نتابع: سيكولوجية الشائعات، شائعة التطبيع مع الكيان الصهيوني نموذجا. - 2 -
مع ذلك نجد أن الولايات المتحدة تضغط على كافة الأطراف العربية، وتضعها تحت وطأة الحصار الاقتصادي متعدد الدرجات، للموافقة على الشروط الإسرائيلية اللامعقولة، وبعض العرب استجاب لهذه الضغوطات فماذا كانت النتيجة؟
النتيجة كانت متابعة دولة الكيان الصهيوني لمراحل النمط السلوكي اليهودي. وهي متابعة سجلت في نطاقها الخطوات التالية:
1 ـ مطالبة دولة الكيان الصهيوني بحقوق اليهود في الدول العربية مع تجاهل كلي للعدوانية المجرمة التي مارسها هؤلاء اليهود بحق مجتمعاتهم ولصالح الدولة اليهودية، وذلك بحجة أن الصراع العربي ـ الإسرائيلي يبرر هذه العدوانية!
2 ـ إعادة إحياء حارات اليهود في الدول العربية لإعادة تصدير بعضهم لخلق مواقع نفوذ إسرائيلي متقدمة داخل هذه الدول، وأيضاً للخلاص من بعض اليهود الشرقيين المطالبين بحقوقهم.
3 ـ محاولة دولة الكيان الصهيوني لعب دور الوسيط ـ الحكم في التناقضات والخلافات العربية ـ العربية وهذا ما أعلنه رابيـن
صراحة عندما دعا إلى استبدال تسمية الجامعة العربية بالشرق أوسطية والى قبول دولة الكيان الصهيوني عضواً فيها. ومن مراحل هذا الدور:
أ ـ الوساطة بين العرب الأغنياء وأولئك الفقراء. عن طريق إغراء الأغنياء بتمهيد الطريق لهم لدخول نادي الدول الرأسمالية( يقوم اليمين الإسرائيلي بهذا الدور)، وذلك مقابل احتضان وتحريض العرب الفقراء(يقوم بها اليسار الإسرائيلي). وتوزيع الأدوار هذا يقدم الإجابة على الفرضية الساذجة القائلة بأن السلام مع العرب يؤدي بدولة الكيان الصهيوني إلى فقدان العدو بما يفتح أبواب الصراع اليهودي ـ اليهودي ويفجر تناقضات الداخل الصهيوني.
ب ـ إقامة علاقات منفردة مع كل قطر عربي على حدة،وتقديم خدمات تواطؤية ـ تآمرية خاصة لكل قطر من هذه الأقطار وابتزازها كل على حدة. حيث لم تنتظر دولة الكيان الصهيوني نهاية المفاوضات لممارسة هذه السياسة الاستفرادية، بل هي أصرت على استفراد العرب أثناء المفاوضات . اذ رفضت الاستمرار فيها إلا بعد تحقيق هذا الاستفراد الذي تدفع ثمنه حالياً الجهات العربية التي تسابقت للحصول على جنة الشراكة مع دولة الكيان الصهيوني فحصدت الأوهام والابتزاز.
ج ـ تفجير مشاكل الأقليات العربية وإدخالها في متاهات التجاذب مع الأقطار التي تنتمي إليها. بحيث تتحول هذه الأقليات إلى أوراق ضغط صهيونية. وذلك بحيث تمنع دولة الكيان الصهيوني هذه الاقليات من التكامل في مجتمعاتها (بتغذية نعراتها) وكذلك بعدم تقديم الدعم الكافي لها كي تصل لأهدافها أو لحلول مقبولة مع سلطات بلادها. ولعل مراجعة بسيطة للمسألة الكردية من شأنها أن تفضح أمامنا إمكانيات استغلال الأقليات والتضحية بها عند الضرورة بحيث تصبح عاجزة عن اعتناق المواطنية الكاملة وعن التمسك بخصوصيتها، وهذا ما يحول شعوب هذه الأقليات إلى لاجئين ومهاجرين عاجزين عن العيش في ظروف طبيعية في أرضهم.
وقد يتساءل سائل ماذا عن المرحلة الثالثة (أي نهاية العلاقات العربية ـ الإسرائيلية)؟.
في رأينا الشخصي أننا لن نصل إلى هذه المرحلة لأن شعوباً أخرى سوف تبلغ هذه المرحلة قبل العرب. وهذه الشعوب هي التي ستتولى حل المعضلة الإسرائيلية. وحسبنا هنا التذكير بمثال الميليشيات الأميركية البيضاء، المسؤولة عن انفجار أوكلاهوما، التي فضحت وسائل الاستغلال اليهودي ـ الإسرائيلي للولايات المتحدة. وتدعو هذه الميليشيات للخلاص من اليهود وتنظيف البلاد منهم، بل إنها ترى في تساهل الحكومة الفيديرالية مع اليهود نوعاً من الخيانة الذي يدفع بهذه الميليشيات إلى معارضة الحكومة بالقوة المسلحة.
وهذا السياق قد يتعارض مع تحليلات ومواقف عديدة. وهو قد لا يلقى الشعبية من قبل فئات عديدة، إلا أن قناعتنا الراسخة هي أن نهاية دولة الكيان الصهيوني لن تكون على أيدي العرب. ولكنها ستكون على أيدي جهات أخرى تحرم دولة الكيان الصهيوني من توازنها الاقتصادي وتدفع بها نحو الفقر. وهذا الاخير كفيل بدفع اليهود للهجرة إلى بلدان أخرى أكثر ربحاً، حيث من المرجح أن تكون هذه البلدان غير مالكة لتجارب سابقة مع اليهود بما يجعلهم طامعين بمعاودة تكرار نمطهم السلوكي القهري منذ بداية مرحلته الأولى. ويرجح أن تكون أوستراليا في طليعة هذه البلدان نظراً للشبه الشديد بينها حالياً وبين الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين.
يتبـــع
مع ذلك نجد أن الولايات المتحدة تضغط على كافة الأطراف العربية، وتضعها تحت وطأة الحصار الاقتصادي متعدد الدرجات، للموافقة على الشروط الإسرائيلية اللامعقولة، وبعض العرب استجاب لهذه الضغوطات فماذا كانت النتيجة؟
النتيجة كانت متابعة دولة الكيان الصهيوني لمراحل النمط السلوكي اليهودي. وهي متابعة سجلت في نطاقها الخطوات التالية:
1 ـ مطالبة دولة الكيان الصهيوني بحقوق اليهود في الدول العربية مع تجاهل كلي للعدوانية المجرمة التي مارسها هؤلاء اليهود بحق مجتمعاتهم ولصالح الدولة اليهودية، وذلك بحجة أن الصراع العربي ـ الإسرائيلي يبرر هذه العدوانية!
2 ـ إعادة إحياء حارات اليهود في الدول العربية لإعادة تصدير بعضهم لخلق مواقع نفوذ إسرائيلي متقدمة داخل هذه الدول، وأيضاً للخلاص من بعض اليهود الشرقيين المطالبين بحقوقهم.
3 ـ محاولة دولة الكيان الصهيوني لعب دور الوسيط ـ الحكم في التناقضات والخلافات العربية ـ العربية وهذا ما أعلنه رابيـن
صراحة عندما دعا إلى استبدال تسمية الجامعة العربية بالشرق أوسطية والى قبول دولة الكيان الصهيوني عضواً فيها. ومن مراحل هذا الدور:
أ ـ الوساطة بين العرب الأغنياء وأولئك الفقراء. عن طريق إغراء الأغنياء بتمهيد الطريق لهم لدخول نادي الدول الرأسمالية( يقوم اليمين الإسرائيلي بهذا الدور)، وذلك مقابل احتضان وتحريض العرب الفقراء(يقوم بها اليسار الإسرائيلي). وتوزيع الأدوار هذا يقدم الإجابة على الفرضية الساذجة القائلة بأن السلام مع العرب يؤدي بدولة الكيان الصهيوني إلى فقدان العدو بما يفتح أبواب الصراع اليهودي ـ اليهودي ويفجر تناقضات الداخل الصهيوني.
ب ـ إقامة علاقات منفردة مع كل قطر عربي على حدة،وتقديم خدمات تواطؤية ـ تآمرية خاصة لكل قطر من هذه الأقطار وابتزازها كل على حدة. حيث لم تنتظر دولة الكيان الصهيوني نهاية المفاوضات لممارسة هذه السياسة الاستفرادية، بل هي أصرت على استفراد العرب أثناء المفاوضات . اذ رفضت الاستمرار فيها إلا بعد تحقيق هذا الاستفراد الذي تدفع ثمنه حالياً الجهات العربية التي تسابقت للحصول على جنة الشراكة مع دولة الكيان الصهيوني فحصدت الأوهام والابتزاز.
ج ـ تفجير مشاكل الأقليات العربية وإدخالها في متاهات التجاذب مع الأقطار التي تنتمي إليها. بحيث تتحول هذه الأقليات إلى أوراق ضغط صهيونية. وذلك بحيث تمنع دولة الكيان الصهيوني هذه الاقليات من التكامل في مجتمعاتها (بتغذية نعراتها) وكذلك بعدم تقديم الدعم الكافي لها كي تصل لأهدافها أو لحلول مقبولة مع سلطات بلادها. ولعل مراجعة بسيطة للمسألة الكردية من شأنها أن تفضح أمامنا إمكانيات استغلال الأقليات والتضحية بها عند الضرورة بحيث تصبح عاجزة عن اعتناق المواطنية الكاملة وعن التمسك بخصوصيتها، وهذا ما يحول شعوب هذه الأقليات إلى لاجئين ومهاجرين عاجزين عن العيش في ظروف طبيعية في أرضهم.
وقد يتساءل سائل ماذا عن المرحلة الثالثة (أي نهاية العلاقات العربية ـ الإسرائيلية)؟.
في رأينا الشخصي أننا لن نصل إلى هذه المرحلة لأن شعوباً أخرى سوف تبلغ هذه المرحلة قبل العرب. وهذه الشعوب هي التي ستتولى حل المعضلة الإسرائيلية. وحسبنا هنا التذكير بمثال الميليشيات الأميركية البيضاء، المسؤولة عن انفجار أوكلاهوما، التي فضحت وسائل الاستغلال اليهودي ـ الإسرائيلي للولايات المتحدة. وتدعو هذه الميليشيات للخلاص من اليهود وتنظيف البلاد منهم، بل إنها ترى في تساهل الحكومة الفيديرالية مع اليهود نوعاً من الخيانة الذي يدفع بهذه الميليشيات إلى معارضة الحكومة بالقوة المسلحة.
وهذا السياق قد يتعارض مع تحليلات ومواقف عديدة. وهو قد لا يلقى الشعبية من قبل فئات عديدة، إلا أن قناعتنا الراسخة هي أن نهاية دولة الكيان الصهيوني لن تكون على أيدي العرب. ولكنها ستكون على أيدي جهات أخرى تحرم دولة الكيان الصهيوني من توازنها الاقتصادي وتدفع بها نحو الفقر. وهذا الاخير كفيل بدفع اليهود للهجرة إلى بلدان أخرى أكثر ربحاً، حيث من المرجح أن تكون هذه البلدان غير مالكة لتجارب سابقة مع اليهود بما يجعلهم طامعين بمعاودة تكرار نمطهم السلوكي القهري منذ بداية مرحلته الأولى. ويرجح أن تكون أوستراليا في طليعة هذه البلدان نظراً للشبه الشديد بينها حالياً وبين الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين.
يتبـــع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق