بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-05-17

مخيم اليرموك.. استمرار النكبة


مخيم اليرموك.. استمرار النكبة
في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2012، وفي ظل وصول الحرب بشكلها الواسع إلى مخيم اليرموك، وبعد الهجرة الجماعية لأغلب سكانه، انفجرت سيارة مفخخة في ساحة الريجة في المخيم. ويوضح هذا الفيديو المنتشر عن الوضع بعد التفجير مقدار الدمار في الساحة والمنطقة المحيطة بها. يخبرنا صوت مصور الفيديو، والذي لا يمكننا رؤيته، أن الرجال الذين ينتمون إلى كتيبتين منفصلتين مما يسمى "الجيش السوري الحر" شاهدتا قائد سيارة مشبوهة يترك سيارته، وحين تمت مواجهته واعترف بما سيحدث تم إخلاء الساحة. ورغم أنه لم تكن هناك إصابات بشرية أو وفيات فقد تم تسجيل حجم الدمار فالفيديو إضافة إلى الصور التي وضعت على مجموعة اليرموك في الفيسبوك (مخيم اليرموك نيوز)، وهي صفحة يتم تحديثها بشكل دائم بأخبار المخيم. أظهرت إحدى الصور الساحة وهي مدمرة بشكل كبير، إضافة إلى منزل عائلة (الصمادي) الذي يواجه قسم منه الساحة بشكل مباشر والذي أصيب بأضرار كبيرة.

بعد بضعة أيام، انتشرت صورة أخرى للساحة المدمرة على صفحة أخبار اليرموك . هذه المرة، كانت الصورة صورة الحاج أبو سميح، الابن الأكبر لعائلة الصمادي واقفاً خارج منزل العائلة نصف المدمر متكئاً على عصاه، وينظر مباشرة نحو الكامرة محاطاً بأنقاض ساحة الرجى. أثناء مقابلتي للحاج أبو سميح قبل ما يقرب من خمس سنوات، تحدث الحاج عن نكبة فلسطين. كان وقتها متطوعاً شاباً في جيش الجهاد المقدس، وهي جماعة متطوعين غير اعتياديين كانوا يعملون في فلسطين قبل دخول الجيوش العربية النظامية في مايو/أيار 1948. أصيب بطلق ناري قرب معلول ونقل إلى مستشفى في الناصرة، ومن هناك إلى مستشفى في بيروت، وأخيراً إلى مستشفى في دمشق بسبب تكدس الجرحى. حين وصل إلى الحدود السورية، صرف آخر قرشين في جيبه على شراء جريدة. التم الشمل مع عائلته التي كانت مشتتة بين فلسطين ولبنان وسوريا أخيراً، وبقي في مسجد يؤوي اللاجئين في دمشق إلى أن انتقل إلى مخيم اليرموك في الخمسينات. في اليرموك، بدأ في إعادة بناء حياته من الصفر واستغرقه زهاء عشرين عاماً ،كما أخبرني، ليتخلص من الفقر الذي عانى منه هو وأسرته كلاجئين.

بالنظر إلى تاريخ الحاج أبو سميح وأهميته بالنسبة لمجتمعه، فقد كانت الصورة الثانية له مع نصف منزل العائلة المدمر المواجه لساحة الريجة يحمل التعليق التالي:

في مخيم اليرموك..شيخ لا زال مرابطاً في منزله- في شارعه- في مخيمه- دمّر الانفجار أجزاءً من منزله ومنطقته وساحته لكنه رفض الخروج من منزله. الحاج أبو سميح صمادي..عاصر نكبة فلسطين ليرفض نكبة أخرى تتجلى بخروجه من المخيم.

وهكذا، وفي خلال خمس سنوات وعلى خلفية الحرب في سوريا، تغيرت النكبة من الكارثة التي حاقت بالفلسطينيين في 1948، والتي شهدها الحاج سميح وبقي شاهداً عليها حتى ذكراها الستين، إلى نكبة تعبر عن نفسها بخروج الحاج من مخيم اليرموك. وفيما يبقى المعنى الرئيس للنكبة هو القضية التي لم تحل بعد للكارثة الفلسطينية السابقة والمستمرة، فإن معنى النكبة تغير مرة أخرى، ويتم الحديث عنه من زاوية ارتباط الفلسطينيين بمنازلهم ( ومخيماتهم)، حتى وإن كانت في سوريا. ونتيجة لهذا، فإن الحرب لا تغير البلد بكامله ومعه مجتمع اللاجئين الفلسطينيين فحسب، ولكنها تستمر أيضاً في تغيير معاني ودلالات نكبة 1948.

[ترجمه من الإنجليزية إلى العربية علي أديب]
*هذا المقال هو نسخة مختصرة من ورقة بحث قدمت في ورشة عمل "ذكريات فلسطين: نكبة 1948" والتي عقدت في معهد البحث الثقافي في برلين، ألمانيا في مارس/آذار 2013.

في ذكرى النكبة الفلسطينية ’’ 15- 05 - 1948 ’’ حق العودة حق يأبى النسيان.


في ذكرى النكبة الفلسطينية ’’ 15- 05 - 1948 ’’ حق العودة حق يأبى النسيان.

صحيح أنها الذكرى السادسة والستون لنكبة فلسطين على أيدي الهمجية الصهيونية، وبفعل تواطؤ انظمة عربية أو غضّ نظر، أو بأقل تقدير، عجز العالم عن التحرك إزاء قضية بهذا المقدار من العدل، إلا أن المدّة تبدو وكأنها أطول بكثير من ذلك.

صحيح أيضاً أنّ كل عام مرّ منذ ذاك الخامس عشر من مايو/أيار 1948، جاء بأسوأ مما سبقه على شعب قُدّر له الصبر والكفاح (شعب الجبّارين)، إلا أن كل ذلك لا يجعل المناسبة، فرصة للتظلم، بل موعداً سنوياً للتشبث بما تبقى من أرض، وبما تيسّر من أدوات مقاومة، لأنّه لا بد أن يصح الصحيح، وأن تتحقق العودة.

وبعدما ارتبط شهر مايو/أيار بفلسطين وحدها، بات لكل قطر عربي مايو/ايار أسود خاص به، ونكبة مسجلة باسمه من المحيط الى الخليج، لنتأكّد أكثر من أي وقت مضى أن العدو واحد، وأنه عندما سيهزم فعلاً، فسيعم السلام والأمن والآمان في كل المنطقة... بل العالم.

سيكولوجية الشائعات، شائعة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجا. - 3 -


نتابع: سيكولوجية الشائعات، شائعة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجا. - 3 -
4 ـ التطبيع والمطبعين

إن حلم الزواج بين القدرات العربية والتكنولوجيا الصهيونية هو حلم الزواج بدراكولا أو بالساحرة العجوز الشريرة (بعد أن سحرت نفسها فتنكرت بشكل فتاة جميلة). إلا أن من يستوعب النمط السلوكي اليهودي( ومن يملك القدرة على طرح السؤال عن سبب ذبح اليهود عبر التاريخ وأيضاً من تعامل مع تجمعات يهودية) يمكنه أن يكتشف خداع هذا الحلم وعدم مصداقيته.

أما الذين ينساقون وراء حلم التطبيع ( ويقعون ضحية السيناريوهـات المصنعـة لـه) ، ويحتاجون إلى الوقت الكافي لاكتشاف كونه كابوساً مزعجاً. إلى هؤلاء نجد من الضروري أن نوجه لهم هذه التحذيرات:

1 ـ لقد نجحنا في تعطيل مشروع دولة الكيان الصهيوني الحلم بالتحول إلى دولة اقتصادية كبرى ومؤثرة، وبالرغم من هزائمنا المتكررة فقد كسبنا معركة إبقاء دولة الكيان الصهيوني دولة تعتمد على المساعدات. فهل نمكنها من تحقيق حلمها عن طريق التطبيع بحيث تحصل عبره على ما لم تستطع الحصول عليه عبر عدوانيتها وحروبها؟

2 ـ إن الاتحاد الشرق أوسطي المطروح (كتكتل اقتصادي) يتخذ من الاتحاد الأوروبي نموذجاً له. فهلا لاحظ المطبعون أن هذه الاتحاد قد دفن في حلف الناتو (تعد تغييرات استراتيجية الحلف متناقضة تماماً مع مبادئ الاتحاد، وكانت حرب كوسوفو المثال العملي ـ التجريبي السابق لإقرار هذه التغييرات). لذلك على المطبعين أن يدركوا أن تكتلهم الموعود هو بدوره وهم مـن الأوهام.

3 ـ تمتد " دولة الكيان الصهيوني الكبرى" من النيل إلى الفرات، أي في منطقة فقراء العرب. وهي منطقة الشام التاريخي التي تم إفقارها بصورة اصطناعية ـ كاريكاتورية مضحكة باكية. إذ تكللت عمليات الإفقار هذه بالحصار الإقتصادي المفروض على دول هذه المنطقة. عداك عن الإحباط المعنوي الناجم عن الضغوطات الأميركية على سكان الشام لدفعهم قهراً لركوب قطار السلام الأميركي. وهي تعمل منذ فترة على تعميق التناقضات بين فقراء العرب وأغنيائهم. فهل يكون هذا الجهد الصهيوني باتجاه اقناع العرب الواقعين خارج حدود " دولة الكيان الصهيوني الكبرى" بالحياد وترك هذه الدول كي تلقى مصيرها؟

إن هذا الإيحاء الصهيوني سيكون مكلفاً لمن يقبله لأن له ثمناً تاريخياً مكلفاً وممتداً لاتصاله بمسؤولية القدس الشريف وهي مسألة لا يمكن للزمن سوى أن يزيدها تعقيداً.

4 ـ إن دولة الكيان الصهيوني ترفض السلام رفضاً قاطعاً ونهائياً وجل ما يمكن قبولها به هو تسوية سلمية مؤقتة. وهذا الرفض هو من صميم الديانـة اليهوديـة ومـن أساسيات معتقداتها. وعليه فإذا تجاوز المطبعون مبدأ اعتبارهم أغياراً (واحتقارهم على هذا الأساس) فإنهم لن يستطيعوا تجاوز احتمالات نقض دولة الكيان الصهيوني للتسوية ومعاودتها العدوان. ويكفي ان يتصور المطبعون الثمن الذي يتوجب عليهم أن يدفعوه لو تمكنت دولة الكيان الصهيوني من الإفلات من السيطرة الأميركية؟. عندها ستتحول من قاعدة استراتيجية ـ أميركية إلى دولة ذات نفوذ وصاحبة مصالح. وليجرب المطبعون دعوة دولة الكيان الصهيوني لتوقيع معاهدة عدم اعتداء لحمايتهم في حال نجاتهم من غول التطبيع الصهيوني.

على شعوب هذه المنطقة أن تدرك عجزاليهودي عن الاعتراف بالآخر ورفضه العيش بسلام معه، ناهيك عن إقامة علاقات إنسانية (طبيعية) معه، وهذا العجز مرده إلى تعاليم الديانة اليهودية. وكل ما عدا ذلك أوهام.

بعد ما عرضناه أعلاه حول خدعة التطبيع الصهيونية من الوجهة السيكولوجية لا بد لنا من إعطاء بعض الأمثلة على الأسلوب الصهيوني المتبع لتمرير هذه الخدعة. وهذا العرض وان كان عاجزا عن الاحاطة بكافة جوانب اسلوب الخداع التطبيعي فحسبه أنه ينير بعضاً من جوانبه.

أول هذه الجوانب هو العمل على إعادة تصدير اليهود العـرب مع المطالبة بتعويضات باسم من يرفض منهم هذه العودة. وكنا قد حذرنا من هذه الخدعة في كتابنا "سيكولوجية السياسة العربية". فاليهود الأوروبيون (الاشكيناز) لم يستوردوا اليهود العرب ليشاركوهم في دولة الكيان الصهيوني. بل استوردوهم بصفتهم يد عاملة رخيصة وآمنة. لكن تنامي نفوذهم مع الوقت جعل منهم عبئا على دولة الكيان الصهيوني. ونظراً للثقة في عدائهم للعرب فان دولة الكيان الصهيوني تجد في اعادة تصديرهم الى البلدان العربية والشرقية التي قدموا منها حلا مقبولا لازمة الهوية الضاغطة على الدولة العبرية. من جهتنا فاننا لانشك لحظة بأن عودة هؤلاء هي استئناف لدورهم المخرب الذي لعبوه ضد العرب وخدمة للصهيونية قبل قيام دولة الكيان الصهيوني. مما يتطلب منا مراجعة تفاصيل هذا التخريب وأساليبه. وأيضاً ضرورة توثيقه لمواجهة مطالب التعويضات الصهيونية.

في المقابل نجد رؤية مخالفة لدى بعض المثقفين العرب ممن يرون بأن نفاد الخزان البشري اليهودي يجعل دولة الكيان الصهيوني حساسة أمام أية هجرة الى خارجها مهما كان أصول المهاجرين. الا أننا نصر على معارضة هذه النظرة مع التنبيه إلى أن خطر الهجرة الحقيقي هو الهجرة باتجاه الولايات المتحدة وليس باتجاه الدول العربية.

أما ثانية الخدع التطبيعية التي نعرض لها فتكمن في تزوير الدراسات الاجتماعية التي نعطي عليها مثالاً دراسة اجرتها صحيفة " يديعوت احرونوت" التي وجدت اتفاقاً على النفور من المستوطنين بين التلامذة العرب واليهود. وكأن هذا الاتفاق هو البرهان على التكامل والانصهار في البوتقة الصهيونية!. وهذه مجرد مثال على المخالفات الصريحة للمنطق التي ترتكبها دولة الكيان الصهيوني لتمرير خداعها.

أما ثالثة الاثافي فهي الشروط المبطنة التي تطرحها دولة الكيان الصهيوني تحت شعار تعويض قصورها الاقتصادي كونها تعتمد على المعونات. وهي تجد تعويض ذلك في الحصول على إذن خاص وغض نظر أميركي ودولي يسمح لها بالقرصنة. حيث نستشهد بكتاب من تأليف مسؤول سابق في الموساد " جواسيس جدعون " يبين فيه المؤلف مظاهر القرصنة الصهيونية.

ونأتي إلى الحيلة الرابعة وهي عمل دولة الكيان الصهيوني على استغلال الأقليات. وهو استغلال مدعوم بقانون الأقليات الأميركي وبالحملات الأميركية الشرسة لتحريك الأقليات. والغريب أن الأقلية الكردية التي كانت من أوائل ضحايا المطالبة بحقوق الأقليات لم تستوعب لغاية الآن الأضرار اللاحقة بها من جراء هذه اللعبة الأميركية‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! فكيف لنا أن نطلب من الأقليات الأخرى وعي هذا الفخ والانتباه إلى عواقبه الوخيمة. حيث توجت الولايات المتحدة دعمها للأكراد بتسليمها لأوجلان إلى الحكومة التركية!. وذلك بعد نجاحها في تفجير التناقضات الكردية. والتأسيس لحرب أهلية كردية تنتظر الأوامر الأميركية كي تندلع. وكانت حصة دولة الكيان الصهيوني من هذه الصفقة بعض اليهود الأكراد الذين تخلوا عن قوميتهم مقابل يهوديتهم. دون أن يثيـر هذا التخلي انتباه بقية الأكراد إلى تفاصيل اللعبة التي يدفعون ثمنها من أرواحهم.

ولقد اخترنا من محاولات اختراق الأقليات من قبل دولة الكيان الصهيوني تلك التي تهدف لاستقطاب الشواذ إلى دولة الكيان الصهيوني بوصفها الدولة الاكثر تسامحاً معهم. وهكذا نجد أن دولة الكيان الصهيوني اختارت أن تبدأ اختراقها للمجتمع العربي عبر الفئات المرشحة لعدائه. وهي فئة الشواذ وفئة المدمنين على المخدرات. اذ بدأت بزراعتها في الكيبوتزات ودخلت شريكاً في تجارتها الشرق أوسطية.
المصدر: المركز العربي للدراسات المستقبلية/ بتصرف
انتهى

سيكولوجية الشائعات، شائعة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجا. - 2 -


نتابع: سيكولوجية الشائعات، شائعة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجا. - 2 -
مع ذلك نجد أن الولايات المتحدة تضغط على كافة الأطراف العربية، وتضعها تحت وطأة الحصار الاقتصادي متعدد الدرجات، للموافقة على الشروط الإسرائيلية اللامعقولة، وبعض العرب استجاب لهذه الضغوطات فماذا كانت النتيجة؟

النتيجة كانت متابعة دولة الكيان الصهيوني لمراحل النمط السلوكي اليهودي. وهي متابعة سجلت في نطاقها الخطوات التالية:

1 ـ مطالبة دولة الكيان الصهيوني بحقوق اليهود في الدول العربية مع تجاهل كلي للعدوانية المجرمة التي مارسها هؤلاء اليهود بحق مجتمعاتهم ولصالح الدولة اليهودية، وذلك بحجة أن الصراع العربي ـ الإسرائيلي يبرر هذه العدوانية!

2 ـ إعادة إحياء حارات اليهود في الدول العربية لإعادة تصدير بعضهم لخلق مواقع نفوذ إسرائيلي متقدمة داخل هذه الدول، وأيضاً للخلاص من بعض اليهود الشرقيين المطالبين بحقوقهم.

3 ـ محاولة دولة الكيان الصهيوني لعب دور الوسيط ـ الحكم في التناقضات والخلافات العربية ـ العربية وهذا ما أعلنه رابيـن

صراحة عندما دعا إلى استبدال تسمية الجامعة العربية بالشرق أوسطية والى قبول دولة الكيان الصهيوني عضواً فيها. ومن مراحل هذا الدور:

أ ـ الوساطة بين العرب الأغنياء وأولئك الفقراء. عن طريق إغراء الأغنياء بتمهيد الطريق لهم لدخول نادي الدول الرأسمالية( يقوم اليمين الإسرائيلي بهذا الدور)، وذلك مقابل احتضان وتحريض العرب الفقراء(يقوم بها اليسار الإسرائيلي). وتوزيع الأدوار هذا يقدم الإجابة على الفرضية الساذجة القائلة بأن السلام مع العرب يؤدي بدولة الكيان الصهيوني إلى فقدان العدو بما يفتح أبواب الصراع اليهودي ـ اليهودي ويفجر تناقضات الداخل الصهيوني.

ب ـ إقامة علاقات منفردة مع كل قطر عربي على حدة،وتقديم خدمات تواطؤية ـ تآمرية خاصة لكل قطر من هذه الأقطار وابتزازها كل على حدة. حيث لم تنتظر دولة الكيان الصهيوني نهاية المفاوضات لممارسة هذه السياسة الاستفرادية، بل هي أصرت على استفراد العرب أثناء المفاوضات . اذ رفضت الاستمرار فيها إلا بعد تحقيق هذا الاستفراد الذي تدفع ثمنه حالياً الجهات العربية التي تسابقت للحصول على جنة الشراكة مع دولة الكيان الصهيوني فحصدت الأوهام والابتزاز.

ج ـ تفجير مشاكل الأقليات العربية وإدخالها في متاهات التجاذب مع الأقطار التي تنتمي إليها. بحيث تتحول هذه الأقليات إلى أوراق ضغط صهيونية. وذلك بحيث تمنع دولة الكيان الصهيوني هذه الاقليات من التكامل في مجتمعاتها (بتغذية نعراتها) وكذلك بعدم تقديم الدعم الكافي لها كي تصل لأهدافها أو لحلول مقبولة مع سلطات بلادها. ولعل مراجعة بسيطة للمسألة الكردية من شأنها أن تفضح أمامنا إمكانيات استغلال الأقليات والتضحية بها عند الضرورة بحيث تصبح عاجزة عن اعتناق المواطنية الكاملة وعن التمسك بخصوصيتها، وهذا ما يحول شعوب هذه الأقليات إلى لاجئين ومهاجرين عاجزين عن العيش في ظروف طبيعية في أرضهم.

وقد يتساءل سائل ماذا عن المرحلة الثالثة (أي نهاية العلاقات العربية ـ الإسرائيلية)؟.
في رأينا الشخصي أننا لن نصل إلى هذه المرحلة لأن شعوباً أخرى سوف تبلغ هذه المرحلة قبل العرب. وهذه الشعوب هي التي ستتولى حل المعضلة الإسرائيلية. وحسبنا هنا التذكير بمثال الميليشيات الأميركية البيضاء، المسؤولة عن انفجار أوكلاهوما، التي فضحت وسائل الاستغلال اليهودي ـ الإسرائيلي للولايات المتحدة. وتدعو هذه الميليشيات للخلاص من اليهود وتنظيف البلاد منهم، بل إنها ترى في تساهل الحكومة الفيديرالية مع اليهود نوعاً من الخيانة الذي يدفع بهذه الميليشيات إلى معارضة الحكومة بالقوة المسلحة.

وهذا السياق قد يتعارض مع تحليلات ومواقف عديدة. وهو قد لا يلقى الشعبية من قبل فئات عديدة، إلا أن قناعتنا الراسخة هي أن نهاية دولة الكيان الصهيوني لن تكون على أيدي العرب. ولكنها ستكون على أيدي جهات أخرى تحرم دولة الكيان الصهيوني من توازنها الاقتصادي وتدفع بها نحو الفقر. وهذا الاخير كفيل بدفع اليهود للهجرة إلى بلدان أخرى أكثر ربحاً، حيث من المرجح أن تكون هذه البلدان غير مالكة لتجارب سابقة مع اليهود بما يجعلهم طامعين بمعاودة تكرار نمطهم السلوكي القهري منذ بداية مرحلته الأولى. ويرجح أن تكون أوستراليا في طليعة هذه البلدان نظراً للشبه الشديد بينها حالياً وبين الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين.
يتبـــع

سيكولوجية الشائعات، شائعة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجا.,- 1 -

سيكولوجية الشائعات، شائعة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجا. - 1 -
بعض العرب يقيمون علاقات من نوع ما مع الكيان الصهيوني وبعضهم مدعو لإقامة مثل هذه العلاقات، أما البقية من العرب فهي مدعوة لتسوية مشروطة لإقامة مثل هذه العلاقات.



على المستوى الأكاديمي لا توجد خانات خاصة بتسجيل المواقف السياسية الشخصية. فهذا التسجيل ينتمي إلى المستوى السياسي. لذلك فإن التناول الأكاديمي لهذه العلاقات يقتصر على مجالات تحليلها ومحاولة استقرائها على ضوء التجارب التاريخية وأيضاً التبصر بدينامية هذه العلاقات ومحاولة استبصار مستقبلها.

انطلاقاً من هذا الالتزام نجد أن بداية التحليل يجب أن تستند إلىنظرية الاستقراء التاريخي لعلاقة اليهود بالآخر وتبين السمات السلوكية والشخصية الجمعية – اليهودية. التي قادت هذه العلاقة وتحكمت فيها عبر التاريخ وعبر الامكنة. حيث نجد أن الذل والخنوع هما الطابع الأساسي المميز للشخصية اليهودية عبر قرون، ثم جاءت المذابح النازية لتعلن أن الأرض لا تتسع لليهود حتى ولو قبلوا عيشة الخنوع والذل. وذلك بسبب ميلهم الفطري للتآمر والخيانة والاحتيال. حتى أنك لتتساءل كيف أتيح لهذا (الشعب) الذليل أن يتحول من وضعية الضحية إلى وضعية الجلاد. وممارسته لوظيفة الجلاد دون أدنى رحمة؟

البعض يعتبر ذلك نوعاً من قيام الضحية بتقليد جلادها، والبعض يعتقد أنها محاولة انتقام تعويضية تجعل الضحية عاجزة عن امتلاك مشاعر الأمان ما لم تمارس العدوان. ومهما يكن فإننا وباختصار شديد يمكننا تحديد النمط السلوكي اليهودي ومتغيراته عبر مراحل محـددة نشرحهـا في الفقـرة التاليـة:

1 ـ النمط السلوكي اليهودي

إن المتابعة التاريخية لعلاقة اليهود مع الأمم الأخرى تقودنا إلى تقسيم هذه العلاقات إلى مراحل زمنية لها طابع التكرار القهري (compulsive) وهذه المراحل هي:

أ ـ المرحلة الأولى: وخلالها يحسن اليهود عرض خدماتهم وإبراز المكاسب التي يمكنهم مساعدة الآخر على تحقيقها، مع التلميح لاحتكارهم للفرص ولملكيتهم لأفضلها. وفي هذا التصرف سلوك غواية وإغراء ملحوظ بوضوح حتى في إطار العلاقات الشخصية لليهودي، وبطبيعة الحال فإن الآخر إذا قبل الإغراء فإنه سيقبل معه تسديد بدل هذا الإغراء والخدمات المرافقة له. وأسلوب الصد والرفض غالباً ما يفشل لأن اليهودي لا ييأس من تكرار المحاولة ولا يعتمد سلوك الحرد(الاحتجاجي) لأنه يدرك أن هذه هي وسيلته الوحيدة لإقامة علاقة مع الآخر. فإقامة علاقة طبيعية،وغير إغوائية وتآمرية مع الآخر يعني الاعتراف به أي بالاغيار (الغوييم)، وهذا يخالف النواميس اليهودية. كما أن التجربة اليهودية تشير إلى ان إقامة علاقة طبيعية مع الآخر تفقد اليهودي مناعته العنصرية وتدفعه للذوبان بالآخر. وبناء عليه فإن العلاقة الطبيعية مع الآخر مرفوضة بصورة مبدئية ومستبدلة حكماً بعلاقة تواطؤ ـ تآمر.(4) والموضوعية التاريخية هنا تفرض علينا تبيان واقعية ذوبان معظم اليهود في علاقات طبيعية مما يعني خروج معظم اليهود من اليهودية إلى أديان ومعتقدات أخرى. ولهذا السبب فإن الأعداد الباقية من يهود العالم هي أعداد ضئيلة بالمقارنة مع الأعداد المفترضة لولا الذوبان اليهودي. (راجع موسوعة عبدالوهاب المسيري بهذا الشأن).

ب ـ المرحلة الثانية: وهي مرحلة الالتفاف حيث يدخل اليهود في مساومة مستمرة مع الآخرين بهدف زيادة حصتهم وتحسين مكاسبهم. وتتحول هذه المساومة بصورة تدريجية إلى الابتزاز. ويكشف اليهود قناعهم ليبدأو بممارسة لعبة السيد والعبد ( انطلاقاً من قناعتهم بكونهم شعب الله المختار) وتتكشف

للآخر الحقيقة غير الطبيعية للعلاقة. في حين يمنعه التورط من وضع الحدود لها. لكن ذلك لا يمنع انتظاره للحظة المناسبة للخلاص من هذه العلاقة - الورطة.

ج ـ المرحلة الثالثة: وهي مرحلة انتهاء العلاقة، ونهايات علاقات اليهود مع الآخر، على اختلاف سيناريوهاتها، هي نهايات غير طبيعية تثبت عدم طبيعية العلاقة بمختلف مراحلها.

وهذا النمط السلوكي لا ينطبق فقط على الجماعات اليهودية بل هو ينطبق على الأفراد ( بما يدعم هذا التشخيص ويجعله غير قابل للنقاش) وحسبنا التذكير في هذا المجال بصورة المرابي وهي صورة شديدة الواقعية للشخصية اليهودية عبر تاريخها.

وعليه يمكننا أن نقترح هذا النمط السلوكي كهيكلية للعصاب اليهودي الجماعي وهو عصاب يقدم التفسير المنطقي (يعقل) للمذابح اليهودية المتتالية عبر التاريخ اليهودي.

2 ـ شائعة اسمها " التطبيع "

تعتمد نظرية الاستقراء التاريخي، لدى تطبيقها في مجال المستقبليات. على مبدأ الراهنية، الذي يقتضي أخذ متغيرات الراهن في الحسبان للوصول إلى توقع أكثر دقة حول الطريقة أو النمط الذي سيتكرر الحدث عبره. ولعل أبرز المتغيرات الراهنة هي أن اليهود لم يعودوا أقليات تحتجز نفسها في حارة اليهود (الغيتو) بحيث تتوزع مصالحها بحسب أجواء وظروف المجتمعات التي تقع فيها الحارة. فقد تجمعت هذه الأقليات في دولة دعيت " إسرائيل". وبالتالي فإن الراهن مختلف عن الماضي في نواح عديدة، أهمها أن يهود الكيان الصهيوني باتوا يملكون قوة عملية لمواجهة عقدة المذبحة. فتطور هذه العقدة وأمراضيتها الخطرة جعلتا اليهود لا يكتفون بملكية القوة، والمبالغة في أدواتها، بل تخطوا ذلك إلى سلوك عدواني قهري يجعلهم عاجزين عن الشعور بالأمان ما لم يؤكدوا قدرتهم على الاعتداء على الآخر.

من هنا كانت القيادة الإسرائيلية مجبرة على ارتكاب أخطاء استراتيجية عديدة تحت ضغط الجمهور المذعور الذي لا تمكن

طمأنته الا عبر إثبات القدرة الإسرائيلية على العدوان. حتى بات بالإمكان الحديث عن تطور عقدة المذابح إلى جنون الاضطهاد. ونتوقف هنا للاستشهاد بأقوال مؤسس التحليل النفسي (وهو فرويد اليهودي) الداعمة لتشخيص جنون الاضطهاد والمؤكدة بأن هذا الجنون، مع ما يصاحبه من هذاء العظمة المرضي، موجود في صلب الشخصية اليهودية. بما يجعل من المذابح اليهودية والاعتداءات الإسرائيلية نتيجة لهذا الجنون وليس سبباً له. إذ يقول فرويد في كتابه "موسى والتوحيـد" والنص الحرفـي ما يلي:

… أنه لما يبعث على دهشة اكبر أيضاً أن نرى الإله اليهودي (يختار) لنفسه على حين بغتة شعباً من الشعوب ليجعله "شعبه المختار" ويعلن أنه إلهه، وهذه واقعة غريبة في تاريخ الأديان الإنسانية… (ص 61).

… لقد كانت الشروط السياسية تتنافى مع تحول الإله القومي (اليهودي) إلى إله كوني (لكل البشر)، فمن أين تأتي لهذا الشعب

الصغير البائس والعاجز صلف الإدعاء بأنه الابن الحبيب للرب؟… ص (92).

… لقد كان لنسبة دين يهوه الجديد إلى الآباء الأوائل هدف انتحال هؤلاء الآباء الذين عاشوا في كنعان وارتبطت ذكراهم ببعض الأمكنة في البلاد. ولعلهم كانوا أبطالاً كنعانيين أو آلهة محليين انتحلهم اليهود المهاجرون ليدمجوهم بتاريخهم القديم، بما يعادل أشهار ارتباط اليهود بالأرض (زوراً) واتقاء للكراهية التي تلاحق المستعمرين. وبفضل هذه المناورة البارعة (أي الاحتيال التاريخي) ساد الادعاء القائل بأن كل ما فعله يهوه هو أنه أعاد إلى اليهود ما كان ذات يوم ملكاً لأسلافهم!… ص(63).

وهكذا فإننا إذ نقبل ربط جنون الاضطهاد (البارانويا) اليهودي بالمذابح اليهودية فإننا نقدم تنازلاً لا يقبل به فرويد اليهودي، ومع ذلك نقبل هذا الربط حتى نتجنب ثقل الراهن الذي يجعل تهمة "معاداة اليهود" جاهزة لكل من يحاول رد الحوار مع اليهود إلى العقلانية (5). وبطبيعة الحال فإننا لا نخشى هذه التهمة إلا أننا نريد تجنب الجدل الجاهز الذي يحيد بأية مناقشـة

من هذا النوع عن العقلانية. مهما يكن فإن تكرار دورة التاريخ اليهودي راهناُ لا بد لها من أن تأخذ في حسبانها أن اليهودي لم يعد يقيم علاقته مع الآخر انطلاقاً من الغيتو ومن موقع الانتماء لأقلية. (وهو يفرض عليه التنازلات ويجعله أقل تهوراً وأكثر تحسباً للمستقبل. وهي أمور تجعله أقل عدوانية ظاهرية وبالتـالي فإنها تجعله أكثر ميلاً لاعتماد السلوك الاحتيالي). فاليهودي المعاصر يتعامل مع الآخر انطلاقاً من انتمائه لدولة تحظى باعتراف المجتمع الدولي. وهذه الدولة جاهزة لاحتضانه متى يشاء لمجرد كونه يهودياً. بل أن هذه الدولة جاهزة لحمايته، حتى ولو لم يكن حاملاُ لجنسيتها، في حال تعرض للملاحقة القانونية في أي بلد من بلدان العالم. حتى لو كان هذا البلد هو الولايات المتحدة نفسها. وهكذا فإن تحول اليهودي إلى اسرائيلي (سواء حمل الهوية الإسرائيلية أم لا) جعله يطلق العنان لعدوانيته المكبوتة وأصبح أقل ميلاً لاعتماد السلوك الاحتيالي واستعاض عنه بالسلوك العدواني سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي. وهذه الجرعة الإضافية من العدوانية تجعل اليهودي عازفاً ومتمنعاً عن التنازل أمام الأغيار (الغوييم) لدرجة معاملتهم بصورة طبيعية (أي كأنداد). وهذا يعني أن ما اصطلح على تسميته بالتطبيع هو مجرد شائعة كاذبة لا سند لها سوى أحابيل الاحتيال الإسرائيلي. لكن ماذا عن النمط السلوكي الإسرائيلي؟.

3 ـ النمط السلوكي الإسرائيلي

وفي عودة إلى "التطبيع" نجد أنه يمثل النمط السلوكي الإسرائيلي (بديل النمط اليهودي). وبمطابقته مع الراهن السياسي (تحول اليهود من مجموعة أقليات إلى دولة) نجد تبدلاً في بعض تفاصيل مراحله، بحيث تصبح هذه المراحل كالتالي:

أ ـ المرحلة الأولى: تركز دولة الكيان الصهيوني محاولاتها لإغواء العرب بالدعوة إلى الجمع بين التكنولوجيا والعصرنة الإسرائيلية وبين رؤوس أموال العرب الأغنياء وبين الأيدي العاملة الرخيصة للعرب الفقراء. وفق هذه الصيغة تطرح إسرائيل اتحاداً شرق أوسطياً (تختلف التسميات باختلاف السيناريوهات) بينها وبين العرب. وتؤكد بالإيحاء وبالطرق المباشرة على المكاسب التي سيجنيها العرب من مثل هذا الاتحاد. الذي يؤمن استثمارات مربحة للعرب الأغنياء وحياة أكثر رفاهية للعرب الفقراء. أما حصة إسرائيل فإنها ستكون (بحسب هذا الطرح الإغوائي) أقل بما لايقاس مع ما يدفعه العرب حالياً كثمن لاستيراد الخبرات التكنولوجية والتكنولوجيا من مصادر أخرى! . بعض العرب وقع في هذا الإغراء لدرجة اقتنع معها بأن دولة الكيان الصهيوني تقدم للعرب فرصة النهوض وهي فرصة غير قابلة للتعويض! بل ربما كانت الصيغة الاتحادية الإسرائيلية هي الصيغة المنطقية الوحيدة لتحقيق تعاون عربي فعلي يتخطى التناقضات العربية الراهنة! ولاداعي للتذكير بأن امبراطورية الإعلام الأميركي (واليهودي منه خاصة) تدعم هذه الإيحاءات وتغذيها.

ولكننا نقف لنسأل: هل تعني هذه الصيغة اعترافاً بالعرب كآخر؟ وبمعنى أدق هل دولة الكيان الصهيوني ويهودها مستعدون للتعامل مع العرب كبشر متساوين معهم في الحقوق والواجبات؟ فهذا الاستعداد شرط لايمكن تجاوزه لاعتبار العلاقة طبيعية. ودولة الكيان الصهيوني عاجزة عن تحقيق هذا الشرط لأنه يتناقض مع مبادئ الديانة اليهودية، فتطبيقه يعني التخلي عن أسطورة " شعب الله المختار". ومن حقنا التأكيد على عجز أي زعيم أو حزب أو جماعة إسرائيلية عن تنفيذ هذا الشرط. وذلك بشهادة التاريخ اليهودي وبدليل اغتيال رابين وهو على بعد عقود زمنية من الخضوع لمثل هذا الشرط.

وبهذا يتأكد لنا أن مصطلح "التطبيع" هو مجرد شائعة إسرائيلية الصنع وأميركية التسويق. والواقع أن لهذا المصطلح مفهوماً ما خلف لغوي (Meta Linguististique) وهو إقامة شراكة مصالح بين الإسرائيليين والعرب، وهي شراكة لا يمكنها أن تختلف عن مبادئ الشراكة في النمط السلوكي اليهودي المشروح أعلاه. ولكن ماذا عن المرحلة التالية؟ أو بمعنى آخر ما هي التصورات الإسرائيلية للمرحلة التالية لما تسميه بالتطبيع؟

ب ـ المرحلة الثانية: وتمثل دينامية التطور المستقبلية للشراكة العربية الإسرائيلية. وفيها أن تفوق العرب من حيث الثروة والعدد يجعل إسرائيل في وضعية الشريك الاضعف الذي يطالب بضمان حقوقه، حيث بدأت ملامح هذه المرحلة بإعلان إسرائيل الرسمي (عممته وسائل الإعلام العالمية) عن خوفها من التحول إلى مجرد سوبرماركت عربي!. وعلى هذا الاساس فإنها تتطالب بجملة ضمانات إضافية أهمها الإصرار الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي والاستمرار في رفضها التوقيع على معاهدة الاسلحة النووية ونكرانها ملكية أسلحة الدمار الشامل. كما أن ادعاء الخوف هذا يتيح لدولة الكيان الصهيوني أن تظهر مرونة (كاذبة) أثناء المفاوضات ثم تتراجع عنها تحت ضغط الرأي العام الإسرائيلي المذعور! وهكذا يتمكن الكيان الصهيوني من تحويل أية مفاوضات تخوضها إلى مجرد عملية احتيال قوامها إطلاق وعود خلبية لا تلتزم بتنفيذها ولكنها تلتزم بالاستفادة من التنازلات العربية التي تقدم مقابل تلك الوعود!
يتبـــــع

سيكولوجية الشائعات الأميركية، نماذج من الشائعات المسوقة في أميركا.- 3 -

سيكولوجية الشائعات الأميركية، نماذج من الشائعات المسوقة في أميركا.- 3 -

نتابع: سيكولوجية الشائعات الأميركية، نماذج من الشائعات المسوقة في أميركا.
ومن أقدم الشائعات التي راجت في الولايات المتحدة مجموعة من الروايات حول الأطفال الشيطانيين.
وأول هذه الروايات المذكورة تدور حول طفل افترض أنه ولد لامرأة تدعى السيدة ليذر من ليدزيونيت في ولاية نيوجرزي في عام 1735 . وتقول الرواية إن السيدة لم تكن راضية بعيشها في الحياة. وأنها كانت أماً لإثني عشرطفلا وأنها لذلك دعت إبليس لأن يلعن حملها الثالث عشر. وتمضي الرواية قائلة إن الطفل نبتت له مع مرور الوقت أجنحة وذيل كذيل السحلية وحوافر ووجه كوجه الحصان. وكما يمكننا أن نتوقع فإن شيطان ليدز، المعروف أيضا باسم شيطان جرزي لا يموت. وكان يشاهد لسنوات عديدة في النواحي الجنوبية لنيو جرزي. وخاصة في المستنقعات في منطقة باينبارينز. وفي القرن التاسع عشر سرت شائعة مفادها أن أحد القضاة المحليين قد عقد صداقة مع ذلك الوحش. وكان الاثنان يتناولان طعام الإفطار سوية ويتباحثان في الشؤون السياسية. ويبدو أن ذلك الشيطان كان لا يزال حياً حتى عام 1966 وبصحة جيدة. فقد روى أحد جنود الولاية أنه شاهد أثر حافر أكبر من كف الإنسان، وقد أطلق هذا الكلام موجة جديدة من التكهنات حول ذلك الوحش الشيطاني. ويمكن تفسير بعض الشائعات القديمة أيضا بكونها انعكاسات للصور الخطية الأصلية وموت الأبرياء. وهي فكرة تتناقلها الأجيال المتعاقبة في تراثها وتشكل أحد الموضوعات التي تستمر في العيش في التراث والأساطير الشعبية.

ولقد سرت شائعة من هذا القبيل في الولايات المتحدة في أواخر عام 1969 تقول إن بول ماكارثي عضو فرقة البتلز الغنائية قتل في حادث سيارة وأن بديلا له أخذ مكانه. وسرت الشائعة كالبرق عبر البلاد وتناقلتها صحف الجامعات والأحاديث بين الطلاب تغذيها الهمزات والتلميحات. وتشبه شائعة ماكارثي أسطورة الإله الإغريقي ديو نيزيوس، الذي قيل إنه لقي مصرعه بعنف ثم أعيد إلى الحياة. هذا ويؤكد دارسو الكوارث أن المواقف الكارثية تنتج نوعا غريباً من الشائعات الدائرية التي تبدو في ظاهرها مثيرة للقلق ولكنها في الواقع قد تؤدي إلى خفضه. فالناس الذين يتجمعون مصادفة في أعقاب كارثة ما، مثلا قد يتناقلون بعض الشائعات التي يمكن أن تؤدي إلى التخفيف من القلق حول المشاكل المشتركة. فبعد الزلزال الذي حصل في الهند في عام 1934 مثلا سمع الناجون شائعات بوقوع كوارث أسوأ. ويفترض عالم النفس ليون فيستنفر في كتابه ( نظرية التفاوت المعرفي ) أن الشائعات ساعدت في تخفيض التفاوت العاطفي الناجم عن شعورهم بالذنب لبقائهم على قيد الحياة بعد الزلزال. ويمكننا القول بأن إعطاء الناجين من الزلزال شائعات ترعبهم فإن هذه الشائعات سوف تساعد في صرف انتباههم عن القلق الذي ينتابهم لكونهم نجوا من الكارثة بينما هلك أصدقاؤهم وأقرباؤهم. وبما أن الشائعات تفسر الأحداث وبذلك تخفف من التوتر الذي ينجم عادة عن الغموض، فهي تنتعش في أجواء السرية والتنافس. ويعلم العاملون في المكاتب مثلا، كيف تسري الشائعات بسرعة عبر ممرات المكاتب عندما يستلم رئيس جديد أو عندما تنتقل المكاتب إلى بناء آخر...الخ. والشيء نفسه يحصل عندما يتفاوض رؤساء الدول فتنتج المفاوضات طوفاناً من الشائعات عن سير المفاوضات.

ونعطي مثالاً على ذلك شائعة عالمية خطيرة سرت عام 1977 عندما ألقي القبض في موسكو على المراسل الصحفي الأميركي روبرت توث من صحيفة لوس أنجلس تايمز بتهمة الحصول على أسرار رسمية حول الأبحاث السوفيتية في حقل الإدراك الحسي. وعقب ذلك نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً في صفحتها الأولى ألمحت فيه إلى احتمال وجود علاقة بين حادثة إلقاء القبض على المراسل وبين تصريح أدلى به رئيس الحزب الشيوعي السوفياتي بريجينيف ( أشار فيه إلى سلاح جديد غامض أكثر هولاً من أي سلاح عرفه العالم حتى الآن. وهناك دليل على أن بريجينيف كان يشير إلى الأبحاث حول الإدراك فوق الحسي). ولكن بالنظر إلى العلاقة السوفياتية الأميركية المتوترة في ذلك الحين. فإن تصريح بريجنيف كان غامضاً بما فيه الكفاية ليطلق شائعات مفادها أن الاتحاد السوفياتي هو في سبيله للتحضير لشيء ما يمكن تسميته ب " حرب العقل ". وقد تختفي مثل هذه الشائعات لسنوات ثم تظهر في يوم ما وتجتاح البلاد.

ومن الأمثلة المثيرة على مثل هذه القصص قصة مزحة الملفوف الكبرى. وهي شائعة انطلقت في واشنطن في الأربعينيات من القرن الماضي كردة فعل على حملة ضبط الأسعار خلال الحرب العالمية الثانية. وتقول القصة إن مكتب ضبط الأسعار أصدر مذكرة حول تحديد أسعار الملفوف. ولم يكن هناك شيء غير عادي في المذكرة سوى أن المذكرة كانت تتألف من 26911 كلمة. وانتشرت قصة المذكرة في الأوساط الحكومية لفترة من الزمن مسببة الإحراج الذي سببته لأهل البيروقراطية الإدارية ثم اختفت وعادت القصة إلى الظهور عام 1951 في مؤتمر عقدته رابطة صانعي الألبسة الجنوبية، عندما قدم عريف المؤتمر مدير مكتب تثبيت الأسعار وقال مازحاً أن خطاب غيتيسبيرغ كان يتألف من 2997 كلمة وكانت الوصايا العشر تتألف من 266 كلمة. وتضمن إعلان الاستقلال 1348 كلمة بينما تضمنت مذكرة مكتب تثبيت الأسعار 26911 كلمة. وظهرت القصة خلال الأشهر التالية في عشرات الصحف مع بعض التحريف أحيانا. فقد قالت بعض الصحف أن مكتب تثبيت الأسعار أصدر مذكرة من 26911 كلمة لضبط أسعار أبواق الضباب. وقد عاشت كلتا الروايتان عن مذكرة الملفوف لبضع سنوات ثم اختفت لتعاود الظهور في نيسان 1988 عندما عادت الشائعة إلى ظهور ثانية. وكان ظهورها هذه المرة في إعلان لشركة موبيل نشر في صحف مشهورة ويظهر في الإعلان شكل كرتوني يدعى بابيلدني بيت وهو يعد كلمات الصلاة وخطاب غيتيسبرغ وإعلان الاستقلال ثم تساءل كيف إذن تحتاج الحكومة الاتحادية إلى 26911 كلمة لتصدر مذكرة لضبط أسعار الملفوف؟!.

وكان للصحافة دورها إذ ذكر والتر كرونمكايت، الرواية في نشرة الأخبار المسائية في أحد التلفزيونات المحلية التابعة لشبكة سي بي أس، وفي هذه المرة اتخذت الشائعة أبعاداً دولية ومرت بتحول جديد. وقد نقلت جريدة لندن كلاماً لأحد الخطباء في مؤتمر غذائي جاء فيه " إن في الصلاة 56 كلمة وفي الوصايا العشر 297 وفي إعلان الإستقلال الأميركي 300 كلمة أما في التوجيه الإداري للسوق الأوروبية المشتركة حول تصدير بيض البط فهناك 26911 كلمة.

إن هذا النط الدائري لشائعة الملفوف يعكس المد والجزر في الحيرة والقلق اللذان ينتابان المجتمع الأميركي. فحيثما يكون هناك شعور بالقلق من الحكومة وحيرة حول نواياها ومصداقيتها تعود الشائعة إلى الظهور وهذا ما حصل بعد فضيحة ووترغيت. حيث قصة الملفوف تعزز المخاوف القديمة من عدم كفاءة الأجهزة الحكومية ومن الأسلوب البيروقراطي في إصدار التعليمات ذات الكلمات الجوفاء الغامضة وتكرار سماع الشائعة يعزز إمكانية تصديقها في بداية الأمر، ولكن هذا التكرار يؤدي إلى عكس ذلك عندما تنخفض حدة الحيرة والقلق. وعندما يصل القلق إلى نقطة دنيا تختفي الشائعة ولكن مؤقتا.

في العادة تتراجع الشائعات عندما يصبح المجهول معلوماً وتزول أسباب الغموض. ولكن المواضيع والأفكار العميقة المتضمنة في بعض الشائعات تبدو كأنها لا تموت وهي تصبح جزءا من البنية الاعتقادية للمجتمع وانعكاساً لما يشغل بال الناس ولما يحلمون به. إن طرفة الملفوف شائعة حديثة العهد نسبياً ولكن أمثالها من الشائعات تعمر طويلا. ومن المحتمل أن تعيش طالما كان هناك بيروقراطيون وكان توماس كارلايل وقد وصف التاريخ بأنه عملية تقطير للشائعات : وإن أوهامنا تتفاعل مع احتياجاتنا وآمالنا وينتج عن هذا التفاعل ظروف خصبة تعيش فيها الشائعات التي تنتشر الآن بسرعة أكبر من ذي قبل بواسطة الراديو والتلفزيون ووسائل الإعلام المتطورة. فحينما يتم الإبلاغ عن مشاهدة صحن طائر مجهول الهوية في مكان ما من البلاد نجد أن ذلك ينتج سلسلة من البلاغات عن مشاهدات مماثلة في أنحاء أخرى. وعندما يصل الناس في نفاذ الصبر من البيروقراطية الحكومية إلى حد ما تعود قصة الملفوف إلى الظهور من جديد وتأخذ الصحف والتلفزيون والراديو في نقلها من أقصى البلاد إلى أقصاها في ظرف ساعات معدودة.

إن فعالية وسائل الأعلام قد أوجدت طاحونة شائعات متمادية من شأنها إما أن تقرب الناس من بعضهم البعض أو ترفع من حدة قلقهم وأوهامهم وفي كلتا الحالتين نجد أن تكرار الشائعات التي لها جذور ممتدة في القرون الماضية يرينا أن الناس لم يتغيروا كثيرا عبر التاريخ. قد تكون أساليب حياتهم مختلفة الآن عما مضى إلا أن قلقهم وأوهامهم لا تزال كما هي. خاصة بعد أن تحول العالم الى صراعات أكثر مثاراً للقلق وبعد أن اضيفت عوامل اجتماعية وبيئية ( ثقب الآوزون) وسياسية كمصادر جدية للقلق...
المصدر: د. محمد احمد النابلسي
انتهى

سيكولوجية الشائعات الأميركية، نماذج من الشائعات المسوقة في أميركا.- 2 -

سيكولوجية الشائعات الأميركية، نماذج من الشائعات المسوقة في أميركا.- 2 -

نتابع: سيكولوجية الشائعات الأميركية، نماذج من الشائعات المسوقة في أميركا.
هذا ويعتمدون قانون الشائعة الأساسي حسب هذا الكتاب ،وهو القانون الذي كان مقبولا حتى وقت قصير مضى، يعتمد جزئيا على نظرية الجيشتالت في علم النفس. التي تؤكد على أن الإدراك الحسي للأشياء ينحو دائما نحو البساطة والانتظام والإحساس بالاكتمال. وبأن الشائعات تنبثق لتشرح المواقف المميزة التي تهمنا ولتريحنا من توتر الحيرة. ويفترض البورت وبوتسمان أيضا أن عدد الشائعات يتغير حسب أهمية موضوع الحدث ومقدار الغموض في الموقف.

بالرغم من القبول الواسع الذي لقيه هذا القانون الأساسي في علم النفس الاجتماعي فإنه لم يثبت تجريبياً. وتشير نتائج تحقيقات عديدة الآن إلى أن هناك متغيرات أخرى بالإضافة إلى الأهمية والغموض تؤثر على منشأ الشائعات ودوامها. فقد قامت الدارسة في علم النفس الاجتماعي سوازان انطوني ،في كلية ثمالوديت في واشنطن، بإحدى هذه الدراسات. وهي قامت مؤخرا باختبار الفكرة المتضمنة في إحدى نظريات كارل يونغ والتي تقول: " إن الإثارة العاطفية ضرورية لاستمرار حياة الشائعة ". وقد أجرت أنطواني اختبارا قياسيا في القلق المزمن لعدد من الطلاب الثانويين في فيلادلفيا، وعلى أساس نتائج الاختبار قامت باختيار الطلاب الذين كانوا يتميزون إما بدرجة عالية من القلق أو بالهدوء النسبي. ثم إختارت بضعة طلاب من كل نوع وأخضعتهم لمقابلة مع مرشد توجيهي للتحدث حول النوادي التي كانوا ينتمون إليها. وخلال تلك المقابلة قام المرشد ،بطلب من الباحثة، بإطلاق شائعة تقول بأن صعوبات مالية قد تجبر النوادي على وضع حد لبعض أنشطتها ثم ذهب المرشد بعد ذلك تاركاً الطلاب مع أعضاء آخرين في النوادي .

عندما سئل الطلاب فيما بعد إذا كانوا قد ناقشوا الشائعة فيما بينهم وجدت انطوني أن الطلاب ذوي الدرجة العالية من القلق نشروا الشائعة بحماس أكثر كثيرا مما فعله الطلاب الآمنون .

وقد قام الباحث روسنو بالعمل مع أنطوني والعالمة النفسية ماريان جايفر بييريان من مدرسة لندن لاقتصاد في تجربة كان من شأنها أن أثبتت ووسعت ما اكتشفه أنطوني في تجربتها. وقام هؤلاء بإجراء دراسة في ثمانية من صفوف الكلية فنشروا شائعة تقول إن طلاباً في صفوف أخرى قد ضبطوا وهم يدخنون الماريجوانا في امتحان نهائي. وكانوا قد قاموا قبل بضعة أيام بقياس درجات القلق المزمن عند الطلاب متبعين المثل الذي وضعته أنطوني في تجربتها السابقة، وبعد أسبوع سأل الطلاب إذا ما كانوا قد نشروا القصة.

وكانت النتائج التي توصل اليها الباحثون بالإضافة إلى الأبحاث التي نشرت في كتاب ( الشائعة والقيل والقال، وعلم النفس الاجتماعي والشائعة ) الذي ألفه روسنو بالاشتراك مع العالم الاجتماعي غاري ألان، إن هذه الأبحاث تدعم النظرية التي تقول إن الشائعة ننتج عن الامتزاج الأقصى بين الحيرة والقلق. وباختصار، فإن الشائعة تعيش إما لتحقيق الحاجات والتوقعات التي إثارتها أو حتى تخفض مستوى القلق.

كان القانون الأساسي لدى البورت وبوتسمان يتفاعل مع الشائعات القصيرة الأمد التي تنتعش في غياب الأدلة التي تنقضها. ولكنها سرعان ما تحدث عندما تجد ما يدفعها أو عندما تصب في نواح ذات مغزى بالنسبة لحاجات الجمهور. وهناك حاجات وتوقعات لا تسكن ولا تهدأ ومن بينها الحاجة لفهم الوضع الإنساني والجوع لما هو فوق الطبيعة. مما يجعل من الشائعة حاجة إنسانية واجتماعية. لذلك فإن أهم الشائعات هي تلك التي تستجيب لهذه الحاجات فتعاود الظهور تكراراً وتتجذر في بنية المجتمع الإيمانية والفلكلورية.

وقد كان الناس منذ قرون ولا يزالون يتبادلون الشائعات غير المألوفة التي كان أبطالها غالباً من المخلوقات الأسطورية أو الوحوش أو من القادمين من كواكب أخرى.

وكان يونغ يسمى هذه الحكايات بالشائعات التخيلية أو بالأساطير الحية، وكان يعتقد بأن الشائعات العادية تعتمد على الحشرية والسعي وراء الأشياء غير العادية أما الشائعات التخيلية فتحتاج إلى شيء غير ذلك إذ تحتاج إلى عاطفة عميقة مشتركة بين العديد من الناس. وكان يونغ ينظر إلى حكايات الصحون الطائرة كشائعات تخيلية ناجمة عن توتر عاطفي وكرب جماعي من حالة العالم. إضافة إلى رغبة لا واعية بمجيء قوة خارقة من ما وراء الطبيعة للتخفيف من المخاوف. فمشاهدات من نوع الصحون الطائرة يبلغ عنها منذ القرن السادس عشر. إلا أن هناك تزايداً في الإبلاغ عن هذه المشاهدات عم العالم كله منذ الأربعينيات من هذا القرن. ويبدو أن حكايات معاصرة عن الصحون الطائرة وركابها تدعم تفسير يونغ. ومعظم هذه الحكايات تتركز إما حول مخلوقات عليا طيبة أتت لإنقاذ الإنسانية أو حول مخلوقات شريرة بتهديها أهل الأرض بأجمعهم وتلعب دوراً في توحيد أصحاب العقائد المختلفة ضد عدو مشترك.
يتبـــع

سيكولوجية الشائعات الأميركية، نماذج من الشائعات المسوقة في أميركا.- 1 -


سيكولوجية الشائعات الأميركية، نماذج من الشائعات المسوقة في أميركا.- 1 -

الصراعات الدائرة في عالمنا تشير الى أن الحرب الباردة تفرعت من آحادية مع الاتحاد السوفياتي الى حرب متعددة الرؤوس. فما يجري بين اميركا بوش وأوروبا القديمة هو أحد فروع الحرب الباردة الجديدة. ومثلها الخلافات مع الصين وكوريا الشمالية والعالمين العربي والإسلامي وغيرها... حتى أمكن القول أن فقدان أميركا للعدو الشيوعي كان وبالاً عليها فخلف لها قائمة من الأعداء الموزعين حول العالم وعلى صعد متعددة.

وها هي الولايات المتحدة تخوض هذه الصراعات معتمدة على مباديء الحرب النفسية التي إستعملتها في حربها الباردة مع الاتحاد السوفياتي. فهل ضمنت الولايات المتحدة الحصانة ضد هذا النوع من الحروب؟.
أم أنها كسائر الدول عرضة للتأثر بالحرب النفسية وبالشائعات خصوصاً؟. وبمعنى أدق هل تؤثر أخبار العراق وشائعاته على الجمهور الأميركي؟.

في ما يلي نعرض لبعض الشائعات التي تركت بصماتها على الجمهور الأميركي. وفي الإستعراض شائعات قديمة قابلة للدراسة بعيداً عن ضغوط الراهن وتحليلاته النتأثرة بهذه الضغوط بما يفقدها الموضوعية...

ما هي شروط انتشار الشائعة؟.
يجيب الأخصائيون على هذا السؤال من خلال مناقشتهم لحادثة المفاعل النووي في جزيرة ثري مايل في بنسلفانيا. فقد أثارت هذه الحادثة عدداً من الشائعات التي يمكن اتخاذها كمثال لدراسة أسباب انتشار الشائعة وأسباب تكرار ظهور بعض الشائعات بصور مختلفة.

ظهرت الأخبار الأولى عن الحادث الذي جرى في المنشأة النووية في جزيرة ثري مايل بالقرب من هاريسبورغ في بنسلفانيا في 28 آذار 1979 وبعد ثلاثة أيام انتشرت شائعة في المدن المجاورة تقول بأن المفاعل سينفجر. وتمضي القصة قائلة بأن الانفجار سوف يدمر كل شيء على مساحة أميال حوله وينفث الإشعاع النووي في مناطق واسعة. وعلى الرغم من وجود مخاطر حقيقية كثيرة فلم يكن هناك خطر انفجار وشيك. ولتأكيد هذه النقطة ظهر هارولد رابي دانتون من لجنة تنظيم الشؤون النووية على التلفزيون ليعلن بوضوح أنه على الرغم من أن مفاعل المنشأة لا يزال تحت خطر جدي فإن غاز الهيدروجين المجتمع فيه لم يصل بعد إلى درجة قريبة من درجة الانفجار.

كما أنه لم يكن هناك احتمال لانفجار نووي من مستوى قنبلة هيروشيما وحصول انفجار كيميائي لغاز الهيدروجين سيكون أقل قوة بكثير. على الرغم من أنه قد يتسبب بحصول تصدع في غلاف الوعاء الحاوي مما يؤدي إلى نشر الإشعاع النووي في المنطقة الريفية المجاورة. وكانت شائعة الانفجار واحدة من عشرات الشائعات التي سرت في منطقة هاريسبورغ وجوارها في الأيام التي أعقبت الحادثة. ذلك لأن حادثة جزيرة ثرى مايل كانت مثالا رائعا للظروف المؤاتية لانتشار الشائعات. ففي الدرجة الأولى كانت النتائج المحتملة للحادث قاسية وكانت تشكل تهديداً للحياة نفسها. ثانياً ، كان هناك قلق كبير وحيرة بين الأهلين الذي كانوا يحاولون اتخاذ قرار حول ما إذا كان عليهم الفرار من بيوتهم أم لا .

فكم من الناس ،عدا المهندسين والعلماء، يمتلكون فهماً كافيا لكيفية تمديد الأنابيب في المنشآت النووية ؟. وكان هناك جانب مرعب آخر في الحاثة وهو يتمثل في طبيعة العدو الغامضة، فقد كان ذلك العدو إشعاعاً مميتاً لا يرى ولا يمكن التنبؤ بنتائجه.

وفي محاولة لإيقاف موجة الشائعات أفتتح الحاكم ديك ثورنبرغ مركز السيطرة على الشائعات في هاريسبورغ وكان يمكن لأي شخص أن يتصل بالهاتف بهذا المركز ليحصل على الحقائق. وعندما بدأت بعض الشائعات المتفائلة بالانتشار، شعر جويل ثمروتثالر وهو أحد مسئولي طوارئ الولاية في المنطقة بأن الأمر يشبه ما يحدث في رواية روسية بقوله: ... ويستمر الوضع في الهبوط والهبوط، والهبوط حتى نرى أنه لم يعد هناك مجال للمزيد من الهبوط، ثم يحدث شيء ما ويبدأ الصعود....

لقد مررنا بأسبوع من الشائعات الفظيعة أما اليوم فهناك ما يمكننا أن نحسبه شائعة طيبة. ولكن الناس ستفقد ثقتها بالأخبار الطيبة لفترة من الزمن في حال حصل تسرب إشعاعي جديد ،أوأي إنذار آخر من أي نوع هناك، في المنشأة. فعندها لا أظن أن ثقة الناس التي ضعفت بسبب الحادث سوف يمكنها أن تتحمل ذلك، وهذا الآن ما يثير قلقنا أكثر من قضية الإجلاء.

ومع أن الشائعات التي نجحت عن حادثة جزيرة ثري مايل كانت من النوع القصير الأمد، فإنها بالتأكيد سوف تعاود الظهور لدى حصول أية أزمة مشابهة في المستقبل. فحتى الشائعات التي تبدو تافهة تغوص في أعماق النفوس ليس لأنها تكون موضوعا للقيل والقال، والثرثرة الاجتماعية المثيرة بل لأنها تلامس الحيرة والقلق العميقين السائدين في زمن الشائعة. فقد حصل في سنة 1978 مثلاً أن ظهرت شائعات حول بعض المنتجات الغذائية المشهورة، وتقول أحدها أن شركة ماكدونالد، تضيف الديدان إلى سندويشات الهامبرغر التي تنتجها لتقوي المحتوى البروتيني فيها. وتقول شائعة أخرى أنك إذا ما شربت الصودا وأكلت حلويات من ماركة بوب روكس فسوف تتفجر معدتك. وحدث أن ذكر مذيع احدى الإذاعات هاتين الشائعتين وسارع إلى القول بأن كلتا الشائعتين على خطأ ولكنهما انتشرتا في مناطق مختلفة من البلاد خلال تلك السنة.

وقد اضطرت شركة ماكدونالد وشركة جنرال فودز ،منتجة بوب روكس، إلى إنفاق آلاف الدولارات في مجالات إعلانية ونشاطات أخرى لدحض الشائعات . وتعتقد شركة ماكدونالد أن قصة الديدان بدأت في الصيف السابق في مدينة تشاتانوغا في ولاية تينيسي.

وكانت الشائعة في البداية تقول بوجود عنصر غامض في سندويشات هامبرغر ويندي وهي شركة منافسة لماكدونالد. ويلاحظ أحد علماء النفس أن الخوف من وجود الديدان الهامبرغر هو خوف معقول ومبرر لأن لحم الهامبرغر النيئ يفرم بشكل لولبي يشبه الديدان، ولكن سرعان ما انتقلت الشائعة لإلصاق صورة الديدان بسندويشات ماكدونالد . وظهرت قصة حلويات بوب روكس في غضون أسبوع واحد من إطلاق هذه المادة في إحدى مناطق البلاد وتقول الشائعة أن أحد الأولاد في الجانب الآخر من المدينة أو أحد مشاهير التلفزيون قد أكل ثلاثة أكياس من تلك الحلويات بينما كان يشرب الصودا فمات من جراء الانفجار الذي حصل بعد ذلك في معدته.

وتستهوي هذه الشائعات حول ماكدونالد وبوب روكس أكثر ما تستهوي الأطفال الذين يحبون قصص الشقاوة والقصص الفظيعة. ونستطيع أن نتصور كيف أن الأطفال الذين يروجون مثل هذه القصص يباهون أمام رفاقهم بأنهم أكلوا من هذه المنتجات وبأنهم من المغامرين. لكن هناك ما هو أكثر وأعمق من ذلك فاستمرار هاتين الشائعتين في الرواج قد يفسره القلق والحيرة الشائعتين في المجتمع حول ما يضاف إلى المنتجات الغذائية والكولسترول والمخاطر الصحية في بعض أنواع الطعام الذي تتناوله والتوترات والمخاوف التي تنتقل من الأهل إلى الأطفال.

ويكفينا بالنسبة لهذه الدراسة أن نعرف الشائعة بأنها رواية منتشرة بين الناس دون أن يكونوا متأكدين من صحتها. وقد تعلم علماء النفس الكثير عن نشوء مثل هذه القصص وانتشارها منذ ظهور كتاب ( علم النفس الشائعة ) لغور ودون والبورت وبوستمان وهذا الكتاب هو أصل الأعمال في هذا الحقل.
يتبـــع

تحرير أميركا من اللوبي الصهيوني


اللوبي الصهيوني في امريكا:
كان وزير الخارجية الاميركي مارشال معارضا" لرئيسه هاري ترومان لجهة قراره الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني. ففي حينه كانت نصيحة مارشال لترومان هي عدم التورط في صراع مرشح للاستمرار لعقود قادمة. وفي النهاية اعترف ترومان بدولة الكيان الصهيوني. ويذهب بعضهم أن ذلك حصل بضغط اللوبي الصهيوني الأميركي. بل أن هنالك روايات عن تلقي ترومان لمبالغ نقدية من الصهاينة دعما" لحملته الانتخابية.
لكن تاثير اللوبي الصهيوني الاميركي بقي محدودا لغاية فترة ايزنهاور الذي طالب دولة الكيان الصهيوني ومعها فرنسا وبريطانيا بوقف العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
وكان النفوذ الصهيوني في اميركا قد بدأ بالتصاعد بعد هجرة اليهود الأوروبيين اليها خلال الحرب العالمية الثانية. وهو تعاظم مع مساهمتهم في انتاج القنبلة الذرية التي حسمت مصير تلك الحرب. لكنه لم يبلغ ذروته الا مع بداية السبعينيات مع استقرار السيطرة المالية الصهيونية في أميركا.

تحرير أميركا من اللوبي الصهيوني
لم يكن لهجمات 11/9 أن تحدث لو كانت حكومة الولايات المتحدة رفضت مساعدة دولة الكيان الصهيوني على الحاق أقصى الدمار والاذلال بالمجتمع الفلسطيني. انه استنتاج لا تعبر عنه علناً الا قلة من الأميركيين. لكن الكثيرين يعتبرونه الحقيقة. وأنا على اقتناع بأن كارثة كان يمكن تجنبها لو امتلك أي رئيس أميركي خلال السنين الـ35 الأخيرة ما يكفي من الشجاعة والحكمة لتعليق كل المساعدات الأميركية الى دولة الكيان الصهيوني الى ان تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها في حرب 1967
اللوبي الصهيوني قوي ومرهوب الجانب. لكن بامكان اي رئيس يتخذ موقفاً حازماً - حتى الرئيس جورج بوش راهناً - التغلب على اللوبي الصهيوني والحصول على تأييد شعبي ساحق لتعليق المساعدات من خلال طرح واضح للحقائق على الرأي العام الأميركي. ان حكومة دولة الكيان الصهيوني الحالية، مثل كل الحكومات السابقة، مصممة على ضم الضفة الغربية ((يهودا والسامرة) حسب العهد القديم) توصلا الى (دولة الكيان الصهيوني الكبرى). ويؤمن متشددو التيار الصهيوني المحافظ، الذي يلعب دورا قويا في السياسة الصهيونية، أن اقامة (دولة الكيان الصهيوني الكبرى) شرط لقدوم المسيح المنتظر. المؤمنون بذلك لا يزالون أقلية في دولة الكيان الصهيوني ، لكنهم شديدو الالتزام والعدوانية وواسعو النفوذ. وهم مصممون، تبعا لقناعاتهم الدينية العميقة، على منع الفلسطينيين من الحصول على دولة في أي جزء من الضفة الغربية.
ذريعة دولة الكيان الصهيوني في هجومها الوحشي على الفلسطينيين هي القضاء على الارهاب، لكن المهمة الحقيقية لقواتها هي توسيع حيز الضم المذكور اعلاه. وهي تعامل الفلسطينيين، تحت غطاء محاربة الارهاب، بأسوا مما تُعامل به المواشي. اذ لا تتقيد بأي اعراف أو قوانين، فقد تم احتجاز المئات فترات طويلة وتعرضت غالبية المحتجزين للتعذيب، فيما تستمر عمليات الاغتيال. وتواصل دولة الكيان الصهيوني خلال ذلك تدمير المساكن والبساتين وأماكن العمل، وتضع مدنا بأسرها، مراراً وتكراراً، تحت حظر التجول الذي يتواصل احيانا على مدى أسابيع. ويتعرض المصابون والمرضى الفلسطينيون المتوجهون الى العلاج الى الاحتجاز ساعات طويلة على الحواجز الأمنية، فيما يصيب سوء التغذية أعداداً متزايدة من الأطفال. لقد أصبحت الضفة الغربية وغزة بمثابة معسكري اعتقال كبرين - وما كان لأي من هذا أن يحدث لولا دعم الولايات المتحدة. وربما يعتقد المسؤولون الاسرائيليون أن تحويل الحياة الى جحيم سيجبر الفلسطينيين في النهاية على مغادرة أرض الآباء والأجداد.
كانت حكومة الولايات المتحدة وقتا ما موضع ود واعجاب العالم، أما اليوم فهي لا تجد في غالبية البلدان سوى الاستبشاع واللعن، بسبب دعمها الغير مشروط لانتهاكات دولة الكيان الصهيوني لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وتعاليم كل الديانات الرئيسية.

كيف تورط الشعب الأميركي في مأزق كهذا؟
الجذر الرئيسي لـ 11/9 يعود الى 35 سنة، عندما بدأ اللوبي الصهيوني في أميركا سعيه الدائب المتواصل النجاح لاخراس أي نقاش عن دور أميركا في الصراع العربي مع دولة الكيان الصهيوني ، وأخفى عن الوعي العام الأميركي الحقيقة البسيطة في أن الولايات المتحدة تقدم دعما هائلا ومطلقا لدولة الكيان الصهيوني .
ومنع هذا النفوذ الخانق للوبي الصهيوني طيلة هذه السنين أي نقاش مفتوح للصراع العربي الصهيوني في صفوف الادارات الأميركية المتعاقبة -وهو ما لمسته في شكل مباشر، بفضل عضويتي في لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب في الكونغرس في 1967، عندما استولى جيش الإحتلال الصهيوني على مرتفعات الجولان السورية، اضافة الى الضفة الغربية وغزة الفلسطينيتين. واستمرت عضويتي 16 سنة، ولا أزال الى الآن أرصد ما يدور في الكونغرس.
خلال كل هذه السنين الـ35 لم أسمع في هذه اللجنة أو في أي من مجلسي الكونغرس كلمة واحدة تستحق أن تعتبر نقاشا لسياستنا تجاه الشرق الأوسط. ولم تطرح أي اقتراحات بتقييد أو خفض المساعدات الى دولة الكيان الصهيوني خلال السنين العشرين الماضية، فيما لم تنل الاقتراحات القليلة التي قدمت في السنين السابقة على ذلك سوى حفنة من الأصوات. ان هناك تحريم شبه تام في الكونغرس على انتقاد دولة الكيان الصهيوني ، حتى في الأحاديث الخاصة، اذ يعتبر الانتقاد عملا منافيا للوطنية ان لم يكن لا ساميّا. وتم ضمان استمرار هذا الحظر على حرية الرأي بعدما واجهت تلك القلة التي كانت تتصدى للموضوع - عضوا مجلس الشيوخ ادلاي ستيفنسن وتشارلز بيرسي، والنواب بول ماكلسكي وسينثيا ماكيني وايرل هيليارد وأنا - هزائم انتخابية على يد مرشحين مولتهم بسخاء القوى المساندة لدولة الكيان الصهيوني .
النتيجة منذ ذلك الحين كانت تلك التشريعات المنحازة الى دولة الكيان الصهيوني والمعادية للفلسطينيين والعرب التي واصل الكونغرس اصدارها سنة بعد سنة. فيما ضمن انحياز وسائل الاعلام الى دولة الكيان الصهيوني استمرار جهل غالبية الناخبين بأن الكونغرس يتصرف وكأنه لجنة فرعية في برلمان دولة الكيان الصهيوني .
لكن هذا الانحياز واضح تماما خارج أميركا، حيث تنقل غالبية وسائل الاعلام انتهاكات دولة الكيان الصهيوني وتدين أميركا عموما بالتواطؤ والرضوخ. ووصل الغضب العالمي تجاه سياسة واشنطن نقطة الغليان عندما استقبل الرئيس بوش رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني ارييل شارون ، المعروف سابقا بـ(جزار بيروت)، واعتبره (صديقي العزيز) و(رجل السلام، بعدما كانت قوات دولة الكيان الصهيوني أكملت تدمير الضفة الغربية الربيع الماضي، مستعملة السلاح الذي تقدمه لها أميركا.
هذا الغضب المتزايد لا يثير استغراب كل من يقرأ الصحف الأجنبية أو يستمع الى اذاعات مثل (بي بي سي)، حيث ندد اسامة بن لادن في تصريحات قبل وقت طويل من 11/9 بتواطؤ أميركا مع دولة الكيان الصهيوني على تدمير المجتمع الفلسطيني، معتبرا ذلك مثارا رئيسيا لعدائه لها. كما عبرت شخصيات أجنبية مرموقة في المنصب وخارجه، بتواتر وحدّة لا سابق لهما، عن معارضتها للسياسة الأميركية، خصوصا منذ ان اعلن الرئيس بوش تصميمه على الهجوم على العراق.
لكن نفوذ اللوبي الصهيوني وقدرته على التخويف لا تزال على حالها، وقد تغلغلت الى كل دوائر الحكومة، وأيضا الى كل الجامعات ودور العبادة تقريبا. كما نجح اللوبي في اخراس الأميركيين اليهود الكثيرين الذين يعارضون أسالبيه ويستنكرون وحشية دولة الكيان الصهيوني .
لا يمكن بالطبع، في أي شكل من الأشكال، تبرير هجمات 11/9، التي يستحق مرتكبوها أقصى عقاب. لكن من المفيد لأميركا أن تسارع الى تفحص الدوافع بأقصى ما يمكن من عناية. الارهاب دوما وليد مظالم عميقة مؤلمة ، والمؤكد أن ازالتها او على الاقل التخفيف منها يؤدي الى القضاء على دوافعه.
لكن الرئيس بوش حتى اليوم، بعد سنة على 11/9، لم يحاول التعرف على أي مظالم، ناهيك عن البدء بمعالجتها. بل انه في الواقع عمّق من سوء الوضع بدعم الحرب الدينية التي تشنها دولة الكيان الصهيوني على الفلسطينيين، في تحالف ضاعف من مشاعر المعاداة لأميركا. ويبدو انه يغفل تماما ان بليوني نسمة في العالم يعتبرون محنة الفلسطينيين المهمة الأكثر الحاحا أمام السياسة الخارجية.
ليس هناك أي مسؤول أميركي يعترف بالحقيقة - المكتومة عن الشعب الأميركي والمعروفة لكل العالم - في أن أميركا تعرضت لـضربات 11/9 وآثارها الفاجعة، ثم الكوارث التي قد تأتي بها قريبا الحرب المزمعة على العراق، لأن سياسة أميركا في الشرق الأوسط تصاغ في دولة الكيان الصهيوني وليس واشنطن.
دولة الكيان الصهيوني دولة برهنت على احتقارها لكل الشرعات والقوانين ويجب معاملتها حسب هذا الاعتبار. وعلى رئيسنا، بدل مساعدة شارون على مضاعفة تعاسة الفلسطينيين، أن يعلق كل المساعدات الى ان تنسحب دولة الكيان الصهيوني من الأراضي العربية التي احتلتها في 1967. ان تعليق المساعدات سيجبر القيادة الصهيونية على الانصياع أو يؤدي الى اخراجهم من السلطة، اذ لن يقبل الاسرائيليون بسلطة تضعهم في موقف معارض للبيت الأبيض.
اذا اراد بوش سببا اضافيا لاتخاذ هذه الخطوة الصحيحة يمكنه تبرير تعليق المساعدات بكونه ضرورة عسكرية، أي خطوة ضرورية للانتصار في الحرب على الارهاب. وهو يستطيع في هذا المجال الاستشهاد بسابقة مرموقة: فعندما اصدر الرئيس ابراهام لينكولن اعلانه تحرير العبيد، قصر سريان الخطوة على الولايات الثائرة على الاتحاد، مستثنيا الولايات التي لم تشارك في الثورة. وبرر الاستثناء وقتها بأنه (ضرورة عسكرية). خطوة تعليق المساعدات، اذا قام بها الرئيس بوش، ستحرر أميركا من سنين طويلة من خنوعها أمام جرائم دولة الكيان الصهيوني .
المصدر بتصرف: بول فندلي: نائب من إلينوي في الفترة 1961 - 1983، مؤلف ثلاثة كتب تتعلق بالشرق الاوسط، آخرها (لا صمت بعد الآن: الصور الزائفة عن الاسلام في اميركا).

الدعم الامريكي لدولة الإحتلال الصهيوني، موت العم سام

الدعم الامريكي لدولة الإحتلال الصهيوني، موت العم سام

من الغفلة بمكان أن يظن البعض بإمكانية سماح الولايات المتحدة لدولة الإحتلال الصهيوني بتأمين استقلاليتها الاقتصادية. وبالتالي خروجها من دائرة التبعية الأميركية. ومن التغفيل الظن أن دولة الإحتلال الصهيوني مستعدة لاستفزاز الأميركيين لهذه الطريقة المعلنة للعقوق. إذ إن الثمن المباشر لهذا العقوق سيكون إنهاء الدور الوظيفي لدولة الإحتلال الصهيوني بإيجاد بديل لها. وبالتالي الانسحاب الأميركي من تأمين حمايتها واستمراريتها.

بعضهم يقصر المعونات الأميركية لدولة الإحتلال الصهيوني على الدعم المباشر المعلن المقدر بأربعة مليارات دولار سنوياً. وفي هذا القصر اختزال تبسيطي يلامس الجهل ويتخطى الغفلة. إذ تعتمد الولايات المتحدة مبدأ دعم الأصدقاء عبر ما تسميه ب "الدولة الأولى بالرعاية". وما من شك أن دولة الإحتلال الصهيوني هي أولى أوائل الدول المشمولة بالرعاية الأميركية. حتى أن واحداً من أهم الاستراتيجيين والساسة الإسرائيليين، هو يوسي بيلين، يخصص كتابه "موت العم الأميركي" (1998) لطرح سؤال:
ماذا يحدث لدولة الإحتلال الصهيوني لو تخلى عنها العم الأميركي (يهود أميركا)؟
ويجيب بيلين: إذا استمرت الحال على ما هي عليه فإن موت العم يعادل نهاية دولة الإحتلال الصهيوني. وهو ينطلق من هذا التحدير كمدخل لإقناع الجمهور باقتراحاته التجديدية. خصوصاً لجهة تعريف اليهودي وفق مبادئ علمانية بدلاً من المنطلقات الحاخامية السائدة الآن.

صحيح أن دولة الإحتلال الصهيوني قد حققت قفزات اقتصادية هامة مكنتها من استبدال الحاجة للدعم المباشر بالدعم غير المباشر، وذلك بتشجيع ومباركة أميركيين. لأن الدعم غير المباشر أقل استفزازاً لدافع الضرائب الأميركي وإحراجاً للحكومة. كما إنه يخفف الأعباء على الخزينة الأميركية. ولكن هل يعني هذا إلغاء صفة المعونات عن الاقتصاد الصهيوني؟

لقد حاول بنيامين نتن ياهو تحدي هذه المعادلة بإلغاء هذه الصفة، فلجأ إلى تجاوز الحدود المرسومة أميركياً للتورط الصهيوني في العمليات السوداء. وكان من الطبيعي أن تقطع عليه الطريق بالمجيء بباراك الأقل حماسة للاستغناء عن الدعم الأميركي. فإذا ما اتفقنا على إجادة الولايات المتحدة حماية مصالحها أدركنا أنها لا تجد أي مبرر لاستمرارية دولة الإحتلال الصهيوني من دون دورها الوظيفي الحامي لهذه المصالح. من هنا لا بد من الاستنتاج بوجود رعاية-رقابة أميركية على الاقتصاد الصهيوني. ولعله من الصعوبة بمكان تقديم رؤية متكاملة عن اقتصاد يلامس المائة مليار دولار في مقالة كهذه. عداك عن كون المداخيل غير المنظورة هي عصب هذا الاقتصاد. وقبل إعطاء أية فكرة عن هذه المداخيل لا بد من التذكير بمبدأ الكسب اليهودي القائل بتحصيل المكاسب باقتناص الفرصة المتاحة. ويكفينا في هذا المجال التذكير بأن دخل السياحة الصهيونية للعام 1999 قد بلغ 3.4 مليار دولار. أي حوالي نصف موازنة الدولة اللبنانية. في حين بقيت الولايات المتحدة تمنع رعاياها من زيارة لبنان لمدة سنوات. وهو منع لا يقضي فقط على السياحة بل هو يمنع الاستثمارات ويدفعها للهرب. وإذا كنا بدأنا المقارنة مع لبنان فنذكر أن واحداً من أهم الشروط الأميركية لإنهاء الصراع الأهلي اللبناني كان التعهد بالقضاء على تجارة وزراعة المخدرات في لبنان. في المقابل نجد ضابط الموساد غوردن توماس يعترف في كتابه "جواسيس جدعون" بتورط دولة الإحتلال الصهيوني، على مستوى كبير، في تجارة المخدرات في المنطقة. كما نجد استجواباً مقدماً إلى الكنيست في آذار 2000 لتحقيق في تورط ضباط شرطة صهاينة كبار في زراعة المخدرات في الموشافات. وكذلك شراكتهم في زراعة المخدرات في الصحارى المصرية. ومن الصعوبة بمكان تحديد حجم هذه التجارة (يمكن تقديرها بالمعارنة مع الأرقام اللبنانية التي كانت تلامس الستة مليارات دولار سنوياً. والتي بقيت لسنوات بموافقة أميركا صمنية) لذا نكتفي بالإشارة إلى التغاضي الأميركي عن هذا النشاط الصهيوني. والذي نرجح كونه مقنناً بالاتفاق مع مكتب المخدرات الأميركي بحيث يغني الحكومة الأميركية عن تقديم مساعدات مباشرة لدولة الإحتلال الصهيوني. وهي سابقة حاصلة في أكثر من بلد وأكثر من مناسبة. بل أن كتاب العمليات السوداء للمخابرات الأميركية يتكلم عن شراكة السي آي آي في تجارة المخدرات لتأمين مصروفات عملياتها غير المعلنة. وهذا ما حصل في حالة نورييغا مثلاً.

على أن الاستثناءات الأميركية لدولة الإحتلال الصهيوني لا تجد لها مثيلاً في علاقة الولايات المتحدة بأية دولة أخرى. ومن أمثلة هذه الاستثناءات نذكر التالية (المعلنة لأن غير المعلنة أخطر كثيراً ولها تغطية التعاون الاستراتيجي). ونبدأ بـ :
1- الاستثناء من قانون تصدير الأسلحة (لا تشتري بالمعونات أسلحة أميركية وتستخدمها في بناء المستوطنات).
2- السماح لدولة الإحتلال الصهيوني بالحصول على الأسرار والمعلومات الدقيقة بما فيها المتعلقة بالدول العربية (بعد تحالفها مع تركيا باتت تتبادل المعلومات).
3- السماح للصناعة العسكرية الصهيونية بمنافسة مثيلتها الأميركية. لجهة تحديث وتطوير وتصدير الأسلحة. سواء إلى دول حلف الناتو أو إلى دول العالم الثالث (تجني دولة الإحتلال الصهيوني حالياً مرابح هامة من التزاماتها تطوير الأسلحة التركية. كما جنت مرابح غير محددة من مساعداتها التقنية العسكرية للصين).
4- التزام مصانع الأسلحة الأميركية بشراء ما نسبته الربع (25%) من مشتريات دولة الإحتلال الصهيوني من هذه الشركات.
5- التعاقد مع دولة الإحتلال الصهيوني للقيام بأبحاث حول حرب النجوم (الجدار الصاروخي تتمتها) بتمويل أميركي صرف.
6- تمتع دولة الإحتلال الصهيوني بوضعية الحليف الرئيسي لحلف الناتو بما تحمله هذه العنصرية من أفضليات ومكاسب تدعمت بعد تعديلات الناتو الاستراتيجية العام 1999.
7- شراء الولايات المتحدة لنسبة من الأسلحة الصهيونية وإدخالها للخدمة في الجيش الأميركي. وخاصة الطائرة الصهيونية من دون طيار والإلكترونيات ذات الاستخدام العسكري.
8- تشجيع تصدير الأسلحة الصهيونية للدول التي تتلقى معونات أميركية. بالسماح لها بالإتفاق على هذا الاستيراد. وبالسماح لدولة الإحتلال الصهيوني بتصدير أسلحة تحتوي على قطع أميركية.
9- تقديم معونات مالية لدولة الإحتلال الصهيوني لتمويل مشاريع بحث مشتركة بين علمائها وعلماء العالم الثالث. وتجدر الإشارة هنا إلى الشكوك المبررة لاعتماد دولة الإحتلال الصهيوني مؤسسات تمويل (ترتبط بها سراً) لتمويل بحوث عربية. تتمحور غالبيتها في التجسس الاجتماعي الهادف إلى تحديد نقاط التفجير الأكثر حساسية داخل هذه المجتمعات. ولسنا بحاجة للأمثلة (راجع كتاب سناء المصري علماء لكن جواسيس).
10- الدعم الدبلوماسي الأميركي(عبر السفارة الأميركي) لتسهيل التغلغل الاقتصادي الصهيوني في الدول المعنية (الأفريقية خصوصاً).
11- الدعم المالي الأميركي لموجات الهجرة اليهودية الجديدة إلى دولة الإحتلال الصهيوني (على سبيل المثال صفقة الفالاشا من خلال السودان بضغط أميركي).
12- قيام بنك التصدير والاستيراد الأميركي بتقديم القروض لدولة الإحتلال الصهيوني.
13- الاستثمار المالي في الاقتصاد الصهيوني على الصعيد الحكومي وعلى صعيد الشركات (بلغ هذا الاستثمار حدوداً غير متخيلة بالنسبة لدولة بحجم دولة الإحتلال الصهيوني).
14- تسهيل حصول دولة الإحتلال الصهيوني على قروض من المصارف الأميركية بضمانة حكومية غير مباشرة.
15- مميزات اتفاقية التجارة الحرة بين البندين الموقعة عام 1985. ويليها التحضير لاتفاقية التعاون الاستراتيجي.
بعد كل هذه المساعدات المباشرة وغير المباشرة كان من الطبيعي أن يتمكن الاقتصاد الصهيوني من تحقيق قفزات هائلة جعلت حجمه للعام 2000 يلامس المائة مليار دولار.

تبرز عبر هذا النمو صناعتان صهيونيتان منافستان عالمياً هما الصناعة العسكرية والتكنولوجيا الحديثة. ولم تكن هاتان الصناعتان لتبرزا لولا وجود خزان عقول صهيوني في العالم قابل للاستيراد وإن بشروط ومع ذلك فإن اقتصاد دولة الإحتلال الصهيوني يبقى اقتصاد معونات!. وهي نقطة مثيرة للجدل. الذي يمكن حسمه بالمقارنة بين المعونات الأميركية المشار إليها أعلاه وبين قوانين العقوبات الأميركية المطبقة على دول أخرى. فهل تستطيع دولة الإحتلال الصهيوني الاستمرار في غياب هذه المعونات؟. وما بالك لو طبقت عليها واحداً من أنواع العقوبات؟!

لقد بلغت معاناة الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضة حدود الجوع وسوء التغذية. ليبرز موقف أميركي واضح وحيد هو الإعلان عن الالتزام الأميركي بأمن دولة الإحتلال الصهيوني. وبالتالي باقتصادها. ومع ذلك فإن متابعة بسيطة لليوميات الصهيونية (غلونر ويديعوت أحرونوت تحديداً) تبين بالأرقام هشاشة الاقتصاد الصهيوني. إذ تراجع مدخول السياحة من 3.4 مليار دولار إلى 1.2 مليار. وتراجع النمو المفترض من 4% إلى 2% ومن ثم إلى 1% وفي مقابلات أجرتها هاتين اليوميتين نجد أن شيمي بيريز (ابن وزير الخارجية) يصرح أن شركته العاملة في التكنولوجيا الحديثة قد منيت بخسائر غير متوقعة وتمنى لو تمكن من الحفاظ على رأسماله الأساسي في هذه الأزمة. أما العاملون في مجال البناء الفخم فهم يصرخون لعدم وجود مشترين لأبنيتهم بما من شأنه إيصالهم إلى الإفلاس. وفي قطاع السياحة أغلقت عشرة فنادق أبوابها وقد عدد العاطلين عن العمل في ميدان السياحة لوحده بسبعين ألف عاطل عن العمل عداك عن الهروب اليهودي من دولة الإحتلال الصهيوني إلى بلدان المنشأ... الخ من الآثار الاقتصادية للانتفاضة.

فهل تدل هذه العينة من الأرقام على اقتصاد متماسك واستقلالي؟
المسألة ببساطة هي أن الصناعة العسكرية الأميركية قد خصت دولة الإحتلال الصهيوني بافتتاح فرع فيها. على غرار ما تفعله شركة جنراك موتورز بافتتاحها مصانع تابعة لها خارج الولايات المتحدة. أما الصناعة الإلكترونية فهي بدوية الطابع. إذ إن مصنعها هو العقل الفردي الذي يحمل حاسوبه النقال لينتقل إلى البلد الأكثر تقديراً لمعلوماته. وهذا الإصرار على وصف الاقتصاد الصهيوني بالتابع وبالاعتماد على المعونات لا يعني البتة التنكر لمهارة اليهود في اقتناص فرص الربح. وأولى علائمها الرخاء المادي للمواطن الصهيوني. الذي يجذب فقراء اليهود من أنحاء العالم، في حيث يفضل أغنياؤهم البقاء حيث هم. فإصرارنا يعني معاودتنا طرح أسئلة من نوع: كم يبقى من اليهود في أرش ميعادهم لو انخفض دخل الفرد فيها؟ وماذا بعد موت العم الأميركي؟ وماذا لو تراجعت الولايات المتحدة عن سياسة استعدائها للعرب؟ بل ماذا لو لم يعد بإمكانها التفرد في فرض العقوبات عليهم؟ وهذا السؤال الأخير يستوجب عرض أساليب الحصار الأميركية المعتمدة في ظل الآحادية القطبية. التي تسمح للولايات المتحدة بممارستها حتى على الأصدقاء.

إن الحصار هو كلمة مخففة للحرب الاقتصادية التي باتت الولايات المتحدة تشنها في شتى الاتجاهات دون تحرج، وتتضمن هذه الحروب الاقتصادية تقنيات مختلفة تستخدم منها أميركا ما يلي (نعتذر لإيراد أمثلة محدودة لمجرد الدلالة) :
1- الإنذار (الإنذارات الأميركية المتكررة بخفض سعر برميل النفط).
2- الحواجز الجمركية (الهادفة إلى إبقاء النفط سلعة الاعتماد الاقتصادي العربي).
3- العقوبات الاقتصادية (تمارس على الدول المارقة، وغالبية العرب من المارقين).
4- المقاطعة الاقتصادية (فرض عقوبات أميركية على المتعاملين مع العراق وإيران وسورية..الخ).
5- القرصنة البحرية (مصادر النفط المهرب مثالاً).
6- الاندماجات (الهادفة لابتلاع الشركات الصغيرة ومحاولات النهوض).
7- التجسس الاقتصادي.
8- الاحتكار.
9- حرب البورصات (أزمة النمور الآسيوية وانهيارها بمشيئة أميركية)ز
10- حروب النفط والماس واليورانيوم.
11- حروب المخدرات.
12- تزوير العملات وغسيل الأموال.
13- سياسة الإغراق (بيع 30 مليون برميل نفط أميركي لمنع ارتفاع السعر فوق اللعبة المقررة أميركياً).
إن العلاقة الأميركية-الصهيونية لم تستوجب بعد تخطي حدود التعامل مع ولاية تابعة (الولاية الـ 51 الأميركية). ولهذا السبب وحده يبقى الاقتصاد الصهيوني قوياً وتابعاً، وهو اقتصاد معونات تأكيداً وعوداً على تأكيد.