأذرع عبدة الشيطان – الذين ظهروا في بعض الدول الإسلامية - وتلك إشارة واضحة لدور اليهود في نشر الأفكار الباطلة والزندقة بين النشء للقضاء على القيم والدين .

ويسعى اليهود بكل طاقاتهم لفرض قبول النجمة السداسية الحمراء لتنظم إلى رمز الصليب الأحمر والهلال الأحمر ، وترفض منظمة الصليب الأحمر الدولي الاعتراف بالنجمة السداسية رمزاً يضاف إلى الهلال والصليب ، ولهذا فإنها لم تقبل إسرائيل عضواً في المنظمة الدولية ، إذ أن الكيان اليهودي يجعل انضمامه مشروطاً بذلك .

ومن الخطأ إطلاق مسمى " نجمة داود " على " النجمة السداسية "، لأن نسبتها إلى نبي الله داود عليه السلام ليس له أصل في المصادر التاريخية ولا اليهودية ، فتلك النجمة التي تذكرنا بالحرب والدمار والقتل والشر نتنزه أن تنسب إلى نبي من أنبياء الله تعالى ، الذي أقام الدين والعدل والأمان .

2014-11-16

من هم الســامريون؟

من هم الســامريون؟

السامريون وهي صيغة جمع للسامري ويسكنون السامرة في مدينة نابلس ويطلقون على أنفسهم " بنو إسرائيل " أو " بنو يوسف " باعتبار أنهم من نسل يوسف عليه السلام ، "كما يطلقون على أنفسهم اسم شومريم أي حفظة الشريعة باعتبار أنهم انحدروا من صلب يهود السامرة الذين لم يرحلوا عن فلسطين عند تدمير المملكة الشمالية عام 722 ق.م فاحتفظوا ببقاء الشريعة"[1]، "ويزعم السامريون أنهم البقية الباقية على الدين الصحيح" [2]

" والسامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع بن نون لأنه مصرح به في التوراة ويكفرون بما وراءه وهو الحق من ربهم فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة " [3] .

والكتاب المقدس عند السامريين هو أسفار موسى الخمسة ، ويضاف إليها سفر يوشع بن نون " وهم لا يعترفون بداود وسليمان عليهما السلام ، ولا يعترفون بجبل صهيون ، فلهم جبلهم المقدس حريزيم .

ولغة العبادة عند السامريين هي العبرية السامرية ، ولكن لغة الحديث ولغة الأدبيات الدينية كانت العربية [4].

ويحتفل السامريون بالأعياد اليهودية مثل يوم الغفران وعيد الفصح ولكنهم كانت لهم أعياد مقصورة عليهم وتقويم خاص بهم .

والعداء بين السامريين واليهود الحاخميين قديم ، إذ يذهب السامريون إلى أن اليهود الحاخاميين هرطقة وأنحراف ، وأن قيادة اليهود الدينية أضافت إلى التوراة وأفسدت النص ليتفق مع وجهة نظرها .

وينفي بعض اليهود عن السامريين صفة الانتساب إلى اليهودية كما أنهم يعاملونهم معاملة الأغيار في أمور الزواج والموت لأن هناك جدلاً شديداً حول أصلهم وتاريخهم وزاد الجدل حدة أن السامريون ليسوا صهاينة حيث أنهم لا يؤمنون بداود وسليمان ولا بجبل صهيون الذي يمثل إليهم قاعدة الكفر ، ولا بما يزعم به اليهود بجبل الهيكل إلا أن بعض اليهود يقولون أن أصل هؤلاء السامريين يرجع إلى من بقي من اليهود الجهلة الضعفاء في فلسطين بعد السبي البابلي"[5]

ويقول البعض الآخر من اليهود أنهم وحسب ما جاء في الإصحاح السابع عشر في سفر الملوك الثاني فإنهم لا يمتون إلى العبرانيين ولا إلى موسى أو يعقوب بصلة فهم جماعة من أخلاط الناس ومن الجوييم المتعاونيين مع أعداء اليهود أحضرهم الأشوريون وأحلوهم مكان بني إسرائيل في السامرة . والذين يقولون بهذا القول لا يسمون السامريين بهذا الاسم بل يطلقون عليهم " الكوتيين " ، أي الذين جاءوا مع الآشوريين من "الكوت" في العراق[6].

و منهم طائفة تسمى " السامرة " نسبة لجبل السامرة حيث كان ملكهم، " السامرة، هم رافضة اليهود لانهم لايؤمنون بنبي بعد موسى وهارون غير يوشع.

وعددهم قليل جداً لا يتجاوز الخمسمائة يعيش أغلبهم في نابلس وقلة قليلة في حولون ( إحدى ضواحي تل أبيب ) ، وهي أقل فرقة من فرق اليهود عددا وانتشارا .

ويقدس السامريين جبل جريزيم ويرون أنه الموضع الذي وقف عليه إبراهيم بابنه ليذبحه وبنوا فوقه هيكلهم ليحجوا إليه ، فهم يؤمنون بأن جبل جريزم المجاور لنابلس هو المكان المقدس الحقيقي وهو القبلة الحقيقية الوحيدة لبني إسرائيل ويزعمون أن موسى عليه السلام كان يجعل قبلته نحو ذلك الجبل ، ويقولون أن داود وسليمان غيرا القبلة القديمة.

وجاء في معجم البلدان : كزيريم بيت عبادة للسامرة من اليهود بنابلس يزعمون أن الذبح فيه كان وأن الذبيح هو إسحاق[7].

أما السامريون فينسبون أنفسهم إلى هارون أخي موسى وينتخبون كاهناً أعظم يسمونه "الكاهن اللاوي " أي المنحدر من سبط لاوي أو ليفي الذي انحدر منه موسى وهارون ، وكثيراً ما يكتفون في تسميته بلقب " الحبر الكبير " وهم يعيشون بعزلة شديدة ويكثر فيهم الجهل والأمراض بسبب الزواج من الفئة نفسها ويتعاملون بالسحر وغيرها من الأعمال المحرمة وبعيدون عن العمل بحسب سننهم وعوائدهم ، ولا بحسب الشريعة والوصية التي يقولون أن الرب أن أمر بها بني يعقوب .

----------------------------

[1] موسوعة اليهود واليهودية 5/318 .

[2] الفكر الديني اليهودي د. حسن ظاظا- ص205

[3] البداية والنهاية ج 1 ص 319

[4] الفكر الديني اليهودي د. حسن ظاظا- ص205

[5] الفكر الديني اليهودي - د. حسن ظاظا-ص207

[6]المصدر السابق-ص207.

[7] معجم البلدان ج4 ص 459