بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين،. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين،. إظهار كافة الرسائل

2014-04-09

الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، عشيرة "الرّوم" أو الغجر


نتابع: الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، عشيرة "الرّوم" أو الغجر

- أصل الرّوم
- الغجر في فلسطين
- علم الرّوم
- العادات والتقاليد
- حياة الغجر في فلسطين

أصل الغجر "الرّوم"


تعود أصول الغجر أو (الرّوم) المنتشرين اليوم في معظم انحاء اوروبا والشرق الأوسط وشمال افريقية، إلى منطقة تقع شمال غرب الهند، حيث رحلوا من هناك، لأسباب غير معروفة تماما قبل ثلاثة آلاف سنة في مسارين، إذ هاجر بعضهم إلى منطقة الشرق الأوسط واعتنق الديانة الإسلامية، فيما توجه البعض الآخر نحو المناطق الشرقية من أوروبا واعتنقوا الديانة المسيحية. ومع أن الأسباب الفعلية لهجرة الروم من الهند ليست واضحة تماما وذلك بسبب غياب التوثيق المتصل بتاريخ الغجر عموما، إلا أن ثمة تفسيرات عديدة لهذا الترحال. فالبعض يرجح أن يكون بسبب التعصب الديني إبان تلك الفترة في الهند، الأمر الذي دفع الرّوم نحو الهجرة، والبعض الآخر يعتقد أنهم ملّوا الحياة في موطنهم الأصلي فقرروا البحث عن أماكن أكثر جاذبية للحياة.

سبب التسمية:

"الرّوم" كلمة غجرية تعني "رجل". فالرجل في تقاليد عشائر الرّوم هو القائد والمسيطر والمقرر.

الغجر، أو "الرّوم" في فلسطين

دخل الغجر، او عشائر الرّوم، فلسطين خلال القرن الخامس عشر، وتمركزوا في مناطق القدس، ورام الله، ونابلس، وغزة. ولا توجد إحصائيات حول أعداد الرّوم في فلسطين، ولكن التقديرات ترجّح أن عددهم يقارب 1200 شخصا في منطقة القدس، و حوالي 5000 شخصا في قطاع غزة.

إثر نكبة عام 1948 تهجر الرّوم كباقي أبناء الشعب الفلسطيني، واستقر معظمهم في الأردن، وتحديدا في ضواحي عمان، ويقدر عددهم هناك من 4000 إلى 5000 شخصا، ويطلق عليهم اسم "غجر فلسطين"، وهم، كغيرهم من اللاجئين الفلسطينيين في الشتات يتمسكون بحق العودة.

ويشار الى أن الغجر في فلسطين ينتمون إلى 20 عشيرة مختلفة، لكل منها عادات وتقاليد مختلفة تختص بها، ولكل عشيرة قائد أو رئيس للعشيرة يتم اختياره من بين أفراد الحمولة، أو العشيرة الأكبر بناءً على حكمته واتساع نفوذه.

علم الغجر

للغجر المنتشرين في نواحي العالم المختلفة علم خاص بهم، وهو يتكون من مستطيلين احدهما أزرق والآخر أخضر تتوسطهما عجلة دراجة باللون الأحمر وهي ترمز للترحال، كما أن اللونين الأزرق والأخضر يرمزان لمكونات الطبيعة "السماء والنبات" التي يتوق إليها الرّوم.

عَلَم الغجر
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عادات وتقاليد الغجر في فلسطين

الزواج:

يمتاز الزواج بين غجر فلسطين بكونه زواجاً مدبراً أي أن اختيار الوالدين لشريك أو شريكة الحياة هو أساس الزواج، وغالباً ما يتم تزويج الشبان في سن مبكرة (17 عاماً)، وتزويج الفتيات في سن أقل من ذلك.
قديماً كانت والدة العريس تقود احتفالات الزواج خلال سبعة أيام يطاق عليها اصطلاحا "أسبوع الفرح"، وكانت تقدم خلالها الحلويات والمشروبات بالإضافة إلى طبخ اللحم واللبن والأرز، أما حديثاً فلم تعد طقوس الزواج تدوم لأكثر من يومين؛ ليلة الحناء، وليلة العرس.
وعلى الرغم من طابع الابتهاج والصخب الذي يسم أعراس الدوم إلا أن الكثير من الأغاني الخاصة بأعراس الروم حزينة، وتعبر عن الحالة النفسية للعروس التي لا تتوقف عن البكاء في معظم أيام الاحتفال بزفافها لأنها سوف تنتقل من نمط حياة إلى نمط حياة أخر.

الزّي الغجري التقليدي:

يعرف "الرّوم" بحبهم للألوان الصاخبة كالأحمر والأصفر والأخضر، والذهبي بصورة خاصة. ولذلك، فإن لباسهم التقليدي يتكون من هذه الألوان أو من بعضها. ولباس النساء الغجريات محتشم بصورة عامة، ويتكون عادة من تنانير فضفاضة، أو فساتين طويلة غالباً ما تكون مزركشة بالتطريز الغجري الخاص ذي الألوان المتعددة.
وعندما دخل الغجر فلسطين، وامتزجوا مع الاثيات والأعراق الأخرى في البلاد أصبح طراز ملابسهم خليطا بين الزي الغجري التقليدي واللباس التراثي الفلسطيني، إذ انتقوا الأثواب الفلسطينية التقليدية ذات الألوان الصاخبة كالبرتقالي والأصفر والأحمر.

المأكولات الغجرية:

يعتمد الأكل الغجري على اللحوم بصورة أساسية، كما ويشكل "المفتول" (وهو عبارة عن كريات دقيقة مكونة من الطحين المعجون بالماء) عنصر مهم في طعامهم، ويمتازون بأصناف معينة من الحلويات "كالزلابية"(عبارة عن عجين رقيق يقلى ويضاف إليه السكر)، و"المطبق" (وهو عبارة عن عجينة تعجن بزيت الزيتون والسكر) وتحشى بالجوز والسكر.

المواسم الخاصة:

ويوجد للرّوم مواسم خاصة للاحتفال، لعل أهمها "موسم الأموات" أو "موسم الربيع" والذي يحتفلون به في الجمعة الثانية من شهر نيسان/ابريل، ويسمى أيضا "خميس الأموات"، حيث يتم خلال هذا اليوم توزيع البيض الملون والزلابية على الأقارب والجيران، احتفالا بحياة جديدة من خلال تكريم الأموات.

نظرة الرّوم للنساء:

تقوم سيدة مجتمع الرّوم بأعمال ومهمات عديدة تلقى على كاهلها، فهي تقوم بالتدبير المنزلي، ورعاية الأولاد بالإضافة إلى أعمال أخرى كالخياطة والتطريز، إلا أنها، عموما تعد مظلومة في مجتمعها لأن أهميتها تنبع من واجبها في الإنجاب وخدمة الرجل.
ينزع مجتمع "الروم" عموما نحو كثرة الإنجاب، وذلك باعتبارهم أقلية تسعى إلى تكثير عدد أفرادها من خلال تحفيز النسل.

موقف الروّم من التعليم:

كان للرّوم، قديما،ً موقفا سلبيا من التعليم، إذ كانوا يعتبرون التعليم سبباً في الخروج عن العادات والتقاليد. ولكن عشائر الروم الفلسطينية، في الوقت الحاضر، تعتقد بأهمية التعليم وتحض أبناءها على الالتزام به باعتباره أحد عوامل الرفعة والرقي لجماعات الرّوم.

الغجر، أو "الرّوم" في فلسطين

الحياة الاقتصادية:

اشتهر الغجرفي فلسطين، وفي تسمية أخرى "الرّوم"، بحرفة الحدادة وصناعة الأدوات المعدنية كحدوات الخيول، والحلي الفضية، كما امتازوا بترويض الحيوانات، وتقديم عروض السيرك، وإحياء الحفلات بالغناء والرقص، واعتمدوا على أسلوب المقايضة بدل البيع في معاملاتهم التجارية.
أما اليوم فان الغجر "الرّوم" قد انخرطوا في مختلف المهن الأخرى، فمنهم الموظف والتاجر والحرفي، شأنهم في ذلك شأن إخوانهم من أبناء الشعب الفلسطيني.

الحياة السياسية:

لطالما اعتبر "الرّوم" أنفسهم جزءا لا يتجزأ من النسيج الفلسطيني، فكثير من أبناء أبنائهم في فلسطين تعرض للاعتقال، أو أصيب في إحدى المواجهات مع قوات الاحتلال، ومواقفهم السياسية هي مواقف وطنية على الأغلب، ولا تختلف عن المواقف السياسية لأبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام.

الحياة الثقافية:

يمتاز غجر فلسطين، كغيرهم من غجر العالم، بحبهم للموسيقى والعزف منذ القدم، وقد ظهرت في صفوفهم فرق موسيقية تتكون من عائلات كاملة اشترك فيها كل من الأب والأم والأبناء. وأغلب أبناء الرّوم المتواجدين في قطاع غزة يمتهنون العزف والرقص والغناء، كما ظهر فنانون امتازوا بأداء الأغاني ذات الطابع الغجري مثل عبدو موسى.

وتجيد الغجريات الفلسطينيات استخدام الوشم باعتباره رمزاً جمالياً، بالإضافة إلى اعتقادهم بأن له فوائد طبية ملموسة، ويعتبر نوعاً من العلاج.
مَثّل الحصان رفيقاً دائماً للغجر قديماً وحديثاً، ومن الحيوانات الأخرى ذات المكانة الخاصة عند "الرّوم"، الكلب فهو يرمز للأمن والوفاء.

يتبع

الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، طائفة الموحدون، الدروز


نتابع: الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، طائفة الموحدون، الدروز

- تاريخ الدروز
- الطائفة الدرزية في فلسطين
- الراية والشعار
- القرى والبلدات الدرزية
- المقامات الدرزية
- أعياد وفرائض وعادات

تاريخ الدروز


بدأ المذهب الدرزي يتمايز في إطار الديانة الإسلامية منذ بدايات القرن الحادي عشر، واستمر أتباعه بنشر تعاليم هذه العقيدة ما بين الأعوام 1017-1047 في عهد الخلفية الفاطمي السادس المنصور الملقب بالحاكم بأمر الله (996-1021).
وبدأت - برعاية الحاكم بأمر الله - التحضيرات لتأسيس الدعوة لديانة الموحِّدين (الدروز)، وعيّن الحاكم بأمر الله رُسلا لنشر تعاليمها، أبرزهم حمزة بن علي، الذي يعتبر الأب الروحي للديانة الدرزية، حيث وضع عدداً من المؤلفات لهذه الديانة الجديدة، كما عمل على نشرها. هناك رسول آخر يدعى نشتكين الدرزي، والذي سمي الدروز على اسمه إلى يومنا هذا، وقد لبى دعوته الكثيرون واتبعوا هذه الديانة الجديدة، وخاصة في الشرق الأوسط.
عام 1021 اختفى الخليفة الحاكم بأمر الله ولا يزال اختفاؤه يعتبر لغزاً غامضاً، ويؤمن الدروز بأنه سيظهر فيما بعد عند قيام الساعة.
في بدايات الدعوة للديانة الدرزية عانى الدروز من الاضطهاد، الأمر الذي دفعهم إلى الهجرة إلى مناطق مختلفة، وقد ساهم هذا الاضطهاد في تحويل الديانة الدرزية إلى ديانة سرية، كما تبنى الدروز مبدأ "التقية" الذي يتيح لهم التكيف مع محيطهم ليتمكنوا من البقاء.
في عهد الإمبراطورية العثمانية تولى أمراء الدروز الحكم في جبل لبنان، وأبرزهم الأمير فخر الدين المعني الثاني (1635-1572)، لكن هذا الحكم المستقل سرعان ما خبا عام 1840م بفعل النزاعات الطائفية التي نشبت في المنطقة.
مع مرور الوقت تحوّل مركز الثقل السياسي للدروز إلى جبل الدروز (جبل العرب) في سوريا، وبرز الدروز بوجه خاص في القرن العشرين إبان الانتداب الفرنسي على سوريا، بعد اندلاع الثورة ضد الفرنسيين، والتي قادها سلطان باشا الأطرش، الذي تولى قيادة الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين.
كما برزت في لبنان شخصية كمال جنبلاط (1917- 1977) والذي كان زعيماً وأديباً وشاعراً ومفكراً واشتراكياً على نطاق عالمي، وبرز في فلسطين الشيخ أمين طريف الذي انتُدب زعيماً روحياً للطائفة الدرزية وترأس المحاكم الدرزية حتى وفاته عام 1993م.
في الوقت الحاضر يتواجد الدروز في أربعة مناطق رئيسية: سوريا ولبنان وفلسطين بالإضافة إلى الأردن، ويتزعمهم في فلسطين الشيخ موفق طريف.

الطائفة الدرزية في فلسطين

معظم المصادر والروايات وكبار المؤرخين العرب يؤكدون على أن الموحدين "الدروز" هم في أصولهم قبائل عربية تنوخية، جاءت من اليمن على أثر تصدع سد مأرب قبيل الإسلام وسكنت سهول الحجاز والإحساء، ثم انتقلوا إلى الحيرة في العراق، ومنهم ملوك المناذرة أصحاب الحيرة. ثم انتقلوا إلى شمال العراق ومنها إلى حاضر حلب وقنسرين والمعرة وجبل السماق وصولاً إلى أنطاكية ثم إلى كسروان في جبل لبنان ومن هناك وصل عدد منهم إلى فلسطين.
يتركز وجود أبناء الطائفة الدرزية في مناطق شمال فلسطين التاريخية موزعين على ما يقارب 18 بلدة وقرية جبلية.
عاش الدروز في فلسطين كجزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني حتى عام 1948م عندما نشأت دولة إسرائيل حيث سعت حكومتها إلى عزل أبناء الطائفة الدرزية عن إطارهم العربي، وذلك بالضرب على وتر أن الدرزية هي قومية بحد ذاتها، ولتقريبهم منها اكثر استغلت إسرائيل رواية تزويج النبي شعيب ابنته لسيدنا موسى، لتدلل للدروز على أن ثمة علاقة مصاهرة تاريخية تربطهم باليهود تضاهي علاقتهم بالعرب.
في العام 1956م أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دافيد بن غوريون قراراً يلزم بموجبه أبناء الطائفة الدرزية بالخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، وواجه قرار التجنيد الإجباري في حينه مقاومة شديدة من قبل أبناء الطائفة الدرزية. وعلى الرغم من تحقيق إسرائيل نجاحاً في فرض التجنيد على أبناء الطائفة الدرزية، وخاصة مع بداية الستينيات، إلا أنها ما زالت حتى الآن تواجه مطالبة دائمة من قبل عدة مؤسسات تمثل أبناء الطائفة الدرزية بإلغاء قانون التجنيد الإجباري، ومن هذه المؤسسات لجنة المبادرة العربية الدرزية، ولجنة المعروفيون الأحرار.
في عام 1959 فصلت السلطات الإسرائيلية المحاكم الدرزية عن المحاكم الشرعية الإسلامية، وذلك بغرض تعزيز عملية فصل الدروز عن وسطهم العربي الطبيعي. وإمعانا في تكريس الفصل خصصت الدولة لدروز فلسطين سلطات محلية خاصة ومدارس ومناهج خاصة ترمي إلى خلق شعور لدى الطالب الدرزي يقضي بأنه ينتمي إلى طائفة مستقلة ولا يربطها بالعرب والفلسطينيين أي رابط.
وبالرغم من انخراط الدروز في صفوف الجيش الإسرائيلي، إلا أن هذا الأمر لم يحميهم من سياسة التمييز العنصري التي تمارسها إسرائيل ضد بقية الفلسطينيين داخل حدود 1948، ولم ترحم أراضيهم من المصادرة لإقامة التجمعات الاستيطانية اليهودية، وهذا ما تؤكده قيادة الطائفة الدرزية الروحية والسياسية والاجتماعية والثقافية.

التطور السكاني:

في دراسة للباحث الأوروبي شوماخر أجراها عام 1886م عن واقع الدروز ذكر أن عدد أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين آنذاك كان قد بلغ7360 نسمة، وفي إحصاء آخر أجراه الرحالة فيتال كونت سنة 1896 م ارتفع عدد الدروز في فلسطين ليصل 1075 نسمة، وفي سنة 1922 بلغ عددهم 6928 نسمة، أو 7028 حسب مصدرين مختلفين وذلك من أصل 757182 نسمة، هو مجموع سكان فلسطين في ذلك الوقت أي ما نسبته 0.92% . من سكان البلاد.
وفي سنة 1931 وصل عددهم 9148 نسمة من أصل 1،033،314 نسمة، هم عامة سكان فلسطين في ذلك الوقت، أي 0.88 %.من مجمل عدد السكان البلاد.
وفي سنة 1945 ارتفع عددهم، وفق إحصاء سلطات الانتداب إلى 14858 نسمة من أصل 1،810،037 مجمل عدد سكان فلسطين، أي 0.82%. من مجمل عدد السكان.
وفي سنة 1949 بلغ عدد أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين 13250 نسمة كانوا موزعين على القرى التالية:
يركا 1731 نسمة، بيت جن 1534 نسمة، دالية الكرمل 1461نسمة، عسفيا 1311 نسمة، المغار 1273 نسمة، جولس 875 نسمة، شفا عمرو 745 نسمة، حرفيش 701 نسمة، البقيعة 664 نسمة، الرامة 508 نسمة، أبو سنان497 نسمة، كسرى 446 نسمة، يانوح 444 نسمة، ساجور 384، كفر سميع 286 نسمة، جت 213 نسمة، عين الأسد 118 نسمة، كفر ياسيف 59 نسمة.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين مع نهاية العام 2008 وبداية العام 2009 بلغ 120 ألف نسمة تقريبا، موزعين على مختلف البلدات والقرى الدرزية سالفة الذكر.

الراية والشعار

العلم الدرزي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في عهد سلطان باشا الأطرش، المجاهد العربي السوري وأحد شيوخ الطائفة الدرزية، الذي قاد الثورة في جبل العرب جنوبي سورية ضد قوات الانتداب الفرنسي على سورية خلال أربعينيات القرن الماضي، صمم الدروز علماً خاصا بالطائفة يتألف من خمسة ألوان:
أولا: الأخضر، ويرمز إلى الطبيعة والأرض.
ثانياً: الأحمر، ويرمز إلى الشجاعة والبطولة.
ثالثاً: الأصفر، ويرمز إلى النور والثقافة.
رابعاً: الأزرق، ويرمز إلى الطهارة والحشمة.
خامساً: الأبيض، ويرمز إلى الأخوة والسلام.

شعار الدروز
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شعار الدروز عبارة عن نجمة خماسية ملونة ترمز ألوانها إلى المبادئ الكونية الخمسة بالنسبة للطائفة الدرزية وهي:
أولا: العقل ويرمز له باللون الأخضر.
ثانياً: الروح ويرمز لها باللون الأحمر.
ثالثاً: الكلمة ويرمز لها باللون الأصفر.
رابعاً: القديم ويرمز له باللون الأزرق.
خامساً: الحلول أو التقمص ويرمز له باللون الأبيض.
هذه المثل تمثل الأرواح الخمسة التي تتقمص بشكل مستمر في الكون في أشخاص الأنبياء و الرسل والفلاسفة بما فيهم آدم وحواء، فيثاغورس، أخناتون وغيرهم.

القرى والبلدات الدرزية في فلسطين

يسكن أبناء الطائفة الدرزية في "18" بلدة وقرية تقع جميعها على رؤوس الجبال في شمال فلسطين التاريخية، وهذه القرى والبلدات هي:

دالية الكرمل:
تعتبر بلدة دالية الكرمل أكبر البلدات الدرزية في فلسطين. تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا، وتبعد عنها 31 كم، وترتفع 420 م عن سطح البحر. وكلمة "دالية" تعني شجرة الكرم وجمعها دوالي.
تبلغ مساحة أراضي دالية الكرمل 31730 دونما، ويعود تاريخ تأسيسها إلى 400 سنة خلت، وتحيط بها أرضي قرى عسفيا، عين حوض، إجزم وأم الزينات. قدر عدد سكانها عام 1922 بحوالي 993 نسمة، وفي عام 1945 بحوالي 2060 نسمة. وفي عام 1948 بلغ عدد سكانها 2593 نسمة، وفي عام 2003 حوالي 13500 نسمة. تعود جذور سكانها التاريخية إلى المنطقة الجبلية المجاورة لمدينة حلب السورية، وأكبر عائلة في البلدة هي عائلة حلبي.
تضم دالية الكرمل موقعا أثريا يحتوي على أسس وصهاريج ومدافن وصخور ومعاصر منحوتة في الصخور.


مشهد عام لمركز دالية الكرمل
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عسفيا:
تقع بلدة عسفيا جنوب شرق مدينة حيفا، وتبعد عنها 14 كم، وترتفع 518 متراً عن سطح البحر.
تم إنشاؤها على أنقاض مستعمرة بيزنطية.
بلغ عدد سكان عسفيا عام 1922م 733 نسمة، وفي عام 1931م وصل إلى 1105 نسمات، وفي عام 1945م ارتفع العدد إلى 1790 نسمة، منهم 1310 من الدروز و180 من المسلمين و300 من المسيحيين. أما في سنة 1961 فبلغ عدد سكانها 2930 نسمة. أما الآن فيبلغ عدد سكان عسفيا نحو 9000 نسمة 70% منهم من الدروز والباقي من المسلمين والمسيحيين.
تحتوي بلدة عسفيا على عدة مواقع أثرية قديمة، مثل معصرة الزيتون الذي تشتهر البلدة بزراعته، ومدافن منقورة في الصخر، ويوجد بداخل القرية مقام أبو عبدا لله.


مشهد من محيط بلدة عسفيا
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شفا عمرو:
تقع مدينة شفا عمرو شمال شرق مدينة حيفا، وعلى بعد 20كم عنها، وترتفع عن سطح البحر 100م. تقوم مدينة شفا عمرو على بقعة أثرية كنعانية.
في عام 1881 بلغ عدد سكان شفا عمرو 2500 نسمة، إلا أن هذا العدد انخفض إلى 2288 نسمة عام 1922م وذلك بسبب تداعيات الحرب العالمية الأولى. في عام 1931 ارتفع عدد سكان المدينة إلى 2824 نسمة، وفي عام 1945 بلغ عدد سكانها 3640 نسمة، ثم انخفض هذا العدد إلى 3412 نسمة عام 1948 بسبب احتلال إسرائيل للمدينة وهجرة عدد من سكانها.
في عام 1973 أصبح عدد سكان شفا عمرو 12500 نسمة، فيما ارتفع العدد إلى 35300 نسمة حسب إحصاء جرى عام 2009م.
تعتبر مدينة شفا عمرو مدينة مختلطة حيث يعيش فيها المسلمون (57.9%) والمسيحيون (27.5%) والدروز (14.6%).
من الآثار القديمة والأماكن المقدسة عند الدروز في شفاعمر القبة والخلوة وقبر الشيخ أبو عربية وقبر الشيخ محمد العنزي.

أحد أحياء شفا عمرو
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المغار:
تقع بلدة المغار على السفوح الجنوبية لجبل حزور الذي يرتفع بمقدار 584 متراً فوق سطح البحر في منطقة شديدة الانحدار. والمغار بلدة مختلطة يعيش فيها الدروز والمسلمون والمسيحيون.
يقدر عدد سكان المغار بحوالي 19000 نسمة بحسب إحصائيات جرت في شهر كانون الأول عام 2006م نسبة الدروز بينهم 58%.

بلدة المغار، منظر عام
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كسرا:
تقع قرية كسرا على بعد 25 كم عن الحدود اللبنانية، وترتفع 750 متراً عن سطح البحر، وتبعد عن مدينة عكا 30 كم، وهي قرية قديمة عثر فيها على مغارات ومقابر محفورة في الصخر، كذلك وجد فيها العديد من معاصر العنب وأثار قلعة قديمة.
يبلغ عدد سكان قرية كسرا حوالي 3500 نسمة جميعهم من الدروز، وفيها خلوة تحتوي على قبة الست سارة وخروبة مقدسة وقبر الشيخ أبو صالح سلمان.

الرامة:
أسم الرامة مشتق من كلمة "رام" الكنعانية بمعنى العالي. تقع الرامة على السفوح الجنوبية لجبل حيدر، وإلى الشرق من مدينة عكا، وتبعد عنها 29 كم، وترتفع 600 متر عن سطح البحر. تحيط بالرامة قرى بيت جن وسجور ونحف وسخنين والمغار وكفر عان. قدر عدد سكانها عام 1922م بـ748 نسمة، وفي عام 1945م 1960 نسمة، وفي عام 1948 بلغ عدد سكان الرامة 2307 نسمة، وفي عام 1949م "2329" نسمة، أما عدد سكان البلدة اليوم فيناهز 7000 نسمة من جميع الطوائف؛ 55 % مسيحيون، 30% دروز و15% مسلمون.
تحتوي القرية على بقايا معاصر ومدافن وفخار وأعمدة.

بلدة الرامة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ساجور:
تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا وتبعد عنها 29 كم وترتفع 375 عن سطح البحر، وتقوم في مكان قرية "شزور" في العهد الروماني، تبلغ مساحة أراضيها "8236" دونماً وتحيط بها قرى البقعية والرامة ونحف، قدر عدد سكانها عام 1922م "196" نسمة، وفي عام 1945م "350" نسمة ، وفي عام 1949م (423) نسمة، وفي عام 1961م (600) نسمة، ويبلغ عدد سكانها اليوم حوالي 9000 نسمة.
تعد القرية من المواقع الأثري، حيث تحتوي على بقايا حجارة وصهاريج قديمة.

يركا:
تقع بلدة يركا شمال شرق مدينة عكا، وترتفع 325 متراً عن سطح البحر، وهي من البلدات القديمة، وقد شهدت ظهور حركة الدعوة الموحدة في القرن الحادي عشر، وكانت مركزاً للدعوة في المنطقة. ولا يزال قبر الشيخ أبي سرايا غنايم، أحد نشيطي الدعوة قائماً فيها حتى اليوم، وفيها أيضا ضريح يوسف الصديق والخلوة وسط القرية وخلوات الرغب على بعد 2كم منها. يبلغ عدد سكانها اليوم حوالي15000 نسمة، 98.5% منهم من الدروز.

مشهد عام لقرية يركا
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دير الأسد:
سميت بلدة دير الأسد بهذا الاسم نسبة إلى شيخ دمشقي كان يلقب بالأسد هو " محمد عبد القادر الجيلاني" الذي ارتحل إليها في عهد السلطان سليمان القانوني أواسط القرن السادس عشر الميلادي.
تقع القرية إلى الشمال الشرقي من قرية مجد الكروم في الجليل، وتقوم في المكان الذي كانت تقوم عليه قرية "بيت عناة" الكنعانية. تبلغ مساحة أراضيها "8373" دونماً، وتحيط بها أراضي قرى البعنة وكسرا ونحف ويركا ومجد الكروم. قدر عدد سكانها عام 1922م بـ749 نسمة، وفي عام 1945م بلغ عدد سكانها1100 نسمة، وفي عام 1948م 1168 نسمة، وفي عام 1949م ارتفع العدد إلى 1255 نسمة، وفي عام 1996م إلى 8000" نسمة، ليصل في عام 2009م إلى حوالي 10000 نسمة.
في القرية مواقع أثرية تحتوي على بقايا جدران ومعصرة وكنيسة وبرجين وحظائر ونواويس وبركة منقورة في الصخر.

مشهد من دير الأسد
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عين الأسد:
تقع إلى الجنوب الشرقي من بيت جن وإلى الشرق من قرية الرامة، وترتفع 570 مترا عن سطح البحر. قدر عدد سكانها عام 1922م بـ48 نسمة وفي عام 1948م بـ 129 نسمة. ووصل العدد في عام 1961م إلى 250 نسمة، ليبلغ خلال عام 2010م نحو700 نسمة جميعهم من أبناء الطائفة الدرزية.

جولس:
تقع قرية جولس على بعد 14كم شرق مدينة عكا، على تلة ترتفع 150 مترا عن سطح البحر، وهي مسقط رأس الشيخ أمين طريف الزعيم الروحي الراحل للطائفة الدرزية.
لقرية جولس أهمية كبيرة بالنسبة للطائفة العربية الدرزية، ففيها تقيم، منذ مئات السنين، القيادة الروحية للطائفة الدرزية في فلسطين، ويعيش فيها اليوم الشيخ أبو حسن موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، كما يوجد في القرية قبر الشيخ علي فارس وضريح للنبي شعيب.
يبلغ عدد سكان جولس اليوم حوالي ستة ألاف نسمة جميعهم من الدروز.

أبو سنان:
تقع قرية أبو سنان في الشمال الشرقي من مدينة عكا، ترتفع 75 متراً عن سطح البحر، وتحيط بها قرى عمقا وخربة جدين وكويكات والغابسية والسميرية والمنشية وكفر ياسيف ويركا.
بلغ عدد سكان أبو سنان عام 1922م 618 نسمة، وفي عام 1945م ارتفع العدد إلى 820 نسمة بينهم 30 مسلماً و380 مسيحياً والباقي من الدروز.
وشهد عام 1948م ازديادا ملحوظا في عدد سكان القرية ليبلغ 1782 نسمة، لينخفض عام 1949 إلى 1448 شخصاً، وذلك بسبب هجرة بعض السكان على اثر نكبة عام 1948.
بلغ عدد سكان ابو سنان نهاية عام 2008م حوالي 11700 نسمة، 35% منهم ينتمون إلى الطائفة الدرزية والباقي من المسيحيين والمسلمين.
يوجد في أبو سنان موقع اثري يحتوي على صهاريج، معاصر، قبور وتجويفات محفورة في الصخر، على حجر طاحونة قدّ من الغرانيت. وفيها مقام النبي زكريا ومقام الشيخ الحنبلي.

جانب من قرية أبو سنان
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

البقيعة:
البقيعة قرية جبلية، تقع شمال شرق مدينة عكا وتبعد عنها نحو 29 كم. ترتفع القرية مقدار 620 متراً عن سطح البحر وتحيط بها أراضي قرى سحماتا وكفر سميع وكسرى وسجور وبيت جن وعين الأسد. سكانها من أبناء الطائفة الدرزية ومسلمون ومسيحيون ويهود.
قدر عدد سكانها عام 1922 بـ652 نسمة ، وفي عام 1945 بـ990 نسمة ، وفي عام 1948 وصل العدد إلى 1119 نسمة، لينخفض عام 1949 إلى 1036 نسمة. فيها خلوتان وحجرة الشيخ صالح أبو الملح.

قرية البقيعة، مشهد عام
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بيت جن:
تقع قرية بيت جن في الجليل، شمال شرق مدينة عكا التي تبعد عنها 34 كم. أقيمت القرية على أنقاض البلدة والقلعة الكنعانية القديمة "بيت داجون"، إله الغذاء والحبوب عند الكنعانيين. وفي فترة الحروب الصليبية سميت "دير دجن"، وعندما استوطنها الدروز حرف الاسم إلى "بيت جن".
سكنها الدروز والمسيحيون وبلغ عدد سكانها عام 1961م حوالي 2500 نسمة، أما في عام 2009م فقد بلغ عددهم 10500نسمة منهم 99.7% من الدروز. في القرية ثلاث خلوات، ومقام النبي "بهاء الدين"، وهو أحد الأنبياء المقدسين عند الطائفة الدرزية، وفيها أيضا العديد من الخرب.

قرية بيت جن
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

جت:
تقع قرية جت، التي يعني اسمها باللغة الكنعانية المعصرة، في الجليل الأعلى، إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا، وترتفع مقدار 350مترا عن سطح البحر. قدر عدد سكانها عام 1922 بـ137 نسمة، وفي عام 1945 بـ200 نسمة، وفي عام 1949 وصل العدد إلى 238 نسمة، واليوم يناهز عدد سكان قرية جت 8000 نسمة.
وفي القرية موقع أثري يحتوي على صهاريج وخزان مبني بالحجارة، ومدافن محفورة في الصخر.

حرفيش:
تقع قرية حرفيش في الجليل الأعلى وتبعد 2كم عن الحدود اللبنانية الجنوبية، وترتفع عن سطح البحر 650 مترا. يشكل الدروز 97% من عدد سكانها البالغ 5000 نسمة حسب المصادر الدرزية عام 2010م . تحيط بالقرية أربعة جبال هي:جبل عدافر، جبل الطويل، جبل الجرمق وجبل النبي سبلان.

قرية حرفيش، منظر عام
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كفر سميع:
تقع قرية كفر سميع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا وترتفع 620 مترا عن سطح البحر. تحيط بها أراضي قرى سحماتا والبقعية وكسرا وترشيحا ويانوح.
قدر عدد سكانها عام 1922 بـ171 نسمة، وفي عام 1945 وصل العدد إلى 300 نسمة. وفي عام 1948 بلغ عدد سكان كفر سميع 399 نسمة، ليهبط في عام 1949 إلى 388 نسمة.
واليوم يبلغ عدد سكان كفر سميع حوالي 4000 نسمة، وهي قرية مختلطة يعيش فيها الدروز الذين ويمثلون 97% من سكانها إلى جانب إخوانهم المسيحيين والمسلمين.
تعد القرية ذات موقع أثري يحتوي على أساسات وصهاريج ومدافن وقطع أرضية مرصوفة بالفسيفساء.

يانوح:
تقع قرية يانوح شمال شرق مدينة عكا على بعد4.5 كم إلى الجنوب الغربي من بلدة ترشيحا. ترتفع يانوح عن سطح البحر 600 مترا وتطل على مناطق عديدة لوقوعها على سلسلة جبال بارزة، وتشرف على منطقة السهل الساحلي بأكمله من رأس الناقورة حتى مدينة حيفا على سفوح جبل الكرمل.
أسسها الكنعانيون وعرفت يانوح منذ ألاف السنين بهذا الاسم الذي يعني باللغات السامية القديمة "يرتاح". يوجد في القرية مقام "سيدنا شمس عليه السلام"، وهو مقام مقدس بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، يؤمّه رجال الدين وبقية أبناء الطائفة للصلاة وللبركة وإيفاء النذور.
بلغ عدد سكان يانوح في العام 2009 حسب المصادر الدرزية 3000 نسمة جميعهم من أبناء الطائفة الدرزية.

مشهد من قرية يانوح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المقامات الدرزية

مقام النبي شعيب:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مقام النبي شعيب في منطقة حطين

يقع مقام النبي شعيب في منطقة حطين، وهو مطل على بحيرة طبريا، ويتمتع المقام بأهمية بالغة في حياة أبناء الطائفة الدرزية منذ سنوات طويلة، وقد تحوّل مع الزمن إلى رمز وشعار للدروز، وذلك للعوامل التالية حسب اعتقادهم:
1- المقام هو أقدم موقع ديني درزي في البلاد، فقد ذكرت المصادر الدرزية المتصلة بتاريخ الطائفة أن المقام بني في عهد صلاح الدين الأيوبي، أي بعد انتشار الدعوة الخاصة بالإيمان الدرزي بحوالي مائة سنة فقط، وهو قائم منذ ذلك الوقت. وكان في فترات مختلفة، بشكل أو بآخر هدفا دينياً مرموقاً ومقصداً للحجاج والزوار والمؤمنين. وكان الدروز يتوافدون على المقام في مراحل مختلفة من التاريخ، مما يثبت أنه المكان المركزي منذ القدم. وقد ازدادت أهمية المقام بعد أن تم ترميمه عام 1882 من قبل الرئاسة الروحية للطائفة آنذاك، وبمبادرة من الرئيس الروحي للطائفة الشيخ مهنا طريف، وبعد هذا التاريخ تحول المقام إلى موقع مركزي في حياة الدروز، ليس فقط في فلسطين، وإنما في كافة الأماكن التي يتواجد فيها أبناء الطائفة الدرزية.
2- النبي شعيب عليه السلام هو من أهم الشخصيات الدينية لدى الموحدين "الدروز"، حيث يحظى سيدنا شعيب عليه السلام بمكانة مرموقة لدى الطائفة الدرزية، فمكانته مرموقة عند رجال الدين الموحدين، وعند غير المتدينين من أبناء الطائفة. وفضلا عن كونه شخصية دينية مرموقة، فهو أيضا شخصية تاريخية، لعبت دوراً في حوادث الأيام، خاصة في الدور الكبير الذي قام به مع النبي موسى عليه السلام حسب رأيهم، حيث دعمه وأرشده وعلّمه أصول الإدارة، وتنظيم صفوف شعبه، كما انه كان معه حينما تسلم الوصايا العشر ونزلت عليه النبوءة. ويذكر التاريخ كذلك موقفه من شعب مديَن الذي خالف أصول المعاملات التجارية، ودعوته إلى الصدق والأمانة في البيع والشراء، ومواقفه الأخرى بين الشعوب التي عاصرته. ويحظى النبي شعيب عليه السلام، بقدسية عند كافة الطوائف والأديان، وبمكانة تاريخية هامة عند رجال التاريخ والفكر، وهذا المركز الرفيع يؤثر على تعلق الدروز به وبمكانته وبمنزلته وتهافتهم على زيارة المقام الشريف.

مقام النبي سبلان:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مقام النبي سبلان في قرية حرفيش
يقع مقام النبي سبلان (وهو أحد أنبياء الدروز في القرن الحادي عشر) فوق قمة جبل في قرية حرفيش الدرزية، وهو أحد الأماكن المقدسة بالنسبة لأبناء الطائفة التوحيدية، حيث يعتقدون بأن نبيهم سبلان سكن مغارة في المكان، وتحمل المشاق والصعوبات كي يوصل رسالة التوحيد إلى الناس في هذه المنطقة، فكان الملجأ والحاكم والقاضي بين الناس. وقد تحولت المغارة "مكان سكنه" إلى محجّ يؤمها الناس في العاشر من شهر أيلول/ سبتمبر في كل سنة من كل حدب وصوب لنيل البركة وترسيخ الإيمان في قلوبهم.

مقام النبي الخضر:

يقع مقام الخضر في قرية كفر ياسيف بالقرب من مدينة عكا على شاطئ المتوسط. ويعتبر مقام الخضر من أشهر المقامات لدى الطائفة الدرزية، وإليه يلوذون في ساعات الضيق طلباً للرحمة والفرج.
ويحتفل أبناء الطائفة الدرزية في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير من كل عام بعيد زيارة مقام الخضر، وقد تم التوافق على هذا التاريخ بين رجال الدين الدروز منذ الزمن البعيد.

مقام النبي زكريا:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مقام النبي زكريا في قرية أبو سنان
يقع مقام النبي زكريا في الجهة الشمالية من قرية أبو سنان المجاورة لمدينة عكا، ويعود تاريخ تشييد المقام إلى سنة ألف ومائة وثلاثين هجرية (1710م)، كما يشير النص المنقوش على الحجر المعلق فوق مدخل للمقام.
يتألف البناء الأساسي لمقام النبي زكريا من حجرة مربعة بمساحة قدرها خمسة وعشرين متراً مربعاً قائمة فوق الكهف الذي كان يأوي إليه النبي زكريا حسب رواية أبناء الطائفة.
وتبلغ مساحة حرم المقام حوالي أربع دونمات ونصف، وليس ثمة تاريخ محدد لعقد الاجتماعات العامة فيه من قبل أبناء الطائفة الدرزية.

مقام أبو إبراهيم:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مقام أبو إبراهيم في دالية الكرمل
يقع مقام أبو إبراهيم في قرية دالية الكرمل الدرزية الواقعة جنوب مدينة حيفا. ويعتبر هذا المقام أقدم موقع في القرية التي بُنيت حوله تدريجياً منذ حوالي أربعمائة سنة. يتكون المركز الرئيسي للمقام من غرفة مربعة الشكل عليها قبة، وتغطي هذه الغرفة مغارة منحوتة بالصخر، ينزلون إليها بواسطة درج حجري. ويُعتقد أن سيدنا إبراهيم كان يتعبّد في هذه المغارة، ومن هنا جاءت قدسيتها وقدسية المكان. يتكون المقام اليوم من الغرفة الرئيسية، وقد بُنيت بجوارها في اتجاه الشرق غرفة كبيرة لأداء الصلاة. وأمام المقام، عبر الساحة أقيمت قاعة كبيرة للاجتماعات الشعبية، فيما الطابق الأسفل مكرس لإيفاء النذور.

مقام سيدنا أبو عبد الله:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مقام سيدنا أبو عبد الله في قرية عسفيا
يقع مقام سيدنا أبو عبد الله في واد ٍ في قرية عسفيا يتجه إلى الجنوب نحو دالية الكرمل.
أقيم المقام مؤخراً بالقرب من عين ماء اعتُبرت مقدسة ونبتت أمامها شجرة قيل أن سيدنا أبو عبد الله كان يستظل بظلها ويشرب من العين المجاورة. وكان سكان عسفيا خلال عشرات السنين يحصلون على مياههم من هذه العين، وكانوا يشعرون دائما بهالة من القداسة حولها تميّزها عن باقي عيون الماء في المنطقة حسب رأيهم. وفي الستينيات من القرن العشرين بادر الشيخ فارس أبو فارس إلى إقامة المقام حيث بنيت مع الوقت قاعات وغرف كثيرة وأقيم ضريح يُزار وتوقد حوله الشموع. وفي التسعينيات من القرن العشرين عيّنت الرئاسة الروحية للطائفة زيارة رسمية للمقام في الخامس عشر من شهر تشرين ثاني/نوفمبر من كل سنة.
وسيدنا أبو عبد الله هو الجدّ الثالث وكان يتردد على المنطقة في طريقه من مصر لتفقد شؤون الدعوة في آسيا الصغرى.

مقام الست خضرة:
مقام جديد نسبياً تم افتتاحه والاعتراف به عام 2003م.
يقع بين الجبال في موقع جميل من الكرمل بين دالية الكرمل وقرية عسفيا. والست خضرة هي ولية صالحة عاشت في المنطقة في الماضي ولها ذكر طيب وأعمال صالحة وكانت مصدر وحي وإلهام لسكان المنطقة الدروز فحصلت على هذه المكانة الرفيعة.

مقام الست سارة:
شيد مقام الست سارة على حدود الأراضي الغربية لقرية دالية الكرمل بالقرب من عين أم الشقيف. ويقول أبناء الطائفة الدرزية بأن في المكان صخرة تحتوي على آثار دعسة الست سارة. وكان سكان القرية وخاصة النساء ينتبهون إليها ويتباركون بها كأثر مقدس له أهميته في تاريخهم وعقيدتهم.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مقام الست سارة بجوار دالية الكرمل
والست سارة هي صانعة سلام بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، حيث يقول الدروز بأنها أوفدت من قبل مولانا بهاء الدين على رأس بعثة إلى وادي التيم عقب الاضطرابات التي اثارها دعاة انحرفوا عن السبيل السوي، وهذه البعثة ضمت رجالا أيضا، وقد نجحت في مهمتها، وحفظت أمن البلاد.

آداب زيارة الأماكن المقدسة

- يصل الزائر غرفه الضريح، يخلع حذائه ويتركه خارج الغرفة.
- يدخل الزائر صامتاً خاشعاً.
- لا ينام ولا يستلقي في غرفة الضريح.
- لا يدخن داخل الحجرة ولا بالقرب منها.
- يحافظ الزائر على الهدوء، فلا صوت يعلو ولا فوضى.
- لا يقدم الزائر على فعل محرم.
- لا يشرب الزائر المسكرات "الخمور" في المقام.
- حفر الأسماء والتواريخ والكتابة على الجدران، والأبواب والأشجار وغيرها ممنوع.
- النفايات والأوساخ توضع في الأماكن المخصصة لها للمحافظة على الصحة والنظافة.
- زيارة المقام هي للتبرك والأدعية، لا بغرض التنزه والتسلية وتضييع الوقت.

أعياد وفرائض وعادات

أعياد الطائفة الدرزية

عيد سيدنا سبلان:
تحتفل الطائفة الدرزية بعيد النبي سبلان في العاشر من أيلول/ سبتمبر. ففي هذا اليوم من كل عام يقوم أبناء الطائفة في فلسطين بزيارة مقام النبي سبلان في قرية حرفيش وعند المقام يتبادلون التهاني بعبارة "زيارة مقبولة".

عيد وزيارة سيدنا أبو عبد الله:
يزور عُقّال الدروز ومشايخهم في فلسطين في الخامس عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر من كل عام مقام سيدنا أبو عبد الله الواقع جنوب غرب قرية عسفيا، وذلك للمذاكرة والصلاة والبحث في شؤون الطائفة. وسيدنا أبو عبد الله هو الداعي محمد بن وهب القرشي، آمن بدعوة التوحيد واستمر في نشرها بين الناس منذ عام 393 هجرية ، واستمر في ذلك على مدى أربعة عشر عاما.
ويلبس أبناء الطائفة الدرزية في هذا العيد اللون الأصفر ويتبادلون فيه عبارتي "زيارة مقبولة" و"نذر مقبول".

عيد وزيارة سيدنا الخضر:
يحتفل الدروز في فلسطين كل عام في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير بعيد وزيارة مقام سيدنا الخضر في بلدة كفر ياسيف بالجليل، حيث يجتمع رجال الدين في المقام المقدس لأداء الفرائض الدينية. والخضر ولد في اليمن، وهو، كما يُعرّفه أبناء الطائفة، الخضر بن ملكان بن فالق بن عابر، ظهر متعبداً وكان يدعو الناس إلى شهادة أن "لا اله إلا الله" وينهى عن عبادة النار.
ويقول أبناء الطائفة الدرزية أن اسمه ورد في جميع الكتب السماوية وأمنت به جميع الأديان:
1- في التوراة – الياهو هنبي
2- في القران الكريم - أبو العباس
3- في الإنجيل – مار الياس
4- عند الدروز - الخضر
يقول الدروز أن الخضر سمي الخضر، لأن الأرض تخضرّ من حوله إذا صلى، وحسب الرواية الدرزية فإن أصل اسم الخضر هو خضرون، وقد حُرِّف مع الزمن إلى الخضر.

عيد النبي شعيب:
يحتفل أبناء الطائفة الدرزية من كل عام في الخامس والعشرين من نيسان/ ابريل بعيد النبي شعيب، وفي هذا اليوم يزدحم المقام الشريف بالزوار الذين يأتون لالتماس البركة أو لإيفاء النذور.
اعتاد الدروز أن يحتفلوا بعيد النبي شعيب منذ مئات السنين وأصبحت الزيارة مناسبة ينتظرها الدروز لما فيها من معانٍ دينية واجتماعية.
يقع مقام النبي شعيب في منطقة حطين قرب طبريا، وقد بُني المقام في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد انتصاره على الصليبيين.
ذُكر النبي شعيب في الكتب المقدسة بعدة ألقاب وأسماء حسب رأي أبناء الطائفة الدرزية منها: المختار، صفي البار، رسول، وفي القرآن الكريم معلم الأنبياء، وفي التوراة ورد اسمه حسب المفسرين: يترو، رعوئيل، حوباب، حبر، يثرون. ويتصل نسبه ببريتا ابنة لوط وبمديَن بن إبراهيم الخليل-عليهم السلام-. والنبي شعيب بالعبرية هو "يثرون" وبالسريانية هو "ثابور".
ويتبادل أبناء الطائفة الدرزية في هذا العيد عبارة "زيارة مقبولة".

عيد الأضحى المبارك:
يعتبر هذا العيد من أهم الأعياد الدرزية, يحل في العاشر من ذي الحجة حسب التقويم الهجري القمري، وتسبق العيد ليالي العشر المباركة، الليلة التاسعة هي ليلة الوقفة الكبيرة، وهي أفضل أيام العشر قاطبة، فيها تقام الصلوات وتقرأ شروحات عن أحوال الآخرة وعِبَر مُستقاة من العيد، أما يوم الوقفة فهو يوم لتذكر وقفة البرايا أمام باريهم للحساب يوم القيامة.
الأضحى هو عيد ديني تقليدي وشعبي عند الدروز، وللعيد معنى خاص هو التضحية بشهوات النفس وتقييم للنفس والعمل.

ليالي العشر:
تعتبر الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة أياماً مباركة، ففيها تقام الصلوات في المجالس الدينية والخلوات التي تغص بالمصلّين بينهم "العاقلون" (من تجاوزوا سن الأربعين) الذين يواظبون على أداء الصلوات كل ليلة اثنين وجمعة، ومنهم "الجاهلون" (من هم دون سن الأربعين) الذين يأتون لسماع الوعظ والإرشاد فقط، ومنهم البنات والبنون الذين تجذبهم روعة الاحتفال وسماع كلام الخير.

الأضحية:
التضحية في المعتقد الديني للدروز هي التضحية بشهوات النفس في هذه الدنيا الفانية ابتغاء نعيم الآخرة.

الاستعدادات لعيد الأضحى:
في النهار تجري الاستعدادات للعيد من شراء للملابس وتجهيز البيوت وتحضير الكعك. ومن عادة رجال الدين الأتقياء أن يصوموا الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة ويستمر صومهم حتى مساء اليوم التاسع من ذي الحجة، يعيشون خلال هذه الفترة حياة تقشف ويكثرون من الصلوات والعبادة ويدعون الناس لقول الصدق وإتباع سياسة التسامح والمحبة بين الأهل والأقارب والجيران والقيام بأعمال الصدقة.
ويتبادل أبناء الطائفة الدرزية في عيد الأضحى العبارات التالية:
- كل عام وأنتم بألف خير.
- العيد عود والعود أحمد.
- كل سنه وأنتم سالمين.
- إن شاء الله مائة عيد.
- التوبة في ليالي العشر تمحي الحوبة.
- إن شاء الله ينعاد على الجميع بالخير.
- عيد الأضحى الرمز لما هو آتٍ.
- التضحية في العيد ترمز للتضحية بشهوات النفس.
- العيد ذكرى وتذكير.
- من أهم قيم العيد، لم الشمل والتسامح، وفتح القلوب، فالناس للناس.

قيم وفرائض الديانة الدرزية

الديانة الدرزية ليست ديانة شعائرية، إنما هي ديانة توحيدية تُعنى بالأمور الداخلية والاجتماعية بروح فلسفية، كما تؤمن بالقضاء والقدر وبتناسخ الأرواح.
وهي ديانة سرية، مبادئها غير معروفة إلا للخواص من أبناء الطائفة، والذين يسمون "العُقّال" وهم المتدينون ممن بلغو سن العقل الذي تحدده العقيدة الدرزية بسن الأربعين، أما البقية فيسمون "الجُهّال" وهذه التسمية تشمل جميع من لم يبلغوا سن العقل، علاوة على العلمانيين والملحدين واللادينيين مهما بلغت أعمارهم.
يتميز المتدينون من أبناء الطائفة الدرزية عن سواهم بملابسهم التقليدية، وبشكل خاص القبعة البيضاء المطرزة، وبحلق شعر الرأس كدليل على الخشوع، وإطلاق شعر اللحية والشارب، وهو فرض على العقّال وغير إلزامي لمن هم في سن الشباب.
يقوم التصور الاجتماعي لدى الدروز على المساواة الاجتماعية الراجعة إلى الاعتقاد الديني بتناسخ الأرواح، وبناء عليه فان لكل إنسان جسداً وروحاً، وعندما يموت فإن جسده يفنى، أما روحه فتبقى لأنها خالدة. وعندما يموت الإنسان تنتقل روحه من جسده لتحل في جسد طفل آخر، وتبقى الأرواح الخالدة تتناسخ إلى يوم القيامة، وتظهر في كل مرة بجسد ومكان مختلفين.
يؤمن الدروز بإله واحد يعجز الإنسان عن تعريفه أو إدراكه، لذلك تسمى الديانة الدرزية "دين التوحيد".
المكان الذي يصلي فيه الدروز يسمى "الخلوة" ولا يصلي فيه إلا المتدينون، وتقوم الديانة الدرزية على أسس اجتماعية أخلاقية وفرائض دينية أهمها:
1- التوحيد - الإيمان باله واحد.
2- عدم الشرك بالله.
3- الإيمان بالقضاء والقدر.
4- الصدق.
5- حفظ جوار الأخوة "يكفل بعضهم بعضا".
6- الامتناع عن ارتكاب الجرائم.

إضافة إلى ذلك هناك قيم يراعيها الدروز في حياتهم اليومية منها:
1- تحريم تعدد الزوجات.
2- تحريم العبودية، أو أية شعيرة وثنية.
3- تحريم إدخال مؤمنين جدد إلى الديانة.
4- تحريم أكل لحم الخنزير، اللحم غير الحلال، تعاطي المخدرات، الكحول والتدخين.
5- تحريم إعادة المطلقة إلى زوجها.
6- تحريم إكراه المرأة أو الرجل على الزواج.
7- تحريم القتل، والسرقة، والزنا.

الزواج والطلاق عند الطائفة الدرزية
يعتبر الزواج المختلط بين الإثنيات المختلفة بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية سببا لخلط الأعراق والديانات والمذاهب والأنساب بين الناس. لهذا، ومن منطلق الحفاظ على نقاء الدم، تفرض أعراف الموحدين عليهم أن يتزوجوا من بعضهم البعض وتجنب الزواج من خارج الطائفة. والزواج في شريعة التوحيد يجب أن يكون مبني على المحبة، الائتلاف، الإنصاف، العدل والمساواة.
تمنع تقاليد الطائفة الدرزية تعدد الزوجات، لأن ذلك، حسب رأيهم يقضي على الإنصاف والعدل والمساواة، وهي من الأسس التي تقوم عليها المؤسسة الزوجية. ومن شروط الزواج أن يتعرف الزوجان على حقيقة بعضهم البعض، سواء من حيث الحالة الصحية أو الروحية أو العقلية، وإذا حصل الزواج وجب أن يعامل الزوجان كلاهما الآخر بالمساواة والعدل، وهذا يقتضي أن يساوي الزوج زوجته بنفسه وينصفها بما يملك، وعلى الزوجة أن تسير على الطريقة التي درج عليها الزوج وبمقتضى أسلوبه في الحياة، وأن تبني بيتها على المبادئ التي يمشي عليها زوجها، شرط أن تكون إرادة الزوج مبنية على الإنصاف والعدل، غير مناقضة لحقوق الزوجة وحريتها كإنسان. ولكلا الزوجين الحق في طلب الطلاق، وبعد الطلاق لا يحق لهما الزواج من بعضيهما البعض نهائياً، إذا طلب أحد الزوجين الطلاق من دون إبداء أسباب موجبة يحق للآخر أن يحصل أو تحصل على نصف ما يملكه أو تملكه طالب أو طالبة الطلاق.

مكانة المرأة عند الدروز
للمرأة الدرزية موقع هام في البيت، وتتمتع بمكانة محترمة في العائلة والمجتمع الدرزي بشكل عام. والديانة الدرزية تحرّم تعدد الزوجات، وبإمكان المرأة الدرزية أن تصبح زعيمة روحية وتؤدي جميع المهام الدينية.
يقول الدروز بأن أنبياء ورجال دين دروز مشهورون تطرقوا إلى مكانة المرأة في المجتمع الدرزي ومنهم حمزة بن علي وهو احد ناشري الديانة الدرزية، حيث قال: "على الدرزي أن يساوي زوجته بنفسه في كل ما يملك". كما أن الأمير السيد (وهو احد شارحي الديانة ويعتبر زعيماً روحياً هاماً (1479-1419)، وله عدة كتب دينية، ووضع شروحا لبعضها) حدد، بين أمور أخرى، ترتيبات تتعلق بقضايا الأحوال الشخصية كالزواج، الطلاق، الإرث والوصاية ورسّخها كأحكام دينية ما تزال سارية المفعول إلى يومنا هذا. وقد أكد السيد على الالتزام المتبادل في العلاقات بين المرأة والرجل.
بناء على أحكام الدين الدرزي يتم الزواج والطلاق بالتراضي وليس بالإكراه، كما أن للمرأة نصيباً في الإرث.
يؤمن الدروز بان المرأة هي جوهر المجتمع وان وظيفتها التقليدية هي تدبير شؤون المنزل، والعناية بالزوج والأطفال.
معظم الفتيات الدرزيات ينهين تعليمهن في نطاق قانون التعليم الإلزامي، وقسم كبير منهن ينهين الدراسة الثانوية ويواصلن دراستهن في دور المعلمين، الجامعات، كما يتلقين التأهيل المهني في مجالات مختلفة ويشغلن وظائف هامة في المجتمع.

يتبع

الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، الجماعة الأحمدية "القاديانية"

نتابع... الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، الجماعة الأحمدية "القاديانية"

- النشأة
- العقيدة
- موقف المسلمين تجاه الأحمدية
- الأحمديون: "نحن مسلمون"
- عدد أتباع الجماعة
- المزارات والمساجد
- المؤسس وخلفاؤه
- الأحمدية في العالم العربي
- الأحمدية في فلسطين

نشأة الجماعة الأحمدية

الجماعة الأحمدية - القاديانية هي طائفة إسلامية نشأت في إقليم البنجاب في الهند أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. أسسها الهندي ميرزا غلام أحمد القادياني (نسبة إلى بلدة قاديان في إقليم البنجاب)، حيث وضع أسس جماعته عام 1889، معلنا أنه هو المهدي المنتظر الذي ورد ذكره في الأديان السماوية. وبعد وفاة مؤسسها انقسمت الجماعة إلى فرعين: "الحركة الأحمدية في لاهور" وجماعة المسلمين الأحمدية".

كان أول ظهور لهذه الجماعة في الهند وتحديدا في بلدة قاديان، إحدى قرى مقاطعة البنجاب الهندية وذلك عام 1889 على يد ميرزا غلام احمد الذي ولد عام 1835.

يقول ميرزا أحمد عن نفسه "أنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر" وقد استمر في دعوته حتى وفاته بالكوليرا في عام 1908 ليخلفه خمسة من (خلفاء الأحمدية) حتى الآن.

تولى خلافة الأحمدية مؤخراً خليفتهم الخامس ميرزا مسرور أحمد والمقيم في لندن حالياً. ويعود تاريخ عائلة مؤسس الأحمدية إلى أصول فارسية، ويعتبر لقب ميرزا بمثابة لقب تكريمي، وكان أجداده قد تركوا خراسان الفارسية في القرن السادس عشر الميلادي.

تعتبر الجماعة الأحمدية نفسها جماعة دينية غير سياسية، وهدفها، كما يقول أقطابها يتمثل في السعي الى "التجديد في الإسلام" ويقولون أن أتباع الجماعة يعملون على نشر مذهبهم بوسائل سلمية عن طريق ترجمة القرآن إلى لغات عدة بلغت بحسب مصادر الجماعة 52 لغة عبر العالم.

وتؤكد مصادر الجماعة الأحمدية أنها لا علاقة لها بالسياسة وتتعمد إبعاد الدين عن السياسة، كما تؤكد أنها، وأتباعها لن تقود أو تشارك في أي خروج على حكومة أي بلد تواجدت فيها.

وللأحمديين نشاط كبير في إفريقيا، وفي بعض الدول الغربية، ولهم، اليوم، في إفريقيا وحدها مايزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية متفرغين لدعوة الناس إلى الأحمدية.

نشط الأحمديون في الدعوة إلى مذهبهم بوسائل عدة. ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم "التلفزيون الإسلامي" يديرها أحمديون.

عقيدة الجماعة الأحمدية

يقول المؤسس ميرزا غلام أحمد في الله عزّ وجل:

"إن إلهنا هو ذلك الإله الذي هو حيٌّ الآن كما كان حيًّا من قبل، ويتكلم الآن كما كان يتكلم من قبل، ويسمع الآن كما كان يسمع من قبل. إنه لظَنٌّ باطل بأنه سبحانه وتعالى يسمع الآن ولكنه لم يعد يتكلم. كلا، بل إنه يسمع ويتكلم أيضًا. إن صفاته كلها أزلية أبدية، لم تتعطل منها أية صفة قط، ولن تتعطل أبدًا. إنه ذلك الأحد الذي لا شريكَ له، ولا ولدَ له، ولا صاحبةَ له. وإنه ذلك الفريد الذي لا كفوَ له... إنه قريب مع بُعده، وبعيد مع قربه، وإنه يمكن أن يُظهر نفسه لأهل الكشف على سبيل التمثُّل، إلا أنه لا جسمَ له ولا شكلَ... وإنه على العرش، ولكن لا يمكن القول إنه ليس على الأرض. هو مجمع الصفات الكاملة كلها، ومظهر المحامد الحقة كلها، ومنبع المحاسن كلها، وجامع للقوى كلها، ومبدأ للفيوض كلها، ومرجع للأشياء كلها، ومالك لكل مُلكٍ، ومتصفٌ بكل كمالٍ، ومنـزه عن كل عيب وضعف، ومخصوص بأن يعبده وحده أهلُ الأرض والسماء".

ويقول في القرآن الكريم:

... "أما عقائدنا التي ثبَّتنا اللهُ عليها، فاعلم يا أخي، أنّا آمنَّا بالله ربًّا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا، وآمنَّا بأنه خاتَم النبيين، وآمنَّا بالفرقان أنه من الله الرحمن، ولا نقبل كلَّ ما يعارض الفرقانَ ويخالف بيِّناتِه ومحكَماتِه وقصصَه، ولو كان أمرًا عقليًّا أو كان من الآثار التي سمَّاها أهل الحديث حديثًا، أو كان من أقوال الصحابة أو التابعين؛ لأن الفرقان الكريم كتاب قد ثبت تواتره لفظًا لفظًا، وهو وحيٌ متلُوٌّ قطعي يقيني، ومَن شكَّ في قطعيتِه فهو كافر مردود عندنا ومن الفاسقين. والقرآن مخصوص بالقطعية التامة، ولـه مرتبة فوق مرتبةِ كلِّ كتاب وكل وحيٍ. ما مسَّه أيدي الناس. وأما غيره من الكتب والآثار فلا يبلغ هذا المقامَ. ومن آثَرَ غيرَه عليه فقد آثر الشك على اليقين".

يعد الأحمديون أنفسهم مسلمين، يؤمنون بالقرآن وبأركان الإيمان جميعها: بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث والحساب، وبأركان الإسلام كلها؛ وبأن من غيّر شيئا فيها فقد خرج من الدين.

ويعتقد الأحمديون بأن مؤسس جماعتهم هو "الإمام المهدي"، جاء ليجدد الدين الإسلامي، ومعنى التجديد عندهم هو إزالة ما تراكم على الدين من غبار عبر القرون، ليعيده ناصعًا نقيًا كما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، الذي يؤمنون بأنه "عبد الله ورسوله وخاتم النبيين".

ويدعي ميرزا غلام أحمد أن مجيئه قد بشر به محمد عليه الصلاة والسلام، كما "بشرت به نبوءات أخرى في مختلف الأديان"، ويقول أنه "هو المسيح المنتظر"، حيث يعتقد الأحمديون بأن المسيح المنتظر ليس هو نفسه عيسى ابن مريم الذي، يعتقدون أنه لم يمت على الصليب، وانما "مات ميتة عادية، ولكنه لم يمت وأنجاه الله من الموت حين أُنْـزِل وهو حيٌّ مغشي عليه، ثم هاجر وعاش مائة وعشرون سنة الى أن توفاه الله عز وجل ودفن فيقبر موجود حالياً في كشمير بالهند.

كلمة "خاتم النبيين" التي تخص محمد عليه الصلاة والسلام، تعني للأحمديين أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وأكملهم، ولكن "ليس آخرهم". وبهذا الفهم يوفق الأحمديون بين نبوة مؤسس العقيدة وبين استمرار انتمائهم للإسلام.

الجهاد القتالي شرعه الله ردًا لعدوان المعتدين، وليس انتقامًا من أهل الأرض غير المسلمين، فمن سالَمَ الأحمديين سالَموه ومن حارَبَهم حارَبوه. ويؤمنون بأن الإسلام يكفل الحرية الدينية، وذلك انطلاقا من النصّ الصريح الذي يقول: "لا إكراه في الدين"، فلا يُقتل إلا المرتد المحارب.

موقف المسلمين تجاه الأحمدية

يرى أغلب فقهاء السنة والشيعة أن الأحمديين هم "مجرد هراطقة وخارجون على الإسلام"، ويرون أن الأحمدية ما هي الا "حركة نشأت في شبه القارة الهندية بدعم من الاستعمار الإنجليزي بهدف إبعاد المسلمين عن مقاومة الاستعمار البريطاني"، لذلك فإن أتباع الأحمدية يتعرضون لتضييق من قبل الحكومات في بعض الدول الاسلامية، إلى جانب ما يتعرضون له من رفض وارتياب معظم المسلمين.

على الرغم من أن شأن الجماعة الأحمدية قد ارتفع في باكستان بعد الاستقلال حيث كان منها أول وزير خارجية باكستاني ظفر الله خان، وفي عهده امتلأت وزارة الخارجية بأعضاء هذه الطائفة، إلا أن العلامة أبو الأعلى المودودي قد كفّر هذه الطائفة، طالما أنها تؤمن بنبي بعد الرسول، وبعد طعون في "صوابية" هذه الجماعة أعلن البرلمان الباكستاني عام 1974 أنها "جماعة غير مسلمة"، كذلك ثار فينيسان- أبريل 2008 في إندونيسيا لغط شعبي حول الجماعة الأحمدية وأتباعها من الإندونيسيين، وارتفعت مطالبات بحظر وجودهم. كما رفضتها منظمة المؤتمر الاسلامي بكل تياراتها من سنة وشيعة.

في 2 نيسان- ابريل 2010 تعرض مسجدان يؤمهما أتباع الجماعة الأحمدية في العاصمة الثقافية لباكستان لاهور لاعتداءين دمويين قام بهما مسلحون انتحاريون فتحوا النار بغزارة على المصلين بعد صلاة الجمعة مما أسفر عن سقوط 80 قتيلا وجرح المئات. واعتبرت هذه العملية التي حملت حسب مراقبين بصمات تنظيم القاعدة، انعطافة دامية في موقف الاسلاميين المتشددين إزاء الأحمدية وأتباعها في العالم.


مجزرة جامع الأحمدية في لاهور، 2008
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وكان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قد أصدر فتواه بأن أتباع مذهب القاديانية ليسوا مسلمين، وأكد أن هذا المذهب لا علاقة له بالإسلام.

وأكد الأزهر في تقريرله أن عقيدة الأحمدية القاديانية من خلال كتاباتهم "مخالفة لما علم من الدين بالضرورة"، وحول ذلك قال معد التقرير الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية في مصر إنهم أرادوا الحصول على موافقة الأزهر بانهم مسلمون ولكنني توصلت ومن خلال وثائقهم إلى غير ذلك.

وفي نابلس أصدر الشيخ أحمد شوباش، مفتي المحافظة يوم 14/7/2005 فتوى تحكم بتكفير كل من يتبنى عقائد الجماعة الأحمدية. حيث وصف الشيخ شوباش فرقة القاديانية أو الأحمدية بأنها "فرقة ضالة غير إسلامية وتتبنى عقائد فاسدة".

وردت الجماعة من مقرها الرئيس في فلسطين في قرية الكبابير بحيفا - بغضب على الفتوى معتبرة أن ما ذكر فيها "لا يمت للحقيقة"، وقد أصدرت قيادة الجماعة بياناً انتقدت فيه الفتوى واعتبرتها "دعوة لتفسيخ المجتمع ووسيلة لبث الفرقة" وتوجهت برسالة للرئيس محمود عباس ووزارتي الداخلية والأوقاف الفلسطينيتين تدعوهم فيها إلى الضغط باتجاه التراجع عن الفتوى.

فتوى مفتي نابلس بخصوص الجماعة الأحمدية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قرار مجلس مجمع الفقه الإسلامي حول الأحمدية القاديانية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وكذلك يظهر الموقف من الأحمديين في تناول المواقع والمنتديات الإسلامية لهذه الجماعة، وكمثال على ذلك نورد تقريراً نشرته شبكة الراصد الإسلامية بعنوان "ظهور إسلام جديد في إسرائيل" يتناول فيه الكاتب أحمد الغريب تقريراً لصحيفة "معاريف" عن الأحمديين. ويصف الكاتب في مقدمة تقريره الجماعة بالمارقة والأبعد ما تكون عن الإسلام.

التـقـريـر:
ظهور "إسلام" جديد في إسرائيل، احمد الغريب/ القاهرة

أخيراً بدأت إسرائيل في الترويج لأفكار ومعتقدات إحدى الجماعات المارقة عن الإسلام والمعروفة باسم الجماعة الإسلامية الأحمدية وهي الأبعد ما تكون عن الإسلام، خاصة وأن الجماعة لها مركز كبير في "إسرائيل" بمدينة "كبابير" بحيفا حيث تستعد للترويج لأفكارها التي تنفي الجهاد والمقاومة وهو ما تعتبره إسرائيل الفرصة لضرب المقاومة الفلسطينية.

صحيفة معاريف الإسرائيلية نشرت تقرير لها بعنوان "الإسلام – ليس مثلما كنتم تعتقدون" قاصدة أن الصورة التي يعرفها الناس عن الإسلام وأنه دين تطرف وإرهاب وعنف ليس صحيحة كلية، مشيرة إلى أن هناك من يؤمنون بدين الإسلام ولكن ليسوا متطرفين أو دعاة عنف وقالت الصحيفة أنه وخلال العقد الأخير وخاصة منذ هجمات نيويورك عام 2001 بات الإسلام والمسلمين مرادفاً للإرهاب والعنف والتعصب الديني لكن هناك تيارات دينية ترى أن العنف والجهاد كلمات تتنافي مع مبادئ الإسلام، وذكرت الصحيفة أن تلك التيارات الدينية تدعو للسلام والتصالح بين الأديان والتسامح مشيرة إلى أن إحدى تلك التيارات هي الجماعة الإسلامية الأحمدية التي ينتشر أتباعها في "إسرائيل" مشيرة إلى أن هؤلاء الأتباع عقدوا مؤخراً المؤتمر السنوي لهم لمناقشة مستقبل نشاطهم في المنطقة. وقالت "معاريف": أن الطائفة الأحمدية تأسست في القرن التاسع عشر بمدينة "قاديان" في الهند وأسسها "ميرزا غولام أحمد" ومن هنا جاء اسمها، حيث قدم "أحمد" نفسها نبياً ومسيحاً مخلصاً لأتباع الديانات السماوية المختلفة الذين ينتظرون ظهوره ومجيئه، وقالت: أنه يؤمن بأن رسالته تدعو لدخول الإنسانية جمعاء فيها والإيمان بدين واحد حسبما ذكرت الصحيفة. وقالت الصحيفة: أن تلك الطائفة لديها نحو 150 مليون (رقم غير صحيح، فالبهائية والتي هي أكثر نشاط منها عددها 5 ملايين، الراصد) من الأتباع حول العالم مشيرة إلى أن هؤلاء يرون أنفسهم مسلمون في كل شيء بل أنهم الأشخاص الذين يمثلون حقيقة الإسلام ويحاربون بشدة الإسلام السني خاصة وأن هؤلاء يعتبرون أتباع الطائفة الأحمدية كفار ومسلمون حادوا عن الصراط المستقيم. وقال مراسل الصحيفة "إيتمار عنبري" أن الفتاوى التي أصدرها علماء المذهب السني تكفر أتباع الطائفة الأحمدية في باكستان وحول العالم، وادعى "عنبري" أنه وعلى الرغم من حملات المطاردة والعداء التي يتعرضون لها إلا أن أتباع الأحمدية نجحوا في النمو والتزايد والانتشار في كافة بلاد العالم خاصة في إفريقيا وآسيا وفي إسرائيل حيث يصل عددهم لنحو 1500 شخص. وقالت الصحيفة أن زعيم الطائفة الأحمدية في "إسرائيل" "محمد شريف عودة" يسعى وبقوة منذ عدة سنوات لتقريب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من معتقدات الطائفة ودفعهم للإيمان بها، ونقلت الصحيفة عنه القول: "هناك اهتمام كبير من قبل الفلسطينيين للتعرف على ما يدعو إليه منهج الطائفة الأحمدية وذلك على الرغم من حملات المطاردة الشرسة التي نتعرض لها في الأراضي الفلسطينية وما يقوم به قادة وزعماء السنة هناك لترهيب الناس منا"، على حد زعمه.

وأوردت الصحيفة بعضاً مما ورد خلال المؤتمر السنوي للطائفة الأحمدية في "إسرائيل" مشيرةً إلى أن العشرات من الفلسطينيين من الضفة الغربية وصلوا لحضور المؤتمر في "إسرائيل" وخلال انعقاده سأل فلسطيني من الضفة حول مشروعية الجهاد والمقاومة ضد "إسرائيل" من وجهة النظر الأحمدية، وجاء رد رئيس الطائفة الأحمدية في مدينة طولكرم الفلسطينية "هاني طاهر" بأن بدون أدنى شك فإن الإسلام يدعو للسلام وليس للحرب، وأن الإسلام لم يعترف بالجهاد إلا خلال وقت الحرب للدفاع ولم يشرع من أجل المبادرة وبدء العدوان، -على حد وصف الصحيفة-، وكشفت الصحيفة أن هناك بعض الشخصيات من العالم العربي حضرت المؤتمر الذي عقد في "إسرائيل" مشيرة إلى حضور شخص يدعي الدكتور "مصطفى ثابت" من مصر وقالت عنه أنه خبير في شؤون الطائفة الأحمدية والإسلام وقام بالحديث عن الحرب في الإسلام مؤكداً على أن الإسلام لم يدعو أبداً لسفك الدماء ولم تكن تلك أبداً وصايا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، مشيراً إلى أن الصورة الحقيقية عن الإسلام قد تؤدي إلى دفع الكثيرين حول العالم لاتباع الإسلام الحقيقي.
ويؤكد تقرير الصحيفة أن لهذه الجماعة المنحرفة وجود في مصر لكنه ليس وجوداً علنياً وظاهراً، ومن خلال موقع الجماعة على شبكة الإنترنت والبحث عن انتشار تلك الجماعة المنحرفة في مصر تبين أن هناك أتباع لها في مصر، لكنها تخشى من فضح أمرهم ولهذا فاكتفى الموقع بذكر أسماء الأتباع الذين توفوا وأشهرهم الأستاذ محمد بسيوني رئيس الجماعة في مصر لأكثر من عشرين عاماً وكان مراقباً عاماَ بوزارة المالية وأنهى خدمته قبل بلوغ السن القانونية ليتفرغ لخدمة الجماعة وكان بيته مقر الجماعة ومسجدهم ومكتبهم، ويقول الموقع عنه أنه كان على درجة عالية من الثقافة وحب النظام مع التمسك بآداب الإسلام وكان غاية في النشاط والدقة بالرغم من ضعف بنيته وكان دائمَ الاتصال بمركز الجماعة ويبعث إليها بالكتب والمراجع ويقابل كل من يزور مصر أو يمر بها و ترجم إلى العربية أعمالاً كثيرة من خطب الخلفاء وتفسير سور القرآن الكريم، منها سورة البقرة وسورة الكهف وكان يعد الخطب والمقالات من تراث الأحمدية ليزود بها شباب الأحمديين المصريين الذين يدينون له بالفضل في رعايتهم وتربيتهم الروحية خلال فترة طويلة تعذر فيها مجيء مبعوث من المركز العام، وتوفي عام 1986. وكذلك الأستاذ أحمد محمود ذهني وكان ركناً من أركان الأحمدية ونجماً من نجومها في مصر وهو من مواليد مصر عام 1907 أتم مرحلة الثانوية وذهب إلى انجلترا لدراسة الطب ولكنه آثر العلوم النظرية، قابل الأستاذ الجالندهري أثناء زيارته لمصر عام 1934 ودارت بينهما مساجلات ومناقشات انتهت بما ينتهي إليه كل عاقل ذي فطرة سليمة فقبل الحق وانتخب رئيساً للجماعة عدة مرات، فأدار أمورها بإخلاص وبعد نظر، وتوفي في يونيو 1949، كما ذكر الموقع أن أحد أتباع الجماعة في مصر هو الحاج محيي الدين الحصني وكان تاجراً مشهوراً ولا يزال اسمه على محلاته الكبرى في شارع الأزهر بمصر ودخل الأحمدية عام 1933 على يد أبي العطاء الجالندهري واستقام على مبادئها وقابل الخليفة الثالث عند زيارته لمصر مع أخيه مرزا مبارك أحمد عام 1938، وكان رئيساً لجماعة مصر. وصَاحَبَ ظفر الله خان في بعض رحلاته للبلاد العربية وتوفي عام 1954.

الأحمديون: "نحن مسلمون"

في لقاء مع محطة BBC باللغة العربية قال رفيق أحمد حياة أمير الجماعة الأحمدية القاديانية في المملكة المتحدة إن الأحمدية القاديانية هي حركة مسلمة، تؤمن بالله وبالرسول محمد والقرآن، ومكة والمدينة هي الأماكن المقدسة لأعضاء الطائفة، ونفى ما تردد من أن منطقة الربوة في باكستان مقدسة للطائفة قائلا إن هذا المكان تحول من صحراء قاحلة إلى منطقة مزدهرة بفضل الأحمديين، ولكنه ليس مقدساً بالنسبة للجماعة.

وقال أمير الطائفة الأحمدية القاديانية إن هذه الجماعة تعتبر ميرزا غلام أحمد الذي ظهر في قاديان في الهند عام 1889 المسيح الموعود الذي بشر به القرآن.

وأشار إلى أن الفرق الوحيد بينهم وبين بقية المسلمين أن الفرق الأخرى تعتقد أن المسيح الموعود لم يأت بعد ولكن الأحمدية القاديانية ترى "أنه جاء، وهو الميرزا غلام أحمد الذي جاء لإصلاح كل الأديان".

وأضاف: "إن رسول الإسلام محمد هو آخر رسول مشرع أي جاء بشريعة، وأما الميرزا غلام أحمد فهو "نبي أوحي إليه، وإن لم يأت بشريعة".

وحول ما يقال من أن هذه الجماعة تلغي الجهاد، نفى رفيق حياة ذلك قائلا "إننا لا ننفي الجهاد ولكن الجهاد من وجهة نظرنا في الأساس هو جهاد النفس، والإسلام يرفض الاعتداء على الأرواح".

وفيما يتعلق بمسألة صلب المسيح وقيامته (بالنسبة للمسيحيين) أو رفعه إلى السماء قبل الصلب (بالنسبة للمسلمين) قال رفيق حياة "إن الاحمديين يرون أن المسيح قد صلب ولكنه لم يمت على الصليب، وإنما تم إنقاذه بعدما أغمي عليه، وتمت مساعدته على التخفي والفرار، إلى أن مات في سريناجار بالقطاع الهندي من كشمير ميتة طبيعية عن عمر يناهز المائة عام".


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عدد أتباع الجماعة الأحمدية

تقول مصادر الجماعة الأحمدية أن العدد الإجمالي لأتباع الطائفة الأحمدية حول العالم يصل نحو 200 مليون، منهم أربعة ملايين نسمة في الباكستان التي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة.

ولكن معظم التقارير المتصلة بالطائفة تفيد بأن عدد أعضاء الجالية الأحمدية لا يزيد عن خمسة ملايين نسمة، معظمهم في أوروبا الغربية وكندا وآسيا، وبشكل خاص في الهند والباكستان واندونيسيا.

يوجد في كندا حوالي خمسين ألف أحمدي، فيما يناهز عددهم في ألمانيا الثلاثين ألفا من أصل ثلاثة ملايين مسلم يعيشون في تلك البلاد.

وفي فلسطين تقدر بعض المصادر أن عدد أتباع الطائفة يبلغ حوالي 5000 شخصا يعيش منهم 3000 أحمدي في بلدة الكبابير جنوبي مدينة حيفا، فيما يقطن الباقون في حيفا وعكا وطولكرم ونابلس وغيرها من المدن الفلسطينية.

المزارات والمساجد

المزارات:

بغض النظر عن الموقف السلبي لمعظم المسلمين السنة والشيعة حيال الطائفة الأحمدية وأتباعها، إلا أن الأحمديين يعتبرون أنفسهم مسلمين ملتزمين بالشريعة. وعليه فإن المساجد والمزارات وسائر الأماكن المقدسة عند المسلمين هي مقدسة لدى أتباع الطائفة الأحمدية، كمكة المكرمة والمدينة المنورة والمسجد الأقصى وغيرها من المساجد ودور العبادة. ولكن الأحمديون يضيفون إلى كل هذه عدداً من المزارات التي تخص الطائفة مثل:

* الربوة: يقول أمير الجماعة الأحمدية في بريطانيا رفيق أحمد حياة أن أتباع الطائفة الأحمدية حولوا هذا المكان القاحل إلى منطقة مزدهرة.

* قاديان: بلدة في الهند ولد فيها مؤسس الجماعة الأحمدية ميرزا غلام أحمد الذي أعلن نفسه المسيح المنتظر الذي بشرت بقدومه الكتب السماوية. ونسبة لهذا المكان سميت الطائفة الأحمدية بالقاديانية.

* سريناجار: منطقة تقع في الجزء الهندي من كشمير، يقول الأحمديون أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام توفي ودفن فيها عن عمر يناهز المائة عام قضاها متجولا في بقاع كثيرة داعيا الى الصلاح وعمل الخير وتجنب المعاصي. وجدير بالذكر أن الأحمديين لا يؤمنون بالروايتين؛ المسيحية التي تقول بقيامة السيد المسيح بعد موته على الصليب بثلاثة أيام، والاسلامية التي تقضي بأن السيد المسيح لم يصلب وانما صلب الذي شبّه للجلادين أنه المسيح وتم انقاذ المسيح برفعه الى الماء. ويقولون بأن السيد المسيح صلب وأغمي عليه، وتم انقاذه ومساعدته على الفرار والتخفي من قبل بعض الجنود المؤمنين برسالته. وقد عاش السيد المسيح، حسب المعتقد الأحمدي زهاء مائة عام ومات ميتة طبيعية ودفن في سريناجار.

المساجد:

يعتبر الأحمديون جميع المساجد بيوت الله ولا يتحفظون على أداء صلواتهم فيها، فيما يتعامل كثير من المسلمين مع مساجد الطائفة الأحمدية باعتبارها مجرد معابد لا تجوز الصلوات في جنباتها.

للطائفة الأحمدية كثير من المساجد ودور العبادة ومنها ما يضاهي أكبر المساجد في العالم من حيث المساحة والتجهيزات والمباني الملحقة المخصصة لأغراض دنيوية مفيدة كالمدارس والمكتبات العامة والمرافق الصحية. ومن بعض مساجد الأحمديين في العالم:

* المسجد الأحمدي في بريطانيا:
وهو أكبر المساجد في أوروبا. يقع المسجد في ضاحية موردن بالعاصمة البريطانية لندن. تزيد مساحته على 5500 مترا مربعا وتستوعب جنباته عشرة آلاف من المصلين.

مسجد بيت الفتوح في أوروبا
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
من المباني الملحقة للمسجد قاعة تدريبات رياضية، مكتبة عامة، قاعة للعب الأطفال وأخرى للمؤتمرات.
يقول اقبال سكراني، نائب رئيس المجلس الاسلامي البريطاني عن مسجد الطائفة الأحمدية في بريطانيا أنه "لا تجوز للمسلم الصلاة فيه، لأنه ليس مسجدا، وهم (الأحمديون) ليسوا بمسلمين"، فيما يدعو رفيق حياة زعيم الطائفة في بريطانيا الجميع للصلاة فيه قائلا: "ان المسجد الجديد مفتوح لجميع المسلمين ولأصحاب الديانات الأخرى للصلاة فيه، لأن الطائفة تريد أن تجعل من هذا الجامع رسالة سلام".

* مسجد بيت النور في كندا:
يقع في مدينة كالغاري بمنطقة ألبرتا في كندا. تم افتتاحه في تموز- يوليو 2008 بعد أربعة عشر عاما من البناء.
تبلغ مساحة مسجد النور 4500 مترا مربعا ويتسع لـ 1500 مصل في قاعة الصلاة الكبرى ولثلاثة الاف اذا ما احتسبت القاعات الاخرى. وقاعات المسجد مزودة بتجهيزات سمعية وبصرية متطورة.

* مسجد السيدة خديجة في ألمانيا:
افتتح المسجد في تشرين أول – أكتوبر/2008 في الشطر الشرقي من مدينة برلين وذلك بعد عامين من الصراع المرير مع السلطات البلدية التي كانت تأخذ احتجاجات المتطرفين الألمان على المظاهر الاسلامية في البلاد بعين الاعتبار. واثناء مراسم وضع حجر الاساس كان رجال الطائفة قد وصعوا لافتات كتب عليها "الاسلام يعني السلام وحب الجميع" على مدخل خيمة بيضاء نصبوها للضيوف. وترتفع مئذنة مسجد السيدة خديجة 12 متراً وتقدر مساحته بـ 500 متراً مربعا ويتسع لنحو 250 متعبد.

مؤسس الجماعة الأحمدية وخلفاؤه

مؤسس الجماعة الأحمدية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولد مؤسس الجماعة الأحمدية ميرزا غلام أحمد في قاديان بالهند عام 1835 وتوفي عام 1914 ليخلفه ابنه ميرزا بشير الدين محمود الذي اختار قبيل وفاته في عام 1965 الحافظ ميرزا خليفة له.

عام 1998 وقع الاختيار على ناصر أحمد وهو حفيد ميرزا المؤسس خليفة ثالث، وعند وفاته عام 1982 أصبح ميرزا طاهر أحمد خليفة رابع.

والآن الخليفة الخامس هو ميرزا مسرور أحمد.

الخليفة الخامس للأحمديين
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الأحمدية في العالم العربي

يقول أتباع الجماعة الأحمدية: "إن مؤسس الجماعة لم يهمل العرب بل خاطبهم بعبارات تفيض بالرقة والمحبة في كتابه" التبليغ الإعجازي"، ويذكرون أنه تحدث إلى صاحبه عبد الكريم السيكوتي حول ضرورة تبليغ العرب بلغتهم، وطلب منه ترجمة ما يكتبه إلى العربية، ويضيفون أنه رأى في تلك الليلة أن يكتب بالعربية فيما يعتبرونه معجزة أن يكتب الخليفة بالعربية التي لم يعرفها من قبل.

وفي كتابه حمامة البشرى يقول مؤسس الجماعة مخاطبا العرب "السلام عليكم أيها الأتقياء الأصفياء من العرب العرباء، السلام عليكم يا أهل أرض النبوة وجيران بيت الله العظمى. أنتم خير أمم الإسلام وخير حزب الله الأعلى، وكفى لكم فخرا أن الله افتتح وحيه وختم على نبي كان منكم ومن أرضكم وطنا ومأوىً ومنزلا.

وما أدراكم من ذلك النبي محمد المصطفى-صلى الله عليه وسلم- سيد الأصفياء وخير الأنبياء وخاتم الرسل وإمام الورى. يا سكان أرض أوطأته قدم المصطفى، إن ظني فيكم جليل وفي روحي للقائكم غليل يا عباد الله، وإني أحن إلى أعيان بلادكم وبركات سوادكم لاْزور موطئ أقدام خير الورى وأجعل كحل عيني تلك الثرى. يا إخوان إني أحبكم وأحب بلادكم وأحب رمل طرقكم وأحجار سكككم".

وتقول المصادر الأحمدية أنه نتيجة لما كتبه مؤسس الجماعة فقد تعرف إليه نفر من العرب فبايعوه في قاديان ومنهم محمد بن أحمد ساكن شعب عامر في مكة وعلي طايع لكن هذه المصادر لم تتوسع في ذكر هاتين الشخصيتين أو نسبهما أو مصيرهما.

أما في الشام فتقول المصادر أن أول من بايعه كان محمد سعيد طرابلسي. ولاحقاً في العام 1913 أرسل الخليفة الأحمدي الأول نور الدين القرشي صاحبه زين العابدين إلى مصر للتخصص باللغة العربية حيث درس هناك وانتقل إلى بيروت ودرس فيها على يد صلاح الدين الرافعي الذي قبل الأحمدية وأعلنها في حفل عام. وقد جرى تعيين زين العابدين مدرسا لتاريخ الأديان في كلية صلاح الدين الأيوبي في القدس والتي أقيمت لتخريج دعاة مسلمين في مواجهة التبشير المسيحي المضطرد حيث تتلمذ على يديه الشاب منير الحصني الذي أصبح أحمدياً.

وفي العام 1924 سافر الخليفة الثاني بشير الدين محمود أحمد ومعه 11 مبلغاً أحمدياً إلى لندن لافتتاح مسجد بيت الفضل، وشارك هناك في مؤتمر للأديان وأثناء عودته عرج على البلدان العربية حيث زار مصر وسورية ولبنان وفلسطين.

بعض أفراد الجماعة الأحمدية من فلسطين وسوريا عام 1929

وكان للأحمديين مواقف مؤيدة للحق الفلسطيني في أعقاب حرب عام 1948، ويظهر ذلك من خلال تصريحات ومنشورات قادة الجماعة وأمراءها.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الخليفة الأحمدي الثاني للفلسطينيين عام 1948: لا تتركوا دياركم!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إمام الجماعة الأحمدية يدعو الى نصرة فلسطين، 10/9/1948


وزير خارجية الباكستان الأحمدي ظفر الله خان مطلع الخمسينيات: مواقف مناصرة للفلسطينيين
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الأحمدية في فلسطين

تذكر المصادر الأحمدية أن الخليفة الثاني بشير الدين محمود أحمد زار حيفا والقدس وبيت لحم والخليل عام 1924، وقد تمت دعوته لشرب الشاي في منزل مفتي القدس، ثم، وفي نهاية هذا المطاف عاد الى حيفا والتقى مع حاكم المحافظة قبل أن يغادر إلى دمشق بالقطار. لكن على ما يبدو إن دمشق لم ترحب بالخليفة حيث حصلت ضجة وهياج ديني لم تشهد المدينة مثيلاً له حتى أن هناك من حاول نسف فندق السنترال الذي نزل به الخليفة الأحمدي وعندها أعلنت الحكومة الفرنسية أنها عاجزة عن حمايته وصحبه ونصحته بمغادرة البلاد بعد مصادرة نشرة (النداء) التي أعدها الوفد وكانت لم تزل في المطبعة، فعاد الوفد إلى بيروت ثم إلى عكا وحيفا ومنها إلى بورسعيد بمصر.

لكن بعودة الخليفة الأحمدي الى قاديان صمم على إعداد أول بعثة تبشيرية أحمدية إلى دمشق بالذات التي رفضت استقباله ووضع على رأسه البعثة المبشر الشاب جلال الدين شمس والذي أسس الجماعة الأحمدية في الشام ومنطقة الكبابير في حيفا بفلسطين وجماعة مصر. وقد تعرض شمس إلى محاولة اغتيال بطعنة خنجر في دمشق لكنه تماثل للشفاء ونجا من الموت و عاد إلى قاديان من البلاد العربية عام 1931.

بعدها وصل إلى فلسطين مكانه أبو العطاء الجلندهري حيث مكث حتى العام 1936 في بلدة الكبابير جنوب حيفا، وهو الذي أكمل بناء مسجد (سيدنا محمود) فيها وأسس مجلة "البشارة" التي تحولت الى "البشرى" الحالية، وهي لسان حال الجماعة في الديار العربية. وقد توفي أبو العطاء في العام 1977 تاركا عدة مؤلفات بينها تعليقات على البهائية والتي تواجدت إلى جانب الأحمدية في حيفا.

ولم يكن هؤلاء فقط هم الذين حاولوا نشر مبادىء الجماعة بين الفلسطينيين، فهناك محمد سليم الهندي الذي خدم الجماعة في فلسطين من العام 1936 حتى 1938 وترأس تحرير مجلة "البشرى"، ثم شودري محمد شريف والذي بقي زهاء 18 عاما في البلاد العربية والذي انتقل إلى غامبيا وهناك استطاع إدخال الملك ف. م سنغانة بالجماعة الأحمدية. كذلك جلال الدين قمر الذي حضر للبلاد العربية عام 1954 وعمل رئيساً لتحرير "البشرى" ومديراً للمدرسة الأحمدية في حيفا، وفضل الهي بشير الذي حضر أواخر السبعينات للمنطقة وألف كتباً بالعربية تطرق فيها الى المسائل الخلافية.

مما سبق يظهر بجلاء اهتمام الجماعة الأحمدية بالانتشار في العالم العربي والانطلاق نحو هذا العالم عبر فلسطين، ورغم تمحورها في الكبابير بحيفا في فلسطين إلا أن هناك انتشاراً محدوداً لها في الضفة وغزة.

اذن، وصلت الدعوة الأحمدية إلى فلسطين عن طريق حيفا عندما قدم إليها الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود احمد ابن مؤسس الجماعة عام 1924حيث حضر بمعييته المبشر الأحمدي جلال الدين شمس الذي أسس مركز الجماعة في بلدة الكبابير على قمة جبل الكر مل في حيفا وقد تبع ذلك بناء أول مسجد للجماعة هناك عام 1934وتمت إعادة بناؤه عام 1979ويعرف بمسجد سيدنا محمود.

أمير الجماعة الأحمدية في حيفا
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



يقدر عدد أتباع الطائفة الأحمدية في فلسطين بنحو خمسة آلاف شخص، يعيش منهم في بلدة الكبابير قرابة الـ 3000 نسمة، فيما يتوزع الآخرون على مدن عكا وحيفا وطولكرم ونابلس وغيرها.. وتعيش الطائفة نوعا من العزلة العقائدية حيث لم تتمكن الأحمدية من الانتشار وسط الفلسطينيين على الرغم من تاريخ وجودها في البلاد والذي يناهز الثمانين عاما، مع أن زعماء الاحمدية يأملون في أن يكون أتباعهم في فلسطين الجسر الذي تعبر عليه الأحمدية إلى العالم العربي.
يتبع

الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، الجالية الإفريقية


نتابع: الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، الجالية الإفريقية

- الجالية الإفريقية في القدس
- الجالية الإفريقية والقضية الوطنية
- الوضع الاجتماعي للجالية
- الوضع الاقتصادي للجالية

الجالية الإفريقية في القدس


يعتبر أبناء الجالية الإفريقية في فلسطين فلسطينيون من أصول افريقية، رافق أسلاف بعضهم إبراهيم باشا في حملته الشهيرة على فلسطين في عهد محمد علي باشا الكبير الذي كان واليا على مصر في أواخر سنوات الإمبراطورية العثمانية. يسكنون في مدينة القدس على مقربة من أحد أبواب الحرم القدسي الشريف المسمى باب الناظر (باب المجلس)، والذي يقع في الجدار الغربي للمسجد الأقصى. ويعيشون في مساحة ضيقة تسمى "حبس العبيد" ضمن رباطين هما: رباط علاء الدين البصير، والرباط المنصوري.

وكانت منطقة حبس العبيد تستخدم في زمن المماليك استراحة للحجاج القادمين إلى المسجد الأقصى وقبة الصخرة لتقديس حجتهم بعد أن أدوا فرائضها في مكة المكرمة. وقد جاءت تسمية مباني المنطقة التي يقطنها أبناء الجالية الإفريقية بحبس العبيد لكونها كانت تستخدم سجناً زمن العثمانيين.

يتميز أبناء الجالية الإفريقية ببشرتهم السمراء التي تدل على أصولهم الأفريقية، ويعتبرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من فلسطين قضية وأرضا وشعبا ومقدسات.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يعود وجود الأفارقة في فلسطين إلى زمن الفتوحات الإسلامية، وتحديدا عندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس يرافقه عدد منهم، أما الجالية الأفريقية المتواجدة حاليا في مدينة القدس والتي تعود جذورها إلى دول تشاد، نيجيريا، السودان، والسنغال، فأبناؤها قدموا في أواخر القرن التاسع عشر، وهم ينحدرون بنسبهم من ثماني قبائل هي: السلامات، البرنو، التكروري، الفيراوي، الحوس، البرجو، والكلمبو، والفلاته. وتكاد أسباب مجيئهم إلى المدينة المقدسة تنحصر في سببين جوهريين هما:

الأول ديني:

حيث جاءوا لقضاء ما يوصف بالحجة المقدسية، قادمين من مكة المكرمة بعد أداء مناسك الحج هناك، وهم بهذه الحالة يكونون قد حجوا إلى المواقع الثلاث الأساسية التي تشد إليها الرحال حسب الشريعة الإسلامية، ألا وهي، المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس الشريف.

والثاني جهادي:

حيث قدموا للدفاع عن المقدسات الإسلامية ضد الانتداب البريطاني ومن ثم الاحتلال الإسرائيلي، وأخذوا على عاتقهم حراسة وحماية الحرم القدسي، وتقديم الخدمات للمصلين. وقد شارك الكثيرون من أبناء الجالية الإفريقية في المعارك التي خاضها الفلسطينيون ضد الحركة الصهيونية وكان أبرزها معركة جبل المكبر التي قادها محمد طارق الإفريقي، واستطاع ومن معه من القوات الفلسطينية والأردنية إنقاذ جبل المكبر ومحيطه من الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م.

عددهم:

يبلغ تعداد الجالية الإفريقية في القدس اليوم حوالي 350 شخصا، وهم من أبناء الجيل الثاني والثالث. وتعتبر هذه الجالية جالية فتية إذ تقل أعمار غالبية أبنائها عن العشرين عاماً. وتقدر نسبة الذكور بينهم بـ 52% والإناث بـ 48%.
تضاءل عدد أبناء الجالية في أعقاب حرب الأيام الستة في عام 1967م بسبب نزوح عدد كبير منهم إلى الأردن وباقي بلدان الشتات الفلسطيني.

الظروف السكنية:

لا تختلف الظروف السكنية للجالية الإفريقية عن ظروف بقية أبناء البلدة القديمة من القدس الشريف، حيث تعاني منازلهم من الكثافة السكانية العالية، وانعدام الخصوصية إلى حد كبير، بالإضافة إلى قلة التهوية والإنارة الطبيعية، وارتفاع نسبة الرطوبة، فالغرف ضيقة جدا، وملتصقة بعضها ببعض، فهي بالأساس لم تشيد بغرض سكن العائلات، بل لإيواء الأفراد، فيما كانت تسمى الغرفة الواحدة "خلوة". ونظرا للرغبة الشديدة بالبقاء إلى جانب الأقصى، ولضعف الإمكانيات المادية اضطر أبناء الجالية الإفريقية لبناء غرف إضافية في الساحات المكشوفة، بلغت في بعض الحالات إلى ثلاثة طوابق.

وقد يصل الوضع أحيانا حدا يضطر معه بعض الأزواج الشابة من أبناء الجالية إلى مقاسمة عائلاتهم الحجرات الصغيرة التي تسكنها والتي لا تزيد مساحات أغلبها عن 2.5×3 متر، مما يخلق إشكالات اجتماعية متعددة، وهذا الأمر دفع ببعض أبناء الجالية ممن أسعفه الحظ بوضع مالي جيد نسبياً ليقوم باستئجار مسكن خارج البلدة القديمة.

الجالية الإفريقية والقضية الوطنية

ينخرط أبناء الجالية الإفريقية في النضال الوطني الفلسطيني بفاعلية يشهد لها، فلقد كان سبب وجودهم بالأساس هو الدفاع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية في مواجهة البريطانيين والاحتلال الإسرائيلي. ونتيجة نضالهم سقط منهم شهداء وجرحى وأسرى في مختلف ساحات المواجهة، وهدمت منازل بعضهم، لاسيما في عامي 1948م و1967م وفي انتفاضتي الحجارة 1987م والأقصى 2000م.

ويفتخر أبناء الجالية بأن أول من نفذ عملية فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد نكسة حزيران 1967م، هي ابنة الجالية الإفريقية فاطمة البرناوي، وهي في نفس الوقت أول أسيرة فلسطينية، أمضت في الأسر عشر سنوات، وأفرج عنها في إطار عملية تبادل، لتعود للالتحاق بصفوف الثورة الفلسطينية في لبنان وتونس، إلى أن عادت إلى ارض الوطن بعد اتفاقية أوسلو، فساهمت في تأسيس وقيادة الشرطة النسائية في إطار السلطة الوطنية الفلسطينية.

الوضع الاجتماعي للجالية الإفريقية

تتميز الجالية الإفريقية في مدينة القدس بروابط اجتماعية متماسكة وقوية فيما بينها، إذ يعتبرون أنفسهم عائلة واحدة، ويظهر ذلك جلياً في المشاركة الجماعية الكاملة من قبل أبناء الجالية في أفراح وأتراح بعضهم البعض.

وكان من عاداتهم تناول وجبة الغداء كل يوم جمعة معاً بعد صلاة الظهر في الرباط المنصوري، حيث كان الجميع يشارك بتكاليف الطعام، كل حسب إمكانياته. وبعد تناول الغداء يلتفون جميعا حول أحد الآباء، ويتسامرون ويخوضون في الحديث عن الشؤون والأوضاع الاجتماعية والسياسية العامة بالعرض والتحليل.

وإذا نظرنا إلى زاوية أخرى وهي العلاقة بين الجنسين، فقد كانت قائمة على المساواة وعدم التمييز، بل إن الفتاة تحظى باحترام ومعاملة حسنة تضاهي أحياناً معاملة الشاب.

وتعتبر الجالية الإفريقية نفسها جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني بعاداته وتقاليده المستمدة من روح العقيدة الإسلامية، لذلك اندمجوا بشكل كامل في المجتمع الفلسطيني ولم ينغلقوا اثنيا على ذاتهم، بل ارتبطوا بعلاقات وطيدة مع من حولهم وصاروا مكونا عضويا في نسيج المجتمع الفلسطيني، من حيث الواقع والتاريخ واللغة والدين.

الوضع الاقتصادي للجالية الإفريقية

إن طبيعة الأوضاع التي يعيشها الأفارقة المقدسيين لا تختلف عن أوضاع الشعب الفلسطيني المتدهورة اقتصاديا بسبب الإغلاق والحواجز التي تقيمها سلطات الاحتلال، بما في ذلك بناء جدار الفصل العنصري لفصل مدينة القدس عن أحياءها وقراها المجاورة.

ولعل سياسة الاحتلال في تضييق الخناق على الفلسطينيين في مدينة القدس بهدف تهويد المدينة، جعلت الأوضاع الاقتصادية لسكان المدينة الفلسطينيين، بما فيهم الأفارقة أكثر صعوبة وتعقيدا، حيث بلغت نسبة الفقر بين العائلات المقدسة 66.8% حسب معطيات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني وعدد من المؤسسات المقدسية.

وقد دفع هذا الوضع الاقتصادي المأساوي العديد من أبناء الجالية الإفريقية إلى التسرب من المدارس، واللجوء إلى سوق العمل في المصانع، والمطاعم، والفنادق، وورش البناء لتحسين ظروفهم الاقتصادية السيئة، فنسبة من تلقوا التعليم الجامعي من أبناء الجالية الإفريقية لا تتجاوز 1% وحتى أن الكثير منهم لم يصلوا المرحلة الثانوية.


توارث أبناء الجالية الأفريقية مهنة حراسة المقدسات الإسلامية، وتحديدا المسجد الأقصى، واتسع نطاق هذه المهنة ليشمل حراسة بعض الكنائس المسيحية، ولكن بعضهم امتلك محلات تجارية متواضعة، وآخرون عملوا كباعة متجولين في الشوارع حيث اشتهروا ببيع الفول السوداني، وبعد تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994عمل عدد لا بأس به من أبناء الجالية الإفريقية في مؤسساتها المختلفة.

يتبع

الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، التركمان


نتابع: الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، التركمان

- أصول التركمان
- التركمان في فلسطين
- عديد التركمان في فلسطين
- اندماج التركمان في المجتمع الفلسطيني

أصول التركمان

ورد أقدم ذكر للـ "تركمان" في كتاب (أحسن التقاسيم) للجغرافي العربي الكبير المقدسي البشارى (4هـ/10م) وذلك أثناء وصفه مدينتي (بروكت) و(بلاج) الواقعتين على نهر سيحون.

والتركمان هم شعب تركي يعيش في تركيا وتوركمانستان وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وجزء من الصين يعرف بتركستان الشرقية وجزء من أفغانستان وفي شمال شرق إيران وشمال العراق وفي أنحاء متفرقة من سوريا ولبنان وفلسطين.
يَتكلّم التركمان بشكل عام اللغةَ التركمانيةَ، وهي إحدى لهجات اللغة التركية التي تبلورت كلغة مستقلة. وكان تعبير التركمان قد استخدم تاريخيا كمرادف لتعبير "الغز" وهي قبائل سكنت خلال عهود أواسط آسيا ، ولعل هذا التعبير شاع وتعمم عندما بلغت لسلاجقة الأوائل مبلغ القوة والسيادة. وردت لفظة التركمان في كتاب (تاريخ سيستان) لمؤلف مجهول من القرن الخامس. ويبدو أن هذا الكتاب ألف بأقلام ثلاث مؤلفين وفي ثلاث فترات. وأن كلمة التركمان لها علاقتها بدخول السلاجقة إلى منطقة سيستان وذلك عام 428هـ / 1026م، وهنا يقصد المؤلف بالتركمان جماعات السلاجقة.

وردت اللفظة في تاريخ أبن الفضل البهيقي (ت 470/ 1077) مع الإشارة إلى السلاجقة فيدعوهم المؤلف مرة بالتركمان وأحيانا فرق بينهم وبين السلاجقة. وكذلك يشير إليهم بالتركمان السلاجقة وفي مواضع أخرى يكتفي بالقول بالسلاجقة. ومن المحتمل أن المؤلف ميز مجموعة معينة من التركمان (الغز) قادهم من جماعات التركمان الآخرين الذين جاء قسم منهم قبل السلاجقة نحو جهة المغرب وآخرون تدفقوا نحو هذه البلاد بعد الحملات السلجوقية.

وفي كتاب (زين الأخبار) للغرديزي من القرن الخامس عشر (الحادي عشر) يسمى المؤلف جماعات السلاجقة بالتركمان فتجده يسمي (جغري بك داود) بـ (داود التركماني) ومرة أخرى يذكره (داود) مجرداً من أي لقب كما يسمي (طغرل بك) بـ (طغرل التركماني) أو طغرل وحده دون أن يلحق به لقباً ما، فيبدو أن هذا التعريف شاع بقيام السلاجقة الأوائل وأستخدم فيما بعد لدلالة على جميع قبائل الغز سواء كانوا أتباع السلاجقة أو غيرهم.
وهناك مؤلفون فرقوا بين "التركمان" و"الغز". ولعل سبب ذلك كما يقول (مينورسكي) : "أن السلاجقة استحسنوا لأتباعهم تعريفاً معيناً ليميزوا أنفسهم عن القبائل الغزية الأخرى".

كانت الحروب والفتوحات سببا رئيسا لهجرة التركمان مواطنهم الأصلية في أواسط آسيا وتدفقهم للاقامة في البلدان والأقاليم المجاورة كالعراق وبلاد الشام وغيرها. ففي العراق الذي يشكل فيه التركمان اليوم مكونا رئيسيا في خريطته العرقية (3% من السكان)تواجد التركمان منذ سنة 54 هجرية، حيث استدعى القائد الأموي عبيد الله بن زياد (2000) من الأتراك إلى البصرة كجنود خدمة. وقد بدأ إطلاق اسم التركمان على أتراك العراق في عهد السلاجقة، حيث يتفق المؤرخون إن هذه التسمية لا تعني بأي حال من الأحوال عرقا آخر غير الترك، كما يتفقون أن مصطلح التركمان أطلق على قبائل الغز بعد اعتناقهم الإسلام. واسم التركمان جاء نتيجة دمج كلمتي (ترك وايمان).

من جهة أخرى يلاحظ الؤرخون أن طلائع التركمان التي دخلت بلاد الشام، وفلسطين بشكل خاص مع القائد صلاح الدين الايوبي فتحت الباب امام هجرات التركمان التي تدفقت خلال العهود اللاحقة واستوطنت سورية ولبنان وغيرها. الا أن فتوحات العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول لبلاد الشام ( 1416) والعراق (1417) شكلت الانطلاقة الفعلية لاستيطان التركمان في العراق وبلاد الشام.

مشهد من احتفالات تركمان العراق

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التركمان في فلسطين

بدأ تواجد التركمان في فلسطين منذ عام 1088م وبشكل خاص في لواء حيفا ضمن قطاع آل طرباي الذين أصبحوا يعرفون باسم الأسرة الحارثية في مرج ابن عامر، والاسم الذي حمله تركمان فلسطين، والذي لا زال متداولا حتى اليوم هو عرب التركمان.
وصلت أولى موجات التركمان فلسطين إبان الحروب الصليبية ضمن قوات وحشود صلاح الدين الأيوبي القادمة من شمالي العراق، حيث شاركوا بفعالية في حروب صلاح الدين لتحرير بلاد الشام من الصليبيين، وكانت مساهمتهم واضحة في استعادة مدينة القدس للسيادة الإسلامية.

يورد الباحث فايز سارة في كتابه (أقليات شرق المتوسط) معلومة هامة تتعلق بالتركمان في فلسطين، والذين يطلق عليهم اسم "عرب التركمان" لأنهم جميعا ينتمون إلى قبيلة تحمل هذا الاسم.
ويشير الباحث إلى مشاركة التركمان في الدفاع عن بلاد الشام أثناء الحروب الصليبية، وهم المعروفون بفروسيتهم، حيث كان من بين قادة جيوش صلاح الدين الأيوبي، قائد تركماني بارز هو مظفر الدين كوجك (كوكبورو)، وهو أحد قادة صلاح الدين وزوج شقيقته، وهو أمير دولة الأتابكة في أرييل أيضا، حيث شهد المعركة الكبرى في حطين. وقد انضم إلى جيش صلاح الدين فيما بعد القائد التركماني يوسف زين الدين وهو أمير أتابكة الموصل في شمال العراق. ويعتبر قدوم هذين القائدين فاتحة التواجد، ومن ثم الاستيطان التركماني في فلسطين، حيث كافأهما صلاح الدين لقاء شجاعتهما في الحروب إلى جانبه قرية المنسي، قرب حيفا، والتي ازدهرت بنسلهما على مدى القرون اللاحقة.

في البداية سكن التركمان الفلسطينيون قرية المنسي في لواء حيفا في الطرف الغربي لمرج بن عامر، ثم سكنوا عكا والساحل الفلسطيني بين عتليت والخضيرة. وفي حرب 1948 اجتاحت القوات الصهيونية قرى التركمان في فلسطين، ودمرتها بعد قتال عنيف بين المهاجمين وأهالي القرى. وقد سقطت " المنسي " بعد معارك حدثت ما بين 9 و13 نيسان / أبريل 1948 وتزامن سقوطها مع أغلب القرى المجاورة.
بعد نكبة عام 1948م هجر عدد كبير منهم إلى الجولان وبعض المناطق السورية الأخرى والأردن، ومدينة جنين؛ في أحياء وادي برقين، والألمانية، وحي سبعين، وضاحية صباح الخير، وخروبة، بالإضافة إلى مخيم جنين وبلدات وقرى بئر الباشا، بئر السبيل، مثلث الشهداء، الزبابدة، عرابة، يعبد، رمانة وبعض المدن الفلسطينية الأخرى مثل طولكرم ونابلس وقطاع غزة، حيث يعرفون هناك بعشائر الشجاعية التركمان.

وتعتبر عشيرة (عرب التركمان) أكبر مجموعة سكانية في مخيم جنين الذي تعرض لمجزرة بشعة إبان الاجتياح الإسرائيلي لمدن ومخيمات وقرى الضفة الفلسطينية عام 2002 سقط فيها مئات الضحايا والمصابين بينهم عدد كبير من الفلسطينيين التركمان.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مخيم جنين، معقل تركمان فلسطين

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مخيم جنين بعد الدمار الذي حل به
عديد التركمان الفلسطينيين

وفقا للإحصاء البريطاني عام 1922م بلغ عدد التركمان في إطار فلسطين التاريخية نحو 2951 نسمة ينتمون إلى سبع عشائر أساسية وعدد من العائلات كما يلي:

1- عرب الشقيرات 403 نسمة
2- عرب الطوالحة 301 نسمة
3- عرب النغنغية 272 نسمة
4- عرب بني سعيدان 45 نسمة
5- عرب الضبايا وبني غرة 287 نسمة
6- العراقمة 125 نسمة
7- العوادين 402 نسمة
8- حديدون 48 نسمه
9- الصفصاف 31 نسمة
10- التركمان 1037 نسمة
11- الغابة 522 نسمة
12- قيسارية 193 نسمة.

وحسب المصادر التاريخية فان القبائل التركمانية الأساسية السبع كانت مع نهاية القرن التاسع عشر تسكن حيفا ومرج بن عامر وقد انتظمت هذه القبائل في مجلس عشائر تم تشكيله في العام 1890م لكل واحد من شيوخ العشائر أن يكون عضواً فيه وفق شروط معينة.
أما العشائر التي كانت تسكن المرج فهي:

* عرب العوادين.
* الشقيرات سكنت قرية أبو شوشة.
* عرب الطوالحة سكنت قرية أبو زريق.
* عرب العلاجمة سكنت قرية المنسي.
* عرب ابن سعيدان واغلبهم من آل جندي سكنت قرية المنسي.
* عرب الضبايا سكنت قرية المنسي.
* بني غرة سكنت قرية المنسي
وهذه العشائر السبع تشكل السواد الأعظم من عرب التركمان في فلسطين.

يتركز وجود التركمان في الوقت الحاضر في محافظة جنين حيث يزيد عددهم عن العشرة آلاف نسمة في المدينة ومخيمها فقط، ويقدر فخري التركمان وهو عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني بأن عدد التركمان يصل اليوم إلى أكثر 30 ألف نسمة موزعين على بعض المحافظات الفلسطينية وتحديدا جنين ونابلس وطولكرم وقطاع غزة.

لا توجد إحصاءات حديثة ودقيقة عن عديد التركمان الفلسطينيين في الشتات، إلا أن بعض التقديرات تفيد بأن عددهم في الأردن يناهز المائة وخمسين ألفا، يسكنون بشكل أساسي في مخيمي البقعة والوحدات ومدينة اربد وفي بعض مناطق الغور.

اندماج التركمان في المجتمع الفلسطيني

حتى أواخر العهد العثماني كان التركمان يحافظون على لغتهم التركية ويستخدمونها في حياتهم اليومية فيما بينهم، ولكن مع مرور الزمن اكتسب التركمان في فلسطين اللغة والعادات والتقاليد العربية، لدرجة أنك لا تستطيع التمييز بينهم وبين أقرانهم ذوي الأصول الاثنية العربية من حيث العادات والتقاليد واللغة والهوية. ومنذ بدايات القرن العشرين أخذوا يستخدمون اللغة العربية وكادت اللغة التركية تتلاشى من التداول، خاصة بين الأجيال الجديدة. وانخرط التركمان، في فلسطين وفي الشتات، كلياً في المجتمع الفلسطيني، وذابوا في البوتقة الفلسطينية، وعلى حد تعبيرهم فهم "لا يعرفون لهم وطناً إلا فلسطين".

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الزي الشعبي للمرأة التركمانية

من جهة أخرى يسجل للتركمان مشاركتهم الفعالة، كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني في الحياة العامة وفي الكفاح الوطني الفلسطيني قديما وحديثا، ففي سياق الدفاع عن أراضيهم كانت لهم مشاركة فاعلة في مواجهة الانتداب البريطاني والأطماع الصهيونية في أرض فلسطين، وتسجل أحداث ثورة فلسطين الكبرى 1936 ـ 1939 مشاركة التركمان في الثورة، وقد كانت قرية "المنسي"، حيث يسكن التركمان أحد مراكز الثورة في اللواء الشمالي من فلسطين، وكان فيها مقر القيادة العسكرية، وفيها مقر محكمة الثورة والتي كانت تنعقد في بيت الحاج حسن منصور. وفي حرب 1948م اجتاحت القوات الصهيونية قرى التركمان في فلسطين، ودمرتها بعد قتال عنيف بين المهاجمين وأهالي القرى المدافعين عنها.

كما يسجل للتركمان الفلسطينيين مشاركة غالبيتهم في النضال الوطني من خلال صفوف فصائل العمل الوطني، فضلا عن مساهمتهم الملموسة في مسيرة البناء.

وجدير بالذكر أن التركمان الفلسطينيين يمتازون بتوقهم للتعليم وإخلاصهم في الحياة المهنية حيث تجد بينهم الكثير من الأطباء والمهندسين والإعلاميين الناجحين، ولديهم ممثلين في المجلس التشريعي الفلسطيني هما جمال الشاتي وفخري تركمان.

يتبع

الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، البهائيون


نتابع: الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، البهائيون

- ماهي البهائية؟

- النشأة

- العقيدة من وجهة نظر البهائيين

- الطقوس والعبادات

- المبادئ

- موقف المسلمين من البهائية

- البهائيون في فلسطين

ماهي البهائية؟

عقيدة انبثقت عن الإسلام على يد مؤسسها ميرزا حسين علي النوري (حسين علي الفارسي المازندراني) في جبل الكرمل المتوفي في مايو1892 عن 75 سنة الذي يسميه أتباعه "بهاء الله"، ولكنها تتميز عن الأصوليتين السنية والشيعية من حيث وتائر الصلاة وكيفيات الصوم والزكاة ووجهة الحج، والنظرة إلى جوانب الحياة وبعض التفسيرات والمفاهيم المتعلقة بالجهاد والعبادات والطقوس والإرث والزواج. كذلك يتميزون عن المسلمين السنة والشيعة بموقفهم إزاء الأديان السماوية الأخرى.

يقول البهائيون أنهم "أتباع دين سماوي مستقل ولكنه يشترك معها أساسًا في الدّعوة إلى التّوحيد"، و"لهذا الدين كتبه المقدّسة وعباداته وأحكامه كالصلاة والصوم وغيرها".

يختلف مدى انتشار البهائيّة في العالم باختلاف المجتمعات وأنظمتها. ولكن ما يتميز به هو القبول العام لمبادئه وتعاليمه وخاصة في البلدان الغربية.

يعتبر البهائيون مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين ومدينة شيراز الإيرانية مراكز روحية للبهائية التي يعتنقها ملايين الأشخاص من مختلف الأجناس، والأعراق، والثّقافات، والطّبقات، والخلفيّات الدّينيّة، تجعل منهم العقيدة البهائية جامعة عالميّة موحّدة.

حديقة البهائيين في مدينة حيفا التي يعتبرها أبناء الطائفة مركزاً روحياً لهم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ويتركز وجود الغالبية العظمى من البهائيين في إيران، ومنهم من يقطن في العراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين، فضلا عن انتشارهم في بلدان أوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا وإفريقيا.

تحظى المنظمات التي يشرف عليها البهائيون اليوم باحترام وافر في المجالس الدّوليّة، وتشارك، بوصفها منظّمات عالميّة غير حكوميّة، في نشاطات هيئة الأمم المتّحدة ووكالاتها المتخصصّة وخصوصا فيما يتعلق بالتعليم، وحماية البيئة، ورعاية الأم والطفل، وحقوق المرأة والإنسان، وغيرها.

النشأة

أسس البهائية الميرزا حسين علي النوري، الملقب بـ "بهاء الله"، الذي ولد في طهران بإيران في الثاني عشر من تشرين الثاني- نوفمبر عام 1817م، أو 1820م من أسرة مرموقة، حيث كان والده وزيراً في بلاط الشاه، فتلقى تعليمه الأوّلي في المنزل كعادة أبناء الوزراء آنذاك.

مؤسس البهائية الميرزا حسين علي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عُرِضَ عليه منصب والده بعد وفاته فرفض وانصرف، كما يقول مريدوه إلى "أعمال البرّ ورعاية المساكين منفقاً ماله الخاص على الفقراء والمحتاجين". وفي سن السابعة والعشرين أعلن الميرزا أنه "حُمّل رسالة إلهية إلى البشر من كل عرق وثقافة وجنس ودين وطبقة وأمَّة".

بشَّر بظهور "بهاء الله" شاب من شيراز الإيرانية اسمه علي محمد ولقبه "الباب" (أي الباب الذي سيدخل منه "البهاء" إلى الأرض حاملا رسالة الله إلى البشر، وفق ما يردده البهائيون).

وأعلن الباب عام 1844م "أن يوم الله قريب وهو الذي تحدثت عنه الأديان السابقة"، فأحدثت دعوته في إيران موجة من الأمل والتفاؤل لدى البعض، ولكنها أثارت عاصفة من الإنفعال والاستنكار بين بعض رجال الدين وأرباب السلطة دفعت إلى اعتقال الباب وحبسه، كما تعرض أتباعه للملاحقة والتعذيب والتنكيل سقط جرائها عدد من الضحايا بلغ، حسب رواية البهائيين العشرين ألف قتيل. وكان الباب قد أعلن بأن "الإنسانية تقف على أعتاب عصر جديد يشهد إعادة تشكيل بُنْيَة المجتمع الإنساني بما يتفق وجوهر الإنسان وطبيعته الروحانية وتعاليم الحقّ سبحانه وتعالى، وأن الهدف من دعوته هو إعداد الجنس البشري وتهيئته لاستقبال ذلك الحدث الذي سيولد من لُبِّ الأحداث الدامية في العالم، ألا وهو ظهور ذلك الرسول الذي سيبعثه الله إلى العالم بأسره، والذي ينتظر مجيئه أتباع الديانات السماوية قاطبة".

أعدم الباب عام 1850م بأمر السلطات الدينية والمدنية في إيران بعد حبس طويل.

كان ميرزا حسين الملقب بـ"بهاء الله" من أبرز أنصار "الباب" ومن أشد المدافعين عن دعوته لذلك زُجَّ به في السجن. ومن سجنه أعلن الميرزا أنه "تَبلَّغَ الرسالة الإلهية بأنه يجسد الوعد الالهي المنتظر" الذي تحدث عنه "الباب". وأخذ يبث دعوته السرّية لمن حوله في السجن.

بعد أربعة أشهر من سجنه أطلق سراح "البهاء" عام 1853م شريطة مغادرته إيران، فاختار الإقامة في بغداد التي أعلن فيها دعوته بصورة علنية عام 1863م.

أخذ المؤمنون برسالة "البهاء" يزدادون من حوله، وكانوا ينتمون لمختلف الطبقات والفئات، وكان بينهم العلماء والمثقفون والمسؤولون وأفراد من عامة الناس، الأمر الذي دعا السلطات العثمانية، بتحريض من السلطات الإيرانية، إلى نفيه وعائلته إلى مدينة استانبول ثم إلى أدرنة وبعدها إلى مدينة عكا الفلسطينية التي توفي فيها عام 1892م عن عمر يناهز 75 عاما ودفن على سفوح جبل الكرمل المطل على مدينة حيفا بعد أن ترك آثاره وحججه ورسائله إلى الخاصة والعامة، منها "الإيقان" و"مجموعة اللوائح المباركة" و"الأقدس" حفظها أتباعه في عدة مجلدات.

جانب من حديقة البهائيين في حيفا حيث ضريح الميرزا حسين علي مؤسس الطائفة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أوصى "البهاء قبل موته بالخلافة لابنه عباس أفندي: الملقب ب‍ـ "عبد البهاء"، وبموته عام 1921م خلفه حفيده لابنته شوقي رباني (شوقي أفندي) الذي مات بأزمة قلبية في لندن عام 1963م ودفن بها في أرض قدمتها الحكومة البريطانية هدية للطائفة البهائية.

وتولى تسعة من البهائيين شؤون البهائية بتأسيس "بيت العدالة الدولي" يديره أربعة أعضاء من أمريكا، واثنان من إنجلترا وثلاثة من إيران انتخبوا اليهودي الأمريكي ميسون رئيساً روحياً للطائفة.

العقيدة من وجهة نظر البهائيين

يقول البهائيون أن الدّين البهائيّ هو أحد الأديان السّماويّة، ويشترك معها أساسًا في الدّعوة إلى التّوحيد، ولكنّه دين مستقلّ له كتبه المقدّسة وعباداته وأحكامه كالصلاة والصوم وغيرها".

ويرى البهائيون أن "تعاليم الدّين البهائيّ بالبساطة والوضوح، وتركّز على الجوهر، وتحثّ على تحرّي الحقيقة، وتهتمّ بنقاء الوجدان، وتنشد السّعادة الحقّة في السّموّ الرّوحانيّ، وتؤكّد أبديّة الرّوح الإنسانيّ، وتبشّر باستمرار بتتابع الأديان، وتعلن أنّ الدّين هو سبب انتظام العالم واستقرار المجتمع، وتـنشد الحرّيّة في الامتثال لأحكام الله، وتشترط أن تكون أقوال الإنسان وأعماله مصداقًا لعقيدته ومرآة لإيمانه، وترفع إلى مقام العبادة كل عمل يؤدّيه الفرد بروح البذل والخدمة، وتدعو للصّلح والصّلاح، وتـنادي بنزع السّلاح، وتروم تأسيس الوحدة والسّلام بين الأمم، وترى إن كان حبّ الوطن من الإيمان فمن الأولى أن يكون كذلك حبّ العالم وخدمة الإنسان".

ويجد البهائيون أن "الأديان السماويّة واحدة في أصلها، متّحدة في أهدافها، متكاملة في وظائفها، متّصلة في مقاصدها، جاءت جميعًا بالهدى لبني الإنسان". كما يرون أن " الدّين البهائيّ لا يختلف في جوهره عن المبادئ الرّوحانيّة الخالدة الّتي أُنزلت على الأنبياء والرّسل السّابقين، وإنّما تباينت عنها قوانينه وأحكامه وفقًا لمقتضيات العصر ومتطلّبات الحضارة، وأتت بما يدعم روح الحياة في هياكل الأديان، وهيّأت ما يزيل أسباب الخلاف والشّقاق، وأتت بما يقضي على بواعث الحروب، وأظهرت ما يوفّق بين العلم والدّين، وساوت حقوق الرّجال والنّساء توطيدًا لأركان المجتمع".

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لا وجود في "الدّين البهائيّ"، كما يؤكد أتباعه، لكهنة، ولا رهبان، ولا رجال دين، ولا قدّيسين، ولا أولياء. والعبادة فيه خالية من الطّقوس والمراسيم، وتؤدّى صلاته على انفراد. وتميل أحكامه لتهذيب النّفس أكثر منها للعقاب. وتجعل أساس الطّاعة هو حبّ الله.

الطقوس والعبادات

- تمثل حيفا وعكا وشيراز قبلة البهائيين التي يتجهون إليها، ويحجون إلى أي من هذه الأمكنة التي يعتبرونها مقدسة.

- للبهائيين ثلاثة أنواع من الصلاة، هي الصلاة الكبرى وفيها ركوع وسجود وتلاوة آيات، وتقام مرة واحدة في اليوم، وفي الوقت الذي يناسب الشخص، والصلاة المتوسطة وهي أقصر من الكبرى وتقام ثلاث مرات في الصباح والظهر والليل، والثالثة هي الصلاة الصغرى وتقرأ فيها آية واحدة وهي للشخص المنشغل. والمصلي البهائي عادة يتجه نحو قبر "البهاء" حسين على الفارسي المازندراني في جبل الكرمل. ولا تجوز الصلاة الجماعية إلا في حالة الصلاة على الميت.

- الرقم 19 عند البهائيين بالغ الأهمية، وهو أساس التقويم البهائي، حيث تتكون السنة البهائية من 19 شهرا تحمل أسماء وصفات "البهاء"، وعدد أيام الشهرالواحد 19 يوما، ليكون إجمالي أيام السنة هو 361 يوما، وهناك 4 أيام يحتفل بها البهائيون تكريماً واستعدادا لشهر الصوم عندهم.

ومن أسماء الأشهر في السنة البهائية: البهاء - الجمال - العظمة - النور – الباب - الرحمة – الكلمات -الأسماء - الكمال - العزة - المشيئة - العلم - القدر - القول - المسائل - الشرف - السلطان - الملك – العلاء.

- يسمى شهر الصوم عند البهائيين "شهر العلاء" وهو الشهر الأخير في السنة البهائية ومدته 19 يوما كسائر شهور العام البهائي، وتصادف بدايته يوم2/ آذار – مارس وينتهي يوم 21 /اذار- مارس من كل عام، وهو يوم الانقلاب الربيعي، وهو أيضا يوم عيد النيروز عند الفرس.

- يقتصر الوضوء عند البهائيين تمهيدا للصلاة على غسل الوجه واليدين بماء الورد الطاهر، وفي حال عدم توفر ماء الورد يكتفي المتوضئ بترديد البسملة "بسم الله الأطهر الأطهر" خمس مرات.

- الحج واجب على الرجال دون النساء، والمحج يكون عادة إلى أحد الأماكن المقدسة بالنسبة للبهائيين في عكا أو حيفا أو شيراز، ويمكن أن تؤدى هذه الشعيرة في أي وقت من العام.

- تتحقق الزكاة عند البهائيين بجباية 19% عن أموال البهائي لمرة واحدة. وتوضع أموال الزكاة المحصلة في "بيت العدل" الذي يدار من قبل مؤسسات البهائية الفرعية والمركزية، ويتولى الصرف على نشاطات البهائية الاقتصادية والخيرية المختلفة.

المبادئ

- البهائية تقر وتؤمن بحقيقة الديانات السماوية، ونؤمن إيماناً قاطعاً برسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالة سيدنا عيسى عليه السلام ورسالة سيدنا موسى عليه السلام.

- الدين، بالنسبة للبهائية سبب الألفة والإتحاد بين العباد، وبالتالي فالبهائية تحرم الحرب تحريما تاما وتنبذ العنف وتدعو دائما إلى التعايش السلمي بين الشعوب.

- تعتقد البهائية بوحدة الأديان، باعتبارأن الأديان كلها مصدرها الله وهدفها واحد وأساسها الديني واحد، والاختلاف فقط في التشريعات.

- تدعو البهائية إلى وحدة العالم الإنساني وتحض على إعلاء الوطن العالمي الواحد على الأوطان القومية والمذهبية والعرقية.

- تمنع البهائية أتباعها من العمل المباشر في السياسة والانخراط في الأحزاب ودخول الحكومات..

- ترفع البهائية العمل المخلص والاجتهاد إلى مستوى العبادة.

- ترى البهائية أن العلم والدين ينبغي أن يكونان مرتبطين دائما، وتجد أن العلم بدون الدين يؤدي إلى الكوارث، والدين بغير العلم مجرد هرطقة وخزعبلات. ومن هنا تحض البهائية على التعليم للذكور والإناث على حد سواء.

- الأماكن المقدسة لدى البهائيين تقع في مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين ومدينة شيراز الإيرانية، فضلا عن أماكن أخرى تحظى بنوع من القدسية بالنسبة للبهائيين تقع في تركيا والعراق، وهي الأماكن التي تواجد فيها "البهاء".

مدينة حيفا من الأماكن المقدسة عند البهائيين

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

- البهائيون يتزاوجون من أتباع الديانات الأخرى، بشرط أن لا يفرض على الطرف البهائي أن ينكر دينه.

- لا تقر البهائية تعدد الزوجات، والعائلة بالنسبة للبهائيين مقدسة.

- يطيع البهائيون أوامر حكومة الدولة التي يعيشون فيها، ويمتثلون للقوانين السارية فيها.

- البهائية مفتوحة للجميع، وأي شخص يمكنه أن يصبح بهائياً بشرط أن يؤمن بـ "رسالة البهاء"، ويقتنع وجدانيا وروحانياً بالمبادئ البهائية، وأن يؤمن بجميع الرسل السابقين.

موقف المسلمين من البهائية

يعيب المسلمون على البهائية نسخها أركان الإسلام وأسس الإيمان مثل تغيير الطقوس والعبادات كالصلاة والصوم والزكاة ووجهة الحج وطريقة أداء هذه الفريضة.

كما يأخذون عليها تحريمها الجهاد وهو أحد الفروض الأساسية في الإسلام.

ويعتبر المسلمون أن وحدة اللغة التي يدعو إليها البهائيون ما هي إلا دعوة خادعة لفصل الأمم عن تراثها، وبخاصة الأمة الإسلامية "حتى تنقطع عن كتابها المقدس وتاريخها المجيد".

يرى المسلمون في الكتب التي تركها البهاء ويسير على هديها البهائيون خطرا على الدين الإسلامي لأنها "ناسخة لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم".

بسبب توجه البهائيين إلى عكا وحيفا وإسقاطهم الجهاد، بما في ذلك محاربة إسرائيل، وبسبب وجود المركز البهائي في إسرائيل والحدائق الضخمة التي أقاموها هناك بتكلفة 250 مليون دولار، انتشرت أقاويل كثيرة حول علاقتهم بالصهيونية وعن الدعم المادي الذي يلقونه من دوائر معادية للعالم العربي والإسلامي، ليكون هذا المركز منطلقا لنشر البهائية في الدول المجاورة. ويربط البعض بين البهائية والصهيونية، إلى درجة أن الزعيم المصري جمال عبد الناصرقام في عام 1962م بإغلاق محافلهم في مصر بحجة أنه لا يريد "أن تكون هناك قنوات للنشاط الصهيوني في مصر".

وفي أعقاب ذلك صدرت عدة بيانات من الأزهر تقرر "بارتداد البهائية وأنها فرقة ضالة".

وأصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فتوى تعلن "أن الإسلام لا يقرّ أي ديانة أخرى غير ما أمرنا القرآن باحترامه"، وكفّرت الفتوى كل من يعتنق الفكر البهائي.

واستند المجمع في فتواه إلى فتاوى سابقة لكبار علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ جادّ الحق علي جاد الحق وفتوى الشيخ حسنين مخلوف (مفتي الديار المصرية السابق) والتي تؤكد على أن "من يعتنق البهائية فهو مرتد عن الإسلام وذلك لفساد عقيدته وخروجها على ما هو معلوم من الدين بالضرورة ".
وبتحريم جواز صلاة الجماعة، إلا على الميت، يرى بعض المسلمين أن البهائية "تسعى إلى تفرقة المسلمين."

البهائيين في فلسطين

يجد الباحثون المعنيون صعوبة في تحديد عدد البهائيين في الدول العربية والإسلامية بسبب عدم إمكانية الإحصاء السكاني للبهائيين لأنهم غير مسجلين كأتباع لهذه الديانة، لكنه يعتقد أن البهائيين موجودون في كل دول العالم، وأن عددهم في الهند، كما يقول البهائيون أنفسهم "يتجاوز المليون شخص"، كما توجد أعداد كبيرة منهم في الولايات المتحدة الأمريكية (يقدر عددهم بمليوني شخص ينتسبون الى 600 جمعية)، وفي آسيا وإفريقيا، حيث يتركزون في كل من أوغندا وكينيا وزامبيا وجنوب أفريقيا وفي جزء من السودان والشمال الأفريقي.

على الرغم من اعتبار فلسطين، وخاصة مدينتي عكا وحيفا، مهجة البهائيين وقبلة أفئدتهم إلا أن وجودهم في فلسطين محدود بالمقارنة مع أماكن تواجدهم بكثافة كالهند وإيران وأفريقيا وبعض المدن الأمريكية.

يعود تواجد البهائيين في فلسطين إلى واقعة نفي مؤسس البهائية وبعض أتباعه إلى مدينة عكا سنة 1868م بفرمان السلطان العثماني آنذاك عبد العزيز، وسجنه في سجن القلعة في المدينة بتحريض من سفير الحكومة القاجارية/ الإيرانية. وبوفاة "بهاء الله" سنة 1892 م تم دفنه في ضواحي عكا ليتحول الموقع إلى مزار لأتباعه. كان بهاء الله ما زال يعتبر حتى وفاته من سجناء الحكم العثماني ولم يفرج عنه وعن أتباعه الذين تم نفيهم معه إلى فلسطين، إلا بعد سقوط العائلة العثمانية المالكة خلال ثورة تركيا الفتاة في سنة 1908 م.

وبعد إطلاق سراحهم قرر أكثر هؤلاء البهائيين البقاء في فلسطين بعد أن عاشوا فيها أكثر من أربعين سنة وأصبحوا من سكانها. وفي سنة 1909 و حسب وصية "بهاء الله"، دفنت رفاة "حضرة الباب" الذي بشر بمجئ بهاء الله، على سفح جبل الكرمل في مدينة حيفا. و بسبب قدسية هذه الأماكن لدى البهائيين استمر تواجد ذريتهم في فلسطين التي مازالت تضم المقر الإداري العالمي للبهائيين

يتبع