الدونمة هي طائفة من اليهود من أتباع سباتاي زيفي الذي ادعى أنه المسيح، لكنه أسلم بعد أن تم القبض عليه في عهد السلطان محمد الرابع، فتبعه قسم من اليهود الذين عرفو لاحقاً بالسبتيين أو الدونمة.
الدونمة "Donmeh" كلمة تركية معنها العائد او المرتد، وقد أختارها الأتراك وأطلقوها على هؤلاء اليهود المتظاهريين بالإسلام، حيث أضمروا اليهودية في نفوسهم.
المؤسس الأول لهذه الفئة "سباتاي زيفي" ولد في يوليو 1626، بمدينة أزمير التركية من أبوين يهوديين مهاجرين من أسبانيا، وقام بنشاط كبير في تنشيط الفكرة وتأصيلها، وبعد أن توفي عام 1675م سار أتباعه على دربه في محاولة للحفاظ على وحدة وتواصل الجماعة.
أصل فكرة الدونمة هو من شخص يدعى ساباتاي زيفي ولد في تركية من أبوين يهوديين هاجروا من إسبانية هروبًا من محاكم التفتيش التي انتشرت فيها آنذاك. كان (ساباتاي) شغوفا بمطالعة الكتب الدينية ويتردد على دروس الحاخامات وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره، وكان يدلي آراءا تدعو إلى الإعجاب والتقدير من قومه.
فترة ظهور (ساباتاي) تزامنت مع أوقات حرجة تمر بها الدولة العثمانية، وأوربا تمر فترة محاكم التفتيش.. واليهود مضطهدون في كل مكان.. وقد تيقظت في أذهان اليهود دعوى "المسيح المنتظر"، حتى أنّ كهنة اليهود يعتقدون بظهور المخلّص سنة ١٦٤٨.
في هذه الأجواء قرر (ساباتاي) أن يدّعي النبوة!! فراح يصوم كل يوم ويغتسل استعدادًا لليوم الموعود! وبعض الروايات تقول أنه لم يباشر زوجتيه الأوليين وظل عزبا…
في سنة ١٦٤٨ أشاع (ساباتاي) بين أصحابه المقربين أنه قد نُبّئ! ..فصدّقوه واتبعوه ولم يجد رفضا! وعندما رأى تأييدا لدعوته من قبل يهود العالم أخذ يُصدّق بأنه المسيح الموعود فأخذ يضفي لنفسه ألقابا برسائله مثل: "ابن الله البكر"،"أبوكم إسرائيل"! مما أثار بعض الحاخامين عليه, وألغى الدعاء للخليفة العثماني الذي كان يُقرأ في المعبد اليهودي ووضع بدلاً منه الدعاء له كملك لليهود ومخلّص لهم.
وأخذ يُعدّل في دين اليهود ويبدل ويزيد حتى ثار عليه بعض الحاخامين، ولكنه استطاع أن ينتصر عليهم ويؤلّب عليهم، وأضحى يهود إزمير طوع أمره ورهن إشارته, وبدأت الوفود تأتيه من الخارج: من أدرنة ورودس وصوفيا وألمانية، وأخذَ يُنظم أموره وأمور أتباعه ومريديه.. فبدأ يستقبل زواره بمواعيد ومراسيم معينة، وكان على شغف خاص باستقبال زواره من النساء!.
قسّم (ساباتاي) العالم إلى ٣٨ منطقة وعيّن لكل منها حاكمًا كما غيّر بعض التقاليد اليهودية، أمّا السلطة العثمانية فلم تهتم بما يجري لسببين:
١- التسامح الديني الذي كانت تنتهجه وقتها.
٢- انشغالها بحرب جزيرة كريت. (كان السلطان آنذاك محمد الرابع)..
ولما أصبح وضع (ساباتاي) خطير على الدولة العثمانية سُجنَ، وكان ينكر كل التهم التي وُجهت إليه، ولكن الوقائع والمستندات كانت دامغة عليه، ثمّ وصلت وشاية للمسؤولين بأنه خَطّطَ لإنشاء إمبراطورية يهودية داخل الدولة العثمانية.. فأمروا بنقله لقصر أدرنة لحسم أمره.
كانَ عندَ السلطان محمد.. ويتحاور مع رئيس الوزراء (مصطفى باشا) وشيخ الإسلام (يحيى أفندي منقري زادة) وإمام القصر (محمد أفندي وانلي) ثم قيل له بواسطة الترجمان: تدّعي أنك المسيح المنتظر!! فأرنا معجزتك. سنجردك من الثياب ونجعلك هدفا لسهام المهرة من رجالنا.. إن لم تُغرز السهام بجسمك سيقبل السلطان ادعائك! فأنكر (ساباتاي) كل شيء وادّعى أنّ الواشين عليه هم الذين رسموا صورته، وأمر السلطان محمد بعرض الإسلام عليه!! فآثر بدهاء اليهودي وحرصه على الحياة أن يفتدي إمبراطوريته الوهمية بدخوله في الإسلام ظاهرًا ويتسمى باسم محمد عزيز أفندي وينجو من الموت المحتوم, وبهذا كان (ساباتاي) أول شخص في العالم من (الدونمة) ومؤسس مذهب هذه الطائفة. ثم أرسل إلى مريديه وأتباعه يقول لهم: "لقد جعلني الله مسلمًا، أنا أخوكم محمد البواب هكذا أمرني الله فامتثلت".
ولكنه واصل دعوته الهدامة من موقعه الجديد كمسلم وكرئيس للحجاب وأمر أتباعه بأن يظهروا الإسلام ويبقوا على يهوديتهم في الباطن. واتضح للحكومة بعد أكثر من 10 سنوات أن إسلام سباتاي كان خدعة فنفته إلى ألبانيا ومات هناك.
أما اتباعه الآن فلهم علاقة وطيدة بـالماسونية و كان كبار الدونمة من كبار الماسونيين يعملون ضمن مخططات الصهيونية العالمية ويعتقدون أن سباتاي هو المسيح مخلص اليهود ...
يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية الماكرة الحاقدة على المسلمين لا يصومون و لا يصلون و قد يظهرون بعض الشعائر الإسلامية في بعض المناسبات كالأعياد مثلاً إيهاماً و خداعاً، لهم أعياد كثيرة تزيد على العشرين منها: الاحتفال بإطفاء الأنوار و ارتكاب الفواحش، و يعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون ... يهاجمون حجاب المرأة و يدعون إلى السفور
فالواضح أن الدونمة طائفة من اليهود ادعت الإسلام ولا علاقة لهم بالمسلمين، وعلى العكس كانوا يتحينون الفرص للانتقام من الإسلام وإفساد الحياة الاجتماعية الإسلامية و الهجوم على شعائر الإسلام
المصدر:
كتاب مصطلحات سياسية للكاتب الصحفي عادل حمودة.
كتاب السلطان عبدالحميد بين الإنصاف والجحود لمحمد الهلالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق