بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009-09-05

5/15 زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة.

عرض كتـــاب/ زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة. -5-
:: ستـة عنــاصر ::
على ضوء ما سلف يظهر لنا أنّ هناك ستة عناصر لقيام الدولة الثانية والأخيرة، نجدها في القرآن الكريم. واللافت أنّ هذه العناصر تنطبق تماماً على دولة إسرائيل المعاصرة:
         1) تعاد الكرّة والدولة لليهود على من أزال الدولة الأولى، وهذا لم يحصل في التاريخ إلا عام 1948م، كما أسلفنا.
         2) تُمدُّ إسرائيل بالمال الذي يساعدها عند قيامها، وفي واستمرارها، ويظهر ذلك جليا بشكل لا نجد له مثيلا في دولة غير إسرائيل.
         3) تُمدُّ إسرائيل بالعناصر الشابة القادرة على بناء الدولة، ويتجلى ذلك بالهجرات التي سبقت قيام إسرائيل، والتي استمرت حتى يومنا هذا.
         4) عند قيام الدّولة تكون أعداد الجيوش التي تعمل على قيامها أكثر من أعداد الجيوش المقابلة. وقد ظهر ذلك جليا عام 1948م، على الرُّغم من أنّ أعداد الشعوب العربيّة تتفوق كثيراً على أعداد اليهود، ومن المفترض على ضوء ذلك أنّ تكون أعداد الجيوش العربيّة أكثر من ذلك بكثير.
         5) يُجمَع اليهودُ من الشتات لتحقيق وعد الآخرة. وهذا ظاهر للجميع، ويستفاد ذلك من قوله تعالى: "...جِئنا بكم..."[1]   .
          6) عندما يُجمَعُ اليهود من الشتات يكونون من أصولٍ شتىّ، على خلاف المرّة الأولى؛ فقد كانوا جميعا ينتمون إلى أصل واحد، ألا  وهو يعقوب عليه السلام. أمّا اليوم فإننا نجد أنّ الإسرائيليين ينتمون إلى 70 قوميّة، بل أكثر. ويستفاد ذلك من قوله تعالى: " جئنا بكم لفيفاً ".
  انظر هذه العناصر الستة، هل تجد هناك عنصراً سابعاً يمكن إضافته، وهل هناك عنصر زائد يمكن إسقاطه ؟! وبذلك يكون تعريف المرّة الثانية جامعاً كما يقول أهل الأصول. وعليه من أراد أن يقول إنّ وعد الآخرة قد تحقّق قبل الإسلام، فعليه أن يُبيّن لنا متى توافرت هذه العناصر قبل هذه المرة.
____________________
[1]يأتي بيان ذلك بعد أسطر
:: وعــد الآخــــرة ::
 لم يرد تعبير : " وعد الآخرة " في القران الكريم إلا في سورة الإسراء، في الآية 7، والآية 104. والحديث في الآيتين عن بني إسرائيل: "فإذا جاء وعدُ الآخرةِ ليُسوءوا وجوهكم"، "فإذا جاء وَعْدُ الآخرةِ جِئْنا بِكم لفيفا". في بداية سورة الإسراء تمّ تفصيل الحديث حول الإفسادين. وفي خواتيم سورة الإسراء تمّ إجمال الحديث عن المرتين "فأرادَ أنْ يَستفِزَّهم من الأرض فأغرقناهُ ومن معهُ جميعاً، وقلنا من بعده لبني إسرائيلَ اسكنوا الأرض فإذا جاءَ وَعدُ الآخرةِ جئنا بكم لَفيفا" أي قلنا، من بعد غرق فرعون، لبني إسرائيل: اسكنوا الأرض المقدّسة. وبذلك يتحقّق وعدُ الأولى. وقد كان القضاءُ بحصول المرّتين بعد خروج بني إسرائيل من مصر. وأمّا قوله تعالى: (فإذا جاءَ وعدُ الآخرةِ جئنا بكم لَفيفاً(، فإنّه يشير إلى أن اليهود بين وقوع المرّة الأولى، ووقوع المرّة الثانية والآخيرة، يكونون في الشّتات، بدليل قوله تعالى: (جئنا بكم). ومن هذه الآية تمّ استنباط العنصر الخامس والسادس، والمعنى: عندما يأتي زمن وعد المرّة الأخيرة نجمعكم من الشتات، في حالة كونكم منتمين إلى أصول شَتىّ. أمّا قولنا إن الأرض هي الأرض المقدّسة المباركة، فيظهر ذلك جليا في الآيتين: (136،137) من سورة الأعراف: " فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليمِّ بأنهم كذَّبوا بآيتنا وكانوا عنها غافلين، وأورثنا القومَ الذين كانوا يُستضعفونَ مشارقَ الأرض ومغاربها التي باركنا فيها..) من هنا يمكن أن نوظف التاريخ لتحديد الأرض المباركة شرقاً وغرباً. والمعروف أنّ بني إسرائيل قد سكنوا واستوطنوا فلسطين، والتي بوركت في القرآن الكريم خمس مرات، وقُدِّست مرّة واحدة:
1)  "... مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها..". [الأعراف: 137[
2) "... إلى المسجدِ الأقصا الذي باركناحولهُ..." . [الإسراء: 1 [
3) " ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ". [الأنبياء: 71[
4) "...تجري بِأمرهِ إلى الأرض التي باركنا فيها...". ]الأنبياء: 81 [
5) " .. بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرةً...". ] سبأ:18[          
6) " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسةَ...". ]المائدة:21[
 تتحدث الآية الأولى عن الأرض التي سكنها بنو إسرائيل بعد إخراجهم من مصر وغَرَق فرعون، وهي الأرض المقدّسة التي وُعِدوا بأن يدخلوها، كما جاء في الآية 21 من سورة المائدة. ومعلومٌ  أنّ المسجد الأقصى الذي تتحدث عنه آية سورة الإسراء موجود في فلسطين. أمّا الآية 71 من سورة الأنبياء فتتحدث عن نجاة إبراهيم ولوط، عليهما السلام، إلى الأرض المباركة. ويجتمع أهل التاريخ على القول بأنّ إبراهيم ولوطاً، عليهما السّلام، قد هاجرا إلى فلسطين، بل إنّ إبراهيم، عليه السلام، مدفون في مدينة الخليل. والآية 81 من سورة الأنبياء تتحدث عن سليمان، عليه السلام، ومعلوم أن مملكته كانت ابتداءً في فلسطين. أمّا الآية 18 من سورة   سبأ فتتحدث عن العلاقة بين مملكة سبأ ومملكة سليمان، عليه السلام، ومعلوم أن مملكته، عليه السلام، تعدّت في اتساعها حدود فلسطين المعاصرة. وإن كانت فلسطين تشكّل الجزء الأساس والرئيس في مملكته.
 ( إن أحسنتم  أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتُم فلها ): وَعْظ يحمل معنى التهديد.
 ( فإذا جاء وعدُ الآخرة ): إذا  وقع الإفساد الثاني، وحصل من اليهود العلو والطغيان، عندها ستكون العقوبة: ( ليسوءوا وجوهكم... ). وفي وعد أُولاهما كان جواب (إذا) هو (بعثنا)، فأين جواب (إذا) في وعد الآخرة ؟نقول: هو أيضاً (بعثنا) والمعنى: فإذا جاء وعد الثانية والأخيرة بعثناهم لتحقيق أمور ثلاثة: ليسوءوا... وليدخلوا... وليتبروا.
 ( ليسوءوا وجوهكم ): أي يُلحقوا العار بكم، أو يُسيئوا إليكم إساءة تَظْهر آثارها في وجوهكم. وقد يكون المقصود تدمير صورتهم التي صنعوها عبر الإعلام المزيّف، بحيث تتجلى صورتهم الحقيقية، ويلحقهم العار، وتنكشف عوراتهم أمام الأمم، التي خُدعت بهم سنين طويلة. وهذا يكون بفعل العباد الذين يبعثهم الله لتحقيق وعد الآخرة.
 ( وَلِيَدْخُلوا المسجدَ ): المقصود المسجد الأقصى، والذي بُني بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، وفق ما جاء في الحديث الصحيح.
 ( كما دخلوهُ أولَ مرةٍ ): تكون نهاية كل مرّة بدخول المسجد الأقصى، وسبق أن بينا أن نهاية المرة الأولى كانت عام 586 ق.م، إذ دُمّرت دولة يهوذا، وسقطت القدس في أيدي الكلدانيين. أما اليوم فقد اتخذ الإسرائيليون القدس عاصمة لهم، ولا شك أن سقوط العاصمة، والتي هي رمز الصراع، سيكون أعظم حدثٍ في المرة الثانية، والتي وصفتها الآيتان بـ (الآخرة)، مما يشير إلى أنّها الأخيرة. وهذا مما يعزز قولنا: إنّ هذه هي المرّة الثانية، إذ لا ثالثة، وقد سبقت الأولى.
 ( وليتبروا ما علوا تتبيرا ً): يُدمّرون، ويُهلكون، ويُفَتتون كل ما قد يسيطرون عليه، إهلاكا، وتدميرا، وتفتيتاً. وذلك يوحي بأنّ المقاومة ستكون شديدة، تؤدّي إلى رد فعل أشد. و (ما) تدل على الشمول، وهي هنا بمعنى (كل). والضمير في (عَلَوْا) يرجع إلى أعداء بني إسرائيل. ويجب أنْ لا ننسى لحظة أنّ المخاطَب في هذه النبوءة هم اليهود:  ( لتفسدُنّ... ولتعلُنّ... عليكم...  رددنا لكم... وأمددناكم... وجعلناكم... أحسنتم... أسأتم... وجوهكم... يرحمكم... عدتم ). لذلك يجب أن نَصْرِف الضمائر في الكلمات الآتية إلى أعداء اليهود:  ( فجاسوا... عليهم... ليسوءوا... وليدخلوا... دخلوه.... وليتبروا... علوا... ).
 هل يكون التدمير في كل الأرض المباركة، أم يكون في جزء منها ؟ النص لا يبتّ احتمالاً من الاحتمالين، ولكن يُلاحظ أنّ الحديث عن التتبير جاء بعد الحديث عن دخول المسجد الأقصى، مما يجعلنا نتوقع أن يكون التدمير في محيط مدينة القدس. وتجْدر الإشارة هنا إلى أنّ الواو لا تفيد ترتيباً ولا تعقيباً:  (  ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد ... وليتبروا...) ولكن الترتيب يُرهِصُ بذلك، ويمكن تصوّر تراخي الدخول عن إساءة الوجه. أمّا الدخول والتتبير فقد يسبق أحدهما الآخر، وقد يتلازمان، وقد يأتي التتبير بعد الدخول وهذا بعيد إذا كان من سَيدْخُل هم أهل الإيمان.
(عسى ربكم أن يرحمكم ):  دعوة إلى التوبة والرجوع إلى الله.
(وإن عُدتُم عُدْنا):  وإن عدتم يا بني إسرائيل إلى الإفساد، عدنا إلى العقوبة. ترغيب وترهيب يُناسبان المقام، فهل يتّعظ اليهود بعد هذا الحدث ؟ المتدبّر للقرآن الكريم يُدرك أنّ فِئة منهم ستبقى تسعى بالفساد أينما حلّوا، قال سُبحانهُ وتعالى في سورة الأعراف: ( وإذ تأذّنَ رَبك لَيبعثنَّ عليهم إلى يوم القيامة مَنْ يَسومُهم سوءَ العذاب).[1] وقال سبحانه في سورة المائدة: (...وألقينا بينهمُ العداوةَ والبغضاءَ إلى يوم القيامة...)[2] وهذه عقوبات دنيويّة تحلّ بهم لفسادهم وإفسادهم.

ليست هناك تعليقات: