نتابع: في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -2-
ثانيًا، تفوق القوات الصهيونية بالعدد والعدة:
على عكس ما توحيه عبارة سبعة جيوش عجزت عن الانتصار على الجيش الصهيوني، فإن الحقائق والأرقام المتعلقة بحرب عام 1948م تكشف لنا عن اختلال هائل بميزان التسلح وعدد القوات لصالح الصهاينة.
لقد بلغ تعداد قوات الهاجاناة الصهيونية أواخر عام 1947م ما بين 40ألف و50
ألف مقاتل، ارتفعت في بضعة شهور إلى حوالي 100 ألف مقاتل (أو أكثر)، منهم
عشرين ألف يهودي أحضروا للقتال من خارج فلسطين (في حين تذكر بعض المصادر أن
قوة الهاجاناة تجاوزت 60 ألف مقاتل بقليل).
وفي المقابل لم يتجاوز عدد القوات العربية مجتمعة الـ35 ألف مقاتل على أكثر تقدير، مع الإشارة إلى أنه حتى تاريخ 16/5 لم يقف بمواجهة العصابات الصهيونية سوى بضع مئات من مقاتلي تنظيم الجهاد المقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني، وثلاثة آلاف مقاتل هو تعداد جيش الإنقاذ الذي دخل في بدايات عام 1948م، وكانوا قوات غير نظامية وغير مزودين بأي سلاح ثقيل يعتد به.
وعند الكلام عن الجيش السعودي فلم يشارك سوى بمئتي جندي، فيمَ تخلى الجيش اللبناني عن المشاركة باللحظات الأخيرة، والجيوش العربية كانت أقرب إلى قوات الدرك والحرس الوطني من كونها جيوشًا حقيقية، وأهم جيشين (المصري والعراقي) كانا يقاتلان مئات الكيلومترات بعيدًا عن قواعدهما.
كان الصهاينة يملكون الدبابات والطائرات والمدفعية واستخدموها بالقصف والتدمير وعمليات التهجير الواسعة، في المقابل كانت المدفعية التي تمتلكها الجيوش العربية أقل عددًا وفعالية، في حين لم يكن هنالك سوى 16 طائرة لدى مصر، خرجت في غارة واحدة على تل أبيب في الأيام الأولى للحرب وتصدى لها الطيران البريطاني وأسقط طائرة اعطب ثلاث أخريات، فتوقف بعدها الطيران المصري عن المشاركة.
وحتى نفهم أكثر الاختلال بميزان القوى نضرب مثلًا مدينتي اللد والرملة التي حوصرت خلال الحرب، ولم يكن يوجد فيهما إلا قوة صغيرة من الجيش الأردني في الرملة، وخليط غير متجانس من الجهاد المقدس والأهالي الذين اضطروا لحمل السلاح والحرس البلدي وبعض المتطوعين من الأردن، ولم يتجاوز تعداد المدافعين عن المدينتين الألف مقاتل يمتلكون بالإضافة للبنادق 6 مدافع هاون و4 مدافع مضادة للدبابات قاموا بالاستيلاء عليها من معسكرات الجيش البريطاني.
وقد انسحبت القوة الأردنية قبل بدء الهجوم الصهيوني النهائي على المدينتين في 9/7/1948م، مما ترك بضع مئات من المقاتلين في مواجهات أكثر من ستة آلاف من قوات الصاعقة (البالماخ) الصهيونية، وقد مهدوا لهجومهم بقصف مدفعي وجوي عنيفين، فاحتلوا المدينتين بحلول 12/7.
يتبع
على عكس ما توحيه عبارة سبعة جيوش عجزت عن الانتصار على الجيش الصهيوني، فإن الحقائق والأرقام المتعلقة بحرب عام 1948م تكشف لنا عن اختلال هائل بميزان التسلح وعدد القوات لصالح الصهاينة.
وفي المقابل لم يتجاوز عدد القوات العربية مجتمعة الـ35 ألف مقاتل على أكثر تقدير، مع الإشارة إلى أنه حتى تاريخ 16/5 لم يقف بمواجهة العصابات الصهيونية سوى بضع مئات من مقاتلي تنظيم الجهاد المقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني، وثلاثة آلاف مقاتل هو تعداد جيش الإنقاذ الذي دخل في بدايات عام 1948م، وكانوا قوات غير نظامية وغير مزودين بأي سلاح ثقيل يعتد به.
وعند الكلام عن الجيش السعودي فلم يشارك سوى بمئتي جندي، فيمَ تخلى الجيش اللبناني عن المشاركة باللحظات الأخيرة، والجيوش العربية كانت أقرب إلى قوات الدرك والحرس الوطني من كونها جيوشًا حقيقية، وأهم جيشين (المصري والعراقي) كانا يقاتلان مئات الكيلومترات بعيدًا عن قواعدهما.
كان الصهاينة يملكون الدبابات والطائرات والمدفعية واستخدموها بالقصف والتدمير وعمليات التهجير الواسعة، في المقابل كانت المدفعية التي تمتلكها الجيوش العربية أقل عددًا وفعالية، في حين لم يكن هنالك سوى 16 طائرة لدى مصر، خرجت في غارة واحدة على تل أبيب في الأيام الأولى للحرب وتصدى لها الطيران البريطاني وأسقط طائرة اعطب ثلاث أخريات، فتوقف بعدها الطيران المصري عن المشاركة.
وحتى نفهم أكثر الاختلال بميزان القوى نضرب مثلًا مدينتي اللد والرملة التي حوصرت خلال الحرب، ولم يكن يوجد فيهما إلا قوة صغيرة من الجيش الأردني في الرملة، وخليط غير متجانس من الجهاد المقدس والأهالي الذين اضطروا لحمل السلاح والحرس البلدي وبعض المتطوعين من الأردن، ولم يتجاوز تعداد المدافعين عن المدينتين الألف مقاتل يمتلكون بالإضافة للبنادق 6 مدافع هاون و4 مدافع مضادة للدبابات قاموا بالاستيلاء عليها من معسكرات الجيش البريطاني.
وقد انسحبت القوة الأردنية قبل بدء الهجوم الصهيوني النهائي على المدينتين في 9/7/1948م، مما ترك بضع مئات من المقاتلين في مواجهات أكثر من ستة آلاف من قوات الصاعقة (البالماخ) الصهيونية، وقد مهدوا لهجومهم بقصف مدفعي وجوي عنيفين، فاحتلوا المدينتين بحلول 12/7.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق