العمل الخيري في الكيان الصهيوني... أرقام ودلالات
على الرغم من أن الكيان الصهيوني من الدول التي تولي اهتماماً كبيراً في القطاع الخيري والتطوعي ، حيث يبلغ عدد المؤسسات التطوعية والخيرية 40 ألف مؤسسة في داخل الكيان وتوفر 235 ألف فرصة عمل بدوام كامل للقوى العاملة اليهودية وهو ما يمثل نسبة 10% من إجمالي العاملين لديهم ؛ إلا أن رئيس الوزراء اليهودي في كلمته التي ألقاها في مؤتمر الشراكات في الشهر الماضي والذي تدور محاوره حول الروابط بين القطاع الحكومي والقطاع الخيري ، اعتذر في كلمته بأن الهدف المرجو من التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع التجاري والقطاع الخيري في الكيان اليهودي مازال في مهده ولم يصل إلى الطموح المرجو مع ما حققه من إنجازات!!
كان عدد الجمعيات التطوعية في الكيان الصهيوني عام ( 1999م ) 27.000 جمعية ومؤسسة ، وازداد عدد تلك المؤسسات بِمعدل ( 1000) جمعية سنويًا !! بسبب ما تتمتع به تلك المؤسسات الخيرية والتطوعية من حرية كاملة ، ولوائح ونظم تجعلها فاعلة ومستديمة العطاء ، حيث بلغت في عام 2006م مساهمة القطاع التطوعي في دعم اقتصاد الكيان الصهيوني نحواً من 14 مليار دولار أي ما نسبته 13.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبهذا الدعم للقطاع الخيري والتطوعي أصبح عدد المنظمات التطوعية فيها في الوقت الراهن أكثر من 40.000 منظمة تطوعية وَفْقاً لآخر الإحصاءات في 2007 م ، وشهد هذا القطاع قفزة عددية في العقد الأخير ، وما زال الدعم الحكومي من أهم مصادر الدخل للمؤسسات الخيرية والتطوعية إذ تبلغ نسبته من حجم التمويل 51%، كدعم مباشر ، إضافة إلى شراء الحكومة للخدمات التي تقدِّمها المنظمات التطوعية.
وعودة إلى ما قاله ايهود أولمرت رئيس الوزراء اليهودي في مؤتمر الشراكة من ضرورة دعم العمل المؤسسي الخيري والتطوعي ؛ ودور هذا القطاع المهم في التنمية وتخفيف الأعباء على الحكومة والوصول إلى حاجة المعوزين ، والالتزام الأخلاقي والديني والإنساني الذي يحتم أن تقدم يد العون لكل من يحتاج إلى المساعدة في المجتمع اليهودي ، وأن القطاع الخيري هم شركاء في العمل إلى جانب الحكومة ، فقد ولَّى عهد استفراد الحكومة بالخدمات ، ولا بد من تقاسم المسؤوليات ، وأن على الحكومة أن تهيئ لذلك وتشارك كل من يقدر على تقديم الدعم والمساهمة.
وأضاف بأن القطاع الخيري – وبفضل ثقل تبرعاته وتطوعه – يؤدي في جميع الدول الأكثر استنارةً وتقدماً وانفتاحاً وحساسيةً للاحتياجات تقدماً ملموساً في تقديم الخدمات والعمل كشريك حقيقي يتحمل الكثير من الأعباء ويخفف على الحكومة الكثير من الالتزامات .
ما سبق كان جزءاً يسيراً مما قاله "أولمرت" في مؤتمر الشراكة ودعم القطاع الخيري ، وهذا ما توصل إليه الكيان اليهودي والعالم الغربي بمؤسساته وقياداته وشعوبه ، بأنها أمة لن تقوم إلا إذا أولت القطاع الخيري والوقفي الاهتمام والرعاية والتنمية والحماية !!
أما في عالمنا العربي والإسلامي فالمطلوب منا أن نحارب مؤسساتنا الخيرية ونشارك في دمارها واتهامها ، وأن نمنع مساعدة الآخرين وأن نوطن عملنا الخيري ، لنقطع أواصل النصرة بين أبناء الأمة !! أليس هذا المطلوب منا ... وإلا بماذا يبرر منع إيصال مساعداتنا لإخواننا في قطاع غزة ؟! ولماذا يحارب العمل الخيري والمؤسسي في كل مناطق الضفة الغربية والتي تتبع حكومة تشارك قادة الصهاينة الاجتماعات والقبلات والابتسامات !!
لماذا يأسر العاملين في المؤسسات الخيرية في فلسطين وكأنهم مجرمي حرب ويطول سجنهم لسنوات ، حتى طالت الاعتقالات أعضاء لجان زكاة تتبع مجالس قروية !! والعاملين في المراكز الصحية التي تتبع جمعيات خيرية !! ووصل الأمر ليطول المؤسسات المدنية التطوعية والخيرية والثقافية والعلمية والمؤسسات الفردية وغيرها !!
لماذا تجفف موارد الجمعيات والمؤسسات المدنية والخيرية الفلسطينية ويلاحق العاملين فيها ويتم اعتقالهم ومداهمة مقراتهم ومنازلهم ، ويدمر كل عمل مؤسسي قائم ، وتمنع التحويلات أياً كانت ومن أية جهة جاءت !! لماذا أضحت مؤسساتنا الخيرية ضحية جديدة من ضحايا الاعتداء ، بعد أن شتم دين أمتنا ، واستهزئ برسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وطعن بأحكام شريعتنا !!
هل نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الهجمة الشرسة على مؤسساتنا الخيرية واتهامها زوراً وظلماً بأنها ترعي القتل والترويع ، بينما هم يتحدثون في مؤتمراتهم عن دور العمل الخيري في التنمية والشراكة مع قطاعات الدولة الرئيسة ، ويدعمون القطاع الخيري لأنه أكثر القطاعات نمواً وفاعلية في تقديم الخدمات والبرامج التي لا غنى عنها لأي دولة أرادت أن تكون متقدمة .
فيا أمة الخير والصدقة ، إن عمل الخير هو جزء من عقيدتنا وإننا مطالبون بنصرة إخواننا المنكوبين بكل ما أوتينا من قوة ودعم وبذل وعطاء ، فلا نتوانى عن العطاء ... يا أمة العطاء.
عيسى القدومي
على الرغم من أن الكيان الصهيوني من الدول التي تولي اهتماماً كبيراً في القطاع الخيري والتطوعي ، حيث يبلغ عدد المؤسسات التطوعية والخيرية 40 ألف مؤسسة في داخل الكيان وتوفر 235 ألف فرصة عمل بدوام كامل للقوى العاملة اليهودية وهو ما يمثل نسبة 10% من إجمالي العاملين لديهم ؛ إلا أن رئيس الوزراء اليهودي في كلمته التي ألقاها في مؤتمر الشراكات في الشهر الماضي والذي تدور محاوره حول الروابط بين القطاع الحكومي والقطاع الخيري ، اعتذر في كلمته بأن الهدف المرجو من التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع التجاري والقطاع الخيري في الكيان اليهودي مازال في مهده ولم يصل إلى الطموح المرجو مع ما حققه من إنجازات!!
كان عدد الجمعيات التطوعية في الكيان الصهيوني عام ( 1999م ) 27.000 جمعية ومؤسسة ، وازداد عدد تلك المؤسسات بِمعدل ( 1000) جمعية سنويًا !! بسبب ما تتمتع به تلك المؤسسات الخيرية والتطوعية من حرية كاملة ، ولوائح ونظم تجعلها فاعلة ومستديمة العطاء ، حيث بلغت في عام 2006م مساهمة القطاع التطوعي في دعم اقتصاد الكيان الصهيوني نحواً من 14 مليار دولار أي ما نسبته 13.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبهذا الدعم للقطاع الخيري والتطوعي أصبح عدد المنظمات التطوعية فيها في الوقت الراهن أكثر من 40.000 منظمة تطوعية وَفْقاً لآخر الإحصاءات في 2007 م ، وشهد هذا القطاع قفزة عددية في العقد الأخير ، وما زال الدعم الحكومي من أهم مصادر الدخل للمؤسسات الخيرية والتطوعية إذ تبلغ نسبته من حجم التمويل 51%، كدعم مباشر ، إضافة إلى شراء الحكومة للخدمات التي تقدِّمها المنظمات التطوعية.
وعودة إلى ما قاله ايهود أولمرت رئيس الوزراء اليهودي في مؤتمر الشراكة من ضرورة دعم العمل المؤسسي الخيري والتطوعي ؛ ودور هذا القطاع المهم في التنمية وتخفيف الأعباء على الحكومة والوصول إلى حاجة المعوزين ، والالتزام الأخلاقي والديني والإنساني الذي يحتم أن تقدم يد العون لكل من يحتاج إلى المساعدة في المجتمع اليهودي ، وأن القطاع الخيري هم شركاء في العمل إلى جانب الحكومة ، فقد ولَّى عهد استفراد الحكومة بالخدمات ، ولا بد من تقاسم المسؤوليات ، وأن على الحكومة أن تهيئ لذلك وتشارك كل من يقدر على تقديم الدعم والمساهمة.
وأضاف بأن القطاع الخيري – وبفضل ثقل تبرعاته وتطوعه – يؤدي في جميع الدول الأكثر استنارةً وتقدماً وانفتاحاً وحساسيةً للاحتياجات تقدماً ملموساً في تقديم الخدمات والعمل كشريك حقيقي يتحمل الكثير من الأعباء ويخفف على الحكومة الكثير من الالتزامات .
ما سبق كان جزءاً يسيراً مما قاله "أولمرت" في مؤتمر الشراكة ودعم القطاع الخيري ، وهذا ما توصل إليه الكيان اليهودي والعالم الغربي بمؤسساته وقياداته وشعوبه ، بأنها أمة لن تقوم إلا إذا أولت القطاع الخيري والوقفي الاهتمام والرعاية والتنمية والحماية !!
أما في عالمنا العربي والإسلامي فالمطلوب منا أن نحارب مؤسساتنا الخيرية ونشارك في دمارها واتهامها ، وأن نمنع مساعدة الآخرين وأن نوطن عملنا الخيري ، لنقطع أواصل النصرة بين أبناء الأمة !! أليس هذا المطلوب منا ... وإلا بماذا يبرر منع إيصال مساعداتنا لإخواننا في قطاع غزة ؟! ولماذا يحارب العمل الخيري والمؤسسي في كل مناطق الضفة الغربية والتي تتبع حكومة تشارك قادة الصهاينة الاجتماعات والقبلات والابتسامات !!
لماذا يأسر العاملين في المؤسسات الخيرية في فلسطين وكأنهم مجرمي حرب ويطول سجنهم لسنوات ، حتى طالت الاعتقالات أعضاء لجان زكاة تتبع مجالس قروية !! والعاملين في المراكز الصحية التي تتبع جمعيات خيرية !! ووصل الأمر ليطول المؤسسات المدنية التطوعية والخيرية والثقافية والعلمية والمؤسسات الفردية وغيرها !!
لماذا تجفف موارد الجمعيات والمؤسسات المدنية والخيرية الفلسطينية ويلاحق العاملين فيها ويتم اعتقالهم ومداهمة مقراتهم ومنازلهم ، ويدمر كل عمل مؤسسي قائم ، وتمنع التحويلات أياً كانت ومن أية جهة جاءت !! لماذا أضحت مؤسساتنا الخيرية ضحية جديدة من ضحايا الاعتداء ، بعد أن شتم دين أمتنا ، واستهزئ برسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وطعن بأحكام شريعتنا !!
هل نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الهجمة الشرسة على مؤسساتنا الخيرية واتهامها زوراً وظلماً بأنها ترعي القتل والترويع ، بينما هم يتحدثون في مؤتمراتهم عن دور العمل الخيري في التنمية والشراكة مع قطاعات الدولة الرئيسة ، ويدعمون القطاع الخيري لأنه أكثر القطاعات نمواً وفاعلية في تقديم الخدمات والبرامج التي لا غنى عنها لأي دولة أرادت أن تكون متقدمة .
فيا أمة الخير والصدقة ، إن عمل الخير هو جزء من عقيدتنا وإننا مطالبون بنصرة إخواننا المنكوبين بكل ما أوتينا من قوة ودعم وبذل وعطاء ، فلا نتوانى عن العطاء ... يا أمة العطاء.
عيسى القدومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق