بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-11-23

مركز مفاعل النقب للأبحاث النووية

مركز مفاعل النقب للأبحاث النووية

تقع هذه المنشأة في صحراء النقب Negev، على بعد نحو 13كم جنوب شرق مدينة ديمونا وتبعد عن غرب الأردن نحو 25 كم، وعن شرق مصر نحو 75 كم، وعن جنوب القدس نحو 85كم، وقد بدأ تشيدها في سنة 1958، بمساعدة فرنسية وفق اتفاق سري، وتم تشيد المجمع بسرية تامة، وبعيداً عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA. وبداعي السرية تم إبلاغ الجانب الفرنسي بأن أجزاء المفاعل الضخمة، مثل خزان المفاعل، هي جزء من محطة تقطير متجهة إلى أمريكا اللاتينية.

ومن الواضح أن الغاية من بناء مفاعل ديمونا Dimona (IRR-2) هي لتصنيع الأسلحة النووية، ولا يختلف على ذلك معظم الخبراء العسكريين. ولعل ما يدعم الرأي، ورغم سرية التجارب التي يجريها الصهاينة على الأسلحة النووية، ما يعتقد أنه انفجاراً داخلياً Implosion قد حدث في صحراء النقب في 02/11/1966. كما أن هناك ما يدل على إجراء اختبار تجريبي في جنوب المحيط الهندي في 22/09/1969، بالتعاون مع جنوب أفريقيا، ورغم نفي ذلك، إلا أن وزير خارجية جنوب أفريقيا عزيز ديلي A. Daily قد أكد ذلك فيما بعد في 20/4/1997 في تصريح لصحيفة هأرتز Haaretz الصهيونية.

وكان المفاعل قد بدأ العمل في الفترة ما بين عامي 1962و1964، وبإنتاج ومعالجة البلوتونيوم، بجانب تخصيب اليورانيوم، وإجراء الأبحاث والتصاميم النووية، ويبدو أن الجيش الصهيوني قد حصل على أول سلاح نووي قبل وقوع حرب عام 1967 (الأيام الستة).

قدرات مفاعل ديمونا

لقد تظافرت عدة عوامل داخلية وخارجية في تحقيق متطلبات تشغيل مفاعل ديمونا النووي، والذي يعتبر مفاعل ماء ثقيل، ومنها:

1 - مفاعل ذري: حينما بدأ العمل به كان له قدرة تعادل نحو 24MWt ميغاوات حراري. وحالياً تعادل قدرته ما بين 40 إلى 150MWt. وبذلك فأنه يعتبر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط. ورغم أن قوة مفاعل بوشهر الإيراني، في حال تشغيله، ستبلغ 20 ضعف المفاعل الصهيوني، إلا أن الأخير سيظل المصدر الوحيد لإنتاج البلوتونيوم والتريتيوم الضروريين للأسلحة النووية.

ويمكن للمفاعل النووي عادة أن ينتج من كل 1 ميغاوات حراري نحو 1جم من البلوتونيوم Plutonium . ويمكنه أن ينتج 1كجم من البلوتونيوم (4MWt × 250 يوماً) سنوياً.

وبأمكان كل 20Mwt أن تنتج نحو 5 كجم من البلوتونيوم في العام الواحد، وذلك ما يعادل إنتاج قنبلة ذرية واحدة في العام.

2 - اليورانيوم Uranium : يدخل ضمن الصناعة الضرورية للتنقية والتحويل والتخصيبchment Enri من خلال الطرد المركزي والليزر. وهناك مصادر عديدة له، ويبدو أن الصهاينة قد حصلوا عليه في البداية من المصادر التالية:

أ - من الانتاج المحلي في صحراء النقب، كأحد النواتج الثانوية By- Products من من مصانع الفوسفات المقامة بجوار البحر الميت، والتي تعمل في انتاج الاسمدة. وبحلول عام 3591 أكمل الصهاينة عملية استخلاص اليورنيوم الذي عثر عليه في صحراء النقب.

ب - انتاج محلي من شركة كيماويات الفوسفات Chemicals of Phosphates في حيفا، التي كانت تعرف سابقاً باسم التخصيب والكيماويات المحدودة Fertilizers and Chemicals.Ltd .

جـ - استيراد نحو 10000 كجم من جنوب أفريقيا، وهو الحد الأقصى الذي تسمح به هيئة الطاقة الدولية IAEA. علاوه على كميات متفق عليه مع الحكومة الفرنسية.

3 - الماء الثقيل Heavy Water : وهو مادة أساسية وهامة لإنتاج البلوتونيوم في مفاعل ديمونا. ولقد طور الصهاينة طريقه جديدة لإنتاجه. كما أنهم اشتروا من بريطانيا في عام 1958 نحو 20000 كجم من الماء الثقيل الفائض من شحنه كان مصدرها النرويج. وفي مرات عدة ظهرت في مجلات علمية بالخارج إعلانات عن استعداد الصهاينة لبيع الماء الثقيل، مما يدل على وجود فائض منه.

4 - البلوتونيوم Plutonium : في عام 1986 أشار الفني فنوفو إلى أن معدل إنتاج البلوتونيوم قد بلغ نحو 04 كجم/ سنوياً. وهناك أبحاث متعددة ومستمرة في منشأة ديمونا النووية في إنتاج واستخلاص البلوتونيوم، وطرق فصله كيميائياً. ومن المعلوم أن الوقود الذي تحضر هيئة الطاقة الذرية الصهيونية IAEC لمفاعلاتها Reactors هو اليورانيوم الطبيعي Natura U.، مخلوطاً بنحو 3٪ من البلوتونيوم، ومما يدعم الحقائق العلمية في صناعة الأسلحة النووية.

وبجانب ما سبق تتوفر في منشأت ديمونا النووية أيضاً:

- منشأة لتخليق الوقود Fuel Fabrication.

- منشأة لنشاطات ليثيوم الهيدروجين الثقيل Lithium deuteride.

- مصنع معالجة النفايات، مع منشأة عاليه الكفاءة لتخزين النفايات النووية.

لقد ثبت أن الكيان الصهيوني يمتلك بجانب مركز صحراء النقب النووي (ديمونا)، عدد من المواقع والمنشآت المرتبطه بالتصنيع النووي العسكري، ونجد أهمها:

كفر زكاريا Kfor Zekharya (Moshav Zekharya)

يقع هذا الموقع في «مرتفعات اليهودية» Jdean Hills ، حيث أقيمت وسائل الدفاع النووية الاستراتيجية، وأهمية هذا الموقع أنه بطبيعته يصلح لبناء المخازن تحت سطح الأرض، حيث تكثر في هذه المنطقة الصخرية العديد من المغاور الجوفية، وقد بوشر بإعداد هذا الموقع الاستراتيجي عام 1791م وبات استخدامه ممكنا في السبعينيات.

أما القسم القديم من هذا المرفق فيتكون من أربعة مبان مقواة بالخرسانة، تقود بدورها إلى المستودعات الجوفية، وهي المستودعات التي كانت لعدة سنوات خلت تخزن فيها صواريخ «أريحا -1) النقالة، وما تزال تستخدم حتى الآن في تخزين القنابل التي تعمل بقوة الجاذبية Gravity bomb والتي تحملها المقاتلات إف -4 وإف -16 المتمركزة على بعد كيلومترات قليلة شمال تل نوف، وإلى الجنوب من هذه المباني هناك عدة طرق تقود إلى المخازن الجوفية ومجموعة من خمس منصات صاروخية أرض - جو.

وفي جنوب شرقي هذا الموقع توجد القاعدة الصاروخية الإحدث التي تم بناؤها ما بين أواخر الثمانينات وأوائل التسعينيات لتخزين صواريخ أريحا -2 الحديثة، وقد أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية الروسية عام 1989م، وجود مخازن صاروخية، ولكنها لم تظهر السياج المحيط بالقاعدة نفسها.

وفي عام 1991 أحيطت القاعدة بمحيط واق رغم أن عدة مخازن محصنة فيها كانت ما تزال قيد الإنشاء، كما بينت الصور الملتقطة عامي 1992-1993 استمرت عملية الإنشاء وإقامة المزيد من المخازن المحصنة.

موقع بير يعقوب Beersheeba

يضم موقع بير يعقوب الموجود على بعد 15 كم شمالي زكاريا، منصات صواريخ أريحا -2 الحديثة، وهي تنقل إليه عبر سكة حديد، وهذه القاعدة شأن جميع المرافق النووية الصهيونية، ذات محيط واسع، ومخفية عن الأنظار بسياج كثيف من الأشجار.

وبدراسة صور الأقمار الصناعية، تبين أنه ليس هناك أي تغيير يذكر في المباني السطحية، بينما التقارير قد أفادت أن الموقع يحتوي على مرافق واسعة مبنية تحت سطح الأرض، وأهمية هذا الموقع باتت مثيرة للجدل لأن إنتاج صاروخ أريحا 2- يتم فيه، وكذلك مصانع صواريخ السهم Arrow أرض - جو، التي تم بناؤها بمساعدة مالية وتقنية أمريكية.

وفي حين يتم بناء الصواريخ في بير يعقوب، يتم بناء الرؤوس النووية الضرورية لها في مصنع يوديفات Yodefat المتعارف عليه باسم القسم Division 20-20 وتملكه شركة رفائيل لصناعة الصواريخ في الجليل، وفي هذا المصنع يتم أيضاً تصنيع صواريخ أخرى بما في ذلك صاروخ بوباي Popeye والذي استخدمته القوات الأمريكية في حرب الخليج في عام 1991.

ولما كان الصهاينة ينتجون عددا محدودا من الأسلحة النووية سنويا، فإنه لا يستخدم سوي جزء ضئيل من هذا المصنع للأمور النوووية، بينما الجزء الأكبر منه مخصص لإنتاج الصواريخ المختلفة، ولإجراء البحوث في شئون المواصلات المتفوقة والبصريات، وعلى الرغم من أن معظم الأسلحة النووية ذات طبيعة إستراتيجية، إلا أن عددا كبيرا منها أيضا تكتيكي صرف ويخزن قرب منطقة عيلبون شرقي الجليل.

ويبدو أن وجود الأسلحة الإستراتيجية في سفوح «مرتفعات اليهودية» في قبل الكيان الصهيوني، يعني أن موقعها الأكثر تحصينا داخل الدولة العبرية، وهذه المنطقة ستكون أخر ما يقع في أيدي عدو محتمل، ويشير ذلك بوضوح إلى أن الخيار النووي لن يكون سلاح الضربة الأولى، وأنه لن يلجأ إليه إلا في حال تعرض الكيان الصهيوني للفناء المحتم.

لقد أظهرت وسائط النقل بين المواقع النووية صورة واضحة عن كيفية استخدام الوسائل النووية، وعلى سبيل المثال فإن القنابل الذرية تم تخزينها في منطقة زكاريا Zekharya، في حين لايوجد طريق مباشر يربط بين المخازن الجوفية ومطار تل نوف Tel Nof، مما يعني أن القنابل الذرية لن تنقل برا، وربما استخدمت المروحيات في نقلها لأسباب تتعلق بكسب الوقت والسلامة العامة.

وإذا كان الصهاينة يسعون لبناء إستراتيجية ردع متوازنة، فينبغي عندئذ أن يكون لديهم عدد مماثل إن لم يكن أكبر من القنابل الذرية، ولذلك ستكون هناك ضرورة لعشرات قذائف المدفعية والألغام الأرضية ووسائل التدمير الخاصة التي ترفع العدد النهائي لأسلحتها الإستراتيجية إلى ما يفوق 200 سلاح نووي.

وبجانب ما سبق فهناك أيضاً عدد من المواقع والمنشآت المساندة المفترضة في فلسطين المحتلة (2005) وهي:

- عبلبون Eilabun، ويستخدم الموقع لتخزين الأسلحة النووية.

- منشأة يودفات Yodefat، لتجميع الأسلحة النووية.

- تيروش Tirosh، وهي أيضاً للتخزين.

- مركز نهال سورغ Nhal Soreq للابحاث النووية قرب بيريعقوب، وقد أنشئ في عام 1955. ويخضع للرقابة الدولية IAEA. ويعمل بقدره تعادل 5MWt.

- قاعدة حيفا البحرية (3SSG). وتخزن بها الرؤؤس الحربية لإطلاق صواريخ كروز العابرة (SLCMs). وتحوي نحو 20 صاروخاً.

ولابد من الإشارة هنا إلى أن قدرات الصهاينة الصاروخية تكمن في ثلاثة أنواع من الصواريخ، جرى تطويرها بداخل الكيان، وهي: اريحا - 1، واريحا -2، واريحا -3. ويبلغ مدى الصاروخ الأول 500 كم، ويحمل رأساً حربياً زنة 450 كجم، وبأمكانه حمل رأس نووي زنة 20000 كجم. ويبلغ مدى الثاني 1500 كم، وقد دخل الخدمة الفعلية في عام 1990، وبأمكانه حمل رأس نووي زنة الف مليون كجم. فيما يتراوح مدى الثالث، والذي يعتبر عابراً للقارات، من 4800 إلى 6500 كم، وقد دخل الخدمة في السنة المنصرمة 2008، وله قدره على حمل رأس نووي بوزنه يفوق سابقه.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتياطات الأمنية للمرافق السابقة، تتميز عن بقية المرافق العسكرية التقليدية، ويبدو الحرص واضحا في إخفائها ضمن غطاء حرجي وسط الصحاري الجرداء، مما يجعلها مرئية من الفضاء.

ليست هناك تعليقات: