بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009-09-05

2/15 عرض كتـــاب زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة.

عرض كتـــاب/ زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة. -2-
:: لم يكن في القـدْس يهــود ::
 قبل الهجرة بسنة، كانت حادثة الإسراء والمعراج، فكانت زيارة الرسول، صلى الله عليه وسلم، للأرض المباركة، للمسجد الأقصى الذي بارك اللهُ حوله. وانطلق عليه السلام من (للذي ببكة مباركا)، إلى المسجد (الذي باركنا حوله). من أول بيت وضع للناس، إلى ثاني بيت وضع للناس. في ذلك الوقت كانت القدس محتلة من قبل الرومان، وكان المسجد الأقصى مجرد آثار قديمة ومهجورة. وعلى الرغم من ذلك فقد بقيت له مسجديته التي ستبقى إلى أن يرثَ اللهُ الأرض ومن عليها.
        لم يكن لليهود وجود يُذكر في مكة المكرمة، ولم يكن لهم أيضاً وجود في القدس منذ العام 135م، عندما دمّر (هدريان) الروماني الهيكل الثاني، وحرث أرضه بالمحراث، وشرد اليهود وشتتهم في أرجاء الإمبراطورية الرومانية، وحرّم عليهم العودة إلى القدس والسكنى فيها. وعندما أُسريَ بالرسول صلى الله عليه وسلم كان قد مضى على هذا التاريخ ما يقارب الـ 500 عام، وهي مُدة كافية كي ينسى الناس أنه كان هناك يهود سكنوا الأرض المقدّسة.
 بعد حادثة الإسراء نزلت فواتح سورة الإسراء،والتي تسمّى أيضاً سورة بني إسرائيل. واللافت للنظر أن ذكر الحادثة جاء في آية واحدة: (سُبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً مِنَ المَسْجِدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأَقْصا الذي باركنا حولهُ لنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إنّهُ هُوَ السميعُ البَصير). ثم جاء الحديث عن موسى عليه السّلام، ونزول التوراة، والإفساد الإسرائيلي: (وآتينا موسى الكتابَ وجعلناهُ هُدىً لبني إسرائيلَ ألا تتخِذوا مِنْ دوني وَكيلاً.... وقضَيْنَا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لتُفْسِدُن في الأرضِ مَرتَيْنِ... فَإذا جاءَ وعْدُ أُولاهُما... فَإِذا جاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ... ) فما علاقة موسى عليه السّلام، وما علاقة بني إسرائيل بتلك الحادثة وتلك الزيارة، وما علاقة النبوءة التي جاءت في التوراة قبل الإسراء بما يقارب الـ 1800 سنة بهذه الحادثة ؟!
         هل يتوقع أحد أنْ يخطر ببال المفسِّرين القدماء إمكانية أن يعود لليهود دولة في الأرض المقدّسة ؟! نقول: الدولة الأموية، والدولة العباسية، والدولة العثمانية، كل واحدة منها كانت أعظم دولة في عصرها. فأيُّ مفسر هو هذا الذي سيخطر بباله أنّ المرّة الثانية لم تأت بعد، وإن خطر ذلك بباله فهل ستقبل عاطفته أن يخطّ قلمه مثل هذه النبوءة، التي تتحدث عن سقوط القدس في أيدي اليهود الضائعين المشردين المستضعفين ؟! من هنا نجد أنّ المفسرين القدماء قد ذهبوا إلى القول بأنّ النبوءة التوراتيّة قد تحققت بشقّيْها قبل الإسلام بقرون. ونحن اليوم نفهم تماماً سبب هذا التوجه في التفسير، لكننا أيضاً نُدرك ضعفه ومجافاته للواقع، ومن هنا نجد الغالبية من المفسرين المعاصرين تذهب إلى القول بأن وعد الإفساد الثاني قد تحقّق بقيام دولة إسرائيل عام 1948م.
 المفسِّر الحقيقي للنبوءات الصادقة هو الواقع، لأن النبوءة الصّادقة لا بد أن تتحقق في أرض الواقع. ومن هنا لا بُدّ من أن نستعين بالتاريخ قدر الإمكان لنصل إلى فهممٍ ينسجم مع ظاهر النص القرآنيّ، حتى لا نلجأ إلى التأويل الذي لجأ إليه الأقدمون وبعض المعاصرين. ونحن هنا لا نعطي التاريخ الصِّدْقية التامة، فمعلوم لدينا أنّ الظنّ هو القاعدة في عالم التاريخ، لكننا في الوقت نفسه لا نجدُ البديل الذي يجعل تفسيرنا أقرب إلى الصّواب، فنحن نحاول بقدر الإمكان أن نقترب من الحقيقة.
 قضى الله في التوراة أنّ بني إسرائيل سيدخلون الأرض المقدّسة، ويقيمون فيها مجتمعاً (دولة)، ويُفسدون إفساداً كبيراً، تكون عقوبته أن يبعث الله عليهم عباداً أقوياء يجتاحون ديارَهم. وبعد زمن يتكرر إفساد بني إسرائيل في الأرض المقدّسة، فيبعث اللهُ العباد مرّة أخرى، فيدمّرون ويهلكون كلّ ما يسيطرون عليه إهلاكاً وتدميراً.
:: نظــرة تــاريخيّـة ::
  بعد وفاة موسى عليه السلام، دخل (يوشع بن نون) ببني إسرائيل الأرض المقدّسة، التي كتب اللهُ لهم أن يدخلوها: (يا قَوْمِ ادْخُلوا الأرضَ المُقدّسَةَ التي كتَبَ اللهُ لَكُمْ...)[1] ، وبذلك تحقق الوعد لهم بالدخول وبإقامة مجتمع إسرائيلي. وبعد ما يقارب 187 سنة تمكن داود عليه السلام من فتح القدس، وإقامة مملكة. من هنا نجد أنّ (كتاب الملوك الأول) في العهد القديم،  يُستهلّ بالحديث عن شيخوخة داود عليه السلام وموته. ومع أنّ (العهد القديم) قد نسب إلى داود، عليه السلام، ما لا يليق بمقامه، إلا أنه حكم له بالصّلاح، على خلاف ابنه وخليفته سليمان عليه السلام. جاء في الإصحاح الحادي عشر، من سفر الملوك الأول: "... فاستطعنَ في زمن شيخوخته أن يغوينَ قلبه وراء آلهة أُخرى، فلم يكن قلبه مستقيماً مع الرب ألهه، كقلب داود أبيه. وما لبث أن عبد عشتاروت... وارتكب الشرّ في عيني الرب، ولم يتبع سبيل الرب بكمال، كما فعل أبوه داود". نقول: إننا نتفق مع كَتَبة العهد القديم على أنّ لداود عليه السلام ولد اسمه (سليمان)، وأنّه كان حكيماً، وأَنه ملك بعد وفاة أبيه. ولكننا نخالفهم تماما في النظرة إليه، عليه السلام؛ فهو، كما جاء في القرآن الكريم:(وَوَهَبْنا لِدَاودَ سُليْمانَ نِعْمَ العَبْدُ إنهُ أَوّاب)[2]. من هنا نعتبر أن الإفساد الإسرائيلي قد بدأ بعد وفاة سليمان عليه السلام؛ عندما انقسمت دولة النبوة إلى دولتين متنازعتين، وانتشر الفساد، وشاعت الرذيلة. جاء في مقدمة (كتاب الملوك الأول)[3]:  "... يبين كتاب الملوك الأول، بشكل خاص، تأثير المساوئ الاجتماعية المُفجِع على حياة الأمة الروحية".
 توفّي سليمان عليه السلام عام (935 ق.م)[4]، فحصل أن تمرّد عشرة أسبأط، ونصبوا (يربعام بن نابط) ملكاً على مملكة إسرائيل في الشمال. ولم يبق تحت حكم رحبعام بن سليمان سوى سبط (يهوذا). وهكذا نشأت مملكة (إسرائيل) في الشمال، ومملكة (يهوذا) في الجنوب، وعاصمتها القدس. وكان الإفساد، فكان الجوس من قبل الأعداء، الذين اجتاحوا المملكتين في موجات بدأها المصريّون، وتولى كبرها الأشوريّون والكلدانيون، القادمون من جهة الفرات. جاء في مقدمة (كتاب الملوك الثاني): "ففي سنة 722 ق.م هاجم الأشوريّون مملكة إسرائيل في الشمال ودمّروها. وفي سنة 586 ق.م زحف الجيش البابلي على مملكة يهوذا في الجنوب وقضوا عليها… ففي هذا الكتاب نرى كيف سخّر الله الأشوريين، والبابليين، لتنفيذ قضائه بشعبي مملكة يهوذا وإسرائيل المنحرفين. يجب التنويه هنا أنّ الخطيئة تجلب الدينوية على الأمة، أمّا البرّ فمدعاة لبركة الله.  يكشف لنا كتاب الملوك الثاني أنّ الله لا يُدين أحداً قبل إنذاره، وقد بعث بأنبيائه أولاً ليُحذّروا الأمة من العقاب الإلَهي"[5].
 يُلحظ أنّ دولة إسرائيل الشمالية كانت تشمل معظم الشعب، أي عشرة أسباط، وكانت هي سبب تمزّق دولة سليمان، عليه السلام، بعد وفاته، وحصول الشِّقاق في الشعب الواحد. وقد زالت إسرائيل وشُرِّد شعبها قبل مملكة يهوذا بما يقارب 136 سنة. وبعد فناء الدّولتين حاول الإسرائيليّون أن يعيدوا الأمجاد السّابقة فأخفقوا. أمّا نجاح بعض الثورات فلم يتعدّ الحصول على حكم ذاتيّ، أو مُلك تحت التاج الروماني، لذلك نجدُ كُتب التاريخ تتواطأ على القول إن زوال مملكة يهوذا هو زوال الدولة الإسرائيلية الأولى، فلم تولد مرّة ثانية إلا عام 1948م.

[1]سورة  المائدة، الآية: 21
[2]سورة ص، الآية: 30
[3]الكتاب المقدس - كتاب الحياة ترجمة تفسيرية - جي.سي. سنتر - مصر الجديدة
[4]أخطاء يجب أن تُصحّح في التاريخ، د. جمال مسعود، دار طيبة، المملكة العربية السعودية، ط1، 1976، ص61 نقلاً عن: سياسة الإستعمار والصهيونية تجاه فلسطين، حسن صبري الخولي.
[5]كتاب الحياة، المرجع السابق، ص 478

1/15 عرض كتـــاب زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة.

عرض كتـــاب/ زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة. -1-
إنها ملاحظات :
لعلنا نعيد النظر في دراسة التاريخ
هل هناك قانون يحكم التاريخ وفق معادلات رياضيّة شاملة ؟!

اعتذار

نضجت فكرة هذا البحث قُبيْل عملية الإبعاد، التي نفّذتها إسرائيل بتاريخ 18/12/1992م. إلا أنني تمكنت من تدوينها في أرض المنفى، بالقرب من قرية مرج الزهور في الجنوب اللبناني. لذا لم أتمكّن من تحقيق شكليات الرجوع إلى المصادر والمراجع، إلا ما تيسر لي في هذا المكان القفر. 
 بسم الله الرحمن الرحيم
" فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرا ً "
[الإسراء، الآية:7]  
مقدّمة الطبعة الثالثة
               كانت البداية في النصف الثاني من العام 1992م، وكانت الفكرة جديدة    وغريبة. ولا شك أنّه مسلك لم يُسلك من قبل،[1] ولا يقاس على غيره، ولا يقاس غيرهُ عليه. من هنا كان الأمر مفاجأة لكل من سمعه، بل كان مفاجأة لنا قبل غيرنا. وقبل نضوج البحث كان الإبعاد إلى مرج الزهور، في الجنوب اللبناني. وهناك كان القرار بتدوين البحث؛ فكان في البداية وُرَيقات لا تزيد عن عشرين صفحة، انتشرت بين الناس كالنار في الهشيم،[2] ولم يكن ذلك مستغربا؛ فمنهجيّة البحث لم تُعهد من قبل، والموضوع في الأصل مثير للاهتمام. ثمّ بدا لنا أن نُخرج البحثَ في كتاب، فكان تدوينه على عجل، قبل رجوعنا إلى الوطن، لذا لم يتيسّر لنا أن نشرف على الطباعة.
 أمّا الطبعة الثانية فكانت زيادات أُلحِقت من غير إعادةٍ كانت البداية في النصف الثاني من العام 1992م، وكانت الفكرة جديدة وغريبة. ولا شك أنّه مسلك لم يُسلك من قبل،[3]ولا يقاس على غيره، ولا يقاس غيرهُ عليه. من هنا كان الأمر مفاجأة لكل من سمعه، بل كان مفاجأة لنا قبل غيرنا. وقبل نضوج البحث كان الإبعاد إلى مرج الزهور، في الجنوب اللبناني. وهناك كان القرار بتدوين البحث؛ فكان في البداية وُرَيقات لا تزيد عن عشرين صفحة، انتشرت بين الناس كالنارفي الهشيم، [4]ولم يكن ذلك مستغربا؛ فمنهجيّة البحث لم تُعهد من قبل، والموضوع في الأصل مثير للاهتمام. ثمّ بدا لنا أن نُخرج البحثَ في كتاب، فكان تدوينه على عجل، قبل للصياغة.ويبقى القلمُ عاجزاً عن إيصال الفكرة؛ فقد لاحظنا تفاوتاً كبيراً في ردود فعل من يقرأ الكتاب، ومن يستمع إلى المحاضرة، لذا نجد أنّ أشدّ الناس تحمساً للفكرة هم أولئك الذين تيسّر لهم أن يستمعوا إلى شرحٍ للكتاب. من هنا جاءت فكرة إعادت صياغة الكتاب، في محاولة لتبسيطه، وتقريبه، وتبويبه؛ فكان الحذف والإضافة، والاعتناء بالشّكليّات. وإنّا لنرجو أن نكون قد نجحنا في ذلك، وإنْ كنا لنشعر بعدم الرضى عمّا يُقدّمه الكتاب في مقابل المحاضرة. ولكن ما عسانا أنْ نفعل ؟! لا أكتم القارئ الكريم أنّه وبعد تطوّر الدّراسات العدديّة لدينا، وبعد أن أخرجنا كتاب: ( ولتعلموا عدد السنين والحساب 309 ) وكذلك كتاب  ( الميزان 456 بحوث في العدد القرآني ) بدأنا نشعر أنّ هذا الكتاب لا يعطي الفكرة حقّها. ولعلّنا، إن شاء الله، نصدر الكتب الثلاثة في مجلدٍ واحد. وحتى ذلك الوقت يمكن للقارئ أن يطالع هذه الكتب في الصفحة الإلكترونيّة لمركز نون للدراسات القرآنيّة: www.noon-cqs.org
        نتيجة للخلط بين البحوث الجادّة في العدد القرآني، والبحوث المفتقرة إلى المنهجيّة السّليمة، بدأنا نلمس وجود بعض المعارضات لقضيّة الإعجاز العددي، وهذا أمرٌ متوقّع، لأنّ الأمر يتعلّق بالقرآن الكريم. ومن الطبيعي أن يأخذ الناس حِذرهم من كلّ جديد، حتى يطمئنوا إلى سلامة الموقف. ونرى أنّ ذلك من واجبنا، ولا نلوم الغير على مواقفهم، ولكن لنا أن نتمنّى على المخلصين منهم أن يدرسوا المسألة، حتى تكون مواقفهم قائمة على أسس سليمة ومنهجيّة. ولهم علينا أن نكون أوّل الراجعين إلى الحقّ بإذن الله تعالى. 
                سُئل عالم ذائعُ الصِّيت، ولديه منهجيّة سويّة في التفكير والبحث، وكتبه تملأ الأسواق، وننصح الناس باقتنائها، عن رأيه في مسألة الإعجاز العددي، وعلى وجه الخصوص قضيّة العدد 19. فسارع إلى رفض الفكرة، وقدّم دليلاً يؤيّد موقفه فقال: إنّهم يقولون إنّ "بسم الله الرحمن الرحيم" تسعة عشر حرفاً. وأضاف: وهذا غير صحيح. ثمّ بين موضع الخطأ في القول. فقلت في نفسي نعم، حتى يعلم الناس أن لاعصمة لبشر، بل إنّ عصمة الرسل كانت من أجل الرسالات.[5] وحدث أنْ كان لنا مشاركة في فضائيّة عربيّة، تناقش كتابنا هذا، وتصدّى لنا عالمان جليلان، ما لبثا أن لانا. ولاحظتُ أنّ الرفض لايقوم على دليل، فسألت المتشدد منهما: هل قرأتَ الكتاب ؟ فقال لا!! فشعرتُ بالحرج، لأنني أَحرجتُ أخاً يظهر عليه الصّدق، ولكنّه ضحيّة الملابسات. وإنّنا لعلى قناعة بأنّ أكثر الرافضين لمسألة الإعجاز العددي هم من المخلصين، المشفقين على الأمّة أن يغتالها الانحراف. وفي المقابل نحن على يقين بأنّ قضيّة الإعجاز العددي ستفرض نفسها على الجميع، لأنّنا نعرف ضخامة المعطيات، والقضيّة استقرائيّة، وننـزه القرآن الكريم أن يرد فيه شيء على وجه الصّدفة. أمّا القولُ بأنّ ما جِئنا به لم يقل به أحد من السّلف الصالح، فهو قول في رأينا صحيح، كيف لا، والقرآن الكريم أعظم وأجلّ من أن يحيط به علم سلف أو خلف ؟!
  اللهمّ إنّا نعوذ بكَ من أنْ نشرك بك شيئاً.

[1]   هذا طبعاً في حدود علمنا، أمّا الملاحظات العدديّة البسيطة، فورد فيها عن السلف الشىء القليل.
[2]   لا تقوم الحجّة بالكثرة على صدق الفكرة.
[3]   هذا طبعاً في حدود علمنا، أمّا الملاحظات العدديّة البسيطة، فورد فيها عن السلف الشىء القليل.
[4]   لا تقوم الحجّة بالكثرة على صدق الفكرة.
[5]   لم نذكر اسم هذا العالم الجليل لأنّ قصدنا هنا إبلاغ الفكرة. والعجيب أنّ هناك أكثر من كاتب مرموق تبنّى هذا الدليل.

:: مدخل ::[1]

يطمح البشر بقوة إلى معرفة المستقبل وكشف أستار الغيب، وشاء اللهُ تعالى أن يُطلع عباده على بعض الغيب لحكمة يريدها، فكانت النبوءات يأتي بها الأنبياء والرسل، فتكون دليلاً على صدق النبوة والرسالة، وتكون دليلاً على أنّ علم الله تعالى كامل، فيدرك الناسُ بعض أسرار القدر. ولما شاء الله أن تختم الرسالات، وشاء أن يرفع صفات النبوة، أبقى الرؤيا  الصادقة، والتي هي اطلاعٌ على الغيب قبل وقوعه، ليدرك الناس ما قد عجزوا عن تصوره من قضاء الله، وعلمه بالأشياء قبل وجودها، ويعلموا أنّ عجز الإنسان عن تصوّر الأشياء لا ينفي وجودها.
        الأمثلة في القرآن والسنة كثيرة. يقول سبحانه وتعالى في سورة الروم: (غُلبت الرومُ في أدنى الأَرضِ وَهُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ. فِي بِضعِ سِنِينَ لِلَهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيومئذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللَهِ..)[2]ويقول سبحانه وتعالى: (لَقَد صَدَقَ اللهُ رَسولَهُ الرؤيا بالحقِّ لتدخلُنَّ المسجدَ الحرامَ إن شاءَ اللهُ ءامنينَ محلِّقين رُءَوسكم ومُقصِّرينَ لا تخافون فعلمَ ما لم تعلموا فجعل من دونِ ذلك فتحًا قريباً) [3]ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا تقومُ السّاعةُ حتى  يقاتلَ المسلمونَ اليهود...) والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
         ليس هذا مقام بسط الحديث في حكمة الإخبار بالغيب، ودور ذلك في حياة الناس. إلا أنّ البعض يرى أن النبوءات تُورثُ التواكل والتقاعس!! وهذا الرأيُ قد يجدُ صِدقِيّة علي الصّعيد النظري، أو بعبارة أخرى على صعيد الجدل العقلي البعيد عن محاكمة الواقع. أما على الصعيد العملي والواقعي، فان للنبوءات الأثر البالغ في رفع الِهمم، واجتثاث اليأس من القلوب، ودفع الناس للعمل. وتاريخ الصحابة أصدق شاهد على ذلك.
         هل جلس سرا قةُ في بيته حتى يأتيه سوارَا كسرى؟ وهل تقاعس الصحابة عن فتح بلاد فارس، وقد أخبرهم الرسول بحصول ذلك ؟ وهل... ؟ ليس بإمكان المسلم أن يترك واجباً، والمسلم يطلب رضى الله بالدرجة الأولى، أما النتائج فيرجوها، ولا يجعلها غاية في سعيه. هب أننا تقاعسنا لعلمنا بحصول النتيجة، فما الذي يمكن أنْ نجنيه وقد خسرنا أنفسنا؟! والدنيا دار ابتلاء وامتحان، وليست بدار مثوبة: (وألّو استقاموا على الطّريقةِ لأسقيناهم ماءً غدقاً، لنفتنهم فيه.... )[4]
         عشرةُ آلافٍ من المشركين يُحاصرون المدينة المنورة،حتى بلغت القلوب الحناجر، وظنّ الصّحابةُ بالله الظنون. في مثل هذه الأجواء جاءت البشرى: (... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتح كسرى... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتح قيصر..). نعم فلا يصحّ أنْ نترك الناس يصلون مرحلة اليأس المطبق: ( إنهُ لا ييئسُ من رَوحِ الله إلا القومُ الكافرون)[5] يجب أنْ يتحرك الإنسان بين قطبي الخوف والرجاء، فلا هو باليائس، ولا هو بالآمن: (فلا يأمنُ مكرَ اللهِ إلا القومُ الخاسرونَ)[6]. واليوم وقد أحاط اليأس بالناس حتى رفعوا شعاراً يقولون: ما البديل ؟‍‍‍ في مثل هذا الواقع قد يجدر بنا أن نفتح للناس أبواب الأمل، مع التنبه التام، حتى لا ننزلق فنصبح من أهل الشعوذة والكهانة؛ فالإسلام حربٌ على كلِ ضروب العرافة والكهانة والشعوذة.
         في هذا الكتاب نحاول أن نُفسِّر النبوءة القرآنية الواردة في سورة الإسراء تفسيراً ينسجم مع ظاهر النص القرآني، ويتوافق مع الواقع التاريخي. ثم نُشفِعذلك بمسلكٍ جديد يقوم على أساسٍ من عالم الأعداد يصح أن نُسمِّيه التأويل الرّيا ضيّ، أو التأويل العددي. ويغلب على ظننا أنّ الأعداد ستُدهشُ القارئ كما سبق وأدهشتنا ودفعتنا في طريق لم نكن نتوقّعه.  وسيجد القارِئ أنّ حساب الجُمَّل، والعدد 19، هما الأساس في هذا التأويل. أمّا الجُمَّل فسنفرد له باباً خاصّاً، وأمّا العدد 19 فنقول:
         القصّة طويلة، والحديث في مسألة العدد 19 وما ثار حوله من جدل وشبهاتٍ يحتاج إلى تفصيل وإسهاب، وهذا ما فعلناه في كتاب: (عجيبة تسعة عشر بين تخلّف المسلمين وضلالات المدعين)،[7] ثم وفقنا الله تعالى، ونحن في مرج الزهور، إلى إخراجه في طبعة مزيدة ومنقّحة، بعنوان: (إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم، مقدمات تنتظر النتائج).[8] بعد الحديث عن حقيقة مدّعي النبوّة، المسمّى رشاد خليفة، وبعد وضع اليد على تزويره وتلفيقاته، نقوم بتعريف القارئ بمسألة العدد 19 في القرآن الكريم، ودلالاته الإعجازيّة، ونحرره مما علق به من شبهات.
         بناء رياضيّ مذهل، وإعجازٌ سيكون له ما بعدهُ، ولن يستطيع أحد أن يَحُول بيننا وبين ما يريدُ الله أن يجلّيه من أسرار كتابه العزيز: (كتبَ اللهُ لأغلبنَّ أنا ورسلي). لقد بذلنا ما في وسعنا لنضعَ هذه الأمانة في أعناق علماء الأمة، لعلمنا أنّ هذا الأمر لا يطيقهُ فردٌ، ولا حتى جماعة. وأملنا كبير أن ينهض أهل العزم بهذه المسؤولية، لتتم النعمة على المسلمين، وعلى الناس أجمعين.
         من يقرأ الكتب الخاصة بالعدد 19، والصادرة عن مركز نون للدراسات القرآنيّة،[9]يدرك بشكل جلي معنى أن تقوم المعادلة التاريخية في هذا الكتاب على العدد 19. ونقول للذي لم يقرأ الكتاب: إن هناك بناءً رياضياً مدهشاً يتعلق بالكلمات والأحرف القرآنية، ويقوم على أساسٍ من العدد 19. وتشير الأبحاث إلى علاقة هذا العدد بعالم الفلك، ويدهشك أن تكتشف أنّ له أيضاً علاقة بالتاريخ، وعلى وجه الخصوص تاريخ الأرض المقدّسة.
         يتألف هذا الكتاب من فصلين: الفصل الأول هو تفسير للنبوءة القرآنية الواردة في سورة الإسراء، والمتعلقة بزوال دولة إسرائيل من الأرض المقدّسة. والفصل الثاني هو تأويلٌ رياضيٌّ لهذه النبوءة يأتي مُصدّقاً للتفسير الوارد في الفصل الأول، ويضفي عليه صِدقيَّة رياضيّة. وهو مسلكٌ جديد نأمل أن يكون مفتاحاً لكثيرٍ من أبواب الخير.
ربِّ اغفر  لي، ولوالديَّ، ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً.


والله الموفّق
 بسّام جَرّار
5/ 8 / 1993م
مرج الزهور - الجنوب اللبناني


[1]   كان هذا مدخلاً للطبعة الأولى، فأضفنا إليه في هذه الطبعة الشيء القليل، مع بعض التعديل.
[2] سورة الروم، الآيات: 2- 5
[3] سورة الفتح، الآية : 27
[4]سورة الجن، الآيتان: 16-  17
[5]سورة يوسف، الآية 87
[6]سورة الأعراف، الآية 99
[7]ط1، 1991م، مؤسسة الاعتصام، الخليل.
[8]ط2،1994م، المؤسسة الإسلامية، بيروت.
[9]للمؤلف:( إعجاز العدد 19 في القرآن الكريم مقدّمات تنتظر النتائج)، ( إرهاصات الإعجاز العددي في القرآن الكريم )، (ولتعلموا عدد السنين والحساب)،  ( الميزان 456 بحوث في العدد القرآني)، ( الكهف وصخرة بيت المقدس) – مركز نون للدراسات القرآنيّة – البيرة – رام الله – فلسطين.

2009-09-04

أهم الأحداث فى تاريخ البشرية..

أهم الأحداث فى تاريخ البشرية.. عبد الوهاب المسيري.
(أهم الأحداث فى تاريخ البشرية عموماً، والأحداث التى تخص فلسطين والجماعات اليهودية فيها وفى العالم) .
يضم هذا الثبت التاريخي أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً، ويركز على المناطق والبلاد والتشكيلات الحضارية التي عاشت بعض الجماعات اليهودية فيها. وهناك علامة شرطة (ـ) قرين الأحداث التاريخية الإنسانية العامة، أما إذا كانت الأحداث تخص فلسطين أو  الجماعات اليهودية فإنها تُقرَن بنجمة (*). والتواريخ التي تسبق أحداثاً لها امتداد زماني (حكم أسرة ـ حضارة ـ موجات من الهجرة) تشير إلى بداية الحدث، أما التواريخ التي تلي أسماء الحكام والباباوات فهي فترات حكمهم وليست سنوات حياتهم، كما أن التواريخ التي تلي أسماء أنبياء العهد القديم هي تواريخ نبوَّتهم.

المساهمون في عمل الموسوعة:

ساهم السادة التالية أسماؤهم في الموسوعة (الأسماء مرتبة ألفبائياً، حسب اسم العائلة بدون أداة التعريف، ويرد بعد كل اسم عنوان المدخل الذي كتبه كلٌ): 
جلال أمين: الصهيونية كغزو ثقافي للمنطقة. 
نظام بركات: الإستراتيجية الصهيونية/الإسرائيلية. 
عزمي بشارة:  صهينة العناصر الدينية الأرثوذكسية بعد عام 1967. 
خالد الحسن: الصهيونية: القيم الأساسية. 
سعيد الحسن: الاستعمار الاستيطاني الصهيوني: أهدافه وآلياته وسماته الأساسية. 
عادل حسين: مشروع إسرائيل الاقتصادي للشرق الأوسط. 
جمال حمدان: نقاء اليهود عرْقياً. 
أحمد صدقي الدجاني: العقد الصامت: تاريخ. 
حامد ربيع: إستراتيجية إسرائيل المستقبلية 
يوسف زيدان: ابن كمونة. 
سمير فريد: السينما اليهودية والصهيونية واليديشية. 
فهمي هويدي: حق العودة الفلسطيني. 
الأستاذ محمد حسنين هيكل: أعراض نتنياهو: الإدراك الإسرائيلي للسلام في الوقت الحاضر ( الجزء الثالث من كتاب المفاوضات السرية ص 456 ـ 460). 
عبد القادر ياسين: المقاومة العربية اليهودية للصهيونية. 

كما ساهم السادة التالية أسماؤهم بعدة مداخل: 
د. هدى حجازي (الأستاذ المساعد بجامعة عين شمس): 
تربية يهودية وتربويون يهود ـ التربية والتعليم عند العبرانيين قبل التهجير إلى بابل ـ دراسة التوراة (تلمود تورا) ـ بيت الدراسة (بيت هامدراش)ـ المدرسة الأولية (بيت سيفر) ـ التربية والتعليم عند العبرانيين بعد العودة من بابل ـ سيمون بن شيتاه ـ يوشع بن جمالاه ـ التربية والتعليم عند يهود الإسكندرية في العصر الهيليني ـ التربية والتعليم عند يهود بابل قبل وبعد انتشار الإسلام ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية حتى نهاية القرن الثامن عشر: مقدمة ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا حتى نهاية القرن الثامن عشر ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في بولندا حتى نهاية القرن الثامن عشر ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في إسبانيا (الإسلامية والمسيحية) والدولة العثمانية ـ المدرسة الأولية الخاصة (حيدر) ـ الحيدر ـ المدرسة الأولية الخيرية (تلمود تورا) ـ تلمود تورا ـ الميلاميد ـ الحلقة التلمودية (يشيفا ـ أكاديمية) ـ مثبتاه ـ المدرسة التلمودية العليا (يشيفا) ـ اليشيفا ـ الأكاديمية ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية من القرن الثامن عشر إلى الحرب العالمية الأولى ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في العالم الغربي (ما عدا روسيا وبولندا) حتى الحرب العالمية الأولى ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في أوربا الشرقية (روسيا وبولندا) حتى الحرب العالمية الأولى ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في العالم الإسلامي والهند وإثيوبيا حتى الحرب العالمية الأولى ـ فرتايمر ـ ليلينتال ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا منذ الحرب العالمية الأولى حتى الوقت الحاضر ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في أوربا الشرقية منذ الحرب العالمية الأولى حتى الوقت الحاضر ـ التربية والتعليم عند يهود الشرق منذ الحرب العالمية الأولى حتى الوقت الحاضر ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في أمريكا اللاتينية ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في كندا ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في جنوب أفريقيا ـ كورساك ـ فلكسنر ـ بركسون ـ شيفلر ـ كرمين ـ جامعة يشيفا ـ جامعة برانديز ـ جامعة اليهودية ـ كلال (المركز القومي اليهودي للتعليم والقيادة) ـ معهد الشئون اليهودية ـ الأكاديمية الأمريكية للبحوث اليهودية ـ أهم مراكز ومعاهد البحوث والمكتبات المعنية بشئون أعضاء الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا. 
د. أحمد حماد (الأستاذ بجامعة عين شمس): 
الأدب المكتوب بالعبرية منذ بداية العصر الحديث حتى عام 1960 ـ لوتساتو ـ فريشمان ـ مابو (بالاشتراك) ـ بيرل (بالاشتراك) ـ الأبجدية والنحو العبري. 
كما ساهم الدكتور حماد في كتابة الأجزاء الخاصة ببعض الأدباء الذين يكتبون بالعبرية ومراجعة المصطلحات العبرية. 
نادية رفعت (باحثة وكاتبة): 
قضية قناة بنما ـ محاكمة كلاوس باربي ـ حادثة فالدهايم ـ محاكمة ديمانجوك ـ جمعية تنمية الثقافة بين يهود روسيا ـ دور الجماعات اليهودية الاقتصادية في مصر في العصر الحديث ـ طعام الجماعات اليهودية ـ أزياء وملابس الجماعات اليهودية ـ موسيقى الجماعات اليهودية ـ رقصات الجماعات اليهودية ـ لجنة التوزيع المشتركة الأمريكية اليهودية ـ الأليانس إسرائيليتش ذو فين (التحالف الإسرائيلي في فيينا) ـ الأليانس إسرائيليت يونيفرسيل (التحالف الإسرائيلي العالمي) ـ أجرو /جوينت (المؤسسة الأمريكية اليهودية المشتركة للزراعة) ـ إميج ديركت (اللجنة المتحدة للهجرة اليهودية) ـ أورت (منظمة إعادة التأهيل والتدريب) ـ إيكا (جمعية الاستيطان اليهودي) ـ إيكور (الجمعية الأمريكية للتوطين اليهودي في الاتحاد السوفيتي) ـ جمعية غوث اليهود الألمان ـ الجمعية الأمريكية للمستوطنات الزراعية اليهودية في روسيا ـ كومزت (لجنة توطين اليهود الكادحين في الأرض) ـ هياس (خدمة هياس المتحدة) ـ هيسم ـ الهيكل التنظيمي للمنظمة الصهيونية العالمية ـ الوكالة اليهودية ـ المنظمة الصهيونية العالمية (القسم الأمـريكي) ـ اللجـنة التنفيذية العـالمية لحركة حـيروت (ها تسوهار) ـ الكونفدرالية العالمية للصهاينة المتحدين ـ حركة العمل الصهيونية العالمية ـ منظمة مزراحي العالمية (هابوعيل هامزراحي) ـ الاتحاد العالمي للصهيونيين العموميين ـ الاتحاد العالمي لحزب العمال المتحدين (مابام) ـ الاتحاد السفاردي العالمي ـ اتحاد مكابي العالمي ـ ويزو ـ إيموناه ـ المؤتمر اليهودي العالمي ـ الحركة الصهيونية الأمريكية ـ الاتحاد الصهيوني الأمريكي ـ المنظمة الصهيونية الأمريكية ـ هاداساه ـ رابطة الصهاينة الإصلاحيين في الولايات المتحدة ـ أرتسينو ـ مجلس الاتحادات اليهودية وصناديق الرفاه ـ المجلس الاستشاري القومي للعلاقات الطائفية اليهودية ـ اللجنة اليهودية الأمريكية ـ المؤتمر اليهودي الأمريكي ـ بناي بريت ـ عصبة مناهضة الافتراء التابعة لبناي بريت ـ نوادي هليل للطلبة (مؤسسات هليل) ـ مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى ـ اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشئون العامة (إيباك) ـ عصبة الصداقة الإسرائيلية الأمريكية ـ الصندوق القومي اليهودي (كيرين كايميت) ـ صندوق تأسيس فلسطين (كيرين هايسود) ـ النداء الإسرائيلي الموحَّد ـ النداء اليهودي الموحَّد ـ الشركة الاقتصادية الإسرائيلية ـ منظمة سندات دولة إسرائيل ـ الصندوق الإسرائيلي الجديد.

وقد قامت الأستاذة نادية رفعت بكتابة بعض المداخل الخاصة بالشخصيات (كبار الرأسماليين من أعضاء الجماعات اليهودية وبعض الشخصيات الأخرى)، وقامت بإعداد المادة البحثية لعديد من المداخل.

---------------

قبل الميلاد

---------------

بعد الميلاد
انتهى.........

2009-09-01

المؤرخ البريطاني توينبي شاهد على جريمة بريطانيا في فلسطين..

المؤرخ البريطاني توينبي شاهد على جريمة بريطانيا في فلسطين..
د.اسعد أبو شرخ/ كاتب وأكاديمي فلسطيني
لورد ارنولد توينبي المؤرخ البريطاني الأعظم والأشهر والأكثر موضوعية، والموسوعي الثقافة والذي كتب موسوعة قصة التاريخ، لم يملك سوى أن يجرم بلده بريطانيا على ما اقترفته بحق الشعب الفلسطيني وتسليم وطنهم لقمه سائغة للحركة الصهيونية، إذ يرى أن بريطانيا شاركت بالخديعة والدسيسة والوقيعة والمؤامرة بل والجريمة في تشريد الشعب الفلسطيني وضياع فلسطين وحصول النكبة الفلسطينية التي يرى أنها مأساة وجوهر هذه المأساة هو أن مليون ونصف من الفلسطينيين العرب (الآن أكثر من سبعة ملايين) أصبحوا لاجئين محرومين من وطنهم وديارهم وممتلكاتهم دون أن يسمح لهم بإبداء رأيهم في تقرير مصيرهم وأن هذه المأساة تمس العالم أجمع لأنها ظلم يهدد السلم العالمي.

والسبب في تجريم بريطانيا واتهامها بصراحة ووضوح وعلانية لأنها هي صاحبة وعد بلفور. الذي يتبرأ منه تماماً مما جعله يشعر كمواطن إنجليزي بالذنب وتبكيت الضمير على ما حل بالشعب الفلسطيني جراء هذا الوعد المشؤوم.

كمواطن إنجليزي أكره أن اتهم/ أجرم بلدي بيد أنني اعتقد أن بريطانيا تستحق الاتهام وهذا هو التعويض الشخصي الوحيد الذي في وسعي أن أقدمه.

ويقول أيضاً أن ذنب بريطانيا في هذه الجريمة لا يقلل منه الحقيقة المهينة وهي أن بريطانيا عاجزة الآن عن رفع الظلم الذي أوقعته بالشعب الفلسطيني.

ويقدم المؤرخ توينبي المسوغات والقرائن لتجريم بريطانيا على جريمتها الكبرى ضد الشعب الفلسطيني إذ يقول في تقديري أن النقطة الكارثية في لائحة الاتهام ضد بلدي هي أن فلسطين في ذلك الوقت كانت تحت الإدارة البريطانية لمدة ثلاثين عام 1918 – 1948 وأنها خلال تلك السنوات لم تقرر أو تعلن بأي شكل من الأشكال سياستها حول مستقبل فلسطين، والأكثر من ذلك أنها خلال السنوات الثلاثين كانت تسمح لليهود بالهجرة إلى فلسطين بنسب متفاوتة تختلف حسب الأوضاع والضغوط اليهودية أو العربية ولولا الدعم والحماية والسيطرة البريطانية، لما سمح لهذه الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ويضيف اللورد توينبي قائلاً لو بقيت فلسطين تحت الحكم العثماني التركي، أو لو أصبحت فلسطين دولة مستقلة منذ عام 1918 لما سمح لليهود بالقدوم إلى فلسطين بتلك الأعداد الكبيرة التي مكنتهم من التغلب على العرب الفلسطينيين في بلدهم العربي فلسطين.

أما السبب في وجود إسرائيل الآن، ووجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين فهو أن الحكم العسكري البريطاني فرض الهجرة اليهودية على فلسطين لمدة ثلاثين عام على التوالي، حتى أزداد اليهود بأعداد ضخمة وتسلحوا تسليحاً كبيراً وبأفضل الأسلحة المتقدمة مكنتهم من فرض أنفسهم بالدبابات والطائرات.

ويقول توينبي إن وعد بلفور في الثاني من نوفمبر عام 1917 كان الورقة الرابحة في السباق المظلم بين فئتين من المحاربين في الحرب العالمية الأولى لكسب دعم اليهود في ألمانيا، والنمسا والمجر والأهم من ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

بيد أن بريطانيا استخدمت ما يسمى اليوم بازدواجية اللغة وسياسة المعايير المزدوجة، لأنها في وعدها لإعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين استعملت لغة مضللة، ولهذا كمواطن من المملكة المتحدة أعلن عن شعوري بالعار والندامة من فعلة بريطانيا هذه، وتلك كانت هي الحقيقة لأنه خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها كانت الحكومة البريطانية تلعب لعبة مزدوجة، حيث كان هناك تناقض بين التعهدات التي قطعتها بريطانيا إلى العرب من جهة وإلى الصهاينة من جهة أخرى، كما كان هناك تناقض في إدخال وعد بلفور في نص الانتداب الذي أعطى لبريطانيا إدارة فلسطين. وبين تصنيف الانتداب من الفئة أ Class A التي بمقتضاها يتوجب على السلطة المنتدبة (بريطانيا) أن تلتزم بإعطاء الشعب الفلسطيني الواقع تحت الانتداب استقلاله في أسرع وقت ممكن ليتمكنوا من ترتيب أمورهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم ويواصل توينبي شهادته: يمكن القول، وبكل أسف، أن بريطانيا قطعت تعهدين متناقضين مع بعضهما البعض. للعرب واليهود، وحين صدر قرار الانتداب كان الفلسطينيون العرب يشكلون 90% من سكان فلسطين، وكان الانتداب على فلسطين انتداباً من الفئة الأولى Class A كما يفهم من مراسلات حسين - مكماهون والتي تنص على الاعتراف بالاستقلال العربي وتدعيمه! ولهذا كان من المنطقي أن يفترض الفلسطينيون بأن بريطانيا تعهدت بالعمل على إعداد فلسطين لأن تصبح دولة عربية مستقلة.إن المؤامرة، مؤامرة وعد بلفور هي جريمة مع سبق الإصرار والترصد pre-pence malice حسب القانون الدولي، ولهذا فإن القائد العسكري البريطاني الجنرال اللنبي لم يسمح بنشر القرار في فلسطين إلا بعد مرور ثلاث سنوات على صدوره، ومما يؤكد ذلك ما ذهب إليه رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل الذي كان يفتخر بأنه صهيوني حيث أعترف بالدوافع الحقيقية وراء القرار وذلك بقوله لا يجب النظر إلى وعد بلفور على أنه وعد أعطي بدوافع عاطفية، لقد كان خطوة عملية اتخذت في صالح قضية مشتركة في لحظة لم يكن في مقدور هذه القضية أن تهمل أي عنصر من عناصر المساعدة المادية والمعنوية، والمقصود هنا وقوف اليهود بأموالهم وإمكانياتهم وقوتهم المادية والمعنوية والمنظورة وغير المنظورة مع بريطانيا أثناء فترة الحرب ولهذا كانت مكافأة اليهود بوعد بلفور وهذا أغرب وأعجب وعد في التاريخ كما يرى الكاتب اليهودي آرثر كوستلر في كتابه الوعد والإيفاء promise and fulfillment الذي وصف الوعد بالعبارة البليغة والصريحة التالية إن أمة وعدت أمة ثانية بإعطائها وطن أمه ثالثة أي أن بريطانيا وعدت اليهود بإعطائهم فلسطين وطناً للشعب اليهودي.

وهكذا ضحت بريطانيا بفلسطين وشعبها من أجل مصالحها، بل أن اليهود الذين كانوا ضحية النازية أصبحوا هم الجاني المجرم ضد الشعب الفلسطيني، ولهذا يقول توينبي من الأشياء الأكثر مأساوية في التاريخ أن (اليهود) الذين عانوا على يد هتلر يقومون بفرض معاناتهم على شعب آخر هو (الشعب الفلسطيني).أي أن ضحية الأمس أصبح مجرم اليوم، وذلك بفعل الدعم اللامحدود الذي تقدمه دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لهذا يقول توينبي إذا كانت بريطانيا تتحمل المسؤولية الأضخم حيال القضية الفلسطينية وما يجري في فلسطين، فإن للولايات المتحدة تقوم بالدعايات الأكثر تضليلاً في هذه المأساة، ويقول لو التزمت أمريكا برأي عام محايد حول فلسطين، لتغير الموقف في فلسطين إلى الأفضل!!! فهل يقوم أولو الأمر والرأي لدى الشعب الفلسطيني انطلاقاً من موقف توينبي هذا بالضغط على الحكومة البريطانية لتصحيح موقفها وسحب وعد بلفور وكل ما ترتب عليه من آثار وحيف وظلم ونتائج جلبت الكوارث على الشعب العربي الفلسطيني خاصة وأن هناك حملة بدأت الآن في نفس الاتجاه يقوم بها بعض المثقفين والنواب داخل بريطانيا من بريطانيين وغيرهم، هل هذا شيء خارج عن قدراتنا؟!
لماذا لا نبدأ الآن .....

ماذا يعني شرط الاعتراف بيهودية الدولة؟.

ماذا يعني شرط الاعتراف بيهودية الدولة؟..
د.أنيس فوزي قاسم/ محام فلسطيني مقيم في الأردن
منذ توقيع اتفاقيات اوسلو في 1993، وقادة إسرائيل، سياسيون ومفكرون، يشترطون أن أية تسوية سياسية مع الفلسطينيين يجب أن تتضمن اعترافاً منهم بأن إسرائيل هي دولة اليهود. هذا شرط ومطلب مستحدث وله مغزاه وأبعاده. ولكنه أصبح شرطاً خطيراً وسامّاً حين بدأ الرئيس الاميركي يردده، ولا نعلم إن كان الرئيس يتبنى هذا الشرط بإدراك ووعي، أم انه تورط فيه كما تورط في جرائم اخرى كجريمة غزو العراق. وقبل التعرض لمعنى هذا الاشتراط الجديد والآثار التي تترتب عليه، لا بدّ من التساؤل عما إذا أنشئت إسرائيل بمواصفات دولة اليهود حسب الفكر الصهيوني؟

بداية، لا بدّ من التفريق بين ما يسمى بـ "الدولة اليهودية" و "دولة اليهود" أو "دولة الشعب اليهودي". ان "الدولة اليهودية"، وكما وردت في التوصية الصادرة عن هيئة الامم المتحدة في العام 1947، كان تعبيراً مستخدماً في مقابل تعبير "الدولة العربية" ولم يكن يرد في تلك الاثناء تعبير "الدولة الفلسطينية"، وهذا المفهوم مختلف جذرياً عما ورد، ولازال يرد، في التعابير الإسرائيلية والصهيونية عن تعبير "دولة اليهود" أو "دولة الشعب اليهودي"، ذلك ان هذا التعبير الاخير يؤكد على صهيونية الدولة بالمواصفات التي صاغها ثيودور هيرتزل. وقد كان المرحوم الدكتور فايز الصايغ يؤكد ان الترجمة الصحيحة لكتاب هيرتزل هو "دولة اليهود" وليس "الدولة اليهودية".

لا جدال في أن قادة الحركة الصهيونية ومنظّريها قد وضعوا تصوراتهم حول دولة اليهود ومواصفات هذه الدولة، واختصر حاييم وايزمن الأمر بمقولته المشهورة والواضحة لمؤتمر السلم في باريس في العام 1919 بأنه يريد فلسطين يهودية كما هي انجلترا انجليزية، وأن دولة اليهود يجب أن تضم أغلبية يهودية "حاسمة"، كما كان يطلب بن غوريون. وبعد قيام الدولة في العام 1948، أعلن قادة الدولة الجديدة أن دولتهم هذه هي دولة "الشعب اليهودي" وأن أبوابها مفتوحة لعودة اليهود الى وطنهم الأصلي، وتأكيداً لذلك وضعوا " قانون العودة" الذي منح كل يهودي الحق في الهجرة (أو العودة) الى أرض إسرائيل. وأكد القاضي براك، رئيس محكمة العدل العليا الإسرائيلية، في قضية حديثة على هذا المفهوم بقوله إن في دولة اليهود "يكون اليهود فيها الأكثرية وتكون اللغة العبرية هي اللغة الرسمية والمركزية وتكون أعيادها ورموزها تعبّر عن استعادة الصحوة القومية للشعب اليهودي، وأن الموروث الديني لشعب إسرائيل يشكل مركباً اساسياً للموروث الديني والثقافي في دولة إسرائيل".

فهل قبل المجتمع الدولي، بما فيها الدول الامبريالية الكبرى التي ساعدت على خلق إسرائيل، بهذه المواصفات الصهيونية لدولة اليهود؟
تحتوي وثيقة "الاستقلال" لإسرائيل على ثلاث وثائق قانونية تستند فيها إسرائيل على إنشائها، وهي: إعلان بلفور، وصك الانتداب والتوصية بتقسيم فلسطين الصادرة عن الأمم المتحدة في العام 1947. وسوف نتناول هذه الوثائق الثلاث بنفس الترتيب.

أما الوثيقة الاولى فهي اعلان بلفور. في البداية لا بدّ من تصحيح خطأين شاعا في أوساطنا لدرجة اليقين. الأول أننا نطلق على إعلان بلفور بأنه "وعد بلفور"، ولا ندري من أين أتت هذه الترجمة، وهي ترجمة خاطئة، لأن هذه الوثيقة لم تتضمن، لا في مسماها ولا في محتواها، على كلمة "وعد"، وكل ما ورد هو تعبير انجليزي غامض يقول إن بريطانيا "تنظر بعين العطف..."، وهي عبارة لا تنشئ التزاماً ولا وعداً بالتزام.

والخطأ الشائع الثاني هو اننا اعتبرنا هذا الاعلان انتصاراً للحركة الصهيونية، بينما كان نكوصاً لها. ويسجل لينورد شتاين، السكرتير القانوني والسياسي للحركة الصهيونية في كتابه الوثائقي "إعلان بلفور" مسيرة هذا الإعلان وتاريخه التشريعي. ويخبرنا شتاين ان الاعلان مرّ في ست مسودات، ويهمنا هنا ما طرحته الحركة الصهيونية التي قدمت مشروعاً ينص على " أن تقبل [الحكومة البريطانية] الاعتراف بمبدأ إعادة تأسيس فلسطين كوطن قومي للشعب اليهودي" والاعتراف بالمنظمة الصهيونية. ويلحظ من هذا النص الطلب – اولا- من الحكومة البريطانية "الاعتراف"، مما يشكل التزاماً على الدولة العظمى آنئذٍ، والاعتراف – ثانيا- باعادة تأسيس فلسطين، مما يعني الاقرار بالحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين، والاعتراف – ثالثا- بهذا الحق التاريخي في كل فلسطين، والاعتراف – رابعاً- بأن الدولة المطلوب انشاؤها ستكون دولة الشعب اليهودي.

وبرغم ان بلفور وافق من حيث المبدأ على هذه الصياغة الاّ انه كان يدرك ان رئيس الوزراء، لويد جورج، قد يعترض عليها، ولذا طلب صيغة مخففة من النص الأصلي. وحين عرضت الصيغة المخفّفة على مجلس الوزراء، تصدى لها الوزير اليهودي الوحيد، ادوين مونتاجيو، واتهم حكومته، باستعدادها لاصدار هذا الاعلان، بأنها حكومة معادية للسامية، وأثار مسألة الاشكاليات التي قد يسببها مثل هذا الاعلان لليهود من مواطني الدول الأخرى وما قد يحدثه مثل هذا الاعلان للسكان الأصليين في فلسطين. وتمخض النقاش الذي احتدم في مجلس الوزراء عن النص الذي نعرفه حالياً وهو ان بريطانيا "تنظر بعين العطف... لاقامة وطن قومي في فلسطين" ووضعت شرطين صريحين لهذا الأمر بأن ذلك سوف لا يؤثر على "الحقوق المدنية والدينية" للفلسطينيين، او على "الحقوق والوضع السياسي لليهود في الاقطار الاخرى". ويلحظ من مقارنة المشروع الصهيوني بالنص الأخير ان اياً من المطالب الأصلية لم تتحقق، بل ان الاعلان اضاف شرطين صريحين لهما مغزى بعيد الأثر، من حيث انه رفض سلطة المنظمة الصهيونية في تمثيل اليهود من مواطني الدول الاخرى. وقدم حماية واضحة للفلسطينيين من آثار هذا المشروع الصهيوني.

وليس أدل على هزيمة الحركة الصهيونية من اصدار اعلان بلفور بهذه الصيغة ما يسجله شتاين، ويؤكده حاييم وايزمن في مذكراته "التجربة والخطأ"، من ان وايزمن كان ينتظر في مكان قريب من قاعة مجلس الوزراء بانتظار اصدار الاعلان، حين خرج سكرتير المجلس ملوحاً بورقة بيده وينادي "د.وايزمن... انه ولد!!". ويقول وايزمن حين قرأت الصياغة النهائية لم أحب ذلك الولد!! ولكنه اضاف قائلاً: سنجعل منه ما نريده ان يكون.

اما الوثيقة الثانية التي ترتكز اليها إسرائيل في قيامها فهي صك الانتداب. من المسلم به ان اعلان بلفور أُعيد انتاجه في صك الانتداب، وبالضرورة أُعيد انتاج الشرطين المحددين معه مرة اخرى، الاّ انه يجب ان يُنظر اليه ضمن الاطار العام من ان الانتداب هو "عهدة مقدسة" وانه مسؤول عن مساعدة الشعوب الواقعة تحت الانتداب للوصول الى حق تقرير المصير والاستقلال. وتنص الماده (5) من صك الانتداب على ان دولة الانتداب ملزمة بالمحافظة على الوحدة الاقليمية لفلسطين، وانها، في الوقت الذي تسهل فيه الهجرة اليهودية الى فلسطين، ملزمة بالمحافظة على حقوق واوضاع السكان الفلسطينيين. وتنص الماده (15) على التزام سلطة الانتداب بعدم التمييز بين السكان على اساس العرق او الدين او اللغة. ومع هذه الضمانات الدولية التي ضمنها صك الانتداب للوحدة الاقليمية لفلسطين والمحافظة على المساواه بين اليهود وغير اليهود كيف لنا ان نقول ان صك الانتداب قد صادق على تأسيس دولة اليهود في فلسطين بالمواصفات الصهيونية؟

اما الوثيقة الثالثة، فهي التوصية الصادرة عن هيئة الامم المتحدة في العام 1947 بتقسيم فلسطين الى دولة عربية ودولة يهودية وجعل القدس في وضع دولي خاص. وبرغم ما اعتور تلك التوصية من مؤامرات ومطاعن على شرعيتها وقانونيتها (بما في ذلك احباط محاولة استدراج رأي استشاري من محكمة العدل الدولية)، الاّ انه تجدر الاشارة الى ان تلك التوصية حين حددت عدد السكان في كل دولة، كان عدد العرب الذين سوف يقطنون في اقليم الدولة اليهودية مساوياً تقريباً لعدد اليهود، والفارق لم يتجاوز 70.000 نسمه لصالح اليهود، وهذا لا يشكل أغلبية حاسمه لليهود. فكيف، بعد ذلك يمكن الادعاء، ان هيئة الامم قررت انشاء "دولة لليهود"، ونصف عدد السكان تقريباً كان من الفلسطينيين؟. يضاف الى ذلك، ان التوصية بتقسيم فلسطين وضعت مبادئ عامة وطلبت من كل من الدولة اليهودية والدولة العربية تضمينها في دساتيرها. ومن ضمن هذه المبادئ ان على كل دولة ان تضمن لجميع مواطنيها حقوقاً متساوية في جميع الامور المدنية والسياسية والاقتصادية والدينية وضمان حقوق الانسان والحريات الأساسية. ولو كانت الامم المتحده تقرّ بيهودية الدولة – كما صاغتها العقيده الصهيونية- لما نصت على مبادئ المساواة في جميع المجالات، لأنه ومن ابجديات انشاء دولة لليهود – ان اليهود في مثل هكذا دولة سوف يتمتعون بحقوق وامتيازات خاصة بهم، وان تساوت تلك الحقوق والامتيازات بما هو حق لمواطني الدولة من غير اليهود، فان دولة اليهود سوف تفقد مبرر وجودها.

ان الوثائق القانونية الرئيسية التي ترتكز اليها إسرائيل في قيامها لا تقرّ بيهودية الدولة كما تراها وصاغتها ووضعت مواصفاتها الحركه الصهيونية، ومن الواضح ان فكرة دولة يهودية، كما نظر اليها المجتمع الدولي الامبريالي، لم تكن متفقه مع المواصفات الصهيونية، في أي من مراحل تأسيس هذه الدولة. ولا أدلّ على ذلك من أن قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم ما هو الاّ تأكيد على ان المجتمع الدولي لم يكن موافقاً على صيغة الدولة اليهودية بالمفهوم الصهيوني، اذ ان القرار الدولي فرض عودة حوالي سبعمائة الف فلسطيني الى ديارهم التي هجّروا منها، ومعنى هذا ان دولة يهودية بأغلبية عربية يتعارض مع المبدأ الصهيوني الأول. وحيث ان الجمعية العمومية لازالت تؤكد على القرار 194، فان ذلك ينطوي على تقرير مبدأ دولي مؤداه ان لا دولة يهودية بالمعايير الصهيونية.

الان، وبعد قيام دولة يهودية، وبأغلبية يهودية حاسمة كيف نرى، ويرى العالم، مثل هذه الدولة في الممارسة العملية؟.

لو بدأنا بترتيب عكسي من الشواهد والاثباتات، لبدأنا بكتاب الرئيس جيمي كارتر الذي وصل الى نتيجه لخصها في عنوان كتابه من أن إسرائيل أصبحت دولة ابارتهايد بعد ان اندحر الابارتهايد في جنوب افريقيا. وينعى ابراهام بورغ، رئيس الكنيست السابق، على إسرائيل كونها مشروعاً فاشلاً وقد تحولت الى مسيرة متواصلة لمشروع هتلر. وهل بقي لدى منظمات حقوق الانسان الإسرائيلية والفلسطينية والدولية من صفات قبيحة الاّ وألصقتها بدولة اليهود؟ وهل يحتفظ الصليب الاحمر الدولي بأي كلمة اطراء لإسرائيل؟ وأوجه الدعوة لكل ذي نيّة حسنة ان يدلني على مبدأ من مبادئ القانون الدولي الانساني و/أو مبادئ حقوق الانسان لم تقم إسرائيل بخرقه عدة مرات، بل امتهنته امتهاناً شديداً ومقصوداً. وقالت محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري الصادر في 2004 ان إسرائيل أخلّت بالتزاماتها الدولية وذلك باقامة المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري في الاراضي المحتلة وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره. وقبل أيام شاهدنا على شاشات التلفزة الاسيرة الفلسطينية التي أُفرج عنها مؤخراً هي وطفلها الذي ولد في السجن، وروت لنا كيف وضعت طفلها وهي مكبلة اليدين والرجلين. هذه هي دولة اليهود، دولة في غاية التوحش وانعدام الحس الانساني.

ولو انتقلنا الى ممارسات دولة اليهود مع مواطنيها من الفلسطينيين لظهر أقبح شكل من اشكال التمييز العنصري يشهده التاريخ الحديث. ذلك انه في جنوب افريقيا كان الابارتهايد وسيلة لاستثناء السود من مناطق البيض وحشرهم في بانتوستانات خاصه بهم. أما في دولة اليهود، ليس المطلوب استثناء غير اليهود، بل اقتلاعهم وترحيلهم لافساح المجال لليهود القادمين (او العائدين بالتعبير الصهيوني)، اذ بدون الاقتلاع والترحيل لن تتحقق دولة اليهود.

وكمثال آخر على ان التمييز العنصري الذي يُمارس ضد غير اليهود في دولة اليهود كسابقة فريدة في تاريخ المجتمعات المصابة بعاهة التمييز العنصري، هو أن الفلسطيني الذي يتمتع بالجنسية الإسرائيلية له حق ان ينتخب ويُنتخب في الانتخابات التشريعية او البلدية، وله حق التقدم الى الوظائف العامة في الدولة، ولكن هذا المواطن نفسه يصبح في القانون الإسرائيلي "غائباً"، اي غير موجود في إسرائيل، اذا طالب باسترداد أرضه التي صُودرت منه. فهو "موجود" لممارسة حق سياسي ولكنه "غائب" اذا طالب بحقه في أرضه. ففي أي فقه او تشريع يمكن للانسان ان يتصور مثل هذه المعادلة البهلوانية؟

قال حاييم وايزمن في مذكراته، ان العالم سوف يحكم علينا من معاملتنا للفلسطينيين. وورد في وثيقة "استقلال إسرائيل" انها تلتزم بالمحافظة على المساواة بين مواطنيها بغض النظر عن الدين والعرق والجنس ولكن، وعلى ضوء معاملة إسرائيل لمواطنيها من غير اليهود، اصدر العالم، ممثلاّ بالجمعية العمومية للأمم المتحدة، قراراً شهيراً بتاريخ 10/11/1975 أعلن فيه ان الصهيونية شكل من أشكال التمييز العنصري. وقد ورد في محاضر تلك الجلسات دراسات ومناقشات في غاية الاهمية مؤداها ان الصهيونية ليست عنصرية بالصدفة او بسبب ظروف تاريخية رافقت نشوءها، بل ان العنصرية أصيلة في فلسفتها وتكوينها، وثبت ذلك بالتجربة العملية. ففي دستور الصندوق القومي اليهودي الذي انشئ في مطلع القرن الماضي، ولازال قائماً ونشطاً، ورد نص مؤداه ان الصندوق يمتلك الاراضي في فلسطين باسم "الشعب اليهودي"، أي ان الارض التي يتم الاستيلاء عليها شراءاً او استيطاناً هي ملكية مشتركة "للشعب اليهودي" وليس لشعب إسرائيل، مثلاً، او لليهود في إسرائيل، بل لكل من هو عضو في "الشعب اليهودي". وينص دستور الوكالة اليهودية، والتي مازالت قائمة وفاعلة، على ان اليد العاملة التي توظف في الزراعة يجب ان تكون قائمة على "اليد العاملة اليهودية". وتم استكمال دائرة التهويد بأن فرضت الوكالة اليهودية على اليهود شراء المنتجات اليهودية حصراً. أي ان المستوطنين اليهود خلقوا في فلسطين اقتصاداً يهودياً مغلقاً. واستفحل امر العنصرية في المجتمع الإسرائيلي بعد قيام الدولة ودلالة ذلك سلسلة القوانين اعتباراً من قانون العودة الى آخر تقليعة تشريعية والتي تحرم على أي "إسرائيلي" الزواج من فلسطيني او فلسطينية من المقيمين في الاراضي المحتلة.

ان الغاء هذا القرار من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 16/12/1991 لا يغيّر من عنصرية الصهيونية في شيء، لأنها هي ذاتها لم تتغير لا فلسفة ولا مؤسسات ولا ممارسة.

هذه هي الدولة اليهودية المطلوب من الفلسطيني الاعتراف بها كشرط مسبق للوصول الى تسوية سياسية معها.

أن مثل هذا الاعتراف – لو حصل- سوف يرتب سلسة من النتائج الضارة وطنياً ودولياً. النتيجة الاولى، وفي التطبيق العملي، سوف تبرر اقتلاع وترحيل من بقي من الفلسطينيين في داخل الخط الاخضر، أي سوف نشهد عملية تطهير عرقي بطرد الفلسطينيين مما سيخلق أعباءاً ثقيلة على الدول المجاورة ولاسيما الاردن وسوريا ولبنان والتي هي مثقلة أصلاً بالهم الفلسطيني. والنتيجة الثانية هي ان الاقتلاع والترحيل سوف يؤدي الى مصادرة ممتلكات هؤلاء المهجرين وتصبح ملكيتها ملكية مشتركه "للشعب اليهودي" دون حق لهم بالمطالبة بالتعويض. والنتيجة الثالثة هي ان اللاجئين الذين اقتلعوا في الاعوام 1947-1949 سوف يظلون في اماكنهم ويفقدون حق العودة وحق التعويض وتتحول كل القرارات الدولية التي أكدت على حقهم في ذلك حبراً كالحاً على ورق أصفر. أما النتيجة الرابعة فهي ان على الفلسطيني ان يقبل ويقرّ ويوافق على "الصهيونية" كعقيدة وفلسفة وممارسة، وذلك في الوقت الذي اصبحت فيه العنصرية والتمييز العنصري والابارتهايد جرائم يعاقب عليها القانون الدولي. أي ان على الفلسطيني ان يجري في اتجاه معاكس للتاريخ.

أما على المستوى الدولي، فان السؤال الذي يفرض نفسه هو ماذا سيكون عليه موقف الامم المتحدة من دولة عضو فيها تعلن وتصرّ على انها دولة اليهود؟ هل ينسجم ذلك مع ميثاق الامم المتحدة؟ تنص الماده (55) من الميثاق على التزام المنظمة الدولية بأن تشيع في العالم "احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية للجميع بلا تمييز بسبب الجنس او اللغة او الدين..." وتنص المادة (56) على أن "يتعهد جميع الاعضاء بأن يقوموا، منفردين ومجتمعين، بما يجب عليهم من عمل.. لادراك المقاصد المنصوص عليها في المادة 55." ومن هنا يتبين ان على المنظمة الدولية اتخاذ الاجراءات القانونية طبقاً للميثاق، وانسجاماً مع ممارساتها منذ العام 1947 لكي تفرض على إسرائيل الامتثال لاحكام المادة (55)، وتفرض على الدول الاخرى التقيّد بالمادة (56)، وليس من داع لاستدعاء الاتفاقيات الدولية الاخرى مثل معاهدة مكافحة جميع اشكال التمييز العنصري. وعلى الوفد الفلسطيني المفاوض التهديد باللجوء الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لاتخاذ ما يلزم لمنع إسرائيل من فرض شروط التمييز العنصري على الشعب الفلسطيني.

إن على الدول العربية، ولاسيما الدول الأقرب إلى فلسطين التاريخية، التصدّي لهذا الشرط، ليس للأسباب الواردة أعلاه وحسب، بل ايضاً لأسباب عملية وهي أنها هي المستهدفة بترحيل الفلسطينيين اليها، وحلّ مشاكل الصهيونية على حسابها ونفقتها ومسؤوليتها. إن شعار يهودية الدولة ليس شعاراً لاقتلاع الشعب الفلسطيني وترحيله وحسب، بل هو أداة جديده للتوسع الصهيوني في أراضيها كذلك.

ولا مناص من القول ان الاشتراط الإسرائيلي على الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة هو اشتراط تعجيزي، ذلك أن الإسرائيليين أنفسهم لم يحسموا أمرهم في تحديد هوية هذه الدولة، وليس سرّاً أن عدم تمكن الفقهاء الإسرائيليين من الوصول الى إجماع حول تعريف من هو اليهودي هو أحد الأسباب الرئيسية التي لا زالت تحول دون وضع دستور مكتوب في إسرائيل. وإخفاءاً لهذه المعضلة، اشترط التعديل الأخير لقانون الاساس – الكنيست في المادة 7/أ على أن كل مرشح في القوائم الحزبية ان يعترف بمبدأ يهودية الدولة وديمقراطيتها معاً، وكأنه يمكن الجمع بين الصفتين، وهو أمر مستحيل كاستحالة خلط الماء بالزيت.

لماذا يرفضون السلام ؟ دراسة حول التعنت اليهودي.

لماذا يرفضون السلام ؟ دراسة حول التعنت اليهودي.
محيط/ القدس: يشرح كتاب العيش مع الصراع تأليف الدكتور دانئيل بار طال المختص في علم النفس السياسي والمحاضر في جامعة تل أبيب، العوامل النفسية الإجتماعية التي تؤثر على مواقف المجتمع اليهودي الإسرائيلي في تبني مواقف متصلبة ومتطرفة تتناقض بصورة حادة مع الحد الأدنى لمتطلبات السلام مع العرب خاصة الفلسطينيين.
غلاف الكتاب
يصنف المؤلف في مقدمته - وفق محمود محارب بجريدة الاستقلال الفلسطينية - نظرية الصراع العربي الإسرائيلي ضمن الصراعات الأكثر خطورة وغير الخاضعة للسيطرة والتي تتميز بطولها وعنفها وشمولتها، ويضيف المؤلف أن الصراع يقود إلى بلورة معتقدات اجتماعية تدور حول: عدالة الأهداف، الأمن، الظهور بمظهر الضحية، صنع صورة إيجابية عن الذات الجماعية، تعزيز الشعور الوطني والانتماء القومي، الوحدة الوطنية، نزع شرعية العدو ومحو إنسانيته، تصوير السلام كهدف منشود، وهو ما قام به المجتمع اليهودي منذ بداية الصراع وحتى اليوم.
يؤكد المؤلف أن المجتمع الإسرائيلي طور ذاكرة جماعية تنقل باستمرار عبر العقود من خلال مختلف قنوات ومؤسسات الدولة والمجتمع الإسرائيلي.
فالعرب، وفق الذاكرة الجماعية اليهودية، متخلفون وينجرّون بسرعة وراء التحريض، وهم عنيفون وقتلة ولا يترددون في ارتكاب المجازر بحق اليهود، إنهم هم وحدهم المسئولون عن أعمال العنف.
أما اليهود فتظهرهم الذاكرة الجماعية اليهودية الإسرائيلية بصورة إيجابية للغاية وتصور أنهم صنعوا مجتمعا أخلاقيا ومحبا للسلام، وأنهم ضحية الصراع الذي يرفض العرب حلّه سلميا.
ويضيف المؤلف أن الذاكرة الجماعية اليهودية تخفي كليةً الأعمال غير الأخلاقية والعنيفة التي تتناقض مع القانون الدولي ومعاييره، والتي ارتكبها اليهود أثناء الصراع.
إنها تخفي جرائم قتل المدنيين وقتل الأسرى وعمليات الطرد الجماعي والعقوبات الجماعية الخطيرة والاستغلال والتمييز وغيرها من الأعمال المشينة التي ارتكبها اليهود بحق العرب.
كذلك لا تتعرض الذاكرة الجماعية اليهودية إلى معاناة العرب وخاصة الفلسطينيين. إنها مبسطة وانتقائية وتطرح الأمور بشكل أسود أبيض. وهي لا تهدف إلى البحث عن الحقيقة وإنما شغلها الشاغل دوما خدمة أهداف المجتمع اليهودي.
ويؤكد المؤلف أن وظيفتها تبرير قرارات قادة إسرائيل وأفعالهم التي ارتكبوها في الماضي وإحداث تضامن بين فئات المجتمع اليهودي وحشده وتعبئته لمواجهة التحديات التي يفرضها الصراع مع العرب.
يقول المؤلف - وفقا لنفس المصدر - أن قادة إسرائيل يقومون بعمليات نزع الشرعية التي تتكون بواسطة صنع صورة نمطية سلبية للغاية لمجموعة بشرية معينة بهدف تجريدها من صفاتها الإنسانية وإخراجها من المجتمع الإنساني الذي يعمل وفق قيم ومعايير إنسانية متعارف عليها.
ويعطي المؤلف مجموعة كبيرة من الاقتباسات لقادة إسرائيل ولقادة مؤسساتها المختلفة ولصانعي الرأي العام، والتي تنزع شرعية العرب وإنسانيتهم، أبرزها: ممنوع الثقة بالعرب حتى وإن كانوا في القبر أربعين عاما، عندهم هذا بالدم، أن قتل اليهود يتم بشكل طبيعي، وينبغي عدم إدارة الظهر للعربي لأنه سيطعنك بالظهر. (يحيئيل حزان عضو الكنيست عن الليكود 25/2/2004).
هناك فجوة واسعة بيننا وبين أعدائنا ليس فقط في القدرة وإنما في الأخلاق والثقافة وقدسية الحياة والضمير (رئيس الدولة السابق موشيه كتساف عام 2001). العرب هم نتاج ثقافة لا يسبب الكذب فيها أي حرج، فهم لا يعانون من المشكلة التي تنجم عن الكذب، تلك المشكلة الموجودة فقط في الثقافة اليهودية المسيحية (إيهود باراك عام 2002).
هناك مشكلة عميقة في الإسلام، يوجد هنا عالم قيمه مختلفة، عالم لا توجد فيه قيمة للحياة كتلك القيمة الموجودة في الغرب.. الآن هذا المجتمع هو مجتمع في حالة قاتل متسلسل، إنه مجتمع مريض نفسيا، ينبغي التعامل معه مثلما نتعامل مع أفراد قتلة متسلسلين (المؤرخ الجديد البروفيسور بيني موريس، عام 2004).
يتوجب ضربهم بالصواريخ على كيف كيفك، ينبغي إبادتهم.. لا يوجد حيوان أسوأ من العرب، العرب هم حيوانات. (الزعيم الروحي لحزب شاس الديني الحاخام عوفاديا يوسف).
والعرب وفق الصورة النمطية التي ترسم بمنهجية في الذهنية اليهودية، لصوص، مخربون، متخلفون، ناكرو الجميل، جبناء، غدّارون، عنيفون، قدريون، منشقون، قبليون، فقراء، غير منتجين، مريضون، قذرون، متلونون، متقلبون، يتكاثرون بسرعة، يحرقون، يقتلون، يدمرون، عديمو الأخلاق، رعاع، متعطشون للدماء، عصابات قتلة، متسللون، وعدائيون.
وفي النهاية يشرح المؤلف كيف تفعل هذه المعتقدات النفسية الاجتماعية فعلها في تعبئة وإنتاج الشخص اليهودي من المهد إلى اللحد بشحنه بهذه المعتقدات منذ نعومة أظفاره وهو طفل في المنزل واستمرار تعبئته وشحنه في رياض الأطفال ومقاعد الدراسة الابتدائية والثانوية وأثناء خدمته الإلزامية في الجيش ثلاث سنوات.

كتاب: اليهود الحاليون لا علاقة لهم بـ بني اسرائيل..

كتاب: اليهود الحاليون لا علاقة لهم بـ  بني اسرائيل
صدر كتاب القبيلة الثالثة عشرة: إمبراطورية الخزر أول مرة في لندن عام 1976 ثم ترجم وأعيدت طباعته عدة مرات، وهو من تأليف الكاتب والمؤرخ اليهودي المجري ارثركوستلر الذي عمل مع الحركة الصهيونية في فلسطين المحتلة.. قبل أن يكتشف حقيقة هذه الحركة ومشروعها.
الغلاف
فهو ينقد مقولة أن اليهود الحاليين ساميون أو أنهم من نسل بني اسرائيل القدامى, ويثبت أنهم آريون عامة وقوقازيون من الخزر الأتراك, ازدهرت دولتهم في القرن السابع وتهودوا عندما وجدوا أنفسهم بين الامبراطورية الرومانية الشرقية في بيزنطه وبين الدولة الاسلامية, كما عزز خيار التهويد عندهم موقعهم التجاري وأعمالهم الربوية التي تنسجم مع الايديولوجيا اليهودية دون سواها.
كان الخزر - بحسب الكتاب - خاضعين لنفوذ امبراطورية الهون ثم خضعوا لنفوذ القبائل التركية القوية وكانت تجمعا كونفدراليا تحت قيادة حاكم واحد يدعى الكاجان.
ومع ضعف الدولة التركية - كما جاء بصحيفة العرب اليوم الأردنية - شغلت دولة الخزر الجديدة موقعا رئيسيا استراتيجيا على المعبر الحيوي بين البحر الاسود وبحز قزوين, وتحولت هذه الدولة إلى حارس يحمي بيزنطه من غارات الفايكنج الشرقيين الروس كما ساهمت في عرقلة التقدم الإسلامي نحو اوروبا الشرقية واتخذت من ايل عاصمة لها وتقع عند مصب نهر الفولغا.
ويرى الكتاب ان الخزر فقدوا امبراطوريتهم بعد أن هزمهم امراء كييف اللذين كانوا قد دخلوا المسيحية لتوهم وكان ذلك عام 965 لكن هذه الامبراطورية ظلت قائمة حتى منتصف القرن الثالث عشر عندما أجهز عليها جنكيز خان المغولي.
وقد برزت بعد ذلك اسئلة مهمة حول مصير الخزر المتهودين بعد انهيار دولتهم.. وقد تطرقت مصادر عديدة لحالات توطن واسعة لهم في القرم واوكرانيا والمجر وبولندا وليتوانيا ثم روسيا مما دعا مؤرخين كثيرين الى الاستنتاج بان غالبية من يعرفون باليهود الشرقيين بل ويهود العالم هم من الخزر, أي من أصل تركي لا من أصل سامي. ومما يعزز ذلك الملامح المشتركة للفولكلور والعادات والفنون التي تربط بين يهود اليوم والقبائل الخزريه التركية..
ويختم كوستلر, كتابه, بالتأكيد على أن نسبة غالبية يهود العالم الى الخزر الاتراك الذين تشتتوا بعد هزيمتهم في مختلف أنحاء اوروبا وبأن هؤلاء اليهود يفتقرون الى تراث حضاري خاص, اللهم الا عادات وانماط سلوكية لاحقة ورثوها من تجربة الجيتو ومنحوها وضعا قوميا زائفا لوطن زائف وارض موعودة زائفة حفظوها من الكتب اليهودية بعد تهودهم على ضفاف قزوين.