بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-05-24

وثائق: إقتباس من الأرشيف الصهيوني: نهب الممتلكات الفلسطينية وتوزيع الغنائم في غضون النكبة -2-


نتابع: وثائق: إقتباس من الأرشيف الصهيوني: نهب الممتلكات الفلسطينية وتوزيع الغنائم في غضون النكبة -2-

تضمن تقرير رسمي كتبه القائم على أملاك العدو وصنفه: ((سرّي وشخصي)) كالتالي: ((..... إن الهرب المضطرب لجماهير السكان العرب وتركهم أملاك كثيرة بمئات وآلاف المساكن والمحلات والمخازن والمشاغل وترك المحاصيل الزراعية في الحقول والفاكهة في البساتين والبيارات والكروم، وذلك خلال فوضى الحرب وفي خطوط الجبهة وفي فترة الإنتقال السياسي من حكم الإنتداب الى الحكم الأسرائيلي، وفي غياب سلطة مُستقلة في كل مجالات الحياة، وقف الييشوف المقاتل والمنتصر أمام إغراء مادي خطر، فالإحساس الخلقي لأقلية مُهاجمة دافعت عن نفسها وهزمت المهاجمين الأكثر، أجازالتمتع بغنائم العدو. إن غرائز الإنتقام، والتبرير الخلقي، والإغراء، ضللت الكثيرين. في هذه الظروف ربما كان من شأن عمل حازم الى أقصى حد، من الحكم العسكري والإداري والمدني والقضائي، أن ينقذ ليس الأملاك وحدها بل أفراداً وهيئات كثيرة أيضا من إنحطاط خُلقي. هذا العمل الحازم لم يتم، وربما لم يكن ممكن التنفيذ في تلك الظروف. فتهاوتت الأمور في هذا المجال الى منحدر بلا فرامل)). بعد أيام كشف القائم على أملاك العدو اللثام عن السر: (( لقد وجد المراقبون مُعظم البيوت مُستباحة وخالية من الأثاث تقريباً)). وكشف في مذكرته: ((لم تصل الى المخازن (التابعة للقائم على أملاك العدو) ملابس قط، ولا حتى أدوات منزلية أو أدوات مطبخ ولا مُجوهرات أو أسرّة، بإستثناء فرش وما شابه ذلك .....)). لقد أترك العرب أكثر من 50 ألف منزل، بينما وصل الى مخازن القائم على أملاك العدو و509 سجادة فقط. نسب القائم على أملاك العدو ذلك كله ((الى الغرائز الشرسرة وضعف الوعي لدى الكثيرين من الييشوف اليهود، الذين لم يكونوا ليجيزون لأنفسهم في الحياة العملية تصرفاً فاسقاً إزاء أملاكاً أجنبية)). لقد أجاز الموظف لنفسه [إستخلاص] افكار فلسفية لتبرير ذلك: ((حقاً إن التاريخ يعيد نفسه في كل ما يتعلق بالغريزة الأنسانية)). وإستطرد قائلاً: ((جاء في تاريخ شعب إسرائيل ببساطة ووضوح ومن دون أية تورية، النص التالي: ((وخان بنو إسرائيل خياتة في الحرم فأخذ عخان بن كرمي بن زبدي بن زراح من سبط يهوذا من الحرام))(يشوع، الاصحاح السابع، الفصل الأول) ولدى تجوالك اليوم في البلد، في القرى والمدن وفي الأماكن التي تم فيها توطين المهاجرين والجنود المسرحين، وفي الوقت الذي فيه الحياة الصاخبة (...) يمتزج فرحك بالحزن، حزن الظل - ظل عخان الذي أخذ من الحرام)).

بحثت الحكومة خلال جلساتها في أعمال النهب مرات كثيرة. وقد أعلن الوزير شطريت سرقات في يافا وحيفا، وسأل الوزير مُردخاي بنطوف عن قافلة الغنائم التي غادرة القدس. أما الوزير تسيزلينغ فقال: ((قيل أنه حدث أعمال إغتصاب في الرملة. أستطيع أن أغفر عمليات الإغتصاب، لكن لن أغفر أعمالاً اُخرى تبدو لي أكثر خطورة. عندما ندخل مدينة ونسحب بالقوة الخواتم من الأيدي والجواهر من الأعناق فهذه عملية في غاية الخطورة. ..... كثيرون متهمون بذلك)). وكتب عضو الكنيست أمين جرجورة، أحد أعضاء القائمة الديموقراطية من الناصرة المرتبطة بماباي، تقريراً جاء فيه: ((بعد يومين من إحتلال قرية الجش (غوش حلاف) من أعمال صفد، طوق الجيش القرية وفتشها. وفي أثناء التفتيش نهب الجنود بيوت السكان، وسلبوا نحو 605 ليرة إسرائلية وحلي وأشياء ثمينة اخرى. وعندما طالب المسلوبون بفاتورة إستلام اُخذوا الى مكان ناء وقتلوا بإطلاق النار عليهم. إحتج القرويون على هذا العمل امام قائد المحلي، مانو فريدمان، الذي أمر بإحضار الجثث الى القرية. لقد وجد إصبع احد القتلى مقطوعاً: لقد قطع من اجل سرقة خاتم ...)) وتحفظ في أرشيف الدولة ملفات كثيرة فيها معلومات عن السلب والنهب، بما في ذلك أعمال عصابات اللصوص العبرية: بعض هذه الملفات مقفل للتحقيق وبعضها ((لم يُفتح))، شأنها في ذلك شان ملفات وزارة الأقليات المتعلقة بعمليات الطرد السكاني. ثمة ما يمكن إستنتاجه فعلا من قائمة موجودات الأرشيف التي تشابه بين امور اخرى هذه الملفات: عصابات لصوص: كفر برعم، تسلل الى قرى الأقليات: قرية إقرت، قرية معليا، قرية فسوطة، قوة عسكرية: سرقة أملاك عربية متروكة، جيش الدفاع الإسرائيلي: إحتلال وسرقة بيت جمال[غرب القدس]، أملاك متروكة: إحتفاظ بدون إذن (مزارع الجليل)، نهب: قوة عسكرية -دير تيرا سانتا، نهب دير، إعتداءات، قائمة بالأغراض المنهوبة، نهب قرية الرامة -قوة عسكرية، نهب: قرية دير حنا، دعاوى تعويض عن نهب قطعان ماشية القرية، نهب عصابات في عكا، نهب : يافا، نهب: حيفا، أماكن مقدسة للمسيحيين، نهب: تخريب في أملاك عربية، نهب قرية طمرة -ماعز، نهب شفا عمرو - غلال، نهب بضائع: الرملة، اللد - كتيبة 89 (م. دايان). قال عضو الكنيست يوسف لام (ماباي): ((لم يتصرف أحد منا وقت الحرب كما كان متوقعاً من الشعب اليهودي، سواء بالنسبة الى الممتلكات أو بالنسبة الى الأحياء،. ولدينا جميعا ما نخجل منه)).

http://www.palestineremembered.com/Gaza/al-Masmiyya-al-Kabira/Picture3027.jpg
صورة نادرة في قرية المسمية الكبيرة(محافظة غزة) بعد إحتلالها ويظهر مُهاجرين يهود فيها. 1949
يتبع

ليست هناك تعليقات: