نتابع الجزء الرابع والاخير من تاريخ بيت المقدس.
تاريخ بيت المقدس -4-
تاريخ بيت المقدس -4-
القدس بعد حرب 1967
لم تكن الدول العربية مجتمعة في كل شيء، سواء في مجال المخابرات أو التجهيزات العسكرية، لقد كانت إسرائيل تعرف عنا كل شيء حتى إن الطائرات الإسرائيلية عندما قامت بالهجوم علي المطارات المصرية كانت تعرف أماكن وجود تلك الطائرات ومخابئها وموعد وجود القادة، واستطاعت المخابرات الإسرائيلية أن تضلل المخابرات المصرية التي لم تستطع أن تحدد موعد الهجوم الإسرائيلي على وجه الدقة، والغريب أن خطة الخداع هذه كانت صورة طبق الأصل من الخطة التي نفذت في حرب عام 56 وعلى مستوي التجهيز العسكري والتدريب، فلقد نجحت إسرائيل بحلول يوم 5 يونيو عام 67 من زيادة حجم قواتها المسلحة.
لقد كانت القيادة المصرية في حالة من التضليل، والقيادة السورية استبعدت حدوث الضربة العسكرية، وكان لها رغبة في تدعيم الجبهة الداخلية، ورغم أن القوتين السورية والمصرية كانتا أكبر قوتين إلا أنهما لم يستطيعا حماية الجبهة، ولا الصمود في وجه العدوان، فكانت الهزيمة درسًا لا يزال آثاره حتى اليوم باحتلال القدس والضفة الغربية لنهر الأردن، وقطاع غزة وهضبة الجولان، أما جزيرة سيناء فقد عادت بشروط إسرائيلية دولية صعبة تخلت مصر على أثرها عن الثوابت التي تنادي بها الاتجاه القومي منذ الانقلاب الثوري 1952.
لقد احتل الصهاينة في حرب يونيو 1967 ما تبقى من فلسطين، إضافةً لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وبلغت مجموعة الأراضي العربية الخاضعة لسيطرة الصهاينة 89359 كم، أي ما يزيد على أربعة أضعاف الأراضي المحتلة قبل الحرب.
وكان عدد الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية عشية الحرب 2.25 مليون فلسطيني، يمثلون ما نسبته 70% مقابل 30% من اليهود، هجّر خلال الحرب وبعدها أكثر من 410 آلاف فلسطيني؛ بسبب المذابح الصهيونية وبدافع الخوف.
بدأ الاستيطان الصهيوني في الضفة وغزة بإنشاء أول مستوطنة صهيونية هي "مستوطنة كفار عتصيون" بالضفة في 25 نوفمبر 67، وفي العام الأول للاحتلال أُقيمت 14 مستوطنة، ووصل إلى فلسطين 12.270 مهاجرًا يهوديًّا.
التهويد يجتاح أراضي القدس
تهويد القدس كانت "أرض الميعاد" تعني لديهم المدينة المقدسة، فبدأت الجماعات الصهيونية الاستيطان المبكر في القدس - سطوًا أو وضع يد على المباني غير المسكونة، أو البنايات التي رحل أهلها عنها في التهجير، فصار لهم تواجد قوي، ومستوطنات في القدس، وسعت الحكومات الغربية لتدويل القدس منذ العام 1948 بإصدار قرار التقسيم 194 في ديسمبر عقب الحرب العربية الإسرائيلية وقيام دولة الاحتلال صدر القرار الذي أكد على فكرة تدويل القدس دون تقسيم الأماكن المقدسة، وعادت في العام 1949 - بإيعاز من الدول الكبرى الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدار القرار 303 الذي يؤكد على عزم المنظمة الدولية أن تضع القدس تحت نظام دولي خاص يضمن حماية الأماكن المقدسة داخل المدينة وخارجها، وعهدت الجمعية إلى مجلس الوصاية بالاضطلاع بأعباء المسئوليات التي تتطلبها السلطة القائمة بالإدارة، وأن يخضع لهذا الغرض "دستور القدس" حيث قام مجلس الوصاية بوضع الدستور المطلوب، وسرعان ما أعلن عجزه عن تنفيذ هذا النظام أمام إعلان إسرائيل نقل عاصمتها إلى القدس في 11 ديسمبر 1949م .
وجاءت حرب يونيو 1967 لتقضي على البقية الباقية مما تشبث به العرب عقب حرب1948، لقد كانت الخطة الدائمة للصهاينة السيطرة على المسجد الذي كان المقدسيون يستميتون في الدفاع عنه، ويحرصون على التواجد فيه خشية تطاول اليهود عليه ووضع اليد على أجزاء منه، وحدث اقتحام لمئات المرات وتدنيس لباحاته منذ حرق منبر صلاح الدين الرمز في العام 1969م، ووسط إجراءات الحماية من الحراس العزّل إلا من إيمان بالقضية التي تخلّى عنها الكثيرون.
أعمال حفر تحت المسجد الأقصىيجري مخطط تهويد القدس منذ اليوم الأول للاحتلال حتى يومنا هذا، وها نحن نعايش المرحلة الأخيرة لمخطط التهويد, وليس أدل على هذا مما يجري من حفريات تحت أرض الحرم القدسي الشريف بأسواره وأبوابه, ومسجديه "الأقصى وقبة الصخرة " في محاولة لاستكمال أنفاق مترابطة تعمل على زلزلة أساسات المسجد الأقصى؛ طمعًا في إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم كما ذكر ذلك الشيخ المرابط رائد صلاح.
ولم تسلم الأحياء الإسلامية في المدينة المقدسة من عمليات الحفر والهدم والتدمير والطمس والمسخ.. للمعمار والتراث العربي حتى أصبحت القدس العربية أطلالاً غريبة في عيون سكانها المقدسيين العرب، ولا تزال مقولة خليل تفكجي الخبير الفلسطيني المعروف بشئون القدس (إنسانًا وأرضًا ومعمارًا وتراثًا).. لا تزال مقولته تؤلم كل مسلم وهو يردد: "سوف نبكي على ضياع القدس كما بكينا من قبل على ضياع الأندلس".
ولا يحترق بالقدس وما يحدث لها إلا من يعيشون الخطر ويتوقعون الحدث يقول الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ومفتي الديار المقدسة السابق: إن الاقتحامات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى مستمرة وبشكل متكرر، وأضاف: أن السلطات الإسرائيلية قامت في شهر يونيو عام 1967 بهدم حي المغاربة الملاصق للسور الغربي للمسجد الأقصى والمعروف بحائط البراق، ثم بدأت بالحفريات في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك بحثًا عن أي أثر للهيكل المزعوم ولم يجدوا ما يدلل على أنهم كان لهم وجود مستقر في فلسطين في مراحل التاريخ، هذه الحفريات أدت إلى تشقق جزء من هذه المباني الأثرية التي يعود تاريخها إلى العهد الصلاحي والمملوكي، إضافةً إلى الاعتداءات اليومية للمسجد الأقصى المبارك من الجهتين الغربية والجنوبية".
كما أكد الشيخ صبري أن سلطات الاحتلال تقوم بتحديد أعمار المصلين للدخول الأقصى أيام الجمعة، قائلاً: من يقل عمره عن 45 عامًا يمنع من دخول الأقصى للصلاة، وهذا إجراء غير مسبوق لدى دول العالم، ويؤكد أن "إسرائيل" سلطة احتلال.
انتهى
لم تكن الدول العربية مجتمعة في كل شيء، سواء في مجال المخابرات أو التجهيزات العسكرية، لقد كانت إسرائيل تعرف عنا كل شيء حتى إن الطائرات الإسرائيلية عندما قامت بالهجوم علي المطارات المصرية كانت تعرف أماكن وجود تلك الطائرات ومخابئها وموعد وجود القادة، واستطاعت المخابرات الإسرائيلية أن تضلل المخابرات المصرية التي لم تستطع أن تحدد موعد الهجوم الإسرائيلي على وجه الدقة، والغريب أن خطة الخداع هذه كانت صورة طبق الأصل من الخطة التي نفذت في حرب عام 56 وعلى مستوي التجهيز العسكري والتدريب، فلقد نجحت إسرائيل بحلول يوم 5 يونيو عام 67 من زيادة حجم قواتها المسلحة.
لقد كانت القيادة المصرية في حالة من التضليل، والقيادة السورية استبعدت حدوث الضربة العسكرية، وكان لها رغبة في تدعيم الجبهة الداخلية، ورغم أن القوتين السورية والمصرية كانتا أكبر قوتين إلا أنهما لم يستطيعا حماية الجبهة، ولا الصمود في وجه العدوان، فكانت الهزيمة درسًا لا يزال آثاره حتى اليوم باحتلال القدس والضفة الغربية لنهر الأردن، وقطاع غزة وهضبة الجولان، أما جزيرة سيناء فقد عادت بشروط إسرائيلية دولية صعبة تخلت مصر على أثرها عن الثوابت التي تنادي بها الاتجاه القومي منذ الانقلاب الثوري 1952.
لقد احتل الصهاينة في حرب يونيو 1967 ما تبقى من فلسطين، إضافةً لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وبلغت مجموعة الأراضي العربية الخاضعة لسيطرة الصهاينة 89359 كم، أي ما يزيد على أربعة أضعاف الأراضي المحتلة قبل الحرب.
وكان عدد الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية عشية الحرب 2.25 مليون فلسطيني، يمثلون ما نسبته 70% مقابل 30% من اليهود، هجّر خلال الحرب وبعدها أكثر من 410 آلاف فلسطيني؛ بسبب المذابح الصهيونية وبدافع الخوف.
بدأ الاستيطان الصهيوني في الضفة وغزة بإنشاء أول مستوطنة صهيونية هي "مستوطنة كفار عتصيون" بالضفة في 25 نوفمبر 67، وفي العام الأول للاحتلال أُقيمت 14 مستوطنة، ووصل إلى فلسطين 12.270 مهاجرًا يهوديًّا.
التهويد يجتاح أراضي القدس
تهويد القدس كانت "أرض الميعاد" تعني لديهم المدينة المقدسة، فبدأت الجماعات الصهيونية الاستيطان المبكر في القدس - سطوًا أو وضع يد على المباني غير المسكونة، أو البنايات التي رحل أهلها عنها في التهجير، فصار لهم تواجد قوي، ومستوطنات في القدس، وسعت الحكومات الغربية لتدويل القدس منذ العام 1948 بإصدار قرار التقسيم 194 في ديسمبر عقب الحرب العربية الإسرائيلية وقيام دولة الاحتلال صدر القرار الذي أكد على فكرة تدويل القدس دون تقسيم الأماكن المقدسة، وعادت في العام 1949 - بإيعاز من الدول الكبرى الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدار القرار 303 الذي يؤكد على عزم المنظمة الدولية أن تضع القدس تحت نظام دولي خاص يضمن حماية الأماكن المقدسة داخل المدينة وخارجها، وعهدت الجمعية إلى مجلس الوصاية بالاضطلاع بأعباء المسئوليات التي تتطلبها السلطة القائمة بالإدارة، وأن يخضع لهذا الغرض "دستور القدس" حيث قام مجلس الوصاية بوضع الدستور المطلوب، وسرعان ما أعلن عجزه عن تنفيذ هذا النظام أمام إعلان إسرائيل نقل عاصمتها إلى القدس في 11 ديسمبر 1949م .
وجاءت حرب يونيو 1967 لتقضي على البقية الباقية مما تشبث به العرب عقب حرب1948، لقد كانت الخطة الدائمة للصهاينة السيطرة على المسجد الذي كان المقدسيون يستميتون في الدفاع عنه، ويحرصون على التواجد فيه خشية تطاول اليهود عليه ووضع اليد على أجزاء منه، وحدث اقتحام لمئات المرات وتدنيس لباحاته منذ حرق منبر صلاح الدين الرمز في العام 1969م، ووسط إجراءات الحماية من الحراس العزّل إلا من إيمان بالقضية التي تخلّى عنها الكثيرون.
أعمال حفر تحت المسجد الأقصىيجري مخطط تهويد القدس منذ اليوم الأول للاحتلال حتى يومنا هذا، وها نحن نعايش المرحلة الأخيرة لمخطط التهويد, وليس أدل على هذا مما يجري من حفريات تحت أرض الحرم القدسي الشريف بأسواره وأبوابه, ومسجديه "الأقصى وقبة الصخرة " في محاولة لاستكمال أنفاق مترابطة تعمل على زلزلة أساسات المسجد الأقصى؛ طمعًا في إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم كما ذكر ذلك الشيخ المرابط رائد صلاح.
ولم تسلم الأحياء الإسلامية في المدينة المقدسة من عمليات الحفر والهدم والتدمير والطمس والمسخ.. للمعمار والتراث العربي حتى أصبحت القدس العربية أطلالاً غريبة في عيون سكانها المقدسيين العرب، ولا تزال مقولة خليل تفكجي الخبير الفلسطيني المعروف بشئون القدس (إنسانًا وأرضًا ومعمارًا وتراثًا).. لا تزال مقولته تؤلم كل مسلم وهو يردد: "سوف نبكي على ضياع القدس كما بكينا من قبل على ضياع الأندلس".
ولا يحترق بالقدس وما يحدث لها إلا من يعيشون الخطر ويتوقعون الحدث يقول الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ومفتي الديار المقدسة السابق: إن الاقتحامات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى مستمرة وبشكل متكرر، وأضاف: أن السلطات الإسرائيلية قامت في شهر يونيو عام 1967 بهدم حي المغاربة الملاصق للسور الغربي للمسجد الأقصى والمعروف بحائط البراق، ثم بدأت بالحفريات في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك بحثًا عن أي أثر للهيكل المزعوم ولم يجدوا ما يدلل على أنهم كان لهم وجود مستقر في فلسطين في مراحل التاريخ، هذه الحفريات أدت إلى تشقق جزء من هذه المباني الأثرية التي يعود تاريخها إلى العهد الصلاحي والمملوكي، إضافةً إلى الاعتداءات اليومية للمسجد الأقصى المبارك من الجهتين الغربية والجنوبية".
كما أكد الشيخ صبري أن سلطات الاحتلال تقوم بتحديد أعمار المصلين للدخول الأقصى أيام الجمعة، قائلاً: من يقل عمره عن 45 عامًا يمنع من دخول الأقصى للصلاة، وهذا إجراء غير مسبوق لدى دول العالم، ويؤكد أن "إسرائيل" سلطة احتلال.
انتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق