بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009-09-05

13/15 زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة.

عرض كتـــاب/ زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة. -13-
:: حســاب الجُمّــَل ::


تتألف الأحرف الهجائيّة للغة العربية من 29حرفاً، أمّا الأحرف الأبجدية فهي 28 حرفاً، على اعتبار أنه لا فرق في الأبجديّة بين الألف والهمزة. والذي يهمنا هنا الترتيب الأبجديّ، وارتباط هذا الترتيب بما يسمى حساب الجََُمّل، وهو حساب استخدم في اللغات السّاميّة، ومن هنا نجد أنّ الأبجديّة العبرية تتطابق مع الأبجديّة العربية حتى حرف (التاء)، وتزيد العربية: ( ث، خ ، ذ ، ض ، ظ ، غ ).

ليس من السّهل معرفة أساس الترتيب الأبجديّ، وما ارتبط به من حساب في اللغات السّاميّة؛ إذ تعددت الأقوال في ذلك، بحيث يصعب الجزم أو الترجيح. وقد يكون لهذا الحساب أساس ديني؛ فرجال الدين اليهودي يستخدمونه كثيراً، وقد استخدمه المسلمون في التأريخ، وبالغت المتصوّفة في استخدامه،كما استخدمه أهل السّحر والكهانة، والشعوذة. ولا يبعد،كما قلنا، أن يكون لهذا الحساب أساس ديني، ثم دخله التّحريف والتبديل والتوظيف السَّيِّء .

يختلف الترتيب الأبجديّ في الشمال المغربي قليلاً عن الترتيب المشتهر والمستخدم قديماً وحديثاً، والذي هو : ( أبجد، هوز، حطي ،كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ ). وتنتهي الأبجدية العبرية، كما قلنا، عند (قرشت ). وقد أُعِطيَ كل حرف قيمة عددية على الصورة الآتية :
أ     1
ب     2
ج      3
د      4
هـ     5
و      6
ز      7
ح       8
ط       9
ي     10
ك     20
ل      30
م       40
ن       50
س      60
ع       70
ف       80
ص      90
ق     100 
ر      200
ش     300
ت     400
ث    500
خ     600
ذ      700
ض    800
ظ     900
غ   1000

يلاحظ في حساب (الجُمّل ) أنه لا فرق في القيمة العدديّة بين الألف والهمزة، لاعتماده على الأحرف الأبجدية، وليس الهجائيّة. وقد استخدِم هذا الحساب لأغراض كثيرة، واستخدمه المسلمون في التأريخ للمعارك، والوفيات، والأبنية، وغيرها... ومن الأمثلة على ذلك:

 عندما توفي السّلطان ( برقوق ) وهو من سلاطين المماليك البُرجيّة، قام بعض الظرفاء بصياغة عبارة تحدد تاريخ وفاته، وهي: ( في المشمش ). وعليه تكون وفاة برقوق في المشمش. والقيمة العددية لهذه العبارة هي:        (80+10+1+30+40+300+40+300) = 801 وعليه تكون وفاة السّلطان (برقوق ) بتاريخ 801هـ
مثال آخر:                      
 توفي شاعر اسمه (الدّلنجاوي )، فرثاهُ صديق له، وأرّخ لوفاته فقال:

  سألتُ الشّعرَ هل لكَ من صديقٍ        وقد سكنَ الدّلنجاويّ لحــده


  فصاحَ وخرّ مغشياً عليــــه       وأصبح راقداً في القبر عنــده

  فقلتُ لمن يقول الشعر أقْصِــر       لقد أرّختُ: مات الشعرُ بعـده


أعطى الشاعر كلمةً مفتاحيّة تدلنا كيف نحسب، حيث قال: " لقد أرّخت " أي، احسبوا العبارة التي تأتي بعد كلمة ( أرّخت ). وكان يمكن أن يستخدم الشاعر كلمات أخرى فيها معنى الحساب، أو الإحصاء، أو العدّ، أو التأريخ، أو كلمات تشير إلى الجُملة التي تحمل القيمة العدديّة التي أرادها الشاعر. وفي هذا المثال، تُحَدّد عبارة: (مات الشعر بعده) تاريخ وفاة الدلنجاوي: (40+1+400+1+30+300+70+200+2+70+4+5) =  (1123هـ).

واضح أنّ استخدام هذا الحساب في التأريخ لا غبار عليه من وجهة النظر الشّرعيّة، لأنّ الأمر من قبيل الاصطلاحات. إلا أنّ استخدام الجُمَّل في السّحر، والشعوذة، والكهانة، والتنجيم، أساء إلى هذا الحساب البريء.

محمد بن عمر نووي الجاوي، مفسّر، متصوّف، من فقهاء الشافعية، هاجر إلى مكة المكرمة، وتوفي فيها سنة 1316هـ، له مصنّفات كثيرة، منها تفسيرٌ يتألف من مجلدين، جاء في مقدّمته: " وسمّيتهُ مع الموافقة لتاريخه: مراح لبيد لكشف معنى قرآن مجيد " واضح من هذا الكلام أنّ المؤلف قد اختار اسم التفسير ليوافق في حساب الجُمّل تاريخ بداية تصنيفه له، والذي هو 1304هـ. وقد قصدنا بهذا المثال التّعريف بموقف بعض علماء المسلمين من مسألة حساب الجُمّل ، حيث لا يجدون غضاضة في استخدامه عندما يؤرخون، أو يطلقون الأسماء، حتى عندما تكون التسمية لكتاب في تفسير القرآن الكريم، وما ذلك إلا عن توارث. فلماذا لا نعيد النظر، ونؤصّل لهذه المسألة، فقد وجدنا في ذلك الخير الكثير.

جاء في تفسير البيضاوي لفاتحة سورة البقرة : " أنه عليه الصلاة والسلام، لمّا أتاه اليهود تلا عليهم ألم البقرة، فحسبوه وقالوا: كيف ندخل في دين مدّته إحدى وسبعون سنة، فتبسم رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فقالوا: فهل غيره ؟ فقال : المص، والر، والمر. فقالوا خلطت علينا فلا ندري بأيها نأخذ "  يقول البيضاوي معقباً على هذا الحديث: "  فإن تلاوته إيّاها بهذا الترتيب عليهم، وتقريرهم على استنباطهم. .."  إذن يعتبر البيضاوي أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد أقرّ اليهود في استنباطهم . وجاء في (حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي): " هذا الحديث أخرجه البخاري في تاريخه، وابن جرير، عن طريق ابن إسحاق الكلبي... وسنده ضعيف".

وعليه لا نستطيع أن نركن إلى استنباط البيضاوي، ولكن في المقابل لم يرد شيء عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، ينفي أن يكون لحساب الجُمَّل أصل ديني، ولم تقم الحجّة على النفي أو على الإثبات، وإن كان الإثبات أرجح على ضوء هذا الحديث الضّعيف. ولا نستطيع أن نبني على هذا الرجحان، ولكن يمكن لنا بالاستقراء أن نثبت بأنّ القرآن الكريم قد ادّخّر بعض الأسرار في حروفٍ، أو كلماتٍ، أو جُمَلٍ. ولدينا من الشواهد القرآنيّة ما يؤكّد وجود حساب الجُمَّل في الألفاظ والعبارات القرآنيّة، كيف لا، وقد نزل القرآن الكريم بلسانٍ عربيّ. وما الفرق بين قولنا: إنّ من معاني الباء، الإلصاق، والتبعيض، وقولنا: إنّ من معاني الباء اثنان ؟! ولكن كيف يمكننا أن نعرف أنّ عبارة ما في القرآن الكريم تحمل سرّاً عدديّا ً؟! نقول: لا بد أن يَثبُت ذلك بطريق من طرق الإثبات المقبولة شرعاً أو عقلاً. وسيجد القارئ أنّ مسلكنا في هذه المسألة مسلك جديد، لا يمتُّ بصلة إلى مسلك المتصوّفة، أو غيرهم، ممن أصابوا أو أخطأوا، أو انحرفوا.

         يكتسب حساب الجُمَّل صِدقيّة عندما نعلم أنّ رَسْم القرآن الكريم، والذي يسمّى بالرسم العثماني، هو رسم توقيفيّ، أي بإشراف الرسول صلى الله عليه وسلم وحياً، وهذا ما عليه جماهير العلماء. وَيَسهُل اليوم إثبات ذلك بعد اكتشاف بعض البنى الرّياضيّة المعجزة للقرآن الكريم. وقد تبين لنا أنّ لهذا الرسم أسراراً، قد يمكن التوصل إليها عن طريق حساب الجُمّل، أو غيره. ولكننا سنكتفي هنا بذكر ما له علاقة بموضوع هذا الكتاب، وعلى وجه الخصوص المسائل التي تعيد تأكيد ورسم ما ورد في الفصول السابقة.
          جاء في كتاب (إسلامنا)، للدكتور مصطفى الرفاعي: "... ما ذكره صاحب كتاب مشارق أنوار اليقين، الحافظ رجب البرسي، من أنه روي عن  ابن عباس، في تفسير قوله تعالى: " وَُكلّ شئٍ فَصّلناهُ تفصيلاً " قوله: معناه شرحناه شرحاً بيّناً بحساب الجُمّل...".

[1] وعليه سنقوم هنا باستعراض بعض مسائل هذا الحساب، وعلى وجه الخصوص المسائل المتعلّقة بهذا البحث:

1) جاء في الآية 104 من سورة الإسراء: " وقلنا من بعدهِ لبني إسرائيلَ اسكنوا الأرض، فإذا جاءَ وعدُ الآخرةِ جئنا بكم لفيفاً ". سبق أن أشرنا إلى أنّ ترتيب كلمة (لفيفاً)، في حالة بدأنا العدّ من بداية الكلام في نبوءة الإسراء، هو  1443. وقد تكررت جملة: " فإذا جاء وعد الآخرة " مرّتان عند الحديث عن زوال الإفساد الثاني. وإذا علمنا أنّ كلمة (الآخرة) تُقرأ أيضاً (الاْخرة) تكون المفاجأة أنّ جُمَّل: " فإذا جاء وعدُ الاْخرةِ جئنا بكم لفيفاً " هو 2022  فتأمّل!!

2) قلنا إنّ ترتيب كلمة (لفيفا) في نبوءة سورة الإسراء هو 1443، وقلنا إنّ جُمّل: ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الاْخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ) هو 2022، وفق قراءة ورش لكلمة (الاْخرة). وهنا نسأل أين العام العبري 5782 الموافق للعام 2022م والعام 1443 هـ ؟.

إنّ ترتيب كلمة لفيفا في النبوءة هو 1443،وهذا يعني أن ترتيب الكلمات الأربع التي تأتي بعد لفيفا هو: 1444، 1445، 1446، 1447 والكلمات هي: " وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَل …" والمفاجئ هنا أنّ مجموع ترتيب هذه الكلمات هو 5782.
3) سبق أن لفتنا الانتباه إلى أنّ (5 آذار)  هو يوم اكتمال الـ (76) سنة قمريّة، ابتداءً من 10/6/1948م، والذي هو تاريخ الهدنة الأولى، وبالتالي القيام الفعلي لدولة لإسرائيل. وعليه إليك هذه الملاحظات:

5 آذار 2022م هو يوم سبت. وإذا بدأنا العدّ من يوم 5 آذار إلى نهاية السنة، يكون مجموع عدد الأيام هو 302،واللافت هنا أنّ هذا هو جُمّل (إسرءيل) وفق رسم المصحف.

 جُمّل السبت + 5 + جُمّل آذار   = 1401

493 + 5  +   903     = 1401
   جُمّل: (ألفان واثنن وعشرون)  =  1401 [2]
وعليه يكون مجموع: (السبت + 5 + آذار + ألفان واثنن وعشرون) هو 2802 وهذا هو جُمَّل قوله تعالى: " إنّما جُعِلَ السّبتُ على الذين اختلفوا فيه..."[3] وهذه آخر آية في ترتيب المصحف يُذكر فيها كلمة السّبت. واللافت في هذا المقام أنّ عدد السّنين من سنة الإسراء 621م إلى 2022م هو أيضأً: (2022 – 621) = 1401
4) عندما نأخذ التاريخ الراجح عند العلماء، نجد أنّ حادثة الإسراء قد وقعت في اليوم (76) من السنة القمريّة[4]

. وقد لاحظنا تكرر هذا العدد في سورة الإسراء، ولا ننسى أنّه العمر المتوقّع لدولة إسرائيل. وفاجأتنا الآية 76 عندما درسنا الكلمات المشتقّة من الجذرفزز. وإليك الآن هذه المفاجأة:

عُرّف المسجد الأقصى في القرآن الكريم بـ: " الذي بركنا حوله " وجُمَّل هذه العبارة وفق رسمها العثماني هو 1063 فما هي الكلمة التي ترتيبها بين كلمات سورة الإسراء 1063 ؟:

أ) إنّها كلمة (يلبثون)، واللبث يتعلّق بالزمن.

ب) اللافت أنّ هذه الكلمة وردت في الآية 76 من سورة الإسراء.
ج) جُمَّل (يلبثون) هو 598 فماذا لو أضفنا إليه 1063 ؟[5]

(598+1063) = 1661 والمفاجأة هنا أنّ هذا هوالعدد 1443 مضافاً إليه جُمَّل كلمة (هجري): (1443+218) = 1661  فتأمّل!!
5) أسقط الأشوريّون دولة إسرائيل سنة 722ق.م، وبالتالي لم يبق في ذلك العام إلا دولة يهوذا، والتي استمر وجودها حتى سنة 586ق.م. وعند سقوط دولة إسرائيل كان ترتيب الملك هو 19 واسمه (هوشع)[6]

. وعند سقوط يهوذا كان ترتيب الملك أيضاً 19 واسمه (صِدقِيّا). وإليك هذه المفاجأة:

أ) جُمَّل كلمة يهوذا هو 722 ولا ننسى أنّها الدولة التي بقيت بعد العام 722ق.م.

ب) بسقوط دولة إسرائيل زال الإفساد الأول جُزئيّاً، واكتمل الزوال بسقوط دولة يهوذا 586ق.م. واللافت هنا أنّ جُمَّل (هوشع + صِدقيّا) هو 586   فتأمّل!!

6) سورة الإسراء هي السّورة التي  تتحدث عن نبوءة وعد الآخرة، وكأنها سورة الوعد، وقد لفت انتباهنا أنّ جُمَّل كلمة (الوعد) هو (111) وهذا عدد آيات سورة الإسراء.


[1]صفحة 197.
[2] وردت كلمة (اثنان) في القرآن الكريم أيضاً بدون ألف هكذا (اثنن).
[3] النحل: 124. راجع باب السبوت بعد قليل.
[4] أي 17 ربيع أول.
[5] أي نضيف إلى جُمَّل الكلمة ترتيبها في السورة. وهذا مسلك يتكرر كثيراً في بحوثنا العددية.
[6] المقصود أنّ عدد الملوك من بداية انشقاق الدولتين إلى زوال كلًّ منهما هو 19.



ليست هناك تعليقات: