لم يخطر ببال المواطن محمد أبو الحلاوة (54 عاماً) من مدينة الخليل، عندما بنى بيته في أرضه قبل سبعة وعشرين عاماً، أن لن يدخل بيته ولا يخرج منه إلا بتصريح من قوات الاحتلال، والسبب أن بيته يجاور مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي الفلسطينيين في قلب مدينة الخليل.
أبو الحلاوة المكنى بـ"أبو معتز" حكاية فلسطيني ذاق الويلات من الاحتلال ومستوطنيه، عاش مع زوجته وأبنائه الأربعة في بيته الذي بناه على أرضه الملاصقة لمستوطنة كريات أربع والتي كانت آنذاك تحوي عدداً قليلاً من البيوت على مساحة ليست بالكبيرة ،ولم يكن هناك سياج فاصل وكان الشارع مفتوحاً للجميع كما يروي.
أبو معتز الجريح المصاب في مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف عام 1994، أصيب بشلل رباعي أقعده على كرسي متحرك، وبعدها بدأ التضييق عليه وعلى بيته كما حدّثنا، فتم إغلاق الشارع بالكامل أمام سكان المنطقة، بحيث لا تصله السيارات، وتم تركيب السياج الشائك والكاميرات.
تصريح لدخول البيت!
يقول أبو معتز: "بعد رحلة علاج طويلة لإصابتي ، عدت لبيتي على كرسيي المتحرك، وكنت حصلت من الرئيس أبو عمار آنذاك على سيارة لذوي الاحتياجات،لكن بيتي بعد الحاجز بأقل من 50 متراً ولم يسمحوا لي بالمرور، فقدمت لعمل تصريح وأعطوني الموافقة لأمرّ أنا فقط ، وكنت كل شهر أجدّد التصريح، لا بل وأدفع ثمنه، حتى أتى العام 2002،وأصبحوا يطلبون منا تصريحاً لدخول البيت، وبالفعل حصل وكان التصريح من الثامنة صباحاً للثانية عشرة ليلاً ، فلو احتجت نقلاً إلى المستشفى أنا أو أحد من العائلة فالخروج ممنوع، ولكم أن تتخيلوا هذه المعاناة".
كاميرات لمراقبة البيت!
ويتابع أبو الحلاوة: "أما بيتي يبعد عن المستوطنة ثمانية أمتار فقط، والجيش والمستوطنون لا يتركون وسيلة للتنغيص علينا إلا ويتّبعونها، فمن إلقاء الحجارة ، إلى الألفاظ النابية والشتائم، ووضع الأسلاك الشائكة أمام المنزل، ووضعوا لي ذات مرة صفائح حديدية من الزينكو حتى عندما أمر فوقها بسيارتي تصدر إزعاجا، وبعدها أزالوها ووضعوا كاميرات لمراقبة حركتنا ومعرفة الداخل والخارج من بيتنا، ووضعوا أيضاً مجسمات تصدر إشارات إليهم إذا أتى أحد جديد إلى البيت، ويستدعونني بعدها للتحقيق والسؤال، من زارك يوم كذا وكذا؟ وهذا جزء من حياتنا اليومية المعقّدة".
ويكمل قائلاً: "ناهيك عن تكسير الزجاج وإطلاق النار أحياناً على السيارة، إضافة للباسهم وأخلاقهم التي صعب أن أتكلم عنها".
أما الزوجة أم معتز فتقول: "نعيش في خوف دائم، فنشعر أننا غير آمنين، أبنائي كانوا يذهبون لمدارسهم مع أبناء الجيران من أراضي مجاورة، خوفا من ملاقاة المستوطنين والجنود، وفي طريق العودة أيضاً يكونون مع مجموعة، لأن المستوطنين والجنود ممكن أن يعتدوا عليهم في أي لحظة، أما بالنسبة لي فإني أخاف الخروج من البيت ، فلا أخرج إلا للضرورة القصوى".
وتابعت: "هناك معاناة أخرى حيث كنت أخطب لولدي ويحصل التوافق إلا أنه عندما يعلمون مكان بيتنا يعتذرون، وكذلك الخاطبون لابنتي كانوا يتصلون وحين يعرفون المنطقة لا يأتون، فزوجت ولدي وابنتي لأقاربنا".
ويشير أبو معتز إلى المعاناة المضاعفة التي تحصل أيام أعيادهم فيقول: "في أيام الأعياد اليهودية وما أكثرها، يغلقون الطريق بالكامل، ناهيك عن الإزعاج والأصوات العالية حتى ساعات الفجر".
وينهي أبو الحلاوة حديثه قائلاً: "فكّرت في بيع البيت لكن، هل سمعتم عن أحد يبيع ملكه وأرضه وعرضه؟".
ويتساءل: "إلى متى سنظل نعاني من الاستيطان الذي يزداد يوماً بعد يوم، والصعوبات كل يوم في ازدياد".
المصدر: فلسطين أون لاينأبو الحلاوة المكنى بـ"أبو معتز" حكاية فلسطيني ذاق الويلات من الاحتلال ومستوطنيه، عاش مع زوجته وأبنائه الأربعة في بيته الذي بناه على أرضه الملاصقة لمستوطنة كريات أربع والتي كانت آنذاك تحوي عدداً قليلاً من البيوت على مساحة ليست بالكبيرة ،ولم يكن هناك سياج فاصل وكان الشارع مفتوحاً للجميع كما يروي.
أبو معتز الجريح المصاب في مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف عام 1994، أصيب بشلل رباعي أقعده على كرسي متحرك، وبعدها بدأ التضييق عليه وعلى بيته كما حدّثنا، فتم إغلاق الشارع بالكامل أمام سكان المنطقة، بحيث لا تصله السيارات، وتم تركيب السياج الشائك والكاميرات.
تصريح لدخول البيت!
يقول أبو معتز: "بعد رحلة علاج طويلة لإصابتي ، عدت لبيتي على كرسيي المتحرك، وكنت حصلت من الرئيس أبو عمار آنذاك على سيارة لذوي الاحتياجات،لكن بيتي بعد الحاجز بأقل من 50 متراً ولم يسمحوا لي بالمرور، فقدمت لعمل تصريح وأعطوني الموافقة لأمرّ أنا فقط ، وكنت كل شهر أجدّد التصريح، لا بل وأدفع ثمنه، حتى أتى العام 2002،وأصبحوا يطلبون منا تصريحاً لدخول البيت، وبالفعل حصل وكان التصريح من الثامنة صباحاً للثانية عشرة ليلاً ، فلو احتجت نقلاً إلى المستشفى أنا أو أحد من العائلة فالخروج ممنوع، ولكم أن تتخيلوا هذه المعاناة".
كاميرات لمراقبة البيت!
ويتابع أبو الحلاوة: "أما بيتي يبعد عن المستوطنة ثمانية أمتار فقط، والجيش والمستوطنون لا يتركون وسيلة للتنغيص علينا إلا ويتّبعونها، فمن إلقاء الحجارة ، إلى الألفاظ النابية والشتائم، ووضع الأسلاك الشائكة أمام المنزل، ووضعوا لي ذات مرة صفائح حديدية من الزينكو حتى عندما أمر فوقها بسيارتي تصدر إزعاجا، وبعدها أزالوها ووضعوا كاميرات لمراقبة حركتنا ومعرفة الداخل والخارج من بيتنا، ووضعوا أيضاً مجسمات تصدر إشارات إليهم إذا أتى أحد جديد إلى البيت، ويستدعونني بعدها للتحقيق والسؤال، من زارك يوم كذا وكذا؟ وهذا جزء من حياتنا اليومية المعقّدة".
ويكمل قائلاً: "ناهيك عن تكسير الزجاج وإطلاق النار أحياناً على السيارة، إضافة للباسهم وأخلاقهم التي صعب أن أتكلم عنها".
أما الزوجة أم معتز فتقول: "نعيش في خوف دائم، فنشعر أننا غير آمنين، أبنائي كانوا يذهبون لمدارسهم مع أبناء الجيران من أراضي مجاورة، خوفا من ملاقاة المستوطنين والجنود، وفي طريق العودة أيضاً يكونون مع مجموعة، لأن المستوطنين والجنود ممكن أن يعتدوا عليهم في أي لحظة، أما بالنسبة لي فإني أخاف الخروج من البيت ، فلا أخرج إلا للضرورة القصوى".
وتابعت: "هناك معاناة أخرى حيث كنت أخطب لولدي ويحصل التوافق إلا أنه عندما يعلمون مكان بيتنا يعتذرون، وكذلك الخاطبون لابنتي كانوا يتصلون وحين يعرفون المنطقة لا يأتون، فزوجت ولدي وابنتي لأقاربنا".
ويشير أبو معتز إلى المعاناة المضاعفة التي تحصل أيام أعيادهم فيقول: "في أيام الأعياد اليهودية وما أكثرها، يغلقون الطريق بالكامل، ناهيك عن الإزعاج والأصوات العالية حتى ساعات الفجر".
وينهي أبو الحلاوة حديثه قائلاً: "فكّرت في بيع البيت لكن، هل سمعتم عن أحد يبيع ملكه وأرضه وعرضه؟".
ويتساءل: "إلى متى سنظل نعاني من الاستيطان الذي يزداد يوماً بعد يوم، والصعوبات كل يوم في ازدياد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق