بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-05-29

في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -5- والاخير


نتابع: في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -5- والاخير

خامسًا، هل كان للتاريخ أن يكون مختلفًا:
لقد كلفتنا خسارة حرب عام 1948م الكثير الكثير، وما زلنا إلى اليوم ندفع ثمنها دمًا ومعاناة وإذلالًا يوميًا، والله أعلم متى يمكن استرداد ما خسرناه في تلك الحرب، ومراجعة الحرب وأسباب الهزيمة لن يعيد من استشهدوا إلى الحياة ولن يعيد اللاجئين إلى أرضهم، لكن قد يضعنا على طريق فهم ما ينقصنا حتى نستطيع استرداد أرضنا السليبة وحتى لا نكرر أخطاء الماضي.
وكان تقرير لجهاز المخابرات الأمريكية "السي آي أيه" قد قدر أن يعيش الكيان الصهيوني لمدة عامين على الأكثر قبل أن ينهار تحت ضربات حرب العصابات العربية، وربما تحتاج هذه الوثيقة لدراسة معمقة لنعرف الأسس التي وصلوا بموجبها إلى هذا الاستنتاج، وإن كنت أتخيل أن كاتبي الوثيقة راهنوا على التفوق العددي للشعوب العربية، وإلى حقيقة أن الكيان الصهيوني لم يكن قد تشكل بعد وليس أكثر من عصابات مسلحة، وهذه العصابات المسلحة لا تستطيع القتال إلى الأبد.

إلا أن الذي حصل أنه وبعد الخسائر الفادحة التي تلقاها الجيش المصري جنوب فلسطين، وبدء القوات الصهيونية بتطويقه ودخول شبه جزيرة سيناء لقطع الطريق المؤدي إلى غزة، عقدت مصر هدنة مع الصهاينة، ولحقتها باقي الدول العربية خلال عام 1949م، وبعدها ساد صمت مطبق على الحدود، رغم أن الكثير من المناطق المحتلة لم يكن فيها وجود صهيوني.

وبدلًا من مشاغلة الصهاينة واستنزافهم سعت الدول العربية إلى تثبيت الهدنة بل منعت اللاجئين الفلسطينيين من التسلل إلى قراهم من أجل حصاد محصولاتهم الزراعية، وكانت تعاقب بشدة من يقوم بذلك، وهذا أعطى الصهاينة الفرصة ليشتد عودهم وليبنوا الكيان الصهيوني كما نعرفه اليوم.

لم يكن لدى الدول العربية أي تصور عن حجم القوة الصهيونية قبل بدء الحرب، ودخلوا فلسطين وهم يظنون أنهم في نزهة للقضاء على العصابات الصهيونية، وبعد الهزيمة لم يكن لديهم تصور حول الخطوة التالية.

ونقف اليوم بين مدرستين: الأولى تقول أنه لا قبل لنا بمحاربة الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيًا وغربيًا (وهذه المدرسة قديمة من روادها الملك عبد الله الأول والأسرة الهاشمية)، والثانية تقول أن محاربة الكيان الصهيوني أمر بسيط ويمكن القضاء على الكيان في أيام لولا الخونة والعملاء.

كلتا المدرستين على صواب وكلتيهما على خطأ: فالكيان الصهيوني هو آلة عسكرية ضخمة ومرعبة وامتداد للآلة العسكرية الغربية، ومحاربته ليست بالأمر اليسير، لكنه ليس بالمستحيل، وهنالك حاجة للتخطيط من أجل محاربته ومحاصرته، ونحن بحاجة لخوض حرب طويلة الأمد، ندفع فيها أثمانًا غالية جدًا، حتى نحرر فلسطين، وهو هدف ممكن الوصول إليه لكن بثمن والأهم من الاستعداد للثمن أن نمتلك العقول اللازمة لإدارة المعركة.
انتهى بعونه تعالى

في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -4-


نتابع: في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -4-

رابعًا، الجيوش العربية أنقذت ما تبقى من فلسطين:
ربما الفكرة السائدة هي أن الجيوش العربية هي سبب نكبتنا، وهنا تتقاطع روايتان: الفلسطينية التي رأت هزيمة نكراء وبالتالي يتحمل مسؤوليتها من قاد الجيوش وحارب، والرواية الصهيونية التي تقول أن الصهاينة كانوا يدافعون عن أنفسهم من اعتداء الجيوش العربية، ولولا هجوم العرب لما حصلت النكبة.

وكلتا الروايتين تجافي الحقيقة من حيث أنه قبل دخول الجيوش العربية كان الفلسطينيون يخوضون حربًا لا يملكون فيها ما يكفي من سلاح للصمود في وجه المجازر المنهجية، وكان الصهاينة يركتبون المجزرة تلو الأخرى بدون رادع.

وهنا يشهد للجيش العراقي قيامه بتحرير جنين وعدد كبير من القرى المجاورة والتي احتلها الصهاينة في أواخر أيار (شهر 5) عام 1948م، وذلك بعد أن خاض الجيش العراقي معركة طاحنة مع القوات الصهيونية، كما استطاع صد هجوم صهيوني على مدينة قلقيلية وحماها من الاحتلال الذي كان مصير القرى والبلدات المجاورة.

وخاض الجيش الأردني معارك عنيفة في اللطرون وباب الواد واستطاع الحفاظ عليها وحماية الشطر الشرقي من القدس من الاحتلال، وطرد الصهاينة من داخل البلدة القديمة ومن مستوطنة النبي يعقوب شمال القدس ومستوطنة عصيون غربي بيت لحم، بينما ساهم المتطوعون المصريون من الإخوان المسلمين بحماية قرية صور باهر جنوبي القدس.

طبعًا كل هذا لا ينفي وجود أخطاء وتقصير شديد في أكثر من موقع وموقف، لكن الهزيمة والنكبة جاءت نتيجة لمجموعة من الأسباب المركبة والمتداخلة: فهنالك أخطاء تكيتيكة واستراتيجية ارتكبت سواء في إدارة العمليات أو التصور العام لإدارة الحرب مع العصابات الصهيونية أو ثقة القيادات السياسية بالاستعمار البريطاني.

وفي المقابل هنالك حقيقة أنه كان هنالك فارق كبير في عدد القوات وتسليحها وخبرتها الميدانية والعسكرية، وهنا أستحضر شهادة المرحوم سعد الدين الشاذلي والذي شارك في الحرب، وأكد على هذه الحقيقة، وضرب مثلًا أنهم كجنود مصريين لم يتدربوا على استخدام قنابل يدوية ولم يروها قبل الحرب، وكل ما كانوا يعرفوه عنها هو محاضرة في الكلية العسكرية حيث قام المحاضر برسمها لهم على اللوح مبينًا لهم أجزاءها.
يتبع

في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -3-

نتابع: في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -3-
ثالثًا، اللاجئين لم يغادروا بيوتهم طواعية:

من المدهش درجة تقبل العرب لأسطورة أن الفلسطينيين غادروا بيوتهم امتثالًا لأوامر القادة العرب وتمهيدًا للقضاء على الكيان الصهيوني الوليد، أو الهرب خوفًا من الإشاعات التي أطلقها الصهاينة.

وهنا أحيلكم إلى ما كتبه الدكتور شريف كناعنة في كتابه "الشتات الفلسطيني: هجرة أم تهجير"، وإشارة الدكتور وليد الخالدي أنه بحث في أرشيف الإذاعات والبيانات المتوفرة من تلك الفترة فلم يجد بينها أي دعوة من القيادة الفلسطينية أو العربية للمغادرة أو الهجرة، بل وجد بيان للعصابات الصهيونية يتهم الجيوش العربية باتخاذ المدنيين الفلسطينيين دروعًا بشرية، ونلاحظ أن الاتهام الصهيوني هنا نفسه يتكرر بشكل دائم (على سبيل المثال في حرب تموز عام 2006م وحربي غزة الأولى والثانية).

كما أشار باحثون إلى بيان من اللجنة العربية العليا (القيادة الفلسطينية في تلك المرحلة) يطلب من الشعب الفلسطيني الاستعداد للمواجهة ومحاربة الصهاينة في آذار (ِشهر 3) عام 1948م، كما طلبت اللجنة في وقت لاحق من الدول العربية المساعدة في وقف هجرة اللاجئين إلى خارج فلسطين.

وفيمَ يقدم المؤرخ الصهيوني بني موريس رواية أكثر عقلانية من البروبجندا الصهيونية التقليدية محاولًا تصوير ما حصل على أنه فرار نتيجة المعارك الحربية بالإضافة للحرب النفسية التي شنتها عصابات الهاجاناة، وهي محاولة خبيثة لتجميل جرائم الاحتلال وتقديمها على أنها نتاج طبيعي للحرب.

إلا أن أغلب الشهادات التي أدلى بها اللاجئون من بيوتهم في تلك الفترة، والعدد الضخم من المجازر، ينسف مزاعم موريس كما ينسفها المؤرخ اليهودي إيلان بابيه في كتابه "التطهير العرقي في فلسطين" (عام 2007م) حيث أكد بالدليل والبرهان على أن الطرد المنهجي للفلسطينيين كان جزءًا من خطة قيام "دولة إسرائيل"، وساق البراهين على أن ما حصل هو عملية تطهير عرقي، واصفًا مؤسس الكيان الصهيوني ديفيد بن غوريون بمهندس التطهير العرقي.

وتشير وثائق حكومية بريطانية كشف عنها قبل أسابيع قليلة إلى حقيقة أن الفلسطينيين كانوا يتعرضون لهجمات قاتلة من قبل العصابات الصهيونية في الأشهر الأخيرة للاحتلال البريطاني، ووصف أحد التقارير القادة الفلسطينيين بأنهم خذلوا المواطنين بأن طلبوا منهم الصمود في وجه الهجمات الصهيونية ثم لم يستطيعوا فعل شيء لإنقاذهم.

وإن كانت مجزرة دير ياسين هي الأشهر (وقتل فيها أكثر من مئة فلسطيني)، إلا أنه تلاها مجازر أكثر وحشية مثل مجزرة الدوايمة في الخليل وقتل فيها أكثر من 250 فلسطيني وألقيت جثثهم في آبار المياه، ومجزرة الطنطورة في حيفا والتي تراوح عدد ضحاياها ما بين 130 و300 قتيل.

ولعل الطريقة التي طرد بها أهل اللد والرملة تؤكد بشكل لا يرقى إليه الشك النوايا المبيتة للتطهير والطرد، فبعد استسلام أهالي المدينتين للقوات المهاجمة كان من شروط الاستسلام أن لا يتم طرد السكان، إلا أن القوات الصهيونية قامت بتجميع عدد كبير من الرجال والشيوخ والأطفال من الذكور في مسجد دهمش، وأغلقت عليهم الأبواب وألقت عليهم القنابل من النوافذ ثم دخل الجنود وأجهزوا على الجرحى ومن لم يقتل من الرجال، وقدرت بعض الروايات عدد الذين قتلوا في مسجد دهمش بمئة فيمَ ذهبت روايات أخرى إلى 170 قتيل أو حتى 300 قتيل.

وبعد المجزرة نادى الصهاينة بالسماعات على أهالي المدينة بضرورة أن يغادروها حتى لا يحصل لهم ما حصل لمن كان في مسجد دهمش إلا أن الاستجابة كانت قليلة، وفي اليوم التالي أحضر الجنود الصهاينة الحافلات والشاحنات وقاموا بإخراج الناس من بيوتهم بقوة السلاح ومنعوهم من أخذ أي شيء من متاعهم الشخصي وألقوا بهم عند خط الجبهة على الطريق المؤدية إلى رام الله، واستمرت عملية التطهير هذه حوالي ثلاثة أيام.

وتروي أغلب شهادات اللاجئين عن منهجية شبه ثابتة في عمليات التطهير تبدأ بقصف عنيف بالمدفعية والطيران يضطر قسم من السكان للهروب، ثم مهاجمة القرية أو المدينة وقتال المقاومين والاستيلاء عليها، وبعدها يتم طرد من تبقى من السكان (وفي حالات كان يتم قتلهم)، وفي أكثر من حالة كان جميع السكان المتبقين في القرية من كبار السن الذين لم يستطيعوا الهرب لكن ذلك لم يشفع لهم عند القوات المهاجمة.

هنالك أنماط أخرى للتهجير تختلف قليلًا مثل قرى عراق المنشية وعراق السويدان والفالوجة جنوبي فلسطين والتي كانت ساحة معارك طاحنة بين الجيش المصري والعصابات الصهيونية التي طوقت القوات المصرية وحاصرتها، بحيث أن أغلب السكان اضطروا للهروب منها خلال القتال والحصار، ومن تبقى هرب مع انسحاب الجيش المصري.

وهنالك حالات مثل قرى الغابسية وكفر برعم وأقرث قرب الحدود مع لبنان تلقى أهلها أوامر عسكرية مكتوبة من جيش الاحتلال الصهيوني تأمرهم بمغادرة قراهم لمدة أسبوعين لأسباب أمنية، وقد امتد الأسبوعان إلى 65 عامًا ولا أفق لعودة أهلها.

ما حصل هو عملية تطهير عرقي ممنهجة ومقصودة من أجل إبقاء أغلبية يهودية على الأرض، وليس لأي سبب آخر، وللأسف ما تزال روايات بني موريس تعتبر مرجعًا للكثير من الكتاب العرب على ما فيها من تجميل للجرائم وتحريف للحقائق.
  صورة للشيخ فرحان السعدي اعدم وهو بالثمانين من عمره
يتبع


في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -2-

نتابع: في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -2- ثانيًا، تفوق القوات الصهيونية بالعدد والعدة:
على عكس ما توحيه عبارة سبعة جيوش عجزت عن الانتصار على الجيش الصهيوني، فإن الحقائق والأرقام المتعلقة بحرب عام 1948م تكشف لنا عن اختلال هائل بميزان التسلح وعدد القوات لصالح الصهاينة.
لقد بلغ تعداد قوات الهاجاناة الصهيونية أواخر عام 1947م ما بين 40ألف و50 ألف مقاتل، ارتفعت في بضعة شهور إلى حوالي 100 ألف مقاتل (أو أكثر)، منهم عشرين ألف يهودي أحضروا للقتال من خارج فلسطين (في حين تذكر بعض المصادر أن قوة الهاجاناة تجاوزت 60 ألف مقاتل بقليل).

وفي المقابل لم يتجاوز عدد القوات العربية مجتمعة الـ35 ألف مقاتل على أكثر تقدير، مع الإشارة إلى أنه حتى تاريخ 16/5 لم يقف بمواجهة العصابات الصهيونية سوى بضع مئات من مقاتلي تنظيم الجهاد المقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني، وثلاثة آلاف مقاتل هو تعداد جيش الإنقاذ الذي دخل في بدايات عام 1948م، وكانوا قوات غير نظامية وغير مزودين بأي سلاح ثقيل يعتد به.

وعند الكلام عن الجيش السعودي فلم يشارك سوى بمئتي جندي، فيمَ تخلى الجيش اللبناني عن المشاركة باللحظات الأخيرة، والجيوش العربية كانت أقرب إلى قوات الدرك والحرس الوطني من كونها جيوشًا حقيقية، وأهم جيشين (المصري والعراقي) كانا يقاتلان مئات الكيلومترات بعيدًا عن قواعدهما.

كان الصهاينة يملكون الدبابات والطائرات والمدفعية واستخدموها بالقصف والتدمير وعمليات التهجير الواسعة، في المقابل كانت المدفعية التي تمتلكها الجيوش العربية أقل عددًا وفعالية، في حين لم يكن هنالك سوى 16 طائرة لدى مصر، خرجت في غارة واحدة على تل أبيب في الأيام الأولى للحرب وتصدى لها الطيران البريطاني وأسقط طائرة اعطب ثلاث أخريات، فتوقف بعدها الطيران المصري عن المشاركة.

وحتى نفهم أكثر الاختلال بميزان القوى نضرب مثلًا مدينتي اللد والرملة التي حوصرت خلال الحرب، ولم يكن يوجد فيهما إلا قوة صغيرة من الجيش الأردني في الرملة، وخليط غير متجانس من الجهاد المقدس والأهالي الذين اضطروا لحمل السلاح والحرس البلدي وبعض المتطوعين من الأردن، ولم يتجاوز تعداد المدافعين عن المدينتين الألف مقاتل يمتلكون بالإضافة للبنادق 6 مدافع هاون و4 مدافع مضادة للدبابات قاموا بالاستيلاء عليها من معسكرات الجيش البريطاني.

وقد انسحبت القوة الأردنية قبل بدء الهجوم الصهيوني النهائي على المدينتين في 9/7/1948م، مما ترك بضع مئات من المقاتلين في مواجهات أكثر من ستة آلاف من قوات الصاعقة (البالماخ) الصهيونية، وقد مهدوا لهجومهم بقصف مدفعي وجوي عنيفين، فاحتلوا المدينتين بحلول 12/7.
يتبع

في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -1-

في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -1-
بقلم: ياسين عز الدين
يقولون أن المنتصر يكتب التاريخ، بمعنى أن روايته لما حصل هي التي تسود وتنتشر بين الناس بمن فيه المهزومين، وهذا ينطبق إلى حد كبير على التاريخ الفلسطيني المعاصر وبالتحديد حرب عام 1948م (نكبة فلسطين).



تقول الرواية الصهيونية أن سبعة جيوش عربية (مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان والسعودية وجيش الإنقاذ) بكامل عتادها وعدتها قررت الهجوم على الدولة الصهيونية الوليدة وحاولت سحقها، وطلبت من الفلسطينيين أن يتركوا منازلهم لكي يمهدوا للعمليات العسكرية، فانقلب "عدوانهم" على الكيان الصهيوني الوليد والضعيف هزيمة نكراء، وهرب أغلب الفلسطينيين من بيوتهم خوفًا وجزعًا واستجابة لطلب قادة الجيوش العربية.

ويهدف الصهاينة من هذه الرواية تبرئة أنفسهم فهم لم يطردوا أحدًا من مكانه ولم يرتكبوا إلا بضع مجازر معدودة على اليد الواحدة لإخافة الآخرين، وأيضًا ليقولوا أنهم انتصروا رغم ضعف عددهم وعدتهم وهذا دليل على التأييد السماوي لهم ولمشروعهم، وهنالك جانب آخر وهو تأكيدهم على دونية العرب الذين مهما تفوقوا بالعدد والعدة فإنهم لن يستفيدوا من ذلك، ولن يهزموا الصهاينة أبدًا.

وبكل أسف تبنى الكثير من العرب والفلسطينيين الرواية الصهيونية على علاتها وبكل ما فيها من تناقضات وأكاذيب فجة، واختلفوا عن الصهاينة فقط في تفسير سبب الهزيمة والنكبة فنسبوها إلى خيانة القادة العرب، وإن كنت أتفق معهم في وجود قيادات كثيرة تنطبق عليها هذه الصفة، إلا أن هذا التفسير يحمل الكثير من خداع الذات.

فالعرب لم يريدوا الاعتراف بأنهم هزموا وأحبوا قصة أنهم كانوا أقوياء لولا فلان وعلان من القادة، فالشعور بالضعف والعجز غير مرغوب، ففضلوا خداع ذاتهم، وكما يقولون الانتصار له ألف أب، والهزيمة لا أب لها، فهكذا حرص العرب جميعًا على إلقاء المسؤولية على حفنة من المسؤولين العرب كانوا بمثابة كبش فداء وعلى رأسهم الملك عبد الله الأول والذي اغتيل لاحقًا بسبب دوره في هزيمة حرب عام 1948م.

وأطيح بأغلب الأنظمة التي تسببت بالهزيمة وأزيح الأفراد الذي اتهموا بالخيانة، لكن لم ننتصر على الكيان الصهيوني، بل ازداد الكيان قوةً أضعافًا مضاعفة، وتلت النكبة نكسة ونكسات عديدة، وذلك لأننا لم نفهم طبيعة ما حصل في النكبة، وفضلنا تصديق أكذوبة أن كل شيء كان على ما يرام والانتصارات تتوالى لولا خيانة بعض القادة العرب.

ولذا أسعى هنا توضيح عدة حقائق معروفة للمؤرخين تنقض الرواية التاريخية الصهيونية، وترسم لنا صورة أكثر دقة لما حصل في حرب عام 1948م وما يعرف بنكبة فلسطين.

أولًا، الحرب لم تبدأ في 15/5/1948م:

لعل الشائع بين الناس أن الحرب بدأت بهذا التاريخ وهو تاريخ انتهاء الانتداب (أي الاحتلال) البريطاني ودخول الجيوش العربية، إلا أن الواقع يؤكد بأن الحرب بدأت قبل هذا التاريخ بكثير.

التحضير لهذه الحرب يعود للبدايات الأولى من الاحتلال البريطاني، وتحديدًا بداية العشرينات من القرن الماضي، فنقرأ لجابوتنسكي وهو يبشر بالخيار المسلح ضد الشعب الفلسطيني في مقالته الشهيرة "الجدار الحديدي نحن والعرب" عام 1923م.

ووجدنا الجماعات الصهيونية تحرص على إدخال السلاح وتخزينه منذ العشرينات، ولعل أحد الأحداث التي نبهت الشهيد عز الدين القسام للخطر الصهيوني هو انكشاف براميل متفجرات كان الصهاينة يحاولون تهريبها عبر ميناء حيفا.

وعمل البريطانيون على توفير الغطاء للتسلح الصهيوني من خلال حرس المستوطنات، كما أنشأوا الفيلق اليهودي في الجيش البريطاني، وقد حارب في الحرب العالمية الثانية واكتسب المقاتلون فيه الخبرة والتدريب الكافي لينضموا لاحقًا إلى العصابات الصهيونية في فلسطين.

فما أن جاء عام 1947م إلا والصهاينة يملكون ترسانة كبيرة من الأسلحة برعاية وتواطؤ بريطانيا في حين أن الفلسطيني كان ممنوع من امتلاك السلاح، وكان يحكم عليه بالإعدام لو ضبط بحوزته أي قطعة سلاح، وقد قمعت بشدة قبل ذلك بسنوات قليلة الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 -1939) حيث قتل أو أعدم أغلب قادة الثوار (مثل عبد الرحيم الحاج محمد والشيخ فرحان السعدي ويوسف أبو درة).

فيمَ لم يكن حال القيادة السياسية الفلسطينية بأفضل حالًا حيث كان الحاج أمين الحسيني يعيش في المنافي منذ عام 1938م واستقر به المقام في مصر (بعد الحرب العالمية الثانية)، ولم يكن على تواصل مع الميدان داخل فلسطين، وقد كان بشخصيته الكارزماتية أبرز القادة السياسيين الوطنيين في ذلك الوقت.

ابتدأت الهجمات الصهيونية أواخر عام 1947م (بعد قرار التقسيم) عبر هجمات متفرقة كانت تشنها العصابات الصهيونية على القرى والمدن الفلسطينية، وكان يتم الرد عليها إلا أن مع مرور الوقت كان يتكشف حجم الاختلال الكبير في التسلح بين الجانبين.

وقد لجأت عصابتا الشتيرن والأرغون الصهيونيتين إلى أسلوب السيارات المفخخة مستهدفة الأسواق العربية والمقرات الحكومية التي تخدم السكان الفلسطينيين، ففجرت مقر الحكومة في يافا في كانون ثاني (شهر 1) عام 1948م، 

 
 ومع اقتراب موعد انتهاء الاحتلال البريطاني ارتفعت وتيرة الهجمات، وبدأت عصابة الهاجانا (وهي العصابة الصهيونية الأكبر والتي أصبحت نواة جيش الاحتلال) بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق لاحتلال المدن والقرى الفلسطينية وطرد سكانها ضمن ما يعرف بالخطة دالت ابتداءً من آذار (شهر 3) 1948م.

كانت طبريا أول مدينة يتم احتلالها في 18/4/1948م، فيمَ احتلت حيفا في 22/4/1948م بعد قصف شديد للأحياء الفلسطينية فيها ثم ملاحقتهم بنيران البنادق والمدفعية حتى خرجوا عبر الميناء (وقتل أكثر من 300 من سكان المدينة أثناء هذه العملية)، وحين حاول بعض سكان المدينة اللجوء إلى معسكر للجيش البريطاني قرب الميناء رفض استقبالهم.

أما مدينة يافا أكبر المدن الفلسطينية وعاصمتها الاقتصادية (واليوم أكثر من 15% من اللاجئين الفلسطينيين هم من مدينة يافا)، فقد احتلت في 26/4/1948م وطرد سكانها بنفس الطريقة التي طرد بها سكان حيفا.

واحتلت صفد في 11/5/1948م، أما عكا فقد احتلت في 16/5/1948م بعد حصار دام حوالي ثلاثة أسابيع، أما القرى التي تعرض أهلها للتهجير خلال هذه الفترة فهي كثيرة ولست بصدد حصرها لكن أشير إلى مجزرة دير ياسين في 9/4/1948م وهي الأكثر شهرة لكنها ليست الوحيدة فقد ارتكبت خلال الحرب أكثر من سبعين مجزرة موثقة، كما أشير إلى مجزرة بلدة العباسية وطرد أهلها بمرحلة مبكرة جدًا في 13/12/1947م.

فكانت النتيجة أن أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني قد تشرد قبل إعلان قيام "دولة إسرائيل" (14/5)، وقبل انتهاء الاحتلال البريطاني وبدء دخول الجيوش العربية (15/5)، ويشكل أولئك أكثر من نصف اللاجئين الفلسطينيين اليوم.

فكيف يضعون تاريخ بداية الحرب في 15/5 وقد تشرد قبلها كل هذه الأعداد، واحتلت أهم المدن الفلسطينية وعلى رأسها العاصمة الاقتصادية يافا؟
يتبع

تحميل كتاب يامسلمي العالم أفيقوا قبل أن يهدم المسجد الأقصى

تحميل كتاب يامسلمي العالم أفيقوا قبل أن يهدم المسجد الأقصى

الإهداء
- إلى الذين روت دماؤهم تراب فلسطين دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك.. إلى الأبرار الأوفياء: شهداء الأقصى..وإلى شهداء كلّ فلسطين.

http://www.wata.cc/forums/imgcache/10366.imgcache.jpg

- إلى الشيخ رائد صلاح المجاهد عن المسجد الأقصى بأفعاله وأقواله وقلمه، وفكره...في خطبه ودروسه، ومقالاته، في المسابقة العالمية (الأقصى في خطر) في المهرجانات، ووسائل الأعلام .. يصرخ بأعلى صوته في أذن مسلمي العالم: المستيقظ منهم والغافل والنائم: الأقصى في خطر.
- إلى مسلمي أرض الربا ط..أرض الإسراء والمعراج ، ومهبط الأنبياء ليزدادوا وعيًا بأبعاد المؤامرة التي تستهدف هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم حتى لا تمر المؤامرة، فالأقصى في خطر…..فالأقصى في خطر.
- إلى كل مسلم موحد يؤمن بسورة الإسراء، وقدسية مسرى النبي صلى الله عليه وسّلم، قبلة المسلين الأولى.
- إلى الحالمين– من أبناء فلسطين والعرب وكل أنحاء العالم - بسلام آمن مع اليهود الذين يتحينون الفرصة المواتية لبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المهدد بالسقوط.
- إلى أمة قوامها مليار ومائتا مليون مسلم..ليعلموا، وليتيّقنوا: أن الأقصى في خطر.. إلى هؤلاء جميعًا أهدي هذا الكتيب..اللهم اشهد أّني بّلغت..اللهم اشهد أّني بّلغت (أن الأقصى في خطر).

مقدمة لابد منها:
إنّ قضية فلسطين هي من قضايا المسلمين الأولى، وإنّ المصيبة التي تعيشها فلسطين وقلبهـا القدس والمسجد الأقصـى هي مصيبة يعيشها كل المسلمين في أنحاء الأرض.

وإنّ الحديث عن المسجد الأقصى يثير الشجون والألم والحسرة في نفوس المسلمين الصادقين لما يعانيه من مكائد يهودية خطيرة تستهدف هدمه وإزالته من القدس وفلسطين، ومن قلوب المسلمين المتعلقين بالأرض المباركة.

يقول الباحث الأمريكي توماس ريكس من جامعة فيلانوفا مخاطبا الفلسطينيين:"هل تعرفون ما هي قوتكم كشعب؟ إنَّها القدس، لقد كنت في منطقة نائية في أقصى جنوب أفغانستان، نساء صغار، ورجال في مقتبل العمر، وكذلك شيوخ أوشكوا على الموت، ما كان يأتي ذكر اسم هذه المدينة المقدسة على لساني إلا وانهمرت دموعهم".

لقد أدرك أعداؤنا اليهود أثر العقيدة في حياة الشعوب، فجعلوا الدين ركيزة تنطلق منها السياسة، رفعوا في معركتهم مع المسلمين التوراة وجعلوا اسم دولتهم على اسم أحد الأنبياء:إسرائيل يعقوب عليه السلام واختاروا نجمة داود شعاراً مقدساً رسموه على علم دولتهم، وجعلوا غايتهم العودة إلى أرض الميعاد المعطاة لهم من الرب بوعد مقدّس، ورسمت أسفارهم حدود دولتهم وأخيراً جعلوا أهم أهدافهم التي يسعون لتحقيقها وهو بناء هيكل سليمان (الهيكل الثالث) على أنقاض المسجدين الأقصى وقبة الصخرة، ولم يملّ حاخاماتهم وأحبارهم وقادتهم السياسيون وكلّ زعمائهم من ترداد مقـولة: لا معنـى ل "إسرائيل" بدون أورشليم، ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل.

وفي هـذه الأيـام أخذ قادة اليهود من السياسيين والدينيين يطلقون اسم جبل الهيكل على الحرم القدسي، وبين يدي مجموعة كبيرة من الوثائق والمعلومات الموثقة التي تتحدث عن المخططات والمكائد اليهودية التي تستهدف هدم المسجد الأقصى، ومن ثمّ بناء هيكلهم المقدّس المزعوم على أنقاضه.

وكلما قرأت مخططات يهود حول المسجد الأقصى شعرت بالحسرة والألم، وبوخز يسري في صدري، وبدم يتفجّر في شراييني، وينطلق لساني ويسأل: وأين أمّة المليار ومائتي مليون مسلم؟

لقد رأيت من واجبي أن أشارك بقلمي من يصرخ..ويقول لكل مسلمي العالم...أفيقوا الأقصى في خطر.

إنّه صرخة من أعماق القلب مدويّة عساها تصل أسماع قلوب مؤمنة واعية، وأذن مسلمة صاغية - وقبل فوات الأوان- قبل أن يهدم المسجد الأقصى..ومساهمة متواضعة في كشف أبعاد المؤامرة، التي يشارك فيها كل يهود:من السياسيين والعسكريين:الرسميين، والحزبيين..المتدينين، والعلمانيين..اليمين، والوسط..واليسار أدعياء السلام وأنصاره- أعداء السلام وتجار القتل والإرهاب- ضحكاً على بعض الزعامات اليعربية والفلسطينية. إنّها المؤامرة الصهيونية (المسيحية الصهيونية واليهودية) الكبرى، مؤامرة هدم المسجد الأقصى المبارك..وبناء يهود هيكلهم المقدس المزعوم على أنقاضه.

تعدُّ مدينة القدس من أعظم الأماكن المقدسة لدى اليهود، لذا أوجبت شعائرهم على كل يهودي ذكر بالغ أن يحجّ إلى القدس مرتين في العام، وأن يبقى فيها كلّ مرة أسبوع كامل، يمارس خلالها الطقوس والشعائر التعبدية بقيادة الكهنة واللاوين، ومن ذلك قراءة التوراة والصلاة أمام حائط المبكى الذي يعتبرونه من حيطان هيكلهم المقدس. ويعتقد اليهود بأنّ المعبد المقدس (الهيكل) بناه نبيّ الله سليمان عليه السلام بعد أن هيّأ له من الذهب والفضة والحجارة الكريمة ما مكنّه من تشييده، وجاءت قصة بنائه مطولة في سفر أخبار الأيام: الإصحاح التاسع والعشرين، وفي سفر الملوك الأول: الإصحاح السادس. فممّا جاء في الأول: "وقال داود الملك لكل المجمع:إن سليمان ابني الذي وحده اختاره الله إنّما هو صغير وغض. والعمل عظيم لأنّ الهيكل ليس لإنسان بل للربّ الإله، وأنا بكل قوّتي هيّأت لبيت إلهي الذهب لما هو من ذهب، والفضة لما هو من فضة والنحاس لما هو من نحاس، والحديد لما هو من حديد، والخشب لما هو من خشب، وحجارة الجزع، وحجارة للترصيع، وحجارة كحلاء ورقماء، وكل حجارة كريمة، وحجارة الرخام بكثرة، وأيضاً لأنّي قد سُررْت ببيت إلهي، لي خاصة من ذهب وفضة قد دفعتها لبيت إلهي فوق جميع ما هيأت لبيت القدس..".

ولإضفاء قدسية خاصة على الهيكل زعمت الأسفار اليهودية (سفر الملوك الأول: الإصحاح 8)أنّ الله اتخذ من الهيكل مسكناً له بعد أن كان مسكنه الضباب: "حينئذ تكلّم سليمان. قال الرب: إنّه يسكن في الضباب إنّي قد بنيت لك بيت سكني مكاناً لسكناك إلى الأبد". لقد أصبح الهيكل المكان المقدّس الوحيد الذي تقدم فيه القرابين للرب وفي الهيكل بهو مقدس أُعِد لاجتماع الناس من أجل أداء الطقوس والشعائر التعبدية.واليوم يسعى اليهود جادّين في بناء هذا الهيكل المقدّس.

هل سيهدم اليهود المسجد الأقصى قريباً؟

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذه الأيّام: هل سيهدم اليهود المسجد الأقصى قريباً؟ إنّ قراءة واعية للأحداث الجارية في القدس وتحت المسجد الأقصى ودراسة المخططات والمكائد اليهودية تجاه الأقصى، وللمقولات الصادرة عن زعماء اليهود من مختلف التنظيمات والأحزاب السياسة والدينية تحمل الإجابة الواضحة عن هذا السؤال هل سيهدم المسجد الأقصى؟؟؟.

إنّ اليهود مصممون جداً على تنفيذ مخطّط هدم الأقصى، وقد اشتّد هياجهم مع دخول زمان الهيمنة اليهودية على مدينة القدس والمسجد الأقصى، ولن يكون لهذه الهيمنة أيّ صفة مع استمرار غياب قبلة اليهود التي هدمت قبل ألفي عام - هيكل سليمان- الذي انطلقت منه دعوة كلّ أنبياء بني إسرائيل، والذي ستنطلق منه – كما يعتقدون – دعوة نبي اليهود المنتظر، الذي يعتقدون أنّ بناء الهيكل سيعجّل بخروجه، والهيكل ليس له مكان آخر يقام فيه-في نظر اليهود – إلا على أرض المسجدين: الأقصى والصخرة.

إنه تتزايد يوماً بعد يوم أنشطة المحافل اليهودية العاملة من أجل تحقيق هدف إعادة بناء الهيكل بعد هدم المسجد الأقصى، ومازال الكثير من المسلمين يجهل أبعاد هذه المخططات، ويستهين بها، ويشكك في استطاعة اليهود تنفيذ مثل تلك المخططات، والواقع أنّ اليهود ماضون بجد في مخطط هدم المسجد الأقصى وإزالته نهائياً من أرض القدس بغية تهويد المدينة، وبناء المعبد الذي يطلقون عليه الهيكل الثالث، فالمسجد الأقصى يشهد الآن أخطر مؤامرة يتعرّض لها في تاريخ الإسلام، فهذا التّخطيط الصهيوني العالمي الذي نجح وأخرج لنا قبل 53 عاماً ذلك الكيان اليهودي العنصري ليصبح دولة، هو نفسه الذي يهدف إلى إعادة بناء الهيكل الثالث مكان المسجدين الأقصى وقبة الصخرة في القدس الشريف.

إنّ اليهود اليوم يجتمعون على هدف محدّد وغاية واحدة هي:هدم الأقصى، وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه بل إنّ العلامات والشواهد والاستعدادات تزداد على انتشار "سعار" الهيكل بينهم بكافة أصنافهم ومشاربهم السياسية والفكرية والعرقية وعلى المستوى الحكومي والحزبي..

للدكتور صالح الرقب/ غزة - فلسطين
الطبعة الثانية
50 صفحة


تحميل كتاب جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن 314 صفحة


تحميل كتاب جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن 314 صفحة

المؤلف : صالح مسعود أبو بصير (1968)

 http://maktbtna2211.com/images/989851.jpg

حصريا من مصدره تحميل كتاب فلسفة الميدان ’’رؤى في التخطيط العسكري’’ النسخة الأصلية.


حصريا من مصدره تحميل كتاب فلسفة الميدان ’’رؤى في التخطيط العسكري’’ النسخة الأصلية.
حصريا من مصدره تحميل كتاب فلسفة الميدان
’’رؤى في التخطيط العسكري’’
النسخة الأصلية
تأليف: يوسف بن حسن حجازي

كتاب رائع جداً
فهرس الكتاب:
المقدمة
التخطيط العسكري
العمليات العسكرية
الاقتحام
الكمائن
التكتيكات الدفاعية
قتال الشوارع
حرب العصابات
العمليات الخاصة
التعامل مع التحصينات
الإغارة
التعامل مع الأرض البور
تصورات وتساؤلات

ويعرض نقاط كثيرة عن الحرب والمواجهات بقطاع غزة

يليه خلاصة كتاب فن الحرب للمفكر العسكري الصيني سون تزو
ترجمه للعربية رؤف شبايك
لخصه يوسف حجازي

لتحميل الكتاب بصيغة PDF اضغط هنا

2014-05-28

تحميل موسوعة بلادنا فلسطين. عشرة مجلدات/ ثمانية آلاف صفحة


تحميل موسوعة بلادنا فلسطين. عشرة مجلدات/ ثمانية آلاف صفحة
تحميل موسوعة بلادنا فلسطين
للمؤلف: مصطفي مراد الدباغ

يسعدني إطلاعكم على هذه الموسوعة العظيمة (المكونة من عشرة مجلدات ، ثمانية آلاف صفحة) لمصطفى مراد الدباغ، إبن يافا البار، الذي فقد بحثه الأول غضون النكبة (وهو راحلاً يافا عبر البحر) عندما أجبره قبطان القارب بالتخلي عن حقيبته لتخفيف وزن القارب. هذا الرائد لم يكل ولم يمل وأعاد الكرة مرةً أخرى بعد النكبة و ها نحن نضع أمامك كامل إنتاجة عن وطننا المُغتصب عسى أن يحمي ويُحصن حقوقنا في العودة والتعويض.الرجاء تعميم هذه الصفحة على كل قريب وصديق. لن يضيع حق وراءه مطالب. وستضيع حقوقنا إذا لم نُذكر أنفسنا والآخرين أن فلسطين وقف للأمة عامة. عائدون مهما طال الزمن، عائدون.

نبذة مختصرة عن الموسوعة
بلادنا فلسطين كتاب ألفه مصطفى مراد الدباغ جمع فيه معلومات غاية في الاهمية عن كافة مناطق فلسطين ، ويعتبر الكتاب أحد المراجع المهمة التي توثق لفلسطين وشعبها. يقول الكاتب مصطفى مراد الدباغ في مقدمة الجزء الأول: "ما كنت لأتصور، يوم أصدرت “الجزء الأول ـ القسم الأول” من هذا الكتاب في عام 1947 بأن النكبة ستحل بالوطن بعد ذلك بسنة، وتطيح بأهله وتنثرهم كما تنثر العواصف الرمال!".
الكتاب مكون من أحد عشر مجلدا من القطع الكبير حيث خصص المجلد الأول لبحث جغرافية فلسطين وتاريخها منذ أقدم الأزمنة حتى دخول العرب المسلمين إليها، بالإضافة إلى التقسيمات الإدارية في فلسطين، وتاريخ فلسطين منذ أقدم العصور. المجلدات العشر الباقية تكلم المؤلف عن المدن الرئيسية في فلسطين وما يتبع كل منها من قرى وتقسيمات كما يلي:

روابط التحميل
المجلد الاول
جغرافية فلسطين والتقسيمات الإدارية والتاريخ عبر العصور

المجلد الثاني
الديار الغزية، بئر السبع، شرق الأردن: معان

المجلد الثالث
الديار النابلسية، قبائل السلط

المجلد الرابع
قضاء جنين، قضاء طولكرم

المجلد الخامس
يافا، اللد، الرملة.

المجلد السادس
الخليل

المجلد السابع
ديار الجليل: صفد، طبرية، بيسان

المجلد الثامن
الناصرة، حيفا، عكا.

المجلد التاسع
يت المقدس، رام الله، بيت لحم، أريحا.

المجلد العاشر
تاريخ بيت المقدس.

المجلد الحادي عشر
تاريخ بيت المقدس 2.

والى كتاب وموسوعة اخرى باذن الله
دعواتكم

حملة ضد القمل


حملة ضد القمل
منذ فترة وجيزة، قال لي أمريكي من أصول يهودية التالي: "كلما اتهمتُ الصهاينة بجرائمهم ضد الفلسطينيين فإنهم ،أي الصهاينة، يتهموني بأن قولي هذا يساعد بحدوث هولوكوست جديد." أجبته بدوري: "هذه أساليب صهيونية عامة يتبعها الصهاينة لاخراس منتقديهم؛ و هذا بطريقة غير مباشرة اسهام في الجريمة!". اكتشفت لاحقاً بعد هذا الحوار أننا نحن، أي الفلسطينيين، نقوم بنفس الشيء. من النادر أن ينتقد الفلسطينيون أنفسهم خوفاً من الانقسام؛ أو أننا نخاف أن تنفصم عرى العلاقات الاسرية أو علاقات الصداقة. أعتقد أننا وصلنا نقطة حرجة في نضالنا الوطني حيث يعشعش بيننا العدو، لقد أصبح التطهر من هذا السرطان أولوية قصوى. سوف أجادل في هذا المقال بأن مواجهة الصهيونية هو خيار سهل؛ بينما مواجهة العدو الكامن فينا هو الخيار الأصعب.

إن "اتفاق اوسلو" بين منظمة التحرير و دولة الكيان الصهيوني كان بمثابة الاداة التي تم فيها زرع "القمل الصهيوني" المعدي في قيادة منظمة التحرير. عمل "القمل" و على مدار عقدين على امتصاص الدم من قضيتنا الوطنية. و كمطلع بعمق في التاريخ الفلسطيني، أستطيع أن اشير الى مرحلة من التاريخ الفلسطيني شهدت هكذا انحدار خلال الثورة الفلسطينية عام 1936! كان هنالك تنسيق شامل مع سلطة الاحتلال الانجليزي (تحت يافطة ما كان يسمى"عصب السلام") مما تسبب في قتل الكثير من الفلسطينيين. و في العام 1939، عام سحق الثورة الفلسطينية، جردت السلطات البريطانية (عصب السلام) من سلاحها وتركتهم غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم. بعد ذلك تم تصفية قادتهم واحداً تلو الآخر! من الطبيعي أن يتم التغاضي عن هذا الجزء من تاريخنا و لنفس الاسباب التي نتغاضى فيها الآن عن هذا "القمل" الموجود بيننا.نعرفهم جيداً و بالاسم ؛ نعرف حجم الضرر الذي الحقوه بالقضية الوطنية و مع ذلك و لسبب غير مفهوم نفضل أن نغض الطرف عن أفعالهم!

دوماً نطلق تعبير "مؤسسة فاسدة" عندما نتحدث عن "السلطة الوطنية الفلسطينية"، انا متأكد أن الكثيرين ممن هم ضمن "السلطة " يطلقون نفس التعبير أيضاً عليها. أعتقد أن تعبير "القمل" (وخصوصاً هؤلاء في قيادتها) هو تكريم غير عادل لهم. و خلافاً لما قد يرى البعض من أن هذا اتهام غير عادل، سأورد بعضاً من أعمالهم الخيانية:

التجاهل الكامل لحق العودة و استخدامه كأداة في مفاوضاتهم المفلسة مع دولة الكيان الصهيوني. لهؤلاء المتشككين فيما أقول، أنصح بالعودة الى ما تم كشفه من "مشروع الاوراق الفلسطينية". تجدون ،هنا، الرابط الذي يمكنكم من مشاهدة المواجهة بين أحمد منصور (من قناة الجزيرة)، و صائب عريقات (الملقب بما يسمى بكبير المفاوضين الأوحد) المتعلق بهذا الموضوع. إذا لم تكن قد شاهدته عليك بذلك. ستجده مسلياً! و كذلك الحال ما قيل حول موضوع التنازلات المقدمة حول القدس الشرقية.
التعاون المباشر مع العدو والقوى الاجنبية لتقويض التجربة الديموقراطية الفلسطينية مباشرة بعد إنتخابات عام 2006.
تحول "السلطة" إلى أداة عسكرية في يد العدو. أجد أنه من المدهش استخدامهم لتعبير حضاري لهذا التعاون: التنسيق الامني! ومن المثير للسخرية أن من أطلق تعبير "خونة "على "روابط القرى" (التي أوجدها مصطفى دودين) هي فتح نفسها التي أعدمت الكثير منهم، في ثمانينيات القرن الماضي، بسبب التنسيق الامني مع الاحتلال الصهيوني! هذا يعتبر خيانة للنهج الا إذا اعتُبر أن التنسيق الامني الذي تقوم به فتح هو من باب المصلحة الوطنية! أنقر هنا لإنعاش عينيك بقوات دايتون في الضفة الغربية المحتلة.
التحريض و المساعدة و الابتهاج لما قام به الاعداء قبل و بعد حرب غزة، في الفترة بين نهاية عام 2008 و بداية عام 2009.
التعاون مع الاعداء في قتل ياسر عرفات و ما تلا ذلك في التغطية على هذه الجريمة. قد يتساءل المرء ما قد يكون عليه الموقف لو أن القيادة الفلسطينية قد أقدمت عل تسميم "أرئيل شارون" ، لا سمح الله؟ أقل ما يقال في هكذا موقف هو إبادة منظمة التحرير. ما سبق هو برهاني الاكيد بأن "القمل" لا يفيد الا نفسه.
الاختلاس المالي و على كل المستويات؛ ألا تشاركني الدهشة أن "القمل" قرر أخيراً محاسبة محمد رشيد (مستشار عرفات المالي) على جرم الاختلاس؟
في هذا اللقاء مع قناة الجزير لخص الأخ عبد الباري عطوان بشكل جيد الأنتقادات السابقة.

لا أخفي حقيقة أني أصاب بالقرف من هؤلاء الذين يدعون الى المصالحة بين فتح و حماس؛ هذه المصالحة مجرد "سراب و خيال" بسبب التالي:

إن فتح كحركة سياسية لم تعد موجودة؛ لم تعد تملك أي برنامج وطني سياسي؛ مع شديد الاسف، فقد تحولت فتح الى شركة لكن دونما رقيب أو حسيب.
لن تجد اثنين من فتح متفقان فيما بينهما على حدود فلسطين. "حدود فلسطين" هو هدف متحرك يعتمد على السعر المطروح!
و الاهم من كل ذلك أن عناصر فتح الشرفاء هم إما ميت أو مسجون أو مخروس ينتظر راتبه الشهري و تقاعده!

أرى الأشياء كما يلي:

المصالحة الفلسطينية غير ممكنة لانه لا يوجد انقسام. فالطرفان لديهما برنامجين سياسيين متعامدين، هذا اذا افترضنا أن لفتح برنامج. المدهش أنك إن تحدثت مع مناصري فتح فستجدهم يتحدثون عن ماضي فتح البطولي، مثل أن فتح هي من بدء الكفاح المسلح. لكنهم لا يستطيعون أن يجيبونك على سؤال: " ماذا يفعلون الان؟"،أو على سؤال "ماذا سيفعلون؟" واقع الامر أن حركة فتح هي حركة مفلسة سياسياً وفكريا، و بدون "الدولار و اليورو" لسقطت من تلقاء نفسها.
إن اصلاح "السلطة الوطنية الفلسطينية" (أو تطهيرها من "القمل") هي مسالة مرفوضة صهيونياً و أمريكياً و أوروبياً. يفضل الصهاينة التعامل مع "القمل" لانها الطرف غير المعرض للمساءلة من قبل أي جهة منتخبة.

و عليه و بصفتي محرر موقع "فلسطين في الذاكرة" أقترح المبادرة الشخصية التالية:

أطالب الفلسطينيين و خاصة أولئك القاطنين في الضفة الغربية بأن يتحركوا و على كافة المستويات من أجل حل السلطة الوطنية الفلسطينية؛ فالسلطة قد ألحقت أفدح الضرر بقضيتنا الوطنية.
أطالب الأحزاب و القوى الفلسطينية بعقد جلسة عاجلة للمجلس الوطني الفلسطيني لخلق كيان جديد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية أو تطهيرها، أي المنظمة، من "القمل"
و حيث أن الفلسطينيين في الاراضي المحتلة قد صوتوا لحركة حماس في العام 2006، فإنه يترتب عليها أي حماس، أن ترتقي الى مسؤولياتها و تقوم بحث شعبنا في الضفة الغربية على القيام بانتفاضة سلمية جديدة لاسقاط "القمل." لقد كانت حماس (و بوصفها أحد امتدادات الاخوان المسلمين) على الدوام تستمرئ البقاء كمعارضة ومترددة أن ترتقي الى دور القيادة؛ كما وانها قلصت طموحاتها السياسية "فقط لقطاع غزة"، وجعلت من استمرارها في "غزة فقط" جزءا من "المصلحة الوطنية الفلسطينية". بعبارة اخرى، يتوجب على حماس إما التقدم للأمام أو التنحي جانباً. أرى بدوري أننا قدمنا ثمناً باهظاً بسبب عدم قابلية حماس على القيادة خارج غزة. و للتذكير في حال أن نسيت حماس ففلسطين أكبر كثيراً من غزة، و الشعب الفلسطيني يعد 12 مليون فرد بينما الغزاويون تحت حكم حماس يعدون 2 مليون.
البدء بحملة عصيان مدني ضد السلطة الوطنية الفلسطينية؛ لقد سررت كثيراً على الرد الفلسطيني الفوري على الزيارة المخطط لها من قبل "شاؤول موفاز".

قد يرى البعض أنني قد تجاوزت الحدود بوصفي النخبة الفاسدة في "السلطة الوطنية" بأنها "قمل"، و لكني بعد أن أمعنت التفكير وجدت أن تعبير "قمل" هو أفضل توصيف؛ لأن القمل يمتص دم الضحية دون أن يقدم بدوره أي شيء. على أية حال، فالسلطة الوطنية أسوأ من القمل بكثير، فقد أقدمت، وبشكلٍ حثيث، على تدمير مؤسساتنا الوطنية ضمن منظمة التحرير الفلسطينية ؛ و يقوم القمل بإدارة منظمة التحرير و كانها شركة و لكن دونما مساءلة. من أجل كل ما سبق، فإن هذا المقال سيكون فاتحة مقالات قادمة عن "القمل".
كتبها صلاح منصور/ مؤسس و محرر موقع " فلسطين في الذاكرة.".
ترجمة فواز سلامة/ محامي ومستشار قانوني لموقع " فلسطين في الذاكرة.".