نتابع: وثائق: إقتباس من الأرشيف الصهيوني: نهب الممتلكات الفلسطينية وتوزيع الغنائم في غضون النكبة -12-
بعد بضعة أيام من ذلك، جال رجال مكتب الصحة في إحدى القرى المتروكة بضواحي القدس: كان يرافقهم ممثلوا الحكم العسكري وممثلو قسم الإستيعاب التابع للوكالة اليهودية. وقد وجد موظفو مصلحة الشؤون الصحية في القرية بعوضاً ناقلاً للمرايا، فأعلنوا أنه قبل أن يصبح إسكان القرية ممكنناً يجب رش المنازل بمادة ال د. د. ت. وتعقيم آبار المياه. كانت هذه مُشكلة مالية. وإقترح مكتب الصحة الإستعانة بمتطوعين لإنجاز العمل. وأكد مكتب الصحة أن العمل سهل جداً. وإقترح إستعارة قفازات واقية للأشخاص الذين سيقومون في عملية الرش. وقد رد المسؤول عن قطاع القدس بأن حتى الساعة لا توجد نية في إسكان القرية. لكن ممثلي قسم الإستيطان التابع للوكالة اليهودية الذين جالوا في أراضي القرية كتبوا في تقريرهم لدى عودتهم ما يلي:
((... لانملك معطيات عن مساحة الأراضي، إذ لا توجد خرائط دقيقة تظهر مساحة القرية وخارجها. لكن بقدر ما يمكن ان نحكم من معاينة المكان، فإن الإراضي القابلة للإستغلال الزراعي كبيرة، وتبلغ مئات الدونمات من الأراضي الجيدة والملائمة للزراعة. لقد حرث رجال القرية السابقون هذه الأراضي سنين كثيرة، وزرعوا حول البيوت حدائق وأشجار مثمرة واشجار الزيتون توفر إكتفاء ذاتياً للمستوطنين العتيدين. وفي ضوء المعطيات المذكورة أعلاه، وجدنا أنه من الملائم تقسيم القرية الى نموذج إستيطان، هما : أ- حي مع مزرعة مساعدة مبني على مساحة 5 دونمات، يُخصص فيها لكل مستوطن منزل وفناء قطعة أرض لزراعة الخضراوات والأزهار وأشجار الفاكهة. أضف الى ذلك سينشىء المستوطنون مزرعة دجاج تتسع الى 500 - 1000 طير، ب- سيخدم وسط القرية لإسكان حرفيين وتطوير ورش ومحجار، وسوف يعتاش قسم من الحرفبن من عمله في المكان نفسه وفي مدينة القدس أيضاً. هذان الشكلان من الإستيطان يمكن أن يستوعبا نحو 150- 200 عائلة، أي ما يعادل 50 وحدة مع مزرعة مساعدة، والباقي يكون للسكن فقط. والأبنية بصورة عامة مبنية بشكل أصيل وجميل، ولا تتطلب إصلاحات أساسية. وهناك أيضا بالقرب من كل منزل بئر مياه للإستخدام المنزلي. أن قرب انبوب المياه الرئيسي، الذي يزود القدس، يتيح أيضاً تزويد المستوطنة بمياه إضافيا وقت الحاجة. صحيح أنه لا توجد مراحيض عصرية، لكن هذا الأمر يمكن إصلاحه. يوجد في القرية مباني عامة، مثل مدرسة ومقر رئيسي للمؤسسات العامة ...الخ)).
في الأسابيع التالية نشب سوء تفاهم بين قسمين من أقسام الوكالة اليهودية، فكل منها يريد أن يستلم القرية! لكنهما إتفقا في كانون ثاني/يناير، على أن يتسلم قسم الإستيعاب [القرية] على أن يقيم على أراضيها معسكراً للمهاجرين. لقد اُخذ قرار في جلسة شارك فيها شاؤول أفيغور أيضا، وقيل في المحضر ان موافقة أفيغور كموافقة رئيس الحكومة. إذن اقاموا معسكر مهاجرين في القرية. وفي الأسابيع التالية، بحثوا عن مقاول تكون أسعاره تكون أرخص من أسعار شركة سوليل بونيه. وأقنعوا شركة ((هميكاشير)) للمواصلات بإفتتاح خط باصات الى المكان، كما أقنعوا وزير البريد بأن تربط المستعمرة بشبكة الهاتف. وطلبوا من رئيس البلدية، دانييل أوستر، المساهمة، بمد اُنبوب مياه سمكه 4 إنش. وفي مقابل معسكر المهاجرين، أسكنوا في القرية مستوطنين من بولندا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا، أعضاء نواة كانت مرتبطة ببوعالي يسرائيل. وأقامت تعاونية كوبت حوليم الإستهلاكية فرعاً لها هناك، كما اُقيم كنيس. وأرسلت وزارة المعارف والثقافة تسأل عما إذا كانت هناك حاجة الى صفوف للتدريس. وحتي صيف سنة 1949، تمكنوا من حراثة 20 دونما من كروم الزيتون، وتسويق 300 صندوق خوخ قطفوها من أشجار القرية. وفي المقابل، بدأوا قطف العنب، وقامت مستعمرة جديدة هي غفعات شاؤول ب التي كانت قرية دير ياسن سابقاً.
قبل ذلك بنحو 15 شهراً، هاجم رجال الأيتسل وليحي القرية وذبحوا نحو 250 [والحقيقة انه ذبح نحو 96] من سكانها البالغ عددهم 400 [والحقيقة انهم كانوا قرابة 600]، وبينهم نساء وأطفال. أما الباقي، فقد طردوا الى مدينة القدس القديمة بعد ان جالوا بهم في موكب بشوارع القدس الغربية. كانت المذبحة في دير ياسين مثل مذبحة اليهود في الخليل قبل ذلك بعشرين عام تقريبأ، منعطفا في تاريخ النزاع الأسرائيلي - العربي، ومن الرموز الشنيعة في كل الحروب.
بعد بضعة أيام من ذلك، جال رجال مكتب الصحة في إحدى القرى المتروكة بضواحي القدس: كان يرافقهم ممثلوا الحكم العسكري وممثلو قسم الإستيعاب التابع للوكالة اليهودية. وقد وجد موظفو مصلحة الشؤون الصحية في القرية بعوضاً ناقلاً للمرايا، فأعلنوا أنه قبل أن يصبح إسكان القرية ممكنناً يجب رش المنازل بمادة ال د. د. ت. وتعقيم آبار المياه. كانت هذه مُشكلة مالية. وإقترح مكتب الصحة الإستعانة بمتطوعين لإنجاز العمل. وأكد مكتب الصحة أن العمل سهل جداً. وإقترح إستعارة قفازات واقية للأشخاص الذين سيقومون في عملية الرش. وقد رد المسؤول عن قطاع القدس بأن حتى الساعة لا توجد نية في إسكان القرية. لكن ممثلي قسم الإستيطان التابع للوكالة اليهودية الذين جالوا في أراضي القرية كتبوا في تقريرهم لدى عودتهم ما يلي:
((... لانملك معطيات عن مساحة الأراضي، إذ لا توجد خرائط دقيقة تظهر مساحة القرية وخارجها. لكن بقدر ما يمكن ان نحكم من معاينة المكان، فإن الإراضي القابلة للإستغلال الزراعي كبيرة، وتبلغ مئات الدونمات من الأراضي الجيدة والملائمة للزراعة. لقد حرث رجال القرية السابقون هذه الأراضي سنين كثيرة، وزرعوا حول البيوت حدائق وأشجار مثمرة واشجار الزيتون توفر إكتفاء ذاتياً للمستوطنين العتيدين. وفي ضوء المعطيات المذكورة أعلاه، وجدنا أنه من الملائم تقسيم القرية الى نموذج إستيطان، هما : أ- حي مع مزرعة مساعدة مبني على مساحة 5 دونمات، يُخصص فيها لكل مستوطن منزل وفناء قطعة أرض لزراعة الخضراوات والأزهار وأشجار الفاكهة. أضف الى ذلك سينشىء المستوطنون مزرعة دجاج تتسع الى 500 - 1000 طير، ب- سيخدم وسط القرية لإسكان حرفيين وتطوير ورش ومحجار، وسوف يعتاش قسم من الحرفبن من عمله في المكان نفسه وفي مدينة القدس أيضاً. هذان الشكلان من الإستيطان يمكن أن يستوعبا نحو 150- 200 عائلة، أي ما يعادل 50 وحدة مع مزرعة مساعدة، والباقي يكون للسكن فقط. والأبنية بصورة عامة مبنية بشكل أصيل وجميل، ولا تتطلب إصلاحات أساسية. وهناك أيضا بالقرب من كل منزل بئر مياه للإستخدام المنزلي. أن قرب انبوب المياه الرئيسي، الذي يزود القدس، يتيح أيضاً تزويد المستوطنة بمياه إضافيا وقت الحاجة. صحيح أنه لا توجد مراحيض عصرية، لكن هذا الأمر يمكن إصلاحه. يوجد في القرية مباني عامة، مثل مدرسة ومقر رئيسي للمؤسسات العامة ...الخ)).
في الأسابيع التالية نشب سوء تفاهم بين قسمين من أقسام الوكالة اليهودية، فكل منها يريد أن يستلم القرية! لكنهما إتفقا في كانون ثاني/يناير، على أن يتسلم قسم الإستيعاب [القرية] على أن يقيم على أراضيها معسكراً للمهاجرين. لقد اُخذ قرار في جلسة شارك فيها شاؤول أفيغور أيضا، وقيل في المحضر ان موافقة أفيغور كموافقة رئيس الحكومة. إذن اقاموا معسكر مهاجرين في القرية. وفي الأسابيع التالية، بحثوا عن مقاول تكون أسعاره تكون أرخص من أسعار شركة سوليل بونيه. وأقنعوا شركة ((هميكاشير)) للمواصلات بإفتتاح خط باصات الى المكان، كما أقنعوا وزير البريد بأن تربط المستعمرة بشبكة الهاتف. وطلبوا من رئيس البلدية، دانييل أوستر، المساهمة، بمد اُنبوب مياه سمكه 4 إنش. وفي مقابل معسكر المهاجرين، أسكنوا في القرية مستوطنين من بولندا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا، أعضاء نواة كانت مرتبطة ببوعالي يسرائيل. وأقامت تعاونية كوبت حوليم الإستهلاكية فرعاً لها هناك، كما اُقيم كنيس. وأرسلت وزارة المعارف والثقافة تسأل عما إذا كانت هناك حاجة الى صفوف للتدريس. وحتي صيف سنة 1949، تمكنوا من حراثة 20 دونما من كروم الزيتون، وتسويق 300 صندوق خوخ قطفوها من أشجار القرية. وفي المقابل، بدأوا قطف العنب، وقامت مستعمرة جديدة هي غفعات شاؤول ب التي كانت قرية دير ياسن سابقاً.
قبل ذلك بنحو 15 شهراً، هاجم رجال الأيتسل وليحي القرية وذبحوا نحو 250 [والحقيقة انه ذبح نحو 96] من سكانها البالغ عددهم 400 [والحقيقة انهم كانوا قرابة 600]، وبينهم نساء وأطفال. أما الباقي، فقد طردوا الى مدينة القدس القديمة بعد ان جالوا بهم في موكب بشوارع القدس الغربية. كانت المذبحة في دير ياسين مثل مذبحة اليهود في الخليل قبل ذلك بعشرين عام تقريبأ، منعطفا في تاريخ النزاع الأسرائيلي - العربي، ومن الرموز الشنيعة في كل الحروب.
صورة لبعض بيوت قرية دير ياسين (القدس الشريف) المغتصبة
يتبع
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق