طوائف يهودية ’’الكرمشاكي’’
يهود شبه جزيرة القرم ( الكرمشاكي)
تعد أوكرانيا المنطقة التي ولدت فيها الكثير من المؤسسات الصهيونية و على رأسها جمعية أحباء صهيون، وهي من أهم المناطق في شرق أوروبا المرتبطة بالتوسع الاستيطاني للجماعات اليهودية في القرون الوسطى وبالتحديد في القرن التاسع حيث بدأت مملكة الخزر[1] بالتوسع، وطن البولنديون اليهود من ذوي الدخل المتوسط فيها لتنمية الأراضي الأوكرانية وتطويرها، ويعتبر يهود أوكرانيا من أتباع اليهودية اليديشية[2]، كما أن أوكرانيا تعد اهم مراكز الثقافة اليديشية، اشتهرت هذه الطائفة بالتجارة و الحرف الصناعية، واشهر ما كانوا يتميزون به فيها صناعة تقطير الخمر.
تقع شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، ويحيط بها البحر الأسود من الجنوب والغرب، بينما يحدها من الشرق بحر «أزوف»، ومساحتها 26100 كيلومتر مربع ، عاصمتها سيمفربول، وكان اسمها «أق مسجد»، وتعني في اللغة التترية «المسجد الأبيض»، ويبلغ تعداد سكانها نحو مليونَيْ نسمة، أغلبيتهم من الروس والأوكرانيين؛ وتبلغ نسبة الروس 58% من إجمالي السكان، والأوكرانيين 24%، والباقي من التتار المسلمين أصحاب الأرض الحقيقيين.
يهود القرم و الدولة العثمانية:
أهدى تتار بلاد القرم السلطان سليمان القانوني (بطل معركة موهاكس عام 932 هـ ضد ملك المجر ، التي انتهت لصالح العثمانيين بنصر مؤزر) فأهداه ملك التتار في القرن الخامس عشر الميلادي فتاة يهودية روسية سبيت في إحدى الغزوات اسمها روكسلان، اسمها الحقيقي ( خُــــرّم ) الذي يعني الباسمة، فأنجبت له بنتا بعد زواجه منها بقليل ، فأصبحت حرة بعد كانت سبية،فسعت الأمُّ اليهودية عند كبر بنتها لتزويجها من رستم باشا، ثم حاكت مؤامرة لقتل الصدر الأعظم إبراهيم باشا ونصّبت صهرها رستم باشا بدلاً منه، ثم تخلصت بمؤامرة أخرى من ولي العهد مصطفى ابن السلطان سليمان من زوجته الأولى الذي كان يحظى بحب الشعب لديانته وأدبه وميله للعلماء والشعراء ودعم الجيش له لبطولته وفروسيته وشجاعته وتوسم فيه الجميع أنه سيكون خليفة على الطراز الأول يعيد للأذهان عهد الخلفاء الصالحين, ونصّبت ابنها سليم الثاني وليًا للعهد.
وبعد تعرض اليهود للاضطهاد في الأندلس وروسيا وهروبهم من محاكم التفتيش في الاندلس وشتاتهم في الأرض، طلبت الأم اليهودية من السلطان بالإذن لهم بالهجرة إلى أراضي الخلافة، فتوزع اليهود على بلاد فارس والعراق وشمال تركيا والدونمة وهي المنطقة التي خرج منها مصطفى كمال أتاتورك! الذي نزع عن تركيا كل ما هو إسلامي عام 1924 م، فتمتع اليهود بقدر كبير من الحرية والاستقلال في ظل الخلافة العثمانية. فكانت هذه المرأة بؤرة السرطان الذي نخر في جسد الخلافة حتى اسقطها على ايدي ومؤامرات يهود الدونمة.
ان هذا التاريخ الاسود لهذه المرأة يضع علامات استفهام كبيرة حول سلاطين العثمانيين هل كانوا بهذه السذاجة التي قد تستغلها امرأة يهودية مسبية؟ وهل كان رجال القصر من المخابرات و الوزراء و رجال السياسة بهذا الغباء؟ لكي تستطيع امرأة أن تدير كل هذه المؤامرات دون أن ينتبه إليها أحد!!! ولذلك تجد أن الاتجاه الآخر من كتاب التاريخ على النقيض فهم يمدحون هذه المرأة ويمجدونها.
أم السلطان سليم الثاني "روكسلان :
يطلق عليها أيضا "روكسانة" أو الجارية الأوكرانية، أو بخرّم سلطان ، وهي والدةً سليم الثاني الذي يعدّ من أعظم السلاطين العثمانيين ، فضائلها كثيرة وأوقافها منتشرة وأعمالها الخيرية تكلم عنها الكثير، من اعمالها الوقفية بناء المستشفيات والمساجد في مكة وتركيا وفلسطين ، ولايزال هناك مخطوطات ومصاحف تاريخية تحمل اسمها أوقفتها لطلبة العلم أو للمساجد.
واعتقد ان الكتاب الغربيون قاموا بتشويه صورتها نكاية بابنها السلطان سليم الثاني الذي قام بإيقاف التمدد الصليبي وقصم ظهر الجيش البرتغالي، وقام بإنشاء اكبر أسطول بحري عسكري إسلامي بقيادة خير الدين باربروسا، وهو من حرر بغداد من الصفويين ، ولم يعد الى قصره في تركيا الا بعد عام كامل من خروجه لاسترجاع بغداد .
يهود ( الكرمشاكي):
من الجماعات اليهودية التي استوطنت اوكرانيا جماعة «الكرمشاكي» أي (سكان شبه جزيرة القرم) ومن هذا المعنى يتضح أنهم من سكان شبه جزيرة القرم، وتميل لهجتهم الى التترية بالإضافة الى العبرية وتسمى هذه اللهجة باليديشية وهي لهجة متعددة الثقافات و الإثنيات، إلا أنهم اعتمدوا الحروف العبرية في كتاباتهم. وكان الكرمشاكي يعرفون بـ (أبناء إسرائيل) حيث اشتهروا بتسمية أنفسهم بهذا اللقب، إلا أنهم قبل قرنين من الزمن بدأوا يستخدمون الكلمة الروسية (كرمشاك) أي (سكان شبه جزيرة القرم). وقد اعتمدت السلطات الروسية هذا اللفظ للتفريق بينهم وبين يهود الأشكنازية. ويلاحظ على جماعة الكرمشاكي تأثرهم بعادات وتقاليد التتار المسلمة، كتعدد الزوجات، والملابس ذات الطابع الاسلامي واللغة التترية. وهذا يدل على عدم انفتاحهم على الحركات الفكرية ليهود أوروبا ولا بالإصلاح الديني، إلى أن استولت روسيا القيصرية على القرم، فتغير وضع الكرمشاكي تماما فاختلطوا بالحياة العصرية واندمجوا مع الجماعات اليهودية الاخرى كيهود اليديشية.
القرم وطن بديل سابق لليهود:
تظهر وثائق جهاز المخابرات الاتحاد السوفييتي السابق (الكي جي بي) قدر هائل من الإثارة خاصة اذا نسجنا خيوط الماضي مع ما يجرى اليوم من تجاذبات سياسية وعسكرية عقب اندلاع نيران الأزمة الأوكرانية وانفصال القرم عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا الاتحادية. تشير الوثائق الى مطامع الحركة الصهيونية العالمية ومحاولات الوكالة اليهودية الأمريكية الى بناء وطن قومي لليهود في شبه جزيرة القرم، ومن الحقائق التي أميط عنها اللثام ما تعرض له وزير خارجية الاتحاد السوفيتي الأسبق في اتشيسلاف مولوتوف اليهودي الأصل من متاعب اضطر معها وبضغط ستالين الى طلاق زوجته بسبب تجسسها لصالح جولدا مائير التي كانت أول سفيرة لإسرائيل في موسكو، وهو ما كشف عنه ميخائيل بولتورانين وزير إعلام للرئيس الروسي الاسبق بوريس يلتسين ونائبه الأول ، من خلال اطلاعه على ارشيف هذه الوثائق.
وبينت هذه الوثائق مطامع اليهود تجاه شبه جزيرة القرم وما فعلوه من أجل تحويلها إلى وطن قومي بدلا من فلسطين في عشرينيات القرن الماضي. الوثائق تشير إلى أبرز شخصيات هذه الواقعة هم ستالين وروزفلت وجولدا مائير، إلى جانب ما قاله ميخائيل بولتورانينحول أسباب اضطرار ستالين إلى تهجير تتار القرم إلى سيبيريا وقازاخستان، بضغط أمريكي من أجل إخلاء القرم من سكانها الاصليين وتوطين اليهود الذين تدفقوا عليها، في توقيت كانت الولايات المتحدة تنسج فيه حبائلها للسيطرة على كل ضفاف البحر الأسود وعزل الاتحاد السوفيتي عن شبه الجزيرة ومنفذها البحري.
ما لبث ستالين أن تراجع عن فكرة إيجاد الوطن القومي لليهود في القرم، مؤكدا أن الاستمرار في ذلك يمكن أن ينسف الاستقرار الذى تحقق على صعيد تعايش مختلف القوميات في الاتحاد السوفيتي ولا سيّما بعد الانتفاضات المتواصلة من جانب سكان القرم من التتار والإثنيات الأخرى. غير أن اللجنة اليهودية الأمريكية(Jewish Joint Distribution Committee(وممثلي اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة استغلوا الحرب العالمية الثانية لإحياء فكرة توطين اليهود في القرم. فاتح الرئيس الأمريكي روزفلت الرئيس ستالين في مؤتمر طهران بان الولايات المتحدة قد لا تستطيع فتح الجبهة الثانية ضد ألمانيا للتخفيف من الهجمات الألمانية ضد القوات السوفيتية، وطالبه بضرورة استئناف ترحيل التتار من شبه جزيرة القرم.
أدرك ستالين أن الضغط الأمريكي لم يكن يستهدف مصالح اليهود السوفييت ممن كانوا يحاولون توطينهم في القرم، بقدر ما كان يستهدف خدمة مصالح الولايات الأمريكية نفسها. وفيما راح يبدى بعض تحفظاته كضرورة أن تكون الجمهورية اليهودية السوفيتية المرتقبة جمهورية ذات حكم ذاتي وليست جمهورية مستقلة، طالب أيضا بأن يتولى قيادة هذه الجمهورية لازار كاجان وفيتش اليهودي الأوكراني الأصل ووزير الصناعة السوفيتية فيما بعد، وليس سولومون ميخيلسون رئيس اللجنة اليهودية السوفيتية المعادية للفاشية، علاوة على طلبه حول الحصول على قروض مالية تبلغ قيمتها عشرة مليارات دولار للمساهمة في إعادة اقتصاد ما بعد الحرب. ومع ذلك فلم يتراجع الجانب الأمريكي اليهودي عن مساعيه، وهو ما دفع ستالين التحول إلى البحث عن سبيل آخر للتخلص من هذه الورطة فوجد المخرج في إعلان مؤتمر بازل وفكرة توطين اليهود في فلسطين وما تلا ذلك من استصدار وعد بلفور البريطاني في عام 1917.
الاتحاد السوفييتي ودعم الكيان الصهيوني:
وما كاد الأمريكيون يبدأون في مطالبة ستالين بسداد الديون المالية حتى صارحهم ستالين باستعداده لتنفيذ التزاماته تجاه إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، معلنا عن موافقته على ترحيل أكبر قدر من اليهود الى هناك وتسليحهم بكل ما غنمه من أسلحة ألمانية على أن تخصم من ديون الاتحاد السوفيتي التي اقترضها من الوكالة اليهودية الأمريكية. بل وأوعز الى تشيكوسلوفاكيا وبلغاريا بإمداد اليهود في فلسطين بكل ما يحتاجونه من أسلحة في حربهم مع العرب هناك. ويذكر أنه كان أول من اعترف بإسرائيل كدولة فور الإعلان عن قيامها في مايو 1948.ومنح ستالين اليهود وطناً في أقصى الشرق الروسي في مقاطعة «يفيرسكيا أوبلست» ذات الحكم الذاتي، والتي لاتزال قائمة حتى يومنا هذا في روسيا الاتحادية وتعني بالروسية: «المقاطعة اليهودية».
اليديشية الأشكنازية في الكيان الصهيوني:
معظم العلمانيين اليهود في اوكرانيا يتحدَّثون اللغة اليديشية، وقد حمَلُوها معهم إلى إنجلترا والولايات المتَّحدة وأمريكا اللاَّتينية وجنوب إفريقيا، وتفيد إحصاءات الرأي في الاتِّحاد السُّوفيتِّي تفيد أنَّ 17% من يهود الاتِّحاد السُّوفيتي يتحدَّثون اليديشية، ومع ذلك لم تتبَنَّ الصهيونية اللغةَ اليديشية كلغة رسمية، رغم أنَّ الصهاينة جُلُّهم من اليديش الإشكناز، بل تبنى النِّظام الصِّهيوني العبريَّة لغة السفارد الذين عاشوا في الأندلس؛ لأنَّها لغة علم وفلسفة وأدب، ولها قواعد رسَّخَها علماء اللُّغة بها الذين درسوا بالمعاهد الأندلسية.
ويعتبر يهود اليديشية الأشكنازية هم المتنفِّذون في الكيان الصِّهيوني، فالكثير من أعضاء الكنيست أو الحكومة، أو رؤسائها تجدهم من اليديشية ، فحكومات العدو عادة ما تضم 6 وزراء منهم، على أن تكون وزارتي الداخلية والبريد غالبًا من نصيبهم، أما رئيس الحكومة فلم يرأسها قطُّ يهودي من السفارديم. أما رئيس دولة الكيان فكانوا كلُّهم أشكناز، إلا مرة واحدة كانت من نصيب السفارديم، أخيرا تشير الدراسات إلى أن السفارد لا يمثلون سِوَى 9 % فقط من الوظائف القياديَّة في الاقتصاد.
ازمة القرم وانعكاساتها على فلسطين:
كما هي عادة الصهيونية في استغلال الأزمات والعمل على المكتسبات ، قامت باستغلال الاضطرابات الحالية القائمة بين روسيا واوكرانيا وعودة روسيا لشبه جزيرة القرم، قام الكيان الصهيوني بإجلاء اكثر من (4000 ) يهودي من شبه جزيرة القرم منذ مطلع هذا العام، وإسكانهم في المغتصبات الجديدة التي تقام على الأراضي الفلسطينية اراضي 48 والضفة المحتلة خاصة تلك التي هي محل خلاف مع السلطة الفلسطينية. ويمكن لروسيا ان تلعب دور الداعم للمقاومة الفلسطينية من باب الضغط على (اسرائيل) لاقناع دول الناتو بشكل عام وأمريكا بشكل خاص للقبول بالوضع الحالي و الاعتراف بالقرم كجزء لا يتجزأ من روسيا.
[1] الخزر قبائل سكنت بين روسية وتركية وتتكون من عناصر تترية روسية تركية اعتنقوا اليهودية في القرن الثامن للميلاد.
[2] «اليديشية» هم يهود بولندا الذين كانوا يتحدثون اليديشية (لهجة ألمانية مع بعض الكلمات السلافية والعبرية).
ياسر درويش أحمد
يهود شبه جزيرة القرم ( الكرمشاكي)
تعد أوكرانيا المنطقة التي ولدت فيها الكثير من المؤسسات الصهيونية و على رأسها جمعية أحباء صهيون، وهي من أهم المناطق في شرق أوروبا المرتبطة بالتوسع الاستيطاني للجماعات اليهودية في القرون الوسطى وبالتحديد في القرن التاسع حيث بدأت مملكة الخزر[1] بالتوسع، وطن البولنديون اليهود من ذوي الدخل المتوسط فيها لتنمية الأراضي الأوكرانية وتطويرها، ويعتبر يهود أوكرانيا من أتباع اليهودية اليديشية[2]، كما أن أوكرانيا تعد اهم مراكز الثقافة اليديشية، اشتهرت هذه الطائفة بالتجارة و الحرف الصناعية، واشهر ما كانوا يتميزون به فيها صناعة تقطير الخمر.
تقع شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، ويحيط بها البحر الأسود من الجنوب والغرب، بينما يحدها من الشرق بحر «أزوف»، ومساحتها 26100 كيلومتر مربع ، عاصمتها سيمفربول، وكان اسمها «أق مسجد»، وتعني في اللغة التترية «المسجد الأبيض»، ويبلغ تعداد سكانها نحو مليونَيْ نسمة، أغلبيتهم من الروس والأوكرانيين؛ وتبلغ نسبة الروس 58% من إجمالي السكان، والأوكرانيين 24%، والباقي من التتار المسلمين أصحاب الأرض الحقيقيين.
يهود القرم و الدولة العثمانية:
أهدى تتار بلاد القرم السلطان سليمان القانوني (بطل معركة موهاكس عام 932 هـ ضد ملك المجر ، التي انتهت لصالح العثمانيين بنصر مؤزر) فأهداه ملك التتار في القرن الخامس عشر الميلادي فتاة يهودية روسية سبيت في إحدى الغزوات اسمها روكسلان، اسمها الحقيقي ( خُــــرّم ) الذي يعني الباسمة، فأنجبت له بنتا بعد زواجه منها بقليل ، فأصبحت حرة بعد كانت سبية،فسعت الأمُّ اليهودية عند كبر بنتها لتزويجها من رستم باشا، ثم حاكت مؤامرة لقتل الصدر الأعظم إبراهيم باشا ونصّبت صهرها رستم باشا بدلاً منه، ثم تخلصت بمؤامرة أخرى من ولي العهد مصطفى ابن السلطان سليمان من زوجته الأولى الذي كان يحظى بحب الشعب لديانته وأدبه وميله للعلماء والشعراء ودعم الجيش له لبطولته وفروسيته وشجاعته وتوسم فيه الجميع أنه سيكون خليفة على الطراز الأول يعيد للأذهان عهد الخلفاء الصالحين, ونصّبت ابنها سليم الثاني وليًا للعهد.
وبعد تعرض اليهود للاضطهاد في الأندلس وروسيا وهروبهم من محاكم التفتيش في الاندلس وشتاتهم في الأرض، طلبت الأم اليهودية من السلطان بالإذن لهم بالهجرة إلى أراضي الخلافة، فتوزع اليهود على بلاد فارس والعراق وشمال تركيا والدونمة وهي المنطقة التي خرج منها مصطفى كمال أتاتورك! الذي نزع عن تركيا كل ما هو إسلامي عام 1924 م، فتمتع اليهود بقدر كبير من الحرية والاستقلال في ظل الخلافة العثمانية. فكانت هذه المرأة بؤرة السرطان الذي نخر في جسد الخلافة حتى اسقطها على ايدي ومؤامرات يهود الدونمة.
ان هذا التاريخ الاسود لهذه المرأة يضع علامات استفهام كبيرة حول سلاطين العثمانيين هل كانوا بهذه السذاجة التي قد تستغلها امرأة يهودية مسبية؟ وهل كان رجال القصر من المخابرات و الوزراء و رجال السياسة بهذا الغباء؟ لكي تستطيع امرأة أن تدير كل هذه المؤامرات دون أن ينتبه إليها أحد!!! ولذلك تجد أن الاتجاه الآخر من كتاب التاريخ على النقيض فهم يمدحون هذه المرأة ويمجدونها.
أم السلطان سليم الثاني "روكسلان :
يطلق عليها أيضا "روكسانة" أو الجارية الأوكرانية، أو بخرّم سلطان ، وهي والدةً سليم الثاني الذي يعدّ من أعظم السلاطين العثمانيين ، فضائلها كثيرة وأوقافها منتشرة وأعمالها الخيرية تكلم عنها الكثير، من اعمالها الوقفية بناء المستشفيات والمساجد في مكة وتركيا وفلسطين ، ولايزال هناك مخطوطات ومصاحف تاريخية تحمل اسمها أوقفتها لطلبة العلم أو للمساجد.
واعتقد ان الكتاب الغربيون قاموا بتشويه صورتها نكاية بابنها السلطان سليم الثاني الذي قام بإيقاف التمدد الصليبي وقصم ظهر الجيش البرتغالي، وقام بإنشاء اكبر أسطول بحري عسكري إسلامي بقيادة خير الدين باربروسا، وهو من حرر بغداد من الصفويين ، ولم يعد الى قصره في تركيا الا بعد عام كامل من خروجه لاسترجاع بغداد .
يهود ( الكرمشاكي):
من الجماعات اليهودية التي استوطنت اوكرانيا جماعة «الكرمشاكي» أي (سكان شبه جزيرة القرم) ومن هذا المعنى يتضح أنهم من سكان شبه جزيرة القرم، وتميل لهجتهم الى التترية بالإضافة الى العبرية وتسمى هذه اللهجة باليديشية وهي لهجة متعددة الثقافات و الإثنيات، إلا أنهم اعتمدوا الحروف العبرية في كتاباتهم. وكان الكرمشاكي يعرفون بـ (أبناء إسرائيل) حيث اشتهروا بتسمية أنفسهم بهذا اللقب، إلا أنهم قبل قرنين من الزمن بدأوا يستخدمون الكلمة الروسية (كرمشاك) أي (سكان شبه جزيرة القرم). وقد اعتمدت السلطات الروسية هذا اللفظ للتفريق بينهم وبين يهود الأشكنازية. ويلاحظ على جماعة الكرمشاكي تأثرهم بعادات وتقاليد التتار المسلمة، كتعدد الزوجات، والملابس ذات الطابع الاسلامي واللغة التترية. وهذا يدل على عدم انفتاحهم على الحركات الفكرية ليهود أوروبا ولا بالإصلاح الديني، إلى أن استولت روسيا القيصرية على القرم، فتغير وضع الكرمشاكي تماما فاختلطوا بالحياة العصرية واندمجوا مع الجماعات اليهودية الاخرى كيهود اليديشية.
القرم وطن بديل سابق لليهود:
تظهر وثائق جهاز المخابرات الاتحاد السوفييتي السابق (الكي جي بي) قدر هائل من الإثارة خاصة اذا نسجنا خيوط الماضي مع ما يجرى اليوم من تجاذبات سياسية وعسكرية عقب اندلاع نيران الأزمة الأوكرانية وانفصال القرم عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا الاتحادية. تشير الوثائق الى مطامع الحركة الصهيونية العالمية ومحاولات الوكالة اليهودية الأمريكية الى بناء وطن قومي لليهود في شبه جزيرة القرم، ومن الحقائق التي أميط عنها اللثام ما تعرض له وزير خارجية الاتحاد السوفيتي الأسبق في اتشيسلاف مولوتوف اليهودي الأصل من متاعب اضطر معها وبضغط ستالين الى طلاق زوجته بسبب تجسسها لصالح جولدا مائير التي كانت أول سفيرة لإسرائيل في موسكو، وهو ما كشف عنه ميخائيل بولتورانين وزير إعلام للرئيس الروسي الاسبق بوريس يلتسين ونائبه الأول ، من خلال اطلاعه على ارشيف هذه الوثائق.
وبينت هذه الوثائق مطامع اليهود تجاه شبه جزيرة القرم وما فعلوه من أجل تحويلها إلى وطن قومي بدلا من فلسطين في عشرينيات القرن الماضي. الوثائق تشير إلى أبرز شخصيات هذه الواقعة هم ستالين وروزفلت وجولدا مائير، إلى جانب ما قاله ميخائيل بولتورانينحول أسباب اضطرار ستالين إلى تهجير تتار القرم إلى سيبيريا وقازاخستان، بضغط أمريكي من أجل إخلاء القرم من سكانها الاصليين وتوطين اليهود الذين تدفقوا عليها، في توقيت كانت الولايات المتحدة تنسج فيه حبائلها للسيطرة على كل ضفاف البحر الأسود وعزل الاتحاد السوفيتي عن شبه الجزيرة ومنفذها البحري.
ما لبث ستالين أن تراجع عن فكرة إيجاد الوطن القومي لليهود في القرم، مؤكدا أن الاستمرار في ذلك يمكن أن ينسف الاستقرار الذى تحقق على صعيد تعايش مختلف القوميات في الاتحاد السوفيتي ولا سيّما بعد الانتفاضات المتواصلة من جانب سكان القرم من التتار والإثنيات الأخرى. غير أن اللجنة اليهودية الأمريكية(Jewish Joint Distribution Committee(وممثلي اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة استغلوا الحرب العالمية الثانية لإحياء فكرة توطين اليهود في القرم. فاتح الرئيس الأمريكي روزفلت الرئيس ستالين في مؤتمر طهران بان الولايات المتحدة قد لا تستطيع فتح الجبهة الثانية ضد ألمانيا للتخفيف من الهجمات الألمانية ضد القوات السوفيتية، وطالبه بضرورة استئناف ترحيل التتار من شبه جزيرة القرم.
أدرك ستالين أن الضغط الأمريكي لم يكن يستهدف مصالح اليهود السوفييت ممن كانوا يحاولون توطينهم في القرم، بقدر ما كان يستهدف خدمة مصالح الولايات الأمريكية نفسها. وفيما راح يبدى بعض تحفظاته كضرورة أن تكون الجمهورية اليهودية السوفيتية المرتقبة جمهورية ذات حكم ذاتي وليست جمهورية مستقلة، طالب أيضا بأن يتولى قيادة هذه الجمهورية لازار كاجان وفيتش اليهودي الأوكراني الأصل ووزير الصناعة السوفيتية فيما بعد، وليس سولومون ميخيلسون رئيس اللجنة اليهودية السوفيتية المعادية للفاشية، علاوة على طلبه حول الحصول على قروض مالية تبلغ قيمتها عشرة مليارات دولار للمساهمة في إعادة اقتصاد ما بعد الحرب. ومع ذلك فلم يتراجع الجانب الأمريكي اليهودي عن مساعيه، وهو ما دفع ستالين التحول إلى البحث عن سبيل آخر للتخلص من هذه الورطة فوجد المخرج في إعلان مؤتمر بازل وفكرة توطين اليهود في فلسطين وما تلا ذلك من استصدار وعد بلفور البريطاني في عام 1917.
الاتحاد السوفييتي ودعم الكيان الصهيوني:
وما كاد الأمريكيون يبدأون في مطالبة ستالين بسداد الديون المالية حتى صارحهم ستالين باستعداده لتنفيذ التزاماته تجاه إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، معلنا عن موافقته على ترحيل أكبر قدر من اليهود الى هناك وتسليحهم بكل ما غنمه من أسلحة ألمانية على أن تخصم من ديون الاتحاد السوفيتي التي اقترضها من الوكالة اليهودية الأمريكية. بل وأوعز الى تشيكوسلوفاكيا وبلغاريا بإمداد اليهود في فلسطين بكل ما يحتاجونه من أسلحة في حربهم مع العرب هناك. ويذكر أنه كان أول من اعترف بإسرائيل كدولة فور الإعلان عن قيامها في مايو 1948.ومنح ستالين اليهود وطناً في أقصى الشرق الروسي في مقاطعة «يفيرسكيا أوبلست» ذات الحكم الذاتي، والتي لاتزال قائمة حتى يومنا هذا في روسيا الاتحادية وتعني بالروسية: «المقاطعة اليهودية».
اليديشية الأشكنازية في الكيان الصهيوني:
معظم العلمانيين اليهود في اوكرانيا يتحدَّثون اللغة اليديشية، وقد حمَلُوها معهم إلى إنجلترا والولايات المتَّحدة وأمريكا اللاَّتينية وجنوب إفريقيا، وتفيد إحصاءات الرأي في الاتِّحاد السُّوفيتِّي تفيد أنَّ 17% من يهود الاتِّحاد السُّوفيتي يتحدَّثون اليديشية، ومع ذلك لم تتبَنَّ الصهيونية اللغةَ اليديشية كلغة رسمية، رغم أنَّ الصهاينة جُلُّهم من اليديش الإشكناز، بل تبنى النِّظام الصِّهيوني العبريَّة لغة السفارد الذين عاشوا في الأندلس؛ لأنَّها لغة علم وفلسفة وأدب، ولها قواعد رسَّخَها علماء اللُّغة بها الذين درسوا بالمعاهد الأندلسية.
ويعتبر يهود اليديشية الأشكنازية هم المتنفِّذون في الكيان الصِّهيوني، فالكثير من أعضاء الكنيست أو الحكومة، أو رؤسائها تجدهم من اليديشية ، فحكومات العدو عادة ما تضم 6 وزراء منهم، على أن تكون وزارتي الداخلية والبريد غالبًا من نصيبهم، أما رئيس الحكومة فلم يرأسها قطُّ يهودي من السفارديم. أما رئيس دولة الكيان فكانوا كلُّهم أشكناز، إلا مرة واحدة كانت من نصيب السفارديم، أخيرا تشير الدراسات إلى أن السفارد لا يمثلون سِوَى 9 % فقط من الوظائف القياديَّة في الاقتصاد.
ازمة القرم وانعكاساتها على فلسطين:
كما هي عادة الصهيونية في استغلال الأزمات والعمل على المكتسبات ، قامت باستغلال الاضطرابات الحالية القائمة بين روسيا واوكرانيا وعودة روسيا لشبه جزيرة القرم، قام الكيان الصهيوني بإجلاء اكثر من (4000 ) يهودي من شبه جزيرة القرم منذ مطلع هذا العام، وإسكانهم في المغتصبات الجديدة التي تقام على الأراضي الفلسطينية اراضي 48 والضفة المحتلة خاصة تلك التي هي محل خلاف مع السلطة الفلسطينية. ويمكن لروسيا ان تلعب دور الداعم للمقاومة الفلسطينية من باب الضغط على (اسرائيل) لاقناع دول الناتو بشكل عام وأمريكا بشكل خاص للقبول بالوضع الحالي و الاعتراف بالقرم كجزء لا يتجزأ من روسيا.
[1] الخزر قبائل سكنت بين روسية وتركية وتتكون من عناصر تترية روسية تركية اعتنقوا اليهودية في القرن الثامن للميلاد.
[2] «اليديشية» هم يهود بولندا الذين كانوا يتحدثون اليديشية (لهجة ألمانية مع بعض الكلمات السلافية والعبرية).
ياسر درويش أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق