بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009-09-05

1/15 عرض كتـــاب زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة.

عرض كتـــاب/ زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة. -1-
إنها ملاحظات :
لعلنا نعيد النظر في دراسة التاريخ
هل هناك قانون يحكم التاريخ وفق معادلات رياضيّة شاملة ؟!

اعتذار

نضجت فكرة هذا البحث قُبيْل عملية الإبعاد، التي نفّذتها إسرائيل بتاريخ 18/12/1992م. إلا أنني تمكنت من تدوينها في أرض المنفى، بالقرب من قرية مرج الزهور في الجنوب اللبناني. لذا لم أتمكّن من تحقيق شكليات الرجوع إلى المصادر والمراجع، إلا ما تيسر لي في هذا المكان القفر. 
 بسم الله الرحمن الرحيم
" فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرا ً "
[الإسراء، الآية:7]  
مقدّمة الطبعة الثالثة
               كانت البداية في النصف الثاني من العام 1992م، وكانت الفكرة جديدة    وغريبة. ولا شك أنّه مسلك لم يُسلك من قبل،[1] ولا يقاس على غيره، ولا يقاس غيرهُ عليه. من هنا كان الأمر مفاجأة لكل من سمعه، بل كان مفاجأة لنا قبل غيرنا. وقبل نضوج البحث كان الإبعاد إلى مرج الزهور، في الجنوب اللبناني. وهناك كان القرار بتدوين البحث؛ فكان في البداية وُرَيقات لا تزيد عن عشرين صفحة، انتشرت بين الناس كالنار في الهشيم،[2] ولم يكن ذلك مستغربا؛ فمنهجيّة البحث لم تُعهد من قبل، والموضوع في الأصل مثير للاهتمام. ثمّ بدا لنا أن نُخرج البحثَ في كتاب، فكان تدوينه على عجل، قبل رجوعنا إلى الوطن، لذا لم يتيسّر لنا أن نشرف على الطباعة.
 أمّا الطبعة الثانية فكانت زيادات أُلحِقت من غير إعادةٍ كانت البداية في النصف الثاني من العام 1992م، وكانت الفكرة جديدة وغريبة. ولا شك أنّه مسلك لم يُسلك من قبل،[3]ولا يقاس على غيره، ولا يقاس غيرهُ عليه. من هنا كان الأمر مفاجأة لكل من سمعه، بل كان مفاجأة لنا قبل غيرنا. وقبل نضوج البحث كان الإبعاد إلى مرج الزهور، في الجنوب اللبناني. وهناك كان القرار بتدوين البحث؛ فكان في البداية وُرَيقات لا تزيد عن عشرين صفحة، انتشرت بين الناس كالنارفي الهشيم، [4]ولم يكن ذلك مستغربا؛ فمنهجيّة البحث لم تُعهد من قبل، والموضوع في الأصل مثير للاهتمام. ثمّ بدا لنا أن نُخرج البحثَ في كتاب، فكان تدوينه على عجل، قبل للصياغة.ويبقى القلمُ عاجزاً عن إيصال الفكرة؛ فقد لاحظنا تفاوتاً كبيراً في ردود فعل من يقرأ الكتاب، ومن يستمع إلى المحاضرة، لذا نجد أنّ أشدّ الناس تحمساً للفكرة هم أولئك الذين تيسّر لهم أن يستمعوا إلى شرحٍ للكتاب. من هنا جاءت فكرة إعادت صياغة الكتاب، في محاولة لتبسيطه، وتقريبه، وتبويبه؛ فكان الحذف والإضافة، والاعتناء بالشّكليّات. وإنّا لنرجو أن نكون قد نجحنا في ذلك، وإنْ كنا لنشعر بعدم الرضى عمّا يُقدّمه الكتاب في مقابل المحاضرة. ولكن ما عسانا أنْ نفعل ؟! لا أكتم القارئ الكريم أنّه وبعد تطوّر الدّراسات العدديّة لدينا، وبعد أن أخرجنا كتاب: ( ولتعلموا عدد السنين والحساب 309 ) وكذلك كتاب  ( الميزان 456 بحوث في العدد القرآني ) بدأنا نشعر أنّ هذا الكتاب لا يعطي الفكرة حقّها. ولعلّنا، إن شاء الله، نصدر الكتب الثلاثة في مجلدٍ واحد. وحتى ذلك الوقت يمكن للقارئ أن يطالع هذه الكتب في الصفحة الإلكترونيّة لمركز نون للدراسات القرآنيّة: www.noon-cqs.org
        نتيجة للخلط بين البحوث الجادّة في العدد القرآني، والبحوث المفتقرة إلى المنهجيّة السّليمة، بدأنا نلمس وجود بعض المعارضات لقضيّة الإعجاز العددي، وهذا أمرٌ متوقّع، لأنّ الأمر يتعلّق بالقرآن الكريم. ومن الطبيعي أن يأخذ الناس حِذرهم من كلّ جديد، حتى يطمئنوا إلى سلامة الموقف. ونرى أنّ ذلك من واجبنا، ولا نلوم الغير على مواقفهم، ولكن لنا أن نتمنّى على المخلصين منهم أن يدرسوا المسألة، حتى تكون مواقفهم قائمة على أسس سليمة ومنهجيّة. ولهم علينا أن نكون أوّل الراجعين إلى الحقّ بإذن الله تعالى. 
                سُئل عالم ذائعُ الصِّيت، ولديه منهجيّة سويّة في التفكير والبحث، وكتبه تملأ الأسواق، وننصح الناس باقتنائها، عن رأيه في مسألة الإعجاز العددي، وعلى وجه الخصوص قضيّة العدد 19. فسارع إلى رفض الفكرة، وقدّم دليلاً يؤيّد موقفه فقال: إنّهم يقولون إنّ "بسم الله الرحمن الرحيم" تسعة عشر حرفاً. وأضاف: وهذا غير صحيح. ثمّ بين موضع الخطأ في القول. فقلت في نفسي نعم، حتى يعلم الناس أن لاعصمة لبشر، بل إنّ عصمة الرسل كانت من أجل الرسالات.[5] وحدث أنْ كان لنا مشاركة في فضائيّة عربيّة، تناقش كتابنا هذا، وتصدّى لنا عالمان جليلان، ما لبثا أن لانا. ولاحظتُ أنّ الرفض لايقوم على دليل، فسألت المتشدد منهما: هل قرأتَ الكتاب ؟ فقال لا!! فشعرتُ بالحرج، لأنني أَحرجتُ أخاً يظهر عليه الصّدق، ولكنّه ضحيّة الملابسات. وإنّنا لعلى قناعة بأنّ أكثر الرافضين لمسألة الإعجاز العددي هم من المخلصين، المشفقين على الأمّة أن يغتالها الانحراف. وفي المقابل نحن على يقين بأنّ قضيّة الإعجاز العددي ستفرض نفسها على الجميع، لأنّنا نعرف ضخامة المعطيات، والقضيّة استقرائيّة، وننـزه القرآن الكريم أن يرد فيه شيء على وجه الصّدفة. أمّا القولُ بأنّ ما جِئنا به لم يقل به أحد من السّلف الصالح، فهو قول في رأينا صحيح، كيف لا، والقرآن الكريم أعظم وأجلّ من أن يحيط به علم سلف أو خلف ؟!
  اللهمّ إنّا نعوذ بكَ من أنْ نشرك بك شيئاً.

[1]   هذا طبعاً في حدود علمنا، أمّا الملاحظات العدديّة البسيطة، فورد فيها عن السلف الشىء القليل.
[2]   لا تقوم الحجّة بالكثرة على صدق الفكرة.
[3]   هذا طبعاً في حدود علمنا، أمّا الملاحظات العدديّة البسيطة، فورد فيها عن السلف الشىء القليل.
[4]   لا تقوم الحجّة بالكثرة على صدق الفكرة.
[5]   لم نذكر اسم هذا العالم الجليل لأنّ قصدنا هنا إبلاغ الفكرة. والعجيب أنّ هناك أكثر من كاتب مرموق تبنّى هذا الدليل.

:: مدخل ::[1]

يطمح البشر بقوة إلى معرفة المستقبل وكشف أستار الغيب، وشاء اللهُ تعالى أن يُطلع عباده على بعض الغيب لحكمة يريدها، فكانت النبوءات يأتي بها الأنبياء والرسل، فتكون دليلاً على صدق النبوة والرسالة، وتكون دليلاً على أنّ علم الله تعالى كامل، فيدرك الناسُ بعض أسرار القدر. ولما شاء الله أن تختم الرسالات، وشاء أن يرفع صفات النبوة، أبقى الرؤيا  الصادقة، والتي هي اطلاعٌ على الغيب قبل وقوعه، ليدرك الناس ما قد عجزوا عن تصوره من قضاء الله، وعلمه بالأشياء قبل وجودها، ويعلموا أنّ عجز الإنسان عن تصوّر الأشياء لا ينفي وجودها.
        الأمثلة في القرآن والسنة كثيرة. يقول سبحانه وتعالى في سورة الروم: (غُلبت الرومُ في أدنى الأَرضِ وَهُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ. فِي بِضعِ سِنِينَ لِلَهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيومئذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللَهِ..)[2]ويقول سبحانه وتعالى: (لَقَد صَدَقَ اللهُ رَسولَهُ الرؤيا بالحقِّ لتدخلُنَّ المسجدَ الحرامَ إن شاءَ اللهُ ءامنينَ محلِّقين رُءَوسكم ومُقصِّرينَ لا تخافون فعلمَ ما لم تعلموا فجعل من دونِ ذلك فتحًا قريباً) [3]ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا تقومُ السّاعةُ حتى  يقاتلَ المسلمونَ اليهود...) والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
         ليس هذا مقام بسط الحديث في حكمة الإخبار بالغيب، ودور ذلك في حياة الناس. إلا أنّ البعض يرى أن النبوءات تُورثُ التواكل والتقاعس!! وهذا الرأيُ قد يجدُ صِدقِيّة علي الصّعيد النظري، أو بعبارة أخرى على صعيد الجدل العقلي البعيد عن محاكمة الواقع. أما على الصعيد العملي والواقعي، فان للنبوءات الأثر البالغ في رفع الِهمم، واجتثاث اليأس من القلوب، ودفع الناس للعمل. وتاريخ الصحابة أصدق شاهد على ذلك.
         هل جلس سرا قةُ في بيته حتى يأتيه سوارَا كسرى؟ وهل تقاعس الصحابة عن فتح بلاد فارس، وقد أخبرهم الرسول بحصول ذلك ؟ وهل... ؟ ليس بإمكان المسلم أن يترك واجباً، والمسلم يطلب رضى الله بالدرجة الأولى، أما النتائج فيرجوها، ولا يجعلها غاية في سعيه. هب أننا تقاعسنا لعلمنا بحصول النتيجة، فما الذي يمكن أنْ نجنيه وقد خسرنا أنفسنا؟! والدنيا دار ابتلاء وامتحان، وليست بدار مثوبة: (وألّو استقاموا على الطّريقةِ لأسقيناهم ماءً غدقاً، لنفتنهم فيه.... )[4]
         عشرةُ آلافٍ من المشركين يُحاصرون المدينة المنورة،حتى بلغت القلوب الحناجر، وظنّ الصّحابةُ بالله الظنون. في مثل هذه الأجواء جاءت البشرى: (... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتح كسرى... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتح قيصر..). نعم فلا يصحّ أنْ نترك الناس يصلون مرحلة اليأس المطبق: ( إنهُ لا ييئسُ من رَوحِ الله إلا القومُ الكافرون)[5] يجب أنْ يتحرك الإنسان بين قطبي الخوف والرجاء، فلا هو باليائس، ولا هو بالآمن: (فلا يأمنُ مكرَ اللهِ إلا القومُ الخاسرونَ)[6]. واليوم وقد أحاط اليأس بالناس حتى رفعوا شعاراً يقولون: ما البديل ؟‍‍‍ في مثل هذا الواقع قد يجدر بنا أن نفتح للناس أبواب الأمل، مع التنبه التام، حتى لا ننزلق فنصبح من أهل الشعوذة والكهانة؛ فالإسلام حربٌ على كلِ ضروب العرافة والكهانة والشعوذة.
         في هذا الكتاب نحاول أن نُفسِّر النبوءة القرآنية الواردة في سورة الإسراء تفسيراً ينسجم مع ظاهر النص القرآني، ويتوافق مع الواقع التاريخي. ثم نُشفِعذلك بمسلكٍ جديد يقوم على أساسٍ من عالم الأعداد يصح أن نُسمِّيه التأويل الرّيا ضيّ، أو التأويل العددي. ويغلب على ظننا أنّ الأعداد ستُدهشُ القارئ كما سبق وأدهشتنا ودفعتنا في طريق لم نكن نتوقّعه.  وسيجد القارِئ أنّ حساب الجُمَّل، والعدد 19، هما الأساس في هذا التأويل. أمّا الجُمَّل فسنفرد له باباً خاصّاً، وأمّا العدد 19 فنقول:
         القصّة طويلة، والحديث في مسألة العدد 19 وما ثار حوله من جدل وشبهاتٍ يحتاج إلى تفصيل وإسهاب، وهذا ما فعلناه في كتاب: (عجيبة تسعة عشر بين تخلّف المسلمين وضلالات المدعين)،[7] ثم وفقنا الله تعالى، ونحن في مرج الزهور، إلى إخراجه في طبعة مزيدة ومنقّحة، بعنوان: (إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم، مقدمات تنتظر النتائج).[8] بعد الحديث عن حقيقة مدّعي النبوّة، المسمّى رشاد خليفة، وبعد وضع اليد على تزويره وتلفيقاته، نقوم بتعريف القارئ بمسألة العدد 19 في القرآن الكريم، ودلالاته الإعجازيّة، ونحرره مما علق به من شبهات.
         بناء رياضيّ مذهل، وإعجازٌ سيكون له ما بعدهُ، ولن يستطيع أحد أن يَحُول بيننا وبين ما يريدُ الله أن يجلّيه من أسرار كتابه العزيز: (كتبَ اللهُ لأغلبنَّ أنا ورسلي). لقد بذلنا ما في وسعنا لنضعَ هذه الأمانة في أعناق علماء الأمة، لعلمنا أنّ هذا الأمر لا يطيقهُ فردٌ، ولا حتى جماعة. وأملنا كبير أن ينهض أهل العزم بهذه المسؤولية، لتتم النعمة على المسلمين، وعلى الناس أجمعين.
         من يقرأ الكتب الخاصة بالعدد 19، والصادرة عن مركز نون للدراسات القرآنيّة،[9]يدرك بشكل جلي معنى أن تقوم المعادلة التاريخية في هذا الكتاب على العدد 19. ونقول للذي لم يقرأ الكتاب: إن هناك بناءً رياضياً مدهشاً يتعلق بالكلمات والأحرف القرآنية، ويقوم على أساسٍ من العدد 19. وتشير الأبحاث إلى علاقة هذا العدد بعالم الفلك، ويدهشك أن تكتشف أنّ له أيضاً علاقة بالتاريخ، وعلى وجه الخصوص تاريخ الأرض المقدّسة.
         يتألف هذا الكتاب من فصلين: الفصل الأول هو تفسير للنبوءة القرآنية الواردة في سورة الإسراء، والمتعلقة بزوال دولة إسرائيل من الأرض المقدّسة. والفصل الثاني هو تأويلٌ رياضيٌّ لهذه النبوءة يأتي مُصدّقاً للتفسير الوارد في الفصل الأول، ويضفي عليه صِدقيَّة رياضيّة. وهو مسلكٌ جديد نأمل أن يكون مفتاحاً لكثيرٍ من أبواب الخير.
ربِّ اغفر  لي، ولوالديَّ، ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً.


والله الموفّق
 بسّام جَرّار
5/ 8 / 1993م
مرج الزهور - الجنوب اللبناني


[1]   كان هذا مدخلاً للطبعة الأولى، فأضفنا إليه في هذه الطبعة الشيء القليل، مع بعض التعديل.
[2] سورة الروم، الآيات: 2- 5
[3] سورة الفتح، الآية : 27
[4]سورة الجن، الآيتان: 16-  17
[5]سورة يوسف، الآية 87
[6]سورة الأعراف، الآية 99
[7]ط1، 1991م، مؤسسة الاعتصام، الخليل.
[8]ط2،1994م، المؤسسة الإسلامية، بيروت.
[9]للمؤلف:( إعجاز العدد 19 في القرآن الكريم مقدّمات تنتظر النتائج)، ( إرهاصات الإعجاز العددي في القرآن الكريم )، (ولتعلموا عدد السنين والحساب)،  ( الميزان 456 بحوث في العدد القرآني)، ( الكهف وصخرة بيت المقدس) – مركز نون للدراسات القرآنيّة – البيرة – رام الله – فلسطين.

ليست هناك تعليقات: