ماذا تعرف عن طقوس الاحتفالات الدينية اليهودية وقرابينها البشرية؟. - 4 -, أول منظمة ارهابية عرفها التاريخ.
علينا
ان نميز دائما بين الدين كدين سماوي لايرقى للشك او النقاش وبين التعصب
والتطرف الديني وهو المقصود بالشعائر والطقوس والأعمال التي يمارسها
المتطرفون، ليس اليهود فقط وانما يمكن تعميم ذلك على مجموعات تنهج وتسلك
نفس الاسلوب.
وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكننا القاء الضوء على أول منظمة ارهابية عرفها التاريخ وهي مجموعة من المتطرفين اليهود الذين يمثلون الاتجاه الاصولى السياسى لليهودية وذلك في الفترة بين عامي 73 و 66 قبل الميلاد، وهي حركة دينية سياسية انشأها يهوذا الجليلى أطلق عليها اسم سيكاري، كانت تضم مجموعة من اليهود المتطرفين دينيا وقد تشكلت هذه الحركة من تنظيم سري جاء من طائفة الزيلوت يعتبرها البعض أول منظمة ارهابية عرفها التاريخ وقد اورد ذكرها المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس (Josephus Flavius) في كتابه تاريخ الحروب اليهودية مع الرومان الذي صدر في عام 78 للميلاد.
وبالعودة الى اصل ومعنى كلمة السيكاري فهو ضاربو الخناجر ومفردها سيكاريو وهي مستمدة من كلمة سيكا اي الخنجر الصغير الخفيف حيث كان هؤلاء يستخدمون نوعا من السيوف القصيرة ومن هذه السيوف استمدوا اسم الجماعة.
ظهرت طائفة الزيلوت وهم الثوريين الرافضين للتبعية الرومانية والرافضين لدفع الضرائب، ودعا الزيلوت إلى الثورة وتحرير يهوذا نهائيا من الحكم الرومانى، ومن بين الزيلوت ظهرت بينهم مجموعة تقوم بعمليات الاغتيال المنظمة وكانوا يعرفون باسم السيكاري، أي حملة الخناجر حيث راحت جماعة المتحمّسين الجدد السيكاري تقتل المخالفين لتعاليمها وتسرق للإنفاق على حركتها، وبالتالي اضطر أفرادها للهرب من المدن والحياة وسط الجبال، على الرغم من تمكن الحاكم الروماني من القضاء على هذا التجمع وقتل زعيمهم يهوذا، فإن أولاده وسلالته عادوا إلى تشكيل الجماعة مرة أخرى واستمر صراعهم مع الرومان حتى عام 70 ميلادية.
وكان تكتيك السيكاري يقوم علي إخفاء هذه السيوف تحت ثيابهم ثم يندسون في زحام الاحتفالات ويتخذون من الزحام غطاء لهم، ثم يعملون سيوفهم كيفما اتفق في المواطنين، وفي الهرج والذي يقع بعد الدم وصرخات الألم والموت كانوا يهربون، كانت ضحاياهم من اليهود والرومان على حد سواء، وقد دمر السيكاري منزل الكاهن الأكبر وكانوا يخربون بيوت الأسرة الحاكمة ويشعلون النار في المكتبات العامة ويسرقون وثائق الديون ويعدمونها حتي لا يدفع المدينون ديونهم، كانوا يضربون ويقتلون ويحرقون المنازل في وضح النهار وفي الاحتفالات والزحام، ويسمّموا مصادر المياه ويحرقواالوثائق من اجل ارهاب وترويع الرومان ليتركوا اراضيهم وكان السيكاري أصحاب عقيدة دينية متطرفة ترى أن الله وحده هو الحاكم ولا ولاء لأي سلطة دنيوية وإن من الخير حض الفقراء علي الثورة ضد الأغنياء وقد قام السيكارى بتفيذ عمليات قتل واغتيال دموية ضد الرومان أو ضد الخصوم الذين لا يدينون بديانتهم أو الوثنيين وقد ادت افعال السيكاري في الرومان والمواطنين بالفوضى والاضطراب والشعور بعدم الامان، فساد البلاد الفوضى والترقب بسبب الهجمات المتكررة للسيكاري في وضح النهار وخلت الطرقات من المارة خوفا وحذرا من البطش.
في أثناء تمرد اليهود في عام 66 بعد الميلاد، هرب بعض السيكاريين إلى مسادا حيث قلعة الملك هيرود، وقاموا بذبح الحامية الرومانية هناك ونهبوا القرى المجاورة لها بما في ذلك بعض القرى اليهودية.
وفي عام 72 بعد الميلاد، قام الحاكم الروماني سيلفا بمحاصرة مسادا بالفيلق العاشر من الجيش الروماني. وقد سجل المؤرخ اليهودي يوسيفوس شهادة امرأتين وخمسة أطفال من اليهود، هم الوحيدين الذين نجو مما حدث فيما بعد، وفي عيد حواء اليهودي في عام 73 بعد الميلاد، عندما أعلن السيكاريين بأنهم بدلاً من الاستسلام، سيقوم الرجال من اليهود بقتل زوجاتهم وأطفالهم، ثم يرمون القرعة ليختاروا عشرة رجال ليقتلوا باقي الرجال، ثم يقوم كل من هؤلاء العشرة بإغماد سيفه في جسمه ويموت. رغم أن الاعتقادات اليهودية التي كانت سائدة في تلك الفترة كانت تحرم ان يقتل الإنسان نفسه لأي سبب.
وبحسب رواية يوسيفوس أيضا بلغ عدد من ماتوا في هذه الواقعة 960 شخصا، ولم يبق منهم سوى امرأتين وخمسة اطفال، كانوا مختبئين في احدى الفجوات تحت الأرض. وفي صباح اليوم التالي خرج الرومان للاستيلاء على قلعة ماسادا والقبض على من بها من السيكاري، ففوجئوا بأنه لم يكن هناك من يعترض طريقهم، ولم يدروا ما الذي حدث حتى خرجت المرأتان ومعهما الأطفال واخبرتا الرومان بقصة الانتحار، ولم يستطع الرومان تصديق الرواية إلا بعدما عثروا على الجثث المذبوحة. ومن تبقى من السيكاريين فروا في مجموعات إلى الإسكندرية وثيبس (هي مدينة مصرية قديمة توجد أثارها بالقرب من مدينتى الأقصر والكرنك القديمتين وكانت احدى عواصم مصر القديمة)
المصادر والمراجع
جريدة الشرق الأوسط - مقالة / الأدلة الأثرية في قصة انتحار اليهود الجماعي في ماسادا بقلم / احمد عثمان بتاريخ الاحـد 25 ربيـع الأول 1422 هـ 17 يونيو 2001 العدد 8237 .
جريدة الأهرام - مقالة / لإرهاب كصورة من صور العنف السياسي أمر موجود منذ أقدم العصور والمدنيات بقلم / احمد بهجت بتاريخ 3 أغسطس2007
الإرهاب الدولي- د/ أحمد خليل طه- مكتبة العروبة 1980 الطبعة الثانية
تاريخ حركات التحرر الوطنية- د/ سالم حسن القاضي- مكتبة الأزهر 1994
مجلة الوعى الإسلامي مقالة / تاريخ اليهود الأسود في فلسطين بقلم / مفرح النومس العنزي.
وكلمة اخيرة هل يعيد التاريخ نفسه، ينبغي أن نتعظ بتجاربه ولا نظلم أنفسنا ثانية، وما أشبه اليوم بالبارحة، فما بال أهلنا لا يقرأون التاريخ، ولا يعون إلا النادر من أحداثه ولا يتعظون بتجاربه، لقد كانت لأمتنا أمجاد وحضارة وإبداع يوم كانت تقرأ وتحفظ وتعي ما يكتب وما يقع حولها، واليوم هي أمة خاملة لأنها إن كتبت ليس فيها من يقرأ، ومن يقرأ لا يحفظ ولا يتفكر، فتكرر أخطاءها، وتلدغ من الجحر الواحد مرات ومرات، ولا تفوق ولا تعي. فهل صحيح نحن امة لا تدين بالطاعة إلا للجبروت؟ ولا تساق إلا بالعصا؟ ولا يحترم فيها الرأي.
ما يجري ببعض دولنا العربية والاسلامية اليوم من فتن ونزاعات داخلية ومن شقاق ونفاق، وفتنة عمياء تأكل الأخضر واليابس، وتتكرر نفس المأساة.
الا يجدر بنا ان نكبح جماح خلافاتنا وننبذ العنف ونسعى للإصلاح بوسائل حضارية ولا ننساق للفكر الصهيوني المتطرف وللأسف بايدي وأدوات عربية.
ملاحظة:
يتبــــــع .... لمحة عن اشهر العصابات الصهيونية المتطرفة في الوقت الراهن وخاصة تلك التنظيمات والمجموعات اليهودية المتزمتة دينياً وأفرادها وحاخاماتها ( زعمائها ) الذين يستعملون العنف والقتل منهجا وسلوكا لهم.
وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكننا القاء الضوء على أول منظمة ارهابية عرفها التاريخ وهي مجموعة من المتطرفين اليهود الذين يمثلون الاتجاه الاصولى السياسى لليهودية وذلك في الفترة بين عامي 73 و 66 قبل الميلاد، وهي حركة دينية سياسية انشأها يهوذا الجليلى أطلق عليها اسم سيكاري، كانت تضم مجموعة من اليهود المتطرفين دينيا وقد تشكلت هذه الحركة من تنظيم سري جاء من طائفة الزيلوت يعتبرها البعض أول منظمة ارهابية عرفها التاريخ وقد اورد ذكرها المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس (Josephus Flavius) في كتابه تاريخ الحروب اليهودية مع الرومان الذي صدر في عام 78 للميلاد.
وبالعودة الى اصل ومعنى كلمة السيكاري فهو ضاربو الخناجر ومفردها سيكاريو وهي مستمدة من كلمة سيكا اي الخنجر الصغير الخفيف حيث كان هؤلاء يستخدمون نوعا من السيوف القصيرة ومن هذه السيوف استمدوا اسم الجماعة.
ظهرت طائفة الزيلوت وهم الثوريين الرافضين للتبعية الرومانية والرافضين لدفع الضرائب، ودعا الزيلوت إلى الثورة وتحرير يهوذا نهائيا من الحكم الرومانى، ومن بين الزيلوت ظهرت بينهم مجموعة تقوم بعمليات الاغتيال المنظمة وكانوا يعرفون باسم السيكاري، أي حملة الخناجر حيث راحت جماعة المتحمّسين الجدد السيكاري تقتل المخالفين لتعاليمها وتسرق للإنفاق على حركتها، وبالتالي اضطر أفرادها للهرب من المدن والحياة وسط الجبال، على الرغم من تمكن الحاكم الروماني من القضاء على هذا التجمع وقتل زعيمهم يهوذا، فإن أولاده وسلالته عادوا إلى تشكيل الجماعة مرة أخرى واستمر صراعهم مع الرومان حتى عام 70 ميلادية.
وكان تكتيك السيكاري يقوم علي إخفاء هذه السيوف تحت ثيابهم ثم يندسون في زحام الاحتفالات ويتخذون من الزحام غطاء لهم، ثم يعملون سيوفهم كيفما اتفق في المواطنين، وفي الهرج والذي يقع بعد الدم وصرخات الألم والموت كانوا يهربون، كانت ضحاياهم من اليهود والرومان على حد سواء، وقد دمر السيكاري منزل الكاهن الأكبر وكانوا يخربون بيوت الأسرة الحاكمة ويشعلون النار في المكتبات العامة ويسرقون وثائق الديون ويعدمونها حتي لا يدفع المدينون ديونهم، كانوا يضربون ويقتلون ويحرقون المنازل في وضح النهار وفي الاحتفالات والزحام، ويسمّموا مصادر المياه ويحرقواالوثائق من اجل ارهاب وترويع الرومان ليتركوا اراضيهم وكان السيكاري أصحاب عقيدة دينية متطرفة ترى أن الله وحده هو الحاكم ولا ولاء لأي سلطة دنيوية وإن من الخير حض الفقراء علي الثورة ضد الأغنياء وقد قام السيكارى بتفيذ عمليات قتل واغتيال دموية ضد الرومان أو ضد الخصوم الذين لا يدينون بديانتهم أو الوثنيين وقد ادت افعال السيكاري في الرومان والمواطنين بالفوضى والاضطراب والشعور بعدم الامان، فساد البلاد الفوضى والترقب بسبب الهجمات المتكررة للسيكاري في وضح النهار وخلت الطرقات من المارة خوفا وحذرا من البطش.
في أثناء تمرد اليهود في عام 66 بعد الميلاد، هرب بعض السيكاريين إلى مسادا حيث قلعة الملك هيرود، وقاموا بذبح الحامية الرومانية هناك ونهبوا القرى المجاورة لها بما في ذلك بعض القرى اليهودية.
وفي عام 72 بعد الميلاد، قام الحاكم الروماني سيلفا بمحاصرة مسادا بالفيلق العاشر من الجيش الروماني. وقد سجل المؤرخ اليهودي يوسيفوس شهادة امرأتين وخمسة أطفال من اليهود، هم الوحيدين الذين نجو مما حدث فيما بعد، وفي عيد حواء اليهودي في عام 73 بعد الميلاد، عندما أعلن السيكاريين بأنهم بدلاً من الاستسلام، سيقوم الرجال من اليهود بقتل زوجاتهم وأطفالهم، ثم يرمون القرعة ليختاروا عشرة رجال ليقتلوا باقي الرجال، ثم يقوم كل من هؤلاء العشرة بإغماد سيفه في جسمه ويموت. رغم أن الاعتقادات اليهودية التي كانت سائدة في تلك الفترة كانت تحرم ان يقتل الإنسان نفسه لأي سبب.
وبحسب رواية يوسيفوس أيضا بلغ عدد من ماتوا في هذه الواقعة 960 شخصا، ولم يبق منهم سوى امرأتين وخمسة اطفال، كانوا مختبئين في احدى الفجوات تحت الأرض. وفي صباح اليوم التالي خرج الرومان للاستيلاء على قلعة ماسادا والقبض على من بها من السيكاري، ففوجئوا بأنه لم يكن هناك من يعترض طريقهم، ولم يدروا ما الذي حدث حتى خرجت المرأتان ومعهما الأطفال واخبرتا الرومان بقصة الانتحار، ولم يستطع الرومان تصديق الرواية إلا بعدما عثروا على الجثث المذبوحة. ومن تبقى من السيكاريين فروا في مجموعات إلى الإسكندرية وثيبس (هي مدينة مصرية قديمة توجد أثارها بالقرب من مدينتى الأقصر والكرنك القديمتين وكانت احدى عواصم مصر القديمة)
المصادر والمراجع
جريدة الشرق الأوسط - مقالة / الأدلة الأثرية في قصة انتحار اليهود الجماعي في ماسادا بقلم / احمد عثمان بتاريخ الاحـد 25 ربيـع الأول 1422 هـ 17 يونيو 2001 العدد 8237 .
جريدة الأهرام - مقالة / لإرهاب كصورة من صور العنف السياسي أمر موجود منذ أقدم العصور والمدنيات بقلم / احمد بهجت بتاريخ 3 أغسطس2007
الإرهاب الدولي- د/ أحمد خليل طه- مكتبة العروبة 1980 الطبعة الثانية
تاريخ حركات التحرر الوطنية- د/ سالم حسن القاضي- مكتبة الأزهر 1994
مجلة الوعى الإسلامي مقالة / تاريخ اليهود الأسود في فلسطين بقلم / مفرح النومس العنزي.
وكلمة اخيرة هل يعيد التاريخ نفسه، ينبغي أن نتعظ بتجاربه ولا نظلم أنفسنا ثانية، وما أشبه اليوم بالبارحة، فما بال أهلنا لا يقرأون التاريخ، ولا يعون إلا النادر من أحداثه ولا يتعظون بتجاربه، لقد كانت لأمتنا أمجاد وحضارة وإبداع يوم كانت تقرأ وتحفظ وتعي ما يكتب وما يقع حولها، واليوم هي أمة خاملة لأنها إن كتبت ليس فيها من يقرأ، ومن يقرأ لا يحفظ ولا يتفكر، فتكرر أخطاءها، وتلدغ من الجحر الواحد مرات ومرات، ولا تفوق ولا تعي. فهل صحيح نحن امة لا تدين بالطاعة إلا للجبروت؟ ولا تساق إلا بالعصا؟ ولا يحترم فيها الرأي.
ما يجري ببعض دولنا العربية والاسلامية اليوم من فتن ونزاعات داخلية ومن شقاق ونفاق، وفتنة عمياء تأكل الأخضر واليابس، وتتكرر نفس المأساة.
الا يجدر بنا ان نكبح جماح خلافاتنا وننبذ العنف ونسعى للإصلاح بوسائل حضارية ولا ننساق للفكر الصهيوني المتطرف وللأسف بايدي وأدوات عربية.
ملاحظة:
يتبــــــع .... لمحة عن اشهر العصابات الصهيونية المتطرفة في الوقت الراهن وخاصة تلك التنظيمات والمجموعات اليهودية المتزمتة دينياً وأفرادها وحاخاماتها ( زعمائها ) الذين يستعملون العنف والقتل منهجا وسلوكا لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق