مناظرة بين أئمة الإسلام الأربعة :
في التاريخ الاسلامى كان هناك فقهاء عاشوا بفقههم في القرن الثاني عشر الثامن الميلادي.
وحملوا في حياتهم وبعد مماتهم لقب: إمام من علماء عصرهم وتلاميذهم وعلماء الأجيال التالية...
لأنهم كانوا مجتهدين وأصحاب مناهج في الفقه الاسلامى.
وكانوا علماء يستنبطون الاحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية معتمدين في
أسس هذا الاستنباط على فهمهم لنصوص القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والسنة
المأثورة,
ففي التاريخ الاسلامى يوجد طريقان رئيسيان في الفقه الاسلامى هما:
طريق أهل السنة أو الجماعة
وطريق الشيعة العلويين
وفى كل من الطريقين كان أئمة وعلى رأس أئمة أهل السنة كان فقهاء أربعة عظام عاشوا كفقهاء أئمة هم :
- الإمام أبو حنيفة النعمان
- الإمام مالك بن أنس
- الإمام الشافعي
- الإمام احمد بن حنبل
وكانوا من جيل تابعي التابعين ... والتابعون هم من تبعوا صحابه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعايشوهم حياة وعلماً، وتابعوا التابعين هم من لم يروا
الصحابة... وعرفوا علم الصحابة من التابعين حين تتلمذوا على أيديهم.
وكل المتفقهين من الصحابة وتابعيهم كانوا يضعون لبنات أولى في صروح
الفهم: لعلم القرآن، وعلوم الحديث، وآثار السنة، والسلف الصالح...
ويستنبطون الأحكام الشرعية في ضوء فهمهم لنصوص القرآن والسنة... ويفتون
فيما يستجد من الوقائع والحوادث بعد الفتوحات الإسلامية باستنباط الأحكام
في ضوء نصوص القرآن والسنة بالرأي وبالقياس فيما عرف بفتاوى الصحابة وفتاوى
التابعين.
الأئمة الأربعة المفقهون على جيل التابعين جمعوا هذه اللبنات وأضافوا إليها وساروا بها في طرائق أربعة:
طريق الرأي وإمامه "أبو حنيفة النعمان".
طريق أهل السنة وإمامه "مالك بن انس".
طريق يجمع بين هذين الطريقين هو طريق النقل والعقل معا وإمامه "الشافعي".
طريق الأتباع وإمامه "احمد بن حنبل" وهو طريق يقترب كثيرا من طريق الإمام مالك ويبتعد كثيرا عن طريق الإمام أبى حنيفة النعمان.
وبهؤلاء الأئمة الأربعة جمع الفقه المتناثر الأبواب والموضوعات في
حقبتي الصحابة والتابعين وأضيف له الكثير ووضعت له الأسس والأصول ودونت فيه
الكتب في أبواب وفصول وصار علما متعدد الدروب غنيا بثروته الفقيه
والتشريعية في زمن لا يزيد عن مائة عام إلا قليلا وفى مدائن أربعة...
بغداد والمدينة ومكة والقاهرة ففي هذه المدائن أو في إحداها نما فقه كل
فقيه إمام وتفرع وتطور ثم انتشر في العالم الاسلامى وتفاوت انتشار فقه كل
فقيه من عصر إلى عصر ومن مكان إلى مكان في العبادات وفى المعاملات وفى
القضاء.
والفقه معناه عند هؤلاء الأئمة هو العلم بالأحكام الشرعية المأخوذة من أدلتها التفصيلية ...وفى إطار هذا التخصيص كانت جهود أئمة الإسلام الأربعة وكانت اجتهادات هؤلاء الأئمة الفقهاء عن: أفعال المكلف وحكمها ودليلها في العبادات والمعاملات.
المرجع: من كتاب أئمة الإسلام الأربعة...لسليمان فياض
سيتبع هذا المقال دراسة مفصلة عن كل إمام من الأئمة الأربعة .
الإمام أبو حنيفة النعمان...إمام أهل الرأي.
الإمام مالك بن أنس (إمام أهل السنة).
الإمام الشافعي وأثره في وضع علم "أصول الفقه".
الإمام أحمد بن حنبل/ إمام الإتباع.